120 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 120.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 21/04/2014 à 23:32, depuis l'adresse IP 197.0.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 809 fois.
Taille du document: 3.4 Mo (8 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻣﺮّت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻮرة واﻟﺤﻜﻢ ،ﺑﻌﻀﮭﺎ ﻗـﺒﻞ
اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﺑﻌﻀﮭﺎ ﺑﻌﺪھﺎ ،ﻟﻢ ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻓـﯿﮭﺎ ﻟﻠﻮﻃﻦ واﻟﺸﻌـﺐ
ﻏـﯿـﺮ اﻟﺨﯿـﺒﺎت ..وﻟﻢ ﺗـﺘـﺰﺣـﺰح اﻟﻤﺸﺎﻛـﻞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺒـﻞ ﺛﻮرة
17دﯾﺴﻤﺒﺮ ﻗـﯿـﺪ أﻧﻤﻠﺔ ،ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻷزﻣﺎت
ازدادت ﺗﻌﻘـﯿـﺪا ..وﺻﺎر اﻟﻌﺠـﺰ وﺧﯿـﺒﺔ اﻻﻣﻞ واﻟﯿﺄس ﺣﻘـﯿـﻘﺔ
ﻣﺎﺛـﻠﺔأﻣﺎم اﻟﺠﻤﯿﻊ ..ﻟﻌﻞ أﻛـﺜـﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺨـﯿـﺒﺎت ﻣﺮارة ﻣﺎ آﻟﺖ اﻟﯿﮫ
اﻷﻣﻮر ﻣﻦ اھﺎﻧﺔ ﻟﻠﺸﻌـﺐ واﻟﺸﮭﺪاء ﺑﺄن أﺻﺒﺢ اﻟﺠﻼد ﺿﺤـﯿﺔ ،
واﻟﺸﮭـﯿـﺪ ﻣﺤﻞ ﺷـﺒـﮭﺔ واﺗﮭﺎم !! ..واﻟﻐـﺮﯾﺐ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ان
ﺗﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻤﻐﺎﻟﻄﺎت أﺣﯿﺎﻧﺎ ،واﻟﻐـﺒﺎء أﺣﯿﺎﻧﺎ أﺧـﺮى ،ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﺨـﺮج
أﻧﺼﺎر اﻷﺣـﺰاب اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ وأوﻟﮭﺎ ﺣﺰب اﻟﻨﮭﻀﺔ ،ﻣﻨﺪّدﯾﻦ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم
اﻟﻤﮭـﯿﻨﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻓﻲ ﺣﻖ ﺷﮭﺪاء اﻟﺜﻮرة ،ﻣﺘـﻨﺎﺳﯿﻦ أن ﺣـﺰﺑﮭﻢ
اﻟﺤﺎﻛﻢ -ﺻﺎﺣﺐ اﻷﻏـﻠـﺒـﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﯿﺴﻲ وﺻﺎﺣﺐ
اﻟﻮزراء ﻓﻲ أھﻢ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﺗﺼﺎﻻ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮع وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﻢ اﻟﻮزﯾﺮ
اﻷول و وزﯾﺮ اﻟﻌـﺪل -ھﻮ اﻟﺬي ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﻧﺘـﻘﺎﻟﯿﺔ
اﻟﺬي ﺑﻘﻲ ﻣﻌـﻠﻘﺎ اﻟﻰ ﯾﻮم 24دﯾﺴﻤﺒﺮ .....!! .. 2013
واﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن ﻛﻞ اﻷﻻﻋﯿﺐ واﻟﻤﻨﺎورات اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ﺗﻠﻚ
اﻷﺣﺰاب ﻗﺪ اﺻﺒﺤﺖ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﺑﻌﺪ ھﺬه اﻟﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻮھﺎ ﻓﻲ
اﻟﺤﻜﻢ ،ﺣﯿﺚ ﺗﺒﯿﻦ أن ﻣﺸﺮوع ﺗﺤﺼﯿﻦ اﻟﺜﻮرة اﻟﺬي ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا
ﯾﻠﻮّﺣﻮن ﺑﮫ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﺘﺠﻤﻌـﯿـﯿﻦ ،اﻧﻤﺎ ﻛﺎن وﺳﯿﻠﺔ اﺑﺘـﺰاز
ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﻓﮭﻤﮭﺎ ھﺆﻻء ..وﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎورات ﺑﯿﻦ
اﻟﻄﺮﻓـﯿـﻦ -ﻛﺎن ﺟﺰءا ﻣﻨﮭﺎ ﻋـﻨـﯿﻔﺎ و دﻣﻮﯾﺎ -اﻧﺘﮭﻮا ﺑﻌﺪھﺎ اﻟﻰ
اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺪة اﻟﺤﻮار ﺑﻌﻀﮫ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﺑﻌﻀﮫ اﻵﺧﺮ
ﺧﺎرﺟﮭﺎ ﻣﻜـﻨﮭﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺜﻘﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻟﻠﻤﺮور ﻋـﺒﺮ ھﺬا
اﻟﺘﻮاﻓﻖ واﻟﺘﻌﺎﯾﺶ اﻟﻰ ﺗﺤـﻘـﯿﻖ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺤـﺰﺑﯿﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب
اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺜﻮري ﺑـﺮﻣـﺘـﮫ ..............................................
ان ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺸﮭﺪاء ﻛﺎن ﺗﻌـﺒﯿﺮا ﺻﺎدﻗﺎ ﻋﻦ ﻓﺸﻞ اﻟﻨﺨﺐ
اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،وﺗﺄﻛﯿﺪا ﺟﺪﯾﺪا ﻋﻠﻰ ﺧﯿﺎﻧـﺘﮭﻢ ﻟﻤﺴﺎر اﻟﺜﻮرة ،ﻣﻜـّﻦ
أﻋﺪاءھﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻒ اﻟﺜﻤﺎر اﻟﺘﻲ ﺳﻘﻰ ﺷﺠـﺮﺗﮭﺎ أوﻻﺋﻚ اﻟﺜﻮّار
ﺑﺪﻣﺎﺋﮭﻢ اﻟــﺰﻛــﯿــﺔ ..ﻣﻤّـﺎ ﯾـﻌـﯿـﺪ اﻟﻤﺸﮭـﺪ اﻟﻰ اﻟﻤﺮﺑّﻊ اﻷوّل ..
* اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻏـﯿـﺮ ذات ﻗـﯿـﻤﺔ اذا ﻟﻢ ﺗﺸﻤﻞ ﺣـﺮﯾﺔ ارﺗـﻜﺎب اﻷﺧﻄﺎء ) .ﻏﺎﻧﺪي ( .
* أﻓـﺮﻃـﺖَ ﻓﻲ ﺑــِـﺮّي ﻓﻌـﺠـﺰت ﻋـﻦ اﻟﺸـﻜــﺮ ) .ﻣﺜـﻞ ﻋـﺮﺑﻲ ( .
* ﻣﺘـّـﮭـﻤـﻮن ﻧﺤـﻦ ﺑﺎﻹرھـﺎب ..
أذا رﻓﻀـﻨﺎ ﻣﻮﺗـﻨﺎ ..
ﺑﺠـﺮّاﻓﺎت إﺳـﺮاﺋـﯿـﻞ ..
ﺗـﻨﻜـﺶ ﻓﻲ ﺗـﺮاﺑـﻨـﺎ ..
ﺗـﻨﻜـﺶ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨـﻨـﺎ ..
ﺗـﻨﻜـﺶ ﻓﻲ إﻧﺠـﯿﻠـﻨـﺎ ..
ﺗـﻨﻜـﺶ ﻓﻲ ﻗــﺮآﻧـﻨـﺎ ..
ﺗـﻨﻜـﺶ ﻓﻲ ﺗـﺮاب أﻧﺒـﯿـﺎﺋـﻨﺎ ..
إن ﻛﺎن ھﺬا ذﻧﺒﻨﺎ ،ﻣﺎ أﺟﻤﻞ اﻹرھﺎب ..
) ﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ ( .
ﺟﺎء أﺣﺪ اﻟﺠـﯿـﺮان ﻟﺠﺤﺎ وﻃﻠﺐ أن ﯾﻌـﯿـﺮه ﺣﻤﺎره ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :دﻋـﻨـﻲ ﻗـﻠﯿﻼً ﻻﺳﺘﺸﯿـﺮه ..
ﺛﻢ دﺧﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﻨـﺰل وﻋﺎد ﻗﺎﺋﻼ :آﺳﻒ ﯾﺎ ﺟﺎري اﻟﻌـﺰﯾﺰ ﻟﻘﺪ رﻓﺾ اﻟﺤﻤﺎر أن ﯾﺬھـﺐ ﻣﻌـﻚ ،وھﻮ ﯾﺰﻋﻢ أﻧﻚ ﺗﮭـﯿﻨﮫ
وﺗﻀﺮﺑﮫ ﺿﺮﺑﺎً ﻣﺒﺮّﺣﺎً ،وﺗﺸﺘﻤﮫ ھﻮ وﺻﺎﺣـﺒﮫ !! ..
ﻛﺎﻧﺖْ ﺗُﻮاﺻِﻞَ ﺗﻌﻠﯿﻤَﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔِ " ﺑﺎر إﯾﻼن " ،ورﻏﻢَ أﻧّﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖِ اﻟﻄّﺎﻟﺒﺔُ اﻟﻌـﺮﺑﯿّﺔُ اﻟﻮﺣﯿﺪةُ ﻓﻲ ﻓﺼْﻠِﮭﺎ ،إﻻّ أﻧّﮭﺎ ﺗﻔـﻮّﻗﺖْ
ﻋﻠﯿﮭﻢ دوﻣًﺎ ،ﻣﺎ ﺟﻌـﻞَ أﺣﺪَ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮﯾﻦَ ﯾُﻌﺠﺐُ ﺑِﮭﺎ ...
وذاتَ ﯾﻮمٍ ﺣﺪثَ ﻧﻘﺎشٌ وﺟﺪالٌ داﺧﻞَ ﻓﺼْﻠِﮭﺎ ،وﻋَﻠَﺖْ أﺻﻮاتٌ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔٌ ﺑﻄﺮدِ اﻟﻄّﻼّبِ اﻟﻌـﺮبِ ﻣِﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔِ ،ووﻗﻒَ أﺣﺪُ زﻣﻼﺋِﮭﺎ
اﻟﻤﻌـﺮوفُ ﺑﻌﻤﻠِﮫِ ﺑﺼﻔﻮفِ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮاتِ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿّﺔِ وﻗﺎل :اﻟﻌـﺮﺑﻲﱡ ﯾﻈﻞﱡ ارھﺎﺑﯿﺎ ،ﯾﺮﺷﻘُـﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرةِ ﻓﻲ وادي ﻋﺎرة ،
واﻟﻨّﺎﺻﺮة ،وأمّ اﻟﻔﺤﻢ ..ﯾﻘﯿﻢُ اﻟﻤﻈﺎھﺮاتِ اﻟﺘّﻀﺎﻣﻨﯿّﺔَ ﻣﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿّﯿﻦَ ..ﺳﺌﻤﻨﺎ اﻟﻌـﺮب ..أﻻ ﯾﻜﻔﻲ أﻧّـﻨﺎ ﺗﺮﻛـﻨﺎھﻢ ﯾﺘﻌــﻠﻤﻮنَ
وﯾﻌﻤﻠﻮنَ ؟
ﻗﺎمَ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮُ ﺑﻠَﺠْﻤِﮫِ ﻗﺎﺋﻼ :إﻧّﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖْ ﻋـﺮﺑﯿّﺔً ،ﺑﻞ ﻣﺴﯿﺤـﯿّﺔً ..ھـﻨﺎﻟﻚَ ﻓـﺮقٌ ﻛﺒﯿـﺮٌ ،اﻋـﺘـﺬروا ﻣﻨﮭﺎ .
ﻋـﻨـﺪَھﺎ وﻗﻔﺖْ وﻗﺎﻟﺖ :اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﻮن ﻛﻠﮭﻢ ﻋـﺮب ،وأﻧﺎ ﻋـﺮﺑﯿّﺔٌ ﻓﻠﺴﻄـﯿﻨﯿّﺔٌ ،وھﺬه أرﺿﻲ ووﻃﻨﻲ ،وأﻧﺘﻢ اﻹرھﺎﺑﯿّﻮن ...
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ" ﺑﺎر إﯾﻼن " ﻗﺮﯾﺔً ﻋـﺮﺑﯿّﺔً ﻗﺒﻞَ أن ﺗَﺤﺘـﻠـّﮭﺎ " ﺣﻜﻮﻣﺔُ إﺳﺮاﺋﯿـﻞ " ،وﻣﻌﻈﻢُ أھﻞِ أﻣّﻲ اﻟﯿﻮمَ ﻓﻲ رام اﷲ واﻷردنّ
وﺳﻮرﯾﺎ ،ﻃُﺮدوا ﻣِﻦ اﻟـﻠــﺪّ ﻟﺘﻘــﻮمَ دوﻟﺘـُـﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﻧﻘﺎضِ اﻟﺪّم ...
ﺣﯿـﻨﮭﺎ ﻗﺎمَ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮُ ﺑﻄﺮْدِھﺎ ﻣِﻦ اﻟﺼّﻒﱢ ،وﻃﺎﻟﺐَ ﺑِﻤﺜﻮﻟِﮭﺎ أﻣﺎمَ ﻟﺠﻨﺔِ اﻟﻄّﺎﻋﺔِ ﻟﺘﻌـﺘـﺬرَ ﻟﮫُ ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺣﺘِﮭﺎ أﻣﺎمَ اﻟﻔﺼﻞِ ،
ﻓﺮﻓﻀﺖْ ...ﺗَﻢﱠ ﻣﻨــﻌُــﻮھﺎ ﻣِﻦ دﺧﻮلِ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔِ ﻟﻤﺪّةِ ﺷﮭــﺮٍ ﻛﺎﻣﻞٍ ،ﻟﻜـﻨـّﮭﺎ ﻋﺎدتْ ﺑﻌـﺪَ ذﻟﻚَ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔَ اﻟﮭﺎﻣﺔِ ﻣﺘﺤﺪّﯾﺔ ...
ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻵﯾﺎت ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن اﷲ ﻗﺪ ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات واﻻرض ،ﻟﻜﻲ ﻧﻨﺘﻔﻊ ﺑﮫ ﻓﻲ
ﺣﯿﺎﺗـﻨﺎ وﻣﻌـﯿﺸﺘـﻨﺎ ..ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻻرض ﺟﻤﯿﻌﺎ ( ،وﻗﺎل ) :وﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻔﻠﻚ ﻟﺘﺠﺮي ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ
ﺑﺄﻣﺮه ،وﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر ،وآﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻤﻮه ( ..وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وﺳﺨﺮﻟﻜﻢ اﻟﻠﯿﻞ واﻟﻨﮭﺎر واﻟﺸﻤﺲ
واﻟﻘﻤﺮ واﻟﻨﺠﻮم ﻣﺴﺨﺮات ﺑﺄﻣﺮه ،ان ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻵﯾﺎت ﻟﻘﻮم ﯾﻌﻘﻠﻮن ( ..وﻗﺎل ) :ھﻮ اﻟﺬي ﺳﺨﺮ اﻟﺒﺤﺮ ﻟﺘﺄﻛﻠﻮا ﻣﻨﮫ ﻟﺤﻤﺎ
ﻃﺮﯾﺎ وﺗﺴﺘﺨﺮﺟﻮا ﻣﻨﮫ ﺣﻠﯿﺔ ﺗﻠﺒﺴﻮﻧﮭﺎ ( ..وھﺬا اﻟﺬي ﺳﺨﺮه اﷲ ﻟﻨﺎ ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﻤّﻰ ﻓﻲ اﯾﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮارد اﻟﻄﺒﯿﻌـﯿﺔ ..
واﻧﺘـﻔﺎﻋـﻨﺎ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﻮارد اﻧﻤﺎ ﯾﻌـﻨﻲ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻧﺎ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﯿـﺮ اﻟﻌﺎم وﻟﯿﺲ ﯾﺨﻔﻰ أن ھﺬا اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻻ ﯾﺘﻢ اﻻ
ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﺬرة اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ اودﻋﮭﺎ اﷲ ﻓـﯿﻨﺎ وھﻲ اﻟﻌـﻘـﻞ ..ﺛﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ اﻟﯿﮫ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ وھﻮ
اﻟﻌﻠﻢ ..
واﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﯾﺪﻋﻮ اﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﻌﻤﯿﻖ ،واﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴﻤﺎوات واﻻرض ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺸﻒ اﻟﺤﻘـﯿﻘﺔ وﺟﻠﺐ
اﻟﯿﻘـﯿﻦ ..
وھﺬا اﻟﺬي ﯾﺪﻋﻮ اﻟﯿﮫ اﻟﻘﺮآن ﻟﯿﺲ اﻻ اﻟﻨﮭﺞ اﻟﺬي أﻧﺘﺞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﺴﻤّﯿﮫ اﻟﯿﻮم ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻌـﻠﻮم ..ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪه ﯾﻠﺢ اﺷﺪ
اﻻﻟﺤﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻌﻘـﻠﻲ ،واﻟﺘﻔﻜّـﺮ و اﻟﺘﺪﺑّﺮ واﻟﺘﺬﻛّـﺮ ،وﯾﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﺳﺮار اﻟﻜﻮن ،واﺳﺘﺠﻼء أﺣﻜﺎﻣﮭﺎ ..
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻗﻞ اﻧﻈﺮوا ﻣﺎذا ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎوات واﻷرض ( وﻗﺎل ) :ﻗﻞ ﺳﯿﺮوا ﻓﻲ اﻻرض ﻓﺎﻧﻈـﺮوا ﻛﯿﻒ ﺑﺪأ اﻟﺨﻠﻖ (
وﻗﺎل ) :أﻓﻠﻢ ﯾﺴﯿﺮوا ﻓﻲ اﻻرض ﻓﺘﻜﻮن ﻟﮭﻢ ﻗـﻠﻮب ﯾﻌﻘـﻠـﻮن ﺑﮭﺎ ( ..اﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻵﯾﺎت اﻟﻜﺜﯿﺮة ..ﻋﻠﻤﺎ وأن
واﻛﺜﺎر اﻟﻘﺮآن ﻣﻦ ﺷﺊ دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻈـﯿﻢ ﺷﺄﻧﮫ ووﺟﻮب اﻻھـﺘﻤﺎم ﺑﮫ ..وھﺬا ھﻮ اﻟﻨﮭﺞ اﻟﻘﺮآﻧﻲ اﻟﺬي ﻓـﺮّﻃﻨﺎ ﻓـﯿﮫ ..
ﺗﻤﯿﺰ ﻣﻮﻗﻒ ﻏﺎﻟـﺒـﯿـﺔ أﻃﺮاف اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻗﻔﺼﺔ ) وﻣﻨﻔﺬھﺎ اﻟﺠﺒﮭﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ( ﺑﻨﻮع ﻣﻦ
اﻻزدواﺟـﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ إداﻧﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ واﻟﻘﺎﺋﻤﯿﻦ ﺑﮭﺎ واﻟﻮاﻗـﻔـﯿـﻦ وراﺋﮭﺎ ...ﻓﻘﺪ أرﺳﻠﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﯿﻦ
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﯿﻦ ﺑﺮﻗـﯿﺔ إﻟﻰ رﺋﯿﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﺟﺎء ﻓـﯿﮭﺎ أن اﻟﺒﻼد ﺗﺠﺘﺎز ﻇﺮﻓﺎ ﺧﻄﯿﺮا ﻣﺴﺘـﻨﻜﺮة اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ اﻟﻌـﻨﻒ ﻟﺤﻞ
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ وداﻋﯿﺔ إﻟﻰ إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻠﺲ وﻃﻨﻲ ﯾﻀﻢ رﺟﺎﻻ ﻣﻦ ﻣﺨﺘـﻠﻒ اﻻﺗﺠﺎھﺎت ...وﻧﺪّد " أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ "
ﻣﺆﺳّﺲ " ﺣـﺮﻛﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺸﻌـﺒﯿﺔ " ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻣﻌـﺘﺒـﺮا أن " اﻟﺒﻼد ﺗﻌـﯿﺶ أزﻣﺔ ﺗـُـﻘﺎرب اﻟﯿﺄس
ﻧﺘـﯿﺠﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﻗـﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . " ...واﺳﺘﻐـﻞ اﻟﺤـﺰب اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘـﻨﺪﯾﺪ
ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻠﯿﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺆون اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ وﺑﺎﻟﻤﻐﺎﻣﺮة ..ﻣﻌـﺘﺒـﺮا أن اﻟﻈﺮف اﻟـﺮّاھﻦ ﯾﻘـﺘﻀﻲ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﻌﺎم ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺎﺟﯿﻦ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ واﻟﻨﻘﺎﺑـﯿـﯿـﻦ وإﻃﻼق اﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ .أﻣﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻓﻘﺪ أﺻﺪرت ﺑﯿﺎﻧﺎ ﺟﺎء ﻓـﯿﮫ " أن
ﻣﻨﻈﻤﺘـﻨﺎ ﺗﺪﯾﻦ ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻠﮭﺎ وﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ وﺗﺮى ﻓـﯿﮭﺎ اﻋﺘﺪاءا ﺳﺎﻓﺮا ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘـﻼﻟﻨﺎ ." ...وﻻ ﯾﺨـﺘـﻠﻒ
اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻋـﺒـﺮت ﻋـﻨﮫ "ﺣﺮﻛﺔ اﻻﺗﺠﺎه اﻹﺳﻼﻣﻲ " ) اﻟﻨﮭﻀﺔ ﺣﺎﻟﯿﺎ ( ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﯿﺮ ..ﻓﻘﺪ ﻧﺪّدت ھﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ
ﺑﻌﻤﻠﯿﺔ ﻗـﻔﺼﺔ وﺑﻤﻦ دﺑّـﺮ ﻟﮭﺎ ووﻗﻒ وراءھﺎ وﺳﺎﻧﺪھﺎ وروّج ﻟﮭﺎ ،وأداﻧﺖ ﻛﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﺧﺎرﺟﻲ ﻣﻌـﺘـﺒـﺮة أﻧﮫ ﻟﯿﺲ ﻟﻠﯿـﺒـﯿﺎ
أو ﻓﺮﻧﺴﺎ أو أﻣﺮﯾﻜﺎ أو ﻏـﯿـﺮھﺎ أن ﺗـﺘـﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆوﻧـﻨﺎ " ﻣﻊ إداﻧﺔ ﻛﻞ ﺣـﺮﻛﺔ أو ﺣـﺰب ﯾﻌـﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮى ﺧﺎرﺟـﯿﺔ
ﻟﺘﺤﻘـﯿﻖ أﻏـﺮاض ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ .إن اﻟﻄﺮف اﻟﻮﺣـﯿﺪ اﻟﺬي أﯾّـﺪ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻗﻔﺼﺔ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ واﻋـﺘـﺒـﺮھﺎ ﻋﻤﻼ ﻣﺸﺮوﻋﺎ ﻓﻲ
ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ھﻮ اﻟﺘﯿﺎر اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌـﺮﺑﻲ اﻟﻨﺎﺻﺮي ﻣﺠﺴﺪا ﻓﻲ " اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن اﻟﻮﺣﺪوﯾﻮن " اﻟﺬﯾﻦ
ﻟﻢ ﯾﻜـﺘـﻔﻮا ﺑﺈﺑـﺮاز ﻣﻮاﻗـﻔﮭﻢ اﻟﻤﺆﯾﺪة ﻟﮭﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﺼﻘﺎﺗﮭﻢ اﻟﺤﺎﺋﻄﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺼﺪروﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺑﺮ اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ وإﻧﻤﺎ
ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺗـﻨﻈـﯿﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻀﺎھـﺮات اﻟﻤﺆﯾّـﺪة ﻟﻤﺎ أﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﯿﮫ ﺗﺴﻤﯿﺔ " ﺛﻮرة ﻗـﻔـﺼﺔ " ) ..ھﺬا وﻗﺪ ﻏـﯿّـﺮت أﻏﻠﺐ
ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى ﻣﻮاﻗﻔﮭﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌـﺘﺒـﺮ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻋﻤﻼ ﺛﻮرﯾﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺎ ( ..
ان ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف اﻟﻤﻮاﻗـﻒ اﻟﻤﺘﻌـﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ ﻗﺪ ﺷﻜﻠﺖ ﻣﺪﺧﻼ ﻟﻮﺿﻊ ﺳﯿﺎﺳﻲ ﺟﺪﯾﺪ ﯾﺘﺴﻢ ﺑﺎﻻﻧﻔﺘﺎح .أﺑﺮز
ﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﻨﺸﺎط اﻷﺣﺰاب واﻟﺘـﻨـﻈـﯿﻤﺎت اﻟﻮﻃـﻨﯿﺔ ﺷﺮط أن ﺗـﻠـﺘـﺰم ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻹﻗـﺮار ﺑﺸﺮﻋـﯿﺔ
ﺣﻜﻢ " ﺑﻮرﻗـﯿـﺒﺔ " ﻣﺪى اﻟﺤﯿﺎة ،وﻋﺪم اﻟﻮﻻء ﻟﻠﺨﺎرج .إﻃﻼق ﺳﺮاح ﻣﺴﺎﺟﯿﻦ اﻟﺮأي واﻟﻄﻠﺒﺔ واﻟﻨﻘﺎﺑﯿﯿﻦ ﺑﺎﺳﺘـﺜـﻨﺎء
ﻣﺴﺎﺟﯿﻦ 1962وأﺣﺪاث ﻗﻔﺼﺔ .اﻻﻧﻔـﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺘﯿﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣﻨﺢ اﻟﺘﺄﺷﯿﺮة ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .وﺑﺎﻟـﺮﻏﻢ
ﻣﻦ أن ھﺬه اﻹﺟﺮاءات ﺗﻌﺪ ﻣﺤﺪودة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﺘﻀﺤﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﮭﺎ ﻗﻮى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ 1978
و 1980وأن اﻟﻤﺴﺘـﻔـﯿﺪﯾﻦ ﻣﻨﮭﺎ ھﻢ ﻣﻦ ﻧﺪّد ﺑﻌﻤـﻠﯿﺔ ﻗـﻔﺼﺔ ،ﻓﺈن ھﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻛﺒﯿﺮ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ
اﻹﺟﺮاءات ﺣﺴﺐ ﻣﺎ اﻋـﺘـﺮﻓﺖ ﺑﮫ "ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﯿﻦ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﯿﻦ " ﻓﻲ ﺟﺮﯾﺪة اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﺑﺎﺳﻤﮭﺎ .
أﺣﻀِـﺮْ ﺳﻠّـﮫْ
ﺿَـﻊُ ﻓـﯿﮭﺎ " أرﺑﻊَ ﺗِﺴﻌﺎ ت "
ﺿَـﻊُ ﺻُﺤُـﻔـﺎً ﻣُﻨﺤﻠـّـﮫْ .
ﺿـﻊْ ﻣﺬﯾﺎﻋـﺎً
ﺿَـﻊْ ﺑﻮﻗَـﺎً ،ﺿَـﻊْ ﻃـﺒﻠَـﮫْ
ﺿـﻊْ ﺷﻤﻌﺎً أﺣﻤَـﺮَ،
ﺿـﻊْ ﺣـﺒـﻼً ،
ﺿَـﻊ ﺳﻜّـﯿـﻨـﺎً ،
ﺿَـﻊْ ﻗـﻔــﻼً ..وﺗﺬﻛّــﺮْ ﻗـﻔــﻠَـﮫْ
ﺿَـﻊْ ﻛـﻠـﺒـﺎً ﯾَﻌـﻘِـﺮْ ﺑﺎﻟﺠُﻤـﻠَـﺔْ
ﯾﺴﺒِـﻖُ ﻇــﻠــﮫْ
ﯾﻠﻤَـﺢُ ﺣﺘّــﻰ ا ﻟﻼ أﺷﯿﺎءَ
وﯾﺴﻤﻊُ ﺿِﺤـْــﻚَ اﻟـﻨـّﻤﻠَـﺔْ
واﺧـﻠِـﻂْ ھـﺬا ﻛُـﻠـــﮫْ
وﺗﺄﻛّـﺪْ ﻣﻦْ ﻏَـﻠـﻖِ اﻟﺴّـﻠـﺔْ
ﺛُـﻢﱠ اﺳﺤـﺐْ ﻛُـﺮﺳﯿﱠــﺎً واﻗـﻌـُـﺪْ
ﻓـﻠـﻘَـﺪْ ﺻـﺎرتْ ﻋِـﻨـﺪكَ
دوﻟَـــﮫْ !..
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،اذن ،ﻟﻦ ﺗﺤﻞ ﺑﺎﻻﻋـﺘـﺮاف ﺑﺪوﻟﺔ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﻦ اي ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺮﺑﻲ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ارض ﻣﻐـﺘﺼﺒﺔ ،
ﻻ ﻣﻦ اي ﺟﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ وﺣﺪه ﻓﯿﻤﻠﻚ اﻟﺘﺼﺮف ﻓﯿﮭﺎ ـ وﻻ ﻣﻦ أي ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﯾﻤﻠﻜﮭﺎ
وﺣﺪه ﻓﯿﻤﻠﻚ أن ﯾﺘـﻨﺎزل ﻋﻨﮭﺎ ،ﺑﻞ ﻣﻐـﺘﺼﺒﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ وأﺟﯿﺎﻟﮭﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗـﺒﺔ .و ﻣﻦ ھـﻨﺎ ﻧﺪرك ﺟﺴﺎﻣﺔ ﺧﻄﺄ ﯾﻦ
ﻣﺘﺪاوﻟﯿﻦ ﻓﻲ ﻃﺮح ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ :
اﻟﺤﻄﺄ اﻷول ھﻮ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن اﻟﻌﺪوان اﻟﺼﮭﯿﻮﯾﻨﻲ ﻣﻮﺟﮫ ﺿﺪ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ أو ﺑﻀﻊ دول ﻋﺮﺑﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﺳﺮاﺋﯿﻞ وﺑﯿﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﺪول .ﺻﺤﯿﺢ أن اﻟﺼﮭﯿﻮﯾﻨﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪﯾﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﻛﺎﻧﺖ اﻷرض اﻟﺘﻲ اﻏـﺘﺼﺒﺘﮭﺎ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻗﻠﯿﻢ واﻗﻊ ﺗﺤﺖ اﻻﻧﺘﺪاب اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﻲ ﯾﺴﻤﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .و ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﺪت اﺳﺮاﺋﯿﻞ
ﻣﺮﺗﯿﻦ ﺳﻨﺔ 1956وﺳﻨﺔ ، 1967وﻣﺮات ﻋﺪة ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ،اﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﺎﻟﺪول اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻻرض اﻟﻤﻌﺘﺪى
ﻋﻠﯿﮭﺎ .و اﻧﮭﺎ ان ﺗﺘﻮﺳﻊ أﻛﺜﺮ ﺗﺼﻄﺪم ﺑﺪول ﻋﺮﺑﯿﺔ أﺧﺮى ﻟﻢ ﯾﺪرﻛﮭﺎ اﻟﻌﺪوان ﺑﻌﺪ .ھﺬا ﺻﺤﯿﺢ ﻷن اﻷرض اﻟﺘﻲ
اﻏﺘﺼﺒﺘﮭﺎ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ أو اﺣﺘﻠﺘﮭﺎ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﻣﻦ اﻟﺪول .و ان اﻷرض اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪدﺗﮭﺎ
ﻟﺘﻜﻮن وﻃﻨﺎ ﻟﺪوﻟﺔ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﺮات واﻟﻨﯿﻞ ﻟﯿﺴﺖ ﺧﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﻣﻦ اﻟﺪول .وﯾﺜﯿﺮ ﻛﻞ ھﺬا ﻣﺸﻜﻼت ﺟﺪﯾﺪة
ﺑﯿﻦ اﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﺪول اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌـﺘﺪى ﻋﻠﯿﮭﺎ .ﻣﺸﻜﻼت اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻷﻣﻦ وﺿﻤﺎن اﻟﺤﺪود .وﺗﻀﺎف ﺗﻠﻚ
اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس أن ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻗﻮﻣﯿﺔ .ﺻﺤﯿﺢ أﯾﻀﺎ
أﻧﮫ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺤﺮر اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﯿﻮد اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻻﺳﺘﻐﻼل ،وﻛﻠﻤﺎ ﻧﻤﺖ ﻣﻘﺪرة
اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ﻋـﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌـﺮّض ﻟﮭﺎ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﮭﺎ
..أوﻻ ﻷﻧﮫ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﺘﺤﺮر اﻟﺸﻌـﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﺛﺎﻧﯿﺎ ﻷن ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻘﺪم وﻟﻮ
ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻟﻦ ﺗﻠﺒﺚ أن ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺠﺎدﯾﻦ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘـﻨﻤﯿﺔ اﻧﮭﻢ ﯾﻔـﺘـﻘﺪون اﻻﻣﻜﺎﻧﯿﺎت اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻟﺒﺸﺮﯾﺔ
اﻟﻮﻓﯿﺮة ﻓﻲ اﻻﻣﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ،وأن اﻟﺘﻘﺪم ﻻ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﺘﺠـﺰﺋﺔ ،ﻋﻨﺪﺋﺬ ﯾﻌـﺮﻓﻮن أن ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ
ﺗﺨﻠﻒ وأن اﻟﻮﺟﻮد اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻗـﯿﺪ ﺛﻘـﯿﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻘﺪم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .وﺛﺎﻟﺜﺎ ،ﻷن اﻟﺘـﻨـﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺤﺮر ﺗﻮﻓﺮ
اﻓﻀﻞ اﻣﻜﺎﻧﯿﺎت اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ،وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻏﺮﯾﺒﺎ ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻈﮫ ﻣﻦ أن ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺗﺰداد ﺣﺪة ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ
اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﻄﻮة ﺗﺤﺮرﯾﺔ .وأن اﻟﺼﺮاع ﺿﺪ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﯾﺼﺒﺢ اﻛﺜﺮ ﺷﺮاﺳﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﺧﻄﻮة ﺗﻘﺪﻣﯿﺔ .وأن
ﻗﻮاھﺎ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺗﻔﺮز ،روﯾﺪا روﯾﺪا ،ﻓﻲ اﻟﻘﻮى اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﺘﻘﺪﻣﯿﺔ .أﻟﻢ ﺗﺮ ﻛﯿﻒ أن اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻗﺪ اﺻﺒﺤﺖ اﻛﺜﺮ ﺷﺮاﺳﺔ
ﻣﻦ ذي ﻗـﺒﻞ ،وأﻧﮭﺎ ﺗﺪﺧﺮ ﻗﻮﺗﮭﺎ اﻟﻀﺎرﺑﺔ وﺗﻌﺪھﺎ وﺗﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ ﻟﮭﺪم ﻛﻞ ﺗﻘﺪم ﺑﻨﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ..
وﯾﺒﺪو اﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻌﺪوان و ﺗﻮﻗـﯿﺘﮫ ﻛﻤﺎ ﻟﻮﻛﺎن اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﻮن ﯾﻀﻌﻮن ﺧﻄﻂ اﻟﮭﺪم ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﺧﻄﻂ اﻟﺘـﻨﻤﯿﺔ ﻓﻲ
اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة .ﻋﺪوان ﯾﮭﺪم ،ﺛﻢ ﻓـﺘـﺮة ﻟﯿﺘﻔـﺮّغ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﻻﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء وﯾﺒﺬل ﻓﻲ ﻛﻞ ھﺬا ﻣﺎ
ﯾﺘﺠﺎوز ﻃﺎﻗﺘﮫ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﯿﺎت ﺑﺸﺮﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ وﻣﺎﻟﯿﺔ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺒﻨﺎء ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺛﻤﺎر ،أي ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ ان ﯾﺬوق ﺛﻤﺎر ﺟﮭﺪه ،ﯾﺄﺗﻲ ﻋﺪوان اﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﺟﺪﯾﺪ ﻟﯿﮭﺪم ...وھﻜﺬا ...
ﻛﻞ ھﺬا ﺻﺤﯿﺢ .وواﻗﻌﻲ .
وﻟﻜﻨﮫ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﺳﻠﻮب اﻟﺼﺮاع اﻟﺬي ﺗﺜﯿﺮه ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .اﻧﮭﺎ ﻣﺸﻜﻼت وﻟﺪﺗﮭﺎ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻻﺻﻠﯿﺔ ،ﻓﮭﻮ ﻻ
ﯾﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﻻ ﯾﻐـﯿـﺮ ﻣﻦ ﺣﻘﯿﻘـﺘﮭﺎ وﻻ ﯾﻘﻮم ﺑﺪﯾﻼ ﻋـﻨﮭﺎ .ﻓـﺘﺒﻘﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻏـﺘﺼﺎب
اﻻرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ واﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻻرض ..ذﻟﻚ ﻷن اﻻرض
اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﯿﺴﺖ ارﺿﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺪول أو ﺑﺸﻌﻮﺑﮭﺎ .ان ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ دوﻟﺔ ﺣﻘﺎ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﺎرج ﺣﺪودھﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .وﻣﻦ ھـﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﻧﻔﮭﻢ ،ﻣﻦ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻘﻮﻣﻲ
،ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ اﻏـ ﺘﺼﺎب أو اﺣﺘﻼل أﯾﺔ ارض ﻋﺮﺑﯿﺔ ھﻮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻌﺘﺪﯾﻦ وﺑﯿﻦ اﻟﺪوﻟﺔ او اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺖ
اﻟﻌﺪوان .ﻓﻼ ﻧﻔﮭﻢ أن ﯾﻜﻮن اﻏﺘﺼﺎب اﻷرض اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺳﻨﺔ 1948واﺣﺘﻼل ﻣﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻻرض واﻟﻤﯿﺎه اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﺳﻨﺘﻲ
1956و 1967وﻣﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ،ﻣﺸﻜﻼت اﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﯿﻦ اﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﺪول اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌـﻨﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮﻟﻮن ..وﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻻ ﻧﻔﮭﻢ اﻟﻤﺸﻜﻼت ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻮﺟﮫ اﻟﺰاﺋﻒ ،ﻧﺮﻓﺾ -ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ -أن ﺗـﺘـﻨﺎزل أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻋـﺮﺑﯿﺔ ﻋﻦ أرض ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ
اﻟﻤﻐـﺘﺼﺒﺔ ﺳﻨﺔ ، 1948ﻓـﺘـﻌـﺘﺮف ﺑﺎﺳﺮاﺋﯿﻞ وﻟﻮ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﺳﺘﺮدادھﺎ ﻟﻼرض اﻟﻤﺤﺘـﻠﺔ ﺳﻨﺔ . 1967وﻧﺮﻓﺾ -ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ أن ﺗﺘـﻨﺎزل اﯾﺔ دوﻟﺔ ﻋـﺮﺑﯿﺔ ﻋﻦ ذرة ارض ﻣﻦ اﻻرض اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﯿﮭﺎ دوﻟﺔ اﺳﺮاﺋﯿﻞ وﻟﻮ ﻣﻘﺎﺑﻞ
اﺳﺘﺮدادھﺎ ﻣﺎ ﯾﺘﺒﻘﻰ ﻣﻦ ارض ﻣﺤﺘـﻠﺔ .وﻧﺮﻓﺾ -ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ -أن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻻرض اﻟﻤﻐـﺘﺼﺒﺔ
واﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺸﻌـﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ وﺣﺪه ..وﻛﻤﺎ ﻧﺮﻓﺾ أن ﺗﺴﺎوم ﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ
اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺘﺴﺘﺮد ﺟﺰءا ﻣﻨﮫ ،ﻧﺮﻓﺾ أن ﯾﮭﺮب ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺸﻌـﺐ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻌـﺮﻛﺔ ﻟﯿﺘﺤﻤﻞ ﺟﺰء ﻣﻨﮫ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻷﻣﺔ
اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﻛﻠﮭﺎ ..
ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اذن ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻗﻮﻣﯿﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻗـﻠﯿﻤﯿﺔ ..
ﻋـﺒـﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﻌـﺘﺒـﺮ أن اﺳـﺮاﺋـﯿﻞ ﻋﺎﺋﻖ ﺟﻐـﺮاﻓﻲ أﻣﺎم ﺗﺤﻘـﯿﻖ اﻟﻮﺣﺪة ،ﻓﮭﻲ ﺗﺮﯾﺪ أن ﺗﻔﺼﻞ اﻟﻤﺸـﺮق اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﻋﻦ
اﻟﻤﻐـﺮب اﻟﻌـﺮﺑﻲ ،ﻷﻧﮫ ﯾﺴﻜـﻨﮭﺎ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮﯾﻖ اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ وﻣﻦ ﺗﻌـﺰﯾﺰ اﻟﻘﻮة اﻻﻗـﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻟﻼﻣﺔ
اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ .ﻓﺪوﻟﺔ اﻟﻮﺣﺪة ھﻲ اﯾﻀﺎ دوﻟﺔ اﻟﻄﻮق ،وﻟﺬﻟﻚ ﯾﮭﺪف اﻟﻌـﺪو اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺿﺮب اﻟﻤﺸﺮوع
اﻟﻮﺣﺪوي ..
ان اﻟﻨﺸﺄة اﻷوﻟﻰ ﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺨﻮارج ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮّاء ،أي ﺣﻔﻈﺔ اﻟﻘﺮآن ،اﻟﺬﯾﻦ أﺿﺎﻓﻮا اﻟﻰ ﺣﻔﻈﮫ
زھﺪا وورﻋﺎ وﻧﺴﻜﺎ ..وھﺆﻻء اﻟﻘﺮّاء ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﺔ ،ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌـﺮف اﻟﺤﯿﺎة اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ " اﻟﻔﻘﮫ " و " اﻟﻔﻘﮭﺎء " ..
ﻟﻜﻦ ﺣﻔﻈﺔ اﻟﻘﺮآن ﻟﻢ ﯾﺼﻞ ﺑﮭﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻠﮭﻢ ﯾﻐﻮﺻﻮن اﻟﻰ ﻣﺎ وراء ﻇﻮاھﺮ اﻵﯾﺎت ..وﺗﻠﻚ ﺳﻠﺒﯿﺔ ﻻ ﺑﺪ
وأن ﺗـُـﻌـﯿﻖ أھﻠﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ..
ان ﻋﺪم ﻗﺪرة ھﺆﻻء اﻟﻘﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘـﯿﯿﻢ اﻷدق ﻟﻠﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺻﺮاع ﻋﻠﻲ اﺑﻦ اﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ وأھﻞ اﻟﻌﺮاق
ﺿﺪ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑﻦ اﺑﻲ ﺳﻔﯿﺎن وأھﻞ اﻟﺸﺎم ..ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻤﺮء ﯾﺘﺄﻣّﻞ رأي اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺎﻟﺴﯿﺎﺳﺔ وﻣﺸﻜﻼﺗﮭﺎ
..ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﺜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻨﻄﻠﻘﻮن ﻣﻦ اﻟﻜﻠﯿﺎت واﻟﻤﺠﺮّدات اﻟﺬھـﻨﯿﺔ ﻓﯿﺤﻜﻤﻮن ﺑﮭﺎ ﻋﻦ
اﻟﻮاﻗﻊ أو ﯾﺘﺼﻮّروﻧﮫ وﻓﻘﺎ ﻟﮭﺎ ..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻘﺮّاء ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌـﯿﻦ ﻻ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ،وﻛﺎن ﻓﯿﮭﻢ زھﺪ وورع وﻧﺴﻚ ،وھﻢ ﻗﺪ ھـﺰھﻢ ﻣﻦ
اﻷﻋﻤﺎق ذﻟﻚ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺬي أﺻﺎب أﻣﺔ اﻟﺴﻼم ،وﻣﺎ أدى اﻟﯿﮫ ﻣﻦ ﺳﻔﻚ اﻟﺪﻣﺎء ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺻﻔـﯿﻦ ..ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺪ ﺗﮭﺪّد
اﻟﻔﻨﺎء أھﻞ اﻟﺸﺎم واﻟﻌﺮاق !! ..
وﻛﺎن ﻟﻠﻘﺮاء -اﻟﺬﯾﻦ ﺑﺪأت ﺑﮭﻢ ﻓﺮﻗﺔ اﻟﺨﻮارج -دور ﻣﻠﺤﻮظ ﻓﻲ أﺣﺪاث اﻟﺜﻮرة اﻟﺘﻲ ﺷﺒّـﺖ ﺿﺪ ﺣﻜﻢ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن
ﺑﺴﺒﺐ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻣﻨﮫ و ﻣﻦ أﻋﻮاﻧﮫ ،وﺧﺎﺻﺔ أﻗﺎرﺑﮫ ﻣﻦ اﻷﻣﻮﯾﯿﻦ ..ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﯿﺮة ﻣﻦ ﺣﻜﻤﮫ ..وﻛﺎن
ﺗﺸﺨﯿﺺ اﻟﺜﻮار اﻟﺬي ﺑﺮروا ﺑﮫ اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ ھﻮ اﻧﮫ ﻗﺪ ﺿﻌﻒ ﻋﻦ أن ﯾﺤﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺤﻜﻢ أﺑﻮ ﺑﻜـﺮ
اﻟﺼﺪﯾﻖ وﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ..
وﺑﻌﺪ ﻣﻘـﺘـﻞ ﻋﺜﻤﺎن ﻛﺎن ھﺆﻻء اﻟﻘﺮاء ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﻧﺼﺎر ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ -اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪ -ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻟﻤﻼﻗﺎة ﺧﺼﻮﻣﮫ ،
ﺳﻮاء ﻛﺎن ھﺆﻻء اﻟﺨﺼﻮم ﻣﻦ أﺻﺤﺎب " ﻣﻮﻗﻌﺔ اﻟﺠﻤﻞ " وھﻢ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋـﺒﯿـﺪ اﷲ واﻟﺰﺑﯿـﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﻮام و ﻋﺎﺋﺸﺔ أم
اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ،أم ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﺑﻨﻲ أﻣﯿﺔ وأﻧﺼﺎرھﻢ ﻣﻦ أﺷﺮاف ﻗـﺮﯾﺶ وﺟـﻨـﺪ أھﻞ اﻟﺸﺎم ..
وأﺛﻨﺎء أﺣﺪاث اﻟﺼﺮاع اﻟﺬي دار ﺑﯿﻦ ﻋﻠﻲ وﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌـﺮﻛﺔ " ﺻﻔﯿﻦ " ،ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺨﺎﻟﺞ ھﺆﻻء اﻟﻘﺮّاء أي ﺷﻚ ﻓﻲ
أﻧﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ..ﻓﻌﻠﻲ ھﻮ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻟﺬي ﺑﺎﯾﻌﮫ اﻟﺠﻤﮭﻮر ،وھﻮ اﻟﺬي ﻧﮭﺾ ﻹزاﻟﺔ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺛﺎر اﻟﻨﺎس ﻟﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎن ،ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ أو ﻓﻲ اﻹدارة أو ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ..وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎن ﻣﻌﺎوﯾﺔ وأﺻﺤﺎﺑﮫ ) ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ھﺆﻻء (
ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﻻ أن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﺑﻐﺎة ،ﺑﻐﻮا ﻋﻠﻰ ﻏـﯿـﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ..وﻟﻜﻦ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻋـﻨـﺪ أﻧﺼﺎر ﻋﻠﻲ ﻣﻦ
أھﻞ اﻟﻌـﺮاق ،اوﻻﺋﻚ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﺎﻟﻮا ﻣﻊ اﻟﺪﻧﯿﺎ اﻟﻰ ﺻﻔﻮف ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺣﯿﺚ ﻋـﺒّـﺮ ﻋﻦ ازدواﺟـﯿﺔ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ ذﻟﻚ اﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺎﺋﻞ
ﺑﺄﻧﮭﻢ " ﯾﺼﻠﻮن ﺧﻠﻒ ﻋﻠﻲ وﯾﺄﻛﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺋﺪ ﻣﻌﺎوﯾﺔ " ..وﻟﻤﺎ ﺗﺨﺎذل ھﺆﻻء ﻋﻦ اﻟﻘﺘﺎل ،أدرك ﻋﻠﻲ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻓﺮص
اﻟﻨﺼﺮ أﻣﺎﻣﮫ ..وھﻜﺬا ﻗـﺒﻞ ﺑﺎﯾﻘﺎف اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﺻﻔﯿﻦ ،وﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺘﺤﻜﯿﻢ ﺑﯿﻨﮫ و ﺑﯿﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ،ﻷن ﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص رﻓﻊ
اﻟﻘﺮآن ﻋﻠﻰ اﺳﻨّﺔ اﻟﺮﻣﺎح ..وﺑﻌﺪ ان اﺟﺘﻤﻊ اﻟﺤﻜﻤﺎء أﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ اﻻﺷﻌـﺮي وﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص ،واﻧﺘﮭﻰ اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ ﻛﻤﺎ
ھﻮ ﻣﺸﮭﻮر اﻟﻰ ﻋـﺰل ﻋﻠﻲ ،وﺗـﺜـﺒـﯿـﺖ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ،ذھﺐ اﻟﻘـﺮاء اﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﯾﻄﻠﺒﻮن ﻣﻨﮫ رﻓﺾ اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ واﻟﻨﮭﻮض ﻟﻘﺘﺎل
ﻣﻌﺎوﯾﺔ وﻣﻦ ﻣﻌﮫ ..ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺮّﺟﻞ اﻟﺮّﺑّﺎﻧﻲ ،رﻓﺾ اﻟﺮّﺟﻮع ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻜﯿﻢ ﻗﺎﺋﻼ " :وﯾْﺤﻜﻢ ،أﺑَِﻌﺪ اﻟﺮّﺿﺎ واﻟﻌﮭﺪ
واﻟﻤﯿﺜﺎق أرﺟﻊ ؟ " ..وزﻛّﻰ أھﻞ اﻟﻌـﺮاق ﻣﻮﻗﻔﮫ ..
وﻋﻨﺪ ذﻟﻚ اﺳﺘﺤﻜﻢ اﻻﻧﺸﻘﺎق ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜـﺮ ﻋﻠﻲ ..واﻧﺘﻘـﻞ اﻟﺨﻼف اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺨﻼف اﻟﺪﯾﻨﻲ ..وﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن
ﯾﻜﻮن ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﺨﻄﺄ ،اﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق اﻟﺨﻄـﯿﺌﺔ ..ﻓﻠﻢ ﯾﻜﺘـﻒ ھﺆﻻء ﺑﺎﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وإﻧﻤﺎ أﻋـﻠﻨـﻮا رﻓﻀﮭﻢ
ﻟﻠﺼﻼة ﺧﻠﻒ ﻋﻠﻲ !! ..
وھﻜﺬا ﻧﺸﺄت ﻓﺮﻗﺔ اﻟﺨﻮارج ..أوﻟﻰ اﻟﻔـﺮق ﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻟﻌـﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ) ..ﻣﺘﺴﺒّـﺒـﯿـﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
اﻟﻰ ﺧﻼﻓﺎت دﯾﻨﯿﺔ اﻗﺼﺎﺋﯿﺔ ،ﺗﻜـﻔـﯿـﺮﯾﺔ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺪث اﻟﯿﻮم ( !! ..
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017