102 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 102.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 16/12/2013 à 21:52, depuis l'adresse IP 41.226.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 843 fois.
Taille du document: 3.5 Mo (8 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻌـﺪد
102
* اﻻﺛﻨﺎن 16دﯾﺴﻤﺒﺮ * 2013اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟـ 13ﺻﻔـﺮ * 1435
ﻋﻦ اﻟﺨﺒـﺰ واﻟﺤـﺮﯾﺔ واﻟﺜﻮرة ..
ﺣﯿﻦ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﺗﺮدّدت ﺷﻌﺎراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻮاه اﻟﻨﺎس ﺑﺸﻜﻞ
ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻟﮭﺎ اﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﮭﺎ ،ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺗﻌـﺒـﯿـﺮا ﺻﺎدﻗﺎ وﻋـﻔـﻮﯾﺎ ﻋـﻦ
ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﻢ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭﻢ ..ﻛﻤﺎ ﻛﺎن اﯾﻀﺎ ﺗﻌـﺒـﯿـﺮا ﻋـﻦ ﻣﻄﺎﻟﺒﮭﻢ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﮭﻢ
ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﺣﺮﻣﻮا ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﯿﻦ ﻋﺎم ..ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن
ﺟﺰءا ھﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎرات ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﻻوﺿﺎع اﻻﻗــﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﯿﺔ
واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻊ اﺧﺘـﺰاﻟﮭﺎ ﻋﺎدة ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎت ﺑﺴﯿﻄﺔ وﻣﺘـﻨﺎﻏﻤﺔ
وﻣﻌـﺒّـﺮة ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻣﺎ ﻋـﻦ ﻣﻄﻠﺐ ﺷﻌـﺒﻲ ،أو ﻋﻦ رﻓﺾ ،أوﻋﻦ
ﺗﺤﺪّ ﻟﻠﻨﻈﺎم ..ﻓﻜﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﻌﺎرات ورﺑﻤﺎ أﻛﺜﺮھﺎ ﺣﻀﻮرا ﺗﻠﻚ
اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﻤﻮم اﻟﻨﺎس ،واﻟﻤﻌـﺒّـﺮة ﻋﻦ أوﺿﺎﻋﮭﻢ اﻟﻤﺘﺮدﯾﺔ ..وﻟﺬﻟﻚ
اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ان ﺗﺠﻤﻊ ﺣﻮﻟﮭﺎ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺮﯾﻀﺔ ذات ﻣﻄﺎﻟﺐ واﺣﺪة ،ﻋﻠﻰ
رأﺳﮭﺎ اﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم ﻛﺸﺮط أوّﻟﻲ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ
وﺗﻮﻓﯿﺮاﻟﺨﺒﺰ واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ..
واﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن اﻟﺜﻮرة ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻠﻤﺎ وأﻣﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ،ﻛﺎﻧﺖ
أﯾﻀﺎ ﻛﺎﺑﻮﺳﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪﯾﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﺎﺋﺪ ..ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻼﻧﺘﮭﺎزﯾﯿﻦ واﻟﻤﺘﺴﻠﻘﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ رﻛﺒﻮا اﻟﺜﻮرة ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ
أھﺪاﻓﮭﻢ ﻓﺎﺳﺘﻐـﻠﻮا ﻣﺎ ﯾﻤﻠﻜﻮﻧﮫ ﻣﻦ اﻣﻜﺎﻧﯿﺎت ﻣﺎدﯾﺔ ،وﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻮزﺗﮭﻢ ﻣﻦ
وﺳﺎﺋﻞ اﻋﻼم ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻗﻄﺮﯾﺔ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮص أو ﺧﺎﺻﺔ ..ﺣﺘﻰ أن ﺑﻌﺾ
اﻻﺣﺰاب اﻟﻔﺎﺋﺰة ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻛﺎن ﯾﺤﺮّﻛﮭﺎ ﺷﺨﺼﺎ واﺣﺪا ﻣﻘﯿﻤﺎ ﺧﺎرج
اﻟﺒﻼد ،ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺜﻮرة ،وأھﺪاﻓﮭﺎ ،أو ﺑﻤﺎ ﺣﺪث ﻓـﯿﮭﺎ ..
وﻟﻌﻞ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻦ ان ﯾُﻄﺮح ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﻮﺿﻊ ،ھﻞ أن اﻻﺣﺰاب
اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ اﻵن ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺸﺮوﻋﺎ اﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺨﻠﻮع ؟..
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻠﻚ اﻻﺣﺰاب اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺴﻤﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
ﯾﻈﮭﺮ ،أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌـﯿﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌـﺪ وﻏـﺮﯾﺒﺔ اﯾﻀﺎ ﻋﻦ اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﻌـﺒﻲ
اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺜﺒﺖ ﻣﺎدﯾﺎ أﻧﮭﺎ ﺳﺎھﻤﺖ ﻓﯿﮫ ﻗﺒﻞ ھـﺮوب اﻟﻄﺎﻏﯿﺔ ..ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ
ﺗﻔﻜﺮ أﺻﻼ ﺑﻌﻘـﻠﯿﺔ اﻟﺜﻮرة ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻏـﯿﺮ ﻣﻌـﻨﯿﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺨﺒﺰ واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﺘﺸﻐـﯿﻞ ،وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻌﺪاﻟﺔ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋـﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﮭﺎت واﻷﻓﺮاد ..ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻻﺻﻼح اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ
ﻇﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ،وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎدرت ﻛﻠﮭﺎ اﻓﺮادا واﺣﺰاﺑﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗـﯿﻊ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺜﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺬي وﺿﻌﮫ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺳﻨﺔ .. 1988ﺛﻢ ﻗﺒﻠﺖ
ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ -ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﻋﺪة -ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 1989ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ..
وﻓﯿﻤﺎ ﺟﺎء ﺑﻌﺪھﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ..
وﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن اﻻﻣﺮ ﻓﺎن اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ ھﻮاﻟﻔﯿﺼﻞ ،وھﻮ واﻗﻊ أﺳﻮء
ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺮات ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة ..ﺣﯿﺚ ﺻﺎر
اﻟﺨﺒﺰ أﻛﺜﺮ ﻣﺮارة ..وﺻﺎرت اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﺠﺎرة ..ﻛﻤﺎ ﺻﺎر ﺣﺪﯾﺚ اﻟﺜﻮرة
اﺳﺘﺤﻤﺎرا !!!..
* ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺣﻞ وﺳﻂ ) .ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ اﻟﺨﻄﺎﺑﻲ ( .
* اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻀﯿﻖ ﯾﻘﻮد داﺋﻤﺎ اﻟﻰ اﻟﺘﻌﺼﺐ ) .ارﺳﻄﻮ ( .
* ﻧﻤﺪح ﻛﺎﻟﻀﻔﺎدع ..
ﻧﺸﺘﻢ ﻛﺎﻟﻀﻔﺎدع ..
ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ أﻗﺰاﻣﻨﺎ أﺑﻄﺎﻻ
ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ أﺷﺮاﻓﻨﺎ أﻧﺬاﻟﻼ ..
ﻧﺮﺗﺠﻞ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ارﺗﺠﺎﻻ ..
) ﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ ( .
* ﺗﻠﻘﻰ أﺣﺪ اﻻﻏﺒﯿﺎء ﻧﻜﺘﺔ ﺑﻮاﺳﻂ ارﺳﺎﻟﯿﺔ ﻗﺼﯿﺮة ﻓـﺮد ﻋﻠـﯿﮭﺎ ﻗﺎﺋﻼ " :ﻟﻘﺪ اﺿﺤﻜـﺘـﻨﻲ اﻟﻨﻜﺘﺔ ﻛﺜﯿﺮا ،اﻟﺮﺟﺎء ارﺳﺎﻟﮭﺎ
ﻣﺮة ﺛﺎﻧﯿﺔ " !! ..
ﯾﻘﻮل ﻧﯿﻠﺴﻮن ﻣﺎﻧﺪﯾﻼ ﻓﻲ ﺳﯿﺮﺗﮫ اﻟﺬاﺗﯿﺔ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺮ وﻗﺎﺋﺪھﺎ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ » :ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ ﺗﻤﻠﻜﺖ
ﻣﺨﯿﻠﺘﻲ وأﻧﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻛﻤﮭﺪ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻹﻓﺮﯾﻘﯿﺔ وﻛﻨﺰ ﻟﺠﻤﺎل اﻟﻔﻦ واﻟﺘﺼﻤﯿﻢ ،وﻛﻨﺖ داﺋﻤﺎ أرﻏﺐ ﻓﻲ زﯾﺎرة اﻷھﺮام وأﺑﻮ
اﻟﮭﻮل وﻋﺒﻮر ﻧﮭﺮ اﻟﻨﯿﻞ أﻋﻈﻢ أﻧﮭﺎر إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ،ذھﺒﺖ اﻟﻰ اﻟﻘﺎھﺮة وﻗﻀﯿﺖ ﯾﻮﻣﻲ اﻷول ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺤﻒ أﻓﺤﺺ اﻟﻘﻄﻊ
اﻟﻔﻨﯿﺔ ،وأدون اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت وأﺟﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻧﻤﻂ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﺬﯾﻦ أﺳﺴﻮا ﺣﻀﺎرة وادي اﻟﻨﯿﻞ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ،وﻟﻢ ﯾﻜﻦ
اھﺘﻤﺎﻣﻲ اھﺘﻤﺎم ھﺎوﯾﺎً ﻟﻶﺛﺎر ،ﻓﺈن ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢ ﻟﻸﻓﺎرﻗﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ أن ﯾﺘﺴﻠﺤﻮا ﺑﺎﻟﺒﺮھﺎن اﻟﺬي ﯾﺪﺣﻀﻮن ﺑﮫ ادﻋﺎءات
اﻟﺒﯿﺾ ﺑﺄن اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﻀﺎرة ﺗﻀﺎرع ﻣﺪﻧﯿﺔ اﻟﻐﺮب .واﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ ﺻﺒﺎح واﺣﺪ أن اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ
ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺒﺪﻋﻮن أﻋﻤﺎﻻ ﻓﻨﯿﺔ وﻣﻌﻤﺎرﯾﺔ ﻋﻈﯿﻤﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻐﺮﺑﯿﻮن ﻓﻲ اﻟﻜﮭﻮف .وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻧﻤﻮذﺟﺎ ﻣﮭﻤﺎ ﻟﻨﺎ ،ﻓﻘﺪ
ﻛﺎن أﻣﺎﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺬي أﻃﻠﻘﮫ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ .ﻓﻘﺪ ﺣﺪد اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ
ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﯿﺔ ،وأﻣﻢ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد ،وﻛﺎﻧﺖ ﻟﮫ اﻟﺮﯾﺎدة ﻓﻲ ﺑﺪء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﺮﯾﻊ ﻟﻠﺘﺼﻨﯿﻊ وﺟﻌﻞ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ
دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺎً ،وﺑﻨﻰ ﺟﯿﺸﺎ ﺣﺪﯾﺜﺎ .وﻛﺎن ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﺎ ﯾﻄﻤﺢ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮاﻟﻮﻃﻨﻲ اﻹﻓﺮﯾﻘﻲ إﻟﻰ أن
ﯾﺤﻘﻘﮫ . « ..
ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻣﺎﻧﺪﯾﻼ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ أﻟﻘﺎھﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻜﺮﯾﻤﮫ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ﻋﺎم " : 1995ﻛﺎن ﻟﺪي ﻣﻮﻋﺪ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺮ رﺑﻊ ﻗﺮن ﻣﻊ
رﺟﻞ رﻓﻌﺖ رأﺳﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﯿﺪ ﻛﻲ اراه ،ﺛﻢ ﺣﺎﻟﺖ ﺑﯿﻨﻲ و ﺑﯿﻨﮫ اﻟﻈﺮوف ﻻﻟﻘﺎه ،وﺣﯿﻦ ﺟﺌﺖ اﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺳﻮء
ﺣﻈﻲ أن ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ھﻨﺎك ..ﺳﺄزور ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺛﻼث أﻣﺎﻛﻦ ،اﻻھﺮاﻣﺎت واﻟﻨﯿﻞ اﻟﻌﻈﯿﻢ و ﺿﺮﯾﺢ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ " ..
وﻗﺎل أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻘﺐ ﻓﻮز ﺑﻼده ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ 2010وﺣﺼﻮل ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺮ ﻣﻦ اﻻﺻﻮات:
» ﻟﻮ ﻛﺎن ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة ودﺧﻠﺖ ﻣﺼﺮ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ أﻣﺎم ﺟﻨﻮب أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮف إﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻛﺄس
اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم 2010ﻷﻧﺴﺤﺒﺖ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف أﻣﺎم ﻣﺼﺮ وﻟﻜﻦ اﻟﻈﺮوف ﺗﻐـﯿﺮت اﻷن
وﻣﺼﺮ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺼﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ . « ..
وﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻣﺎﻧﺪﯾﻼ ﻣﻌـﺒﺮا ﻋﻦ ﺣﺰﻧﮫ اﻟﻌﻤﯿﻖ ﻟﻔﻘﺪان زﻋﯿﻢ ﻛﺒﯿﺮ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ :
» ھﺒﻂ اﻟﻤﻮت ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ،وھﺒﻂ اﻟﺤﺰن ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌـﺐ .ﻓﻘﺪ ﻣﺎت اﻟﺰﻋـﯿﻢ .ﻣﺎت اﻟﻤﻌـﻠﻢ .ﻣﺎت اﻷب واﻹﻧﺴﺎن .ﻣﺎت
ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ..وﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم اﻟﺮﻣﺎدي ﯾﻮم ﻣﻮﺗﮫ ﻣﺎﺗﺖ اﻷﺷﺠﺎر واﻗـﻔﺔ وﺗﺠﻤّﺪ ﺳﻮاد اﻟﻌـﯿـﻮن ﻻ ﺗﺼﺪق اﻟﺨـﺒـﺮ
واﻣﺘﻸت أﻓﻮاھـﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻠﺢ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺤﺰن .ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻗـﻠﺐ ﻣﺼﺮ ﺣﯿﻦ ﺗﻮﻗﻒ ﻗـﻠﺐ ھﺬا اﻟﺮﺟﻞ .اﺑﻦ اﻟﺸﻌـﺐ .ﻣﺆﺳﺲ
اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ،وﺻﺎﺣﺐ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻌـﻨﯿـﺪة ﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻦ وﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ وأﺷﺠﻊ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ « .
رﺣﻢ اﷲ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﻈﯿﻢ واﻟﺜﺎﺋﺮ ﻧﯿﻠﺴﻮن ﻣﺎﻧﺪﯾﻼ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻠﺼﺒﺮ واﻟﻨﻀﺎل ،وﻣﺜﺎﻻ ﻟﻠﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ آﻣﻦ
ﺑﻘﺪرات ﺷﻌـﺒﮫ وأﻣّﺘﮫ وﻟﻢ ﯾﺘـﻨـﺎزل ﻗﯿﺪ أﻧﻤﻠﺔ ..وﻟﻢ ﯾﯿﺄس ..ﺑﻞ ﻗﺎد ﺷﻌـﺒﮫ ﺑﻌـﺰﯾﻤﺔ اﻟﺜﻮار ﻣﻊ ﺛـﻠﺔ ﻣﻦ رﻓﺎﻗﮫ اﻟﺬﯾﻦ
ﺻﺒـﺮوا ﻣﺜﻠﮫ وﻧﺎﺿﻠﻮا ﺣﺘﻰ ﺣﻘﻘﻮا اﻟﻤﺴﺘﺤـﯿﻞ ،ﺣﯿﻦ ﻗﻀﻮا ﻧﮭﺎﺋﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ اﻟﻌـﻨﺼﺮي وﺑﻨﻮا دوﻟﺔ ﺣﺪﯾﺜﺔ
دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ھﻲ اﻵن ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﺜﺎﻻ ﯾﺤﺘﺬي ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻوﻻءك اﻟﺜﻮار ﻛﻤﺎ ﻗﺎل
ﻣﺎﻧﺪﯾﻼ ..ﻏﯿﺮ أن ﻣﺼﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﮭﺎ اﻟﻌﻤﻼء واﻟﺠﺒﻨﺎء ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ﻣﻮﻗﮭﺎ وﻣﻜﺎﻧﺘﮭﺎ ،وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﺼﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ..
ﻟﻢ ﺗﻨﻘﻄﻊ اﻟﻠﻘﺎءات ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ اﻟﺴﻌﻮدﯾﯿﻦ واﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺘﺴﻌـﯿﻨﺎت اﻟﻰ اﻵن ﺳﻮاء ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ أو ﻓﻲ دول
ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻻردن وﻣﺼﺮ ..و ﻗﺪ ﻛﺎن اﻻﻣﯿﺮ ﺑﻨﺪر ﺑﻦ ﺳﻠﻄﺎن واﻻﻣﯿﺮ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﻔﯿﺼﻞ أﻛﺜﺮ اﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ
ﺗﻨﺴﯿﻘﺎ وﺗﻮاﺻﻼ ﻣﻊ اﻟﺼﮭﺎﻧﯿﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﺎوﯾﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺘﻌﺎون اﻻﻛﺎدﯾﻤﻲ وﺣﻮار اﻻدﯾﺎن وﻏﯿﺮھﺎ ..وﻗﺪ ﻛﺎن ھﺬا
اﻻﺧﯿﺮا ﻏﻄﺎءا ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ ﻟﻠﺘﻄﺒﯿﻊ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﯿﻮﻧﻲ ،ﺗﻢ ﺧﻼﻟﮫ اﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﺤﺎﺧﺎم اﻟﯿﮭﻮدي ﻣﻦ اﻻراﺿﻲ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،اﻟﺬي
اﻟﺘﻘﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ !! ..وﻟﻌﻞ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻄﺒﯿﻊ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ھﻲ ﺧﺮوﺟﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺣﻞ
اﻟﺴﺮﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﻌﻠﻨﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻋﻘﺪ اﻻﻣﯿﺮ ﺗﺮﻛﻲ ﻟﻘﺎءﯾﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﯿﻦ اﻻول ﻓﻲ أﻛﺴﻔﻮرد ﺑﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻓﻲ 17أﻛﺘﻮﺑﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻣﻊ ﺷﺨﺼﯿﺎت ﺻﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ وﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ..و اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﯾﻮم 15دﯾﺴﻤﺒﺮ 2013ﺑﺎﻣﺎرة ﻣﻮﻧﺎﻛﻮ ﺣﯿﺚ اﻟﺘﻘﻰ أﻋﻀﺎء اﻟﻜﻨﯿﺴﺖ وﺗﻠﻘﻰ دﻋﻮة ﻣﻨﮭﻢ ﻟﺰﯾﺎرة اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ..
رﺑﻤﺎ أﻓﻘﺪ -ﻣﺎ ﺷﺌﺖ – ﻣﻌﺎﺷﻲ ..
رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺮم أﻃﻔﺎﻟﻲ ﯾﻮم اﻟﻌـﯿـﺪ ﺑﺪﻟﮫ
رﺑﻤﺎ أﻋﺮض ﻟﻠﺒﯿﻊ ﺛﯿﺎﺑﻲ وﻓﺮاﺷﻲ ..
رﺑﻤﺎ ﺗﺨﺪع أﺻﺤﺎﺑﻲ ﺑﻮﺟﮫ ﻣﺴﺘﻌﺎر
رﺑﻤﺎ أﻋﻤﻞ ﺣﺠّﺎراً ،وﻋـﺘّـﺎﻻً ،وﻛﻨّـﺎس ﺷﻮارع ..
رﺑﻤﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﺟﺪاراً ..وﺟﺪاراً ..وﺟﺪار ..
رﺑﻤﺎ أﺑﺤﺚ ،ﻓﻲ روث اﻟﻤﻮاﺷﻲ ،ﻋﻦ ﺣـﺒﻮب ..
رﺑﻤﺎ ﺗﺼﻠﺐ أﯾﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ رؤﯾﺎ ﻣﺬﻟـّﺔ
رﺑﻤﺎ أﺧﻤﺪ ﻋـﺮﯾﺎﻧﺎ ،وﺟﺎﺋﻊ ..
ﯾﺎ ﻋﺪو اﻟﺸﻤﺲ ﻟﻜﻦ ﻟﻦ أﺳﺎوم
ﯾﺎ ﻋﺪو اﻟﺸﻤﺲ ..ﻟﻜﻦ ﻟﻦ أﺳﺎوم ..
وإﻟﻰ آﺧﺮ ﻧﺒﺾ ﻓﻲ ﻋـﺮوﻗﻲ ﺳﺄﻗﺎوم ..
وإﻟﻰ آﺧﺮ ﻧﺒﺾ ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻲ ﺳﺄﻗﺎوم ..
ﯾﺎ ﻋﺪو اﻟﺸﻤﺲ ! ..
رﺑﻤﺎ ﺗﺴﻠﺒﻨﻲ آﺧﺮ ﺷﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﺮاﺑﻲ
ﻓﻲ اﻟﻤﯿﻨﺎء زﯾﻨﺎت ،وﺗﻠﻮﯾﺢ ﺑﺸﺎﺋﺮ
رﺑﻤﺎ ﺗﻄﻌﻢ ﻟﻠﺴﺠﻦ ﺷﺒﺎﺑﻲ
وزﻏﺎرﯾﺪ ،وﺑﮭﺠﺔ
رﺑﻤﺎ ﺗﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺮاث ﺟﺪي
وھـﺘـﺎﻓﺎت ،وﺿﺠﺔ
ﻣﻦ أﺛﺎث وأوان وﺧﻮاب ..
واﻷﻧﺎﺷﯿﺪ اﻟﺤﻤﺎﺳﯿﺔ وھﺞ ﻓﻲ اﻟﺤﻨﺎﺟـﺮ
رﺑﻤﺎ ﺗﺤﺮق أﺷﻌﺎري وﻛـﺘـﺒﻲ
وﻋﻠﻰ اﻷﻓﻖ ﺷﺮاع
رﺑﻤﺎ ﺗﻄﻌﻢ ﻟﺤﻤﻲ ﻟﻠﻜﻼب ..
ﯾﺘﺤﺪى اﻟﺮﯾﺢ واﻟﻠّﺞّ وﯾﺠﺘـﺎز اﻟﻤﺨﺎﻃـﺮ
رﺑﻤﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗـﺮﯾﺘـﻨﺎ ﻛﺎﺑﻮس رﻋـﺐ ..
إﻧﮭﺎ ﻋﻮدة ..ﻣﻦ ﺑﺤﺮ اﻟﻀﯿﺎع ..
ﯾﺎ ﻋﺪو اﻟﺸﻤﺲ ..ﻟﻜﻦ ﻟﻦ أﺳﺎوم ..
ﻋﻮدة اﻟﺸﻤﺲ ،وإﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﻤﮭﺎﺟـﺮ
وإﻟﻰ آﺧﺮ ﻧﺒﺾ ﻓﻲ ﻋـﺮوﻗﻲ ﺳﺄﻗﺎوم ..
وﻟﻌـﯿـﻨـﯿﮭﺎ ،وﻋـﯿـﻨـﯿﮫ :ﯾﻤـﯿـﻨـﺎ ،ﻟﻦ أﺳﺎوم ..
رﺑﻤﺎ ﺗﻄﻔﺊ ﻓﻲ ﻟﯿﻠﻲ ﺷـﻌـﻠﺔ
وإﻟﻰ آﺧـﺮ ﻧﺒﺾ ﻓﻲ ﻋـﺮوﻗﻲ ﺳﺄﻗﺎوم ..
رﺑﻤﺎ أﺣﺮم ﻣﻦ أﻣﻲ ﻗـﺒـﻠﺔ
ﺳﺄﻗﺎوم ..
رﺑﻤﺎ ﯾﺸﺘﻢ ﺷﻌـﺒﻲ ،وأﺑﻲ ،ﻃﻔﻞ ،وﻃﻔﻠﺔ ..
ﺳﺄﻗﺎوم ..
رﺑﻤﺎ ﺗـﻐـﻨﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﻃﻮر أﺣﻼﻣﻲ ﻏـﻔـﻠﺔ
***
رﺑﻤﺎ زﯾّﻒ ﺗﺎرﯾﺨﻲ ﺟﺒﺎن ،وﺧـﺮاﻓﻲ ﻣﺆﻟـّﮫ
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻛﺤﺮﻛﺔ أﺻﻮﻟﯿﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺗﮭﺎ اﻻﺻﻼح ،وﻻ ﯾﺘﺠﺎوز أﺳﻠﻮﺑﮭﺎ اﻟﻨﮭﺞ
اﻻﺻﻼﺣﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻠﺒﻲ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت اﻟﺜﻮرة ..ﺛﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ ﺗﺠﺎرﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺛﻤﺎﻧﯿﺔ ﻋﻘﻮد ،
ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء أن ﯾﻔﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺠﺮي ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻻﺧﻮان ،ﺛﻢ ﯾﺪرك ان ﻣﺎ ﺗﻮاﺟﮭﮫ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻻﺧﻮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ
ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ذرﯾﻊ ﻟﯿﺲ ﺑﺴﺒﺐ اﻻرث اﻟﺜﻘﯿﻞ وﺣﺪه اﻟﺬي ﺗﺮﻛﮫ ﻧﻈﺎم اﻟﻤﺨﻠﻮع ..ﺑﻞ ان ذﻟﻚ راﺟﻊ ﺑﺎﻻﺳﺎس
ﻟﻠﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﮭﺎ اﻻﺧﻮان وﯾﺒﻨﻮن ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺗﺼﻮراﺗﮭﻢ ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﺛﻢ ﯾﺆﺳﺴﻮن ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ ،واﻟﺤﻠﻮل
اﻟﺘﻲ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻘﮭﺎ..
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﺑﺤﻜﻢ ﻃﺒﯿﻌـﺘﮭﻢ ﺗﻠﻚ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ان ﯾﻨﺘﺠﻮا ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺷﻤﻮﻟﯿﺎ ﻣﺘﺨﻠﻔﺎ ﻛﺄي ﻧﻈﺎم
ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺒﻞ ﺛﻮرﺗﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺮ أو ﺑﻌﺪھﺎ ..وﺣﺘﻰ ان اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻇﺎھﺮﯾﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮﻟﻮن
ﻋﻨﮭﺎ ﻋﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ،ﻓﺎن ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻐـﯿﺮ ﻣﻦ اﻻﻣﺮ ﺷﯿﺌﺎ ﻛﺜﯿﺮا ،وﺳﯿﺠﻌـﻠﮭﻢ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻤﻄﺎف أﺷﺒﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻌﻮدي
أواﻟﻘﻄﺮي أو أي ﻧﻈﺎم ﺧﻠﯿﺠﻲ آﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻔﻮن ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﯿﺊ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻻﻗـﺘﺼﺎدﯾﺔ
واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﯾـﺒـﯿـﻦ ذﻟﻚ اﻟﻮاﻗﻊ ..
وھﻨﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﺎﺋﻞ أن ﯾﺘﺴﺎﺋﻞ ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺤﺼﻞ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﺛﻢ ﺗﻮاﻓﻖ وﺗﺤﺎﻟﻒ ﺑﯿﻦ أﻧﻈﻤﺔ ﺷﮭﺪت ﺑﻠﺪاﻧﮭﺎ ﺛﻮرات
ﺷﻌـﺒـﯿﺔ ﺛﻢ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ و ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻻﺧﻮان ،وﺑﯿﻦ اﻻﻧﻈﻤﺔ
اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،أو ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت
اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ ،و ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﺧﺮى اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ..؟؟
ان ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﺴﺆال ﻻ ﺑﺪ أن ﯾﻄﺮح ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺷﮭﺪ ﺛﻮرة ﺷﻌـﺒﯿﺔ أﻃﺎﺣﺖ ﺑﺄﺣﺪ أﻗﻄﺎب اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،
ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮر اﻟﺬي ﯾﻤﺮّ ﻋﻠﯿﮫ اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي وﻻ ﯾﺘﻔﻄﻦ اﻟﻰ ﺧﻔﺎﯾﺎه ،وﺣﺘﻰ ﯾﺘﻌـﺮّى زﯾﻒ اﻻدﻋﺎءﻟﺖ اﻟﺘﻲ
ﻧﺴﻤﻌﮭﺎ ﺣﻮل ﺗﺤﻘﯿﻖ أھﺪاف اﻟﺜﻮرة ..ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﮭﻀﺔ وأﺗﺒﺎﻋﮭﺎ ﯾﻘﻔﻮن اﻟﯿﻮم ﺣﯿﺚ ﯾﻘﻒ اي ﻧﻈﺎن ﻋﺮﺑﻲ
ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺣﮭﺔ اﻟﺸﻌـﺐ ،او ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻔﺎف ﺧﺎرﺟﯿﺎ وراء أﻋﺪاء اﻻﻣﺔ ،اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺴﻌﻮن ﻟﺘﻔﺘﯿﺘﮭﺎ
واﻧﮭﺎء وﺟﻮدھﺎ ..
ﻓﻔﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻋﻠﻰ راﺳﮭﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﮭﻀﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻋﻠﻰ ﺻﻌـﯿﺪﯾﻦﯾﻜﻤّﻞ أﺣﺪھﻤﺎ اﻵﺧـﺮ ﻓﻲ ارﺳﺎء ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺸﻤﻮﻟﻲ ،وھﻤﺎ أوﻻ ﻓﺮض ھﯿﻤﻨﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻋﻠﻰ
ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﮭﯿﺌﺎت اﻟﺴﯿﺎدﯾﺔ ،وﺛﺎﻧﯿﺎ اﻟﺴﯿﻄـﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌـﯿـﯿﻨﺎت اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻟﯿﻦ
اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﺗﻘـﻨﯿـﻨﮭﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌـﻔـﻮاﻟﺘﺸﺮﯾﻌﻲ اﻟﻌﺎم ..وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺤﻮل اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻌﻼ اﻟﻰ ﺳﺮاب ﻣﻦ ﺧﻼ ﻣﺎ
ﯾﻘﻊ زرﻋﮫ ﻣﻦ أﻟﻐﺎم ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ أن ﺗﻨﺴﻒ ذﻟﻚ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﮭﺶ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻤﮭّﺪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ
ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﻤﮭّـﺪ ﻟﻈﮭﻮراﻻﺳﺘﺒﺪاد ..
ھﺬا ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﻀﺎﻣﯿﻦ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ و اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت ،اﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻻﺳﻠﻮب اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻓﺎن اﻻﻣﺮ ﯾﺼﺒﺢ اﻛﺜﺮ
وﺿﻮﺣﺎ واﺳﺘﺠﻼء ،ﺣﯿﺚ ﻧﺠﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﯿﻮم ﺑﻜﻞ ﻣﺆﯾﺪﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻨﺸﻄﻮن ﻓﻲ أﻃﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺰﺑﯿﺔ و ﺟﻤﻌﯿﺎت
ورواﺑﻂ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺜﻮرة ،وأﯾﻤّﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ..ﻣﺠـﻨﺪون ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﻼم وﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻲ
ﯾﺘﻮاﺟﺪ ون ﻓﯿﮭﺎ واﻟﺘﻲ ﻻ ﯾُﺴﺘـﺜـﻨﻰ ﻣﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ،اﻟﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻌـﺮاﻗﯿﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ ﻓﻲ
اﻟﻮاﻗﻊ ،واﺗﮭﺎم اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﯿﻦ ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻌﺼﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺠﻠﺔ ،ﺛﻢ وﺿﻊ ﺟﻤﯿﻊ اﻻﻋﻼﻣﯿﯿﻦ واﻟﻨﻘﺎﺑﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻠﺔ ووﺻﻔﮭﻢ
ﺑﺸﺘﻰ اﻟﻨﻌﻮت واﻟﺘﮭﺠﻢ ﻋﻠﯿﮭﻢ وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮّاﺗﮭﻢ ﻛﻤﺎ وﻗﻊ ﯾﻮم 4دﯾﺴﻤﺒﺮ ، 2012اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺠﺮﯾﻢ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت
اﻟﺸﻌـﺒـﯿﺔ ﺑﺠﻤﯿﻊ أﻧﻮاﻋﮭﺎ ،وﺣـﺘﻰ اﻟﻤﺴﯿﺮات اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ واﻟﺘﻠﻤﺬﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑّﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺟﯿﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺻﻨﻌﺖ رﻣﻮزا
و ﻣﻨﺎﺿﻠﯿﻦ ﻛﺎن ﻟﮭﻢ دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﺛﻮرة 17دﯾﺴﻤﺒﺮ ،اﺻﺒﺤﺖ ﻣﺪاﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﮭﻀﺔ ..وﻋﻮض ان ﯾﺘﺴﺎﺋﻠﻮا
ﻋﻦ اﻻﺳﺒﺎب اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻟﻠﻈﺎھﺮة ،ﻧﺠﺪھﻢ ﯾﺘﺠﮭﻮن اﻟﻰ اﻻﺳﮭﻞ وھﻮ ﺗﺸﻮﯾﮫ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت واﻟﻨﻀﺎﻻت اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﺑﻨﺴﺒﺘﮭﺎ
ﻟﻠﺘﺠﻤﻌـﯿﯿﻦ ..وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺼﯿﺒﺔ أﻛﺒﺮ ﺣﺘﻰ و ان ﻛﺎن اﻟﺘﺠﻤﻌـﯿﻮن ﯾﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ،وﻟﻌﻞ
وﺟﮭﺔ اﻟﻜﺎرﺛﺔ ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﮭﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﺼﺮﻓﻮن ﻛﺎﻟﻘﻄﯿﻊ ،وﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ أﺧﺮى
ﻓﻲ ﺗﺠﺎھﻞ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻓﻘﯿﮭﻢ ﻟﻜﻮن اﻟﻨﮭﻀﺔ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﻋـﺰﻟﺖ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺣﯿﻨﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮت اﻟﻔﻮز ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻮز
ﺑﺎﻟﻐـﻨﯿﻤﺔ ،ﻓﺎﺳﺘﺄﺛﺮت ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ وﺣﺎدت ﻋﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻼزم ﻻدارة اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ،وأﺑﻌﺪت ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ
اﻟﻘﻮى اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ،ﺛﻢ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﺸﻼ ذرﯾﻌﺎ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ واﻻﻣﻦ ،ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻗﯿﻦ
ﺟﻤﯿﻌﺎ "ﻣﻌﺎرﺿﺔ " ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ ..وھﻜﺬا ﻟﻢ ﯾﻌﺪ اﻟﺼﺮاع ﺑﯿﻦ ﺛﻮرة و ﺛﻮرة ﻣﻀﺎدة ،ﺑﻞ ﺑﯿﻦ ﺣﻜﻢ
وﻣﻌﺎرﺿﺔ ..وھﻲ اﻟﺜﻐـﺮة اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻞ اﻟﺘﺠﻤﻌـﯿﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﯿﻌﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺘﻠﻜﻮﻧﮭﺎ ،
ﻟﻠﻨﻔﺎذ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻰ ﺻﻔﻮف اﻟﺜﻮرة ،ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﻮا ﺛﻮارا !! ..
واﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن ﻛﻞ ﻣﺎ رأﯾﻨﺎه وﻣﺎ ﺳﻤﻌـﻨﺎه ﻣﻦ ﺻﺮاع ﺑﯿﻦ اﻟﻨﮭﻀﺔ و ﻧﺪاء ﺗﻮﻧﺲ وﻣﻦ وراﺋﮭﻢ اﻟﺘﺠﻤﻌـﯿﻮن ،ﻛﺎن
ﻣﺪروﺳﺎ اﻟﻰ أﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪود ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺘﯿﻦ ..اذ أن ﻇﮭﻮر ﻗﻄﺒﯿﻦ ﻣﻦ ھﺬﯾﻦ اﻟﻔﺮﯾﻘﯿﻦ ،ﯾﻠﺒّﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ ھﺬا وذاك
..وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻔﺴّﺮ ﻓﻌﻼ ﻟﻌـﺒﺔ اﻟﺘﺠﺎذب واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻻﺣﯿﺎن ،وﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ
او ﺧﺎرﺟﮭﺎ ....
اذ اﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﯿﮫ أﺻﻮات اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺿﺪ اﻟﺘﺠﻤﻊ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﮭﻀﺔ ﺗﺪاﻓﻊ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺎﺳﯿﺴﻲ
ﻋﻦ رﻣﻮزه اﺛﺮ ﻇﮭﻮر أزﻣﺔ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻤﺮﻛﺰي !! ..
وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻧﻮاﺑﮭﺎ وﻗﻮاﻋﺪھﺎ ﯾﺘﺤﺪﺛﻮن -ﻟﻠﻤﺰاﯾﺪة واﻟﻤﺴﺎوﻣﺔ -ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﻋﺮج ﻟﻤﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺗﺤﺼﯿﻦ
اﻟﺜﻮرة اﻟﺬي ﺣﺬﻓﻮا ﻣﻨﮫ ﻓـﺘـﺮة ﻣﺸﺎرﻛﺘﮭﻢ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﻊ ﻧﻈﺎم ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺳﻨﺔ ، 89وﺟﺪﻧﺎھﻢ ﯾﺘﺤﺎورون ﻣﻌﮭﻢ ﻓﻲ
ﻗﺼﺮ اﻟﻀﯿﺎﻓﺔ " ﻟﻠﺘﻮاﻓﻖ ﺣﻮل ﺗﺤﻘﯿﻖ أھﺪاف اﻟﺜﻮرة !!..
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﺤﻠﻘﺎت وﻏﯿﺮھﺎ ﯾﻔﮭﻢ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ اﻟﺪراﻣﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﺎھﺪه ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،واﻟﺬي ﯾﺴﻌﻰ
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع ﻟﻠﻔﻮز ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﺑﺪور اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ..وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪرك أﯾﻀﺎ أن ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ اﺣﯿﺎﻧﺎ ﻣﻦ
ﺷﺪ ھﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﺸﻮﯾﻖ اﻟﺪراﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪة اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ،واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ان ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﺎﻻﻧﻔﺮاج ..ﻟﻨﺒﺪأ ﺑﻌﮭﺎ
ﺗﺸﻮﯾﻘﺎ ﺟﺪﯾﺪا ،وﺷﺪّا ﺟﺪﯾﺪا ﻟﻼﻋﺼﺎب ،ﻗﺪ ﯾﻘﺘﻀﻲ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﺗﺼﻌﯿﺪا ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ ﺑﺎﻻﻏﺘﯿﺎﻻت ،واﻻﻧﻔﺠﺎرات ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﻌﻼ
ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺴﻠﺴﻼت ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺸﺎﺑﮭﺔ !! ..أﻣﺎ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ھﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﺜﻨﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﻘﯿﺘﺔ ،اﻟﺘﻲ وﺟﺪ ﻓﯿﮭﺎ
ﻛﻞ ﻃﺮف ﻣﺼﻠﺤﺘﮫ ..ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﯾُـﻘﺺ اﻻﻋﻼم اﻟﺘﺠﻤﻌﻲ اﻟﻨﮭﻀﺔ ﻛﻤﺎ اﻗﺼﻰ أﻃﺮاﻓﺎ أﺧﺮى ..ﺑﻞ ﻛﺎن ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﯾﺴﻌﻰ
ﻟﺠﻌﻠﮭﺎ ﺗﺘﺼﺎرع ﻣﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﺎھﻤﺖ اﻟﻨﮭﻀﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﯾﺴﮭﺎ :ﺣﻜﻮﻣﺔ و ﻣﻌﺎرﺿﺔ ..
أﻣﺎ وﺟﮫ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ ھﺬه اﻟﺜﻨﺎﺋﯿﺔ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﮭﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﮭﻀﺔ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ان ﯾﻜﻮن ﺧﺼﻤﮭﺎ ﻧﺪاء
ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺨﻠﻔﯿﺘﮫ اﻟﺘﺠﻤﻌـﯿﺔ اﻟﻤﻌـﺮوﻓﺔ وﻋﺪم ﺗﻤﯿّـﺰه ﺑﺨﻂ اﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﺆﺛﺮ ،ﻓﯿﻜﻮن ﺑﺬﻟﻚ أﻓﻀﻞ اﻟﺨﺼﻮم اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻤﻜﻦ
ﻣﻮاﺟﮭﺘﮭﻢ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ أو اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻌﮭﻢ ان ﻟﺰم اﻻﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻘﻮى اﻻﺧﺮى اﻟﯿﺴﺎرﯾﺔ ﻣﺜﻼ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ..
ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ان وﺟﮫ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺪاء ﺗﻮﻧﺲ ھﻮ اﯾﻀﺎ اﺳﺘﺴﮭﺎل اﻟﺨﺼﻢ اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻌﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺎﻣﯿﻦ
ﺷﻜﻠﯿﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺪاﺛﺔ واﻟﺤﺮﯾﺎت ،ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ اﺗﮭﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﻈﻼﻣﯿﺔ واﻻرھﺎب وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﮭﻢ اﻟﺠﺎھـﺰة ،ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه
اﻟﺼﺮاﻋﺎت ..وﻓﻲ أﺳﻮء اﻻﺣﻮال ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻌﮭﻢ واﻟﺘﻌﺎﯾﺶ ﻛﻤﺎ ﯾﺠﺮي ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻵن ..
ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ ﺣﻜﻢ اﻻﺧﻮان ﻋﻦ أي ﺣﻜﻢ آﺧﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗـّـﺒﺎﻋﮫ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺨﯿﺎرات اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔاﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪھﺎ ﻛﻞ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ،ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮭﺎ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ أدت اﻟﻰ اﻻزﻣﺎت اﻟﺨﺎﻧﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ و ﻣﺼﺮ ،
واﻟﺘﻲ وﻗﻊ اﺳﻘﺎﻃﮭﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺜﻮرات اﻟﺸﻌـﺒﯿﺔ ..اﻧﮭﺎ ﺧﯿﺎرات اﻟﺨﻀﻮع ﻟﺸﺮوط ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ،
واﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺮاﺳﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻤﻨﺢ أﻣﻮاﻟﮭﺎ ﻟﻠﻤﻘـﺘﺮﺿﯿﻦ اﻻ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﯿﮫ ﻣﻦ
ﺳﯿﺎﺳﺎت داﺧﻠﯿﺔ وﺧﺎرﺟﯿﺔ ..
ﻓﻔﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﯾﺆدي اﻟﺘﻌﻮﯾﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺮاض اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﻰ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﺘﺒﻌـﯿﺔ واﻟﮭﯿﻤﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل
ﻣﻘﺎﯾﻀﺔ اﻻﻣﻮال اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺘﯿﺎزات اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ ان ﺗﻈﮭﺮ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﻣﻘـﻨﻌﺔ ﻟﻠﺮاي اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻟﺤﻀﻮر
اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻔﻨﻲ واﻟﻤﻨﺎورات اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،أو اﻟﺘﻨﺎزﻻت اﻟﺴﯿﺎدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﯾﻤﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ
ﺗﺴﮭﯿﻼت ﻟﻠﺒﻌـﺜﺎت اﻟﺪﯾﺒﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﯿﻊ ﺗﻤﺜﯿﻠﮭﺎ ﻻﺳﺘﻐﻼﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺴﺲ ﻣﺜﻼ ..اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺘﻌﺎون
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺖ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﻋﻞ ﺗﻤﺮﯾﺮ ﺳﯿﺎﺳﺎﺗﮭﺎ وﻣﻨﺎھﺠﮭﺎ ﻟﻠﺘﺎﺛـﯿـﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ
واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻌﺎ ..ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﺘﺮاض ﻣﻦ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ،ﻗـﺒﻮل اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ وﺿﻊ
اﻟﺨﻄﻂ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻘﺘﺮاﺣﺎت وﻧﺼﺎﺋﺢ ،وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻣﻼءات ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎھﻠﮭﺎ ،ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺘﻔﻮﯾﺖ
ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﻌـﺮوف ﺑﺎﻟﺨﻮﺻﺼﺔ ،وﻣﻨﮭﺎ ﻣﻘـﺘـﺮﺣﺎت اﻟﺮﻓﻊ اﻟﺘﺪرﯾﺠﻲ ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻮاد اﻻﺳﺎﺳﯿﺔ ،ﺛﻢ
ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺘﻨﺎزﻻت ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﺑﺮام اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ،وﺗﻮﺟﯿﮫ اﻟﻨﺸﺎط
اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺸﺮﻛﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﯿﻦ اﻟﺦ ..
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻓﺎن اﻟﺘﺒﻌـﯿﺔ ﺳﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ارﺗﮭﺎن اﻟﻘﺮار اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ
اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ واﻟﺠﻮھﺮﯾﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ..ﺣﯿﺚ ﺗﻤﺎرس ﺗﻠﻚ اﻟﺪول اﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﺿﻐﻮﻃﺎﺗﮭﺎ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﺎﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻌﺪو وﻓﻖ ﻣﺎ ﯾﻘـﺘـﻀﯿﮫ اﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﯿـﯿـﻦ
ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ ،أو ﻟﻘـﺒﻮل اﻟﺘﻨﺰﻻت ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﻌﺎون ﻣﻘـﻨـّﻊ ﻣﻌﮫ ،ﻛﺤﻀﻮر ﻧﺪوات دوﻟﯿﺔ ذات ﺻﺒﻐﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ او ﻋﻠﻤﯿﺔ
ﺗﺸﺎرك ﻓﯿﮭﺎ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ،او ﻗـﺒﻮل اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﺮﯾﺎﺿﻲ ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻃﺎر اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ..
وﺣﺘﻰ اذا ﻛﺎن ھﺬا ﻏﯿﺮ واﺿﺢ اﻵن ﺑﻤﺎ ﻓﯿﮫ اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻨﮭﻀﺔ ﻗﺪ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮات اﻟﺘﻤﮭـﯿﺪﯾﺔ ﻟﻘـﺒﻮل اﻟﺘﺒﻌـﯿﺔ ﻣﻦ
ﺧﻼل اﺗﺒﺎع ﻧﻔﺲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺒﻌﮭﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ واﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻻﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﻓﻲ
اﻟﻔﻠﻚ اﻻﻣﺮﯾﻜﻲ ..
اﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﻌـﻠﻨﺔ ﺗﺠﺎه اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ،وﺑﻨﺎء اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻔﺘﺮض ان ﺗﻜﻮن ﻣﺪروﺳﺔ وﻓﻖ
ﻣﺎ ﯾﺤﻘﻖ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻌﻜﺲ ھﻮ اﻟﺤﺎﺻﻞ ،اي اﻟﺘﺴﺮع و
اﻻرﺗﺠﺎﻟﯿﺔ واﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻧﺤﻮ اﻻﺻﻄﻔﺎف واﻻﻧﺤﯿﺎز ﻣﻤﺎ اﺿﺮّ ﻛﺜﯿﺮا ﺑﺼﻮرة ﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺎﻟﺢ اﺑﻨﺎﺋﮭﺎ اﻟﻤﮭﺎﺟﺮﯾﻦ ﺑﺼﻔﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ..
وﻟﻌﻞ اﺑﺮز اﻻﻣﺜﻠﺔ ﻧﺠﺪھﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻒ اﻟﺴﻮري ،وﺑﻘﯿﺔ اﻟﻤﻠﻔﺎت اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻌﮭﺎ اﻟﻨﮭﻀﺔ
وﻓﻖ اﻟﺘﻮﺟﯿﮭﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺮﺳﻤﮭﺎ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻼﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ..ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺗﺤﺖ ﺣﻜﻢ اﻻﺧﻮان ..
ﺣﯿﺚ ﺑﺎت واﺿﺤﺎ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ﻟﺘﻮﺳﯿﻊ داﺋﺮة اﻟﺤﻜﻢ ﻟﯿﺸﻤﻞ ﺳﻮرﯾﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺮ وﻟﯿﺒﯿﺎ وﻓﻠﺴﻄﯿﻦ واﻟﺴﻮدان وﺗﺮﻛﯿﺎ
..ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺰﻟﻮا ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﮭﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻻوﻟﻰ ..وﻗﺪ اﻗﺘﻀﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺑﻨﺎء اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت ﻣﻊ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺪول اﻟﺪاﻋﻤﺔ
ﻟﻠﻌﺪوان ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ وﺳﻌﯿﮭﺎ ﻻﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎﻧﻢ ..ﻓﻜﺎن اﻻﺻﻄﻔﺎف وراء ﺗﻠﻚ اﻻﻧﻈﺔ ﺧﯿﺎرا ﯾﺠﻠﺐ ﻟﮭﻢ اﻟﺪﻋﻢ واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة
واﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ،وﺻﻮﻻ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أھﺪاﻓﮭﻢ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﯿﻊ ﺣﻜﻢ اﻻﺧﻮان وﺗﺤﻘﯿﻖ ﺣﻠﻤﮭﻢ ..وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ
ﺗﻜﺸﻒ ان ﻣﺎ ﯾﺘـّـﺒـﻌـﻮﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻄﺎق اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﻌﺎﻟﻤﻲ !! ..
ﻟﻢ ﯾﺨﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﻌﺼﻮر ..واﻟﻔﺴﺎد اذا ﻋﻢّ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺣﻮّﻟﮫ اﻟﻰ ﻏﺎﺑﺔ ﯾﺄﻛﻞ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻘﻮي اﻟﻀﻌﯿﻒ ،
وﺗﺴﻠﺐ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﻘﻮق ،و ﺗـﻨـﺘﮭﻚ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺮﯾﺎت ..ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎء اﻟﺸﺮع ﻣﻘﺎوﻣﺎ ﻟﻜﻞ أﻧﻮاع اﻟﻔﺴﺎد ،ﻣﺤﺮﻣﺎ ﻛﻞ ﺳﻠﻮك
ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﺎق اﻟﻀﺮر ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..ﻓﻤﺎذا ﯾﺮى رﺟﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﺴﺎد ؟
اﻟﺠﻮاب اﻟﺠﺎھـﺰ داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﻮاه " اﻟﺸﯿﻮخ " ھﻮ اﻟﺘﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ واﻟﺮﺟﻮع اﻟﻰ اﻟﺪﯾﻦ و ﺗﻘﻮى اﷲ ..وھﻮ ﻛﻼم
ﺻﺎﺋﺐ و ﻻزم ﻓﻲ أي ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻻن اﻟﻨﻔﺲ اﻣّﺎرة ﺑﺎﻟﺴﻮء ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻣﻤﺎ ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺮوﯾﻀﮭﺎ وﺗﮭﺬﯾﺒﮭﺎ ..وﻟﮭﺬا
ﻓـُـﺮﺿﺖ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻛﻞ اﺳﺒﻮع ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ دورﯾﺔ وﻓﺮﺻﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻟﻼﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌـﺮوف واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ واﺻﻼح
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..
اﻣﺎ ان ﯾﺘﺤﺪث اﻟﺸﯿﻮخ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻈﺎھـﺮ اﻟﻔﺴﺎد ،ﺛﻢ ﻻ ﯾﻔﺼﺤﻮن ﻋﻦ أﺳﺒﺎﺑﮫ ،ﻟـﺘـﻜﻮن اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻘـﺘـﺮﺣﺔ ﻟﮭﺬه
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻜﺒﯿﺮة اﻟﻤﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺠﻮدون ﺑﮫ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ وﻣﻮاﻋﺾ ،ﻣﻜﺘﻔـﯿـﻦ ﺑﺘﺤﻤﯿﻞ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ
ﻟﻠﻀﺤﺎﯾﺎ اﻧﻔﺴﮭﻢ ،ودون اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻤّﺎ وراﺋﮭﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎت ﻇﺎﻟﻤﺔ اﻓﺮزت ﻛﻞ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻔﺴﺎد ،ﻓﮭﺬا ھﻮاﻟﺨﻄﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ
اﻟﺪﯾﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ..ﺣﯿﺚ ﯾﺼﺒﺢ اﻻﺳﺘﻐﻼل ھﻮ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ وﻻ ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻛﯿﻒ ﻻ ﻧﺤﺎرب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة
داﺧﻞ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻼل ..واﻟﻘﻤﺎرھﻮ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻻﻋـﺒـﯿـﮫ وﻻ ﯾﺘﻮﺟﮭﻮن ﺑﺎﻟﻨﻘﺪ أو ﺑﺎﻻﺷﺎرة
اﻟﻰ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﻌﺎﻃﯿﮫ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺎل اﻟﺤﺮام دون ﻋﻤﻞ أو ﺟﮭﺪ ﻣﺒﺬول ..واﻟﺨﻤﺮ ھﻮ
ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺷﺎرب اﻟﺨﻤﺮ وﻻ ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻛﯿﻒ ﺗﻨﻈﺮ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺮاﺳﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺮﺑﺢ
ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻤﺮﺑﺤﺔ ﺗﺮوّج اﻟﻔﺴﺎد داﺧﻞ اﻟﻤﺠـﺘﻤﻊ ..واﻟﺴﺮﻗﺔ ھﻲ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺴﺎرق وﻻ ﯾﻘﻮﻟﻮن ﺷﯿﺌﺎ
ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ واﻟﺨﺼﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ھﺆﻻء اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺴّـﺮﻗﺔ ..واﻟﻌـﻨﻒ واﻻﻧﺤﺮاف ھﻮ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻄﺎﺋﺶ وﻻ
ﯾﻘﻮﻟﻮن ﺷﯿﺌﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺨﺮﯾﺐ اﻟﻤﻨﻈﻢ اﻟﺬي ﺗﻤﺎرﺳﮫ اﻟﺪﻋﺎﯾﺔ ووﺳﺎﺋﻞ اﻻﻋﻼم ،ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﻌﻘﻮل اﻟﺸﺒﺎب وھﺪم ﺷﺨﺼﯿﺘﮭﻢ
اﻟﺴﻮﯾﺔ ...أﻣﺎ اﻟﺠﮭﻞ واﻟﻔﻘﺮ واﻟﻤﺮض واﻟﻌﺮاء واﻻﻧﻘﻄﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺘﺴﻜّﻊ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﻟﺘﺴﻮّل واﻟﺤﺮﻣﺎن
واﻟﻤﻌﺎﻧﺎت ،ﻓﻜﻠﮭﺎ ﻗﺴﻤﺔ وﻧﺼﯿﺐ وأﻣﺮ ﻣﻜﺘﻮب واﻣﺘﺤﺎن ﻣﻦ اﷲ ،ﻻ ﯾﻨﻔﻊ ﻓﯿﮫ اﻻ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺪﻋﺎء !! ..
ﯾﻄﻞّ ﻟﻮاء اﺳﻜﻨﺪرون ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳّﻂ ﻣﻤﺘﺪاً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ 4800ﻛﻠﻢ ﻣﺮﺑﻊ ،وﯾﺴﻜـﻨﮫ اﻟﯿﻮم أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﯿﻮن
ﻧﺴﻤﺔ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﻠﻎ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺗﺮاك ﻓﯿﮫ ﻋﺎم 1920أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ..اﺣﺘﻠﮫ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﻮن ﺧﻼل ﻏـﺰوھﻢ ﻟﻠﻤﺸﺮق
اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻋﺎم 1096ﺣﺘﻰ ﻋﺎم 1291إﻟﻰ أن ﺣﺮّره اﻟﻌـﺮب ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻘﺪس ﺑﻘﯿﺎدة ﺻﻼح اﻟﺪﯾﻦ اﻷﯾﻮﺑﻲ ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺣﻄﯿﻦ ﻋﺎم .. 1187
وﻗﻊ اﻟﻠﻮاء ﺑﻌﺪ ھﺰﯾﻤﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺤﺖ رﺣﻤﺔ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ﺳﺎﯾﻜﺲ ﺑﯿﻜﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ
ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮي ﺑﯿﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻋﺎم ، 1916وﻛﺎن اﻟﻠﻮاء ﻣﻦ ﻧﺼﯿﺐ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﺎﻋﺘﺮﻓﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ
ﺑﺎﻟﮭﺰﯾﻤﺔ وأﻗﺮت ﺑﻌـﺮوﺑﺔ اﻟﻠﻮاء ﻓﻲ ﻣﻌﺎھﺪة ﺳﯿﻔـﺮ ﺳﻨﺔ 1920اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻮﻗـﯿﻌﮭﺎ ﻣﻊ ﻗﻮات اﻟﺤﻠﻔﺎء )..اﻟﺒﻌﺚ ﻣﯿﺪﯾﺎ ( .
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1937أﺻﺪرت ﻋﺼﺒﺔ اﻻﻣﻢ ﻗﺮارا ﺑﻔﺼﻞ اﻟﻠﻮاء ﻋﻦ ﺳﻮرﯾﺎ ووﻗﻊ ﺗﻌـﯿﯿـﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﻋﺴﻜﺮي ﻓـﺮﻧﺴﻲ ﻻدارﺗﮫ .
وﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1938دﺧﻠﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ إﻟﻰ ﻣﺪن اﻟﻠﻮاء ،وﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻟﻰ أﻧﻄﺎﻛﯿﺔ وﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺆاﻣﺮة ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،أﺧﺬت ﺑﻤﻮﺟﺒﮭﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺿﻤﺎن دﺧﻮل ﺗﺮﻛﯿﺎ إﻟﻰ ﺻﻒ اﻟﺤﻠﻔﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ..
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1939اﺷﺮﻓﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻦ اﺳﺘـﻔـﺘﺎءا ﻣﺰوّرا ﺗﻢّ ﺑﻤﻮﺟـﺒﮫ ﺿﻢ اﻟﻠﻮاء اﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﺮﻛـﯿﺔ ) ..وﯾﻜﯿﺒﯿﺪﯾﺎ ( .
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017