75 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 75.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 11/06/2013 à 18:53, depuis l'adresse IP 197.0.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 697 fois.
Taille du document: 976 Ko (9 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻌـــﺮوﺑﺔ ﺟﺴﺪ روﺣﮫ اﻻﺳﻼم
* اﻻﺛﻨﺎن * 10ﺟﻮان /ﺣﺰﯾﺮان * 2013
اﻟﻌـدد
75
* اﻟﻤﻮاﻓـﻖ ﻟـ 1ﺷﻌـﺒﺎن * 1434
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
⊲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻌﺪد :أﻣﺔ ﻓﻮق اﻟﺼﻠﻴﺐ ..
⊲ ﻣﻘﺎل اﻟﻌﺪد :ﻗﺼﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ). (4
⊲ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﻘﺼﻴﺮ ،ﺛﻢ أﺣﺪاث
ﺗﺮﻛﻴﺎ :اﺛﻨﺎن ﻓﻲ واﺣﺪ ..
⊲ اﺟـﺘﻴﺎح ﻟﺒﻨﺎن ..وﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة ..
ﺑـﻮﺻﻠﺔ ﻻ ﺗـﺸـﯿـﺮ اﻟﻰ اﻟﻘـﺪس ..ﻣﺸﺒـﻮھﺔ ..
ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻘﺪس :
ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻼم ..ﻋـﻦ اﻟﻌـﺮوﺑﺔ واﻻﺳﻼم (4) ..
ﻗﺒﻞ اﻻدﯾﺎن اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس أﺳﺮا و ﻋﺸﺎﺋﺮ و ﻗﺒﺎﺋﻞ ،وﻟﻢ
ﯾﻜﻦ ذﻟﻚ وﺿﻌﺎ ﺑﺸﺮﯾﺎ ﺑﻞ اﻟﮭـﯿﺎ .و ﻟﻤﺎ ﺷﺎء ﷲ أن ﯾﮭﺪي ﻋﺒﺎده
ﺑﻌـﺚ ﻟﮭﻢ رﺳﻼ ﻣﻦ أﻧـﻔـﺴﮭـﻢ ﯾﺪﻋـﻮن ﺟﻤـﯿﻌـﺎ اﻟﻰ اﻟـﺘـﻮﺣـﯿـﺪ
و اﻟﻌـﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ،ﻓـﻜﺎﻧـﺖ اﻻدﯾﺎن ﻣﺴﺎﯾـﺮة ﻟﻤـﺮاﺣﻞ اﻟﺘـ ﻄﻮّ ر
اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ..ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﯾﻨﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮم .
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :اﻧﺎ أرﺳﻠﻨﺎ ﻧﻮﺣﺎ اﻟﻰ ﻗﻮﻣﮫ أن أﻧﺬر ﻗﻮﻣﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
أن ﯾﺄﺗﯿﮭﻢ ﻋﺬاب أﻟﯿﻢ " ) ﻧﻮح . ( 1 /و ﻗﺎل " :واذ ﻗﺎل
ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻘﻮﻣﮫ ﯾﺎ ﻗﻮم اذﻛﺮوا ﻧﻌﻤﺔ ﷲ ﻋـﻠﯿﻜﻢ " ) اﻟﺒﻘﺮة . ( 54
و ﻗﺎل ":أﻟﻢ ﯾﺄﺗﮭﻢ ﻧﺒﺄ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﮭﻢ ﻗﻮم ﻧﻮح و ﻋﺎد و ﺛﻤﻮد
" اﻟﺘﻮﺑﺔ . ( 70 /وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :و اﻟﻰ ﻋﺎد أﺧﺎھﻢ ھﻮدا ﻗﺎل
ﯾﺎ ﻗﻮم اﻋﺒﺪوا ﷲ " ) اﻻﻋﺮاف . ( 65و ﻗﺎل " :واﻟﻰ ﻣﺪﯾﻦ
أﺧﺎھﻢ ﺷﻌﯿﺐ ﻗﺎل ﯾﺎ ﻗﻮم اﻋﺒﺪوا ﷲ " ) اﻻﻋﺮاف . ( 85وﻗﺎل
ّ " :ﻛﺬﺑﺖ ﻗﻮم ﻟﻮط ﺑﺎﻟﻨﺬر " ) اﻟﻘﻤﺮ ... ( 33
و ﻟﻤﺎ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺣﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺪھـﺮ ،و أﺻﺒﺤﻮا ﻗﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ
ﺗﻄﻮﯾﻊ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ دون ﺗﺮﺣﺎل ،ﺑﺪأت اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺗﺸﮭﺪ اﻻﺳﺘﻘﺮار ،و
ﺗﺘﺤﻮّ ل ﺗﺪرﯾﺠـﯿﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻰ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺸﻌﻮﺑﯿﺔ ،
ﻓﺎﻧﺘﻘﻠﺖ اﻟﺪﯾﺎﻧﺎت ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻀﯿﻖ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﻘﻮم ) اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ (
اﻟﻰ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﻤﻮﺟﮫ اﻟﻰ اﻻﻗﻮام اﻟﻤﺠﺎورة ..و ﻗﺪ ﺑﺪأ
ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻰ ﻋـﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم اﻟﻤﺒﻌﻮث ﻟﺒﻨﻲ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ،و اﻟﺬي
ﻛﻠﻔﮫ ﷲ ﺑﺎﻟﺬھﺎب اﻟﻰ ﻓـﺮﻋﻮن ﺻﺤﺒﺔ أﺧﯿﮫ ھﺎرون ﻓﻘﺎل " :
اذھﺒﺎ اﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮن اﻧﮫ طﻐﻰ " ) طﮫ . ( 33ﻛﺘﻤﮭـﯿﺪ ﻟﺨـﺮوج
اﻟﺪﻋﻮة ﻣﻦ اطﺎرھﺎ اﻟﻘـﺒﻠﻲ اﻟﻰ اﻻطﺎر اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ..و ﻗﺪ ﺗﺎﻛﺪ
ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﻨﮭﺞ ﻣﻊ ﻋـﯿﺴﻰ ﻋـﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم اﻟﺬي ﺷﺮع ﻓﻲ ﺟﻤﻊ
اﻻﺗﺒﺎع وراح ﯾﻄﻮف ﺣﯿﺜﻤﺎ ﺗﻘﻮده ﻗﺪﻣﺎه ،ﻏﯿﺮ ﻣﻜﺘـﻒ ﺑﻨﺸﺮ
دﻋﻮﺗﮫ ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﺒﺸﺮا ﺑﻨﺒﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺑﻌـﺪه ..
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺗﻄﻮر اﻻدﯾﺎن ﻣﺴﺎﯾﺮا ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ..
واﻟﻤﺆﻛﺪ أﻧﮫ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ -ﺣﺘﻰ ظﮭﻮر اﻻﺳﻼم -أي ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت
اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺤﯿﻂ و اﻟﺨﻠﯿﺞ ﻗﺪ دﺧﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ
اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻟﻜـﻨﮭﺎ ﺑﺪأت ﺗﺸﮭﺪ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن
ﺗﺘﺤﻮّ ل ﺑﮫ اﻟﻰ أﻣﻢ ﻣﺘﻌﺪّدة ،ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺪاھﻤﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﻔﺘﺢ
اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﺬي وﺣﺪھﺎ ،وأﻋﻄﺎھﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﻘـﺮآن ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻟﻐـﺘﮭﺎ
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،و ﻣﻨﺤﮭﺎ أرﺿﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻮﻗﮭﺎ ﺗﻔﺎﻋﻼ ﺣﺮا
ﻓـﺘﺒﻨﻲ -ﺑﻌﺪ ﻗـﺮون طﻮﯾﻠﺔ – ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ وﺣﻀﺎرﺗﮭﺎ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ..
ﻓﺼﺎرت ﺑﮫ أﻣﺔ ﻋـﺮﺑـﯿﺔ ﻣﺴﻠـﻤﺔ ،وﺟـﺰءا ﻻ ﯾﺘـﺠـﺰأ ﻣﻦ أﻣﺔ
اﻻﺳـﻼم ...
ك ل م ا ت ** م ت ق ا ط ع ة
2
1
3
4
5
6
7
1
2
3
4
5
6
7
اﻓﻘﻲ :
ﻋﻤﻮدي :
( 1ﺣﺮف – ﺑﻠﺪ ﯾﺸﮭﺪ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت .
( 2وﺳﯿﻠﺔ ﺻﯿﺪ ﻗﺪﯾﻤﺔ – ﯾﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻘﻮى .
( 3اﺳﻢ ﺣﯿﻮان ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( – ﺣﺮف .
( 4ﺛﻠﺜﻲ ﻋﺎد – اﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﺑﺪأ .
( 5ﻻ ﯾﻄﺎق – ﻧﺎﺳﺦ .
(6ﺣﺮف – أﻣﺎﻛﻦ ﻟﺘﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﺎء .
( 7ﯾﻈﮭﺮ ﻟﯿﻼ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ) ﻣﻔﺮد ( – ﻣﻦ اﻣﺮاض
اﻟﻌﯿﻦ .
(1ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺎن – ﻟﺼﻨﻊ اﻟﺨﺒﺰ .
( 2ﻋﻜﺲ ﻣﺤﺮّ م – ﺣﺮف .
( 3ﻓﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن ) ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ ( – ﻣﺴﯿﺢ ﺑﺪون آﺧﺮ ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ (.
(4ﺣﺮف – ﻣﺎ ﺗﺘﺮﻛﮫ اﻟﺤﺮب ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( .
( 5ﺧﯿﺮ ﺟﻠﯿﺲ – ﺛﻠﺜﻲ ورد .
(6ﺛﻠﺜﻲ ﻗﻮي – ﺣﺒﺮ ) ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ ( .
( 7ﺑﻠﺪ ﻣﺴﻠﻢ – ﺣﺮف .
اﻗﻮال ﻣﺄﺛﻮرة و اﺑﯿﺎت ﻣﺸﮭﻮرة
* ﷲ ﯾﻨﺼﺮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓـﺮة وﻻ ﯾﻨﺼﺮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻣﻨﺔ
) اﻟﺸﯿﺦ ﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ /ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻔﺘﺎوي ( .
* اﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎرب ﻗﻮﻣﺎ َ طﻠﺒﻮا ﺣﺮﺑﻨﺎ وﻟﺴﻨﺎ ﻧﺤﺎرب اﻟﻨﺒﻞ واﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ) .ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ اﻻﯾﻮﺑﻲ ( .
ﺳﻊ ﻟﮫ ﻓﻰ اﻟﻤﺠﻠﺲ ،وﺗﺪﻋﻮه ﺑﺄﺣﺐ اﻷﺳﻤﺎء إﻟﯿﮫ .
* ﺛﻼث ﯾﺜـﺒ ّ ـﺘـﻦ ﻟﻚ اﻟﻮد ﻓﻰ ﺻﺪر أﺧﯿﻚ :أن ﺗﺒﺪأه ﺑﺎﻟﺴﻼم ،وﺗﻮ ّ
) ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ (
* ﻣﻸى اﻟﺴﻨﺎﺑﻞ ﺗﻨﺤﻨﻲ ﺑﺘﻮاﺿﻊ *** واﻟﻔﺎرﻏﺎت رؤوﺳﮭـﻦ ﺷﻮاﻣﺦ .
ﺳﯿﺮة اﻟﻌﻈﻤﺎء :
ﺧـﻼﻓﺔ أﺑﻰ ﺑﻜــﺮ اﻟﺼﺪﯾـﻖ 11 - 13 /ھـ 634 -632 /م .
ﺗﻤﺖ اﻟﺒﯿﻌﺔ ﻷﺑﻰ ﺑﻜـﺮ ،وﻧﺠﺢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن :اﻷﻧﺼﺎر واﻟﻤﮭﺎﺟـﺮون ﻓﻰ أول اﻣﺘﺤﺎن ﻟﮭﻢ ﺑﻌـﺪ وﻓﺎة اﻟﺮﺳﻮل ،ﻟﻘﺪ اﺣـﺘﺮﻣﻮا
ﻣﺒﺪأ اﻟﺸﻮرى و ﺟﺴّﺪوه ﻓﻲ ﺗﻮاﻓﻘﮭﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺠﺪل اﻟﺬي دار ﺑﯿﻨﮭﻢ ..
و ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺒﺔ اﺑﻮ ﺑﻜﺮ رﺿﻲ ﷲ ﻋـﻨﮫ ﯾﻮم ﺗﻮﻟﯿﮫ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ :أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس ،إﻧﻰ ﻗﺪ وُ ﻟﯿﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ وﻟﺴﺖُ ﺑﺨﯿـﺮﻛﻢ
،ﻓﺈن أﺣﺴﻨﺖ ﻓﺄﻋـﯿﻨﻮﻧﻰ ،وإن أﺳﺄت ﻓﻘﻮّ ﻣﻮﻧﻰ ..
اﻟﺼﺪق أﻣﺎﻧﺔ ،واﻟﻜﺬب ﺧﯿﺎﻧﺔ ،واﻟﻀﻌﯿﻒ ﻓﯿﻜﻢ ﻗﻮى ﻋـﻨﺪى ﺣﺘﻰ آﺧﺬ ﻟﮫ ﺣﻘﮫ ،واﻟﻘﻮى ﺿﻌـﯿﻒ ﻋـﻨﺪى ﺣـﺘﻰ آﺧﺬ ﻣﻨﮫ
اﻟﺤﻖ إن ﺷﺎء ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ..
أطـﯿﻌﻮﻧﻰ ﻣﺎ أطﻌﺖ ﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ،ﻓﺈذا ﻋﺼﯿﺖ ﷲ ورﺳﻮﻟﮫ ﻓﻼ طﺎﻋﺔ ﻟﻰ ﻋـﻠﯿﻜﻢ "
) ﻋـﻦ ﺳـﯿـﺮة اﺑﻦ ھﺸﺎم ( .
ﻛﺎرﯾﻜﺎﺗﻮر
ﻟﻌﺒﺔ اﻻرﻗﺎم
* اﺣﺳب ﻋدد اﻟﻣرﺑﻌﺎت ؟؟
طﺮﻓﺔ
* اﻻﺳﺗﺎذ ﻟﺗﻼﻣﯾذه :ﻣﺎ رأﯾﻛم ﻓﻲ اﺳﺋﻠﺔ اﻻﻣﺗﺣﺎن ؟
* أﺣد اﻟﺗﻼﻣﯾذ :ﻟﻘد ﻛﺎﻧت اﻻﺳﺋﻠﺔ ﺳﮭﻠﺔ ،ﻟﻛن اﻻﺟوﺑﺔ ھﻲ اﻟﺻﻌـﺑﺔ ..
ﻗﺼﯿﺪة اﻟﻌﺪد
أﻣﺔ ﻓﻮق اﻟﺼﻠﯿﺐ
ﺗﻮﻓﯿﻖ زﯾﺎد .
ﻋﻠﻘوﻧﺎ أﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓوق اﻟﺻﻠﯾب
ﻋﻠﻘوﻧﺎ ﻓوﻗﮫ ﺣﺗﻰ ..ﻧﺗوب ..
ھذه اﻟﻧﻛﺳﺔ ﻟﯾﺳت آﺧر اﻟدﻧﯾﺎ ..
وﻻ ﻧﺣن ﻋﺑﯾد
ﻓﺎﻣﺳﺣوا أدﻣﻌﻛم
وادﻓﻧوا اﻟﻘﺗﻠﻰ
وﻗوﻣوا ﻣن ﺟدﯾد
أﯾﮭﺎ اﻟﻧﺎس اﻟﺣزاﻧﻰ
اﻧﺗم اﻟدﻧﯾﺎ
و اﻧﺗم ﻣﻧﺑﻊ اﻟﺧﯾر اﻟوﺣﯾد
أﻧﺗم اﻟﺗﺎرﯾﺦ
و اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺑﺎﺳم ﻓﻲ ھذا اﻟوﺟود
ﻓﺗﻌﺎﻟوا ﻧﺷﺑك اﻻﯾدي ﺑﺎﻻﯾدي
و ﻧﻣﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﮭﯾب
ﻓﻐد اﻻﺣرار ..وان طﺎل ..ﻗرﯾب ..
اﻟﺨﻂ اﻟﻌـﺮﺑﻲ :اﻟﺨﻂ اﻟﻜﻮﻓﻲ اﻟﻤﻀﻔﻮر .
ﻣﻘﺎل اﻟﻌﺪد
ﻗـﺼﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿـﺔ ) . ( 4
د .ﻋﺼﻤﺖ ﺳﯿﻒ اﻟﺪوﻟﺔ .
اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻣﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ؟
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻜﺮھﺎ ﻣﻜﯿﺎﻓﯿﻠﻲ ﺗﻄﻠﻖ -ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ -ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﻟﺤﻜﻢ أو
اﻟﺤﺎﻛﻤﯿﻦ .ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻌـﻨﻰ اﻻﺧﯿﺮ اطﻠﻘﺖ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻘﯿﻞ " :دوﻟﺔ " اﻷﻣﻮﯾﯿﻦ و " دوﻟﺔ "
اﻟﻌﺒﺎﺳﯿﯿﻦ و " دوﻟﺔ " اﻟﻔﺎطﻤﯿﯿﻦ و " دوﻟﺔ " اﻟﻤﻤﺎﻟﯿﻚ . .اﻟﺦ .وﻛﺎد اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮون أن ﯾﻌﻠﻤﻮﻧﺎ -وﻧﺤﻦ ﻧﺘﻠﻘﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ
ظﻞ ﺳﯿﺎدﺗﮭﻢ أن وطﻨﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺗﺎرﯾﺨﮫ ﻣﺴﺘﻌـﺒﺪا ً ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ" اﻟﺪول" ..ﻟﯿﺴﺘﻘـﺮ ﻓﻲ ﻋـﻘﻮﻟﻨﺎ -
وﻧﺤﻦ ﺻﻐﺎر -أن اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺟﺰء ﻣﻦ طﺒﯿﻌﺔ ﻣﺠـﺘﻤﻌـﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻌـﺮف اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻗﻂ .ﺛﻢ ﺷﺒﺒﻨﺎ ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ أن ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ
أﺳﺮا ً ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻛﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﺧﺎض ﺑﻌﻀﮭﻢ اروع ﻣﻌﺎرك اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ووﺣﺪﺗﮫ .أﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ
واﺣﺪا ً ﻣﻦ " دوﻟﺔ " اﻻﯾﻮﺑﯿﯿﻦ ؟ .ﺛﻢ ھﺎﻧﺖ " اﻟﺪوﻟﺔ " ﻓﺎﺻﺒﺤﺖ ﻟﻘـﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ – وﻏـﯿﺮھﺎ -ﻟﻤﻦ ﯾﻠﻲ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻮزارة .
ﻓﻜﺎن ﯾﻘﺎل " :دوﻟﺔ " ﺻﺪﻗﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﻣﺜﻼ .
أﯾﺎ ً ﻣﺎﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻋـﻨﺪﻧﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻤﻠﻮك ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﯾﺮددون ﻣﺎﻗﺎﻟﮫ ﻟﻮﯾﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ " اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ أﻧﺎ " .وﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ
ﻟﻮﯾﺲ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎم " : 1770إن ﺣﻖ إﺻﺪار اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﺨﻀﻊ ﻟﮭﺎ وﯾﺤﻜﻢ ﺑﮭﺎ رﻋﺎﯾﺎﻧﺎ ھﻮ ﺣﻘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺪون ﻗﯿﺪ
وﺑﺪون ﺷﺮﯾﻚ " ،وﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ ﻋﺎم " : 1766إن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻛﻠﮫ ﯾﻨﺒﻊ ﻣﻨﻲ ،وﻛﻞ ﺣﻘﻮق وﻣﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺤﺎوﻟﻮن
ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺷﯿﺌﺎ ً ﻣﻨﻔﺼﻼ ً ﻋﻦ اﻟﻤﻠﻚ ھﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻣﺘﺤﺪة ﻣﻊ ﺣﻘﻮﻗﻲ وﻣﺼﺎﻟﺤﻲ وﻟﯿﺲ ﻟﮭﺎ ﻣﻜﺎن إﻻ ﺑﯿﻦ ﯾﺪي " .ﻓﻜﺎﻧﺖ
اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ " اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ " ﺑﻜﻞ ﻣﺎﺗﻌـﻨﯿﮫ ﻛﻠﻤﺔ " اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ " ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﻠﻚ واﻟﻤﺎﻟﻚ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎل واﻻﺳﺘﻐﻼل واﻟﺘﺼﺮف ﻓﻲ
" دوﻟﺘﮫ" .
ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻤﻠﻮك ﯾﺮددون ھﺬه اﻷﻗﻮال وأﻣﺜﺎﻟﮭﺎ ،ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺜﻮرﯾﺔ ﺗﻐـﺰو أوروﺑﺎ وﺗﺤﺎول أن ﺗﻘـﺘﻠﻊ ھﺬا
اﻟﻤﻔﮭﻮم ﻣﻦ أﺳﺎﺳﮫ .ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 1690ﯾﻨﺸﺮ ﺟﻮن ﻟﻮك ﻓﻲ اﻧﻜﻠﺘﺮا ﻛﺘﺎﺑﮫ " رﺳﺎﻟﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ " ﯾﻘﻮل ﻓﯿﮫ " :إن ﺣﺮﯾﺔ
اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﯿﻌـﯿﺔ ھﻲ اﻻ ﯾﻜﻮن ﺧﺎﺿﻌﺎ ً ﻷﯾﺔ ﻗﻮة ﻋﻠﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وأﻻ ﯾﻘﻊ ﺗﺤﺖ إرادﺗﮫ أي إﻧﺴﺎن أو ﺳﻠﻄﺔ ﺗﺸﺮﯾﻌـﯿﺔ ،
وﻻﯾﻜﻮن ﻟﺪﯾﮫ ﺳﻮى ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻗﺎﻋﺪة ﯾﻌﻤﻞ ﺑﮭﺎ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻘﺮة " ( 22وﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻻﻧﺴﺎن ﻗﺪ وﻟﺪ -ﻛﻤﺎ اﺛﺒﺘﻨﺎ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ -وﻟﮫ ﺣﻖ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﻼ ﻗﯿﻮد ﺑﺠﻤﯿﻊ ﺣﻘﻮق وﻣﺰاﯾﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺴﺎواة ﻣﻊ أي ﺷﺨﺺ
آﺧﺮ ،أو أي ﻋﺪد ﻣﻦ اﻻﺷﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﻖ ،ﻟﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻤﻠﻜﮫ ،أي ﺣﯿﺎﺗﮫ وﺣﺮﯾﺘﮫ
وﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﮫ ،ﺿﺪ اﻋﺘﺪاء اﻵﺧﺮﯾﻦ أو ﻣﺤﺎوﻟﺘﮭﻢ اﻟﻌﺪواﻧﯿﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﻟﮫ أﯾﻀﺎ ً اﻟﺤﻖ ﻓﻲ أن ﯾﺤﺎﻛﻢ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻗﮭﻢ
ھﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻣﻌﺎﻗﺒﺘﮭﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﻌـﺘﻘﺪ أن ﺟﺮﯾﻤﺘﮭﻢ ﺗﺴﺘﺤﻘﮫ ﻣﻦ ﻋﻘﺎب ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻮت ذاﺗﮫ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻘﺮة " . ( 87
وﻟﻜﻦ ﻷن ﺛﻤﺔ أﻣﻮرا ً ﻻﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻮﺟﺪ ﻗﺎﻧﻮن ﻗﺎﺋﻢ وﻣﺴﺘﻘﺮ وﻣﻌـﺮوف ﯾﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل اﻟﻌﺎم ﺑﻮﺻﻔﮫ
ﻣﻌﯿﺎر اﻟﺼﻮاب واﻟﺨﻄﺄ " ) .اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻓﻘﺮة " ( 124وﻻﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻗﺎض ﻣﻌـﺮوف ﻏـﯿﺮ ﻣﺘﺤﯿﺰ ﻟﮫ ﺳﻠﻄﺔ
اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺨﻼﻓﺎت طﺒﻘﺎ ً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺮر " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻓﻘﺮة " ( 125وﻻﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ
ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺤﻜﻢ وﺗﺆﯾﺪه ﻋـﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺳﻠﯿﻤﺎ ً وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻛﻤﺎ ﯾﺠﺐ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻓﻘﺮة ، ( 126ﻓﺄﻧﮫ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ
اﻟﻤﻤﯿﺰات اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﮭﺎ اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ " ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﯾﻨﺴﺎق اﻟﻨﺎس اﻟﻰ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻷن
وﺿﻌﮭﻢ ﯾﺒﻘﻰ ﺳﯿﺌﺎ ً طﺎﻟﻤﺎ اﺳﺘﻤﺮوا ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻓﻘﺮة . ( 126و " ﻷن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻻﯾﻤﻜﻦ
أن ﯾﻘﻮم أو ﯾﻘﯿﺾ ﻟﮫ اﻟﺒﻘﺎء إﻻ إذا ﻛﺎن ﻟﺪﯾﮫ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ،وﻟﮭﺬا اﻟﻐﺮض ﺗﻜﻮن ﻟﺪﯾﮫ ﺳﻠﻄﺔ
ﻋﻘﺎب اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﺮﺗﻜﺒﮭﺎ أي ﻓﺮد ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻓﮭﻨﺎ -وھﻨﺎ ﻓﻘﻂ -ﯾﻮﺟﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺣﯿﺚ ﺗﻨﺎزل ﻛﻞ ﻓﺮد ﻓـﯿﮫ ﻋﻦ
ﺳﻠﻄﺘﮫ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ وﺳﻠﻤﮭﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻓﻘﺮة " . ( 87ان اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﮫ ﻓﻮق ﻛﻞ اﻧﺴﺎن ﯾﻀﻤﮫ
ھﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .واﻟﻐﺮض اﻟﺮﺋﯿﺴﻲ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ ھﻮ ﺳﻦ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﯾﻌـﯿﺸﻮن ﻓﻲ ظﻠ ّﮫ ،وھﻲ ﻗﻮاﻧﯿﻦ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ
ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ أن ﻧﻄﯿﻌﮭﺎ " ) ھﺎﻣﺶ اﻟﻔﻘﺮة . ( 87
ھﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺳﯿﻠﺘﻘﻄﮭﺎ ﻣﻮﻧﺘﺴﻜﯿﻮ ﺧﻼل إﻗﺎﻣﺘﮫ ﻓﻲ اﻧﻜﻠﺘﺮا وﯾﻌﻮد ﻓـﯿﻌـﺒﺮ ﻋـ ﻨﮭﺎ وﯾﺮوّ ﺟﮭﺎ ﻓﺘﺮوج ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﺘﺎﺑﯿﻦ ﻧﺸﺮھﻤﺎ
ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﺎم 1748أﺣﺪھﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﺳﺘﻮري اﻻﻧﻜـﻠﯿﺰي واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺘﺎب روح اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺬي اﺷﺘﮭﺮ ﺑﮫ .
ﻋﻠﻰ أرض ﻓﺮﻧﺴﺎ ﯾﻠﺘﻘﻲ ھﺬا اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻮاﻓﺪ ﻣﻦ اﻧﻜﻠﺘﺮا ﺑﻤﺎ ﺑﺸﺮ ﺑﮫ وأذاﻋﮫ وﻧﺜﺮه " ﺑﺬورا ً ﻟﻠﺜﻮرة " ﻓﻨﺎن وأدﯾﺐ وﻓﯿﻠﺴﻮف
وﺛﺎﺋﺮ وﻋﺒﻘﺮي واﻓﺪ ﻣﻦ ﺳﻮﯾﺴﺮا ھﻮ ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳﻮ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻛﺘﺐ أﻛﺜﺮھﺎ ﺷﮭﺮة وأﺻﺎﻟﺔ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻌﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ﻧﺸﺮ
ﻋﺎم . ( 1762
ﯾﻘﻮل روﺳﻮ ان " اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻖ ﻣﻘﺪس ،وھﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻷﺳﺎس ﻟﻜﻞ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺧﺮى .ﺑﯿﺪ أﻧﮫ ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ھﺬا اﻟﺤﻖ
ﻻﯾﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻓﻼ ﺑﺪ أﻧﮫ ﻗﺎم ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﺎت ( " .اﻟﻔﺼﻞ اﻷول -اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ( " .ﺑﺮﻏﻢ اﻧﮭﺎ ﻗﺪ ﻻﺗﻜﻮن أﻋﻠﻨﺖ
رﺳﻤﯿﺎ ً ﻓﮭﻲ ﻻﺑﺪ أن ﺗﻜﻮن واﺣﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن وأن ﯾﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻢ ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ﺿﻤﻨﺎ ً " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس -اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ( " .
ﻓﻔﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﻮت اﻟﻌﺎم ﯾﺠﺐ أن ﯾﺆﺧﺬ ذﻟﻚ اﻟﺴﻜﻮت ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺸﻌﺐ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول -
اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ ( .و " إﻧﻲ اﻓﺘﺮض ﺟﺪﻻ ً ان اﻟﻨﺎس ﻗﺪ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ ﺣﺪ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻓﯿﮫ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل
دون اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﻛﻞ ﻓﺮد أن ﯾﺒﺬ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ
ﻟﻢ ﯾﻌﺪ اﺳﺘﻤﺮار ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻣﻤﻜﻨﺎ ً . . .وﻟﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻻﯾﺴﺘﻄـﯿﻌـﻮن ﺑﺄي ﺣﺎل ﺧﻠﻖ ﻗﻮة ﺟﺪﯾﺪة ،ﺑﻞ أن ﻛﻞ ﻣﺎ
ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮﻧﮫ ھﻮ أن ﯾﺘﺤﺪوا وﯾﺴﯿﻄﺮوا ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻟﺪﯾﮭﻢ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻻﺗﻮﺟﺪ وﺳﯿﻠﺔ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮن ﺑﮭﺎ اﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﮭﻢ
ﺳﻮى اﻻﻧﻀﻤﺎم ﺑﻌﻀﮭﻢ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ ،وﺗﻮﺣﯿﺪ ﻗﻮاھﻢ ﺑﯿﺪ أن اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺬات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻓﺮد إﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺪ أﺳﺎﺳﺎ ً ﻣﻦ
ﻗﻮﺗﮫ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﺣﺮﯾﺘﮫ ،ﻓﻜﯿﻒ إذن ﯾﻘﯿﺪھﺎ ﺑﺪون أن ﯾﺆذي ﻧﻔﺴﮫ وﯾﮭﻤﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﯾﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻧﺤﻮ ﺷﺆوﻧﮫ اﻟﺨﺎﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﮫ ؟ . . .ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﯾﺠﺎد ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد ﻓﻲ ﺷﺄن اﺳﺘﺨﺪام ﻗﻮة اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ
أﻋﻀﺎﺋﮫ وﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﮫ ،وذﻟﻚ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻛﻞ ﻓﺮد ،إذ ﯾﺘﺤﺪ ﻣﻊ أﻗﺮاﻧﮫ ،إﻧﻤﺎ ﯾﻄﯿﻊ إرادﺗﮫ وﯾﺒﻘﻰ ﺣﺮا ً ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ھﺬه ھﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ " ) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس -اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ( .
أﻣﺎ اﻟﺤﻞ ﻓﮭﻮ " :ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﯾﺴﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻮع ﺑﺸﺨﺼﮫ وﺑﻜﻞ ﻣﺎﻟﺪﯾﮫ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻼرادة اﻟﻌﺎﻣﺔ
وھﻜﺬا ﯾﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻤﻮع ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﺑﺼﻔﺘﮫ ﺟﺰءا ً ﻻﯾﺘﺠﺰأ ﻣﻦ اﻟﻜﻞ .وﺑﻤﺠـﺮد أن ﯾﺘﻢ ھﺬا ﯾﺘﻮﻟﺪ ﺟﺴﺪ ﻣﻌـﻨﻮي وﺟﻤﺎﻋﻲ
ﺑﺪﻻ ً ﻣﻦ اﻻﺷﺨﺎص اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﯿﻦ وھﻮ ﺟﺴﺪ ﻣﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻋﻀﺎء ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﻀﻤﮫ ﻣﻦ أﺻﻮات ،ﻛﺎن ھﺬا اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي
ﯾﺘﻜﻮن ﺑﮭﺬه اﻟﺼﻮرة ﻣﻦ اﺗﺤﺎد ﺟﻤﯿﻊ اﻻﺷﺨﺎص ﯾﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ " ﻣﺪﯾﻨﺔ " وﻟﻜﻨﮫ ﯾﺴﻤﻰ اﻵن " ﺟﻤﮭﻮرﯾﺔ " ) ﻛﺎﻧﺖ
ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻤﮭﻮرﯾﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻨﻈﻢ اطﻼﻗﺎ ً وﻟﯿﺲ ﺑﻤﻌﻨﺎھﺎ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻛﻨﻈﺎم ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻏـﯿﺮ ﻣﻠﻜﻲ ( . .وﯾﺴﻤﯿﮫ اﻋﻀﺎؤه " دوﻟﺔ
" ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﺳﻠﺒﯿﺎ ً ،وﯾﺴﻤﻮﻧﮫ ﺳﯿﺪا ً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﺼﺮف اﯾﺠﺎﺑﯿﺎ ً ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻷﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﯿﻦ ﻓﯿﮫ ﻓﮭﻢ اﻟﺸﻌﺐ "
) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس -اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ( " .ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻟﮫ اﻟﺴﯿﺎدة ﻻوﺟﻮد ﻟﮫ ﺧﺎرج اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻜﻮن ﻣﻨﮭﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ "
) اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ -اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ( ".وﺑﻤﺠﺮد أن ﯾﻮﺟﺪ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺳﯿﺪ ﯾﻔﻘﺪ اﻟﺸﻌﺐ ﺳﯿﺎدﺗﮫ ")اﻟﻔﺼﻞ اﻷول -اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ( .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻻﻓﻜﺎر اﺣﻼﻣﺎ ً ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ،واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻻﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻻﺻﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﻻوﺟﻮد ﻟﮭﺎ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌـﺒـﺮ
ﻋﻦ ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﻣﻘﺘﺮﺣﺔ "ﻟﺪوﻟﺔ " ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ ) اﻟﺒﺮﺟﻮازﯾﺔ ( اﻟﺼﺎﻋﺪة .ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ
ھﻲ اﻟﺘﻲ اﺳﮭﻤﺖ ﺑﺎﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ و ﺣﻮّ ﻟﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﺪرﯾﺞ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ وﺻﻨﺎﻋـﯿﺔ ،
وﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ ﺣﺮﯾﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ) اﻷﻓﺮاد واﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ( وﺣﺮﯾﺔ اﻟﻌﻤﻞ ،وأﻗﻞ ﻗﺪر ﻣﻦ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ
واﻟﻀﺮاﺋﺐ .ﻓﺄﻧﺠﺒﺖ ﻣﺪرﺳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺗﻮﻟﺖ إﺑﺮاز اﻟﻤﻀﻤﻮن اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻷﻓﻜﺎر اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ .إﻧﮭﺎ ﻣﺪرﺳﺔ " اﻟﻔﯿﺰﯾﻮﻛﺮات "
اﻟﺸﮭﯿﺮة ) ﻛﯿﺰﻧﻲ ،ﻣﻮرﯾﺲ دي رﯾﻔﯿﯿﺮ ،دي ﯾﺘﻤﻮر . .اﻟﺦ ( .
واﺿﺢ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن " ﻣﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ " اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋـﻨﮭﺎ أوروﺑﺎ ﯾﻤﯿﺰھﺎ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن " ﻣﺆﺳﺴﺔ " ﺗﻀﻢ ﻛﻞ اﻻﻓﺮاد
ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻟﻜـﻨﮭﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ أي ﻓﺮد أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻣﻨﮭﻢ .وأن ﺗﻜﻮن " اﻟﺴﯿﺎدة " ﻓـﯿﮭﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ
ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﮫ ،وأن ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻔﻌﻠـﯿﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﯿﺎدة ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺤﺪود ﺗﺮﺳﻤﮭﺎ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ وﻣﺠﺮدة ﺗﻌـﺒﺮ ﻋـﻦ
اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻲ ﺻﺎﻏﮭﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﻤﻔﻜﺮون وزﻋﻤﻮا أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮوط اﻟﺘﻘﺎء اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ أو ﺷﺮوط "اﻟﻌﻘﺪ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ " .
وﻟﻘﺪ ﺟﺎءت اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﺎﻧﺸﺄت ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ .ﻓﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﺑﺈﻋﻼن ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن واﻟﻤﻮاطﻦ .أﺻﺪرﺗﮫ
ﯾﻮم 26آب /اﻏﺴﻄﺲ 1789ﺛﻢ أﺻﺪرت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮرﯾﺔ اﻟﻤﺘﻔﺮﻗﺔ ،أﻋﺎدت ﺟﻤﻌﮭﺎ وﺻﺎﻏﺘﮭﺎ ﻣﻌﺎ ً ﻓﻲ
دﺳﺘﻮر ،وﺗﻠﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﯾﻮم 5آب /اﻏﺴﻄﺲ 1791وﺑﺪأت ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﮫ ﯾﻮم 8آب /اﻏﺴﻄﺲ وﺗﻤﺖ اﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﯾﻮم / 3
اﯾﻠﻮل /ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ وﺗﻢ اﻟﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﺮام اﻟﺪﺳﺘﻮر ﯾﻮم 14أﯾﻠﻮل /ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ وأﻧﻔﻀﺖ اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ ﯾﻮم 30أﯾﻠﻮل /ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ
. 1791
وﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺻﯿﺎﻏﺔ " اﻟﺪوﻟﺔ " وأﻗﺎﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺗﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻦ ﻧﺺ ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدﺗﯿﻦ اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻨﮫ .ﺗﻘﻮل اﻷوﻟﻰ " اﻟﺴﯿﺎدة واﺣﺪة ،ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺰﺋﺔ أو اﻻﻧﺘﻘﺎل أو اﻻﻛﺘﺴﺎب ﺑﺎﻟﺘﻘﺎدم ،وھﻲ ﺗﺨﺺ
اﻷﻣﺔ ،وﻟﯿﺲ ﻷي ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ أو أي ﻓﺮد ﯾﺪّﻋﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺘﮭﺎ " وﺗﻘﻮل اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ " :ان اﻷﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻨﮭﺎ ﻛﻞ
اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻻﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻤﺎرﺳﮭﺎ اﻻ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﻔﻮﺿﯿﻦ" .
وﻧﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺦ أن ﻣﺒﺎدىء اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻗﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﺣﯿﺎة أوروﺑﺎ واﻟﻐﺮب وﺷﻌﻮﺑﺎ ً ﻛﺜﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ اﻧﺘﺼﺎرھﺎ ،
وﻟﻢ ﺗﺰل .وھﻜﺬا ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﺮف ،ﺑﺪون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺼﯿﻞ ،أن ﻧﻤﻮذج " اﻟﺪوﻟﺔ " اﻟﺘﻲ اﻧﺸﺄﺗﮭﺎ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺳﯿﻜﻮن
ھﻮ " اﻟﺪوﻟﺔ " ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻗﻄﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ،وﺣﺘﻰ اﻵن .ﺳﺘﺘﻐﯿﺮ وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪﺳﺎﺗﯿﺮ اﻟﻤﺘﺘﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ
اﻟﺪول وﺳﺘﺘﻐﯿﺮ ﻧﻈﻢ اﻟﺤﻜﻢ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ً واﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ ً واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ ً داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ وﻓﻲ ﻛﻞ دوﻟﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺳﯿﺘﻮﺣﺪ ﻣﻔﮭﻮم " اﻟﺪوﻟﺔ "
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة أن ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻟﮭﺎ وﻓﯿﮭﺎ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻟﺜﻮرة .وﺳﯿﺘﻮﻟﻰ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن
وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺗﺄﺻﯿﻞ وﺗﻌﻤﯿﻖ وﺗﻔﺴﯿﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺴﻠ ّﻤﺔ .
ﻻﯾﺘﻮﻗﻒ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻛﺜﯿﺮا ً ﻋـﻨﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮﯾﺎت اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻜﺮھﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺣﻮل ﻧﺸﺄة اﻟﺪوﻟﺔ .
وﻟﻜـﻨﮭﻢ ﯾﻌـﻨﻮن ﻋـﻨﺎﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺑﻤﺎ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺘﻮﻓـﺮ " ﻟﻠﺪوﻟﺔ " ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻟﯿﻘﺎل إﻧﮭﺎ " دوﻟﺔ " وھﻢ ﻣﺘﻔﻘﻮن ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ( 1 ) :ﺷﻌﺐ و ) ( 2أرض و ) ( 3ﺳﯿﺎدة ﺷﺎﻣﻠﺔ اﻟﺸﻌﺐ واﻷرض ﺟﻤﯿﻌﺎ ً .وﯾﻀﯿﻒ ﺑﻌﻀﮭﻢ "اﻻﻋﺘﺮاف "
ﻛﻌﻨﺼﺮ راﺑﻊ ﯾﻌﻨﻮن ﺑﮫ " اﻋﺘﺮاف " دول أﺧﺮى ﺑﻘﯿﺎم " اﻟﺪوﻟﺔ " ﻣﻮﺿﻊ اﻻﻋﺘﺮاف .وﻟﻜﻦ ھﺬا اﻟﻌﻨﺼﺮ ﻣﺤﻞ ﺧﻼف ﻛﺒﯿﺮ
ﯾﺪور ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ھﺬا اﻻﻋﺘﺮاف ﻻزﻣﺎ ً ﻟﺘﻮﺟﺪ اﻟﺪوﻟﺔ ،أم ﻟﻼﻗﺮار ﺑﻮﺟﻮدھﺎ أم ﻟﻸﻣﺮﯾﻦ ﻣﻌﺎ ً ،ﺛﻢ ﯾﺄﺧﺬ ﻓﻘﮭﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن
وﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﺪﻻﻻت واﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ) اﻟﺤﻘﻮﻗﯿﺔ ( اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ .وﯾﻨﺼّﺐ
أﻛﺜﺮ ﺟﮭﺪھﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮح دﻻﻟﺔ وآﺛﺎر اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺜﺎﻟﺚ " :اﻟﺴﯿﺎدة " .ﻓﻲ ﻛﺜﯿـﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺗﺘﺪاول ﻛﻠﻤﺘﺎ " اﻟﺴﯿﺎدة "
و " اﻟﺴﻠﻄﺔ " ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺘﺎ ذواﺗﻲ ﻣﺪﻟﻮل واﺣﺪ .ﻏﯿﺮ أﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺣﺪﯾﺜﻨﺎ أن ﻧﻔﺮق ﺑﯿﻦ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺴﯿﺎدة
وﻣﻔﮭﻤﻮم اﻟﺴﻠﻄﺔ .ﻓﺎﻟﺴﯿﺎدة أﺷﻤﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،إذ "اﻟﺴﻠﻄﺔ" ھﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﯿﺎدة ) ﯾﻄﻠﻖ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎدة ﺻﻔﺔ
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ( أو أن ﺣﻖ اﻟﺴﯿﺎدة ھﻮ ﻣﺼﺪر ﺣﻖ اﻟﺴﻠﻄﺔ.
وﻛﻠﻤﺔ " ﺳﯿﺎدة " اﺻﻄﻼح ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﯾﺘﺮﺟﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﺮﻧﺴﯿﺔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻻﺗﯿﻨﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ ﻟﻤﻦ ﻟﮫ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻻﯾﺴﺘﻤﺪھﺎ
ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ذاﺗﮫ وﻻ ﯾﺸﺎرﻛﮫ ﻓﯿﮭﺎ ﻏﯿﺮه .ﺑﮭﺬه اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻛﺎن ﯾﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻠﻮك ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻘﺪاﻣﻰ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﺳﺘﻘﻼﻟﮭﻢ
ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﺑﻮﯾﺔ واﻷﺑﺎطﺮة ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ،وﺳﻤﻮ ﺳﻠﻄﺘﮭﻢ ﻋﻠﻰ أﻣﺮاء اﻻﻗﻄﺎع ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ،وﺑﮭﺬه اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺮﯾﺮا ً
ﻟﻤﺸﺮوﻋـﯿﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﯾﻨﺘﺤﻠﮫ ﻛﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﻄﺔ أو طﺎﻟﺒﮭﺎ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻀﻤﻮﻧﺎ ً ﻟﺼﺮاع ﻓﻜﺮي وﻣﺬھﺒﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﻠﻄﺔ .
ﺻﻮرة و ﺗﻌـﻠـﯿـﻖ
ﻓﻲ ﺣﻀـﺮة اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻌـﺜﻤﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﺣﺪث ﻟﯿﺲ ﻣﺠـﺮد ﺳﻠﻮك ﻓـﺮدي ،ﻻن ﺗـﻘـﺒـﯿﻞ اﻻﯾﺪي و اﻟﺮؤوس ﻣﻊ
اﻻﻧﺤﻨﺎء اﻟﻤﺬل رأﯾﻨﺎه ﯾﺘﻜﺮر ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ) ﺗﻘـﺒـﯿﻞ ﺣﻤﺎدي اﻟﺠﺒﺎﻟﻲ ﻟﺠﺒـﯿـﻦ راﺷﺪ اﻟﻐـﻨـﻮﺷﻲ ( و ﻓﻲ ﻏـﺰة ) ﺗﻘـﺒـﯿﻞ اﺳﻤﺎﻋـﯿﻞ
ھـﻨﯿﺔ ﻟﯿﺪ اﻟﻘﺮﺿﺎوي و ﺟﺒـﯿﻨﮫ و ﺗﻘـﻠﯿﻢ أظﺎﻓـﺮه ، ( ..ﻣﻊ اﺳﺘﺤﺴﺎﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﺮف اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻋـﻦ طﺮﯾﻖ اﻻﻧﺼﯿﺎع اﻟﺘﺎم ﻟﻠﺤﺪث
واﻟﺘـﻠﺬذ ﺑﮫ ﻛﻤﺎ ﻧـﺮى ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة ..وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺠﻌـﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻛﺎت ﺗﺨـﺘـﺰل ﻓﻜﺮا و ﺛﻘﺎﻓﺔ و رؤى ﺗـﺘﺮﺟﻢ اﻟﻰ ﺳﻠﻮك ...
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر اﻧﮭﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺘﺤﺪّث ﻋـﻦ ﻣﺸﺮوع رﺟﻌـﻲ ﻣﺘﺨﻠﻒ ﯾﻘﺴّﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﻰ أﺗﺒﺎع و ﻣﺘﺒﻮﻋـﯿﻦ ،و ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﺧﻼق
او ﺑﺎﻵداب ﻓﻲ ﺣﻀﺎرﺗﻨﺎ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ و ﻗﯿﻤﻨﺎ اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻋـﺰة اﻟﻨﻔﺲ و ﻋﺪم اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺪوﻧﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﻧ ُﻘـﻠﺖ اﻟﯿﻨﺎ ﻣﻦ
ﺧﺎرج ﺑﻼط اﻟﺴﻼطﯿﻦ ..واﻟﺘﺤﯿﺔ ﻓﻲ دﯾﻨﻨﺎ اﻓﺸﺎء اﻟﺴﻼم ،واﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ اﻟﺤﺎرة واﻟﻘﺒﻠﺔ اﻟﻤﺘﺒﺎدﻟﺔ ،وﻻ ﺧﻀﻮع اﻻ ﺛﻢ
ﻟﻠﻮاﻟﺪﯾﻦ ﻓﯿﻤﺎ ھﻮ دون اﻟﻤﻌﺼﯿﺔ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ...
ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻐﻼف
⊲⊲ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﻘﺼﯿﺮ و أﺣﺪاث ﺗﺮﻛﯿﺎ :اﺛﻨﺎن ﻓﻲ واﺣﺪ ..
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺨﻄـﺮ ﺑﺒﺎل أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﻗﺒﯿﻦ ﺳﻮاء داﺧﻞ ﺗﺮﻛﯿﺎ أو ﺧﺎرﺟﮭﺎ أن ﺗﺤﺪث ﺗﻠﻚ اﻟﮭﺒ ّ ﺔ اﻟﺸﻌـﺒـﯿﺔ اﻟﻌﺎرﻣﺔ اﻟﻌـﻔﻮﯾﺔ وﻣﺎ
راﻓﻘﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﮭﺎت داﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى أﺳﺒﻮع ..ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أﺣﺪ أن ﯾﺘﻜ ّﮭﻦ ﺑﺘﻄﻮّ رات اﻻﺣﺪاث و اﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ
ﺗﺮﻛﯿﺎ وﺣﺪھﺎ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨـﻄـﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﮭﺎ ..وﻟﻌﻞ أوﻟﻰ اﻻﻧﻌـﻜﺎﺳﺎت اﻟﺴﯿﺌﺔ ﺳﺘـﻜـﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘـﻘـﺒﻞ أردﻏﺎن " اﻟﺤﻜﯿﻢ "
وﺣﻠﻔﺎﺋﮫ اﻟﺬﯾﻦ ﻟﻢ ﯾ ّﺪﺧـﺮوا ﺟﮭﺪا ﻓﻲ ﺗﺰﯾـﯿﻒ اﻟﻮاﻗﻊ ﻻظـﮭﺎه ﺑﻤﻈﮭـﺮ أﺳﻄﻮري ،و ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋـﻼم اﻟﻘﻄـﺮﯾﺔ
و اﻟﺴﻌـﻮدﯾﺔ اﻟﺘﻲ اﺻﻄﻔﺖ وراءھﺎ أﺣﺰاب ﺗﻌـﯿﺶ ﻋﻠﻰ وھﻢ " اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺘﺮﻛﻲ " ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ " اﻟﻌﺎدل " اﻟﺬي ﻻ ﺗﺸﻮﺑﮫ
ﺷﺎﺋﺒﺔ ..وھﻲ ﺗـﺘﺴﺎﺑﻖ اﻟﯿﮫ ﻟﺘـﻘـﺪﯾﻢ اﻟﻮﻻء ،ﺣـﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﺘـﻜـﺬﯾﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻌـﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻘـﺪر أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﺗﮭﺎﻣﮫ
ﺑﺎﻟﺨـﯿﺎﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﻐـﺒﺎء ..و اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن ﺣﻠﻔﺎء أردﻏﺎن ﻣﻦ اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺨﻠـﯿﺞ ،و ﻛﺜﯿـﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑـﯿﺔ ،
ھﻢ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻻ ﯾﺤﺴﺪون ﻋـﻠﯿﮫ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮاﻗـﻔﮭﻢ اﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﻟﻼرھﺎب ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ﺑﺪﻋﻮى رﻓﻀﮭﻢ ﻟﻠﺪﻛﺘﺎﺗﻮرﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣـﯿـﻦ
ﯾﺠﺪون ﺣﻠﯿﻔﮭﻢ ﯾﺘﻌـﺮض ﻟﺮﻓﺾ ﺷﻌـﺒﻲ ﯾﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﺳﻘﺎط ﺣﻜﻮﻣﺘﮫ ،و ﯾﻨ ّﺪد ﺑﺨﯿﺎراﺗﮫ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،وھﻮ ﯾﺮ ّد ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻘﻮة
ﺿﺪ ﺷﻌـﺒﮫ ﻛﻤﺎ ﻓﻌـﻞ ﻏـﯿـﺮه ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﻤﻐـﻀﻮب ﻋﻠﯿﮭﻢ ..ﻣﻤﺎ أدى اﻟﻰ ﺳﻘﻮط اﻟﺸﮭﺪاء ﻣﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺤﺘﺠﯿﻦ ،ﻓﻀﻼ ﻋـﻦ
ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺼﺎﺑﯿﻦ و اﻟﻤﻮﻗﻮﻓـﯿـﻦ ..
ھﻜﺬا ﻛﺎن ﯾﻤﻜﻦ ان ﺗﻜﻮن أﺣﺪاث ﺗﺮﻛﯿﺎ أﺑﺮز ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻮﻻ اﻟﺘﻄﻮّ رات ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ،واھﻤﯿﺘﮭﺎ اﻟﻘﺼﻮى ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ
اﺳﺘـﺮﺟﺎع ﻣﺪﯾـﻨﺔ اﻟﻘـﺼﯿـﺮ اﻻﺳﺘﺮاﺗـﯿﺠـﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺴﺘـﻘـﺒﻞ اﻟﺼﺮاع ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ..واﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜـﻦ ان ﺗﺠﻌﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول
اﻟﻌـﻈـﻤﻰ ﺗﻐـﯿـﺮ ﻣﻮاﻗـﻔﮭﺎ اﻟﺘﻜـﺘـﯿـﻜـﯿﺔ ﻓﻲ ظـﺮف وﺟـﯿـﺰ ،و ﺗﻘـﺒﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮوط اﻟﺮوﺳﯿﺔ اﻟﺪاﻋـﯿﺔ ﻟﺤﻀﻮر ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻮرﯾﺎ و
اﯾﺮان ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤـﺮ ﺟﯿﻨﯿﻒ 2اﻟﺸﮭـﺮ اﻟﻘﺎدم ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﺪول ﺗﺪﻋـﻮ ﻟﺘﺴﻠﯿﺢ اﻻرھﺎﺑﯿﯿﻦ ،و ﺗﺮﻓﺾ أي ﺣﻞ ﯾﻜﻮن
اﻟﻨﻈﺎم طﺮﻓﺎ ﻓﯿﮫ ..
⊲⊲ اﺟﺘﯿﺎح ﻟﺒﻨﺎن ..وﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة ...
ﺳﻨﺔ 1969ﻧﺠﺤﺖ ﺛﻮرة ﯾﻮﻟﯿﻮ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻋﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ و ﻣﻤﺜﻠﯿﻦ ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﺘﻮﻗﯿﻊ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ ﻓﻲ
ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ " ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻘﺎھـﺮة " اﻟﺬي ﻣﻨﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﺣﻖ اﻟﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن و ﺣﻖ اﻣﺘﻼك اﻟﺴﻼح ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ،
اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺣﻘﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ...
و ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات و ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ، 1979أﺑﺮﻣﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﻌﺎھﺪة اﻟﺴﻼم اﻟﻤﺸﺆوﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ،ﻣﻌـﻠﻨﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﯿﺲ
ﻣﺠﺮد اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﺼﺮاع اﻟﻌـﺮﺑﻲ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ،ﺑﻞ واﻧﺤﯿﺎزھﺎ ﻟﻠﻌﺪو ﺑﻌﺪ ان ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮد ﻣﻌﺎرك اﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى
ﻋﻘﺪﯾﻦ ﻛﺎﻣﻠﯿﻦ ..
وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن ﺗﺨﻠﻲ ﻣﺼﺮ ﻋـﻦ دورھﺎ اﻟﺮﯾﺎدي ﻛﺎن اﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﻛﺒﯿﺮة و ﻧﻜﺴﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﺎﻗﺖ ﺧﻄﻮرﺗﮭﺎ و اﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﻣﺎ ﻧﺘﺞ
ﻋﻦ ﻧﻜﺴﺔ 5ﺟﻮان 1967اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜـﻨﺖ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪھﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﻮ آﺛﺎرھﺎ و ﺗﺠﺎوزھﺎ ﻋـﻨﺪﻣﺎ ﺧﺎﺿﺖ ﺿﺪ ﻋﺪوّ ھﺎ ﺣﺮﺑﺎ طﻮﯾﻠﺔ
ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﺮب اﻻﺳﺘـﻨـﺰاف ،ﺛﻢ اﻧﺘﺼﺮت ﻋﻠـﯿﮫ ﻓﻲ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ ﺳﻨﺔ ... 1973وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋـﯿﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎھﺪة ﺷﻌﻮر
اﻟﻌﺪو اﻟﺼﮭـﯿﻮﻧﻲ ﺑﺎﻻﻣﺎن ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﻣﺼﺮ ،ﻓﺄﻗﺪم ﻋﻠﻰ اﺟﺘﯿﺎح ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ 6ﺟﻮان ﺳﻨﺔ 1982ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻛﺎن
ﻣﻨﺸﻐﻼ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﺼﻔﯿﺎت ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺒﺎﻧﯿﺎ ..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻏـﺰو ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻤﻼ ﻋﺴﻜﺮﯾﺎ ﺑﺮﺑﺮﯾﺎ ذھﺐ ﺿﺤﯿﺘﮫ آﻻف اﻟﺸﮭﺪاء و اﻟﻤﺸﺮدﯾﻦ ،واﺳﺘﮭﺪف ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﺧﺮاﺟﮭﺎ ﻣﻦ ﺑﯿﺮوت اﻟﻰ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ..ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺄﻛﻤﻠﮫ و اﺷﻌﺎل ﻧﯿﺮان اﻟﺼﺮاﻋﺎت
اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﻘﻮد ...
ﺣل اﻟـﻠـﻌـﺑﺔ
///
ﺣل اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎطﻌﺔ
ﻟﺪﯾﻨﺎ 5اﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺑﻌﺎت ﺣﺴﺐ اﻟﺤﺠﻢ :
* اﻟﻨﻮع اﻻول :
8
* اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :
18
* اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :
9
4
* اﻟﻨﻮع اﻟﺮاﺑﻊ :
* اﻟﻨﻮع اﻟﺨﺎﻣﺲ :ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻤﺮﺑﻊ و ﻋﺪده . 1
* اﻟﻤﺠﻤﻮع = 40ﻣﺮﺑﻌﺎ .
1
1ر
2ر
3
4ع
5ج
6ي
7ن
7 6 5 4 3 2
ت ر ك ي ا
ت ق ي
م ح
ر
ب ن ر ا
ا ب د ا
ا
ا ن
ح ي م
س د و د
ر م د
ج م
اﻟﺼّ ﻮّ ر اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺔ
اﻟﺪﯾﻦ و اﻟﺤﯿﺎة
ﻗﺼﺔ اﻟﺸﻮرى ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ..ﻟﻢ ﯾﻘﻒ اﻻﺳﻼم ﻣﻦ " اﻟﺸﻮرى" ﻋـﻨﺪ ﺣﺪ اﻋـﺘﺒﺎرھﺎ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن ،
واﻧﻤﺎ ذھﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﺟﻌﻠﮭﺎ ﻓﺮﯾﻀﺔ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻻﻣﺔ ،ﺣﻜﺎﻣﺎ و ﻣﺤﻜﻮﻣﯿﻦ ،ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ و اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..ﻓﮭﻮ
ﯾﺘﺤﺪث ﻋـﻨﮭﺎ ﻛﻔﺮﯾﻀﺔ واﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ رﺳﻮل ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ ،ﻓﻲ ﺷﺆون اﻟﺤﻜﻢ و اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ و اﻟﻌﻤﺮان اﻟﺪﻧﻮي ،
ﻻﻧﮫ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﯿﺪان ﻛﺎن ﻣﺠﺘﮭﺪا ﻏـﯿﺮ ﻣﻌﺼﻮم – ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻢ اذا ﻟﻢ ﯾﻜـﻦ ﻧﺒﯿﺎ و ﻻ رﺳﻮﻻ ﯾﺴﺘﺪرﻛﮫ اﻟﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺘﺮﺷﯿﺪ
اذا ھﻮ اﺟﺘﮭﺪ ﻓﻠﻢ ﯾﺼﺐ ﻣﻮاطﻦ اﻟﺤﻖ و اﻟﺼﻮاب ..ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻓﺒﻤﺎ رﺣﻤﺔ ﻣﻦ ﷲ ﻟﻨﺖ ﻟﮭﻢ و ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻓﻀﺎ ﻏﻠﯿﻆ اﻟﻘﻠﺐ
ﻻﻧﻔﻀﻮا ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ ﻓﺎﻋﻒ ﻋـﻨﮭﻢ واﺳﺘﻐﻔـﺮ ﻟﮭﻢ وﺷﺎورھﻢ ﻓﻲ اﻻﻣﺮ ،ﻓﺎذا ﻋـﺰﻣﺖ ﻓﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﷲ ،ان ﷲ ﯾﺤﺐ اﻟﻤﺘﻮﻛﻠﯿﻦ
" ) آل ﻋﻤﺮان ... ( 109و اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﺬي ذﻛـﺮه اﻟﺒﺨﺎري ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎق ھﻮ ﺳﺒﺐ اﻟﻨﺰول ﺣﯿﺚ ان :اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ
وﺳﻠﻢ ﻗﺪ اﺳﺘﺸﺎر اﺻﺤﺎﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻟﻘﺎء اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ " ﯾﻮم أﺣﺪ " و ﻛﺎن رأي اﻟﺮﺳﻮل ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ
اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ...ﻟﻜﻦ اﻻﻏﻠﺒﯿﺔ رأت اﻟﺨﺮوج ﻟﻤﻼﻗﺎة اﻻﻋﺪاء ﻋـﻨﺪ ﺟﺒﻞ أﺣﺪ ،ﻓﻨﺰل اﻟﺮﺳﻮل ﻋـﻨﺪ رأي اﻻﻏـﻠﺒـﯿﺔ ،و اﺗﺨﺬ ﻗﺮار
اﻟﺨﺮوج ﻛـﺜﻤﺮة ﻟﻤﺸﻮرة اﻻﻏﻠﺒﯿﺔ ،و دﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﮫ ﻓﻠﺒﺲ ﻋﺪة اﻟﺤﺮب و اﻟﻘﺘﺎل ..و ﺧﺮج ﻣﻊ اﺻﺤﺎﺑﮫ و ﻗﺪ اﺳﺘﻌﺪّوا و ﻧﻔﺮوا
ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻟﻠﺨﺮوج ...ﻟﻜﻦ ﻧﻔـﺮا ﻣﻦ اﻟﺬﯾﻦ اﺷﺎروا ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﺎﻟﺨﺮوج ظﻨﻮا ان ﻣﺸﻮرﺗﮭﻢ ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺮى اﻟﺮﺳﻮل
رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﺪ ﺳﺎءﺗﮫ ،ﻓﻌـﺮﺿﻮا ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺘﺮاﺟﻊ و اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ..ﻓﺮﻓﺾ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار
اﻟﺬي ﺟﺎء ﺛﻤﺮة ﻟﻠﻤﺸﻮرة ،و اﻟﺬي ﻗﺪ وُ ﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻠﻘﺘﺎل ..و ذﻟﻚ ھﻮ ﺳﯿﺎق اﻵﯾﺔ ،و ھﺬا ھﻮ ﻣﻌـﻨﻰ
اﻟﻌـﺰم اﻟﺬي ﯾﻘﻮل ﻓﯿﮫ اﻟﺒﺨﺎري :ﺑﻌﺪ اﻟﻤﺸﺎورة اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻟﻌﺰم و اﻟﺘﺒﯿﻦ ..ﻗﺎﻟﻮا ﻟﮫ :أﻗﻢ ،ﻓﻠﻢ ﯾﻤﻞ اﻟﯿﮭﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﺰم ،و
ﻗﺎل " :ﻻ ﯾﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺒﻲ ﻟﺒﺲ ﻻﻣﺘﮫ ﻓﯿﻀﻌﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﻜﻢ ﷲ " ..د .ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎرة /اﻻﺳﻼم وﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن .
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017