مقياس الخطر من الوجود الاجنبي PDF


À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf

Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 22/03/2017 à 22:15, depuis l'adresse IP 197.1.x.x. La présente page de téléchargement du fichier a été vue 360 fois.
Taille du document: 84 Ko (7 pages).
Confidentialité: fichier public





Aperçu du document


‫ﻣﻘﯾﺎس اﻟﺧطر ﻣن اﻟوﺟود اﻻﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪..‬‬
‫اﻟدﻛﺗور ﻋﺻﻣت ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﺗﺳﺎءﻟون ‪ ،‬أﯾن ﻧﺣن ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪،‬‬
‫وﯾﻘوﻟون أن اﻷﻣر ﻛﺎن واﺿﺣﺎ ﺣﯾن ﻛﻧﺎ ﻣﻧﺣﺎزﯾن اﻟﻰ اﻟﺷرق ‪ .‬ﺣﯾن اﻗﺗﺻرﻧﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﻠﺣﺗﮫ وﺧﺑراﺋﮫ ‪ .‬ﺣﯾن ﻓوﺿﻧﺎه ﻓﻲ أن ﯾﺗﺣدث ﺑﺎﺳﻣﻧﺎ ‪ .‬ﺣﯾن ﻋرﺿﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ‬
‫اﻟدﻓﺎع ﻋن وطﻧﻧﺎ ‪ .‬ﺣﯾن ﺑذﻟﻧﺎ ﻓوق ﻣﺎ ﻧطﯾق ﻣﺎﻻ وﺑﺷرا ﻓﻲ اﻟﻌراك ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وأﺻدﻗﺎﺋﮭﺎ ‪ .‬ﺣﯾن اﺧﺗرﻧﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ‪ .‬وﻟﻘد ﻛﺎن اﻻﻣر واﺿﺣﺎ‬
‫ﻻن ﺣدود اﻻﻧﺗﻣﺎء ـ ﻛﻣﺎ ﯾﻘوﻟون ـ ﻛﺎﻧت واﺿﺣﺔ ‪ .‬ﻓﻠﻘد ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧﻘﺳﻣﺎ‬
‫اﻧﻘﺳﺎﻣﺎ ﺣﺎدا اﻟﻰ ﻗوﺗﯾن ﻣﺗﺻﺎرﻋﺗﯾن ‪ ،‬اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ‬
‫واﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ .‬ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟظروف ﻛﺎن ﻣن‬
‫اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﺟد ﻟﻼﻧﺣﯾﺎز ﻣﺑررا ‪ .‬وﻟﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ وﺣﺎول ﻏﯾرﻧﺎ ان ﻧﺑﻧﻲ ﻛﺗﻠﺔ ﻋدم‬
‫اﻻﻧﺣﯾﺎز ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ‪ ،‬وﻟﻛﻧﺎ ـ واﻗﻌﯾﺎ ـ ﻛﻧﺎ ﻣﻧﺣﺎزﯾن ‪ .‬اﻟﻣﮭم ان‬
‫اﻟظروف ﻗد ﺗﻐﯾرت ‪ .‬وان اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ ﻗد أﺻﺎﺑت ﻋﻼﻗﺎت ﻛل اﻟدول‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر ‪ .‬وﺣل اﻟوﻓﺎق ﻣﺣل اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ .‬اﻧﮭم ﯾﺗﻌﺎﯾﺷون ﻣﻌﺎ وﯾﺗﻔﻘون ﻣﻌﺎ وﯾﻌﻘدون اﻟﺻﻔﻘﺎت طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ‪.‬‬
‫وان ھذه ﻟﻔرﺻﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻧﻌود اﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﻧﺎ وﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻛل اﻟدول ﺑدون ﺗﻣﯾﯾز‬
‫وﻻ ﻧزج ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺗرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ .‬وان اﺧﺷﻰ ﻣﺎ ﻧﺧﺷﺎه ﻣن ﺧطر‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﺿﯾﺗﻧﺎ أن ﻧﻘﻊ ﻓرﯾﺳﺔ اﻻﺳﺗﻘطﺎب ﻣرة أﺧرى ‪ ،‬واﺧﺷﻲ ﻣﺎ ﻧﺧﺷﺎه ﻣن ﺧطر‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺗﻧﺎ أن ﻧﻔﻘد اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﻧﺎ طﺑﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﻧﺎ ‪..‬‬
‫اﻟﺦ ‪.‬‬
‫ﯾﺛﯾر ھذا اﻟذي ﯾﻘﺎل ‪ ،‬ﺛﻼﺛﺔ ﻣواﻗف ﻣﺗﻣﯾزة ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻣوﻗف اﻷول ‪ ،‬ﯾﻌﯾد اﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻼﻗﺗﻧﺎ ﺑﺎﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ‪ .‬ﻟم ﯾﻛن اﻻﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ھو اﻟذي ﺗﻘدم ﻓدس أﻧﻔﮫ ﻓﻲ ﺷؤوﻧﻧﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ‪ .‬ﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ ﻣﻧﺎ ‪.‬‬
‫ﻧﺣن اﻟذﯾن ﺗﻘدﻣﻧﺎ إﻟﯾﮫ ﻧﻧﺷﺊ ﻣﻌﮫ ﻋﻼﻗﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻋﺳﻛرﯾﺔ‬
‫ﻓرﺣب وﻗﺑل ‪ .‬وﻟم ﻧﺗﻘدم اﻟﯾﮫ ﻣﺧﺗﺎرﯾن ‪ .‬ﺗﻘدﻣﻧﺎ اﻟﯾﮫ ﺑﻌد أن اﺳﺗﻧﻔذﻧﺎ ﻛل اﻟوﺳﺎﺋل‬
‫ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻻت اﺳﺗﻐرﻗت ﺳﻧﯾن طوﯾﻠﺔ أردﻧﺎ ﺑﮭﺎ أن ﻧﻧﻣﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻧﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟﻐرﺑﻲ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟذات ‪ .‬وﻛﺎﻧت ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺷروط ﻻ ﺗﻧﺳﻰ ﻷﻧﮭﺎ ﺷروط ﺗﻣس‬
‫اﺳﺗﻘﻼﻟﻧﺎ وﺣرﯾﺗﻧﺎ “ وﻟﻣﺎ رﻓﺿﻧﺎھﺎ ﺿرب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺣﺻﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﺟﻣدت‬
‫أرﺻدﺗﻧﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ ،‬وﺗوﻗﻔت اﻹﻋﺎﻧﺎت ‪ ،‬وﺳﺣب‬
‫ﻋرض ﺑﻧﺎء اﻟﺳد اﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﻏزت إﺳراﺋﯾل أرﺿﻧﺎ ﺗﺣت ﻣظﻠﺔ ﺣﻠف اﻻطﻠﻧطﻲ ‪.‬‬

‫ﻛﺎن اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﺎ ﻟﻛﻲ ﻧﺣﺗﻔظ وﻧﻧﻣﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻧﺎ ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ أن‬
‫ﻧﻛف أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻋن اﻻھﺗﻣﺎم أو اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬أن ﻧﺻطﻠﺢ‬
‫وﻧﻌﺗرف ﺑﺈﺳراﺋﯾل ‪ ،‬ﻷن ﻧﻘﺑل رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧزاﻧﺗﻧﺎ ‪ ،‬إﻻ ﻧﻘﯾم ﻣﺷروﻋﺎ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ إﻻ ﺑﻌد اﻹذن ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ‪ .‬ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﻛﺎﻧت ﺗﺑﻌﯾﺗﻧﺎ اﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ھﻲ ﺛﻣن أﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أو ﻋﺳﻛرﯾﺔ ‪.‬‬
‫واﻟﻣرﺣوم داﻻس وزﯾر ﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ‪ .‬ھو اﻟذي ﻗﺎل ﻟﻧﺎ ‪ :‬إﻣﺎ ﻣﻌﻧﺎ‬
‫وإﻣﺎ ﺿدﻧﺎ ﻻن ﻣوﻗف ﻋدم اﻻﻧﺣﯾﺎز ﻣوﻗف ﻏﯾر أﺧﻼﻗﻲ …‬
‫وﻟﻘد ﻟﺟﺄﻧﺎ اﻟﻰ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻓﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ارﺗﺿﯾﻧﺎھﺎ وﻗﺑل‬
‫ﺷروطﺎ ﻻ ﺗﺗﻔق ﺣﺗﻰ ﻣﻊ ﻣﺑﺎدﺋﮫ اﻟﻌﻘﺎﺋدﯾﺔ ‪ .‬ﺻﻔﻘﺔ اﻻﺳﻠﺣﺔ ﺗﻣت ﺳﻧﺔ ‪1955‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻛل اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﺟون ‪ .‬وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﺧﺑراء اﻟروس ﯾﻧﻔذون‬
‫ﻣﺷروع اﻟﺳد اﻟﻌﺎﻟﻲ ‪ ،‬وﯾﺧططون ﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﺣدﯾد واﻟﺻﻠب ‪ ،‬وﯾوردون اﻷﺳﻠﺣﺔ ‪،‬‬
‫ﻛﺎن اﻟﺷﯾوﻋﯾون أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﻘﻼت ﻓﻲ اﻟواﺣﺎت ‪ ،‬وﻋﻧدﻣﺎ ھزﻣﻧﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم‬
‫‪ 1967‬ﻗدم ﻟﻧﺎ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋن اﺳﻠﺣﺗﻧﺎ ﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻘﺗﺎل‬
‫ﻓﻲ ﺣرب اﻻﺳﺗﻧزاف ‪ .‬وﻋﻧدﻣﺎ ﺑدأت ﻏﺎرات اﻟﻌﻣق ذھﺑﻧﺎ ‪ ،‬ﻧﺣن اﻟذﯾن ذھﺑﻧﺎ‪،‬‬
‫ﻟطﻠب اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗطورة ‪ ،‬وﻧطﻠب اﻟﺧﺑراء‪ ،‬وﻧطﻠب‪ ،‬ﻧﺣن اﻟذﯾن طﻠﺑﻧﺎ أن ﯾﺗوﻟﻰ‬
‫طﯾﺎرون ﻣن اﻟﺳوﻓﯾت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﺟواﺋﻧﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻰ أن ﯾﺗم ﺗدرﯾب طﯾﺎرﯾﻧﺎ ‪.‬‬
‫وﻋﻧدﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺗﻌﺎﻟوا ﻧﺗﻔق ﻋﻠﻰ اﻧﮭﺎء ﻣﮭﻣﺔ اﻟﺧﺑراء ﻗﺎل اﻟﺳوﻓﯾت ﻟﯾس ھذا ﻣن‬
‫ﺷﺄﻧﻧﺎ ﻟﻧﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ‪ ،‬اﻧﮫ ﻣن ﺷﺄﻧﻛم اﻧﺗم ﻓﺎن اردﺗم ﻓﺎﻧﮭوا وﺟودھم ﻓﻲ ﺑﻠدﻛم ‪.‬‬
‫ﻓﻠﻣﺎ طﻠﺑﻧﺎ ﻣﻐﺎدرﺗﮭم ﻓﻲ ﻣوﻋد ‪ ،‬ﺣددﻧﺎه ﻧﺣن ‪ ،‬ﻏﺎدروا ھم ﻗﺑل اﻟﻣوﻋد اﻟذي‬
‫ﺣددﻧﺎه ‪ .‬ﻓﻠﻣﺎذا ﻧﺧﺷﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ وھذه ﺧﺑرﺗﻧﺎ ﻣﻌﮭم ‪..‬‬
‫اﻟﻣوﻗف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻘول إن ھذا ﻟﯾس إﻻ ﺟﺎﻧﺑﺎ واﺣدا ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ‪ .‬ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ھو اﻧﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻘﺗﺻر ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻧﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻟﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ أو اﻟﻌﺳﻛري‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻛون ﻗد أﺻﺑﺣﻧﺎ ﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﮫ ﺳواء اردﻧﺎ او ﻟم ﻧرد ‪.‬‬
‫ان اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻟم ﯾﻌطﻧﺎ ﻛل ﻣﺎ أﻋطﺎﻧﺎ ﺣﺑﺎ ﻓﯾﻧﺎ أو اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺑﺎدﺋﮫ‬
‫وﻧظرﯾﺎﺗﮫ ‪ .‬وﻟو ﻛﺎن ﯾﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺗﮫ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺑﺎدﺋﮫ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺧﻠﻰ ﻋن‬
‫اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﯾن ‪ .‬وﻟو ﻛﺎن ﯾﺗﺑﻊ ﻓﻲ ﺗﻌﺎوﻧﮫ اﻟدوﻟﻲ ﻣﺑﺎدﺋﮫ ﻟﻣﺎ ﻋرض اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺻﯾن‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ وھﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻟﻠﺧراب ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺣب ﺧﺑراءه ﻓﺟﺄة ﻓﻲ وﻗت ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﺻﯾن ﻓﻲ أﺷد اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﯾﮭم ‪ .‬اﻧﻣﺎ ھو ﯾﺑﺣث ﻣﻧذ ﻗرون ﻋن ﺳﺑﯾل اﻟﻰ اﻟﻣﯾﺎه‬
‫اﻟداﻓﺋﺔ ‪ ،‬وﻟﻘد ﻓﺗﺣﻧﺎ ﻟﮫ ﻣﯾﺎھﻧﺎ ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻟﮫ وﺟود ﻋﺳﻛري ﻗوي ﻓﻲ اﻟﻣﺗوﺳط ‪،‬‬
‫وﻓﻲ ﻣﺣﯾطﺎت اﻟﺟﻧوب وﻧﻘل ﺑذﻟك ﺻراﻋﮫ ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻰ‬
‫ارﺿﻧﺎ‪ .‬وﻓﻲ ھذا اﻟﺻراع ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﯾﺎد ‪ .‬ﻓﮭو ﯾﺳﻌﻰ ﺑﺄﺳﺎﻟﯾﺑﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻﺣﺗواﺋﻧﺎ‬
‫وھو ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ھذا اﻣﺿﻰ اﺳﻠﺣﺗﮫ وھو اﻟﺳﻼح اﻟﻔﻛري ‪ .‬ﻣﺎ ﺑﯾن ﻋﺎم‬

‫‪ 1964‬وﻋﺎم ‪ 1967‬ﻟم ﺗﻣض إﻻ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻗﺿﺎھﺎ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾون ﺧﺎرج‬
‫اﻟﺳﺟون ﻓﺑﻠﺷﻔوا اﻟﻌﻘول و ﺳﻣﻣوا اﻓﻛﺎر اﻟﺟﯾل اﻟﺟدﯾد ﻣن اﻟﺷﺑﺎب‪ ،‬وأﺷﺎﻋوا‬
‫اﻟﻔﺳﺎد واﻹﻟﺣﺎد ‪ ..‬وﻓﻲ اﻻوﻗﺎت اﻟﻌﺻﯾﺑﺔ ﻟم ﯾﺗردد اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺿﻐط‬
‫ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠك ﺗﺣت ﯾدﯾﮫ ﻣن أدوات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ وﻋﺳﻛرﯾﺔ ‪ .‬ﺣﺑس ﻋﻧﺎ‬
‫ﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر ‪ .‬وھو ﯾرﻓض ﺟدوﻟﺔ اﻟدﯾون ‪ .‬وھو ﯾرﻓض ان ﯾﻌوﺿﻧﺎ ﺧﺳﺎﺋرﻧﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣرب ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻣﻊ ﺳورﯾﺔ وﻛﻣﺎ ﺗﻔﻌل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻊ اﺳراﺋﯾل ‪.‬‬
‫ﺛم ﺑﻣﺎذا ﯾﻔﯾدﻧﺎ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ ؟ إن أزﻣﺗﻧﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ .‬وﻟﻘد أﺻﺑﺣﻧﺎ اﻓﻘر‬
‫اﻟدول ﺑﻌد أن ﻛﻧﺎ أﻏﻧﺎھﺎ ‪ .‬ﻣﺎ ﻧرﯾد اﻻن ھو ان ﻧوﻗف اﻻﺳﺗﻧزاف اﻟداﺋم ﻟﻣواردﻧﺎ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛف ﻋن اﻟﺣرب ‪ .‬ﻋﻠﻰ اﺳراﺋﯾل اذن أن ﺗﺗرك أرﺿﻧﺎ‬
‫ﺑدون ﻗﺗﺎل وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺣﻣﻠﮭﺎ أﺣد ﻋﻠﻰ ھذا إﻻ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛم ان اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ھﻲ وﺣدھﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ان ﺗﻘﯾﻠﻧﺎ ﻣن ﻋﺛرﺗﻧﺎ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷﻧﮭﺎ اﻗوي ﻗوة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻرض ‪ .‬أﻟم ﯾﻠﺟﺄ اﻟﯾﮭﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﺳوﻓﯾت‬
‫ﻟﯾﺣﻠوا أزﻣﺎﺗﮭم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ ‪ .‬ﻟﻘد ارھﻘﻧﺎ اﻟﻔﻘر واﻟﺣرﻣﺎن ﺳﻧﯾن‬
‫طوﯾﻠﺔ وﻻ ﻧرﯾد إﻻ وﺿﻊ ﺣد ﻟﮭذا اﻟﻔﻘر واﻟﺣرﻣﺎن ‪ ،‬ﻓﻠﻧﻔﺗﺢ أﺑواﺑﻧﺎ ﻟﻠوﻻﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ .‬ﻟن ﯾﺄﺗﻲ اﻟﯾﻧﺎ اﻻﺳطول اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻓﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﻔﺗﻘد اﻟﻘواﻋد ‪ .‬وﻟن‬
‫ﯾﺄﺗﻲ اﻟﯾﻧﺎ اﻟﺟﯾش اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻘد اﻧﺳﺣب ﺣﺗﻰ ﻣن ﺟﻧوب ﺷرﻗﻲ أﺳﯾﺎ ‪ .‬إﻧﻣﺎ‬
‫ﺳﺗﺄﺗﻲ إﻟﯾﻧﺎ اﻷﻣوال اﻟﻐزﯾرة ‪ ،‬واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ‪ ،‬وﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫اﻟﻣدروﺳﺔ ‪ .‬ﻓﺗﺗﺣول ﺑﻠدﻧﺎ اﻟﻰ ﺟﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﺣق ﺑدون أن ﻧﻔﻘد ﺣرﯾﺗﻧﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻣوﻗف اﻟﺛﺎﻟث ﯾﻘول ‪ :‬اﻧﻧﺎ ‪ ،‬ﻓوق ﻛل ﺷﻲء وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ‪ ،‬ﯾﺟب أن ﻧﺣﺎﻓظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﻧﺎ ﻓﻼ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﺑﺎك اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻻ ﻟﻼﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ وﻻ ﻟﻠوﻻﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪ .‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺟب أن ﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ ‪ ،‬ﻻ ﻧﻌﺎدي أﯾﮭﻣﺎ وﻻ‬
‫ﻧﻧﺣﺎز اﻟﻰ أﯾﮭﻣﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻔﻠت ﻣن ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ وﻧﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻋﻼﻗﺎﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ‪ .‬ﻋﻠﻰ‬
‫ھذا اﻟوﺟﮫ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻟﺗزاﻣﻧﺎ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻛﺗﯾﻛﯾﺔ ﻓﺗﺗﻧوع‬
‫وﺗﺗﻐﯾر ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠظروف اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرة ‪ .‬وﻟﻛن اﻟﻣﻘطوع ﺑﮫ أﻧﻧﺎ ﻟن ﻧﺳﻣﺢ ﻓﻲ‬
‫أي ﺣﺎل ﺑوﺟود ﺳوﻓﯾﺗﻲ أو وﺟود أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ أرﺿﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ..‬ﻓﻼ ﻗواﻋد‬
‫ﻋﺳﻛرﯾﺔ ‪ .‬وﻻ اﺣﺗﻛﺎر ﻟﻠﺳﻼح ‪ .‬وﻻ ﺗﻌﺎﻣل ﻣﻧﻔرد اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ‪ ،‬وﻻ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺷﯾوﻋﯾﺔ ‪ ،‬ﺑل اﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟدول وﻛل اﻟﻣذاھب وﻛل اﻟﻧظم ‪.‬‬
‫وﻣﻌﺎرك اﻟﻛﻠﻣﺎت وﻣﺎ ﺗﺧﻔﯾﮫ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺗزال ﻣﺳﺗﻣرة ‪.‬‬
‫وﻧﺣن ﻧرﯾد ﺑﮭذا اﻟﺣدﯾث أن ﻧﻘﯾم ﺣدا ﺑﯾن اﻟﻣواﻗف ‪ .‬اذ ﻟن ﯾﺿﯾر أﻣﺗﻧﺎ أﺑدا أن‬
‫ﺗﻔرز اﻟﻘوى ﻣن ﺧﻼل ﻣواﻗف ﻣﺣدودة ﺑﺣﯾث ﯾﻌرف ﻛل واﺣد اﻟﻰ أﯾن ﯾﻧﺗﻣﻲ ‪ .‬ان‬
‫ھذا اﻟﻔرز ﻣﻘدﻣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﺻﺣﯾﺔ ﻟﻠﺣل اﻟﺻﺣﯾﺢ ‪ .‬اﻧﻣﺎ ﺗﺿﺎر أﻣﺗﻧﺎ ﺣﻘﺎ ‪ ،‬اﻋﻧﻲ‬
‫ﺟﻣﺎھﯾر أﻣﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠط ﻓﻲ اذھﺎﻧﮭﺎ اﻟﻣواﻗف ﻓﻼ ﺗﻌرف ﻛﯾف ﺗﺧﺗﺎر‬

‫ﻣوﻗﻔﮭﺎ ھﻲ ‪ ..‬وﻻﺧﺗﻼط اﻟﻣواﻗف ﺳﺑب ﻏﯾر ﺧﻔﻲ ﻓﺎن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎرﻛﯾن‬
‫ﯾدﺧﻠون اﻟﻰ ﻣواﻗﻔﮭم اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻣدﺧﻼ واﺣدا ‪ :‬اﻟوطﻧﯾﺔ ‪ .‬اﻟﺣرﯾﺔ ‪ .‬اﻻﺳﺗﻘﻼل‬
‫وﻋدم اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ … اﻟﻰ آﺧره ‪ .‬وھو ﻣدﺧل اﻟﺟﻣﺎھﯾر أﯾﺿﺎ ‪ .‬ﻓﻼ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﯾﻘﻧﻊ أﺣدا ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺧﯾﺎﻧﺗﮫ وطﻧﮫ أو ﺑﯾﻊ ﺣرﯾﺗﮫ أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن‬
‫اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ ‪ .‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠطت ﻓﻲ ﻣدﺧل واﺣد ‪ ،‬ﻣدﺧل اﻟوطﻧﯾﺔ‬
‫‪ ،‬ﻣواﻗف ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻼ ﺑد ﻟﮭﺎ ﻣن أن ﺗﻔرز ﺣﺗﻰ ﺗﻌرف ﺟﻣﺎھﯾر أﻣﺗﻧﺎ أي ﻣوﻗف‬
‫ﺗﺧﺗﺎر ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ ‪.‬‬
‫ﻟﯾس ﻏﺎﯾﺔ ھذا اﻟﺣدﯾث إذن ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق ادﻋﺎءات اﻹطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ أو ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ‬
‫ﻣواﻗﻔﮭﺎ‪ ،‬ﺑل ﻏﺎﯾﺗﮫ أن ﯾﺿﻊ ﺑﯾن أﯾدي اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﺧطر‪ ،‬ﻣﻔﺗرﺿﺎ‬
‫ان اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟوطﻧﻧﺎ اﻟﻌرﺑﻲ وﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﺛروات ﯾرﺷﺣﮫ ﻟﻣطﺎﻣﻊ ﻛل‬
‫اﻟذﯾن ﯾﺣﺗﺎﺟون إﻟﻰ“ وﺟود “ ﺳواء ﻛﺎن وﺟودا ﻋﺳﻛرﯾﺎ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ً ‪ ،‬وﻟن‬
‫ﻧﻌﻘد ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻛل اﻟدول واﻟﻘوى ﻟﻧﻘول ﻣن ﻣﻧﮭﺎ اﻟذي ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ “ اﻟوﺟود “‬
‫ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ‪ .‬اﻧﻣﺎ ﻧﻘﺻر اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎن ﻛﯾف ﺗﺗواﺟد اﻟﻘوى واﻟدول‬
‫ﺧﺎرج ﺣدودھﺎ ‪.‬‬
‫واﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻺﯾﺿﺎح ‪ ،‬ﺑﯾن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪.‬‬
‫ان اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ھددت ﺻراﺣﺔ ﺑﻐزو اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ وھﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﺟد ﻋﺳﻛرﯾﺎ ً ﻓﻲ اﺳراﺋﯾل وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﻘواﻋد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﻗطﺎر‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ .‬ﯾﻘول أﺻﺣﺎب اﻟﻣوﻗف اﻟﺛﺎﻧﻲ أن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ھددت وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻧﻔذ‬
‫ﻣﻊ اﻧﮭﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ .‬وھﻲ ﻟﯾﺳت ﻗوة ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﺳراﺋﯾل ﺑل‬
‫ھﻲ ﺣﻠﯾﻔﺔ ﺗﺑﯾﻊ ﻹﺳراﺋﯾل اﻟﺳﻼح ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾﻊ ﻟﻸردن وﻟﻠﻣﻐرب ‪ ،‬وھذا ﯾﺟري ﺑﮫ‬
‫اﻟﻌرف اﻟدوﻟﻲ ‪ .‬أﻣﺎ ﻗواﻋدھﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻘد أﻗﯾﻣت ﻋﻠﻰ أرض‬
‫ﻣؤﺟرة ﻣن ﺗﻠك اﻻﻗطﺎر وﻣﺎ ﺗزال ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻋدة ﻓﻲ ﻛوﺑﺎ ﻟم ﺗﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﻘﺎط‬
‫ﻛﺎﺳﺗرو رﻏم ﻣﺣﺎوﻻﺗﮭﺎ اﺳﻘﺎطﮫ ﺑطرق أﺧرى ‪ .‬وﻟﻘد اﺳﺗطﺎﻋت ﻟﯾﺑﯾﺎ ان ﺗﻧﮭﻲ‬
‫ھذا اﻟوﺟود ﺑﻣﺟرد طﻠب اﻧﮭﺎﺋﮫ وأﺧﻠت أﻣرﯾﻛﺎ ﻗﺎﻋدﺗﮭﺎ ھﻧﺎك ‪.‬‬
‫ﻟﯾﻛن‪ .‬ﻣﻧﻌﺎ ﻟﻠﺟدال ‪ .‬ﻟﻧﺳﺗﺑﻌد اذن اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟﻌﺳﻛري وﻟﻧﻘل أن أﯾﺎ ً ﻣن اﻻﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟن ﯾﺟﺳد وﺟوده ﺧﺎرج ﺣدوده ﻋﻧوة‬
‫ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ واﻻﺣﺗﻼل ‪ .‬اﻧﮫ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ”اﻟﻘدﯾم “ اﻟذي اﻧﻘﺿﻰ ﻋﺻره ‪ .‬ﻛﯾف‬
‫ﯾﺗﺟﺳد وﺟود اﻟدوﻟﺔ ﺧﺎرج ﺣدودھﺎ إذن ؟‬
‫ﻛل ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظﺎﻣﮫ اﻟداﺧﻠﻲ ‪.‬‬

‫اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ دوﻟﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ‪ .‬اﻟدوﻟﺔ‬
‫ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ اﻟﺳﻼح وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾﻌﮫ ‪ .‬اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك “ أدوات اﻹﻧﺗﺎج‬
‫وﺗﺗﻌﺎﻣل ـ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ـ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟزراﻋﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ‪ .‬وﻛل اﻟﻧﺎس ﻓﻲ‬
‫اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻋﺎﻣﻠون ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أي واﺣد ﻣﻧﮭﺎ أن ﯾؤﺟر ﻗوة‬
‫ﻋﻣﻠﮫ اﻟﻰ ﻏﯾر دوﻟﺗﮫ وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻣﻠك ﺗﺷﻐﯾﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﺎرج اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﻘدھﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻊ اﻟدول ‪ .‬واﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﺻﺣف واﻹذاﻋﺔ وﺗطﺑﻊ اﻟﻛﺗب‬
‫وﺗﻧﺷرھﺎ وﺗوزﻋﮭﺎ داﺧل اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ وﺧﺎرﺟﮫ ‪.‬‬
‫وھﻛذا ﯾﻛون اﻟوﺟود اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﺧﺎرج ﺣدوده وﺟودا ظﺎھرا وﻣﺣددا وﻣﻌروﻓﺎ ﻷﻧﮫ‬
‫ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل اﻟدوﻟﺔ وﻓﻲ ﻧطﺎق ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟدول اﻻﺧرى ‪ .‬اﻟوﺟود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗم‬
‫ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻛﺎﺗب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻠم اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻋﻠﻧﺎ ً ‪ .‬ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﻘود ﯾﺑرﻣﮭﺎ‬
‫ﻣﻧدوﺑون ﻣﻔوﺿون ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ رﺳﻣﯾﺎ‪ .‬ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺻﺎﻧﻊ وأدوات‬
‫ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وأﺳﻠﺣﺔ وذﺧﺎﺋر ﺗﺳﻠ ّم ﻣن اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ اﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ‬
‫ﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻌروﻓﺔ ‪ .‬ﻓﻲ ﺷﻛل ﺧﺑراء ﻣﻌروﻓﺔ أﺳﻣﺎؤھم وأﺳﻣﺎء أﺳرھم وأﻋدادھم‬
‫وﻣﺣﺎل إﻗﺎﻣﺗﮭم وأرﻗﺎم ھوﯾﺎﺗﮭم ﻟدى ﺳﻠطﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺟدون ﻓﯾﮭﺎ ‪.‬‬
‫واﻟوﺟود اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻛﺎﺗب ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻣﻛﺗﺑﺎت وﺻﺣف وﻛﺗب ﺗﺣﻣل ﻛل ﻣﻧﮭﺎ‬
‫ﺷﻌﺎر واﺳم اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ‪ .‬وﻓﻲ ﺷﻛل وﻓود زاﺋرة ﻣﻌروﻓﺔ اﻟﻌدد واﻷﺳﻣﺎء‬
‫وﻣدد اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻟﻐرض ﻣن زﯾﺎرﺗﮭﺎ ووﻓود ﻣدﻋوة ﺑﺎﻻﺳم او ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ ﻟﻣدد‬
‫ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺗﻘدم دﻋوﺗﮭﺎ اﻟﻰ اﻟدول اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ ‪ .‬ﻻ ﺷﻲء ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﺧﻔﺎء‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺷﻲء ﯾﻣﻛن أن ﯾﺿﻠل أﺣدا ﻓﻲ “ اﻟوﺟود “ اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﯾد اﻻﺗﺣﺎد‬
‫اﻟﺳوﻓﯾﺗﻰ أن ﯾﻛون ﻟﮫ وﺟود ﺧﺎرج ﺣدوده ‪..‬‬
‫ان ھذا اﻟوﺟود اﻟﻌﻠﻧﻲ ‪ ،‬واﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن إﻻ أن ﯾﻛون ﻋﻠﻧﯾﺎ ھو اﻟذي ﺳﻣﺢ‬
‫وﯾﺳﻣﺢ ﺑﺣﻣﻼت اﻟﺗﺷﮭﯾر ﺑﺎﻟوﺟود اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﻛل دوﻟﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ رﺟل‬
‫اﻟﺷﺎرع اﻟﻌﺎدي ان ﯾﻌرف ﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﻟﻼﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ وﺟود ﻓﻲ دوﻟﺔ ام ﻻ ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﺷﻛل ھذا اﻟوﺟود ‪ .‬وﻣﺎ ﺣﺟﻣﮫ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ان ﯾﻘدر ﻣﺎ اذا ﻛﺎن ھذا‬
‫اﻟوﺟود ﯾﻣﺛل ﺧطرا ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ او ﻻ ﯾﻣﺛل ‪ ..‬ﻓﺎﻟﻣﺷ ّﮭـرون ﺑﺎﻟوﺟود اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ‬
‫ﻻ ﯾﺣﺗﺎﺟون اﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ‪ .‬ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺗﺎﺣﺔ وﻏﯾر ﻣﻧﻛورة ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻟﮭم ان ﯾﻔﺳروا‬
‫وﯾؤوﻟوا وﯾﺳﺗﻧﺗﺟوا ﻣﺎ ﯾرﯾدون ﻣن وﺟود ﻻ ﯾﻧﻛره اﺣد ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ‪ ،‬ﻓﺎن أي “ وطﻧﻲ “ ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻼده ﻟن ﯾﺧطﺊ أﺑدا ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌرﻓﺔ ﺑدء وﺷﻛل وﻣﺿﻣون وﺣﺟم اﻟوﺟود اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ﻓﻲ ﺑﻼده ‪ .‬وﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ‬
‫ھو ان ﯾﻘدر ﻣدى اﺗﻔﺎق او ﻋدم اﺗﻔﺎق ھذا اﻟوﺟود ﻣﻊ اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬وان‬
‫ﯾﺣد ﻣﻧﮫ او ﯾﻧﮭﯾﮫ وﻟن ﯾﻛﻠﻔﮫ ھذا ﺷﯾﺋﺎ ﺳوى ﻣراﺟﻌﺔ او ﺗﻌدﯾل او اﻧﮭﺎء اﻟﻌﻘود‬
‫واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ اﺑرﻣﮭﺎ ﻣﻊ دوﻟﺔ اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ ‪.‬‬

‫ﻧﺄﺗﻲ اﻟﻰ اﻟطرف اﻵﺧر‪.‬‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ دوﻟﺔ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ‪ .‬اﻟدوﻟﺔ‬
‫ھﻧﺎ ﻻ ﺗﺗدﺧل ﺑﺷﻛل ﻋﺎم إﻻ ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﻘوة اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺑﻌدﻧﺎه ‪ .‬ﻻن اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ذات وظﯾﻔﺔ ﻣﺣددة ‪ :‬ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ رﻋﺎﯾﺎھﺎ‬
‫وأﺷﺧﺎﺻﮭم ﻓﻘط ﻻ ﻏﯾر ‪ .‬أﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟدول‬
‫اﻷﺧرى ﻓﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻹﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ .‬ﺣﺗﻰ اﻻﺳﻠﺣﺔ ﺗﻧﺗﺟﮭﺎ وﺗﺑﯾﻌﮭﺎ‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻗد ﺗﻘﯾم ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ دوﻟﺔ او ﻣﻊ‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎت ﺧﺎﺻﺔ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟدول ‪ .‬وﻏﺎﯾﺔ ﻛل ھذا اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﮫ اﻹﻓراد‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻻﻣرﯾﻛﯾﯾن ﺧﺎرج اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ھو‬
‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻرﺑﺎح ‪ .‬اﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻹرﺑﺎح ‪ ،‬وھﻛذا ﯾﺗﺑﻊ اﻟوﺟود اﻻﻣرﯾﻛﻲ‬
‫ﻣﺻﺎدر اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ اﻟرﺧﯾﺻﺔ واﻟﻌرض اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ أﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺗﺎﺣﺎ‬
‫ﺑﺷروط اﻓﺿل ‪ ..‬وﻻ ﺗﺣﺗﺎج دوﻟﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻰ اﻟظﮭور ﻛطرف ﻓﻲ‬
‫ﻋﻼﻗﺎت رﻋﺎﯾﺎھﺎ ﺑﺎﻟدول او اﻟﻣؤﺳﺳﺎت او اﻻﻓراد ﺧﺎرج ﺣدودھﺎ ‪ .‬ﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﮫ‬
‫ھو اﻛﺑر ﻋدد ﻣن اﻟﻌﯾون واﻟرﻗﺑﺎء واﻟﻌﻣﻼء اﻟذﯾن ﯾﻧﺷطون ﺧﻔﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن أن‬
‫“ اﻟظروف “ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻻ ﺗﮭدد ﻣﺻﺎﻟﺢ رﻋﺎﯾﺎھﺎ اﻣﺎ ﺑﺗﻘﯾﯾد ﻧﺷﺎطﮭم‬
‫أو ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺣد ﻣن اﻻرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﯾﻐرﻓوﻧﮭﺎ ﻓﺗظﮭر ﺣﯾﻧﺋذ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗوة ﻋﺳﻛرﯾﺔ‬
‫‪ .‬وﻗﻠﺔ ﻣن ھؤﻻء ﻣن ﯾﻠﺣﻘون ﺑﺳﻔﺎراﺗﮭﺎ ﻛﻣوظﻔﯾن ‪ .‬اﻟﻛﺛرة ﯾﺗواﺟدون اﯾﺿﺎ‬
‫ﺗﺣت ﺷﻌﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي أو اﻟﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ‪ .‬وﻟﯾس ﻣطﻠوﺑﺎ ﻣن أي‬
‫وطﻧﻲ ﺣرﯾص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻼده ان ﯾﻛﺷف ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛل ھؤﻻء اﻻﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟذﯾن‬
‫ﯾﻔدون اﻟﻰ ﺑﻼده ‪ ،‬ﯾﺣﻣﻠون وﻋود اﻟرﺧﺎء ودﻋوات اﻟﺳﻼم ‪ .‬ھذا ﻓوق طﺎﻗﺔ اي‬
‫وطﻧﻰ ‪.‬‬
‫ﻛﯾف ﯾﻣﻛن اذن ان ﯾﻌرف أي وطﻧﻲ ﺣرﯾص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻼده ﺑدء وﺷﻛل‬
‫وﻣﺿﻣون وﺣﺟم اﻟوﺟود اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﺑﻼده ؟ ﺑﻣراﻗﺑﮫ ودراﺳﺔ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﻼده ذاﺗﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺑدأ دﺧول رؤوس اﻷﻣوال‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﻠده ﯾﻛون ﻗد ﺑدأ اﻟوﺟود اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺳواء ﺟﺎءت رؤوس اﻷﻣوال ﺗﻠك‬
‫ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أو ﻣن اﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ أو ﻣن اﻟﯾﺎﺑﺎن أو ﻣن أي طرف ﻣن‬
‫أطراف اﻷرض ﻷن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ھﻲ “ إﻣﺑراطورة “ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻛل ﺛﻐرة ﺗﻔﺗﺢ ﻟﺗﺗﺳرب ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺿﺎرﺑﺎت اﻟﺳوق اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟداﺧل‬
‫ﯾدﺧل ﻣﻌﮭﺎ اﻟﺳوق اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺿﺎرﺑﯾن ﻋﻠﻰ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺷﻌب ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳوق اﻟﺣرة ‪ .‬ﻛل ﺻﻔﻘﺔ دوﻟﯾﺔ ﺗﻌﻘدھﺎ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ”وطﻧﯾﺔ“ ھﻲ أﺳﻠوب‬
‫ﺧﺎص ﻟﻠوﺟود اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟوطن ‪ .‬ﻛل ﻓرع ﺑﻧك أﺟﻧﺑﻲ ھو ﺗﺟﺳﯾد ﻟﻠوﺟود‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ‪ .‬ﻛل ﺳﻠﻌﺔ اﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﮭﺎ اﻟﺷﻌب ھﻲ ﺟزء ﻣن اﻟوﺟود‬

‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ‪ .‬ﻛل ﻣﺷروع اﻣرﯾﻛﻲ اﻗﺗﺻﺎدي أو ﻣﺎﻟﻲ أو ﺛﻘﺎﻓﻲ ‪ ،‬ھو وﺟود أﻣرﯾﻛﻲ‬
‫‪ ..‬ﻛل دﻋوة ﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ ھﻲ دﻋوة إﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎ ﻟﺗﺗواﺟد ‪ .‬ﻛل ﻧظﺎم رأﺳﻣﺎﻟﻲ ھو ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻷﺧﯾر وﺟود أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧظﺎم ‪.‬‬
‫وﻓوق طﺎﻗﺔ اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ أن ﺗراﻗب وﺗﺗﺑﻊ ھذا اﻟوﺟود ﻣﻧذ ﺑداﯾﺗﮫ إﻟﻰ‬
‫أن ﯾﺳﻠﺑﮭﺎ اﺳﺗﻘﻼﻟﮭﺎ اﻟوطﻧﻲ ‪ .‬ﻓﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ﻟﻣﻧﻊ ﻣﺧﺎطر اﻟوﺟود اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻼدھﺎ ؟ ھل ﺗﻘﺎطﻊ أﻣرﯾﻛﺎ ؟‬
‫ﻻ ‪..‬‬
‫أﻻ ّ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أﻣرﯾﻛﺎ ورﻋﺎﯾﺎھﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻓراد إﻻ ّ ﻋن طرﯾق دوﻟﺗﮭﺎ ‪.‬‬
‫أن ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدة اﻟﻣﺗﺎﺟرة اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ‪ ،‬ﻣﺎﻟﯾﺎ ً واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ً‬
‫وﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ً ‪ ،‬ﻣﻊ أﻣرﯾﻛﺎ وﻛل اﻟﻧظم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ .‬أن ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ ھﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ‬
‫اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ وﺣدھﺎ ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾدﺧل أو ﻻ ﯾدﺧل ﺣدودھﺎ ﻣن أﻣوال أو ﺑﺿﺎﺋﻊ أو ﺛﻘﺎﻓﺔ‬
‫‪ ،‬وﺗﻛون ھﻲ اﻟطرف اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﻛل ﻣﺷروع طرﻓﮫ اﻵﺧر ﻣؤﺳﺳﺔ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪ .‬ان‬
‫اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ھو اﺳﺗدﻋﺎء ﻟﻠوﺟود اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ أرض‬
‫اﻟوطن ‪.‬‬
‫ﻣﻘﺎل ﻧﺷر ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺳﻔﯾر ﯾوم ‪1975/7/28‬‬


Aperçu du document مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf - page 1/7

 
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf - page 2/7
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf - page 3/7
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf - page 4/7
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf - page 5/7
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي.pdf - page 6/7
 










Documents récents du même auteur


خيول الظلام   21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر   1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط   1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله   31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية   31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب   26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير   9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة   3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي   3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر   2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر   1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو   21 avril 2017
الحياد المستحيل   1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج   31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة   22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية   19 mars 2017
الارادة الوطنية   12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة   12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام   15 février 2017
اعتاقة من أجل الوحدة   13 février 2017



Ce fichier a été mis en ligne par un utilisateur du site Fichier PDF. Identifiant unique du document: 00498809.
⚠️  Signaler un contenu illicite
Pour plus d'informations sur notre politique de lutte contre la diffusion illicite de contenus protégés par droit d'auteur, consultez notre page dédiée.