نشرية القدس عدد 209 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: نشرية القدس عدد 209.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 14/01/2016 à 21:33, depuis l'adresse IP 197.2.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 612 fois.
Taille du document: 935 Ko (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ة.
ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد أن ﺟزءا ھﺎﻣﺎ ﻣن اﻟﺻراﻋﺎت اﻟداﺋرة ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻻﻗطﺎر ،واﻟﺗﻲ ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ طﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﺑداد ،وﺗﻐول اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ،ﻓﻲ ظل ﻣﺎ ﺗﻔرزه ﻣن ﻟوﺑﯾﺎت وﻋﺻﺎﺑﺎت ﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم وﻣﻔﺎﺻل اﻟدوﻟﺔ ،ﺛم ﺗﺗﻔرغ ﻟﻠﻧﮭب واﻟﺳرﻗﺎت واﻟﻌﺑث ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻓﺗﺷﯾﻊ اﻟﻔﺳﺎد واﻟﻔوﺿﻰ واﻟﺗﻼﻋب ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ﺣﺗﻰ
ﯾﺗﺣول اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻟﻰ ﻏﺎﺑﺔ ﯾﺎﻛل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘوي اﻟﺿﻌﯾف ،أو ﯾدوﺳﮫ ﺑﺎﻷﻗدام ..
وﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﺗﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن أﺣداث ،وﻧﺗوﻗف ﻋﻧد ﺑﻌض اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻠك
اﻟﺻراﻋﺎت اﻟدﻣوﯾﺔ ﻧدرك ﺣﺟم اﻟﺗﺧﻠف اﻟذي ﺗﻣر ﺑﮫ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ ،وﻧﺧﺑﻧﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻧراھﺎ راﻛﺑﺔ ﻣوﺟﺔ اﻻﺣداث
وھﻲ ﻣدﻓوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﻠف ﻧﺣو أھداف وﻣﺷﺎرﯾﻊ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﯾﮭﺎ ان ﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺧﯾرا ﻟﺷﻌوﺑﮭﺎ وأﻣﺗﮭﺎ دون ان ﺗدﻓﻊ ﻣن
ﺣرﯾﺗﮭﺎ وﻛراﻣﺗﮭﺎ وﺛرواﺗﮭﺎ اﺛﻣﺎﻧﺎ ﺑﺎھﺿﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﺎھﺎ ﻣن اﺟل اﻟوﺻول اﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣدّ دة ﺳﻠﻔﺎ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻘوى اﻟﺗﻲ ﻗﺑﻠت ﺑﮭﺎ واﺟﮭﺔ ﻟﺣﺟب ﺗدﺧﻠﮭﺎ ،واﻟﺣد ﻣن ﺧﺳﺎﺋرھﺎ وھﻲ ﺗﺧوض اﻟﺣروب واﻟﺻراﻋﺎت ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ ..وﻋﻠﻰ ھذا
اﻷﺳﺎس ،ﻓﺎن ﻣﺷروع اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ ارﺿﯾﺔ ﺻﻠﺑﺔ ﯾﺟب ان ﺗﻘف ﻓوﻗﮭﺎ ﻛل اﻟﻘوى اﻟﺗﻘدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻛﻲ
ﺗﺳﺣب اﻟﺑﺳﺎط ﻣن ﺗﺣت اﻗدام اﻟﻌﻣﻼء واﻟوﻛﻼء ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار اﻟﻔرﻗﺔ واﻟﺗﺷﺗت داﺧل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ..وذﻟك ﺑﺎﺑﻘﺎء ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺛواﺑت ﺿﻣن اﻟﻣﺷﺗرك اﻟذي ﯾﺑﻘﻰ داﺋﻣﺎ ﺧﺎرج داﺋرة اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت واﻟﺻراﻋﺎت وﻣﻧﮭﺎ
ﺑﺎﻻﺳﺎس ﻣﺳﺄﻟﺗﻲ اﻟﻌروﺑﺔ واﻟدﯾن ..ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻣﺳﺎﺋل أﺧرى ﻣﺛل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،واﻟﺗﻘدﻣﯾﺔ اﻟﺦ ..ﻓﺎذا ﻛﺎﻧت اﻟﺗﻘدﻣﯾﺔ ﻣواﻗف
ﻣن اﻟواﻗﻊ ،ﻓﮭﻧﺎك اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ داﺋﻣﺎ ﻟﻼﻟﺗﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﮭﺎم ﻣرﺣﻠﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻻﺗﻔﺎق ﺣوﻟﮭﺎ ﺑﯾن ﻗوى وطﻧﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻣواﺟﮭﺔ
أﺧطﺎر ﻣﺣدﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﯾﻛون اﻟﺗﻘﺎؤھﺎ ﻻزﻣﺎ وﺿرورﯾﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ..وﺑﮭذا ﺗﻛون أي ﻣﮭ ّﻣﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﮭدف
ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ وطﻧﯾﺔ وﻗوﻣﯾﺔ ھﻲ ﻣﮭﻣﺔ ﺗﻘدﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿرورة ،ﺑﻘطﻊ اﻟﻧظرﻋن اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻻﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻻﻧﺗﻣﺎءات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
وﻏﯾرھﺎ ..
واذا ﻛﺎن اﻟدﯾن ﻋﻼﻗﺔ اﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗرﺗب ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻏﺎﯾﺗﮭﺎ اﺻﻼح اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،ﻓﮭﻧﺎك داﺋﻣﺎ
اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻼﻟﺗﻘﺎء ﺣول اﻟﻣﺣﻛم ﻣن اﻟدﯾن وﻗﺑول اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺷﺎﺑﮫ ﻣﻧﮫ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺳﻼﻣﺗﮫ ﻗﺑل ﻛل ﺷﺊ ،ﺛم
اﻻﻋﺗراف ﻟﻶﺧر ﺑﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻋﺗﻧﺎق ﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﻣن اﻻدﯾﺎن ﻣﻊ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﻟﺗﻘﺎء ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺳم ﻣﺷﺗرك ﻗﺎﺋم ﺑﺎﻟﻔﻌل وھو اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﻰ
اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻛﺣﺿﺎرة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻛل اﻻﻋراق واﻻدﯾﺎن ،ﻓﻲ اطﺎر اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟذي
ﻧﺷﺄ ﻓﻲ ظل دوﻟﺔ اﻻﺳﻼم ..
ﻛون ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﻣو واﻻﺿﺎﻓﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﺣﻘب
واذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌروﺑﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﻧﺗﻣﺎء اﻟﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗ ّ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ اﻻ ﺑﻘﺑول اﻟﺗﻔﺗﯾت ،ﻓﮭﻧﺎك داﺋﻣﺎ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗﻛون اﻟﻌروﺑﺔ داﺋرة اﻧﺗﻣﺎء ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻛل اﺑﻧﺎء اﻻﻣﺔ اﻟواﺣدة ﺑﻘطﻊ اﻟﻧظر
ﻋن ﺧﻠﻔﯾﺎﺗﮭم اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻻﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،أواﻟﻌـرﻗﯾﺔ واﻟﻣذھﺑﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ..ان ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع اﻟﻧﮭﺿوي ﻓﻲ اﻟوطن
اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدرﻛﺎت أوﻟﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق اﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻔﮭم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﮭوﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻣﺿﺎﻣﯾن ﺟﺎﻣﻌﺔ
وﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻﻠﮭﺎ او ﺗﺟزﺋﺗﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓرﺿﮭﺎ او ﺗﻌﻣﯾﻣﮭﺎ ..ﻓﺑﻌﺿﮭﺎ اﺧﺗﯾﺎري وﺑﻌﺿﮭﺎ ﻻ ﯾﺷﻣﻠﮫ اﻻﺧﺗﯾﺎر ..
وﺑﻌﺿﮭﺎ ﺧﺎص ﯾﻌﺑر ﻋن دواﺋر ﺿﯾﻘﺔ ،واﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻋﺎم ﯾﺷﻣل دواﺋر ﻣﺗﻌددة ..وھﻛذا ﻧﺻل اﻟﻰ ﺿرورة اﺧراج ھوﯾﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﻓروع دﯾﻧﯾﺔ وﻋرﻗﯾﺔ وﻣذھﺑﯾﺔ ،ﻣن داﺋرة اﻟﺻراع اﻟذي ﯾﺟب ﺣﺻره ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻘدم واﻟﻧﮭﺿﺔ
واﻛﺗﺷﺎف اﻟﺣﻠول اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ﻟﻠواﻗﻊ ﺑﺎﻟطرق اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻛراﻣﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ..
* اﻟوﺟﮫ اﻟﺑﺷوش ﺑﺎﻟﺿﺣك ﻣرﺷوش ) .ﻣﺛل ﺷﻌﺑﻲ ( .
* اﻟﻔل ﯾﻔوح ﺷذاه ﻟو ﻟﻔﻠﻔوه ﺑﻐطﺎه ) .ﻣﺛل ﺷﻌﺑﻲ ( .
ﻻ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟدي .
أﺗﻠﻣﱠس أﺣواﻟﻲ ﻣﻧذ وُ ﻟدتُ إﻟﻰ اﻟﯾوم
وﻓﻲ ﯾﺄﺳﻲ أﺗذﻛر
ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻧﮭﺎر :
اﻟﺷروق ﺛم اﻟﺑﻛور ،ﺛم اﻟﻐُدوة ،ﺛم اﻟﺿﺣﻰ ،ﺛم اﻟﮭﺎﺟرة ،
ﺛم اﻟظﮭﯾرة ،ﺛم اﻟرواح ،ﺛم اﻟﻌﺻر ،ﺛم اﻟﻘﺻر ،ﺛم اﻷﺻﯾل
،ﺛم اﻟﻌﺷﻲّ ،ﺛم اﻟﻐروب ..
ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﯾل :
اﻟﺷﻔق ،ﺛم اﻟﻐﺳق ،ﺛم اﻟﻌﺗﻣﺔ ،ﺛم اﻟﺳُدﻓﺔ ،ﺛم اﻟﻔﺣﻣﺔ ،ﺛم
اﻟزﻟﺔ ،ﺛم اﻟزﻟﻔﺔ ،ﺛم اﻟﺑﮭرة ،ﺛم اﻟﺳﺣر ،ﺛم اﻟﻔﺟر ،ﺛم
اﻟﺻﺑﺢ ،ﺛم اﻟﺻﺑﺎح ..
ت
أن ھﻧﺎك ﺣﯾﺎةً ﺑﻌد اﻟﻣو ِ
ھﻧﺎك ﺣﯾﺎة ﺑﻌد اﻟﻣوت
وﻻ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟدي ..
ﻟﻛﻧﻲ أﺳﺄل ُ :
ﯾﺎ أ !
أھﻧﺎك ﺣﯾﺎة ٌ ﻗَ ﺑْل َ اﻟﻣوت ..؟
) ﻣرﯾد اﻟﺑرﻏوﺛﻲ ( .
ﺗﺳود اﻵن رؤﯾﺗﺎن ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،وﯾزداد اﻟﺷرخ واﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﯾوﻣﺎ ً ﺑﻌد ﯾوم .اﻟرؤﯾﺔ
اﻟﻌدو " ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ھو
ّ
اﻷوﻟﻰ ﺗﻌﺗﺑر أنّ "
"اﻻﺳﺗﺑداد " اﻟذي ﯾﺟب إﺳﻘﺎطﮫ وﻟو ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﻘوى أﺟﻧﺑﯾﺔ .أﻣّﺎ اﻟرؤﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطرف
ً
اﻟﻧﻘﯾض ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر أنّ اﻟﺧطر اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ
ھو اﻟﺗدﺧّ ل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻓﻲ
اﻟﺳﻌﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺣﻣوم ﻟﻠﮭﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد ،وﺑﺄنّ
ھذا اﻟﺧطر ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﻣﻊ ﻣﺎ ھو ﻗﺎﺋمٌ ﻓﻲ داﺧل
ﺑﻌض اﻷوطﺎن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن أوﺿﺎع دﺳﺗورﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وأﻣﻧﯾﺔ .
واﻗﻊ اﻟﺣﺎل أنّ ﻛﻼً ﻣن اﻟرؤﯾﺗن ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻧﻘ ٍد وﺗﺻوﯾب
.ﻓﻣواﺟﮭﺔ اﻻﺳﺗﺑداد اﻟداﺧﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗدﺧّ ل
اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﺟﻠب وﯾﺟﻠب اﻟوﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺣدث
ذﻟك ﻓﯾﮭﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻐﻠب ﺣﺗﻣﺎ ً أوﻟوﯾﺎت ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘوى
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﯾﻛون ھذا اﻟﺗدﺧّ ل
ب أھﻠﯾﺔ ،وﺑﺎﺳﺗﯾﻼءٍ أﺟﻧﺑﻲﱟ
ت وﺣرو ٍ
ﻧذﯾر ﺷرﱟ ﺑﺻراﻋﺎ ٍ
وﺑﻧزع ﻟﻠﮭوﯾّﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
ٍ
ﻋﻠﻰ اﻟﺛروات اﻟوطﻧﯾﺔ ،
واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻّ ﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻠدان .أﻣّﺎ " اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ "
ﻣﻊ اﻻﺳﺗﺑداد ﻣن أﺟل ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺧطر اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻓﺈﻧّﮫ ،
ﻋن ﻏﯾر ﻗﺻد ،ﯾدﻋم ﻛل ﱠ اﻟﻣﺑرّ رات واﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ
ﺑﮭذا اﻟﺗدﺧّ ل .ﻓﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﻛون ھﻧﺎك اﺳﺗﺑداد ،ﺗﻛون
ھﻧﺎﻟك اﻷﻋذار ﻟﻠﺗدﺧل اﻷﺟﻧﺑﻲ .
ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻣﮭ ّﻣﺎ ً اﺳﺗﯾﻌﺎبُ دروس ﺗﺟﺎرب ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠ ّﮫ
،ﺑﺄنّ اﻟﻔﮭم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻣﻌﻧﻰ " اﻟﺣرّ ﯾﺔ " ھو ﻓﻲ اﻟﺗﻼزم
اﻟﻣطﻠوب داﺋﻣﺎ ً ﺑﯾن " ﺣرّ ﯾﺔ اﻟﻣواطن " و"ﺣرّ ﯾﺔ اﻟوطن
" ،وﺑﺄنّ إﺳﻘﺎط أيﱟ ﻣﻧﮭﻣﺎ ﯾُﺳﻘط اﻵﺧر ﺣﺗﻣﺎ ً .
ﻓﮭل ﻣﺎ ﯾﺣدث اﻵن ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ھو ﺗﻌﺑﯾرٌ ﻋن
ھذا اﻟﻔﮭم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣرّ ﯾﺔ ؟!
طﺑﻌﺎ ً ،ﻣن اﻟﺧطﺄ وﺿﻊ ﻛل ّ اﻟﺛورات واﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻓﻲ ﺳﻠ ّ ٍﺔ واﺣدة ،ﺛمّ ﺗﺄﯾﯾدھﺎ واﻟﺗﺿﺎﻣن ﻣﻌﮭﺎ ﺗﺑﻌﺎ ً ﻟذﻟك .
ﻓﺎﻟﻣﻌﯾﺎر ھو ﻟﯾس اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻘط أو أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﯾرات
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺑل اﻷﺳﺎس ﻟرؤﯾﺔ أيﱟ ﻣﻧﮭﺎ ھو اﻟﺳؤال ﻋن
ھدف ھذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت ،ﺛمّ ﻋن ھوﯾّﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ .
ﻓﻣﻧذ اﻧطﻼﻗﺔ اﻟﺛورة اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ أوﻻ ً ،ﺛمّ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻻﺣﻘﺎ ً ،
ﺗﺄﻛّدت أھﻣﯾّﺔ اﻟﺗﻼزم اﻟﻣطﻠوب ﺑﯾن اﻟﻔﻛر واﻷﺳﻠوب
ﺗﻐﯾﯾر أو ﺛورة ،وﺑﺄنّ ﻣﺻﯾر
ٍ
واﻟﻘﯾﺎدات ﻓﻲ أيﱢ ﺣرﻛﺔ
ھذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت وﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ ﺳﯾﺗوﻗّف ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺳﻼﻣﺔ ھذه
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎ ً .ﻓﺎﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﺗﺣﻘﯾق
اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ھو أﻣرٌ ﻣﻧﺷو ٌد وﻣطﻠوب ﻟدى
اﻟﻌرب أﺟﻣﻌﯾن ،ﻟﻛن ﻣن ﺳﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر وﻛﯾف ..وﻣﺎ
ھو اﻟﺑدﯾل اﻟﻣﻧﺷود ؟ وﻣﺎ ھﻲ ﺗﺄﺛﯾراﺗﮫ ﻋﻠﻰ دور ھذه
اﻟﺑﻠدان وﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ..؟ ﻛﻠ ّﮭﺎ أﺳﺋﻠﺔ ﻟم ﺗﺟد ﺣﺗّﻰ
..
إﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،رﻏم أﻧّﮭﺎ
ً
اﻵن
ﻣﮭﻣ ٌّﺔ ﺟدا ً ﻟﻔﮭم ﻣﺎ ﯾﺣدث وﻟﻣﻌرﻓﺔ طﺑﯾﻌﺔ ھذه
اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
أﯾﺿﺎ ً ،اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف ﻣن ھذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت أنّ
اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﯾﺳت واﺣدةً ﻋﻧد اﻟﻌرب ﻛﻛُل ،ﻓﺻﺣﯾﺢٌ أﻧّﮭﺎ
ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺗﺗرك ﺗﺄﺛﯾراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺄﺳرھﺎ ،ﻟﻛن ﻣﺎ ھو ﻣﻌﯾﺎرٌ ﺷﻌﺑﻲﱞ ﻋرﺑﻲﱞ ﻋﺎم
ﻟدﻋم ھذه اﻟﺛورة أو ﺗﻠك ﯾﺧﺗﻠف رﺑّﻣﺎ ﻋن ﻣﻌﯾﺎر أﺑﻧﺎء
اﻟوطن ﻧﻔﺳﮫ .ﻓﻣﻌظم اﻟﻌرب رﺣّ ﺑوا ﻣﺛﻼً ﺑﺎﻟﺛورة
اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻷﻧّﮭﺎ أﻧﮭت ﻋﮭدا ً ﻣن ﺳﯾﺎﺳ ٍﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺻرﯾﺔ
ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﻌﺑّر ﻋن ﻣﺻر وﺷﻌﺑﮭﺎ ودورھﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ
اﻟرﯾﺎدي ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷھم ﻟدى اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺻري ﻛﺎن
ﻣﺳﺎﺋل داﺧﻠﯾﺔ؛ ﻛﺎﻟﻔﺳﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق ،
واﻟظﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻧﮫ ،وﻏﯾﺎب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﺳﻠﯾم.
إنّ ﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺣﺎﻟﯾﺎ ً ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ
أرض ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﺟزّ أة ،ﺣﯾث ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ
ٍ
اﻟﺣﻛوﻣﺎت وﻋﻠﻰ ظروف اﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت ،ﻛﻣﺎ أﻧّﮭﺎ ﺗﺟري
ﻗوى إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ودوﻟﯾﺔ ﻋدﯾدة ،ﻟﮭﺎ
ﻓﻲ ﻣﻧطﻘ ٍﺔ ﺗﺗﺣرّ ك ﻓﯾﮭﺎ ً
أﺟﻧداﺗﮭﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺗرﯾد أن ﺗﺻبّ " ﺗﻐﯾﯾرات " ﻣﺎ ﻓﻲ
ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ،ﻓﺿﻼ ً ﻋن ﺣدوث ھذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت ﺑﻌد أن
ﻣﺿت ﻣؤﺧّ را ً ﺳﻧواتٌ ﻋﺟﺎف ،ﺟرى ﻓﯾﮭﺎ إطﻼق
اﻟﻐراﺋز اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﯾﺔ اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻣذھﺑﯾﺔ واﻹﺛﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻣﺗداد اﻷرض اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣن ﻣﺣﯾطﮭﺎ اﻷطﻠﺳﻲ إﻟﻰ
ﺧﻠﯾﺟﮭﺎ اﻟﻌرﺑﻲ .وﻗد ﯾﻛون اﻷھمّ ﻓﻲ ظروف ھذه
اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺎت ،وﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﮭﺎ ﻣن ﻣﻧﺎخ ،ھو وﺟود
إﺳراﺋﯾل ﻧﻔﺳﮭﺎ ودورھﺎ اﻟﺷﻐّ ﺎل ﻓﻲ دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ ) ﻣﻧذ
ﺗﺄﺳﯾس إﺳراﺋﯾل ( ﻣن أﺟل إﺷﻌﺎل اﻟﻔﺗن اﻟداﺧﻠﯾﺔ
وﺗﺣطﯾم اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷروع اﻟدوﯾﻼت
اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻹﺛﻧﯾﺔ .
وإذا ﻛﺎﻧت أﯾّﺔ دوﻟﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﻣزﯾﺟﺎ ً ﻣن ) اﻟﺣﻛم واﻟﺷﻌب
واﻷرض ( ،ﻓﺈنّ اﻟﺳؤال اﻟﮭﺎم ،اﻟذي ﺳﯾُطرَ ح أﻣﺎم
اﻟﻣﺗﻐﯾّرات اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ أيﱢ ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ھو :ﻛﯾف
اﻟﺣﻛم ،ﻷيﱢ ﺷﻌب ،ﻋﻠﻰ أيﱢ أرض ؟!! ﻋﻠﻣﺎ ً أﻧّﮫ ﻣﮭﻣﺎ
ﺟرى ﻣن اﺧﺗﻼفٍ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻛم ،ﻓﺈنّ اﻟﺣﺳم
ﻣطﻠوبٌ أوﻻ ً ؛ ﻟوﺣدة ھذا اﻟﺷﻌب ،وﻟﺣرّ ﯾﺔ ووﺣدة ھذه
اﻷرض .
إذن ،اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺣﺎﺻل ٌ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﻔﻌل
اﻟﺗراﻛﻣﺎت اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ ﻟﻸﺣداث ﻛ ّﻣﺎ ً وﻧوﻋﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
اﻟﻌرﺑﯾّﺔ ،ﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟﻣرﻛزي ھو :اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ أيﱢ
اﺗﺟﺎه ؟ ھل ﻧﺣو ﻣزﯾ ٍد ﻣن اﻟﺳوء واﻟﺗدھور واﻻﻧﻘﺳﺎم ،
اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت وﻣﺗطﻠ ّﺑﺎت ﺑﻧﺎء
ً
أم ﺳﯾﻛون اﻟﺗﻐﯾﯾر
ﻣﺟﺗﻣﻊ أﻓﺿل ؟!
ھﻧﺎ ﯾظﮭر اﻟﺗﻼزم اﻟﺣﺗﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﻔﻛر واﻷﺳﻠوب ﻓﻲ أيﱢ
....
ﻋﻣﻠﯾّﺔ ﺗﻐﯾﯾر ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗّﺿﺢ أﯾﺿﺎ ً اﻟﻣﺳؤوﻟﯾّﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ
ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .ﻓﻼ " اﻟﺟﯾل اﻟﻘدﯾم " ﻣﻌﻔﻲﱞ ﻣن
ﻣﺳؤوﻟﯾّﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻻ " اﻟﺟﯾل اﻟﺟدﯾد" ﺑرا ٌء ﻣن
ﻣﺳؤوﻟﯾّﺔ اﻟﺣﺎﺿر .ﻛﻼھﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣّﻼن ﺳو ّﯾﺎ ً ﻣﺳؤوﻟﯾ ًّﺔ
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﻌﺎ ً .وﺑﻣﻘدار اﻟﺿّ ﺦ
اﻟﺻﺣﯾﺢ واﻟﺳﻠﯾم ﻟﻸﻓﻛﺎر ،ﺗﻛون اﻟﺣرﻛﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﯾل
وﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺧطﻰ ﻧﺣو ﻣﺳﺗﻘﺑل أﻓﺿل .
َ
ﺻﺣﯾﺣﺔ
ً
اﻟﺟدﯾد
ﻓﺎﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟوطﻧﯾّﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،ﻣﺛﻼ ً ،ﻻ ﺗﺗﺣﻘّق إذا ﻛﺎن
ﻣﻧطﻠﻘﮭﺎ ،أو اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻣن أﺟﻠﮭﺎ ،ھو طﺎﺋﻔﻲﱞ أو
ﻣذھﺑﻲﱞ أو ﻓﺋوي .
إنّ اﻟﺗّﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﺳﻠﺑﯾّﺎت اﻟواﻗﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟراھن ،واﻟﻌﻣل
ﻹﯾﺟﺎد ﺑداﺋل إﯾﺟﺎﺑﯾّﺔ ،ﯾﺗطﻠ ّب ّأوﻻ ً ﺗﺣدﯾد ﺟﻣﻠﺔ ﻣﻔﺎھﯾم
ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﮭوﯾّﺔ وﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎءات اﻟﻣﺗﻌدّ دة ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ،
وﺑدور اﻟدّ ﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﯾن ﺣرّ ﯾﺔ
اﻟوطن وﺣرّ ﯾﺔ اﻟﻣواطن ،وﺑﺎﻟﻔﮭم اﻟﺻّ ﺣﯾﺢ ﻟﻠﻌروﺑﺔ
وﻟﻠﻣواطﻧﯾّﺔ وﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ " اﻵﺧر " ،وﻓﻲ اﻟﺗﻼزم اﻟﻣﻧﺷود
ﺑﯾن اﻟﻘﯾﺎدات اﻟوطﻧﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﺗﮭﻧﺔ ﻟﻠﺧﺎرج ،وﺑﯾن اﻟﻔﻛر
ﻟرواد اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﻼﻋﻧﻔﯾﺔ .
اﻟﺳﻠﯾم ّ
ﻓﺎﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ھﻲ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ رﻓﻊ ﺷﻌﺎرات اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وإﺳﻘﺎط
اﻻﺳﺗﺑداد ﻓﻘط ،ﺑل ھﻲ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾّﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﻧﺳﯾﺞ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻛل ّ ﺑﻠد ،وﺑﺿﻣﺎن أنّ طرﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
ﻟن ﯾﻣرّ ﻓﻲ ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت ،إن ﻟم ﻧﻘل ﻓﻲ إﺧﺿﺎﻋﮭﺎ
ﻟﻠﺳﯾطرة اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ أوﻻً !.
ﺛمّ ﻣﺎ ھﻲ آﻓﺎق اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﺑداﺋل " اﻟﺛورﯾﺔ " ،
ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻘوى اﻟﻛﺑرى وإﺳراﺋﯾل ،وھل
ﺳﺗﻛون " اﻟﺷرق أوﺳطﯾﺔ " ھﻲ اﻹطﺎر اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻟدول
اﻟﻣﻧطﻘﺔ أم ﺳﺗﻛون ھﻧﺎك ﺧطواتٌ ﺟدّ ﯾﺔ ﻣن " اﻟﺣﻛوﻣﺎت
اﻟﺟدﯾدة " ﻧﺣو ﺗﻛﺎﻣلٍ ﻋرﺑﻲﱟ ﺷﺎﻣل ،ﯾﻌ زّ ز اﻟﮭوﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،وﯾﺄﺧذ ﺑﺎﻟﻧﻣوذج اﻻﺗﺣﺎدي اﻷوروﺑﻲ ﻛﺻﯾﻐﺔ
ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ؟
ت دﺳﺗورﯾﺔ
اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻠ ّﮭﺎ ﺑﺣﺎﺟ ٍﺔ ﻓﻌﻼ ً ﻹﺻﻼﺣﺎ ٍ
واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻛل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺣﺎﺟ ٍﺔ إﻟﻰ اﻟﻌدل
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .ﻛل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺣﺎﺟ ٍﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﻌّﺎﻟﺔ واﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم وﻗرارﺗﮫ .ﻟﻛن ھذا ﻛﻠ ّﮫ
أرض ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرّ ة ،وﻻ ھﻲ ﻣوﺣّ دة ٌ
ٍ
ﯾﺣدث وﺳﯾﺣدث ﻋﻠﻰ
وﻻ ﻣﺗﺣرّ رة ﻣن أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟﺗدﺧّ ل
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ .وھذا اﻷﻣر ﯾﻌﯾدﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻗوى اﻟﺗﻐﯾﯾر
وﺳﯾﻠﺔ
ً
واﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وإﻟﻰ ﻣﻘد ار ﺗﻧّﺑﮭﮭﺎ أﻻ ﺗﻛون
ﻟﺧدﻣﺔ أھداف وﻣﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر أھداف وﻣﺻﺎﻟﺢ ﺷﻌوﺑﮭﺎ .ھﻧﺎ
ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أﺻﻼ ً ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻋﺟزت ھذه اﻟﻘوى
ﻋن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ :ﻓﻛرا ً وأﺳﻠوﺑﺎ ً وﻗﯾﺎدات ،ﻓﺳﺎھﻣت
ﻋن ﻗﺻ ٍد أو ﻏﯾر ﻗﺻد ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﺣﻛّﺎم
اﻟظﺎﻟﻣﯾن اﻟﻔﺎﺳدﯾن وأطﺎﻟت ﺑﺄﻋﻣﺎر ﺣﻛﻣﮭم ،ﻣﻣّﺎ ﺟﻌل
ب
ﺷرارت اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺗﺑدأ ﻣن ﺧﺎرج ھذه اﻟﻘوى ،وﻣن ﺷﺑﺎ ٍ
ﻋرﺑﻲ ﯾﺣﺗﺎج أﺻﻼ ً إﻟﻰ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ
ﺗﻐﯾﯾر ﺳﻠﯾم .
ٍ
ﺑﻌدﻣﺎ ﻗﺎم ھو ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺄﺳﻠوب
ﻓﺣﺑّذا ﻟو ﯾﺳﺑق أيﱠ ﺣرﻛﺔ ﺗﻐﯾﯾر وﺿو ٌح ﻓﻲ اﻷھداف ،وﻓﻲ
ﺑراﻣﺞ اﻟﻌﻣل ،وھوﯾّﺔ اﻟﺑداﺋل وطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ،ﻓرﺑّﻣﺎ ﯾﺷﻛّل ذﻟك
ﺣدّ ا ً أدﻧﻰ ﻣن اﻻطﻣﺋﻧﺎن ،وﯾﺣول دون ﺗرك ﺳﯾر اﻷﻣور
ﻛَﺣَ ﺎل ﻣن ﯾﺻطﺎد ﻓﻲ اﻟﺑﺣر وﯾﺟﮭل ﻣﺎ ﺳﺗﺣوﯾﮫ ﺷﺑﻛﺗﮫ ﺑﻌد
ﺣﯾن .ﻓﺟوع اﻟﺻﯾﺎد وﺣده ﻟﯾس ھو اﻟﻣﻌﯾﺎر.
وﻻ ﯾﺟوز طﺑﻌﺎ ً أن ﺗﻛون " اﻷﺳﺎﻟﯾب " اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻣطﯾ ًّﺔ ﻷﻓﻛﺎر
وﻣﺷﺎرﯾﻊ وﻗﯾﺎدات ﻏﯾر ﺳﻠﯾﻣﺔ ،ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺳرﻗﺔ اﻟﺗﺿﺣﯾﺎت
واﻹﻧﺟﺎزات اﻟﻛﺑرى ،وﺗُﻌﯾد ﺗﻛرار ﻣﺎ ﺣدث ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺗﻐﯾﯾرات ،ﻛﺎﻧت ﺗﺣدث ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻻﻧﻘﻼﺑﺎت
ﺗﺗﺣول إﻟﻰ أﺳوأ ﻣﻣّﺎ
ّ
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ أو اﻟﻣﯾﻠﯾﺷﯾﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺛم
ﺳﺑﻘﮭﺎ ﻣن واﻗﻊ .
اﻟواﻗﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟراھن ﻻ ﻧﺟد ﻓﯾﮫ اﻟﺗوازن اﻟﺳﻠﯾم ،وﻻ اﻟﺗﻼزم
اﻟﻣطﻠوب ،ﺑﯾن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ب " اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﻌداﻟﺔ " ،وﺑﯾن
" اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣرّ ر واﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
" ،وﺑﯾن " رﻓض أﺳﻠوب اﻟﻌﻧف وﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎل اﻟﺗدﺧل
اﻷﺟﻧﺑﻲ" .ﻓﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟﻣطﻠوب ،ﻓﻲ ﻋﻣوم
اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ھو ﻣدى ﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻟﺷﻌﺎرات واﻷﺳﺎﻟﯾب
ﻣﻌﺎ ً .
18ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 1952ﺛورة اﻟﺗﺣرﯾر :
اﺳﺗطﺎع اﻟﺷﻌب اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﺑﻌد 71ﺳﻧﺔ ﻣن اﻻﺣﺗﻼل أن
ﯾﺣول اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﻣﻣﻛن ﯾوم 18ﺟﺎﻧﻔﻲ 1952ﺑل و
أﯾﻘﻧت ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم أن اﻟﻣراوﻏﺔ ﻟم ﺗﻌد ﺗُﺟدي ﺣﯾث
ﺧرج اﻟﺗوﻧﺳﯾون ﻓﻲ ﻛل اﻟﺳﺎﺣﺎت واﻟﻣﯾﺎدﯾن وداھﻣوا
ﺿﯾﻌﺎت اﻟﻣُﻌﻣّرﯾن وﺛﻛﻧﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن وﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ،وﻛﺎﻧت اﻟﻣﻌﺎرك ﺟدّ ﻋﻧﯾﻔﺔ اﺳﺗﺷﮭد ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺋﺎت
ﻣن اﻟﺗوﻧﺳﯾﯾن وھو ﻣﺎ أرﻏم اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ
ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗرﺗﺑت ﻋﻧﮭﺎ ﻣﺳﺎرات ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أدت إﻟﻰ رﺣﯾﻠﮫ
ورﺣﯾل ﺟﯾوﺷﮫ ..
26ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 1978اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﺧﻣﯾس اﻷﺳود :
ﻣﺛل ھذا اﻟﯾوم ﺣدﺛﺎ ھﺎﻣﺎ واﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗوﻧس ﺣﯾث
ﻛﺎﻧت اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﺻل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﺻدع ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم
اﻟﺑورﻗﯾﺑﻲ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﺑل ﻛﺎن
ﻣﻧﻌطﻔﺎ أوﻟﯾﺎ ﻓﻲ رﺣﯾل ﺑورﻗﯾﺑﺔ وﻧظﺎﻣﮫ ،وﺗﺑﯾّن ﯾوﻣﮭﺎ ﻓﺷل
ﺧﯾﺎرات ﺣﻛوﻣﺔ ﻧوﯾرة واﻟﺗﻲ ﺣﺎﺻرت ﻗواﺗﮭﺎ اﻷﻣﻧﯾﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﯾوم اﻹﺿراب ﺑل وأﻋطﯾت اﻷواﻣر ﻟﻠﺟﯾش
ﺑﺎﻟﺗدﺧل وإطﻼق اﻟرﺻﺎص اﻟﺣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗظﺎھرﯾن ﻓﺳﻘط
اﻟﻣﺋﺎت ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم اﻷﺳود وﺗم اﻋﺗﻘﺎل اﻟﻌﺷرات ﻣن
اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﯾن وﻣُورس اﻟﺗﻌذﯾب ،إﻻ أن أﺣداث ذﻟك اﻟﯾوم أﻟﻘت
ﺑظﻼﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻧظﺎم ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻼﺣﻘﺔ ..
27ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 1980اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ﺛوار ﻗﻔﺻﺔ :
ﻟم ﺗﻣر ﺳوى ﺳﻧﺗﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻣﯾس اﻷﺳود ﺣﺗﻰ ﻛﺎن ﺳﻛﺎن
ﻗﻔﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﻋد ﻣﻊ ﻣن ﯾﻧﺎدﯾﮭم ﻟﻼﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﺛورة وإﺳﻘﺎط
اﻟﻧظﺎم ..وﻗد ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻧظﺎم ﺑطرﯾﻘﺔ اﻧﺗﻘﺎﻣﯾﺔ ﻓﺳﻘط 50ﻗﺗﯾﻼ
رﻏم أن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻧﺳﺣﺑت ﻗﺑل وﺻول اﻷﻣن ﺑﺳﺑب
اﻧﻘطﺎع اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن أﻓرادھﺎ وﺗوﻗف اﻟﺳﻧد اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣدن ..وﻟﻘد ﻣﺛﻠت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﺣدى
ﻣﺣطﺎت اﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑورﻗﯾﺑﻲ وﻛﺎﻧت
ﺻرﺧﺔ ﻣُﺑﻛّرة ﻓﻲ وﺟﮫ ﺧﯾﺎراﺗﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ..
3ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 1984ﯾوم اﻧﺗﺻرت ارادة اﻟﺟﻣﺎھﯾر :
ﺻراع ﻓﻲ ﻗرطﺎج ﺑﯾن اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﻟﺑورﻗﯾﺑﺔ اﻟﻌﺟوز
وﺧﯾﺎرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋرﺟﺎء ،ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ اﻟﺗرﻓﯾﻊ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر
اﻟﺧﺑز ﺑﻧﺳﺑﺔ 100ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ،ﻓﻛﺎﻧت اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ﯾوم 3ﺟﺎﻧﻔﻲ
ﻣُﻌﺑّرة ﻣن ﺟدﯾد ﻋﻠﻰ رﻓض اﻟﺷﻌب ﻟﻠﻧظﺎم وﺧﯾﺎراﺗﮫ
اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ،وﻓﻌﻼ اﻧﺗﺻرت إرادة اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﺗﻲ دﻓﻌت
ﺑﻌﺷرات اﻟﺷﮭداء وﻣﺋﺎت اﻟﺟرﺣﻰ ،واﺿطر اﻟﻌﺟوز
وﻧظﺎﻣﮫ ﻟﻠﺗراﺟﻊ وﻛﺎن ذﻟك إﯾذاﻧﺎ ﺑﺎﻧﮭﯾﺎره اﻷوﻟﻲ و
اﻟﺗدرﯾﺟﻲ .
5ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 2008اﻟﺷرارة اﻟﻘﺎدﺣﺔ :
ارﺗﻛز ﺑن ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻧظﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻣﻊ اﻟﺑوﻟﯾﺳﻲ وﺗدﺟﯾن
ﻗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ وﺻﻧﻊ دﯾﻛور ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎس،
وﻟﻛن اﻟﺷﻌب أﺑﻰ رﻓض اﻟﺧﻧوع ،وﻛﺎن ﯾوم 5ﺟﺎﻧﻔﻲ
2008ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن ذﻟك اﻟرﻓض ﺣﯾث ﻛﺎن ﺷرارة ﺟدﯾدة
ﻓﻲ ﻣدن اﻟﺣوض اﻟﻣﻧﺟﻣﻲ ،وﻟﻘد ﻛﺎن اﻟﺗﻼﻋب ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻣﻧﺎظرة ﺷرﻛﺔ اﻟﻔﺳﻔﺎط ﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﮭﺎ
ﻓﺳﺎد اﻟﺟﻧرال وﺣﺎﺷﯾﺗﮫ وأﺻﮭﺎره ،ﻓرد اﻷھﺎﻟﻲ ﻋﺑر
ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺣرﻛﺎت ﺗﻌﻠن ﻋن ﻏﯾﺎب اﻟﺣرﯾﺔ و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ،
وﻓﻌﻼ أﻟﮭﺑت ھذه اﻻﻧﺗﻔﺎﺿﺔ اﻟﻐﺿب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣدن
وھو اﻟذي وﺻل ذروﺗﮫ ﯾوم 14ﺟﺎﻧﻔﻲ 2011ﻋﺑر إرﻏﺎم
ﺑن ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرار .
14ﺟﺎﻧﻔﻲ ، 2011ﺛورة اﻟﻛراﻣﺔ :
اﺳﺗطﺎع ﺷﮭداء ﺛورة 14ﺟﺎﻧﻔﻲ اﻟذي ﻗﺎرب ﻋددھم
اﻟــ 300ﺷﮭﯾد أن ﯾُﻐﯾروا ﺧﺎرطﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﺳرھﺎ ﺑﻣﻧطق
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ وﺗوزان اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﻓﮭﻲ ﺛورة أدارت رﻗﺎب اﻟﻌﺎﻟم وﻛﺎﻧت ﺛورة رﻣزا ،ھﯾﺄت
ﻟﺛورات ﻋرﺑﯾﺔ ﻋدﯾدة ..ﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟﺛورة 14
ﺟﺎﻧﻔﻲ رﻣوز وﻗﯾﺎدات ،وﻟﻛﻧّﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﻧﺎء ﺗراﻛﻣﯾﺎ ﻟﻣﺣطﺎت
ﻧﺿﺎﻟﯾﺔ ﻗدﯾﻣﺔ وﺗﺿﺣﯾﺎت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎﺿﮭﺎ ﻛل اﻟﺷرﻓﺎء ﻣن
اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋﻘود ..وﻛﺎﻧت اﻟﺛورة ﻓﻌﻼ
ﺷﻌﺑﯾﺎ ﺳﻠﻣﯾﺎ أﺳرع ﻣن ﻋﻘﺎرب اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻓﺄرﺑﻛت اﻟﺟﻧرال
ورﺟﺎﻟﮫ وﺣُﻣﺎﺗﮫ وأﻣواﻟ ﮫ اﻟﻣُﻛدّﺳﺔ ،وأﺟﺑرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﮭروب
..زوم ﺗوﻧﯾزﯾﺎ ( .
ب /ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ :
ﻛﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻣوﻗف اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻌﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣن اﻻﺳﻼم
ﻛدﯾن وﻛﻌﻼﻗﺔ اﻧﺗﻣﺎء ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻟﻣظﺎھر ،وﻣﻧﮭﺎ :
(1زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣﺳﺎﺟد ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣن أﺣد ﻋﺷر أﻟف
ﻣﺳﺟد ﻗﺑل اﻟﺛورة ،إﻟﻰ واﺣد وﻋﺷرﯾن أﻟف ﻣﺳﺟد ﻋﺎم
) ، 1970ﻋﺷرة أﻻف ﻣﺳﺟد ( ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻋدد
اﻟﻣﺳﺎﺟد اﻟﺗﻲ ﺑﻧﯾت ﻓﻲ ﻣﺻر ﻣﻧذ اﻟﻔﺗﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺣﺗﻰ
ﻋﮭد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر.
(2ﺟﻌل ﻣﺎدة اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎدة إﺟﺑﺎرﯾﺔ ،ﯾﺗوﻗف
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧﺟﺎح أو اﻟرﺳوب ،ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣواد ﻷول ﻣرة ﻓﻲ
ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺻر.
(3أﻧﺷﺎء ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺑﻌوث اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎن وﻣﺎزال
ﯾدرس ﻓﯾﮭﺎ ﻋﺷرات اﻵﻻف ﻣن اﻟطﻼب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،
اﻟﻘﺎدﻣﯾن ﻣن ﺳﺑﻌﯾن دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ وﯾﻘﯾﻣون ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺟﺎﻧﺎ.
(4أﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌت ﻛل
اﻟﺷﻌوب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .
(5ﺗرﺟﻣﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم إﻟﻰ ﻛل ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟم .
(6إﻧﺷﺎء إذاﻋﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم .
(7ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻘرآن ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻠﻰ أﺳطواﻧﺎت وﺷراﺋط ﻟﻠﻣرة
اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،و ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘرآن ﻣﺳﺟﻼ ﻓﻲ ﻛل
أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم .
(8ﺗﻧظﯾم ﻣﺳﺎﺑﻘﺎت ﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ،واﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،واﻟﻌﺎﻟم اﻻﺳﻼﻣﻰ.
(9وﺿﻊ ﻣوﺳوﻋﺔ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻟﻠﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،
واﻟﺗﻲ ﺿﻣت ﻛل ﻋﻠوم وﻓﻘﮫ اﻟدﯾن اﻟﺣﻧﯾف ﻓﻲ ﻋﺷرات
اﻟﻣﺟﻠدات وﺗم ﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﮫ.
(10ﺑﻧﺎء آﻻف اﻟﻣﻌﺎھد اﻷزھرﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ،
و اﻓﺗﺗﺎح ﻓروع ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷزھر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﮫ إﻟﻰ ﺑﻌﺛﺎت اﻷزھر ﻟﻧﺷر اﻹﺳﻼم ﻓﻰ
أﻓرﯾﻘﯾﺎ وأﺳﯾﺎ ·
(11إﺻدار ﻗﺎﻧون ﺗﺣرﯾم اﻟﻘﻣﺎر وﻣﻧﻌﮫ .
(12إﻟﻐﺎء ﺗراﺧﯾص اﻟﻌﻣل اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﻧﺳوة اﻟﻌﺎﻣﻼت
ﺑﺎﻟدﻋﺎرة .
(13أﺻدر ﻗرارات ﺑﺈﻏﻼق ﻛل اﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ
وﻧوادي اﻟروﺗﺎرى واﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟﺑﮭﺎﺋﯾﺔ ) .اﻟدﯾن واﻟدوﻟﺔ
واﻟﺛورة :رﻓﻌت ﺳﯾد أﺣﻣد .اﻟﻧﺑﻲ واﻟﻔرﻋون :ﺟﯾل
ﻛﯾﺑل .اﻟﻣؤاﻣرة وﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻣﺻﯾر :ﺳﻌد ﺟﻣﻌﺔ .ﺗﻘرﯾر
ﻣﺟﻠس اﻟﻛﻧﺎﺋس اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻌﺎم ،1974ﺗﻘرﯾر اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻰ ﻣﺻر ﻋﺎم . 1982اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻋﮭد ﺟﻣﺎل
ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر :ﻋﻣرو ﺻﺎﺑﺢ ( .
وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺷﺧﺻﻰ :
ﯾﻘول اﻟﻣﻔﻛر اﻻﺳﻼﻣﻰ اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز أن ﻋﺑد
اﻟﻧﺎﺻر ﻛﺎن ﯾﺣرص ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﮫ ﺑﺷدة ،ﻓﻔﻲ زﯾﺎرﺗﮫ
اﻹﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ إﻗﺗرب ﻣوﻋد ﺻﻼة اﻟﺟﻣﻌﺔ ،وﻛﺎن ﻓﻲ
ﻣﺑﺎﺣﺛﺎت ﻣﻊ اﻟﻘﺎدة اﻟﺳوﻓﯾﯾت ،ﻓطﻠب إﯾﻘﺎف اﻟﻣﺑﺎﺣﺛﺎت ،
وإﺳﺗﻌد ﻟﻠﺻﻼة وذھب ﻟﯾؤدﯾﮭﺎ ﻣﻊ أﺧوﺗﮫ .وﯾﻘول اﻟﺷﯾﺦ
اﺣﻣد ﺣﺳن اﻟﺑﺎﻗوري أن ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻛﺎن ﻣﺳﻠﻣﺎ “
ﻣﺗدﯾﻧﺎ “ ﺷدﯾد اﻹﯾﻣﺎن إﻟﻰ ﺣد اﻧﮫ ﻓﻲ ) ﺑﺎﻧدوﻧﺞ ( أﺻر
ﻋﻠﻰ أن ﯾظل ﺻﺎﺋﻣﺎ “ طوال ﺷﮭر رﻣﺿﺎن ورﻓض
اﺳﺗﺧدام اﻟرﺧﺻﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﯾﮫ ﺣق اﻹﻓطﺎر ،
واﻟﺗﻲ أﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺑﺎﻗوري ﻧﻔﺳﮫ ﻓﺄﻓطر ) .ﻋﺑد
اﻟﻧﺎﺻر ﺑﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻣﺎء اﻷزھر( .ورﻏم ذﻟك ھﻧﺎك ﻋدة
اﻓﺗراﺿﺎت ﺧﺎطﺋﺔ :
وﺟﮫ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻓﺗراض أن ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻛﺎن ﺷﯾوﻋﯾﺎ :
وﻣن ھذه اﻻﻓﺗراﺿﺎت ان ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻛﺎن ﺷﯾوﻋﯾﺎ ،
ووﺟﮫ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ھذا اﻻﻓﺗراض ـ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧظري ـ
ان ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻗد ﺻرح ﻣرارا ﺑﺄوﺟﮫ ﺧﻼﻓﮫ ﻣﻊ
اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ وﻣﻧﮭﺎ إﻧﻛﺎر اﻷدﯾﺎن واﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻧف ھو
اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر … وھو وان اﺳﺗﺧدم ﺑﻌض
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ -و اﻟﺗﻲ ﺷﺎﻋت ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺣﯾﻧﮭﺎ -ﻓﺎﻧﮫ ﻗد اﺳﺗﺧدم ھذه
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻣﺎم اﻻﺧﺗﻼف
ﻋن ﻣﻌﺎﻧﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ..ﻛﻣﺎ أن وﺟﮫ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ھذا
اﻻﻓﺗراض ـ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ -ان اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن “
اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﯾن ” اﻟﻣﺻرﯾﯾن ظﻠوا ﻗوة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
ﻣﺗﻣﺎﯾزة ﻋن ﺟﮭﺎز اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﮭد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﺗﺑﺗﻌد
ﻋﻧﮭﺎ ﺣﯾﻧﺎ ـ ﻟﺣد اﻟﺻدام ـ وﺗﻘﺗرب ﻣﻧﮭﺎ ﺣﯾﻧﺎ آﺧر ـ ﻛﻣﺎ
أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ان ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر اﺷﺗرط ﻻى ﺗﻌﺎون ﻣﻊ
اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن ﺣل اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﻣﺻري ،وﻗد اﻗر ﻋدد
ﻣن اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻹﺳﻼﻣﯾﯾن ﺑﺗﻣﺎﯾز أﻓﻛﺎر ﻋﺑد
اﻟﻧﺎﺻر ﻋن اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﯾﻘول د.ﯾوﺳف اﻟﻘرﺿﺎوى ) وﻣن
ﻗرأ ”اﻟﻣﯾﺛﺎق“ اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻓﻛر ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﺟد ﻓﯾﮫ
رﺷﺣﺎت ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﺷﺗﻰ ،وﻟﻛن ﻻ
ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﺻف اﻟﻣﯾﺛﺎق ﺑﺄﻧﮫ ﻣﺎرﻛﺳﻲّ ﺗﻣﺎﻣﺎ ( ،
وﯾﺗﺣدث د.ﻧﺎﺟﺢ اﺑراھﯾم ﻋن أﺧطﺎء ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر -ﺣﺳب
ﺗﺻوره – ﻓﯾﻘول ) :وﻣﻧﮭﺎ أﻧﮫ ﺳﻠم اﻹﻋﻼم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﺣوﻟوا
ﻛﻐﻧﯾﻣﺔ ﺑﺎردة ﻟﻠﯾﺳﺎرﯾﯾن واﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن ،اﻟذﯾن ّ
أدوات اﻟﺗوﺟﯾﮫ ﻛﻠﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﮭم وﻣﺎ ﯾﺻب ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ
أﻓﻛﺎرھم ( ،ﻓﮭو ھﻧﺎ ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﺷﯾوﻋﯾﯾن ﻛﻘوة
ﺳﯾﺎﺳﯾﮫ وﻓﻛرﯾﺔ ﻣﺗﻣﺎﯾزة ،وأﺧﯾرا ﻓﺎﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ان
اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻔﻛري اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ” اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﻲ“ ظل ﯾﻧﺎﺻب اﻟﺗﺟرﺑﺔ
اﻟﻧﺎﺻرﯾﺔ اﻟﻌداء ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ .
وﺟﮫ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻓﺗراض ان اﻟﺻراع ﺑﯾن ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر
وﺟﻣﺎﻋﮫ اﻷﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺻراع دﯾﻧﻰ :
وﻣن ھذه اﻻﻓﺗراﺿﺎت أن اﻟﺻراع اﻟذي دار ﺑﯾن ﻋﺑد
اﻟﻧﺎﺻر وﺟﻣﺎﻋﮫ اﻷﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ـ وﺑﺎﻷﺣرى ﻗطﺎع ﻣن
ﻗطﺎﻋﺎﺗﮭﺎ وﻟﯾس ﻛل أﻓرادھﺎ -ھو ﺻراع دﯾﻧﻰ ﺑﯾن
ﻣﺳﻠﻣﯾن وﻛﻔﺎر وﻟﯾس ﺻراع ﺳﯾﺎﺳﻲ :
أوﻻ :اﻻﻣﺎﻣﮫ “ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻟدﯾن ، :ووﺟﮫ
اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ھذا اﻻﻓﺗراض ھو اﺟﻣﺎع ﻋﻠﻣﺎء أھل اﻟﺳﻧﺔ أن
اﻻﻣﺎﻣﮫ ) ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ( ﻓرع ﻣن ﻓروع اﻟدﯾن وﻟﯾﺳت
أﺻل ﻣن أﺻوﻟﮫ ) ،ﺑﺧﻼف اﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟذﯾن ﻗرروا أن
اﻻﻣﺎﻣﮫ ﻣن أﺻول اﻟدﯾن ،وﺑﺧﻼف اﻟﺧوارج اﻟذﯾن ﻛﻔروا
ﻣﺧﺎﻟﻔﯾﮭم( ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﻻﯾﺟوز ﺗﻛﻔﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﯾﮭﺎ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إﻗرار ﺑﻌض اﻷﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أن اﻟﺻراع ﺳﯾﺎﺳﻲ
وﻟﯾس دﯾﻧﻲ :وﻗد اﻗر ﻋدد ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﯾﯾن وﻛﺗﺎب
اﻹﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ان اﻟﺻراع ﺑﯾن ﻋﯾد اﻟﻧﺎﺻر واﻷﺧوان
ﻛﺎن ﺻراع ﺳﯾﺎﺳﻰ وﻟﯾس ﺻراع دﯾﻧﻰ ،ﯾﻘول ﺣﺳن دوح )
أن ﺗﺻوﯾر ﺧﻼﻓﻧﺎ ﻣﻊ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻋﻠﻰ اﻧﮫ ﺟﮭﺎد ﺑﯾن
ﺟﻣﺎﻋﮫ ﻣﺳﻠﻣﯾن وﺟﻣﺎﻋﮫ ﻛﺎﻓرﯾن ﺗﺻوﯾر ﺧﺎطﺊ ،واﻷوﻟﻰ
أن ﺗﻘول اﻧﮫ ﻛﺎن ﺧﻠﯾطﺎ ﻟﻌب اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻘﯾد ﻓﯾﮫ دورا ﺗﻣﺛﻠﮫ
ﺟﻣﺎﻋﮫ اﻷﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣزﺑﻲ دورا أﺧر ،وﻟم
ﯾﺧل ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ ( ) اﻹرھﺎب اﻟﻣرﻓوض
واﻹرھﺎب اﻟﻣﻔروض ،ﺑدون ﺗﺎرﯾﺦ ،دار اﻻﻋﺗﺻﺎم ،
اﻟﻘﺎھرة ،ص . ( 39وﯾﻘول ﻧﺎﺟﺢ اﺑراھﯾم ) أﺻل اﻟﺧﻼف
ﺑﯾن اﻹﺧوان وﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ھو اﻋﺗﻘﺎد ﻛل ﻣﻧﮭﻣﺎ أﻧﮫ اﻷﺟدر
واﻷﺣق ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺻر ..ﻓﻌﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﻣن
ﻣﻌﮫ ﻛﺎﻧوا ﯾرون أﻧﮭم اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ واﻟﺣﻛم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن
اﻟﺛورة ﺛورﺗﮭم وأﻧﮭم اﻟذﯾن ﺗﻌﺑوا وﻏﺎﻣروا ﺑﺣﯾﺎﺗﮭم ﻓﯾﮭﺎ
وأن اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻟن ﯾﺳﻣﺣوا ﻟﻺﺧوان ﺑﺣﻛم ﻣﺻر .أﻣﺎ اﻹﺧوان
ﻓﻛﺎﻧوا ﯾرون أﻧﮭم أﺻﺣﺎب ﻓﻛرة اﻟﺛورة ﻣن اﻷﺻل وأن
ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﻋﺎﻣر وﻏﯾرھﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﻣن اﻹﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
اﻟذﯾن ﺑﺎﯾﻌوا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺣف واﻟﺳﯾف ..وأن ھؤﻻء اﻟﺿﺑﺎط
ﺻﻐﺎر ﻻ ﯾﺻﻠﺣون ﻟﻠﺣﻛم ..وأن اﻹﺧوان ھﻲ اﻟﻘوة
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﻣﻊ اﻟﺛورة وھم اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﺣﻛم
واﻟﺳﻠطﺔ .وﻟذﻟك ﻧﺷﺄ اﻟﺧﻼف ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ وازداد وﺗوﺳﻊ ..
وﻟم ﯾﻛن اﻟﺧﻼف أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن أو اﻹﺳﻼم أو ﺣرﯾﺔ
اﻟدﻋوة .وﻟﻛﻧﮫ اﻧﺣﺻر أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ظن ﻛل ﻓرﯾق ﻣﻧﮭﻣﺎ أﻧﮫ
اﻷﺟدر ﺑﺎﻟﺣﻛم ..
روﺳﯾﺎ ﻣﺎ ﻋﻣﻠﻧﺎش
ﺣﺳﺎﺑﮭﺎ !! ..
وظل ھذا اﻟﺧﻼف ﯾﺗطور ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ
اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻣﻧﺷﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1954واﻟﺗﻲ
ﻗﺎﺑﻠﮭﺎ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﺑﻛل ﻗوة وﻗﺳوة واﻋدم ﺳﺗﺔ ﻣن ﻗﺎدة
اﻹﺧوان واﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎص ) ( .ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻓﻰ ﻓﻛر
داﻋﯾﺔ ( .وﯾﻘول د.ﻋﺑدا ﻟﻣﻧﻌم أﺑو اﻟﻔﺗوح ﻋﺿو ﻣﻛﺗب إرﺷﺎد
ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻹﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻰ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻣذﻛراﺗﮫ »
ﺷﺎھد ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر« اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔرد
»اﻟﺷروق« ﺑﻧﺷرھﺎ ) ورﻏم أن ﻧظرﺗﻲ ﺗﻐﯾرت ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن
ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻓﻠم ﺗﺻل ﯾوﻣﺎ إﻟﻰ ﺗﻛﻔﯾره ،ﻓﻘد ﻛﻧت أرى
أﻧﮫ ﻣن اﻟﺻﻌب أن ﻧﻘول إن ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻛﺎن ﺿد
اﻹﺳﻼم أو ﻋدوا ﻟﮫ ﻛﻣﺎ ﻛﺗب اﻟﺑﻌض ،وﻣﺎزﻟت أرى أن
اﻟﺻراع ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻹﺧوان ﻛﺎن ﺻراﻋﺎ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس
ﺑدﻟﯾل أﻧﮫ اﺳﺗﻌﺎن ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن رﺟﺎﻟﮭم ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛورة
ﻛوزراء ﻣﺛل اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺑﺎﻗورى واﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻛﺎﻣل ( ..
اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻓﺗراض أن ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر اﻗر ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء
)اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ( ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﻠﻐﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟدﯾﻧﯾﺔ
) اﻻﺳﻼﻣﯾﮫ ( :
وﻣن ھذه اﻻﻓﺗراﺿﺎت أن اﻟزﻋﯾم اﻟراﺣل اﻗر ﺑﻌﻼﻗﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء
اﻟﻘوﻣﯾﺔ ) اﻟﻌرﺑﯾﺔ ( ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﯾﻠﻐﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟدﯾﻧﯾﺔ
)اﻻﺳﻼﻣﯾﮫ ( ،وﺧﻼﻓﺎ ﻟﮭذا اﻟﻘول ﻓﺎن ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻛﺎن ﯾرى
أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻼﻗﮫ ﺗﺣدﯾد وﺗﻛﺎﻣل ،وﺗﺄﻛﯾدا ﻟذﻟك ﻧﺟد
أن ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﯾﻘرر – ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧظري – ﻓﻲ ﻛﺗﺎب
ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺛورة ) (1953أن اﻟدواﺋر اﻟﺛﻼث اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮭﺎ
ﻣﺻر واﻟﺗﻲ ﯾﺟب ان ﯾﺗوزع دورھﺎ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،ھﻰ
اﻟداﺋرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟداﺋرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ و اﻟداﺋرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ( . ،
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻓﻘد اﺗﺧذ ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣوﻗﻔﺎ
اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻻﺳﻼﻣﯾﮫ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻣظﺎھر اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻻﺷﺎره إﻟﯾﮭﺎ.
ﻣﻣﻛن ﻧﻠﻌب ﻏﯾرھﺎ !! ..
/ 1ﺿرورة :ﻋرﻓﻧﺎ ﻣن اﻻﺳس أن اﻟظروف ﻏﯾر ﺟدﻟﯾﺔ
،وان اﻻﻧﺳﺎن وﺣده ھو ﻣﺑدع ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ وﻗﺎﺋد ﻣﺻﯾره ،
وان اﻟزﻣﺎن وﺣده ﻟن ﯾﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑل ﻻ
ﺑد ﻣن ﻗوة اﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﺻدى ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺷﻛﻼت ،ﻋﻠﻰ
ﯾﻘﯾن ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺄن ﺟﮭودھﺎ اﻟﺧﻼﻗﺔ ھﻲ اﻟطرﯾق اﻟوﺣﯾد اﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وان ﻣﺎ ﯾﺑدو ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ ً ﻻ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ
ﻣﻘدرة اﻻﻧﺳﺎن أن ﺗﻧﺟزه .ﻣن ھﻧﺎ ﯾﻛون وﺟود اﻟطﻠﯾﻌﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺿرورة ﻗوﻣﯾﺔ ،إذ ھﻲ ﻗﺎﺋدة اﻟﺗطور اﻟﻰ اﻟﺣرﯾﺔ
واﻟوﺣدة واﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ .ﻓﮭﻲ اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﺣﻲ ﻟﻣﺻﯾر اﻷﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وأداة ﺗﺣﻘﯾق ھذا اﻟﻣﺻﯾر .ھذا ﺣﺗم ﻋﻠﻣﻲ ﻻ
ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺣر إﻻ ﺑﮫ ..ﻛذﻟك ﺗدرك اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ذاﺗﮭﺎ إدراك اﻟواﺛق ﺑﺣﺗﻣﯾﺔ وﺟوده ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﯾر أﻣﺗﮫ .
/ 2وﺗﻧظﯾم :إن وﻋﻲ اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أن اﻟﺣل اﻟﺟدﻟﻲ
ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﮭﺎ ،واﻟﺗﺻﻣﯾم
اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺣﻠول ،واﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﯾﺣﺗم
ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﻛون ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ ﯾﻠﺗﺣم داﺧﻠﮫ ﻛل اﻟﺗﻘدﻣﯾﯾن
اﻟﺛورﯾﯾن ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ،ﯾﺗﺑﺎدﻟون ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺟدل
،ﻓﯾﺻﻘل ﻛل ﻣﻧﮭم وﻋﻲ أﺧﯾﮫ ،وﯾﻐﻧﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﮫ ،وﯾدﻋم
ﻧﺿﺎﻟﮫ ،ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣرﯾﺔ واﻟوﺣدة واﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ .
/ 3ﻋﻘﺎﺋدي :إذا ﻛﺎﻧت اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﮭدف اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺣرﯾﺔ واﻟوﺣدة واﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺗﺟﺎوز ﻓﻲ ھذا ﻛﻠﮫ
اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﺗﻲ رﻓﻌت
ﺷﻌﺎرات اﻟوﺣدة ،او اﻟﺣرﯾﺔ ،أو اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،أو ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻌﺎ ً
.ﻓﺄﻏﻠب ﺗﻠك اﻟﺣرﻛﺎت ﺗﻘﻔز اﻟﻰ اﻟﺣﻠول ﻣﺗﺄﺛرة ﻓﻲ ھذا
ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﺗﻐﯾرة ،ﻓﻼ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون رد ﻓﻌل ﻻ ﺑد
ﻣن أن ﺑﺗﻐﯾر ﺑﺗﻐﯾر اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻘﺗﮭﺎ ،وﯾزول ﺑزواﻟﮭﺎ
.ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﺗزﻋم أن ﺣﻠوﻟﮭﺎ ﻣﺑﺎديء وﻗواﻋد ﻓﻛرﯾﺔ ،ﺛم
ﺗﺳﻣﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺣرﻛﺎت ﻋﻘﺎﺋدﯾﺔ .وﻣﺎ أن ﺗﺗﻐﯾر اﻟظروف –
اﻟﻣﺗﻐﯾرة ﺣﺗﻣﺎ ً – ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻊ اﻟﺷق ﺑﯾن اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻧﻐﻠﻘﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدﺋﮭﺎ وﺑﯾن اﻟظروف اﻟﻣﺗﻐﯾرة داﺋﻣﺎ ً .وﺗﻠﮭث
اﻟﺣرﻛﺎت ،اﻟﺗﻲ ﺗدﻋﻲ ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﻘﯾﺎدة ،وراء اﻟظروف
ﻣﺣﺎوﻟﺔ ادراﻛﮭﺎ ،وﻋﺑﺛﺎ ً ﺗﺟري ،أو ﺗﻘﻔز ،ﻓﺈن اﻟوﻗت
اﻟذي ﻛﺎن ﻻزﻣﺎ ﻟدﻋوة اﻟﺟﻣﺎھﯾر وﺗﻧظﯾﻣﮭﺎ وﻗﯾﺎدﺗﮭﺎ اﻟﻰ
ﺗطﺑﯾق ﺣﻠول اﻻﻧطﻼق ،ﻛﺎن ﻛﺎﻓﯾﺎ ً أﯾﺿﺎ ً ﻟﺗﺳﺑق اﻟظروف ﻣﺎ
اﺟﺗﻣﻌوا ﻋﻠﯾﮫ وﻧظﻣوا أﻧﻔﺳﮭم ﻣن أﺟﻠﮫ .وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﯾن
وﻗت اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺗﻛون اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻗد ﺗﺟﺎوزت اﻟﺣﻠول
واﻟﻣﺑﺎديء واﻟوﻋود ،وﯾﻛون اﻟﺷق ﻗد اﺗﺳﻊ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ
ھﺎوﯾﺔ ،ﯾﺗردى ﻓﯾﮫ اﻟداﻋون واﻟﻣدﻋوون ،ﻓﯾﺗﮭم ﺑﻌﺿﮭم
ﺑﻌﺿﺎ ً ،وﺗﺄﻛل اﻟﺣرﻛﺎت ﻧﻔﺳﮭﺎ وﯾﺄﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﻏﯾرھﺎ ،وﺗﺗرك
وراءھﺎ ﺧﯾﺑﺔ أﻣل ﺗﻌرﻗل اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻌرﺑﻲ .وھﻛذا ﻛﺎن
اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﺟﻣﺎھﯾري ﺑﺣﻠول ﻻﯾرﺑطﮭﺎ ذاﺗﮭﺎ أﺳﺎس ﻓﻛري
واﺣد ﯾﻣﺛل ﺟرﺛوﻣﺔ اﻟﺿﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺗﻛت ﺑﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
ﻟﮭذا ﺗﺑدأ اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﺑﺎﻟﺑداﯾﺔ .واﻟﺑداﯾﺔ ﻣﻧﮭﺟﮭﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋدي
اﻟواﺿﺢ اﻟﻣﺣدد ،اﻟذي ﯾﺻﻠﺢ ﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺷﻛﻼت وﻣﻌرﻓﺗﮭﺎ ،
وﯾﻧﯾر اﻟطرﯾق اﻟﻰ ﺣﻠوﻟﮭﺎ ،وﯾرﺳم اﻟﻧﺿﺎل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﯾﻘوم ﺣﻛﻣﺎ ﻏﯾر ﺟﺎھل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف اﻟرأي ،
ﻓﯾﻛﺷف اﻟﺣق واﻟﺑﺎطل ،وﺑذﻟك ﺗﻛون اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗﺎدرة
داﺋﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟظروف ﻣﮭﻣﺎ ﺗﻐﯾر ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ،وﻣﮭﻣﺎ
ﺗﻌﻘدت ،وﺗﺗﺣﺻن ﺿد وﺑﺎء اﻻﻧﺗﮭﺎزﯾﺔ اﻟذي ﯾﺳر ﻟﻛﺛﯾرﯾن
رﻛوب أﻣواج اﻟﺛورات اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺛم ﺗﻐﯾﯾر ﺟﻠودھم ﺑﯾن ﺣﯾن
وﺣﯾن .إن وﺣدة اﻟﻣﻧﮭﺞ ھﻲ اﻟرﺑﺎط اﻟذي ﯾﺣﻔظ ﻟﻠطﻠﯾﻌﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺣدﺗﮭﺎ وﯾﻧﺳق ﻧﺿﺎﻟﮭﺎ وﯾﺣﻛم ﺑﯾن اﻋﺿﺎﺋﮭﺎ ،
وﯾﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺿﻊ ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑرﻧﺎﻣﺟﺎ ً ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﺗﺣدد ﺑﮫ
ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﮭﺎ أﻣﺎم اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ .
/ 4ﻗوﻣﻲ :وﯾﺣدد وﻋﻲ اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺟودھﺎ اﻟﻘوﻣﻲ
ﻣﯾدان ﻧﺿﺎﻟﮭﺎ ،ﻓﺗﻧظﻣﮫ وﺗدﯾره ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻛﻠﮭﺎ ،رﻓﺿﺎ ً ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ وﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ً ﻟﻠوﺣدة ﻓﻲ ذاﺗﮭﺎ ؛ ﻟﯾﻣﺗد
إدراﻛﮭﺎ اﻟﻰ ﻣﻧﺑت ﻛل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻓﻧﻌرﻓﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ ،وﻟﺗﻘدم ﻟﮭﺎ اﻟﺣﻠول اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾدة ﻓﻲ ھذا
ﺑﺎﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻛل ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟزاء وﻣﺷﻛﻼت اﻟﻛل ﺟﻣﯾﻌﺎ ً
.ﻏﯾر أن اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻌرف ﻋن طرﯾق ﻣﻧﮭﺟﮭﺎ اﻟﻔﻛري
أن ﻛل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺣل ﻓﻲ ﺣدود ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﮫ اﻟظروف ﻣن
اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ،وﻻ ﺗﺣل ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﻲ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ .وﺗﻌرف ،ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ
أﺧرى ،أن ﺗﺟزﺋﺔ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻗد ﺗرﻛت آﺛﺎرا ً ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗطور اﻻﺟزاء ،وﻧوع ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﮭﺎ .ﻟﮭذا ﻓﺈن وﺣدة اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻛﺣرﻛﺔ وﺗﻧظﯾم ﻻ ﺗﻣﻧﻊ ان ﺗﻛون اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل
ﺟزء ﻣﺗﻣﯾزة ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻻﺟزاء ﺑﻌبء ﻣﺿﺎف اﻟﻰ
رﺳﺎﻟﺗﮭﺎ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻓرﻋﯾﺎ ً ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟواﺣد ،وﻧﺿﺎﻻ ﻣﺣﻠﯾﺎ ً ﻣﺿﺎﻓﺎ ً اﻟﻰ ﻧﺿﺎﻟﮭﺎ اﻟﻘوﻣﻲ .وﻗد
ﯾﻧﻌﻛس ھذا ﻋﻠﻰ ﺗوع اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﻧﺿﺎل ،ﻓﮭﻲ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ ﺣﯾث
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻟرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺑﺎﻏﯾﺔ ،ﻣﺳﺎﻟﻣﺔ ﺣﯾث اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ،
ﻋﻠﻧﯾﺔ ﺣﯾث اﻟﺣرﯾﺔ ،ﺳرﯾﺔ ﺣﯾث اﻻﺳﺗﺑداد ،ﺗﻛﺎﻓﺢ ﻓﻲ ﻛل
اﻟظروف طﺑﻘﺎ ﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮭﺎ ،ﻣﻧطﻠﻘﺔ ﻣن اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﺗﺧﻠف اﻟﻰ
اﻗﺻﻰ ﻣﺎ أدرﻛﺗﮫ اﻻﺟزاء اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻐﺎﯾﺎت
اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠﮭﺎ اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻛل ،ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ھذا
ﺑﻛل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺗﻧظﯾم ﻗوﻣﻲ واﺣد .
/ 5ﯾﻣوﻗراطﻲ :وﯾﺣﺗم وﻋﻲ اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ أن اﻟﺟدل
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ھو اﻻﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟوﺣﯾد ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟظروف ،
وﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﮭﺎ ،وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ووﻋﯾﮭﺎ أن اﻟﺻراع
ﯾﻌوق اﻟﺟدل ،أن ﺗطﮭر ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن اﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺻراع ﻓﻲ
داﺧﻠﮭﺎ ،ﺑﺄن ﺗﻧظم ﺗﻧظﯾﻣﺎ ً ﺣدﯾدﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ أﺳس دﯾﻣوﻗراطﯾﺔ
ﺻﻠﺑﺔ :ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،وﻋﻣل اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﻧﻔﯾذا ً ﻟرأي
اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ .أﯾﺎ ً ﻛﺎن ﻧوع اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذي ﺗﺳﻣﺢ ﺑﮫ اﻟظروف ﻓﻲ
اﻷﺟزاء ،ﻓﺈن دﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﻣﻣﯾز ﻟﮭﺎ
ﻛطﻠﯾﻌﺔ ،وﺣﺻﺎﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﺿد اﻟﺗﺧرﯾب واﻻﻧﺣراف واﻻﻧﺗﮭﺎزﯾﺔ
واﻟﻔﺎﺷﯾﺔ .ﻻ ﺗﮭﺎون ﻓﻲ ھذا ،وﻻ اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت
اﻟظروف .وﻟو ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﻘدرة اﻟوﻗﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺿﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻘدرة ﻏﯾر اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﻣﻐﺎﻣرة
،وﻟوﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻛﺛرة ﻓﺈن اﻟﻛﺛﯾر اﻟﻔﺎﺳد ﻓﺳﺎد ﻛﺛﯾر.
" ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،وﻋﻣل اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﻧﻔﯾذا ً ﻟرأي
اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ“ ،ﻗﺎﻋدة دﯾﻣوﻗراطﯾﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ أي
اﻧﺣراف ﻋﻧﮭﺎ رﺟﻌﯾﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ..
ﻟ ﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ﻟﻠﺳﻼﻣْ ل
ﻟﻸﺧو ِة ،ﻟﻠوﺋﺎمْ
ّ
ﻟﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ﻟﻠﺻداﻗﺔ ،
ﻟﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ..ﻟﻠﻐراب
ﺟذﻻنَ ﯾﻧﻌقُ ﺑﯾن أﺑﯾﺎﺗﻲ اﻟﺧراب
أﺑراج اﻟﺣﻣﺎم !..
ِ
أﻧﻘﺎض
ِ
ﻟﻠﺑوم ..ﻓﻲ
ﻟﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ﻟﻠﺳﻼم
و ﺳﻧﺎﺑﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘل ﺗﺟﮭشُ ﺑﺎﻟﺣﻧﯾن
ﻟﻠﻧورج اﻟﻣﻌﺑود ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﺧﻠود ﻣن اﻟﻔﻧﺎء
ﻟﺻدى أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺣﺎﺻدﯾن
راع ﻓﻲ اﻟﺳﻔوح
ﻟِﺣُداء ٍ
ﯾﺣﻛﻲ إﻟﻰ ﻋﻧزاﺗﮫ ..ﻋن ﺣّ ﺑّﮫ اﻟﺧَ ﻔ ِِر اﻟطﻣوح
و ﻋﯾوﻧﮭِ ﺎ اﻟﺳوداء ..و اﻟﻘدﱢ اﻟﻣﻠﯾﺢ
ﻟﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ﻟﻠﺳﻼم
و اﻟﻌﯾنُ ﻣﺎ ﻋﺎدت ﺗﺑل ﱡ ﺻدى ﺷُﺟﯾرات اﻟﻌﻧب
و ﻓروعُ زﯾﺗوﻧﺎﺗﮭﺎ ..ﺻﺎرت ﺣطب
ﻟﻣواﻗد اﻟﻼھﯾن ..ﯾﺎ وﯾﻠﻲ ..ﺣطب !..
اﻟطﻔلِ اﻟﻣﮭﯾب
و ﺳﯾﺎﺟُﻧﺎ اﻟﻣﮭدو ُد أوﺣﺷ ُﮫ ﺻﮭﯾل اﻟﺧﯾل ﻓﻲ ﱢ
و اﻟ ُﺟرن ﯾﺷﻛو اﻟﮭﺟرَ ..و اﻹﺑرﯾقُ ﯾﺣﻠم ﺑﺎﻟﺿﯾوف
ﺑﺎﻟـ )) ﯾﺎ ھﻼ (( ..ﻋﻧد اﻟﻐروب ! ..
و رؤى اﻟﺑراوﯾز اﻟﻣُﻐَ ﺑﱠر ِة اﻟﺣطﯾﻣﮫ
ﺗﺑﻛﻲ ﻋﻠﻰ أطراﻓﮭﺎ ،ﻧُﺗفٌ ﻣن اﻟﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ
و ﺣﻘﺎﺋبُ اﻷطﻔﺎل ...أﺷﻼ ٌء ﯾﺗﯾﻣﮫ
ﻟﺑﺛت ﻟدى أﻧﻘﺎض ﻣدرﺳ ٍﺔ ﻣﮭدّ ﻣ ٍﺔ ﺣزﯾﻧﮫ
ﻣﺎ زال ﻓﻲ أﻧﺣﺎﺋﮭﺎ ..ﻣﺎ زال ﯾﮭزا ُ ﺑﺎﻟﺳﻛﯾﻧﮫ
رَ ﺟﻊٌ ﻣن اﻟدرس اﻷﺧﯾر..
ﻋن اﻟﻣﺣﺑﺔ و اﻟﺳﻼم !!..
ﻟﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ﻟﻠﺳﻼم
و ھﻧﺎك ..ﺧﻠف ﺣواﺟز اﻷﺳﻼك ..ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟظﻼم
ﺟﺛﻣت ﻣداﺋن ﻣن ﺧﯾﺎم
ﺳُﻛّﺎﻧُﮭﺎ..
ﻣﺳﺗوطﻧﺎت اﻟﺣزن و اﻟﺣﻣّﻰ ،و ﺳل ّ اﻟذﻛرﯾﺎت
و ھﻧﺎك ..ﺗﻧطﻔﺊ اﻟﺣﯾﺎة
ﻓﻲ ﻧﺎﺳِ ﻧﺎ..
ﻓﻲ أﺑرﯾﺎء ..ﻟم ﯾﺳﯾﺋوا ﻟﻠﺣﯾﺎة !..
و ھﻧﺎ! ...
َھﻣَت ﺑﯾّﺎرة ٌ ﻣن ﺧﻠﻘﮭم ..ﺧﯾرا ً ﻛﺛﯾر
أﺟدادھم ﻏرﺳوا ﻟﮭم..
و ﻟﻐﯾرھم ،ﯾﺎ ﺣﺳرﺗﻲ ،اﻟﺧﯾر اﻟﻛﺛﯾر
و ﻟﮭم ﻣن اﻟﻣﯾراث أﺣزان اﻟﺳﻧﯾن !..
ﻓﻠﯾﺷﺑﻊ اﻷﯾﺗﺎم ﻣن ﻓﺿﻼت ﻣﺄدﺑﺔ اﻟﻠﺋﺎم !!..
ﻟﯾُﻐنﱢ ﻏﯾري ﻟﻠﺳﻼم ..
و ﻋﻠﻰ رﺑﻰ وطﻧﻲ ،و ﻓﻲ ودﯾﺎﻧﮫ ..ﻗ ُ ﺗِل اﻟﺳﻼم ..؟
اذا ﻛﺎن اﻟﮭدف ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﺣﻛﺎم اﻻﻋدام ﺑﺎﻟرﺻﺎص ،او ﺑﺣد اﻟﺳﯾف ،ﻓﻲ ﺣق 37ﻣﺗﮭﻣﺎ ﺑﺎﻻرھﺎب ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ھو ”ارھﺎب“ اﻵﺧرﯾن ،وﻣﻧﻌﮭم ﻣن اﻻﻗدام ﻋﻠﻰ اي اﻋﻣﺎل اﺣﺗﺟﺎج ،او ھﺟﻣﺎت ،وﻋﻧف ﺿد اﻟﻧظﺎم
وﻣؤﺳﺳﺎﺗﮫ وﻣﺻﺎﻟﺣﮫ ،ﻓﺎن ﻣﺎ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ردود ﻓﻌل ،وﻧﺗﺎﺋﺞ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ .
ﻣن اﻟﻣؤﻛد ان اﻟﻌﮭد اﻟﺳﻌودي اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺑدأ ﺑﺗوﻟﻲ اﻟﻣﻠك ﺳﻠﻣﺎن ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺳﻠطﺔ ﻗﺑل ﻋﺎم ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﯾرﯾد ان ﯾﻌزز
اﻻﻧطﺑﺎع اﻟذي ﯾﻘول ﺑﺄﻧﮫ ”ﻋﮭد اﻟﺣزم“ وﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻘﺑﺿﺔ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،واﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺳﯾﺎﺳﺔ ”اﻟﻣﮭﺎدﻧﺔ“ اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﮭﺎ
اﻟﻣﻠوك اﻟﺳﺎﺑﻘون ،واول ﺗطﺑﯾق ﻟﮭذا ” اﻟﺗﺣول “ ﺟﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻋﻼن اﻟﺣرب ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗﺣﺎﻟف ” اﻟﺣوﺛﻲ
اﻟﺻﺎﻟﺣﻲ“ ﺗﺣت ذرﯾﻌﺔ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻧﻔوذ اﻻﯾراﻧﻲ ،وھﺎ ھو ﯾدﺷن ﻣطﻠﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﻣﯾﻼدي اﻟﺟدﯾد ﺑﮭذا اﻟﻌدد اﻟﺿﺧم ﻣن
اﻻﻋداﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺣدث ﻟﮭﺎ ﻣﺛﯾل ﻣﻧذ ﻋﺎم ،1980ﺣﯾث ﺟرى اﻋدام 63ﻣﺗﺷددا اﺳﻼﻣﯾﺎ اﻗﺗﺣﻣوا اﻟﺣرم اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟﺷرﯾف
ﺑﻘﯾﺎدة ” اﻟداﻋﯾﺔ“ ﺟﮭﯾﻣﺎن اﻟﻌﺗﯾﺑﻲ .
اﻟﺣزم ﺿروري وﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻھﻣﯾﺔ ،ﺷرﯾطﺔ ان ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺗوﻗﯾت اﻟﻣﻧﺎﺳب ،وﯾﻣﺗﻠك اﺻﺣﺎﺑﮫ ادوات اﻟﻘوة
وﻋﻧﺎﺻرھﺎ ،وﻓﻲ اطﺎر اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ،وﻓﻲ ظل ظروف اﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ودوﻟﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻻ ﻧﻌﺗﻘد ان ھذه اﻟﺷروط ،او
ﻣﻌظﻣﮭﺎ ،ﻣﺗوﻓرة ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﺣﻛﻣﺔ ﺧوض ﺣرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ،واﺣدة ﻓﻲ ﺳورﯾﺔ،
واﺧرى ﻓﻲ اﻟﯾﻣن ،ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻧﻔوذ اﻻﯾران ،ﻓﻲ وﻗت ﯾﺗﻌزز ھذا اﻟﻧﻔوذ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،واﻟدول اﻟﺳت
اﻟﻌظﻣﻰ ،ﺗﻧﮭﻲ ﺣﺻﺎر اﻣﺗد ﻟﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻋﺎﻣﺎ ،وﺗﻠﻘﻲ دوﻟﺔ ﻋظﻣﻰ ﻣﺛل روﺳﯾﺎ ﺑﻛل ﺛﻘﻠﮭﺎ اﻟﻌﺳﻛري واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﺧﻠف اﻟﻧظﺎم اﻟﺳوري ،وﺗﺧوض ﺣرﺑﮫ ﻣﺑﺎﺷرة ﺿد ﻣﻌﺎرﺿﯾﮫ اﻟﻣﺳﻠﺣﯾن ،وﺗﺗراﺟﻊ اﻟﻌواﺋد اﻟﻧﻔطﯾﺔ ،وﺗﺗﺳم ﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﺣﻠﯾف اﻻﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺑﺎﻟﺗردد واﻻرﺗﺑﺎك .
اﻋدام 46ﺳﻧﯾﺎ ﻣﺗﮭﻣﯾن ﺑﺎﻟﺗﺷدد ،وﺗﺑﻧﻲ ﻓﻛر ﺗﻧظﯾم ” اﻟﻘﺎﻋدة “ ،واﻻﻗدام ﻋﻠﻰ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎت وﺗﻔﺟﯾرات ،ﺑﺻورة ﻣﺑﺎﺷرة او
ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑﯾن اﻋوام 2003اﻟﻰ ، 2006ﻣن اﺟل اﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋدام اﻟداﻋﯾﺔ اﻟﺷﯾﻌﻲ ﻧﻣر اﻟﻧﻣر ،اﻟﻣﺗﮭم ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾض
ﻋﻠﻰ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎت ﺳﻠﻣﯾﺔ ﺗطﺎﻟب ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،وﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ،ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺛورات اﻟرﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ اﻻﺧرى اﻟﺗﻲ ﺣظﯾت
وﺗﺣظﻰ )ﻓﻲ ﺳورﯾﺔ( ﺑدﻋم اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻟن ﯾﺧﻔﻲ اﻟﺣﻘﺎﺋق ،وﻟن ﯾﻣﺗص ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻐﺿب واﻻﺣﺗﻘﺎن ﻓﻲ اوﺳﺎط اﺑﻧﺎء
اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ ،ﺑل ﻗد ﯾؤدي ﻻول ﻣرة اﻟﻰ ﺗوﺣﯾد ” اﻟﻐﺿﺑﯾن“ اﻟﺳﻧﻲ واﻟﺷﯾﻌﻲ ﻣﻌﺎ ،واﻗدام ﺧﻼﯾﺎ ﻣﺗطرﻓﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن
ﻋﻠﻰ ردود ﻓﻌل اﻧﺗﻘﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ .
ﻧﺣن ﻓﻲ ھذه اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ”راي اﻟﯾوم“ ﻧدﯾن اﻻرھﺎب اﻟذي ﯾﻔﺗك ارواح اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻻﺑرﯾﺎء وﯾزﻋزع اﻻﻣن واﻻﺳﺗﻘرار ﺑﺎﺷﻛﺎﻟﮫ
ﻛﺎﻓﺔ ،وﻧﻔرق ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت واﻻﺻﻼح ،واﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺣﺗﺟﺎج ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣظﺎﻟم واﻟﻘﻣﻊ واﻟﻔﺳﺎد
وﻣﺻﺎدرة اﻟﺣرﯾﺎت ،وﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق ،ﻧﻌﺎرض اﺣﻛﺎم اﻻﻋدام وﺗﻣﺛﯾﻠﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻدر
ﻋن ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﻔﺗﻘد اﻟﻰ اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﮫ اﻟﺣد اﻻدﻧﻰ ﻣن ﻗﯾم اﻟﻌداﻟﺔ وآﻟﯾﺎﺗﮭﺎ ،وﻟﮭذا ﻧدﯾن ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻓﻲ ﺣق
اﻟﻣﺗﮭﻣﯾن اﻟـ 47ﻓﺟر ھذا اﻟﯾوم داﺧل ﺳﺟون اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻓﻲ 12ﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓﺟﻣﯾﻊ اﻟذﯾن ﺟرى ﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﮭم ﻟم
ﯾﺣظوا ﺑﻣﺣﺎﻛم ﻋﺎدﻟﺔ ،وﻟم ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن اﻟدﻓﺎع ن اﻧﻔﺳﮭم ،ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ ”ﻣﻐرد“ ﻋﻠﻰ ”اﻟﺗوﯾﺗر“ اﻟﺟﻠد
واﻟﺳﺟن ﻋﺷر ﺳﻧوات ،وﯾﻣﻧﻊ ﺷﺎﻋرة ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺣف ،وﺣق اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷرة ﻋﺎﻣﺎ ،وﺑﺄﻣر ﻣن اﻣﯾر
ﻣﻧطﻘﺔ وﻟﯾس ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ رﺳﻣﯾﺔ ،وﺑﺳﺑب ﻗﺻﯾدة ،وھو اﻟﺷﺎﻋر واﻟﻣﺛﻘف .اﻻﺿطﮭﺎد واﻻﻗﺻﺎء واﻟﻘﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ھﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟوﺣﯾدة ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ،ﺑﺎﻧﮭﺎ ﺗﺗم ﻟﯾس ﻣن ﻣﻧطﻠﻘﺎت ﻣذھﺑﯾﺔ او طﺎﺋﻔﯾﺔ ،ﻻﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻔرق ﺑﯾن
ﺳﻧﻲ وﺷﯾﻌﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻻﻣر ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت واﻻﺻﻼﺣﺎت واﻟﻌداﻟﺔ ،وﻟﻛن ﻻ ﺑد ﻣن اﻻﻋﺗراف ﺑﺎن اﺑﻧﺎء اﻻﻗﻠﯾﺔ
اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻧوا اﻻﻛﺛر ﻣﻌﺎﻧﺎة ،وﺗﻌرﺿوا طوال ﻋﻘود ﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ اﻗﺻﺎﺋﯾﺔ ،وﻛﻣواطﻧﯾن ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣوﺿﻊ
ﺷﻛوك ﻓﻲ وﻻﺋﮭم ،وﻣن ﯾﻘول ﻏﯾر ذﻟك ،ﻣﻛﺎﺑر ﯾﺗﻌﺎﻣﻰ ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .
ﻻ ﻧرﯾد ان ﻧﺳﺗﺑق اﻻﻣور ،وﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧﻛﺎد ان ﻧﺟزم ﺑﺄن ﺗﻧﻔﯾذ اﺣﻛﺎم اﻻﻋدام ھذه ﺳﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻋﻣﺎل اﻧﺗﻘﺎﻣﯾﺔ ،وردود ﻓﻌل
ﺧطﯾرة ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻣن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ واﺳﺗﻘرارھﺎ ،وﯾﺻب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟزﯾت ﻋﻠﻰ ﻧﺎر ﻣﺷﺎﻛﻠﮭﺎ اﻻﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔﺎﻗﻣﺔ ،
وﯾزﯾد ﻣن ﺿﺧﺎﻣﺔ ﺣﺟم ﻣﻠﻔﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻐﯾﺎب اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدل ،ﻧﺎھﯾك ﻋن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﮫ ،واﻧﺗﮭﺎك ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن .
ان اﻛﺑر اﻋداء اﻟﺳﻌودﯾﺔ ھم اﻟذﯾن ﯾﺄﺗون ﻣن ﺻﻠب ﻧظﺎﻣﮭﺎ ،وﯾﺗﺑﻧون ﻣﺛل ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺎﻗم ﻣن ازﻣﺎﺗﮭﺎ ،
وﺗﻔﺟرھﺎ ﺣروﺑﺎ ﻓﻲ اﻟداﺧل ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣروﺑﮭﺎ اﻻﺧرى ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،اﻟﺗﻲ ﻣﺎ زاﻟت ﻓﻲ ﺑداﯾﺎﺗﮭﺎ ،وﺗﺳﺗﻌﺻﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣزم
واﻟﺣﺳم ﻣﻌﺎ ،وﻗد ﺗﻣﺗد ﻟﻌﻘود .ﺣروب اﻟﺧﺎرج ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺷرﯾﺎ وﻣﺎﻟﯾﺎ وﺳﯾﺎﺳﯾﺎ وﻋﺳﻛرﯾﺎ ،ﻟﻛن ﺣروب اﻟداﺧل ،اذا ﻣﺎ اﻧدﻟﻌت ،
ھﻲ اﻻﻛﺛر ﻛﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌد ﻛﺎﻓﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻔﺟر ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺧطﺄ ،وﻓﻲ ظل اﺣﺗﻘﺎن ﺷﻌﺑﻲ ﻛﺑﯾر ،واوﺿﺎع اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣﺄزوﻣﺔ ،وﺑطﺎﻟﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ...ﻣن ﺟرى ﺗﻧﻔﯾذ اﺣﻛﺎم اﻻﻋدام ﺑﮭم ﻟﮭم ﺣواﺿن واﻣﺗدادات ﺷﻌﺑﯾﺔ وﻗﺑﻠﯾﺔ وطﺎﺋﻔﯾﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻟﮭم
اﻧﺻﺎر ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺧﺎرج ،وﻻ ﻧﻌﺗﻘد ان ﻣن اﺗﺧذ اﻟﻘرار ،ﺣﺳب ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮫ ﺟﯾدا ،ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌل ﻋﻧدﻣﺎ ورط ﺑﻼده ﻓﻲ
ﺣروب ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،واﻟﯾﻣﻧﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ ....اﯾﺎم اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺻﻌﺑﺔ ،ﺑل ﺻﻌﺑﺔ ﺟدا ،وﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﮭذا اﻟﻘدر ..
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017