القدس عدد 216 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس عدد 216.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 25/02/2016 à 20:54, depuis l'adresse IP 197.2.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 575 fois.
Taille du document: 1 Mo (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻓﻰ ذﻛراھﺎ ..ﻟﻣن اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﯾوم ..؟
.
ﻣﺄﺳﺎﺗﻧﺎ أم ﻣﺄﺳﺎة دوﻟﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ ..؟؟
ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻻﻧﺗﺑﺎه اﻟﯾﮫ ﻓﻲ ذﻛرى اﻟوﺣدة اﻟﻣﺟﯾدة اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ھو أن ذﻟك اﻟﺣدث ﻛﺎن ﻓﻌﻼ ﻓرﺻﺔ
اﻻﻣﺔ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎدت أن ﺗدﺧل ﺑﮭﺎ ﻋﺻر اﻻﻣم اﻟﻌظﯾﻣﺔ ..وﻛﺎن ھذا اﻻﻧﺟﺎز اﻟذي ﺗﺣﻘق ﻓﻲ 22ﻓﯾﻔري ، 1958
ﺑﺑﻧﺎء أول ﺻرح ﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌرﺑﻲ ،دوﻟﺔ اﻟوﺣدة اﻟﻧواة ﺑﯾن ﻣﺻر وﺳورﯾﺎ ،ﺣدﺛﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﺣﻘﺎ ،اھﺗزت ﻟﮫ اﻟﺟﻣﺎھﯾر
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﺑرﻛﺎن اﻟﮭﺎﺋﺞ ،ﻓﻲ ﻛل ارﺟﺎء اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﺗﺣدﯾدا اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﺷﻌﺑﮭﺎ اﻛﺛر ﻣن ﻏﯾره ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت
اﻟﺗﺗرﯾك واﻟﺗﻣﯾﯾز واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن زﻣن اﻟﺧﻼﻓﺔ ،ﺛم ﻣن اﻟﺗﮭدﯾد اﻟﺗرﻛﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،وﺣﻠف ﺑﻐداد ﺑﻌد
اﻻﺳﺗﻘﻼل ،ﻓﺎﻧدﻓﻌت اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻻﻣواج اﻟﮭﺎدرة ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﺗﺄﯾﯾدا ﻟﮭذا اﻟﺣدث اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻌظﯾم ..
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ﻓﻲ ھذا اﻟﺟﺎﻧب ،أن ﻋظﻣﺔ اﻟوﺣدة ﻟﯾس ﻓﻲ اﺗﺳﺎع ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟدوﻟﺔ واﻣﺗﺗدادھﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻓﻲ
ﺗظﺎﻓر اﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﻛل اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﺗﺧطت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﻌوب
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣدود اﻟدول اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،ﺑﺎﺗﺟﺎه وﺣدة اﻻﻣم ..
ﻋظﻣﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟوﺣدوي ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗوظﯾف اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺑﮭﺎ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ان ﺗدﺧل ﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻛﺑرى ،واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﺑﻧﺎء ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗوازﻧﺔ ﻋﻠﻰ
اﺳﺎس اﻟﻧدﯾﺔ واﻟﺗﻛﺎﻓﺊ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ..
ﻋظﻣﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﻲ ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ،وﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﻰ اﻻﻣﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،واﻟوﻗوف ﻓﻲ
وﺟﮫ اﻟﺗﺣدﯾﺎت ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺧﺎرج ،ﺑرﻓﻊ اﻟﺟﮭل واﻟﺗﺧﻠف واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻓﻲ آن واﺣد ...
ﺛم ان ﻣﺎ ﯾﺟب اﻻﻧﺗﺑﺎه اﻟﯾﮫ ﻛذﻟك ﻓﻲ ذﻛرى ھذا اﻟﺣدث اﻟﻌظﯾم ،ھو أن اﻟﺗﺧﻠف اﻟذي ﻋﺎﻧت ﻣﻧﮫ اﻻﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳﺗواﯾﺎت
اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻣن ﻋﺻر اﻟﻰ ﻋﺻر ،ﻛﺎن ﺑﺎﻻﻣﻛﺎن اﻟﺧروج ﻣﻧﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﮭﺎﻣﺔ ،
أو ﻓﻲ ﻣﺣطﺎت اﺧرى ﺷﮭدت ﻓﯾﮭﺎ اﻻﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺛورات ،واﻧﺗﻔﺎﺿﺎت ذھب ﺿﺣﯾﺗﮭﺎ اﻵﻻف ﻣن اﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت
ﺷﻌوب أﺧرى ،اﻟﺧروج ﻣن اﻟﺗﺧﻠف واﻟﺟﮭل واﻻﻧﺣطﺎط ،اﻷﻋظم اﺛرا ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮫ اﻣﺗﻧﺎ
،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗوﻓر ﻟﮭﺎ ﻋﺎﻣﻠﯾن ﻣﮭﻣﯾن ﻣن ﻋواﻣل اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ھﻣﺎ :ﺗوﻓر اﻻرادة ،وﺗﺣرّ رھﺎ ..
وﻗد ﻛﺎﻧت اﻻرادة اﻟﻌر ﺑﯾﺔ ﻣﺗوﻓرة ﻓﻌﻼ ،ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻠﻣﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻣرار ﻣﻘﺎوﻣﺗﮭﺎ ﻟﻠﻐزاة ﻓﻲ ﻛل اﻟﻌﺻور ..اﻻ ان ھذه
اﻻرادة ﻟم ﺗﻛن ﻣﺗﺣرّ رة ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﺣﺟم اﻟﻣﺟﮭود اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺑذﻟﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة / ..
ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻻرادة ﻣﺳﻠوﺑﺔ ﻓﻌﻼ ﻣن طرف اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌد ﺑﺎي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال دوﻟﺔ ﻟﻠﺧﻼﻓﺔ ،أو دوﻟﺔ
ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺑﻘدر ﻣﺎ اﺻﺑﺣت دوﻟﺔ ﻟﻠﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﻌـﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌــرب ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،ﺑﻌد ان اﻗﺗـطﻌت اﻟدول اﻻﺳﺗﻌــﻣﺎرﯾﺔ ﻛل
اﺟزاﺋﮭﺎ اﻻوروﺑﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﺛم اﻧﺗﻘﻠت ﺗﻠﺗﮭم أﺟزاءھﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺗﻠﺗﮭم اﻟذﺋﺎب اﻟﺟﺎﺋﻌﺔ ﺧراﻓﺎ ﺑﻼ راﻋﻲ ..ﻓﻛﺎن اﺣﺗﻼل
ﻣﺻر ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﺳﻧﺔ ، 1798ﺛم ﻋﻠﻰ ﯾد ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺳﻧﺔ ، 1882وﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن ﺳﻧﺔ ، 1798واﺣﺗﻠت ﻓرﻧﺳﺎ
اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ ، 1830واﺣﺗﻠت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ اﻟﺳودان ﺳﻧﺔ ، 1898واﻟﯾﻣن ، 1839واﻟﺻوﻣﺎل ، 1884واﺣﺗﻠت ﻓرﻧﺳﺎ ﺗوﻧس
ﺳﻧﺔ 1881اﻟﺦ ...ﻛل ھذا ودوﻟﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﻣواﺟﮭﺔ اﻷﺧطﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﮭدد أﻗطﺎرھﺎ ﺣﺗﻰ اﻛﺗﻣل اﻟﻣﺧطط ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ
ﺑﻣﻌﺎھدة ﺳﺎﯾﻛس ـ ﺑﯾﻛو ﺳﻧﺔ 1916ووﻋد ﺑﻠﻔور ﺳﻧﺔ .. 1917وھﻛذا اﻧﺗﻘﻠت اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن
اﻟﻰ اﻟدول اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﻰ ،ﺛم اﻟﻰ اﻻﻧظﻣﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ..
واﻟواﻗﻊ أن دوﻟﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ ،ﻗد ﺻﺎرت ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺻورة ﺗﺣدﯾدا ،ﻻن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻟﻧﯾﺔ ،وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ﻛﺎن
اﻟﻣﺣدّ د اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻔرط ﻓﻲ ﺷﺑر واﺣد ﻣن اراﺿﯾﮭﺎ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻠورت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻼﻣﺢ
ﻗوﻣﯾﺗﮭﺎ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓرّ طت ﺣﻛوﻣﺎﺗﮭﺎ ﺑﺳﮭوﻟﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻗطﺎر اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ اﻟواﺣد ﺗﻠوى اﻵﺧر ..
وﻗد ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣدﻓوﻋﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ،أو داﺧل دوﻟﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ ،وھﻲ ﺗﺷﮭد ﺗﺑﻠور ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ ﻗﯾﺎم
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣن داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ذاﺗﮭﺎ ﺳﻧﺔ ، 1923ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻗطﺎر اﻻﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻧﻔس
اﻟﺧطوة وھﻲ ﺗﻔﺗﻘد ﻟﺳﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺑﯾد اﻻﺗراك ،ﻓﺿﻼ ﻋﻣﺎ ﺳﻠﺑﮫ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﺟدﯾد ﻣن ﻣﻘدرة ﻟﺗﻠك
اﻷﻗطﺎر اﻟﻣﻧﮭﻛﺔ اﻟﺗﻲ دﺧﻠﮭﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ رﻏم ﻛل اﻟﻣﺣﺎوﻻت ...
ﻗﺻﯾدة ﻟﻠﺷﺎﻋر إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر اﻟﻣﻘري ،
* ان ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﺻرﺧﺔ ﺛﺎﺋر ...ﻓﻌﻼﻣﺎ ﯾﺣﯾﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ
ﻋواﺳﻲ ( .
اﻟﺷﻌراء ..؟؟ ) ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل ّ
* ﻣﺎ أﺧﺬ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻻ ﯾﺴﺘﺮد ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻘﻮة ) ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ(.
ﻗﺻﯾدة ﻣدح وذم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت !!..
طﻠﺑوا اﻟذي ﻧﺎﻟوا ﻓﻣﺎ ﺣُرﻣـــوا ** رُﻓﻌتْ ﻓﻣﺎ ﺣُطت ْﻟﮭـــم رُﺗبُ
ﻋطبُ
وھَﺑوا و ﻣـﺎ ﺗﻣّتْ ﻟـﮭم ﺧُ ﻠـــقُ ** ﺳﻠﻣوا ﻓﻣﺎ أودى ﺑﮭـــم َ
ﺟﻠﺑوا اﻟذي ﻧرﺿﻰ ﻓﻣﺎ ﻛَﺳَ دوا ** ﺣُﻣدتْ ﻟﮭم ﺷﯾمُ ﻓــﻣـ ﺎ ﻛَﺳَ ﺑوا
وﻟﻛن إذا ﻗرأﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﯾﺳﺎر إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﺗﺻﺑﺢ :
ﺷدة اﻟﺣر اﻷوار .
ﺷدة اﻷﻛل اﻟﻧﮭم
ﺷدة اﻟﺑرد اﻟﺻرّ .
ﺷدة اﻟﺣرص اﻟﺟﺷﻊ
ﺷدة اﻟﻣطر اﻻﻧﮭﻼل .
ﺷدة اﻟﺣﯾﺎء اﻟﺧﻔر.
ﻋَ َطب ﺑﮭم أودى ﻓﻣـﺎ ﺳﻠﻣوا ** ﺧُ ﻠقٌ ﻟﮭم ﺗﻣّتْ وﻣـــــ ــﺎ وھﺑُوا
ﺷدة ﺳواد اﻟﻠﯾل اﻟﻐﯾﮭب .
ﺷدة اﻟﺟوع اﻟﺳﻌﺎر .
ﻛَﺳَ ﺑوا ﻓﻣﺎ ﺷﯾمٌ ﻟـﮭم ﺣُﻣــدتْ ** ﻛَﺳَ دوا ﻓﻣﺎ ﻧرﺿﻰ اﻟذي ﺟَ ﻠﺑُوا
ﺷدة اﻟﻌطش اﻟﺿﻣﺄ .
ﺷدة اﻟﮭدم اﻟﮭدّ .
ﺷدة اﻟﯾﺑس اﻟﻘﺣل .
ﺷدة اﻟﺑﻛﺎء اﻟﻣﺄق .
ﺷدة اﻟوﺟﻊ اﻟوﺻب .
ﺷدة اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻠدد .
ﺷدة اﻟﺗﻌب اﻟﻧﺻب .
ﺷدة اﻟﻧداﻣﺔ اﻟﺣﺳرة .
رُ ﺗب ﻟﮭم ﺣُطتْ ﻓﻣــﺎ رُﻓﻌتْ ** ﺣُرﻣوا ﻓﻣﺎ ﻧﺎﻟوا اﻟـــــذي طﻠﺑُوا
وھﺬه أﯾﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪح :
ﺣﻠﻣوا ﻓﻣﺎ ﺳﺎءَ ت ﻟﮭم ﺷﯾم ** ﺳﻣﺣوا ﻓﻣﺎ ﺷﺣّ ت ﻟﮭم ﻣﻧنُ
ﺳﻠﻣوا ﻓﻼ زﻟ ّت ﻟﮭم ﻗــــدمُ ** رﺷدوا ﻓﻼ ﺿﻠ ّت ﻟﮭم ﺳﻧنُ
وﻟﻜﻦ اذا ﻋﻜﺴﺘﮭﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻲ اﻟﮭﺠﺎء :
ﺷدة اﻟﺧوف اﻟﮭﻠﻊ ...
ﻣﻧنٌ ﻟﮭم ﺷﺣّ ت ﻓﻣﺎ ﺳﻣﺣوا ** ﺷﯾمٌ ﻟﮭم ﺳﺎءَ ت ﻓﻣﺎ ﺣﻠﻣوا
ﺳﻧنٌ ﻟﮭم ﺿﻠ ّت ﻓﻼ رﺷدوا ** ﻗدمٌ ﻟﮭم زﻟ ّت ﻓﻼ ﺳﻠﻣـوا
ﻓﻰ ذﻛراھﺎ ..ﻟﻣن اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﯾوم ..؟
ﻣﺣﻣد ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ .
ان اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ اﻻﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟواﺣدة وﺑﺿرورة
ﺗوﺣدھﺎ ،ﯾﻌﻧﻰ ﻓﻰ اھم ﻣﻧطﻠﻘﺎﺗﮫ اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﻧﺗﻣﺎء اﻟﺷﻌب
اﻟﻌرﺑﻰ ﻛﻠﮫ اﻟﻰ اﻣﺔ ﻋرﺑﯾﺔ واﺣدة ،ﻻ ﻓرق ﻓﻰ ذﻟك ﺑﯾن
ﻣﺻرى وﺳورى وﻓﻠﺳطﯾﻧﻰ وﺗوﻧﺳﻰ ..اﻟﺦ ،وﻻ ﺑﯾن
ﻣﺳﻠم وﻣﺳﯾﺣﻰ أو ﺳﻧﻰ وﺷﯾﻌﻰ ..اﻟﺦ ،وﯾﻌﻧﻰ أﯾﺿﺎ اﻧﮫ ﻻ
ﻓرق ﺑﯾن ﻗوﻣﻰ واﺳﻼﻣﻰ واﺷﺗراﻛﻰ وﻟﯾﺑراﻟﻰ ..
***
ﻓﻰ رﺑﻊ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﻟﻰ ﻟﻠﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺗﺣدى
اﻟرﺋﯾﺳﻲ أﻣﺎم ﻣﺷروﻋﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ھو ﻛﯾف ﯾﻣﻛن
ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻓﻰ ظل ﻋداء اﻟدول )اﻟﻘطرﯾﺔ( ﻟﻠﻔﻛرة وﻟﻠﻣﺷروع
ورﻓﺿﮭﺎ ﻹﻧﮭﺎء وﺟودھﺎ اﻟذاﺗﻰ واﻟذوﺑﺎن ﻓﻰ ﻛﯾﺎن وﺣدوى
اﻛﺑر .ﺑل رﻓﺿﮭﺎ ﻻﺗﺧﺎذ اى ﺧطوات وﻟو ﺻﻐﯾرة وﺟزﺋﯾﺔ
ﻟﺗﺧﻔﯾف اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﺣرﻛﺔ واﻻﻗﺎﻣﺔ واﻻﻧﺗﻘﺎل
واﻟﺗواﺻل ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض .وﻣﺎ ﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﻔرض ﺣﺻﺎر وﺣظر ﺣدﯾدى ﻋﻠﻰ أى
ﺣرﻛﺎت أو ﺷﺧﺻﯾﺎت وﺣدوﯾﺔ وﺗﺟرﯾﻣﮭﺎ واﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣن
أﻛﺛر ﻣﮭددات اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻰ ﻟﻠﻘطر.
وﻣﺎ زاد اﻷﻣر ﺗﻌﻘﯾدا ،ھو ﻓﺷل ﻣﺷروع اﻟوﺣدة اﻟﻣﺻرﯾﺔ
اﻟﺳورﯾﺔ ، 1961-1958وﺗﻌﺛر ﻛل ﻣﺎ ﺗﻼه ﻣن ﻣﺑﺎﺣﺛﺎت
وﻣﺑﺎدرات ﻟوﺣدات ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ او ﺛﻼﺛﯾﺔ .ﺛم ﻛﺎﻧت اﻟﺿرﺑﺔ
اﻟﻘﺎﺳﻣﺔ ھو اﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﺗﺣرر اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﻘﯾﺎدة
ﻣﺻر ،واﺳﺗﺑداﻟﮫ ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻻﻣرﯾﻛﻰ اﻟﺻﮭﯾوﻧﻰ اﻟذى
ﯾﺣﻛم اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻧذ ﻛﺎﻣب دﯾﻔﯾد ﺣﺗﻰ اﻟﯾوم .
وﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮫ ﻣن ﺗراﺟﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت واﻟدﻋوات
واﻟﺣرﻛﺎت اﻟوﺣدوﯾﺔ وﺗﺳرّ ب ﺟرﺛوﻣﺔ اﻻﺳﺗﺳﻼم اﻟﻰ
ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟرأى اﻟﻌﺎم اﻟﻌرﺑﻰ وﺳﯾﺎدة اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑﺎﺳﺗﺣﺎﻟﺗﮭﺎ
وﻋدم واﻗﻌﯾﺗﮭﺎ ﻓﻰ ظل اﻟواﻗﻊ اﻟدوﻟﻰ واﻻﻗﻠﯾﻣﻰ اﻟراھن
وﻟﺳﻧوات طوﯾﻠﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﻻ ﯾﻌﻠم ﻣداھﺎ ﺳوى ﷲ .ﻟﺗﺧﺗﻔﻰ
اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣن اﺟﻧدات وﺑراﻣﺞ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟﯾﻘﺗﺻر ذﻛرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ
ﺑذﻛرى اﻟوﺣدة اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺣدث ھذه
اﻻﯾﺎم.
***
ﻛﺎﻧت ﺗﻠك ھﻰ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ وﻗﺗﮭﺎ ،ﻓﻰ ظل اﯾﻣﺎن
اﻟﺷﻌوب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﯾط اﻟﻰ اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺑﺎﻟﻌروﺑﺔ
وﺑﺎﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﺣﻠﻣﮭﺎ وﻣطﺎﻟﺑﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟوﺣدة ،وﺗﺄﯾﯾدھﺎ
ودﻋﻣﮭﺎ ﻟﻛل ﻣﻌﺎرك اﻟﺗﺣرر اﻟﻌرﺑﻰ وﺗﺣرﯾر ﻓﻠﺳطﯾن .
وﻛﺎن ذﻟك ھو اﻟﺷﻌور اﻟﻌرﺑﻰ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻌض
اﻟﺧﻼﻓﺎت واﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺧب ﻣن اﻟﺗﯾﺎرات
اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣول ﻓﻛرة اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم واﻟﻘوﻣﯾﺔ
ﺟﺎﻧﻔﻲ ﻛﺎﻧت
20وﻣﺎ اذا
اﻟﺧﺻوص ،
ﻋﻠﻰ وﺟﮫ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻘوﻣﯾﺔ..
2016
اﻟﻘﺻرﯾن ـ
ﻣدﯾﻧﺔ
......
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ام اﻻﺳﻼم ام اﻻﻣﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ام اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ھﻰ اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﻰ واﻟﻣوﺿوﻋﻰ ﻟﻠﺷﻌوب .
اﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﺎن اﻟﺗﺣدى اﻟرﺋﯾﺳﻰ واﻟﺟدﯾد اﻟذى ﯾواﺟﮫ اى
ﺣدﯾث او ﻣﺷروع ﻹﻋﺎدة اﺣﯾﺎء اﻟﺷﻌور اﻟﻘوﻣﻰ واﻟدﻋوة
اﻟﻰ اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ھو اﻧﻘﺳﺎم اﻟﺷﻌوب ذاﺗﮭﺎ ﺑﯾن
اﻧﺗﻣﺎءات ووﻻءات ﻣﺗﻌددة ،ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﮭزاﺋم
واﻟﺗراﺟﻌﺎت واﻻﺳﺗﺳﻼﻣﺎت اﻟﺗﻰ ﻟﺣﻘت ﺑﺎﻻﻣﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﻘود
اﻻﺧﯾرة .
وﻟﻘد وﺻﻠت ھذه اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت اﻟﻰ ﺣد اﻻﻗﺗﺗﺎل اﻻھﻠﻰ ﻓﻰ
ﻋدﯾد ﻣن اﻻﻗطﺎر ،وﺑﻠﻐت ان ﻗطﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن اﻧﺻﺎر
اﻟﺗﯾﺎرات أو اﻟﻣذاھب واﻟطواﺋف اﻟﻣﺗﺻﺎرﻋﺔ ﻧزﻋوا ﺻﻔﺔ
اﻟﺣق ﻓﻰ اﻟﻣواطﻧﺔ ﻋن ﺧﺻوﻣﮭم ﻣن اﻟﺗﯾﺎرات اﻷﺧرى،
واﺻﺑﺣوا ﯾﺻﻧﻔوﻧﮭم ﻛﺄﻋداء ﻟﻠوطن وﻟﻸﻣﺔ ،وﯾﺿﻌون
ﺣﺗﻣﯾﺔ ﺑﺗرھم واﺟﺗﺛﺎﺛﮭم ﻋﻠﻰ رأس أﺟﻧداﺗﮭم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .
وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ واﻟﻛراھﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ وراء ﻣﺛل ھذه
اﻟدﻋوات واﻟﺗوﺟﮭﺎت ،ﻓﺎن اﻻﺟﺗﺛﺎث ﻷى ﺗﯾﺎر أو طﺎﺋﻔﺔ أو
ﻣذھب ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻰ ﺷﻛﻠت ﻣﻛوﻧﺎت اﻷﻣﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻣﺗداد ﻗرون طوﯾل ،ھو أﻣر ﻣﺳﺗﺣﯾل .اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﮫ او
اﻟﺗورط ﻓﻰ ﻣﻌﺎرﻛﮫ ،ﺳﯾدﻓﻊ ﺑﻧﺎ اﻟﻰ ﻋﻘود طوﯾﻠﺔ ﻣن
اﻟﺣروب ،اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﯾﮭﺎ ھﺎﻟك و ﻣﮭزوم .
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﻓﺎﻧﻧﻰ أﺗﺻور أن أھم وأوﻟﻰ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻰ ﺗواﺟﮫ
دﻋﺎة وﺣدة اﻷﻣﺔ اﻟﯾوم ،ھو اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺧراﺟﮭﺎ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ
اﻻﺳﺗﻘطﺎب اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ واﻟﺟﮭﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺿرﺑﺗﮭﺎ ،واﻻﻧطﻼق ﻣن
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣواطﻧون ﻋرب ،ﻻ ﻓرق ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ
اﺳﺎس اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ او اﻟدﯾن او اﻟﻣذھب أو اﻟطﺎﺋﻔﺔ وﻻ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﺳﯾﺎﺳﻰ .
وأﺧﺗم ھذه اﻟﺳطور ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﺑدﯾﮭﯾﺔ أن ھذا ﻟﯾس ھو
اﻟﺗﺣدى اﻟوﺣﯾد اﻣﺎم ﻣﺷروع اﻟوﺣدة اﻟﯾوم ،ﻓﮭﻧﺎك ﻗﺎﺋﻣﺔ
طوﯾﻠﺔ وﻣرﻛﺑﺔ ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت واﻟﻌﻘﺑﺎت واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣﺗﻐﯾرات
واﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﺎج ﻹﻋﺎدة اﻟﺣوار واﻻﺟﺗﮭﺎد ،ﻟم
أﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ھﻧﺎ ،ﻣن ﺑﺎب اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺧطورة
وﺿﻊ اﻻﻧﻘﺳﺎم اﻟذى أﺻﺎب اﻻﻣﺔ .
*****
اﻟدﯾن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ..
ﯾﺗداول اﻟﻧﺷطﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺎت اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺷﮭد
ﺷﯾﺦ اﺳﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾن ﻣن ﻋﻣره أو أﻛﺛر ،وھو ﻣﺗﺄﺛر
ﺑﻣﺎ ﺳﻣﻌﮫ ﻣن ﺗﻼوة ﻵﯾﺎت اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﺣﻼت ،
دون أن ﯾﻔﮭم ﻣﻌﺎﻧﯾﮭﺎ !! ..وھذا ﻻ ﺑد ان ﯾﻛون دﻻﻟﺔ
واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ ان ﻣن ﯾﺳﻣﯾﮭم اﻟﺟﮭﻠﺔ ﻛﻔﺎرا ،ھم ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
ﻻ ﯾﻌرﻓون ﻋن اﻟدﯾن ﺳوى ﻣﺎ ﯾرد اﻟﯾﮭم ﻣن ﺗﺷوﯾﮫ ﻣن
اﻟﻣﻐرﺿﯾن أﺣﯾﺎﻧﺎ ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ﻣن اﻟﻣﺗطرﻓﯾن اﻟﺣﺎﻗدﯾن
ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﷲ ،أﻣﺛﺎل اﻟﻘﺎﻋدة واﻟدواﻋش ..اﻟﻠذﯾن ﻧﺻّ ﺑوا
أﻧﻔﺳﮭم أوﺻﯾﺎء ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن ،ﯾﺧﺎﻓون ﻋﻠﻰ ﷲ ﻣن ﻋﺑﺎده
وﯾﻛﻠﻔون اﻧﻔﺳﮭم ﺑﻣﺎ ﻧﮭﻲ ﻋﻧﮫ اﻟرﺳول اﻟﻛرﯾم !!!! ..
ﻣن اﻟﺟﺎھل اذن ؟؟ ھل ھو ذﻟك اﻟﻌﺟوز اﻟذي ﻻ ﯾﻌﻠم ظروﻓﮫ
واﻋذاره اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﺗﮫ ﻣن ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻌﺗﻘده ودﯾﺎﻧﺗﮫ اﻻ ﷲ ،
اﻟذي ﺳﯾﺗوﻟﻰ وﺣده اﻟﺑت ﻓﻲ أﻣره وﻣﺻﯾره ﻓﻲ اﻵﺧرة ..
أم ھؤﻻء اﻟﺟﮭﻠﺔ اﻟذﯾن ﯾﺳﺗﻌﺟﻠون أﻣر اﻟﻌﺑﺎد ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ،
ﻓﯾﺣﺎﺳﺑوﻧﮭم ـ ﺑﻐﯾر وﺟﮫ ﺣق ـ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﮭﻣوه ھم ﻣن اﻟدﯾن
..؟؟؟
اﻻ ﯾﻘول اﻟرﺳول اﻟﻛرﯾم ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم " :ﻣَﺎ ﻣِنْ
ﻣ َْوﻟ ُو ٍد إ ِﻻ ﱠ ﯾُوﻟ َ ُد ﻋَ ﻠ َﻰ اﻟْ ﻔ ِْطرَ ِة ،ﻓَﺄ َ ﺑ ََواه ُ ُﯾﮭ ﱢَودَ اﻧِ ِﮫ أ َْو ُﯾﻧَﺻﱢ رَ اﻧِ ِﮫأ َْو
ُﯾﻣَﺟﱢ ﺳَ ﺎﻧِ ِﮫ " ..؟؟ ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﯾﺣﺎﺳب ھؤﻻء إذن إذا ﻛﺎﻧت
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻵﺑﺎء ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ..؟؟ وھؤﻻء ﺑدورھم
ﺗﻘﻊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗدﯾﻧﮭم ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق آﺑﺎﺋﮭم وھﻛذا !!! ...
ﻣﺎك ﻻﺑﺎس ﯾﺎ وﻟدي ..ﺷد
روﺣك ﺷوﯾﺔ ..ھﺎك ﺗﺷوف ﻓﯾﺎ
ﻗد ﺑوك وﻣﺎزﻟت ﻧطﻧطن !!..
ان ﻣﺻﯾر ھؤﻻء وﺣﺳﺎﺑﮭم ﻻ ﯾﻌﻠﻣﮫ اﻻ ﷲ ،وﻟﻛن ﻣؤﻛد
أن ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ ﺳوف ﻟن ﯾﺣﺎﺳﺑﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﮭﻣﻧﺎه ﻧﺣن
ﻣن اﻟدﯾن وﻣن اﻻﺳﻼم ﺗﺣدﯾدا ،وﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﮭم ﻋﻠﻰ
دﯾﺎﻧﺎﺗﮭم اﻟﺗﻲ ﻧﺷؤوا ﻋﻠﯾﮭﺎ دون أﺧذ ﺑﺎﻻﺳﺑﺎب واﻟﻣﻌﯾﻘﺎت
،وﻣﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻠﻐﺔ ،واﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ،
واﻟﺗﺷوﯾﮫ اﻟذي ﯾﺻل اﻟﯾﮭم ﻋن اﻟدﯾن ،واﻟﻧﺷﺄة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷؤوا ﻋﻠﯾﮭﺎ وھم ﯾﻌﺗﻘدون اﻧﮭم
ﻣﺧﻠﺻﯾن ﺑﻣﻧﺎﺳﻛﮭم وﺳﻠوﻛﮭم وﺣﺑﮭم اﻟذي ﻧراه ﻓﻌﻼ
ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮭم وﺻدﻗﮭم اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻔوﻗون ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﺔ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﺣﺳب ،ﺑل وﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟدﻋﺎة ورﺟﺎل اﻟدﯾن ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ،وﻣﻧﮭم ﻣن ﻧراه ﯾﺑﻐض اﻟﻧﺎس ،و ﯾﺑﺎﻟﻎ
ﻓﻲ اﺣﺗﻘﺎرھم ،ﻟﻣﺟرد اﻧﮭم ﯾﺧطﺋون او ﻻ ﯾﻔﮭﻣون
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ ،او ﻷﻧﮭم ﯾﺣﻣﻠون اﻓﻛﺎرا ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ
ﻻﻓﻛﺎرھم !! ..
ﻻ ﺑد ان ﻧﻔﮭم أوﻻ وﻗﺑل ﻛل ﺷﺊ " ان اﻟدﯾن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ " ،
واﻟﻘدوة اﻟﺣﺳﻧﺔ ،واﻟﺳﻠوك اﻟﺳوي ..ﻓﺑﮭذا اﻧﺗﺷر اﻟدﯾن
ﻓﻲ اﻣﺎﻛن ﺑﻌﯾدة ﻋن ﻣرﻛز اﻟدﻋوة ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻷوﻟﻰ ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﺟﺎر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺑﺳطﺎء وﻟﯾس ﻋن طرﯾق رﺟﺎل
اﻟدﯾن واﻟدﻋﺎة اﻟذﯾن ﯾرھﺑون اﻟﻧﺎس ﺑﺎﺳﺎطﯾرھم وﺧراﻓﺎﺗﮭم
ﻋن اﻟﻣﺳﯾﺢ اﻟدﺟﺎل ،وﻋذاب اﻟﻘﺑر ،اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻣﯾﻠون ﺑﮭﺎ
اﻟﺿﻌﻔﺎء ،ﺛم ﯾﻧﺗﻘﻠون ﺑﮭم اﻟﻰ اﻻﺳﺎﻟﯾب اﻟوﺣﺷﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ
ﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟدﯾن واھداﻓﮫ ووﺳﺎﺋﻠﮫ ﺟﻣﯾﻌﺎ ..
وﷲ ﯾﺎ ﺳﻲ اﻟﺑﺎﺟﻲ آﻧﺎ ﺑﯾدي ﺣﺎﯾر ﻓﯾك ،
وﻧﺳﺄل ﻓﻲ روﺣﻲ ..ﺗﺑﺎرك ﷲ ﻋﻠﯾك ،
ﯾﺎﺧﻲ اﻧت ﻧﺎوي ﺗﺗرﺷﺢ اﻟﻣرة اﻟﺟﺎﯾﺔ ! ..
اﻟوﺣدة اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺻر وﺳورﯾﺎ واﻟﻌراق ﻋﺎم . 1963
ﺗم ﯾو 17أﻓرﯾل 1963ﺗوﻗﯾﻊ إﺗﻔﺎق اﻟوﺣدة اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺻر وﺳورﯾﺎ واﻟﻌراق ،ﺣﯾث اﻟﺗﻘت ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة اﻟوﻓود
اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة وﺳورﯾﺎ واﻟﻌراق .
ﺑدأت اﻟﻣﺑﺎﺣﺛﺎت ﺑﯾن اﻟوﻓود اﻟﺛﻼﺛﺔ ﯾوم اﻟﺳﺑت 6أﻓرﯾل واﻧﺗﮭت ﯾوم 16ﻣن ﻧﻔس اﻟﺷﮭر .
ﯾﻘﺿﻰ اﻹﺗﻔﺎق اﻹﺗﺣﺎدى ﺑدﻣﺞ اﻟدول اﻟﺛﻼث ﻓﻰ ﻣدة أﻗﺻﺎھﺎ ﺧﻣﺳﺔ أﺷﮭر .
ﻧﺻت اﻹﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ إنّ اﻟﺳﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺷﻌب ،وإنّ اﻟﺣرﯾﺔ ﻛل اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌب وﻻ ﺣرﯾﺔ
ﻷﻋداء اﻟﺷﻌب .وﺗﺷﻣل ﻓﺋﺔ أﻋداء اﻟﺷﻌب اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
أ ـ اﻟﻣﻌزوﻟون ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘررة ﻟذﻟك .
ب ـ ﻛل ﻣن ﺣوﻛم ﺛورﯾﺎ ً وأدﯾن ﺑﺄﻧﮫ اﻧﻔﺻﺎﻟﻲ أو ﻣﺗﺂﻣر أو ﻣﺳﺗﻐل .
ج ـ ﻛل ﻣن ﺗﻌﺎﻣل أو ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﺄﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﻋﻣﯾﻼ ً ﻟﻠﻘوى اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ .
د ـ ﻛل ﻣن ﻋﻣل أو ﯾﻌﻣل ﻟﻔرض ﺳﯾطرة اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
واﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﺣدة ھﻰ إنّ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ طرﯾﻘﮭﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،وھذه ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣﻘق
إﻻ ﺑﻔرص ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ أﻣﺎم ﻛل ﻣواطن ﻓﻲ ﻧﺻﯾب ﻋﺎدل ﻣن اﻟﺛروة اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﯾﺟب ﺗوﺳﯾﻊ ﻗﺎﻋدة اﻟﺛروة اﻟﻘوﻣﯾﺔ
ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﺷﻌب اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ...
ھذا اﻻﺗﻔﺎق ﻟم ﯾﺗﺣول اﻟﻰ واﻗﻊ ﺑﺳﺑب اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟدول واﻻﺣزاب اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ..وﺑﻌد ﻓﺷل ﻣﺣﺎدﺛﺎت
اﻟوﺣدة اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ .أﻋﻠن ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻋﺎم 1963ﻋن ﺿرورة ﺑﻧﺎء اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟواﺣدة ،ﻛﺗﻧظﯾم ﺛوري ،ﺿروري ،
ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق طﻣوح اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟواﺣدة ،ﻧظرا ﻻﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟدول
اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ..وﻻ ﯾزال ھذا اﻟﺧﯾﺎر ﻣﻌﻠﻘﺎ اﻟﻰ اﻵن رﻏم اﺗﻔﺎق اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻗﯾﺎﻣﮫ ) ..ھؤﻻء ﺣﻛﻣوا ﺳورﯾﺔ (.
ﺗﺟرﺑﺔ اﻟوﺣدة اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ..
درس اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل . (2) ..
دﻛﺘﻮر ﺻﻔﻮت ﺣﺎﺗﻢ .
.ﺑداﯾﺔ اﻟﻘﺻﺔ :
وﻛوﻧﺗﺎت وﺑﻌﺿﮭم ﺑطﺎرﻛﺔ واﺳﺎﻗﻔﺔ وﻣﺎ اﻟﻰ ذﻟك .
- 3ﻛﺎﻧت أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻓﻲ وﺿﻊ
ﻏرﯾب وﺷﺎذ ﺟدا ﻣن اﻟوﺟﮭﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ..ﻷن ﻣﻌظم
أﻗﺳﺎﻣﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﺈﻗطﺎﻋﯾﺎت اﻟﻘرون
اﻟوﺳطﻰ ..اﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺳﻣﺔ ﻟﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟدول
واﻟدوﯾﻼت واﻟﻣدن اﻟﺣرة ..وﻛﺎن اﻟﺣﻛم ﯾﻌود ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ
أﻟﻰ ﺣﻛﺎم دﯾﻧﯾﯾن ..وﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻵﺧر اﻟﻰ ﺣﻛﺎم ﻣدﻧﯾﯾن ..
وﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن ھؤﻻء اﻟرؤﺳﺎء ..ﻣﻠوك وأﻣراء ودوﻗﺎت
وﻏراﻧدوﻗﺎت ..وﻛﺎن ﺑﺟﺎﻧب ذﻟك ﻛﻠﮫ ﻣدن ﺣرة ﻋدﯾدة ..
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ إدارة ﺷﺋوﻧﮭﺎ ﻣﺗﻣﺗﻌﺔ ﺑﺳﯾﺎدة ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻣور
اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ..
وﻟﻛن 1475ﻣﻧﮭم ﻛﺎﻧوا ﻣﺟرد ﻓرﺳﺎن اﺣرار ﻻ ﯾﺧﺿﻌون
ﻷﺣد إﻻ اﻹﻣﺑراطور وﯾﺣﻛﻣون ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﺎﺋﺗﻲ ﻣﯾل ﻣرﺑﻊ .
وﻛﺎن ھﻧﺎك أﯾﺿﺎ اﺣدة وﺧﻣﺳون " ﻣدﯾﻧﺔ ﺣرة " ﺑل
وﺑﻌض اﻟﻘرى اﻟﺣرة أﯾﺿﺎ .وﻛﺎن ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣراء
ﯾﺣﻛﻣون دوﻻ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺑﺟﺎﻧب أراﺿﯾﮭم اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﺛل
ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وروﺳﯾﺎ ) ﻓﻘد ﺻﺎر اﻟدوق ھوﻟﺷﺗﺎﯾن ﻗﯾﺻرا
ﻟروﺳﯾﺎ ﻋﺎم 1762وﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺣﻛم ﺳوى ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة ( ..
ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ھﻧﺎك ﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎن ﯾﺣﻛﻣون اﻗﺎﻟﯾم ﻓﻲ اﻟﺳوﯾد
واﻟدﻧﻣﺎرك وﺑوﻟﻧدا وھوﻟﻧدا وﺑﻠﺟﯾﻛﺎ وﺑوھﯾﻣﯾﺎ وھﻧﻐﺎرﯾﺎ
وﺑﻌض اﻻﻗﺎﻟﯾم اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﯾطﺎﻟﯾﺎ وﺳوﯾﺳرا .
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ..ﻛﺎن ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ – ﺑﺻورة رﺳﻣﯾﺔ – "
اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ " ..وﻟﻛن ھذه اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ ﻛﺎﻧت
" إﺳﻣﺎ ﺑﻼ ﺟﺳم " ..ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄي ﺳﻠطﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ..ﻓﻛﺎﻧت
ﻛل واﺣدة ﻓﻲ ھذه اﻟوﺣدات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ..اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﺻﻐﯾرة
..ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺷؤوﻧﮭﺎ إﺳﺗﻘﻼﻻ ﺗﺎﻣﺎ ..ﻓﻛﺎن ﻟﻛل واﺣدة
ﻣﻧﮭﺎ ﺣﻛوﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﺟﯾش ﺧﺎص وﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ..وإذا
إﺳﺗﺛﻧﯾﻧﺎ ﻣﻧﮭﺎ " ﻣﻣﻠﻛﺔ ﺑروﺳﯾﺎ " ..اﺳﺗطﻌﻧﺎ أن ﻧﻘول أﻧﮭﺎ
ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺿﻌف ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺟوه اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ...
وﺣﺗﻰ اﻹﻣﺎرات اﻷﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﺟدا ﻛﺎﻧت ﺗدﻋﻲ أﻧﮭﺎ أﻣم
ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ) ﻛﺈﻣﺎرات ودول اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ . ( !! ..
ﺻراﻋﺎت اﻟﺣﻛﺎم اﻷﻟﻣﺎن :
ﻛﺎﻧت أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻠﺗﻌﺻب اﻟﻣﺣﻠﻲ
واﻟﺻراﻋﺎت اﻷﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ) ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ (
ﻓﻔﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﻋداءات ﻣﺗوارﺛﺔ ﺑﯾن
اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﻛﺳون واﻟﻔراﻧك ..وﻛﺎن
أﻟﻣﺎن اﻟﺷﻣﺎل وأﻟﻣﺎن اﻟﺟﻧوب ﻻ ﯾﻛﺎدون ﯾﻔﮭﻣون ﺑﻌﺿﮭم
اﻟﺑﻌض ..وﻛﺎﻧوا ﯾﻠﺟﺋون اﻟﻰ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ إذا أرادوا اﻟﺗواﺻل
واﻹﺗﺻﺎل ﺑﺑﻌﺿﮭم اﻟﺑﻌض ( !! )..
وﺻﻌد ﻋدد ﻛﺑﯾر ﺟدا ﻣن اﻟﻧﺑﻼء اﻟﻰ ﻣﺻﺎف ﺣﻛﺎم اﻷﻗﺎﻟﯾم
ووﺿﻌوا ﺳﯾﺎﺳﺗﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻓق ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ
وﻗﺎﻣوا ﺑﺣروﺑﮭم اﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ دون أدﻧﻰ إﻋﺗﺑﺎر ﻟﻸھداف
اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ .وﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ " اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ " ﻟﻛل
إﻗﻠﯾم ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺑﯾوت واﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ
) !! ( ..واﻟﻐرﯾب أن ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻛﺎﻧت ﺗﺣظﻰ ﺑﺗﺄﯾﯾد
ﻛﺑﯾر ﻣن ﺳﻛﺎن ﻛل أﻗﻠﯾم . ( !! ) ..ﻓﺎﻹﻣﺑراطوﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ
ﻟم ﺗﻛن دوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﮭوم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺑل اﺗﺣﺎدا ﻓﺿﻔﺎﺿﺎ ﻛﺎن
ﯾﺿم ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر 1800ﺣﺎﻛم ) أﻟف وﺛﻣﺎﻧﻣﺎﺋﺔ
ﺣﺎﻛم ( !! ..وﻛﺎن ﺑﻌﺿﮭم ﻣﻠوﻛﺎ ودوﻗﺎت وﻣرﻛﯾزات
وﻛﺎن اﻟﺗطرف ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ) واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ( ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ
ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﮭﺎﻧﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وﺗﻔﺗﺗﮭﺎ واﻧﻘﺳﺎﻣﮭﺎ ..
وﺻﺎر اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﺣﻛﺎم واﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺳﺑﺑﺎ ﻣن
اﺳﺑﺎب ﺿﻌف وﺗﺷﺗت اﻻﻟﻣﺎن وھزﯾﻣﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﺣرب أﻣﺎم
ﻧﺎﺑﻠﯾون .
وﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﺻﺮاﻋﺎت اﻟﺤﻜﺎم اﻷﻟﻤﺎن ﺣﺪا ﻣﺰرﯾﺎ ..ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن
اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﯿﻦ اﻷﻗﻄﺎر اﻷﻟﻤﺎﻧﯿﺔ اﻟﻜﺒﺮى ..
وﺣﺘﻰ ﺑﯿﻦ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﺼﻐﺮى ..أﺣﺪ أھﻢ اﺳﺒﺎب ﺗﺪھﻮر
اﻟﺸﻌﺐ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ..ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺄ اﻟﺤﺮوب ﺑﯿﻦ اﻷﻣﺮاء
ﻋﻠﻰ اﺗﻔﮫ اﻷﺳﺒﺎب ..ﻣﺜﻼ ..أﻋﻠﻦ أﺣﺪ اﻟﺒﺎروﻧﺎت " ﺑﺎرون
ﻓﻠﻤﻨﺞ " اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ دوﻗﺔ " زاﺧﻦ ﺟﻮﺗﺎ وﯾﺴﻨﻔﻠﺰ " ﻷﻧﮭﺎ
أﻣﺮت ﺑﺬﺑﺢ ﻛﺒﺶ ﻓﻲ أراﺿﻲ أﻗﻠﯿﻤﮫ ﺑﺪون إذﻧﮫ .وﻓﻲ ﻋﺎم
1747ﻧﺸﺒﺖ ﺣﺮب ﺑﯿﻦ " زاﺧﻦ ﺟﻮﺗﺎ " و " زاﺧﻦ
ﻣﺎﯾﻨﺘﺠﻦ " ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺠﺎر ﺑﯿﻦ اﺛﻨﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء ﺣﻮل ﺣﻖ
اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﺒﻼط اﻟﻤﻠﻜﻲ ...وھﻨﺎك أﻣﺜﻠﺔ ﻛﺜﯿﺮة ﺣﻮل ھﺬا
اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻜﺎم اﻷﻣﺎن ) .
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺴﯿﺎﺳﺔ .ﻓﺮدرﯾﻚ ھﺮﺗﺰ .ﺗﺮﺟﻤﺔ
دﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﯾﻢ أﺣﻤﺪ ,ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ و
اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ ,دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ ,اﻟﻘﺎھﺮة ( .
أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ واﻟﺧطر اﻟﻧﺎﺑﻠﯾوﻧﻲ :
- 4وﻟﻛن رﻏم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻔﺗت واﻹﻧﻘﺳﺎم واﻟﺗﻧﺎﺣر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
..ﻛﺎﻧت " أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ " ﻗد وﺻﻠت ﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻘدم
واﻟرﻗﻲ ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻌﻠوم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻧون واﻵداب ..
.وﻛﺎن ﻣن أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ أدﺑﺎء ﻋﺑﺎﻗرة ﻣﺛل " ﺷﯾﻠر " و " ﺟوﺗﮫ
" ..وﻓﻼﺳﻔﺔ ﻋظﻣﺎء ﻣﺛل " ﻛﺎﻧط " و " ھﯾﺟل " ..
وﻋﻠﻣﺎء ﻣﺷﮭورون ﻓﻲ ﻛل اﻟﻔروع ﻣﺛل " ﺟوس " و "
ھوﻣﺑوﻟد " و " وﻓرﻧر " ..وﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎت راﻗﯾﺔ ..
إﺷﺗﮭرت ﻛل واﺣدة ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻌدد ﻏﯾر ﻗﻠﯾل ﻣن اﻷﺳﺎﺗذة
واﻟﻌﻠﻣﺎء ..
ﺑﺈﺧﺗﺻﺎر :ﻛﺎﻧت أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ راﻗﯾﺔ وﻣوﺣدة ﻣن ﺣﯾث اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ..
ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺿﻌﯾﻔﺔ وﻣﺷﺗﺗﺔ وﻣﺗﺄﺧرة ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ !!
وﻛﺎن اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻷدﺑﺎء واﻟﻣﻔﻛرون ﻻ ﯾﻠﺗﻔﺗون اﻟﻰ اﻻوﺿﺎع
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ..وﻛﺛﯾرا ﻣﺎﻛﺎﻧوا ﯾﻔﻛرون ﺗﻔﻛﯾرا ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ
وﯾﺳﺗرﺳﻠون وراء اﻷﺣﻼم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ..
ھذه ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺔ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻣت اﻟﺛورة اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ
ﻓرﻧﺳﺎ ..وﻗد ﻗوﺑﻠت أﺧﺑﺎر ھذه اﻟﺛورة ﺑﺎﻟﺣﻣﺎس
واﻹﺳﺗﺣﺳﺎن ﻣن ﻛل ﺷﻌوب أوروﺑﺎ اﻟﻣﺿطﮭدة .
وﺑﻌد ذﻟك ھﺟم ﻧﺎﺑﻠﯾون ﻋﻠﻰ " ﻣﻣﻠﻛﺔ ﺑروﺳﯾﺎ " ..أﻛﺑر
اﻟدوﯾﻼت اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ واﻗواھﺎ ..ﻓدﺣر ﺟﯾوﺷﮭﺎ ﺟﯾوﺷﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣوﻗﻌﺔ " ﯾﯾﻧﺎ " اﻟﻣﺷﮭورة ..ﺛم زﺣف ﻋﻠﻰ ﺑرﻟﯾن
واﺳﺗوﻟﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ..وأﻣﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك " ﺑروﺳﯾﺎ " ﻣﺎ ﺷﺎء
ﻣن اﻟﺷروط :ﻓﺻل ﻣن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف أراﺿﯾﮭﺎ
..وﻓرض ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎھظﺔ ..ورﻗﺎﺑﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ
ﻗﺎﺳﯾﺔ ..وﺑﻌد ذﻟك ﺟﻌل ﻣن ﺷﻣﺎل أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻗﺎﻋدة
ﻟﻸﺳﺗﻌدادات اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﻐزو روﺳﯾﺎ ..
وﻟم ﯾﻛﺗف " ﻧﺎﺑﻠﯾون " ﺑﺗﻣزﯾق اﻟﻣﺎﻧﯾﺎ واﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮭﺎ
وإھﺎﻧﺗﮭﺎ ..ﺑل ﺟﻧد ﻋددا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻷﻟﻣﺎن ..وإﺳﺗﺧدﻣﮭم
ﻓﻲ ﻏزوه ﻟروﺳﯾﺎ ..وﻗد ﺑﻠﻎ ﻋدد اﻷﻟﻣﺎن اﻟذﯾن ﺟﻧدھم "
ﻧﺎﺑﻠﯾون " ﻣﺋﺎت اﻻﻻف ..وﻗد ﻗدر اﻟﺧﺑراء ﻋدد اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ
ﻣن ھؤﻻء اﻟﺟﻧود ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻣﺎﺋﺔ وﺧﻣﺳﯾن أﻟﻔﺎ !!
دور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن :
ﻛﺎن رﺟﺎل اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻗد أﻋﻠﻧوا أن ھذه اﻟﺛورة
ﺳﺗﺧوض اﻟﺣروب اﻟﺗﺣرﯾرﯾﺔ ﺿد ﺣﻛم اﻟﻣﻠوك " :ﻟﺗﺿﻣن
اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﺳﻼم ﻟﻠﺷﻌوب ..وﺗﺧﺎﺻم اﻟﻘﺻور ﻟﺗﺳﺎﻋد
اﻷﻛواخ " ..وﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺳﺗﻘﺑل أﻣﺛﺎل ھذه
اﻟﺗﺻرﯾﺣﺎت واﻹﻋﻼﻧﺎت ﺑﺎﻟﺗﺻﻔﯾق واﻟﺗﺣﺑﯾذ ..وﻛﺎن ﻣن
اﻟطﺑﯾﻌﻲ ..أﯾﺿﺎ ..أن ﺗﺗﻘوى ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻷﻟﻣﺎن
" اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ " اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﯾﺣﻣﻠوﻧﮭﺎ ..وﺣب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
اﻟذي ﻛﺎﻧوا ﯾدﻋون إاﻟﯾﮫ ...
- 5وﻟﻛن ﻗﺑل أن ﺗﻣﺿﻲ ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻓرﻧﺳﺎ ﺗﺣﺷد
اﻟﺟﯾوش وﺗﺧوض ﻏﻣﺎر ﺣروب طوﯾﻠﺔ ..ﺣروب ﻣن أﺟل
اﻟﻔﺗﺢ واﻟﺗوﺳﻊ ..وﺻرح أﺣد ﻗﺎدة اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻣن
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺑر ﻣﺟﻠس اﻟﺛورة ﻋﺎم " :1795أﻧﮫ ﯾﺣق
ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ..ﺑل ﯾﺟب ﻋﻠﯾﮭﺎ ..أن ﺗﺿم وﺗﻠﺣق
ﺑﮭﺎ اﻟﺑﻼد اﻟﺗﻲ ﺗﻼﺋم ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ..ﺳواء ﻋن طرﯾق
اﻟﻔﺗوﺣﺎت أو طرﯾق اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت واﻟﻣﻌﺎھدات " !!
ووﺻﻠت اﻷطﻣﺎع اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ أﻗﺻﺎھﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗم ﺗوﯾﺞ "
ﻧﺎﺑﻠﯾون " وﺗﻧﺻﯾﺑﮫ إﻣﺑراطورا ﻋﻠﻰ ﻓرﻧﺳﺎ..
وﻣﻣﺎ ﯾﻠﻔت اﻟﻧظر ..أن " أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ " ﺻﺎرت أول أھداف
وأطﻣﺎع " ﻧﺎﺑﻠﯾون " ..وﻛﺎن إﻧﻘﺳﺎم " أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ " اﻟﻰ
دوﯾﻼت ﻛﺛﯾرة ﻣﺗﻧﺎﺣرة ھو اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ وراء اﻹطﻣﺎع
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ..وﻛﺎن ھو أﯾﺿﺎ اﻟذي ﺳﮭل " ﻟﻧﺎﺑﻠﯾون " أن
ﯾﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟدوﯾﻼت اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ..وأن ﯾﺗﺻرف ﻓﻲ ﺷؤوﻧﮭﺎ
ﻛﻣﺎ ﺷﺎءت أطﻣﺎﻋﮫ وأھواءه ..
ﺑدأ " ﻧﺎﺑﻠﯾون " إﺟراءاﺗﮫ ﻓﻲ ﺷؤون أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ اﻟدول واﻟدوﯾﻼت اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻧﮭر اﻟراﯾن ..
وأﻟﺣق ﻗﺳﻣﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﺑﻔرﻧﺳﺎ إاﻟﺣﺎﻗﺎ ﻣﺑﺎﺷرا ..وﻛون ﻣن ﻗﺳم
آﺧر ﻣﻣﻠﻛﺔ ﺟدﯾدة ﺳﻣﺎھﺎ ﻣﻣﻠﻛﺔ " وﺳﺗﻔﺎﻟﯾﺎ " وﻧﺻب أﺧﺎه
" ﺟﯾروم " ﻣﻠﻛﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ..ﺛم ﻛون دوﻟﺔ إﺗﺣﺎدﯾﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻋدد
ﻏﯾر ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟدوﯾﻼت اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺳﻣﺎھﺎ ﺑﺎﺳم " إﺗﺣﺎد اﻟراﯾن
" ..وأﻋﻠن ﻧﻔﺳﮫ ﺣﺎﻣﯾﺎ ..
- 6ﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗوﻟد ھذه اﻟﻛوارث واﻟﻣﺻﺎﺋب
رد ﻓﻌل ﺷدﯾد ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﺷﻌب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ..ﻓﻘد ﺻﺎر اﻟﻛل
ﯾﺷﻌر ﺷﻌورا واﺿﺣﺎ أن ﺳﺑب ھذه اﻟرزاﯾﺎ واﻟﻣﺻﺎﺋب ھو
ﻓﻘدان اﻟﺷﻌور اﻟﻘوﻣﻲ ..ﻓﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗؤﺛر ھذه
اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻔوس اﻟﻣﻔﻛرﯾن واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن اﻷﻟﻣﺎن ..ﻓﺗوﻟد
ﺗﯾﺎر ﺟﺎرف ﻣن اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘروﻧﺔ ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ
ﻓﻲ اﻹﺗﺣﺎد ,,وﻗد ﺳرى ھذا اﻟﺗﯾﺎر ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﺟﻣﯾﻊ
ﺑوﺟﮫ ﺧﺎص رﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻔﻛر واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ..ودﻓﻌﮭم ھذا
أن ﯾﻌﻣﻠوا ﻋﻣﻼ ﻣﺗواﺻﻼ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺧﻠﯾص أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻣن
رﺑﻘﺔ اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ..
إﻧدﻓﻊ اﻷدﺑﺎء واﻟﺷﻌراء – وﻋﻠﻰ رأﺳﮭم – " آرﻧت " و
" ﺟور " ..ﯾﺻورون اﻟرزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ أﻟﻣت ﺑﺎﻟﺑﻼد ﺗﺻوﯾرا
ﻣؤﺛرا ..وﯾﻠﮭﺑون روح اﻟوطﻧﯾﺔ ..وﯾﺛﯾرون روح اﻟوطﻧﯾﺔ
واﻹﺳﺗﻘﻼل واﻹﺗﺣﺎد ﺑﺎﺷﻌﺎر ﺣﻣﺎﺳﯾﺔ ﺟدا ..وﯾﻘول ﻣؤرﺧو
اﻷدب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ :أن ﺗﺎرﯾﺦ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻟم ﯾﺷﮭد ﻓﻲ أي دور ﻣن
أدواره ھذا اﻟﺗدﻓق ﻣن اﻷدب اﻟﺣﻣﺎﺳﻲ اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﺛﯾر
ﻟﻠﮭﻣم واﻟﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل .
وإﻧدﻓﻊ ﻛذﻟك اﻟﻣﻔﻛرون واﻟﻣﻌﻠﻣون ..وﻋﻠﻰ رأﺳﮭم "
ﻓﯾﺧﺗﺔ " ..اﻟﻰ ﻧﺷر اﻟﺧطب واﻟﻣﻘﺎﻻت وإاﻟﻘﺎء اﻟدروس
واﻟﻣﺣﺎﺿرات ﻹﺳﺗﺛﺎرة روح اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ..وﺗﻘوﯾﺔ ﻧزﻋﺔ
اﻹﺗﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻧﻔوس..
ﻓﯾﺧﺗﺔ .
ﺣﻲ اﻟﺷﺎم ﺷﻣوﺧﺎ ظل ﻣؤﺗﻠﻘﺎ
ان ﺳﺎﻣﮫ اﻟﻘوم ﺧﺳﻔﺎ زادھم أﻟﻘﺎ
أرض اﻟﺑطوﻻت ﻣﺎ أﻏرت ﺑﻣﻐﺗﺻب
اﻻ وﯾﻠﻘﻰ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻟﺟﮭﺎ ﻏرﻗﺎ
ﻧﺑض اﻟﻌروﺑﺔ ﻣﮭد اﻟﻔﺧر ﻣﺎ أﻓﻠت
ﺑﯾﺎرق اﻟﻣﺟد ﻓﯾﮭﺎ ﻣذ ﺑﮭﺎ ﺧﻠﻘﺎ
ذي ﺷﺎﻣﻧﺎ ،ﻟو ﺑراﻛﯾن اﻟورى اﻧﻔﺟرت
ﻋﻠﻰ ذُ راھﺎ ﺗﺟد ھﺎﻣﺎﺗﮭﺎ ُﺑﺳُﻘﺎ
أﻋداؤھﺎ اﻟﯾوم أﻗزام ﺳﻣﺎﺳرة
أذﻧﺎب ﻏرب ﻟﮫ ﺑﺎﻋوا اﻟﺣﻣﻰ ﻧزﻗﺎ
ﺑﺋس اﻟزﻋﺎﻣﻠت ،ﺑل ﺑﺋس ﻋواﺻﻣﮭم
ﺟرذان أﻗﺑﯾﺔ ان طﺎرق طرﻗﺎ
ﻓﺎﻟﻛل ﻣرﺗﺟف واﻟﻛل ﻣﻧﻛﺳف
واﻟﻛل ﻣﻌﺗﻛف ﻓﻲ ﺧوﻓﮫ اﻧزﻟﻘﺎ
طول اﻟﻠﺣﻰ ﺧرف ،ﯾوم اﻟوﻏﻰ ﺗﻠف
ﻓﺗواھمُ ﻗرف ﻣن ﻧﺗﻧﮭﺎ اﻧﺑﺛﻘﺎ
دﻣﺷق ﻟﻠﻌرب ﺣﺻن وﻟﯾس ﯾﮭدﻣﮫ
ﺟرذان ﺗﮭﻠك ان ﺣرﺑﺎ ،وان أرﻗﺎ ..
***
ﺗﻣوﯾل اﻹرھﺎب ..ﺗﻘﺎطﻊ وﺗﺷﺎﺑك ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل . (2) ..
ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻹرھﺎب :
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﮫ ﻗﺎل اﻹرھﺎﺑﻲ وﻋﺿو ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة أﯾﻣن اﻟﻌوﻟﻘﻲ إن ھﻧﺎك 44طرﯾﻘﺔ ﻟدﻋم ﻣﺎ أﺳﻣﺎه "اﻟﺟﮭﺎد" ،ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ
رأس ھذه اﻟوﺳﺎﺋل 10إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ،وﻣن أﺟل اﻟﻣﺎل ﻓﻘد ﺳﻠﻛت ھذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻛل اﻟطرق ﻟﻠﺣﺻول
ﻋﻠﯾﮫ..
ﻓﻣﺛﻼ ً إن ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹرھﺎﺑﯾﺔ ﻧﺻﯾب اﻷﺳد ﻣن ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات ،ﻓوﻓﻘﺎ ً ﻟـ "إدارة ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣﺧدرات" اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻓﺈن 19
ﻣﻧظﻣﺔ ،ﻣن ﺑﯾن 43ﻣﻧظﻣﺔ ﺗم ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ ﻛﻣﻧظﻣﺎت إرھﺎﺑﯾﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﺗرﺗﺑط ﻓﻌﻠﯾﺎ ﺑﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻏﯾر أن %60
ﻣن ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺗرﺗﺑط ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣﺧدرات أﯾﺿﺎ ً ﺑﺧﻼف اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﯾﮭﺎ .
وﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﺻﺎدر ﻋن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻗدرت ﻋﺎﺋدات ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺧدرات ﻛﻧﺷﺎط ﻏﯾر ﻣﺷروع ﺑـﻧﺣو 322ﺑﻠﯾون دوﻻر؛ ﻟذﻟك
اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺧدرات اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻐﯾر ﻣﺷروﻋﺔ اﻷﻛﺛر رﺑﺣﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻗﺑل ﺣﺗﻰ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻷﺳﻠﺣﺔ ..
ﻛﻣﺎ ﺗﻘدر أرﺑﺎح ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﻌﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟدوﻻرات ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧطف واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓدﯾﺔ ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ
ﻓﻘط ..وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق ﯾﻘول "ﻣﺎﯾﻛل ﺟﺎﻛوﺑﺳون" ،اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻹرھﺎب ﻓﻲ اﻟﺧزاﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ " :إن ﻣﺻﺎدر
ﺗﻣوﯾل اﻟﻘﺎﻋدة اﺧﺗﻠﻔت ﻛﺛﯾرً ا ﺑﻌد أﺣداث 11ﺳﺑﺗﻣﺑر ،ﻓﻘﺑل اﻷﺣداث ﻛﺎن ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﻧظﯾﻣًﺎ ﻣرﻛز ًﯾ ّﺎ ﻗﺎدرً ا ﻋﻠﻰ ﺗﻣوﯾل
ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﮫ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دﻋم ﺟﻣﺎﻋﺎت ارھﺎﺑﯾﺔ أﺧرى ،وھو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗدور ﻓﻲ ﻓﻠﻛﮫ" ..أﻣﺎ اﻵن ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺧﻼﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﻣوﯾل ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺧطف واﻻﺣﺗﯾﺎل وﺗﮭرﯾب اﻟﻣﺧدرات ،وﺗﺷﯾر
اﻟﺗﻘدﯾرات إﻟﻰ أﻧﮫ ﻣﻧذ ﻋﺎم 2007اﺳﺗطﺎع ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣوﯾل ﺿﺧم وﺻل إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ 130
ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺧطف وﻣﺳﺎﻋدة ﺗﺟﺎر اﻟﻣﺧدرات.
وﺑﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺣﺎت ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟرﺋﯾس اﻟﺟزاﺋري "ﻛﻣﺎل رزاق ﺑﺎرة" ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺧﺗطﺎف اﻟﺗﻲ اﺳﺗﮭدﻓت ﻏرﺑﯾﯾن ﻓﻲ
اﻟﺳﺎﺣل اﻹﻓرﯾﻘﻲ ﺟﻠﺑت ﻟﻺرھﺎﺑﯾﯾن أﻛﺛر ﻣن 150ﻣﻠﯾون ﯾورو ﻓﻲ اﻟﺧﻣس ﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳﺎﺣل اﻟﻣﻐرﺑﻲ
..وھو ﻣﺎ ﯾﺗﻛرر ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺑﻼد ،ﻣﺛل اﻟﯾﻣن وﻟﯾﺑﯾﺎ ،ﻓﻘد ﺳﺑق ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻓﻲ اﻟﯾﻣن أن ﺣﺻل ﻋﻠﻰ 6ﻣﻼﯾﯾن ﯾورو ﻋﻧد
إطﻼﻗﮫ ﺳراح 3ﻣن اﻟرھﺎﺋن اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻋﺎم ، 2011واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ 10ﻣﻼﯾﯾن دوﻻر ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻣﻘﺎﺑل
اﻹﻓراج ﻋن اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ اﻟﺳﻌودي ﻋﺑد ﷲ اﻟﺧﺎﻟدي ﻋﺎم ، 2012وﺗﻌﺗﺑر ھذه ﻣﺟرد أﻣﺛﻠﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﻸرﺑﺎح اﻟطﺎﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻧﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧطف وﺣدھﺎ ) .ﺑواﺑﺔ اﻟﺣرﻛﺎت اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ( .
“ إﻧﻧﻰ أﺷﻌر اﻵن وأﻧﺎ ﺑﯾﻧﻛم ﺑﺄﺳﻌد ﻟﺣظﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻰ ،ﻓﻘد ﻛﻧت داﺋﻣﺎ ً أﻧظر إﻟﻰ دﻣﺷق وإﻟﯾﻛم وإﻟﻰ ﺳورﯾﺎ ،وأﺗرﻗب اﻟﯾوم
اﻟذي أﻗﺎﺑﻠﻛم ﻓﯾﮫ ،واﻟﻧﮭﺎرده ..اﻟﻧﮭﺎرده أزور ﺳورﯾﺎ ﻗﻠب اﻟﻌروﺑﺔ اﻟﻧﺎﺑض ..ﺳورﯾﺎ اﻟﻠﻰ ﺣﻣﻠت داﺋﻣﺎ ً راﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
..ﺳورﯾﺎ اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺎ ً ﺗﻧﺎدى ﺑﺎﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ..ﺳورﯾﺎ اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺎ ً ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻣن ﻋﻣﯾق اﻟﻘﻠب ﻣﻊ اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن
،واﻟﯾوم – أﯾﮭﺎ اﻹﺧوة اﻟﻣواطﻧون – ﺣﻘق ﷲ ھذا اﻷﻣل وھذا اﻟﺗرﻗب وأﻧﺎ أﻟﺗﻘﻰ ﻣﻌﻛم ﻓﻲ ھذا اﻟﯾوم اﻟﺧﺎﻟد ،ﺑﻌد أن ﺗﺣﻘﻘت
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ” .
اﻟزﻋﯾم اﻟراﺣل ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻗﯾﺎم اﻟوﺣدة ،ﺳﻧﺔ . 1958
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017