القدس213 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس213.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 12/03/2016 à 18:34, depuis l'adresse IP 197.2.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 488 fois.
Taille du document: 3 Mo (11 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺮﺷﯿﺪة ..
.
ﺣدﯾث ﻋن اﻻﻗﻠﯾﺎت . (1) ..
ﻓﻲ اﻟﻛل اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ واﻻﻧﺳﺎن ﯾﺗﺣول ﻛل ﺷﺊ وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾﻧﮫ اﻟﻧوﻋﯾﺔ ،وﯾﺗﻣﯾز اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﺟدل ،ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻧوﻋﯾﺎ
ﺑﺗطوره ..ﻓﻔﻲ اﻻﻧﺳﺎن ﯾﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺎﺿﻲ ) اﻟظروف ( واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ) اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ اﻟﺗﺣرّ ر ﻣن ﻗﯾود اﻟﻣﺎﺿﻲ ( ،ﻓﯾﻘوم
ّ
ﺧﺎﺻﺎ
اﻟﺻراع ﻓﻲ اﻻﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﮫ ﺑﯾن واﻗﻌﮫ اﻟذي ﯾرﯾد اﻻﻣﺗداﻟد ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺑﯾن ﺣﺎﺟﺎﺗﮫ اﻟﻣﺗﺟددة اﺑدا ،وﺗدﻓﻌﮫ
ﺗطوره ،ﻓﻼ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟراﺣﺔ اﻻ ﺑﺎﯾﺟﺎد
ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻻﺳﺗﮭداف ﺣرﯾﺗﮫ ..وھﻛذا ﯾﻧﺷﺄ ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﮫ ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾق ّ
اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ اوﻻ ،ﺛم ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻟﺣﻠول ﺛﺎﻧﯾﺎ ..واﺛر ذﻟك ﻗد ﯾﺻﺎدف اﻻﻧﺳﺎن ﺣظﮫ ﻣن اﻟﻧﺟﺎح او اﻟﻔﺷل طﺑﻘﺎ
ﻟﻣﻘدرﺗﮫ اﻟﺟدﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﻲ ادراك اﻟﻣﺷﻛﻼت ادراﻛﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،وﻓﻲ ﺗﺻور اﻟﺣﻠول ﺗﺻورا ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟواﻗﻌﮫ ،ﺛم ﻓﻲ
اﻟﺗزاﻣﮫ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻠك اﻟﺣﻠول ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻻﻛﻣل واﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ..
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻔرد ﻏﯾر ﻣوﺟود اﻻ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﺎن ﻛل ﻣﺷﻛﻠﺔ ھﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣﺷﻛﻠﺔ ذات أﺑﻌﺎد اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ..
ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ،وﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭم ،وﻣﺻﯾرھم أﺣﯾﺎﻧﺎ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻧوع أي ﻣﺷﻛﻠﺔ وأھﻣﯾﺗﮭﺎ ) ..ﻣﻧﮭﺞ ﺟدل اﻻﻧﺳﺎن ـ ﻋﺻﻣت
ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ ( .
ھﻛذا ..ﺑﻣﻧﮭﺞ واﺿﺢ ،ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﺻول اﻟﻰ رؤﯾﺔ واﺿﺣﺔ ..
ﻓﻣﺷﻛﻠﺔ اﻷﻗﻠﯾﺎت ،ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﮭﻣﮭﺎ اﻻ ﻛﻣﺷﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات ﺻﻠﺔ ﺑواﻗﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺎﺿﯾﺎ وﺣﺎﺿرا وﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،وﻟﯾس
ﻛﻣﺷﻛﻠﺔ ﺣرﯾﺎت ،أو ﻛﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻘرﯾر ﻣﺻﯾر ،ﻟﻣﺟرد ان ﺟﻣﺎﻋﺔ أو ﺟزء ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ داﺧل اﻷﻣﺔ ﯾرﯾد اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋن
ﻛﯾﺎﻧﮭﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ،ﻣﺗو ّھﻣﺎ أن ﻣﺻﯾره ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن ﻣﺻﯾر ﻛل اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻛﯾﺎن ..
وﻟﮭذا ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷﻛﻠﺔ " اﻻﻗﻠﯾﺎت " ﻣن أﻛﺛر اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺗﻌﻘﯾدا ،وھﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺗﻠك اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﮭﻣّﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ
أو ﯾﻐﻔل ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺣﻘوﻗﯾون اﻟﻣﻧﺎﺻرون ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺛﺎر ﻋﻧدھم ﺑﺷﻛل ﻣﻐـﻠوط ،ﻓﯾﺳﺎرع اﻟﺑﻌض ﻣﻧﮭم اﻟﻰ ﺗﺎﯾﯾدھﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣطﻠق ،وﯾﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اظﮭﺎر اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟﻧﺷطﺎء ﻣن اﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ﻣﺗﺻورﯾن اﻧﮭم ﯾﻔﻌﻠون ذﻟك ﻣﻧﺎﺻرة ﻣﻧﮭم ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
وﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن اﻟﺦ ..
واﻟواﻗﻊ ان ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ـ وﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﻟذات ـ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدّ م أﻛﺑر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻻﻣﺔ اﻟﻌـرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﮭر
أﻛﺛر اﺳﺗﻘرارا ﻓﻲ اﻟداﺧل ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗظﮭر ﺗﻠك اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺑﺎﻻﺳﺎس ﻓﻲ أطراﻓﮭﺎ أﯾن ﺗﻛون اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺧﺗﻼط واﻟﺗﻔﺎﻋل
واﻟﺗﺟﺎذﺑﺎت ﻣﻊ اﻟﺷﻌوب اﻻﺧرى ﻗوﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺧﺻوص ﻓﻲ ظروف ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻛﺎﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾﺷﮭﺎ أﻣﺗﻧﺎ ،وﻓﻲ ظل اﻟﺗدﺧل
اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟرّ ھﯾب ﺣﯾث ﻻ ﺗﻧﻘطﻊ ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺎﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌرﻗﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ان ﺗﺗﻠﻘﻰ ﻛﺛﯾرا
ﻣن اﻟوﻋود ﻣن ﺗﻠك اﻟﺟﮭﺎت ﺑﻧﯾل ﻣﻛﺎﺳب ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌـﻧوﯾﺔ ﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﻣن ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت دراﯾﺔ او ﻋﻠم ﺑﮭﺎ
..اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻏﯾﺎب اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ظل أﻧظﻣﺔ اﻻﺳﺗﺑداد واﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ..
ﺛم ان ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﯾﺳت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ وﺣده ،ﻓﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﯾﮭﺎ ﺛراء وﺗﻧوع ﻋرﻗﻲ ودﯾﻧﻲ وﻣذھﺑﻲ
ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺑدو أﻛﺛر اﺳﺗﻘرارا ،ﻻن ﻛل ﻣﻛواﻧت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺗﻔﺎﻋل دون ﺣواﺟز ،ودون ﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص أو ﺑﮭﯾﻣﻧﺔ ﻓﺋﺔ ﻋﻠﻰ
اﺧرى ..
وﻓﻲ اﻟﻌﻣوم ﻓﺎن" ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﻠﯾﺎت " ـ ان وﺟدت ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ـ ﻓﺎﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺣل داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻻﻧﻔﺻﺎل ،ﺑل ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ظل
ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮫ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓﻲ ظﻠﮭﺎ أي ﻣواطن ان ﯾﻌـﺑـر ﻋن ذاﺗﮫ
دون ﺷﻌور ﺑﺎﻟﻐـرﺑﺔ او ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻐـﻧﺎء ﻋن اﻵﺧرﯾن ..
أﻣﺎ اذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻔﺗﻌﻠﺔ ،ﻓﺎﻧﮭﺎ ﻻ ﺗظﮭر ﻋﺎدة اﻻ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺿﻌـﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون أﻣﻧﮭﺎ اﻟﻘوﻣﻲ ﻣﺳﺗﺑﺎﺣﺎ ،
ﯾﺗﺣول ﻓﯾﮭﺎ اﻻﺳﺗﺑداد اﻟﻰ ﻗﮭر ﻟﻛل ﻓﺋﺎت اﻟﺷﻌب ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻻي ﻓﺋﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻣن
ّ
وﻓﻲ ظل اﻻﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻲ
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ھذا اﻟﻐول ،اﻻ اﻻﺣﺗﻣﺎء ﺑﻌﺻﺑﯾﺗﮭﺎ اﻟﺿﯾﻘﺔ ﺳواء اﻟﻌرﻗﯾﺔ او اﻟدﯾﻧﯾﺔ او اﻟﻣذھﺑﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ..وھو ﯾﺣدث
اﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾظﮭر ﻓﯾﮭﺎ اھﺗزاز اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ﻟدى أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﺧﻠف اﻟﺣﺿﺎري اﻟذي ﺗﺷﮭده ،
ﻻن ﺗﻘدم اﻻﻣم وﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻧﮭﺿﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺣﺿﺎرﯾﺔ وﺗﺄﻟﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻋدﯾدة ﯾﻌـزز ﺷﻌور اﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ،
ﻓﺗﺿﻌـف ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻠك اﻟﻧـزﻋﺎت اﻻﻧﻔﺻﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺣل ﻣﺣﻠﮭﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻧزﻋﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻔﺧر واﻻﻋﺗزاز ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﻰ ﺗﻠك
اﻻﻣﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ) ..ﯾﺗﺑﻊ (
أﺑﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣدح اذ ﻗرأت ﺻدر ﻛل ﺑﯾت ﺑﺷﻛل ﻣﺗﺗﺎﻟﻲ
ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﻌﻧﻰ ھﺟﺎء :
*ﻛل ﻣﺎ ﻓﻘدﺗﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ،ﻓﻘدﺗﮫ ﺑﺳﺑب ﺷدة ﺧوﻓﻲ ﻣن
ﻓﻘداﻧﮫ ) .ﺑﺎوﻟو ﻛوﯾﻠو ( .
*
أذا أﺗﯾت ﻧوﻓل ﺑن دارم ** أﻣﯾر ﻣﺧذوم وﺳﯾف ھﺎﺷم
وﺟدﺗﮫ أظﻠم ﻛل ظﺎﻟم ** ﻋﻠﻰ اﻟدﻧﺎﻧﯾر أو اﻟدراھم
ﻣﻦ ﯾﺰرع اﻷﻣﺎﻧﺔ ،ﯾﺤﺼﺪ اﻟﺜﻘﺔ ..
وأﺑﺧل اﻻﻋراب واﻷﻋﺎﺟم ** ﺑﻌرﺿﮫ وﺳره اﻟﻛﺎﺗم
ﻻ ﯾﺳﺗﺣﻲ ﻣن ﻟوم ﻛل ﻻﺋم ** اذا ﻗﺿﻰ ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم
أﻟﻔﺎظ أوّ ﻟﮭﺎ ﻣﻔﺘﻮح ن وأول أﺿﺪادھﺎ ﻣﻜﺴﻮر :
وﻻ ﯾراﻋﻲ ﺟﻠب اﻟﻣﻛﺎرم ** ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺣق وﻋﺎدل اﻟﺣﺎﻛم
اﻟﺟَ دب :وﺿدّ ه اﻟﺧِﺻب .
ﺑﻘراءة اول ﻛل ﺑﯾت ﺗﺗﺣول اﻟﻰ ھﺟﺎء :
اﻟﺣَ رب :وﺿدّ ه اﻟﺳﱢ ﻠم .
أذا أﺗﯾت ﻧوﻓل ﺑن دارم
اﻟﻔﻘر :وﺿدّ ه اﻟﻐِﻧﻰ .
وﺟدﺗﮫ أظﻠم ﻛل ظﺎﻟم
اﻟﺟﮭل :وﺿده اﻟﻌِﻠم .
وأﺑﺧل اﻻﻋراب واﻷﻋﺎﺟم
ﻻ ﯾﺳﺗﺣﻲ ﻣن ﻟوم ﻛل ﻻﺋم
ﻣﻠﯾﺷﯾﺎت ﺑﻧﻐﺎزي
ﻓﻲ ﻣﺷﮭد ﻣذل ﻣﻊ
دﯾﻔد ﻛﺎﻣرون
رﺋﯾس وزراء
ﺑرﯾطﺎﻧﺗﯾﺎ !! ...
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟرﺷﯾدة ..
د .ﺻﺑﺣﻲ ﻏﻧدور .
ب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟﻛﻧّﮭﺎ ﺻراﻋﺎت ارﺗﺑطت ﺑﺷﻌﺎر »إﺳﻘﺎط اﻟﻧظﺎم« ،ﻛﻣﺎ
ت ﻋﻧﻔﯾﺔ ،وﻟو ﺑﻧِﺳَ ٍ
ﺗﺷﮭد اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺻراﻋﺎ ٍ
ﺗﺷﮭد ﺑﻠدان اﻟﻣﻧطﻘﺔ »ﺣوادث« إرھﺎﺑﯾﺔ و»أﺣﺎدﯾث« طﺎﺋﻔﯾﺔ ﺗﺧدم ﻣﺷروع إﺳﻘﺎط اﻷوطﺎن ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻻ اﻷﻧظﻣﺔ وﺣدھﺎ .
ﻓﮭو »زﻣنٌ إﺳراﺋﯾﻠﻲ« اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أوﻟوﯾّﺔ اﻟﺻراﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،إذ ﺟرى ﺗﮭﻣﯾش »اﻟﺻراع
اﻟﻌرﺑﻲ/اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ« ،وﺗﻧﺷﯾط اﻟﺻراﻋﺎت اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻋﻣوم »اﻟﺷرق اﻷوﺳط« ،ﺑﺣﯾث ﺿﺎﻋت ﻣﻌﺎﯾﯾر »اﻟﺻدﯾق«
اﻟﻌدو« وطﻧﯾﺎ ً وإﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ً ودوﻟﯾﺎ ً !
و» ّ
ﻗﺑل ﺧﻣس ﺳﻧوات ،ﺗردّ د ﻓﻲ »ﻣﯾدان اﻟﺗﺣرﯾر« ﺑﺎﻟﻘﺎھرة ﺷﻌﺎر »اﻟﺷﻌب ﯾرﯾد إﺳﻘﺎط اﻟﻧظﺎم« .ﺛمّ أﺻﺑﺢ ھذا اﻟﺷﻌﺎر
ت ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻛﺎن .ﻟﻛن ﻟم ﯾﻛن واﺿﺣﺎ ً ﻓﻲ ﻛل ّ ھذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت »ﻛﯾف ﺳﯾﻛون إﺳﻘﺎط
ﻋﻧواﻧﺎ ً ﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎ ٍ
اﻟﺧط اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن »إﺳﻘﺎط اﻟﻧظﺎم« و»ﻋدم ﺳﻘوط
ّ
اﻟﻧظﺎم« ﺛمّ ﻣﺎ ھو »اﻟﺑدﯾل اﻟذي ﯾرﯾده اﻟﺷﻌب« ،وأﯾﺿﺎ ً ،ﻣﺎ ھو
ﻣﺳﺎر ﻣﻌظﻣﮫ ﻧﺣو ﺗﻔﺗﯾت اﻷوطﺎن وﺗدوﯾﻠﮭﺎ .
ٍ
ب ﻣﻘﮭورة ،ﻟﻛﻧﮭﺎ اﺗﺟﮭت ﻓﻲ
اﻟوطن« .ﻓﮭذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت ﺑدأت ﺑﺈرادة ﺷﻌو ٍ
ت ﺧطﯾرة
ﺣﺗّﻰ اﻵن ،وﺣدھﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ اﺳﺗطﺎﻋت إﻟﻰ ﺣدﱟ ﻣﺎ أن »ﺗﺳﻘط اﻟﻧظﺎم« ﺑطرﯾﻘ ٍﺔ ﺳﻠﻣﯾﺔ ودون ﺗداﻋﯾﺎ ٍ
ﻋﻠﻰ أﻣن اﻟوطن ووﺣدﺗﮫ ..
وﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﺷﻌب ﻓﯾﮫ .ﻓﺗﺟﺎرب اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ﺳﺎدھﺎ وﺗﺳودھﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻧف أو ﻏﻣوض
اﻟﻣﺻﯾر اﻟوطﻧﻲ .ﻟﻛن رﻏم أھﻣّﯾﺔ »اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ« ،ﻓﺈنّ ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﺣدود ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺣدث
اﻵن ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ھو اﻟذي ﺳﯾﻘرّ ر ﻣﺻﯾر اﻷﻣّﺔ ﻛﻠ ّﮭﺎ ﻣﻌﺎ ً .
ت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺗراﺟﻊ اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟﻠﮭواﺟس اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل
وﻟﻘد ﺷﮭدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾرا ٍ
إﻧﺳﺎن ﻋرﺑﻲ ،ﻟﻛن ﻗﻠ ّﺔ ﻣن ھذه اﻟﺗﻔﺳﯾرات ﺗﺿﻊ اﻹﺻﺑﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرح اﻟﻌرﺑﻲ اﻷﻛﺑر .ﻓﺄﺳﺎس اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ھو
ٍ
اﻵن ﺑﺎل َ ﻛل ّ
أﺻﻼ ً ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﺑﻛل ﱢ ﻣن ﻓﯾﮭﺎ ،وﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﺣﻛّﺎﻣﮭﺎ أو ﺑﻣﺎ ھو ﻗﺎﺋم ﻣن ﻣﺷروﻋﺎت وﻣؤاﻣرات أﺟﻧﺑﯾﺔ.
اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﮭم ،واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻌروﺑﺔ واﻹﯾﻣﺎن اﻟدﯾﻧﻲ؟ ﻓﺎﻟرﺳﺎﻻت
ّ
ﻓﺄﯾن اﻟﻌرب اﻵن ﻣن
اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ ﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗوﺣّ د وﻧﺑذ اﻟﻔرﻗﺔ .و»اﻟﻌروﺑﺔ« ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗﻛﺎﻣل ورﻓض اﻻﻧﻘﺳﺎم .و»اﻟوطﻧﯾﺔ« ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻣواطﻧﺔ واﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ ..ﻓﺄﯾن اﻟﻌرب ﻛﻠ ّﮭم ﻣن ذﻟك ﻛﻠ ّﮫ ؟
إنّ ﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ واﻟرﺷﯾدة ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ آﻓﺎق ﻓﻛرﯾﺔ واﺿﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم ،وإﻟﻰ أطر ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء ،وإﻟﻰ
ﻗﯾﺎدات ﻣﺧﻠﺻﺔ ﻟﻸھداف وﻟﯾس ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻّ ﺔ ،وإﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﺷرف اﻟﻐﺎﯾﺎت ..ﻓﮭل ھذه
اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻛﻠ ّﮭﺎ ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﯾوم ؟
وﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺣرّ ﯾﺔ اﻟوطن وﺑﯾن ﺣرّ ﯾﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن؟ وﻛﯾف ﯾﻣﻛن اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﻧﺳﯾﺞ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻛل ّ ﺑﻠد ؟ وھل ﯾﻣﻛن اﻟﻘﺑول ﺑدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﻣرّ ﻓﻲ ﺗدﺧّ ل ﻋﺳﻛري أﺟﻧﺑﻲ وﻓﻲ ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ
وإﺧﺿﺎﻋﮭﺎ ﻟﻠﺳﯾطرة اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ؟
ﺛمّ ﻣﺎ ھﻲ آﻓﺎق ھذا اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻧﺷود اﻟذي ﺳﻌت إﻟﯾﮫ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣوﻗف ﻣن إﺳراﺋﯾل ،وأيﱡ
ھدﻧﺔ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻠ ّﺔ ،اﻗﺗﺿت وﻗف اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
ً
ﻣﻧطق ﻋرﺑﻲ أو إﺳﻼﻣﻲ ﯾُﻔﺳّ ر اﻵن ﻛﯾف أنّ ھﻧﺎك
ٍ
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺿدﱠ اﻻﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ..
ت إﺳﻼﻣﯾﺔ ؟! وھل ھﻲ ﻣﺻﺎدﻓﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أن ﯾﺗزاﻣن
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗﺻﺎﻋد ﺣدّ ة اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺳﻠ ّﺢ ﻓﻲ ﻋدّ ة دولٍ ﻋرﺑﯾﺔ وﺗﺣت ﺷﻌﺎرا ٍ
ذﻟك ﻛﻠ ّﮫ ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻣذھﺑﯾﺔ واﻹﺛﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ّ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ! وﺑﺣﺿور ﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺗﻘﺳﯾم واﻟﺣروب
اﻷھﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛﻠ ّﮭﺎ ﺗﺳﺑﺢ ﻓﻲ اﻟﻔﻠك اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ؟!
وﻗﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﻧّﻔس اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ً ،واﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت ﻣﻧﮭﺎ ﺧﺻوﺻﺎ ً ،ﻟﻠﺗﺳﺎؤل ﻋﻣﱠﺎ ﺣدث
ً
ھذه ﺗﺳﺎؤﻻتٌ ﻣﮭﻣّﺔ وﺗﺳﺗدﻋﻲ
ت دﯾﻧﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ ،أو ﻣن أﺟل اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
وﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن أﻋﻣﺎل ﻋﻧف ﻣﺳﻠ ّﺢ ﺗﺣت ﺷﻌﺎرا ٍ
ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى !
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻧﺑذ اﻟﻌﻧف ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﻛوﻣﺎت ،وﻋﻠﻰ
اﺗّﺑﺎع اﻟدﻋوة اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻧﺎع اﻟﺣر ،وﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺣﺎزم ﺑﯾن ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺎت وﺗﮭدﯾم اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت ،ﺣﯾث
وﻣﻘوﻣﺎت اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ.
ّ
ھدّ ﻣت ﻋدّ ة ﻗوى ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺧﻼل ﺻراﻋﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻧﻌم ،ھﻧﺎك ﺿرورة ٌ ﻗﺻوى ﻟﻺﺻﻼح واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟوﻗف ﺣﺎل اﻻﺳﺗﺑداد واﻟﻔﺳﺎد اﻟﺳﺎﺋد ﻓﯾﮭﺎ
،ﻟﻛن اﻟﺳؤال ﻛﺎن ،وﻣﺎ ﯾزال ،ھو ﻛﯾف ،وﻣﺎ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺑدﯾل اﻷﻓﺿل ،وﻣﺎ ﻣواﺻﻔﺎﺗﮫ وھوﯾّﺗﮫ ؟! ﻓﻠﯾس اﻟﻣطﻠوب
ھدم اﻟﺣﺎﺿر دون ﻣﻌرﻓﺔ ﺑدﯾﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،أو ﻛﺳب اﻵﻟﯾﺎت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ..
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺧﺳر اﻷوطﺎن وﺣدﺗﮭﺎ أو ﺗﺧﺿﻊ ﻣن ﺟدﯾد ﻟﻠﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾن ھدف
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﻣﺳﺎﺋل اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣرّ ر اﻟوطﻧﻲ واﻟﮭوﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ .
ﺗروﯾﺞ ﻟﻣﻘوﻟﺔ »دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرق
ٍ
ﻓﮭل ﻧﺳﻲ اﻟﺑﻌض ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﮫ إدارة ﺑوش اﻻﺑن ﺑﻌد ﻏزوھﺎ ﻟﻠﻌراق ﻣن
اﻷوﺳط« ،ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑول ﺑﺎﻻﺣﺗﻼل واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﻧزع اﻟﮭوﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺗوزﯾﻊ اﻷوطﺎن إﻟﻰ ﻛﺎﻧﺗوﻧﺎت
ﻓﯾدراﻟﯾﺔ ؟ أﻟم ﯾﻛن ذﻟك واﺿﺣﺎ ً ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺣﻛم ﺑول ﺑرﯾﻣر ﻟﻠﻌراق ،وﻣﺎ أﻓرزه اﻻﺣﺗﻼل اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻟﻠﻌراق ﻣن واﻗﻊ
ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺗﺳوده اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻹﺛﻧﯾﺔ ﺑل واﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻟﻠوطن اﻟﻌراﻗﻲ ؟!
ھﻧﺎك ﺣﺗﻣﺎ ً أﺑﻌﺎ ٌد ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﮭﻣّﺔ ﻟﻠﺻراﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠ ّﺣﺔ اﻟداﺋرة ﻓﻲ ﻋدّ ة ﺑﻠدان ﻋرﺑﯾﺔ ،وھﻲ ﺻراﻋﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ /دوﻟﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻟﻛنّ »اﻻﺣﺗﻛﺎم ﻟﻠﺷﻌب« ھو اﻟﺣل ّ اﻟﻣطﻠوب ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣن ﻧزف دم ﻓﻲ اﻟﺟﺳم اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺗﺗﺣﻣّل
ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ اﻵن ﺑﺷﻛلٍ ﻣﺷﺗرَ ك ﻗوى اﻟداﺧل واﻟﺧﺎرج ،وأطراف اﻟﺣﻛم واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻌﺎ ً .
اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﯾﺳﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس وﺗﻔرﻋﺎﺗﮭﺎ ..
ﻣدﯾﻧﺔ اﺟﺎﻧﻔﻲ 2016
أﻛﺛر ﻣن ﻣﻌرﻛﺔ ..
ﺳﻣﯾﺢ اﻟﻘﺎﺳم .
ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻌرﻛ ٍﺔ داﻣﯾﺔ اﻷرﺟﺎءْ
أﺷﮭر ھذي اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺣﻣراء
ﻧﺎر
أﺷﮭرھﺎ ..ﺳﯾﻔﺎ ً ﻣن ِ
ﺻف اﻷﻋداء
ﱢ
ﻓﻲ ﺻفﱢ اﻹﺧوة ..ﻓﻲ
ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن درب وﻋْ ِر
ﺷﺎﻣﺧﺔ ..أﺷﻌﺎري
ً
ﺗﻣﺿﻲ
اﻟﻐدر
ِ
و أﺧﺎفُ ..أﺧﺎف ﻣن
ﻣن ﺳﻛﯾن ﯾُﻐﻣد ﻓﻲ ظﮭري
ﻟﻛﻧﻲ ،ﯾﺎ أﻏﻠﻰ ﺻﺎﺣب
اﻟﺷﻌر
ِ
ﯾﺎ طﯾّبُ ..ﯾﺎ ﺑﯾتَ
اﻷﺣزان
ِ
رﻏم اﻟﺷ ّك ..و رﻏم
اﻟﻔﺟر!
ِ
أﺳﻣﻊُ ..أﺳﻣﻊُ ..وﻗﻊ ﺧطﻰ
اﻷﺣزان
ِ
رﻏم اﻟﺷ ّك ..و رﻏم
ﻟن أﻋدم إﯾﻣﺎﻧﻲ
ﻓﻲ أنّ اﻟﺷﻣس ﺳﺗﺷرقُ ..
اﻹﻧﺳﺎن
ِ
ﺷﻣس
اﻟﻧﺻر
ِ
ﻧﺎﺷرةً أﻟوﯾﺔ
أﻣﺎن
ﺷوق و ِ
ٍ
ﻧﺎﺷرةً ﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻣن
ﻛﻠﻣﺎﺗﻲ اﻟﺣﻣراء ..
ﻛﻠﻣﺎﺗﻲ ..اﻟﺧﺿـراء !..
وﺣدة اﻟﻣﺻﯾر اﻟﻘوﻣﻲ
د.ﻋﺻﻣت ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ .
واﻵن ﻧﻌﯾد اﻟﺳؤال :ﻣﺎ ھو ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟذي ﻧﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮫ ؟ ﻣﺎ ھﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻛﺗﻛوﯾن ﺗﺎرﯾﺧﻲ ؟ ھل ﻧﺣن ﻣﺎزﻟﻧﺎ
ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻟﻘﺑﺎﺋل ،أم أﻧﻧﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻣم ،أم أﻧﻧﺎ ﻧﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ؟
واﻹﺟﺎﺑﺔ ھﻧﺎ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﺟﺎھزة :ﻧﺣن أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة .واﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ھﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟذي ﻧﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮫ .وھﻲ إﺟﺎﺑﺔ ﻏﯾر
ﻣﻧﻛورة ﻣن ﻛل اﻟذﯾن ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ أن ﻧﻘﯾم ﻣﻌﮭم ﺣوارا ً ﺑﻧﺎءً ﺣول اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ وﻧظرﯾﺗﮫ .وﻗد اﻛﺗﺷف ﻛﺛﯾرون ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟوﺟود
اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﺷﻌورھم ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ھذه اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﮭم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺷرا ً وأرﺿﺎ ً ،أي ﻣن ﺧﻼل
ﻣﺎ ﯾﺳﻣوﻧﮫ ”اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ“ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﺑذاﺗﮭﺎ ﻋن اﻛﺗﻣﺎل اﻟﺗﻛوﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﺗﻌﻛﺳﮫ .واﻛﺗﺷﻔﮫ آﺧرون
ﻋن طرﯾق اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ .واﻛﺗﺷﻔﮫ ﻏﯾرھم ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺎﻣﻠﮭم ﺷﻌوب اﻷﻣم
اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﮭم ”ﻋرب“ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ،ﺑل أن ﻛﺛﯾرﯾن اﻛﺗﺷﻔوا اﻧﺗﻣﺎءھم اﻟﻘوﻣﻲ إﻟﻰ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﺻدﻣﺔ اﻟﻧﻛﺑﺔ ﺳﻧﺔ ،1948وﺻدﻣﺔ اﻟﻧﻛﺳﺔ ﺳﻧﺔ . 1967اﻟﻣﮭم أﻧﮫ ﻗد أﺻﺑﺢ ﻣﺳﻠﻣﺎ ً ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻧﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ
ﻣﻛﺗﻣﻠﺔ اﻟﺗﻛوﯾن ،وھذا ﯾﻌﻔﯾﻧﺎ ﻣن ﺟﮭد ﻻ ﻣﺑرر ﻟﮫ ﻹﺛﺑﺎﺗﮫ .ﻓﻧﺣن ﻣﻘﺑوﻟون ”ﻛﺄﻣﺔ“ وھذا ﯾﻛﻔﻲ .ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻧﻘول أﻧﻧﺎ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ
.وﺑﻌد ؟
ھذا ھو اﻟﺳؤال اﻟدﻗﯾق .إن ﻣﺟرد اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻧﺎ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ﻗد ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ ً ﻋﻧد اﻟﻛﺛﯾرﯾن .وﻧﺣن ﻧﻌرف أن ﻛﺛرة ﻣن
اﻟﻧﺎس ﯾﺳﻠﻣون ﻣﻌﻧﺎ ﺑﺄﻧﻧﺎ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ،ﺛم ﻻ ﯾرون أن ﻟﮭذا أﺛرا ً ﻓﻲ ﻣﺧططﺎت اﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .وﻣﻌﻧﻰ ھذا أن
ﺛﻣﺔ ﻓﺟوة ﻓﻲ اﻟﺣوار ﻻ ﺑد ﻣن أن ﺗﻣﻸ ﻟﻧﻠﺗﻘﻲ .ﺧﺎﺻﺔ وﻧﺣن ﻧﺗﺣدث ﻋن اﻟوﺟود اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﮭم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟوﺟود اﻟﻘوﻣﻲ ووﺣدة ﻣﺻﯾره إﻻ إذا ﻋرﻓﻧﺎ " ﻟﻣﺎذا“ ﺗﻛوﻧت اﻷﻣم؟ ﻟﻣﺎذا ﻛﻧﺎ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﺛﻼً ؟
ھل ﻛﺎن ذﻟك ﻣﺻﺎدﻓﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،أو ﺗم اﻋﺗﺑﺎطﺎ ً ﻻ أﺣد ﯾدري ﻟﻣﺎذا ؟ إﻧﮫ ﺳؤال ٌ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻧﺎ ﺣظ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﯾﺔ إﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ
أﯾﺔ دراﺳﺔ أﺧرى ،ﻣﻊ أﻧﮫ ﺳؤال ﺣﺎﺳم .
“ ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﮫ ﯾﺗﻧﺎﻗض اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .وﯾﺗوﻟﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﮫ ﺣل اﻟﺗﻧﺎﻗض ﺑﺎﻟﻌﻣل .إﺿﺎﻓﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ
وﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻟﻛن ﺗﺗﺟﺎوزھﻣﺎ إﻟﻰ ﺧﻠق ﺟدﯾد“ .ھذا ھو ﻗﺎﻧون اﻟﺗطور اﻟﺟدﻟﻲ ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎه ﻣن ”ﺟدل اﻹﻧﺳﺎن“ وﺗرﺟﻣﺗﮫ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ھﻲ :أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﺗطور ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺷﺗرك )اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ( ﻟﺣل اﻟﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ )ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻣﺎﺿﻲ(
واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل )ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﺎ( أو ﺑﺗﻌﺑﯾر أﺳﮭل :إن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﺗطور ﺧﻼل ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﮭﺎ واﻗﻌﮭﺎ
ﻣﺳﺗﮭدﻓﺔ داﺋﻣﺎ ً إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗزاﯾدة أﺑدا ً.
إذا ﻧظرﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺿوء ھذا إﻟﻰ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻧﺟد أن اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻘﺑﻠﻲ ﻛﺎن ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻧﻣو وإﺿﺎﻓﺔ ﺗﺣﻘﻘت ﺧﻼل ﺣل ﻣﺷﻛﻼت
اﻟطور اﻟذي ﺳﺑﻘﮫ .ﻓﮭو أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﺗﻘدﻣﺎ ً ،وأﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﺷﻣوﻻ ً ،ﻓﯾﺗﺿﻣﻧﮫ وﻻ ﯾﻠﻐﯾﮫ وﻟﻛن ﯾﺿﯾف إﻟﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﺣدّ ده ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد اﻟﻛل ُ
ﯾﻠﻎ اﻷﺳرة ﻓﯾﮫ ،ﺑل ظﻠت أﺳرا ً وﺑطوﻧﺎ ً وأﻓﺧﺎذا ً ﯾﻘوم اﻟدم ﻓﯾﮭﺎ راﺑطﺔ ﺑﯾن ذوي اﻟدم اﻟواﺣد ﻓﻲ
اﻟﺟزءَ .ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘﺑﻠﻲ ﻟم ِ
إﺿﺎﻓﺔ ﻛﺎﻧت ﺣﻼ ً
ً
ﺣدود ﻣﺷﻛﻼﺗﮭم اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ،ﺗﺿﺎف إﻟﯾﮭﺎ اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟواﺣدة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺟﺎوز ﺣدود اﻷﺳرة إﻟﻰ اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ
ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺣﻘﻘت ﺑﮭﺎ ﻟﻸﻓراد ،ﺣﺗﻰ ﻣن اﻷﺳرة اﻟواﺣدة ،ﺣرﯾﺎت ﻟم ﺗﻛن ﻟﺗﺗﺣﻘق ﻟﮭم ﺑﻣﺎ ﺗﮭﯾﺋﮫ راﺑطﺔ اﻟدم وﺣدھﺎ ﻣن ﻣﻘدرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣرر .اﻟﻠﻐﺔ اﻟواﺣدة ﺑﻘﯾت ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻣﻌرﻓﺔ وﻟﺗﺑﺎدل اﻟرأي وﻟﻛﻧﮭﺎ أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﻏﻧﻰ ﺑﻣﺎ أﺿﺎف اﻟﻧﺎس إﻟﯾﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘﺑﻠﻲ ﻣن ﻣﻌﺎرف وآراء ﺟدﯾدة طورﺗﮭﺎ ﻓﺗﺟﺎوزت ﻟﻐﺔ اﻷﺳر واﻟﺑطون واﻟﻌﺷﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﻟﮭﺟﺎﺗﮭﺎ ﺗﺷﻣﻠﮭﺎ
اﻟﻠﻐﺔ اﻟواﺣدة وﺗﺗﺧطﺎھﺎ وﻟﻛن ﻻ ﺗﻠﻐﯾﮭﺎ .وﻣﺛل ھذا ﺗﺣﻘق ﻓﻲ اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋد واﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﻓﻛﺳب ﺑﮫ ﻛل
ﻓرد ﻣن أﯾﺔ أﺳرة ﺣرﯾﺎت أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻟﮫ وھو ﻣﺣﺻور ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺑﻧﻲ دﻣﮫ … ) ﻛذﻟك ( اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
)ﻛﺎن( ﺣﺻﯾﻠﺔ ﻧﻣو وإﺿﺎﻓﺔ ﺗﺣﻘﻘت ﺧﻼل اﻟﺣل اﻟﺟدﻟﻲ ﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟطور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﺳﺑق اﻟﻘوﻣﯾﺎت .ﻓﮭو أﻛﺛر ﻣﻧﮫ
ﺗﻘدﻣﺎ ً ،أي ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت ﻟﻺﻧﺳﺎن أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻛﺎن .وھو أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﺷﻣوﻻً ﻓﯾﺗﺿﻣﻧﮫ وﻻ ﯾﻠﻐﯾﮫ وﻟﻛن ﯾﺿﯾف إﻟﯾﮫ وﯾﺣدده ﻛﻣﺎ
ﯾﻠﻎ اﻷﺳرة .ﺑل ظﻠت أﺳرا ً وﺑطوﻧﺎ ً وأﻓﺧﺎذا ً .ﯾﻘوم اﻟدم ﻓﯾﮭﺎ راﺑطﺔ ﻣﻣﯾزة ﺑﯾن
ﯾﺣدد اﻟﻛل ُ اﻟﺟزءَ .ﻓﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘﺑﻠﻲ ﻟم ِ
ذوي اﻟدم اﻟواﺣد ،ﺑﻘﯾت اﻷﺳر ﻓﻲ اﻷﻣﺔ اﻟواﺣدة وأﺿﯾﻔت إﻟﯾﮭﺎ اﻟرواﺑط اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ،
إﺿﺎﻓﺔ ﻛﺎﻧت ﺣﻼً
ً
ﺗﻣﯾﯾزا ً ﻟﻠﺧﻠف اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﻗرىً وﻣدﻧﺎ ً وﻣﻧﺎطق وأﻗﺎﻟﯾم ،ﺛم أﺿﯾﻔت إﻟﯾﮭﺎ اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ
ﻟﻣﺷﻛﻼت اﻷﺳر واﻷﻗﺎﻟﯾم ذاﺗﮭﺎ ،وﺗﺣﻘﻘت ﺑﮭﺎ ﻟﻸﻓراد ﻣن اﻷﺳر وﻣن اﻷﻗﺎﻟﯾم ﺣرﯾﺎت ﻟم ﺗﻛن ﻟﺗﺗﺣﻘق ﻟﻣﮭم ﺑﻣﺎ ﺗﮭﯾﺋﮫ راﺑطﺔ
.....
اﻟدم وﺣدھﺎ أواﻟرواﺑط اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﺣدھﺎ . .اﻟﻠﻐﺔ اﻟواﺣدة ﺑﻘﯾت ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣن ﻗﺑل وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﺗﺑﺎدل
اﻟرأي ،وأﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﻏﻧﻰ ﺑﻣﺎ أﺿﺎف إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻘوﻣﻲ ﻣن ﻣﻌﺎرف وآراء ﺟدﯾد ٍة طورﺗﮭﺎ ﻓﺗﺟﺎوزت ﻟﻐﺔ
اﻷﺳر واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﻟﮭﺟﺎت ﺗﺷﻣﻠﮭﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟواﺣدة وﺗﺗﺧطﺎھﺎ وﻟﻛن ﻻ ﺗﻠﻐﯾﮭﺎ .وﻣﺛل ھذا ﺗﺣﻘق إﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم
وﺛﻘﺎﻓﺔ وﺣرﯾﺎت أﻛﺛر ﻣﻣﺎ
ً
واﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋد واﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ،ﻓﻛﺳب ﺑﮫ ﻛل ﻓرد ﻣن أﯾﺔ أﺳرة ،وﻣن أي إﻗﻠﯾم ،ﻋﻠﻣﺎ ً
ﻛﺎن ﻟﮫ وھو ﻣﺣﺻور ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺑﻧﻲ دﻣﮫ أو ﻋﺷﯾرﺗﮫ أو إﻗﻠﯾﻣﮫ .واﻹﺿﺎﻓﺔ ﻻ ﺗﻠﻐﻲ اﻟﻣﺿﺎف إﻟﯾﮫ وﻟﻛن ﺗﻛﻣﻠﮫ
ﻓﺗﻐﻧﯾﮫ… اﻟﺦ…
ھﻛذا ﺟﺎء ﻛﺧﻼﺻﺔ ﻟدراﺳﺔ طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ”اﻷﺳس“ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﻧﺗﻘﺎة ﻋل ﻣﺎ ﺗﻔرﺿﮫ اﻟدراﺳﺔ ھﻧﺎك .وﻧﻘوﻟﮫ ھﻧﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
ﻋرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﺣث اﻟﻧﺎس ﻋن
ً
أﻣﺔ
اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﺳب اﻟﺣوار اﻟﻣﻔﺗوح :إﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﻛن أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎطﺎ ً ،ﺑل ﺗﻛوﻧﱠﺎ ً
ﺣﯾﺎة أﻓﺿل .ﻓﺈذا ﻛﻧﺎ ﻗد ﺑﻠﻐﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟطور اﻟﻘوﻣﻲ ،أي ﻣﺎ دﻣﻧﺎ أﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ،ﻓﺈن
ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﺎرﯾﺧﻧﺎ ،اﻟذي ﻗد ﻧﻌرف ﻛل أﺣداﺛﮫ وﻗد ﻻ ﻧﻌرﻓﮭﺎ ،ﻗد اﺳﺗﻧﻔذ ﺧﻼل ﺑﺣث أﺟدادﻧﺎ ﻋن ﺣﯾﺎ ٍة أﻓﺿل َ ﻛل
ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ،وأﻧﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ اﻛﺗﻣﻠت ﺗﻛوﯾﻧﺎ ً ﻛﺎﻧت ﺑذﻟك
ً
أﻣﺔ
ﻟﺗﻛون ً
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻌﺷﺎﺋر اﻟﻘﺑﺎﺋل واﻟﺷﻌوب ﻗﺑل أن ﺗﻠﺗﺣم ﻣﻌﺎ ً ﱢ
دﻟﯾﻼ ً ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ً ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻧﻘض ،ﻋﻠﻰ أن ﺛﻣﺔ ” وﺣدة ﻣوﺿوﻋﯾﺔ “ ،ﻗد ﻧﻌرﻓﮭﺎ وﻗد ﻻ ﻧﻌرﻓﮭﺎ ،ﺑﯾن ﻛل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ
ﯾطرﺣﮭﺎ واﻗﻌﻧﺎ اﻟﻘوﻣﻲ ،أﯾﺎ ً ﻛﺎن ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ،وأﻧﮭﺎ ،ﺑﮭذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻣﺷﻛﻼت ﻗوﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺟد ﺣﻠﮭﺎ اﻟﺻﺣﯾﺢ إﻻ
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﺎت ﻗوﻣﯾﺔ ،وﻗوى ﻗوﻣﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺻﯾر اﻟﻘوﻣﻲ .ﻗد ﯾﺣﺎول ﻣن ﯾﺷﺎء أن ﯾﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮫ
اﻟﻘﺎﺻرة ،ﺛم ﯾﻘﻧﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﺻﯾب ،وﻟﻛﻧﮫ ﻟن ﯾﻠﺑث أن ﯾﺗﺑﯾن ،ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر أو اﻟطوﯾل ،أن اﻟﺣل اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﻣﻊ
اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،اﻟﻣﺗﺳق ﻣﻊ اﻟﺗﻘدم اﻟﻘوﻣﻲ ،ﻗد أﺧطﺄه ﻋﻧدﻣﺎ اﺧﺗﺎر أن ﯾﻔﻠت ﺑﻣﺻﯾره اﻟﺧﺎص ﻣن اﻟوﺣدة
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺣﻠوﻟ ُﮭﺎ اﻟﻣﺻﯾر اﻟﻘوﻣﻲ اﻟواﺣد ...ذﻟك ھو ﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﮫ ”وﺣدة اﻟﻣﺻﯾر اﻟﻘوﻣﻲ” ..
..آﻧﺎ ﻣﻊ ﻣول اﻟﺑﺎﺗﯾﻧدا !! ..
آﻧﺎ ﻣﻌﺎك ﺳﻲ اﻟﺑﺎﺟﻲ ..
اﻧت ﯾﺎ ﺟﻠول ﻣﻊ
ﺷﻛون ..؟؟
ﺣب اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻧﺎس ،ﻣن دﻻﺋل اﻹﯾﻣﺎن ..
ﻟم ﯾﺄت اﻹﺳﻼم ﺑﺗﻌﺎﻟﯾﻣﮫ ﻟﯾﻛون ﻋظﺎت ورﻗﺎﺋق ﺗﺳﻣو ﺑروﺣﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﮭم ﺑﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺣﺳب ،وﻟﻛن ﺟﺎء أﯾﺿً ﺎ
ﻟﯾﻧظم ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺧﻠق ﺑﻌﺿﮭم ﺑﺑﻌض ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳود اﻟﺗﻔﺎھم واﻷﻟﻔﺔ واﻟﻣﺣﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﯾﻧﻌم اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻟﺳﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ
واﻵﺧرة .
وﻣن أﺟل ذﻟك ﺟﻌل اﻹﺳﻼم ﻣن أھم ﻣﺑﺎدئ ﻧظﺎﻣﮫ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أن ﯾﺣرص ﻛل ﻓرد ﻣن أﻓراده ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻏﯾره ﺣرﺻﮫ
ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺗﮫ ،وأن ﯾﺣب ﻟﻶﺧرﯾن اﻟﺧﯾر اﻟذي ﯾﺣﺑﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ ،ﻣن ﺣﻠول اﻟﻧﻌم وزوال اﻟﻧﻘم .
أﻓﺿل اﻹﯾﻣــﺎن :
ﺑل إن اﻹﺳﻼم ﺟﻌل ﺣب اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻧﺎس ﻣن دﻻﺋل اﻛﺗﻣﺎل اﻹﯾﻣﺎن ورﺳوﺧﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﻠب ،وﻏﯾﺎب ﻣﺣﺑﺔ اﻟﺧﯾر ﻟﻶﺧرﯾن ﻣن
ﻋﻼﻣﺎت ﻧﻘص اﻹﯾﻣﺎن وﻋدم اﻛﺗﻣﺎﻟﮫ ،وھذا ﻣﺻداﻗًﺎ ﻟﻘول اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم » :ﻻ ﯾؤﻣن أﺣدﻛم ﺣﺗﻰ ﯾﺣب
ﻷﺧﯾﮫ ﻣﺎ ﯾﺣب ﻟﻧﻔﺳﮫ « رواه اﻟﺑﺧﺎري .
وﻋن ﻣﻌﺎذ أﻧﮫ ﺳﺄل اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋن أﻓﺿل اﻹﯾﻣﺎن ،ﻗﺎل» :أن ﺗﺣب ،وﺗﺑﻐض ،وﺗﻌﻣل ﻟﺳﺎﻧك ﻓﻲ
ذﻛر ﷲ « ،ﻗﺎل :وﻣﺎذا ﯾﺎ رﺳول ﷲ؟ ﻗﺎل » :وأن ﺗﺣب ﻟﻠﻧﺎس ﻣﺎ ﺗﺣب ﻟﻧﻔﺳك ،وﺗﻛره ﻟﮭم ﻣﺎ ﺗﻛره ﻟﻧﻔﺳك « رواه
اﻟﻣﻧذري.
ﺳﻣوا ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ،ورﻓﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﻼق،
ً
وإذا ﻣﺎ أﺣب اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻐﯾر ،ﻛﺎن ﻟذﻟك أﺛر ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﮫ ﻣﻊ اﻟﻧﺎس ،ﻓﺗﺟد ﻣﻧﮫ
وﻋﻔوا ﻋن اﻹﺳﺎءة ،وﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﻓراح واﻷﺣزان ..
ً
وﺻﺑرً ا ﻋﻠﻰ اﻹﯾذاء ،وﺗﻐﺎﺿﯾًﺎ ﻋن اﻟﮭﻔوات ،
طرﯾق ﻟﻠﺟﻧﺔ :
وﺣب اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻧﺎس ﯾﻘود ﺻﺎﺣﺑﮫ إﻟﻰ اﻟﻔوز ﺑﺎﻟﺟﻧﺔ ،ﻓﻌن ﻋﺑدﷲ ﺑن ﻋﻣرو ﺑن اﻟﻌﺎص ﻋن اﻟﻧﺑﻲ "ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم"
ﻗﺎل » :ﻣن أﺣب أن ﯾزﺣزح ﻋن اﻟﻧﺎر وﯾدﺧل اﻟﺟﻧﺔ ،ﻓﻠﺗدرﻛﮫ ﻣﻧﯾﺗﮫ وھو ﯾؤﻣن ﺑﺎ واﻟﯾوم اﻵﺧر ،وﯾﺄﺗﻲ إﻟﻰ اﻟﻧﺎس
اﻟذي ﯾﺣب أن ﯾؤﺗﻰ إﻟﯾﮫ « رواه أﺣﻣد .
ﺣرص ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎﺗﮭم :
وﻻ ﯾﻘﺗﺻر ﺣب اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻌدھم ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ،وﻟﻛن ﯾﻣﺗد أﯾﺿً ﺎ إﻟﻰ ﺣب اﻟﺳﻌﺎدة ﻟﮭم ﻓﻲ اﻵﺧرة ،ﻓﯾﺣب ﻟﮭم أن
ﯾﻣن ﷲ ﻋﻠﯾﮭم ﺑﻧﻌﻣﺔ اﻹﯾﻣﺎن ،وأن ﯾﻧﻘذھم ﷲ ﻣن ظﻠﻣﺎت اﻟﺷرك واﻟﻌﺻﯾﺎن ،وﻓﻲ ھذا ﯾﻘول اﻟﻧﺑﻲ " ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم" » :وأﺣب ﻟﻠﻧﺎس ﻣﺎ ﺗﺣب ﻟﻧﻔﺳك ﺗﻛن ﻣﺳﻠﻣًﺎ« رواه اﻟﺗرﻣذي.
وﻗد ﺿرب اﻟﻧﺑﻲ "ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم" اﻟﻣﺛل ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﻘد ﺑﻠﻎ ﺑﮫ ﺣب اﻹﯾﻣﺎن ﻟﻠﻧﺎس أﻧﮫ ﻛﺎد ﯾﻣوت ﻏﻣًﺎ وأﺳﻔًﺎ ﻋﻠﯾﮭم،
ث أ َﺳَ ﻔًﺎ{ ]اﻟﻛﮭف ، [6:وﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ } :ﻓَﻼ َ
ﻗﺎل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﻓَﻠ َﻌَ ﻠ ﱠ َك ﺑَﺎﺧِﻊٌ ﻧَﻔْﺳَ َك ﻋَ ﻠ َﻰ آﺛَ ِﺎرھِمْ إ ِنْ ﻟ َمْ ﯾ ُْؤ ِﻣﻧُوا ﺑ ِ ﮭ ََذا اﻟْﺣَ دِﯾ ِ
ت { ]ﻓﺎطر. [8:
ﺗ َْذھَبْ ﻧَﻔْﺳَ َك ﻋَ ﻠ َ ﯾْﮭِمْ ﺣَ ﺳَ رَ ا ٍ
ﻟﻘد دﻋﺎ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﺎﻛن واﻷزﻣﺎن واﻷﺣوال ،دﻋﺎ ﻓوق اﻟﺟﺑل وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد وﻓﻲ اﻟطرﯾق وﻓﻲ اﻟﺳوق ،دﻋﺎھم
ﻓﻲ ﺻﺣﺗﮫ وﻣرﺿﮫ ،دﻋﺎ ﻣن أﺣﺑوه وﻣن أﺑﻐﺿوه ،وﻣن اﺳﺗﻣﻌوا إﻟﻰ دﻋوﺗﮫ وﻣن أﻋرﺿوا ﻋﻧﮭﺎ ،ﻓﺄي ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ
أن ﯾؤﻣﻧوا وﯾﮭﺗدوا ؟ إﻧﮫ ﺣب اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻧﺎس ) ..اﻷھرام ـ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ( .
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن اﻟﻧﺷﺄة اﻟﻰ اﻟﺗﻔﺗﯾت ..
ﻓﺎدي أﺑوﺑﻛر
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ظﮭور اﻟﻌرب ﻣﻧذ آﻻف اﻟﺳﻧﯾن ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﺑﺣر اﻷﺑﯾض اﻟﻣﺗوﺳط ،اﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮭم ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋرﺑﻲ
ﻣوﺣد ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟﻌﺻري ﯾﺟﻣﻌﮭم وﯾوﺣدھم ﺗﺣت راﯾﺔ دوﻟﺔ واﺣدة ،ﺑل ان ﻣﺎ وﺣدھم ھو اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻛﻧظﺎم
دوﻟﺔ ﺑدأ ﺗﺄﺳﯾﺳﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺔ ،واﻣﺗد ﺑﻌدھﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎع اﻷرض .
ﺑدأت ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻣﻊ ﺗراﺟﻊ اﻻﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ واﻧدﺛﺎرھﺎ وﺑدأ ﺗﻔﺗت ارث ھذه اﻻﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ،
وﻛﺎﻧت أوﻟﻰ أﺷﻛﺎل اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻧﺷﺎء ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺎم ،1945وﺟﺎء ظﮭور اﺳراﺋﯾل واﻟﺣرﻛﺔ
اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ داﻓﻊ ﻣﻌزز ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرك ). (1
ﻟﻘد ﺳﻌﻰ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻰ زرع ﻛﯾﺎن ﻏرﯾب ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻋن طرﯾق ﻓﺻل اﻟﻣﺷرق ﻋن اﻟﻣﻐرب ،وﺗﺣوﯾل ﻣﺎ
ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻻدارة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻰ دول أو ﺷﺑﮫ دول ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﮭدف اﻟﻣرﻛزي اﻻ وھو اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ (2) .
وﺑﺎﻋﻼن ﻗﯾﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺎم 1945ﺗم اﻻﻋﺗراف ﺑﺗﺣوﯾل ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻻدراة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻰ أﻗطﺎر
ودول ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،وﻟﻛن ھذا اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻛﺎن ﺻورﯾﺎ ً ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق اﻟﻌرﺑﻲ اﻟذي ﻗﺑل ﻓﯾﮭﺎ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﺑﻣﻧﺢ ﺑﻌض
اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻣطﻠﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﺣدة ﻣﻊ أﻗطﺎر اﺧرى ،وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﺟرﺑﺔ
ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻷرﺑﻌﯾﻧﺎت .ﻻ ﺷك ﻓﻲ أن ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺎن ﻣرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ ً وﺛﯾﻘﺎ ً ﺑوﺟود اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،وﻟﻛن ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺟدﻟﯾﺗﮭﺎ اﻻ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﻼ ﺷك أﺳﺎس راﺳﺦ ﻟﺑﻧﺎء ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋرﺑﻲ ). (3
اﻻ أن ﺧطﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻓﻠﻘد رﻓﻌت ﺑﻌض اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺷﻌﺎر اﻟوﺣدة واﻟﺗﺣرﯾر واﻟﺗﻘدم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﺗﺧﻠص ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ً ﻣن اﻟﻣﺷروع اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري ،ﻓﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺑطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ وأﺳﺎﺳﮭﺎ اﻟﻔﻛري وﺣرﻛﺗﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺧﺎﺿﻌﺔ اﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ً ،ﻓﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﺎﺟزة ﻋن ﺗﺣﻘﯾق وﺣدة اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ). (4
ھﻧﺎك ﻋدة ﻗﺿﺎﯾﺎ ارﺗﻛز ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﺧﻼل ﻣﺳﯾرﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ ،أﺑرزھﺎ ﻗﺑول اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺳﺎﯾﻛس ﺑﯾﻛو ،وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﺎﻷﻗطﺎب اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻓﻛرة اﻟﺗﺿﺎﻣن ﻛﺎﻧت ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻣﺎ ﻻ
ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻻرﺗﺑﺎطﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻛﺎن اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﻌرﺑﻲ ﻗد ﺷﻛل ﺑدﯾﻼً ﻣواﺟﮫ ﻟﺷﻌﺎر وﺣدة اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أو اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟواﺣدة ). (5
ھﻧﺎك ﻋدة ﻣراﺣل ﻣر ﺑﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ وﺗطور ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣراﺣل :
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﺗﻣﺗد ﻣن ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ وﺣﺗﻰ ﺣرب اﻟﺳوﯾس ،ﻓﺑﻌد ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ
) (1918-1914ﺗﺻﺎﻋدت اﻟﺛورة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ) اﻧطﻠﻘت ﻋﺎم (1916اﻟﺗﻲ راﻓﻘﮭﺎ اﻋﻼن اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﺛل ﻣﺻر،ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن وﺑﻧﺎء ﻣﻣﻠﻛﺔ آل ﺳﻌود ،ﻛﻣﺎ ظﮭرت ﺣرﻛﺎت ﺗﺣرر ﻋرﺑﯾﺔ ﺿد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻐرﺑﻲ ﺗدﻋو ﻟﻠﻌروﺑﺔ
واﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وظﮭرت ﻓﻛراﻧﯾﺔ ) اﯾدوﻟوﺟﯾﺔ( ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺿرورة ﺑﻧﺎء ﺟﮭﺎز أو ﻧظﺎم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾوﺣد اﻟﻌرب وﯾﺟﻣﻌﮭم .وﻓﻲ
ﺧﺿم اﻟﻣﻌﺎرك اﻟداﺋرة ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﺗم اﻋﻼن اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻻ أن اﺳﺗﻘﻼﻟﮭﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻛﺗﻣﻼ ﻓﺎﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻧﺎﺷﻰء ﻛﺎن وﻟﯾدا ً ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﺳﺎﯾﻛس ﺑﯾﻛو ﺛم ﺳﺎن رﯾﻣو .واﻧﺗﮭت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻوﻟﻰ ﺑﮭزﯾﻣﺔ اﻟﻌرب ﻋﺎم
1948واﻋﻼن ﻗﯾﺎم اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أرض ﻓﻠﺳطﯾن .
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :وﺗﻣﺗد ﻣن ﺛورة 1952اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻰ ﺣرب اﻛﺗوﺑر ، 1973ﺣﯾث ﺟﺎءت ﻧﻛﺑﺔ 1948ﻛﺻﻔﻌﺔ ﻟﻠﻧظﺎم
اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﺳﺗدﻋﺗﮫ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺟدﯾﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر ،وﺗﻣﺛل ھذا اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺑﺛورة ﻋﺎم 1952ﻓﻛﺎﻧت ﺛورة ﺿد اﻟﺣﺿور
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺿد ھزﯾﻣﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻣﺎم "اﺳراﺋﯾل" وزرﻋﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻛﺎن
ﻟﻣﺻر اﻟدور اﻟراﺋد ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﺛورﯾﺔ ،واﻧطﻠﻘت ﻣن ﻣﺻر ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻟﺗﻌم ﺑﺎﻗﻲ أرﺟﺎء اﻟوطن.
ﻛﺎن ﺟﻣﺎل ﻋﺑداﻟﻧﺎﺻر أﺑرز ﻗﺎﺋد ﻋرﺑﻲ ﺗطور ﻓﻲ ﻋﮭده اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﺑﻌد ﺛورة 1952ﺗم اﻋﻼن أول ﺗﺟرﺑﺔ
وﺣدوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟوﺣدة اﻟﻣﺻرﯾﺔ -اﻟﺳورﯾﺔ ﻋﺎم ، 1958وﻓرض ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻘوﻣﯾﺔ
واﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت أﺳﺎس ﺗطوﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻧﺟﺎح ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻓﻲ ﻓرض ﺗﻠك اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن ﯾﻌود اﻟﻰ
اﻟدور اﻟﻣرﻛزي ﻟﻣﺻر ﺣﺿﺎرﯾﺎ ً واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ً ،ﻓﻣﺻر ﻛﺎﻧت دوﻣﺎ ً اﻟﻣﺗﺻدي اﻷول ﻟﻠﻘوات اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗدﯾﺔ ،اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ
ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ وﺷﻌﺎراﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻧﺎدي ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻟﻠﻌروﺑﺔ واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻﻗت
اﻗﺑﺎﻻ ً ﺟﻣﺎھﯾرﯾﺎ ً ﻋرﺑﯾﺎ ً واﺳﻌﺎ ً .
ﺑﻌد وﻓﺎة ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر اﻧدﻟﻌت ﺣرب اﻛﺗوﺑر 1973وﻛﺎﻧت آﺧر اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺗﻘودھﺎ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺿد اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ،
وذﻟك ﯾﻌود اﻟﻰ ﺗﺿﺎرب اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻛل دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﺗراﻋﻲ ﻣﺻﻠﺣﺗﮭﺎ اﻟﻘطرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ .
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :وﺗﻣﺗد ﺣﺗﻰ ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ ،وﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﺗﺟﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻧﺣو اﻻﻧﮭﯾﺎر ﺧﺻوﺻﺎ ً ﺑﻌد
اﻧﺗﮭﺎء ﺣرب اﻛﺗوﺑر ، 1973ﻓﻘد ﻧﺟﺣت اﻟﻘوى اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋزل ﻣﺻر ﻋن دورھﺎ اﻟﻘوﻣﻲ وأوﻗﻔت ﻣﺻر اﻟﺳﺎدات
اﻻﺷﺗﺑﺎﻛﺎت ﻣﻊ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ،وﺟﺎءت ﻗﻣﺔ اﻟرﺑﺎط ﻋﺎم 1974اﻟﺗﻲ اﻋﺗرﻓت ﺑﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻛﻣﻣﺛل
ﺷرﻋﻲ ووﺣﯾد ﻟﻠﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ،اﻷﻣر اﻟذي ﺟﻌل اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺳﺗﻘل ﻓﻌﻠﯾﺎ ً ﻋن اﻟﺛورة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ،وﻋزﻟت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺑﻔﻠﺳطﻧﺗﮭﺎ .اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ أن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﻛﺎن ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻰ ﺗدﻣﯾر أﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻘدم ﻋﻠﻣﻲ أو ﺗﻘﻧﻲ ﺗظﮭر ﻓﻲ أي اﻗﻠﯾم
ﻋرﺑﻲ ،وﺧﯾر ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﮭﺟوم اﻟﻌﺳﻛري ﻋﺎم 1982ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺎﻋﻼت اﻟﻧووﯾﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،وأﺛﺑﺗت ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻷوﻟﻰ
ھﺷﺎﺷﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌرﺑﻲ .وﺗﻼھﺎ أزﻣﺔ اﻟﺧﻠﯾﺞ واﺟﺗﯾﺎح اﻟﻌراق ﻟﻠﻛوﯾت اﻟذي ﻛﺎن أﺧطر اﻧﻘﺳﺎم ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟﻌرﺑﻲ .وﺑﻌدھﺎ ﺗﻣﻛﻧت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺿﻐط وﻣﺣﺎﺻرة اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ،ووﻗﻊ اﺗﻔﺎق اوﺳﻠو واﻋﺗرﻓت ﺑﻌدھﺎ
أﻏﻠب اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ودول اﻟﻌﺎﻟم ﺑدوﻟﺔ اﺳراﺋﯾل اﻷﻣر اﻟذي ﺣﻘق أھداف اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻐرﺑﻲ ،وأﻧﮭﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ
ﻛوﺣدة واﺣدة وﻗﺳﻣﮫ اﻟﻰ أﻗطﺎر ﻋرﺑﯾﺔ ﻛل ﻓﻲ ﺷﺄﻧﮭﺎ وﻻ ﺗﺄﺑﮫ اﻻ ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ اﻟﻘطرﯾﺔ ). (6
ﻣن ﻗراءاﺗﻲ اﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ﺣول اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻓﻼ أرى أن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻗد وﻟد ﺑﻌد ﻓﻌﻠﯾﺎ ً ،وأن اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻛﺎن ﻗد ﺗﺷﻛل ﻧوﻋﺎ ً ﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﮭد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﺣﯾن ﻛﺎﻧت اﻟﻘوﻣﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣوﺣد واﻟﺟﺎﻣﻊ ،وﻓﻠﺳطﯾن
وﻗﺿﯾﺗﮭﺎ ﻣرﻛز اھﺗﻣﺎم اﻟﻌرب ،اﻻ أن اﻋﺗراف ﻣﻌظم اﻟﻌرب )ﺑﺎﺳراﺋﯾل( وﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻌﮭﺎ ،وﻓﻠﺳطﻧﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ،ﺟﻌل ھذا اﻟﻧظﺎم ھﺷﺎ ً ﯾﺗﺂﻛل ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ً .
اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﯾوم ﯾﺗﺷﻛل ﻣن دوﯾﻼت ﺗﺣﻛﻣﮭﺎ أﻧظﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻘودھﺎ اﻣﺎ أﺳر ﺣﺎﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟوراﺛﺔ ،أو ﻗﯾﺎدات ﻋﺳﻛرﯾﺔ
وﺻﻠت ﻟﻠﺣﻛم ﺑﺎﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺳﻛري ،وﻗد ﺗﺑﻧت ھذه اﻷﻧظﻣﺔ ﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎل أﻧظﻣﺔ اﻟﺣﻛم ﻣﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﮭوري ،ﻣﻠﻛﻲ ،ﻋﻠﻣﺎﻧﻲ ،
اﺷﺗراﻛﻲ ووﺳطﻲ وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﻣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطﻔو ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .
) (1ﻣﻔﮭوم اﻟﻧظﺎم اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،رؤﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ .ﺣﺎﻣد ﻗوﯾﺳﻲ .ورﻗﺔ ﺑﺣﺛﯾﺔ ﻗدﻣت ﻟﻣرﻛز اﻟﺟزﯾرة ﻟﻠدراﺳﺎت
واﻟﺑﺣوث.
) (2ﻋﺻﻣت ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ " .اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ واﯾدوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻔﺗﯾت " .ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﺗﻘدﻣﯾﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ 9 ،ﯾوﻧﯾو ـ
. 2013
) (3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق )(2
) (4ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق )(2
) (5ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق )(2
) (6ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق )(2
ان ﺟﮭﺎز اﻟﺣﻛم ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ اﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺑل اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻻ اذا ﺣﻘﻘت ﻟﮫ أﻣرﯾن ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺟﺗﻣﻌﺎ
ﻣﻌﺎ :أوﻟﮭﻣﺎ :اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻲ ﻛﺳﺑﮭﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺟزﺋﺔ وأوﻟﮭﺎ ﺳﻠطﺔ اﻟﺣﻛم .ﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ :ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻛﺳب ﻣن
ﺧﻼل اﻟوﺣدة .وﻗد ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻣﻣﺛﻠو اﻟدول أو اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺣت ﻟواء اﻟﺗﻔﺎھم واﻟﺗﻘﺎرب واﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﺦ ..وﺑﺎﺳم
اﻟوﺣدة ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷوﻗﺎت ،ﻟﯾﺟرﺑوا اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﺄﺧذ ﻛل واﺣد ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻵﺧر وﻻ ﯾﻌطﯾﮫ ،وﯾﻣﮭدون ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ
ﺑﻣﺑﺎدﻻت ﺻﻐﯾرة ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﻠون اﻟﻰ اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ :اﻟوﺣدة ،ﻻ ﯾﺗﻔﻘون ..ﻷن ﻛل ﻣﻧﮭم ﯾرﯾدھﺎ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑدون
ﻣﻘﺎﺑل ،وﻷﻧﮭم ﯾﺧﺷون أن ﯾﻧﻛﺷف اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺧﻼف ﻓﯾﺗﮭﻣﮭم اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﻻﻧﺗﮭﺎزﯾﺔ ...
د.ﻋﺻﻣت ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ .
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017