نشرية القدس عدد 198 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: نشرية القدس عدد 198.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 20/12/2015 à 23:14, depuis l'adresse IP 197.0.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 363 fois.
Taille du document: 2.2 Mo (9 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻌروﺑﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ھﻲ اﻟﺣل ..
ﻋن ﻣﺻر وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌروﺑﺔ
اﻟﺷر ﺑرّ ة وﺑﻌﯾد ...
ﺑﻌض اﻻﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﮭﺎ ﻣدﻟول ﻋﻣﯾق وﺗﻐﻧﻲ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋن أي ﺗوﺿﯾﺢ ،وﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن ﯾﺟد اﻻﻧﺳﺎن ﺗﻌﺑﯾرا
ﺑﻠﯾﻐﺎ ﻋن ﻓﻛرة أو ﻣوﻗف ﻣﺧﺗزل ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺗﯾن ﻣن ﻛﻠﻣﺎت اﻻﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ،وھﻛذا ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر ﻋن
اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻣﺛﺎل واﻟﺣﻛم اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻔز اﻟﻰ اﻟذھن ﺳواء ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﯾﺔ أو ﺑﺎﻟﻔﺻﺣﻰ وﻣﻧﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣرور ﺳﻧﺔ ﻣن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻻﺧﯾرة اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ واﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣﺛل اﻟﻘﺎﺋل :
" ﻛراع اﻟﺑﮭﯾم ﻣﺎ ﺗﺟﯾش ﻣﻧﮭﺎ زﻣﺎرة " ،و" ﻓﺎﻗد اﻟﺷﺊ ﻻ ﯾﻌطﯾﮫ " ،واﻟﻣدﻟول واﺿﺢ ﻓﻲ ھذﯾن اﻟﻣﺛﻠﯾن واﻟﻣﻘﺻود
ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟﺣﺎﻟﯾﯾن اﻟذﯾن اﺗت ﺑﮭم اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺑطرق ﻏﯾر ﻧزﯾﮭﺔ ،ﻟﻌب ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟﻣﻠوث دورا ﻛﺑﯾرا ،ﻟﯾﺗوﻟوا ﺑدورھم ،ﺟﻠب ﻣﺳؤوﻟﯾن آﺧرﯾن ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺻﺻﺔ واﻗﺗﺳﺎم اﻟﻣواﻗﻊ و اﻷدوار
ّ
واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،ﺑﺎﺳم اﻟﺗواﻓق أﺣﯾﺎﻧﺎ ،واﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﺣﯾﺎﻧﺎ اﺧرى ..وﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟظروف ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋﺎدت اﻟﻰ اﻟﻣﺷﮭد
ﺗﻠك اﻟوﺟوه اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻛﺎﻟﺣﺔ ﺑداﯾﺔ ﺑرﺋﯾس اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ ورﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟذﯾن ارﺗﺑطوا
ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﻼﻧظﻣﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳت اﻟﺧﯾﺎرات اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﻼﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺣﺷﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم
اﻟﺛورة ﺳﻧﺔ .. 2011
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟوﺿﻊ اﻻﻣﻧﻲ واﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺛل اﻟﻘﺎﺋل " اﻟﻌزوزة ھﺎزھﺎ اﻟواد وﺗﻘول اﻟﻌﺎم ﺻﺎﺑﺔ "
ﺣﯾث ﻧﺳﻣﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺟﮭود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻻرھﺎب ﻓﻲ اﻟداﺧل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻠول اﻻﻣﻧﯾﺔ
اﻟﺻرﻓﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺑدو ان اﻟﺗﮭدﯾد اﻟﺧﺎرﺟﻲ أﻛﺛر رﻋﺑﺎ وﺧطورة اذا ﻧظرﻧﺎ اﻟﻰ ﺗﻣرﻛز اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻻرھﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻘرﺑﺔ ﻣن اﻟﺣدود ،وھﻲ ﺗﻘوم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﺗدرﯾب ﻋﻧﺎﺻرھﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺗﻰ اﻧواع اﻻﺳﻠﺣﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﻛﺎﻟﻣدرﻋﺎت
واﻟطﺎﺋرات ﺑﻌد أن ﻏﻧﻣت ﺗرﺳﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﺳﺗﮭﺎن ﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﻌدات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺳﯾطرت ﻋﻠﯾﮭﺎ ..وھﻲ
اﻟﻘﺎدرة أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻻرھﺎﺑﯾن ﻣن ﻛل ﺻوب وﺣدب ﻓﻲ وﻗت ﻗﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ،وﺧﺎﺻﺔ
ﺑﻌد اﻟﻔﺷل اﻟذي ﯾﻠﻘوﻧﮫ ھﻧﺎك واﻟذي ﯾﻣﻛن ان ﯾدﻓﻌﮭم ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣواﻗﻌﮭم وأھداﻓﮭم ﺑﺎﻟﻘدوم اﻟﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻟﻠﮭﺟوم ﻏرﺑﺎ ..
وﻣﻣﺎ ﯾزﯾد اﻟطﯾن ﺑﻠﺔ ،ﻓﻲ اﻟداﺧل ھو ﻋﺟز اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻋﺻﺎﺑﺎت اﻟﺗﮭرﯾب اﻟﺗﻲ
ﺗﻐذي اﻻرھﺎﺑﯾﯾن ،ﺑل ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﻧﺟد اﻻﺣزاب اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺳن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎھم
ﻓﻲ ﺗﺑﯾض اﻻﻣوال وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻠﺻوص ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ﺑﺎﻋﻔﺎﺋﮭم ﻣن اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﻋن اﻟﺟرم اﻟذي اﻗﺗرﻓوه
ﺳﺎﺑﻘﺎ ..
ﻗد ﻻ ﯾﺳﺎﻋﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺛل ھذا اﻟوﺿﻊ اﻻ أن ﻧردّ د ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻌﺎﺟزﯾن اﻟﻣﺗﻔﺎﺋﻠﯾن " :اﻟﺷر ﺑرّ ة وﺑﻌﯾد " ..
* ﻏﺎب ﺣﻮﻟﯿﻦ وﻋﺎد ﺑﺨﻔﻲ ﺣﻨﯿﻦ ..
* اﻟﻲ ﯾﺎﺧذ اﻟﻘﺻد ﺑﺳوء ﻧﯾﺔ ،ﺗرﻛﺑﺔ ﺟﻧﯾﺔ ) ..ﻣﺛل ﺷﻌﺑﻲ ( .
ﺣﺟرٌ ﻟﮭم
ﺣﺟرٌ ﻟﻧﺎ
ﺣﺟرٌ ﯾﺷﺞُ رؤوﺳﮭَم ..
ﺣﺟرٌ ﯾﺷﺞُ رؤوﺳَ ﻧﺎ
اﻷول :ﻟﻘد وﻟدﺗﻧﻲ أﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ..
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﺟﯾب ..وھل ﻛﻧت ﻣرﯾﺿﺎ ﻗﺑل اﻟوﻻدة !! ..
أﺣرى ﺑﻧﺎ أن ﺗرﺟﻣوﻧﺎ
ﺗدﻓﻧوا ﺗﺣت اﻟﺣﺟﺎر ِة ﻋﺎرَ ﻧﺎ
) ﻛﺎظم اﻟﺳﻣﺎوي /اﻟﻌراق (
اﻟﻌروﺑﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ھﻲ اﻟﺣل ..ﻋن ﻣﺻر وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌروﺑﺔ ..
ﺻﺑﺣﻲ ﻏﻧدور .
اﺣﺗﻔﻠت ﻣﺻر ﻣﻧذ أﯾﺎم ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺑﺎﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﺣرب
أﻛﺗوﺑر اﻟﺗﻲ ﻧﺟﺢ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺟﯾش اﻟﻣﺻري ﺑﻌﺑور ﻗﻧﺎة
اﻟﺳوﯾس وﺑﺧوض ﻣﻌﺎرك ﺑطوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﺟﯾش اﻷﺣﺗﻼل
اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺣﺗل ّ ﺷﺑﮫ ﺟزﯾرة ﺳﯾﻧﺎء وﺻوﻻً إﻟﻰ
ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس .وھذا اﻷﻧﺗﺻﺎر اﻟﻌﺳﻛري ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ
اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻗﺑل أرﺑﻌﺔ ﻋﻘود ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ أن ﯾﺣدث ﻟوﻻ إﻋﺎدة
اﻟﺑﻧﺎء ﻟﮭذه اﻟﻘوات ﺑﻌد ﺣرب اﻟﻌﺎم ، 1967واﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗمّ
ﺑﺎﺷراف ﻛﺎﻣل ﻣن اﻟرﺋﯾس ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر وﻓق ﻣﺎ
وﺿﻌﮫ آﻧذاك ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌدوان
اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ،ﺷﻣﻠت ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﻌدادات اﻟداﺧﻠﯾﺔ
اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﺑﻧﺎء ﺗﺿﺎﻣن ﻋرﺑﻲ ﻓﻌّ ﺎل ﻛﺎن ﻟﮫ اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر
ﻓﻲ ﺣرب اﻟﻌﺎم .1973
وﻗد ﻗﯾل وﻛﺗب اﻟﻛﺛﯾر ﻋن ھذه اﻟﺣرب وﻋن ﺟﺎھزﯾﺔ
اﻟﻘوات اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﺧوﺿﮭﺎ آﻧذاك ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ،1971ﻟﻛن
ﺑﻌد وﻓﺎة ﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 1970وﺗوﻟّﻲ أﻧور اﻟﺳﺎدات
اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﺟرى ﺗﺄﺟﯾل ﻗرار اﻟﺣرب إﻟﻰ أﻛﺗوﺑر
1973ﺣﯾث ﺗوﻓر اﻟﺗﻧﺳﯾق أﯾﺿﺎ ً ﻣﻊ اﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﺳورﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿت ﻛذﻟك ﺣرﺑﺎ ً ﺷرﺳﺔ ﻓﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎت اﻟﺟوﻻن
اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ .
ُﺗرى ،ﻟو ﺣﺻﻠت ﺣرب أﻛﺗوﺑر وﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣﺎزال
ﺣﯾﺎ ً ،ھل ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺎﻧت وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻣﺎ ﺣﺻل
ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻣن ﺗﺣول اﻷﻧﺗﺻﺎر اﻟﻌﺳﻛري
ﻋﺎم 1973إﻟﻰ ھزﯾﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﺻر وﻟﻠﻌرب ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎھدات ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل ،وﻣﺎ راﻓﻘﮭﺎ وﺗﺑﻌﮭﺎ ﻣن
ﻋزل ﻣﺻر ﻋن اﻣﺗﮭﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣن ﺻراﻋﺎت وﺣروب
أھﻠﯾﺔ ﺑدأت ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﺑﺎﻟﻌﺎم 1975وﺗورطت ﻓﯾﮭﺎ
ﻋﺳﻛرﯾﺎ ً ﺳورﯾﺎ واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وأطراف ﻋرﺑﯾﺔ
أﺧرى ،ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت "اﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ" ﺗﻘﺎﺗل ﺑﻌﺿﮭﺎ
اﻟﺑﻌض ﺑﯾﻧﻣﺎ "اﻟﺟﺑﮭﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ" ،أي ﻣﺻر ،ﺗوﻗّﻊ ﻣﻌﺎھدات
"ﺳﻼم" ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل ؟! .وھل ﻛﺎﻧت إﺳراﺋﯾل ﻟﺗﻐزو ﻟﺑﻧﺎن
وﻋﺎﺻﻣﺗﮫ ﺑﯾروت ﻟو ﻟم ﺗوﻗّﻊ ﻣﺻر -اﻟﺳﺎدات اﻟﻣﻌﺎھدة ﻣﻊ
إﺳراﺋﯾل ؟! ﻓﻘد ﺣدث ھذا اﻻﺟﺗﯾﺎح اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﻠﺑﻧﺎن ﻋﺎم
1982دون ردود ﻓﻌل ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣﺷﺎرﻛﺔ
اﻟﻘوات اﻟﺳورﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺟدة ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ .
وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﺻر ﺑﻛل ﺛﻘﻠﮭﺎ ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻋﻘدي اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ،ھل ﻛﺎن
ﻣﻣﻛﻧﺎ ً أن ﯾﻐزو ﺻدام ﺣﺳﯾن اﻟﻛوﯾت وأن ﯾﺣدث ﺑﻌد ذﻟك
اﻷﻧﮭﯾﺎر اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ /اﻟﻌرﺑﯾﺔ وأن ﺗﻧﺗﺷر
اﻷﺳﺎطﯾل واﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم أرﺟﺎء
اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ؟! وھل ﻛﺎن ﻣﻣﻛﻧﺎ ً أﯾﺿﺎ ً أن ﺗﺣﺻل
ﺧطوات اﻟﺗطﺑﯾﻊ واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل واﺗﻔﺎﻗﯾﺎت أوﺳﻠو
ووادي ﻋرﺑﺔ ،ﻟو ﻟم ﺗﺑدأ ﻣﺻر ھذا اﻟﻣﺳﺎر؟!.
ھذه اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻟﯾﺳت ھﻲ ﻣن أﺟل اﻟﻐوص ﻓﻲ اﻷﺣﻼم أو
ﻣﺟرد اﻓﺗراﺿﺎت ،ﺑل ھﻲ ﺗﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ
....
..........اﻟراھن ،وﻟﺗﺄﻛﯾد أھﻣﯾﺔ اﺳﺗﻌﺎدة دور ﻣﺻر
اﻟواﻗﻊ اﻟﻌرﺑﻲ
ﻋرﺑﯾﺎ ً وإﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ً .ﻓﺎﻟﻌرب ﻛﻠﮭم ﻓﻲ ﺳﻔﯾﻧﺔ واﺣدة ﻣﮭﻣﺎ
اﺧﺗﻠﻔت درﺟﺎﺗﮭم وﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮭم ووظﺎﺋﻔﮭم ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ
،وﻣﺻر ھﻲ اﻟرﺑﺎن ﺑﮭذه اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ،وﺑﺗﻌطﯾل دورھﺎ
ﯾﺣﺻل اﻟﺗﯾﮫ وﺳط اﻟرﯾﺎح واﻷﻣواج اﻟﻌﺎﺗﯾﺔ وﯾدور اﻟﺻراع
ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ وﺗﻐﯾب أﯾﺿﺎ ً اﻟﺑوﺻﻠﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﺗوﻓر إﻻ ّ ﺑوﺟود ﻗﯾﺎدة ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻣﺻر ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وھذا ﻣﺎ ﻛﺎن
ﻣﻔﻘودا ً ﻣﻧذ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎھدات ﻣﻊ إﺳراﺋﯾل .
أﯾﺿﺎ ً ،ﺧﻼل ﺣﻘﺑﺔ اﻷرﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﺗﻔﺎﻋﻠت ﻗﺿﺎﯾﺎ
ﻋدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛﺎﻧت ﺑﻣﻌظﻣﮭﺎ
ﺗﺣﻣل ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﮭوﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﻓﺗﻧﻘﻠﮭﺎ
ﻣن ﻛﺑو ٍة إﻟﻰ ﻛﺑوة ،وﻗد اﻣﺗزﺟت ھذه اﻟﺳﻠﺑﯾّﺎت ﻣﻊ
اﻧدﻓﺎع ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ ظﺎھرة
ٍ
ب أو
اﻧﺟذا ٍ
" اﻟﺗﯾﱠﺎرات اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ" اﻟﺗﻲ دﻋﻣﺗﮭﺎ ﻋواﻣل ﻛﺛﯾرة ،
داﺧﻠﯾﺔ وﺧﺎرﺟﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣت ﺑﺄن ﯾﺑﺗﻌد اﻟﻣواطن
أطر ﺳﯾﺎﺳﯾ ٍﺔ
اﻟﻌرﺑﻲ ﻋن "ھوﯾّﺗﮫ اﻟﻌرﺑﯾﺔ" وأن ﯾﻠﺗﺟﺊ إﻟﻰ ٍ
وﻓﻛرﯾﺔ ﺗﺣﻣل ﻣﺷﺎرﯾﻊ ذات ﺳﻣﺎت دﯾﻧﯾﺔ /طﺎﺋﻔﯾﺔ أو
ﻣذھﺑﯾﺔ ،اﻋﺗﻘﺎدا ً أﻧﮭﺎ ھﻲ اﻻﺳﺎس اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻣﺳﺗﻘﺑلٍ
أﻓﺿل .ﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أنّ ھذه "اﻟﺑداﺋل" ﻛﺎﻧت وﻣﺎ ﺗزال
ﻣﺻدر ﺷرذﻣﺔ واﻧﻘﺳﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟوطﻧﻲ واﻟدﯾﻧﻲ،
ﺧﺎﺻّ ًﺔ أنّ ﻣﻌظم اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌدّ دﯾﺔ طﺎﺋﻔﯾﺔ
أو ﻣذھﺑﯾﺔ أو إﺛﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻣﺷرق
واﻟﻣﻐرب ﻣﻌﺎ ً ،أو ﺗﺣدﯾدا ً ﻛﺎﻟﺗﻲ ھﻲ اﻵن ﻣﺣور
اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻣﺗﻔﺟّ رة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛﺎﻟﻌراق وﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن
،ﺣﯾث اﻟﺗﺣدّ ي اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻊ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻣزﯾق واﻟﺗﻘﺳﯾم
واﻟﺗدوﯾل ،وﺣﯾث اﻟﻣواﺟﮭﺔ ھﻲ ﻣﻊ ﺑﻌض ھذه اﻟﺣرﻛﺎت
ﺷوھت ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟدﯾن ﻧﻔﺳﮫ ..
اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻧﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﱠ
ﺣﺎﺟﺔ وﺿرورة ﻋرﺑﯾﺔ اﻵن ﻹطﻼق " ﺗﯾّﺎر
ٌ
ﻟذﻟك ھﻧﺎك
ﻋروﺑﻲ" ﻓﺎﻋل ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎھﯾم ﻓﻛرﯾﺔ واﺿﺣﺔ ،ﻻ ﺗﺟد
ﺗﻧﺎﻗﺿﺎ ً ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺑﯾن دور اﻟدﯾن ﻋﻣوﻣﺎ ً ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻻ ﺗﺟد ﺗﻧﺎﻗﺿﺎ ً ﺑﯾن اﻟﻌروﺑﺔ وﺑﯾن ﺗﻌدّ دﯾﺔ
اﻷوطﺎن ﺑل ﺗﻌﻣل ﻟﺗﻛﺎﻣﻠﮭﺎ ،وﺑﺄن ﺗﻘوم ھذه اﻟﻣﻔﺎھﯾم
اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺣﻛم واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
ﻣﻌﺎ ً .
" ﺗﯾّﺎر ﻋروﺑﻲ" ﻣﻧﺳق ﺑﯾن اﻟطﺎﻗﺎت واﻟﻘوى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ
وﺳطﮫ ،ﺗﯾﺎر ﯾرﻓض اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻧف ﻹﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ
اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت أو ﻟﺗﺣﻘﯾق دﻋوﺗﮫ أو ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ
ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ،وﯾﻣﯾﱢز ﺑﯾن اﻟﺣقّ اﻟﻣﺷروع ﻷﺑﻧﺎء اﻷوطﺎن
اﻟﻣﺣﺗﻠ ﱠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺿدّ ﻗوات اﻻﺣﺗﻼل ،وﺑﯾن ﺑﺎطل
اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﻌﻧف ﺿدّ ﻏﯾر اﻟﻣﺣﺗﻠﯾن وﺧﺎرج
اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ" .رﺗﯾﺎر ﻋروﺑﻲ" ﯾدﻋو ﻟﻠﺑﻧﺎء اﻟﺳﻠﯾم
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،وﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ اﻟﺧﺎدم ﻟﮭدف
وﺟودھﺎ " .ﺗﯾّﺎر ﻋروﺑﻲ" ﺗﻛون أوﻟوﯾﺗﮫ اﻵن ھﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ّ ﺑﻠ ٍد ﻋرﺑﻲ وﯾرﻓض ﻛل اﻷﻓﻛﺎر
واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻣذھﺑﯾﺔ وأي اﻧﻐﻣﺎس ﻓﻲ وﺣل
اﻟﺻراﻋﺎت اﻷھﻠﯾﺔ .
.ﻟﻘد ﻛﺎن ﻋﻘد اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺑداﯾﺔ
ﻷطﻼق ﺣرﻛ ٍﺔ ﻗوﻣﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ وﺳطﯾﺔ "ﻻ ﺷرﻗﯾﺔ وﻻ
ﻏرﺑﯾﺔ" ،ﺗرﻓض اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ أﺣد ﻗطﺑﻲْ اﻟﺻراع ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم آﻧذاك ،وﺗرﻓض اﻟواﻗﻊ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻣﺟزّ ئ ﻟﻠﻌرب ،
ﻛﻣﺎ ﺗرﻓض اﻟطروﺣﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ
واﻟﻔﺎﺷﯾﺔ ،وﺗﻧطﻠق ﻣن أرض ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻣوﻗﻊ
ﺟﻐراﻓﻲّ وﺳط ﯾرﺑط إﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺂﺳﯾﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،
وﺗﻌﯾش ﻋﻠﻰ ﺗراﺑﮭﺎ أﻛﺑر ﻛﺛﺎﻓﺔ ﺳﻛّﺎﻧﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺗﻣﻠك ،
ت
ت وﻗدرا ٍ
ﻗﯾﺎﺳﺎ ً ﺑﺳﺎﺋر اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻛﻔﺎءا ٍ
ﺑﺷرﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ .
ﺛمّ ﻛﺎﻧت ﺣرب اﻟﺳوﯾس ﻋﺎم 1956وﺑﻌدھﺎ إﻋﻼن
اﻟوﺣدة ﺑﯾن ﻣﺻر وﺳورﯾﺎ ﻋﺎم ،1958وﻗﺑل ذﻟك
إﻋﻼن ﺗﺄﺳﯾس ﺣرﻛﺔ ﻋدم اﻻﻧﺣﯾﺎز ،ﻛﻠ ّﮭﺎ ﻣﺻﺎدر إﺷﻌﺎل
ﻟﺗﯾ ٍّﺎر ﺟدﯾد ﻗﺎده ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣن ﺧﻼل ﻣوﻗﻊ ﻣﺻر
وﺛﻘﻠﮭﺎ اﻟﻘﯾﺎدي ،وﺣﻘّق ﻟﻠﻣرّ ة اﻷوﻟﻰ ﺻﺣوةً ﻋرﺑﯾﺔ ﺗؤﻛّد
اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ أ ﱠﻣ ٍﺔ ﻋرﺑﯾ ٍﺔ واﺣدة ،وﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﺣرّ ر
اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﻛﺎﻓّﺔ أﺷﻛﺎل اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،وإﻟﻰ ﻧﮭﺿ ٍﺔ
ﻋرﺑﯾ ٍﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻷطر ﻛﻠ ّﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .
ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ "أﻛﺛر
ﻟﻛن ھذه اﻟﺻﺣوة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت " ً
ﻣﻧﮭﺎ "ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻛرﯾﺔ" أو "ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ" .أﯾﺿﺎ ً ،ﻟم ﺗﻛن ھذه
ووﺿوح ﻣﺑدﺋﻲّ
ٍ
ﺣﺳم
ٍ
ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ً
اﻟﺻﺣوة اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻟﻸﺳس اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
وﻛم ﻛﺎن ﻣﺣزﻧﺎ ً رؤﯾﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘوى واﻟﺣرﻛﺎت
اﻟﻘوﻣﯾﺔ وھﻲ ﺗﺗﺻﺎرع ﺣول أﯾّﺔ "اﺷﺗراﻛﯾﺔ" وأﯾّﺔ
"ﻗوﻣﯾﺔ" وأﯾّﺔ "ﺣرّ ﯾﺔ " ﺗﺗﺑﻧّﻰ ﻛﻣﻔﺎھﯾم ﻓﻛرﯾﺔ ،أو ﺗﻧﺗﻣﻲ
إﻟﯾﮭﺎ ﻛﺣرﻛﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻛذا ﺻراع ھذه اﻟﻘوى
واﻟﺣرﻛﺎت ﺣول ﻣوﻗﻔﮭﺎ ﻣن اﻟدﯾن ﻋﻣوﻣﺎ ً وﻣن اﻹﺳﻼم
ﺧﺻوﺻﺎ ً ..واﻟﻛل ّ ﻣﻌﺎ ً ﻛﺎن ﻓﻲ " ﺗﯾ ٍّﺎر ﻗوﻣﻲﱟ واﺣد !!"
وﻷنّ اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺻرﯾﺔ ﻟﻣﺻر ﺟﺎءت ﻟﻠﺣﻛم ﺑواﺳطﺔ
وﺣوﻟﮫ إﻟﻰ ﺛور ٍة
ﱠ
ب ﻋﺳﻛريّ دﻋﻣﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺷﻌب
اﻧﻘﻼ ٍ
ﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻓﺈنﱠ " اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻘوﻣﻲ" ارﺗﺑط ﻓﻲ ذھن اﻟﺑﻌض
ﺑﺄﺳﻠوب "ا ﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺳﻛري" وﺑﺎﻟﻣراھﻧﺔ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ
,,,
ﺻورة ﻗدﯾﻣﺔ
ﻟﻠﻘدس ﺗﻌود اﻟﻰ
اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ
ﻋﺷر ..
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ أوﺿﺎع داﺧﻠﯾﺔ ﺗﺣﺗﺎج أوﻻً
ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻓﻛرﯾﺔ وإﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ أزﻣﺎت أﻣﻧﯾﺔ .
وﻷنّ ﺳﻣﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت "ﻣﻌﺎرك اﻟﺗﺣرّ ر اﻟوطﻧﻲ ﻣن اﻻﺣﺗﻼل
واﻻﺳﺗﻌﻣﺎر" ،ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﻌﺎرك ﻟم ﺗﺳﻣﺢ ﻛﺛﯾرا ً ﺑـ" اﻟﺣدﯾث
ﻋن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ " ،ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ
)ﻛﺣﺎل ﻣﻌظم ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث( اﻟﺗﻲ أرادت اﻟﺗﺣرّ ر ﻣن "
اﻟﻐرب اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر" أن ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﺗﺣرّ ر
اﻟو طﻧﻲ ﻣن اﻟﻐرب وﺑﯾن ﺗﺑﻧّﻲ ﺻﯾﻐﮫ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ أﻧظﻣﺗﮭﺎ .
ﺗﻠك ﻣرﺣﻠﺔ ﻗد اﻧﺗﮭت ﻓﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠ ّﮫ ،ﻟﮭﺎ ﻣﺎ
ﻟﮭﺎ وﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻟﻛن ﻣﺎ زاﻟت ﺳﻠﺑﯾﺎت ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ "ﺣﺎﻟﺔ
ﻗﺎﺋﻣﺔ" ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟم ﺗدرك ﺟﻣﺎﻋﺎتٌ
ﻛﺛﯾرة ﺑﻌد أنﱠ " اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ " أو " اﻟﻌروﺑﺔ " ھﻲ ھوﯾّﺔ
ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻣﺿﻣوﻧﺎ ً ﻓﻛرﯾﺎ ً وﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً ﻗﺎﺋﻣﺎ ً ﺑذاﺗﮫ ،وﺑﺄن ﺑدﯾل
ﻣﺎ ﻧرﻓﺿﮫ اﻵن ﻣن اﻧﻘﺳﺎﻣﺎت وطﻧﯾﺔ وطﺎﺋﻔﯾﺔ وﻣذھﺑﯾﺔ ھو
اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﻋب أﯾﺿﺎ ً ﺗﺣت ﻣظﻠﺗﮭﺎ ﻛل
اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت اﻹﺛﻧﯾﺔ اﻷﺧرى .ﻓﺎﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻛﻣﺛل
"اﻟﮭوﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ" اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﻋﺑت ﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن أﺻول
ﻋرﻗﯾﺔ وإﺛﻧﯾﺔ ودﯾﻧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﺟﻌل ﻛل اﻷﻣﯾرﻛﯾﯾن
ﯾﻌﺗزون وﯾﻔﺧرون ﺑﮭوﯾﺗﮭم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ .وﻟم ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك
ﻟﻸﻣﯾرﻛﯾﯾن إﻻ ّ ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﺗﺣﺎد ﺑﯾن وﻻﯾﺎﺗﮭم اﻟﺧﻣﺳﯾن ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس دﺳﺗوري ﺳﻠﯾم ،رﻏم ﺧوﺿﮭم ﻟﺣرب أھﻠﯾﺔ داﻣﯾﺔ .
أﻻ ﯾﺣق ﻟﻠﻌرب ،وھم ﯾﻌﯾﺷون اﻵن ﻛﺎﺑوس ﺣﺎﺿرھم ،أن
ﯾﻌﻣﻠوا ﻣن أﺟل ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋرﺑﻲ أﻓﺿل ﯾﻛون ﻋﻣﺎده ﺑﻧﺎء
"اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة " اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أوﺿﺎع دﺳﺗورﯾﺔ
ﻣدﻧﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ؟! أﻟم ﯾﻘل ﺗﺷرﺷل ،رﺋﯾس اﻟوزراء اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،
ﻓورا ً ﻋﻘب اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ دﻣرت ﻓﯾﮭﺎ دول
ﻗرن ﻣن اﻟزﻣن
أوروﺑﺎ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ،ﺑﺄﻧﮫ ﯾرى ﺑﻌد ﻧﺻف ٍ
أوروﺑﺎ ﻣوﺣدةً ؟ !
اﺳﺗﻌﺎدة اﻟدور اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ اﻟطﻠﯾﻌﻲ ﻟﻣﺻر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﺑﺎﺳم اﻟدﯾن
واﻟﻌروﺑﺔ ،واﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﮭوﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ھﻲ رﻛﺎﺋز ﻷي ﻋﻣل
ﻋرﺑﻲ ﺟﺎد ﯾﺳﺗﮭدف ﺑﻧﺎء ﻣﺳﺗﻘﺑل أﻓﺿل .
ﻋﺎﺷق ﻣن ﻓﻠﺳطﯾن . (2) ..
ﻣﺣﻣود دروﯾش .
وأﻛﺗب ﻓﻲ ﻣﻔﻛرﺗﻲ :
أﺣبّ اﻟﺑرﺗﻘﺎل .وأﻛره اﻟﻣﯾﻧﺎء
و أردف ﻓﻲ ﻣﻔﻛرﺗﻲ :
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﻧﺎء وﻗﻔت .
و ﻛﺎﻧت اﻟدﻧﯾﺎ ﻋﯾون اﻟﺷﺗﺎء
و ﻗﺷرة اﻟﺑرﺗﻘﺎل ﻟﻧﺎ .
وﺧﻠﻔﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﺻﺣراء !
رأﯾﺗك ﻓﻲ ﺟﺑﺎل اﻟﺷوك
راﻋﯾﺔ ﺑﻼ أﻏﻧﺎم
ﻣطﺎردة ،و ﻓﻲ اﻷطﻼل ..
و ﻛﻧت ﺣدﯾﻘﺗﻲ ،و أﻧﺎ ﻏرﯾب اﻟدّ ار
أدقّ اﻟﺑﺎب ﯾﺎ ﻗﻠﺑﻲ
ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻲ ..
ﯾﻘوم اﻟﺑﺎب و اﻟﺷﺑّﺎك و اﻹﺳﻣﻧت و اﻷﺣﺟﺎر!
ﻣﺣطﻣﺔ .
ّ
رأﯾﺗك ﻓﻲ ﺧواﺑﻲ اﻟﻣﺎء و اﻟﻘﻣﺢ
رأﯾﺗك ﻓﻲ ﻣﻘﺎھﻲ اﻟﻠﯾل ﺧﺎدﻣﺔ
رأﯾﺗك ﻓﻲ ﺷﻌﺎع اﻟدﻣﻊ و اﻟﺟرح .
و أﻧت اﻟرﺋﺔ اﻷﺧرى ﺑﺻدري ..
أﻧت أﻧت اﻟﺻوت ﻓﻲ ﺷﻔﺗﻲ ..
و أﻧت اﻟﻣﺎء ،أﻧت اﻟﻧﺎر !
رأﯾﺗك ﻋﻧد ﺑﺎب اﻟﻛﮭف ..ﻋﻧد اﻟدار
ﻣﻌﻠ ّﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺑل اﻟﻐﺳﯾل ﺛﯾﺎب أﯾﺗﺎﻣك
رأﯾﺗك ﻓﻲ اﻟﻣواﻗد ..ﻓﻲ اﻟﺷوارع ..
ﻓﻲ اﻟزراﺋب ..ﻓﻲ دم اﻟﺷﻣس
رأﯾﺗك ﻓﻲ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﯾﺗم و اﻟﺑؤس !
رأﯾﺗك ﻣلء ﻣﻠﺢ اﻟﺑﺣر و اﻟرﻣل
و ﻛﻧت ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻛﺎﻷرض ..ﻛﺎﻷطﻔﺎل ..ﻛﺎﻟﻔل ّ
و أﻗﺳم :
ﻣن رﻣوش اﻟﻌﯾن ﺳوف أﺧﯾط ﻣﻧدﯾﻼ
و أﻧﻘش ﻓوﻗﮫ ﻟﻌﯾﻧﯾك
و إﺳﻣﺎ ﺣﯾن أﺳﻘﯾﮫ ﻓؤادا ذاب ﺗرﺗﯾﻼ ..
ﯾﻣدّ ﻋراﺋش اﻷﯾك..
ﺳﺄﻛﺗب ﺟﻣﻠﺔ أﻏﻠﻰ ﻣن اﻟﺷﮭداء و اﻟﻘﺑّل :
" ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ..و ﻟم ﺗزل !" ...
***
ﺗوﻧس :اﻟﻣدﯾوﻧﯾّﺔ واﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾّﺔ ). (1
أﻧﯾس ﻣﻧﺻوري .
ﻟﻠﺟﻣﮭورﯾّﺔ اﻟﺗّوﻧﺳﯾّﺔ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻊ اﻟﻣدﯾوﻧﯾّﺔ ﯾﻌود إﻟﻰ ﺑداﯾﺎت
اﻻﺳﺗﻘﻼل .وھو ﺗﻛﺛّف ﻓﻲ اﻟﺳّ ﺗﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ
ﺣﯾث ﺑدأ اﻟﺗّﻌﺎون ﺑﯾن ﺗوﻧس واﻟﺑﻧك اﻟدّ وﻟﻲ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ
.1963وﻛﺎن ھذا اﻟﺗّﻌﺎون ﻣﺣﺗﺷﻣﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺎﺗﮫ ،إذ ﻟم ﯾﻛن
ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر واﺿﺢ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻻ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺳّ ﺑﻌﯾﻧﺎت ،ﻓﺗرة
اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ورﻏم اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾّﺔ
اﻟﺗّﻲ ﻣرّ ت ﺑﮭﺎ ﺗوﻧس ،ﻓﺈن ﺣﺟم اﻻﻋﺗﻣﺎدات اﻟﺗّﻲ ﺧﺻّ ﺻﮭﺎ
اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ،وﻓق ﺗﻘرﯾر ﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑرﯾﺗن وودز،
ﻣﺑﻠﻎ اﻟـ 5,5ﻣﻠﯾﺎرات دوﻻر ﺑﯾن ﺳﻧﺔ 1963و. 2009
ﻧواﻗﯾس اﻟﺧطر:
اﺳﺗﻘﺑل ا ﻟﺗّوﻧﺳﯾّون ﺳﻧﺔ 2013ﺧﺑرا ﻣﻔﺟﻌﺎ ﻣﻔﺎده أنّ
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗّوﻧﺳﻲ ﻟم ﯾﻌد ﯾﺣوي ﻓﻲ ﺧزاﺋﻧﮫ إﻻ ّ ﻣﺑﻠﻎ
129ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر .ﻓﺳﺎرع اﻟﻣﺳؤوﻟون اﻟﻣﺎﻟﯾّون إﻟﻰ
ﻣﺣﺎو ﻟﺔ طﻣﺄﻧﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ،ﻣؤﻛّدﯾن أنّ اﻟوﺿﻌﯾّﺔ ﻻ ﺗدﻋو
ﻟﻠﻘﻠق .وأﻣﻛن ﻓﻌﻼ إﻋﺎدة ﺷﺣن ﺧزاﺋن اﻟدّ وﻟﺔ ﺑﻔﺿل
ﻋﺎﺋدات اﻻداءات واﻟﺿّ راﺋب واﻟﻣﻌﺎﻟﯾم واﻷﺗﺎوات ،وﺧﺎﺻّ ﺔ
ﺑﻔﺿل اﻟﻘروض اﻟﺧﺎرﺟﯾّﺔ واﻟﻌﺎﺋدات اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾّﺔ اﻟﻣﺗﺄﺗّﯾﺔ
ﻣن ﺑﯾﻊ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺻﺎدرة ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑن ﻋﻠﻲ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻣﻛّ ن
ﻣن ﺗﻐطﯾﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﮭر ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن ﺣﺎﺟﺎت اﻻﺳﺗﯾراد .إﻻّ انّ
اﻟﻣﺧﺗﺻّ ﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟم ﯾﺳﺗﺄﻧﺳوا إﻟﻰ
ھذه اﻹﻋﻼﻧﺎت وواﺻﻠوا دقّ ﻧواﻗﯾس اﻟﺧطر.
ﻟم ﯾدق ﻧواﻗﯾس اﻟﺧطر اﻟﺗّوﻧﺳﯾّون اﻟﻣﺗﺎﺑﻌون ﻟﻠﺷّﺄن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺎﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾّﺔ ﻟﻠﺗّرﻗﯾم اﻟﺳّ ﯾﺎدي ﻣﺎ اﻧﻔﻛت
ﺗﺧﻔضّ ﻣن ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ ﻟﻠﺗّﺄﻣﯾن اﻟﺳّ ﯾﺎدي ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗّوﻧﺳﻲ .
ﻓﻔﻲ 19ﺷﺑﺎط /ﻓﺑراﯾر 2013ﺑﺎدرت وﻛﺎﻟﺔ » ﺳﺗﺎﻧدارد
أﻧد ﺑورز« إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ ﻣن ﻋﻼﻣﺔ » ب ب« إﻟﻰ
ﻋﻼﻣﺔ »ب ب ﺳﻠﺑﻲ« ،وﻓﻲ 28ﻣن اﻟﺷّﮭر ﻧﻔﺳﮫ ،ﻗﺎﻣت
وﻛﺎﻟﺔ »ﻣودﯾز« ﻛذﻟك ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻛذﻟك ﻓﻌﻠت وﻛﺎﻟﺔ
اﻷول /دﯾﺳﻣﺑر ، 2012ﺣﯾن
»ﻓﯾﺗش« ﻓﻲ 12ﻛﺎﻧون ّ
ﺧﻔّﺿت اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻣُﺳﻧدة إﻟﻰ ﺗوﻧس ﺛم أﻋﻠﻧت ﻓﻲ 7ﺷﺑﺎط /
ﻓﺑراﯾر أﻧّﮫ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺧﻔّﺿﮭﺎ ﻣن ﺟدﯾد .
ﺗﺗواﻓق ﺟﻣﯾﻊ ھذه اﻟوﻛﺎﻻت ﺣول اﻵﻓﺎق اﻟﺳّ ﻠﺑﯾّﺔ ﻟﻘدرات
اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺣول اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﺳﺑّﺑﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،واﻟﺗّﻲ ﺗﺣﺻرھﺎ
أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺳّ ﯾﺎﺳﯾّﺔ .ﻓﺑﺎﻟﻧّﺳﺑﺔ إﻟﻰ وﻛﺎﻟﺔ
»ﻓﯾﺗش« ،ﻓﺈنّ » اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺳّ ﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺑﻼد ﺑﺎت
أطول وأﻋﺳر ﻣﻣّﺎ ﻛﺎن ﻣُﺗوﻗّﻌﺎ« .وﻓﻲ ﺣﯾن ﺗُرﺟﻊ وﻛﺎﻟﺔ
»ﻣودﯾز« ھذا اﻟﺗّﺧﻔﯾض إﻟﻰ اﻟﺗّداﻋﯾﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾّﺔ ﻟﻌدم
اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳّ ﯾﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وإﻟﻰ طول ﻓﺗرة ﺻﯾﺎﻏﺔ
اﻟدّﺳﺗور ،وﺗﺄﺧﯾر ﻣوﻋد اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،ﻓﺈنّ وﻛﺎﻟﺔ » ﺳﺗﺎﻧدارد
أﻧد ﺑورز« ﺗﺷﻛّك ﻓﻲ » ﻗدرة اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾّﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧّﮭوض اﻟﻛﺎﻓﻲ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد« .ﻓوﻛﺎﻻت اﻟﺗّﺻﻧﯾف اﻟﻌﺎﻟﻣﯾّﺔ
ﺗُﻧزل ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗّوﻧﺳﻲ ﻣن ﻣﺳﺗوى »اﻟﻣﺗوﺳط
,....
اﻟﻣﺗدﻧّﻲ« إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى » اﻟﻣُﺿﺎرﺑﺔ« وھو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن
ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣوارد اﻟﺗّﻣوﯾل اﻟﺧﺎرﺟﯾّﺔ ﻧظرا
ﻟﻠزّ ﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﻧﺣﺔ اﻟﻣﺧﺎطر وﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض
اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾّﺔ .إﻻ ّ انّ ذﻟك ﻟم ﯾﻣﻧﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﻣن اﻟﻣواﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧّﮭﺞ ﻧﻔﺳﮫ ﻣﻌﺗﻣدةً اﻻﺳﺗداﻧﺔ ﻛﺣل ّ
أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻸزﻣﺔ.
اﻟﮭروب إﻟﻰ اﻷﻣﺎم
اﻟذي أﺳﻧده اﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ إﻟﻰ ﺗوﻧس ﻓﻲ
إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻘرض ّ
ﺷﮭر ﻛﺎﻧون اﻻول /دﯾﺳﻣﺑر 2012ﺑﻘﯾﻣﺔ 500ﻣﻠﯾون
دوﻻر )اﻟدوﻻر ﯾﺳﺎوي 1,557دﯾﻧﺎر ﺗوﻧﺳﻲ( ،أﻋﻠن
ﺳﯾﻣون ﻏراي ،رﺋﯾس ﻗﺳم اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ
أﺛﻧﺎء زﯾﺎرﺗﮫ إﻟﻰ ﺗوﻧس ﻓﻲ 23و 24ﻛﺎﻧون اﻟﺛﺎﻧﻲ /ﯾﻧﺎﯾر
، 2013أنّ اﻟﺑﻧك ﺗﻔﺎوض ﻣﻊ اﻟﺳّ ﻠطﺎت اﻟﺗّوﻧﺳﯾّﺔ ﺑﺷﺄن
اﻣﻛﺎﻧﯾّﺔ ﺗﻘدﯾم دﻋم إﺿﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾّﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2013ﺗﺑﻠﻎ
ﻗﯾﻣﺗﮫ 500ﻣﻠﯾون دﯾﻧﺎر .ﻛﻣﺎ أﻋﻠن » اﻟرّ اﺋد اﻟرّ ﺳﻣﻲ ﻟﻠﺑﻼد
اﻟﺗّوﻧﺳﯾّﺔ« ﻓﻲ ﻋدده اﻟﺳّ ﺎدس اﻟﺻّ ﺎدر ﻓﻲ اﻟﺷّﮭر ﻧﻔﺳﮫ أن
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗّوﻧﺳﻲ ﻗد أﺑرم ﻋﻘدا ﻟﻔﺎﺋدة اﻟدّ وﻟﺔ ﻣﻊ
ﻗطر ﻹﺳﻧﺎدھﺎ ﻗرﺿﺎ ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﮫ ھو اﻵﺧر 500ﻣﻠﯾون
دوﻻر .وﯾذﻛر اﻟﻌدد ﻧﻔﺳﮫ ﻣن اﻟرّ اﺋد اﻟرّ ﺳﻣﻲ أن اﻟدّ وﻟﺔ
أﺑرﻣت اﺗﻔﺎﻗﯾّﺔ أﺧرى ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻹﺳﻧﺎدھﺎ ﻗرﺿﺎ ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﮫ
100ﻣﻠﯾون دوﻻر ،وﺗﻌﻠن اﻟﻧﺷرة ﻓﻲ اﻟﻌدد 19ﻋن ﻗرض
إﺿﺎﻓﻲ ﺑﯾن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗّوﻧﺳﻲ وﺑﻧك أوروﺑﻲ ﯾُﻘدّ ر ب
73ﻣﻠﯾون ﯾورو )اﻟﯾورو ﯾﺳﺎوي 2,065دﯾﻧﺎر ﺗوﻧﺳﻲ(
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذه اﻟدّ ﯾون اﻟﺗّﻲ ﺗﻣّت اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ
واﻟﺗّﻲ ﻗد ﺗﺿﺎف إﻟﯾﮭﺎ دﯾون ﺟدﯾدة ،ﻓﺈنّ اﻟﺳّ ﻠطﺎت اﻟﺗّوﻧﺳﯾّﺔ
ﺑﺻدد اﻟﻣﻔﺎوﺿﺔ ﻣﻊ ﺻﻧدوق اﻟﻧّﻘد اﻟدّ وﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻗرض
اﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﯾﻘدّ ر ﺑـ 2,7ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ،ﯾؤﻛّد اﻟﺳّ ﯾد اﻟﺷﺎذﻟﻲ
اﻟﻌﯾّﺎري ،ﻣﺣﺎﻓظ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗّوﻧﺳﻲ ،أﻧّﮫ ﻟن ﯾﺗمّ
اﻟﻘﺻوى«.
اﻟﺣﺎﻟﺔ
ﻓﻲ
» إﻻّ
إﻟﯾﮫ
اﻟﻠ ّﺟوء
إﻻ ّ انّ اﻟﻣﺗﺄﻣّل ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾّﺔ اﻟﺟدﯾد ،ﯾﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﻠﺣظ
ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛّ ﺎﻧﻲ ﻣن ﻓﺻﻠﮫ اﻟﺛّﺎﻟث أنّ ﻣﺑﻠﻎ ﻓواﺋد اﻟدّ ﯾن
اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﺗّﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ﺗوﻧس ﺳدادھﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2013
ﺗﻘدّ ر ﺑـ 1,36ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺑﯾّن اﻟﺟزء اﻟرّ اﺑﻊ ﻣن
اﻟﻔﺻل ﻧﻔﺳﮫ أنّ ﻣﺑﻠﻎ أﺻل اﻟدّ ﯾن اﻟﻣﺗوﺟّ ب ﺳ داده ﯾُﻘدّ ر ﺑـ
2,86ﻣﻠﯾﺎر .ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أنّ اﻟﻧّﮭم اﻻﻗﺗراﺿﻲ ﻟﺳﻧﺔ 2013
ﯾﻔوق ﺑـ 1ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣُﺧﺻّ ص ﻟﺳداد اﻟدّﯾون
وﻓواﺋدھﺎ .ﻛﻣﺎ أنّ ھذا اﻟﺑﺎب ﯾﺳﺗﺄﺛر ﺑﺳُدس ﻧﻔﻘﺎت ﻣﯾزاﻧﯾّﺔ
اﻟدّ وﻟﺔ ﻟﺳﻧﺔ ) 2013اﻟﻣﻘدّ رة ﺑـ 26,692ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر(
وﺗﺗﺟﺎوز اﻻﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺧﺻّ ﺻﺔ ﻟﮫ اﻻﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣُﺧﺻّ ﺻﺔ
ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟ ﺗّﻧﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻣﻠﯾﺎري
دﯾﻧﺎر.
ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻧﺺ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ؟ ). (2
اﻟﺗﻔﺎوض ﺣول اﻟﻧص :
ظل اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻔﺻل ﻟﮭذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة ﻣﻧﺳﯾﺎ ً أو ﻣﺑﮭﻣﺎ ً
ﻟﺳﻧوات ﻋدﯾدة ،وﻓﻲ ﻏﯾﺎب أي ﻓﮭم ﻟﻣﻌﺎﻧﯾﮫ اﻟدﻗﯾﻘﺔ،
ﺑرزت اﻓﺗراﺿﺎت ﻋدﯾدة ﻏﯾر ﻣﺑررة .وﻟﻛن ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ
اﻷﺑﺣﺎث اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،أﺻﺑﺣﻧﺎ ﻧدرك اﻵن ان اﻟﻘوى اﻟﻌظﻣﻰ
ﻟم ﺗﻛن ھﻲ اﻟﻘوة اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻹﻋداد اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ،وأﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮭذه اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻣؤﻟف وﺣﯾد ،ﺑل
ﺻﺎغ ﻧﺻﮭﺎ دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾون وﻣوظﻔون ﺣﻛوﻣﯾون ﺑدﻻً ﻣن
اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ .وﻟم ﯾﺗم اﻟﺗدﻗﯾق اﻟﻣﺗﺄﻧﻲ ﺑﻛل ﻋﻧﺻر ﻣﻧﮭﺎ
ﻓﺣﺳب ،ﺑل وﻗد ﺗم أﯾﺿﺎ ً إﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎدة
ﺧﻼل ﻓﺗرة ﺗﺑﻧﻲ اﻹﻋﻼن اﻟﺗﻲ داﻣت ﺳﻧﺗﯾن :أﻣّﺎ اﻟﻧص
اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺣﻣل ﺑﺻﻣﺎت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻓراد
اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون دوﻻ ً ﻣﺗﻌددة .
ﻗد ﯾﻧدھش ﺑﻌض اﻟﻘراء ﻓﻲ ﯾوﻣﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻣن اﻟﻘﺻﺔ
وراء ذﻟك اﻟﻧص .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﺟﺎء أﺷد أﻧﺻﺎر
اﻟﺣﻘوق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﻣﺎﺳﺔ ﻣن أﻣﯾرﻛﺎ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ) وﻟﯾس ﻣن دول اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن
ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ( .وﻗد ﻋﺎرﺿت ﺑﻌﺛﺎت دول
اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎدة وﻟﻛﻧﮭﺎ ﺿﻐطت
ﺑﺈﺻرار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌود ﻟﮭﺎ اﻟﻔﺿل إﻟﻰ
ﺣ ٍد ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺻرارھﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻌل ﻛل ﻣﺎدة ﻣن اﻹﻋﻼن
ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻛل واﺣد ﻣن ﺑﻧﻲ اﻟﺑﺷر .ﻛﻣﺎ ﯾﻌود اﻟﻔﺿل
ﻟﻣﺻر ﻟﻠﻧص اﻟﻘوي ﺣول ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ اﻹﻋﻼن اﻟذي ﺟﺎء ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﮭﻠﮫ ،ﺑﻌد أن داﻓﻊ ﻣﻧدوﺑﮭﺎ ﻟﺟﻌل أﺣﻛﺎم اﻹﻋﻼن
ﺗﻧطﺑق " ﻋﻠﻰ ﺷﻌوب اﻟدول اﻷﻋﺿﺎء ذاﺗﮭﺎ وﺷﻌوب
اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺳﻠطﺗﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ".
وﻗد ﺗوﻗّﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧدوﺑﯾن ﻣﺎ ﺳوف ﯾﺻﺑﺢ ﻣوﺿﻊ ﻗﻠق
ﻓﻲ أزﻣﺎﻧﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻛﺎﻓﺢ ﻣﻧدوﺑون ﻣن اﻟﮭﻧد ،
وﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟدوﻣﯾﻧﯾﻛﺎن ،واﻟدﻧﻣﺎرك ﻟﺟﻌل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﻟﺣﻘوق ﺑﻠﻐﺔ ﻻ ﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺳﯾن ،وﺗﻌﺗرف ﺻراﺣﺔ
ﺑﺣﻘوق اﻟﻣرأة .ودﻋﺎ ﻣﻧدوب ﺑوﻟوﻧﯾﺎ إﻟﻰ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ
اﻻﺗﺟﺎر ﺑﺎﻟﺑﺷر ،ﻓﺗم ﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺳودة ﺑﺣﯾث ﺗﺣرم
اﻻﺳﺗرﻗﺎق واﻻﺳﺗﻌﺑﺎد "ﺑﻛﺎﻓﺔ أﺷﻛﺎﻟﮭﻣﺎ " .وﻗد ﻧددت ﺑﻘوة
ﻣﻧدوﺑﺔ ﺷﺎﺑﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﻛﺳﺗﺎن ،ﻛﺎﻧت ﻗد ﺗرﻋرﻋت ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ
ﻓﻲ ﻧظﺎم " اﻟﺑُردة " ) اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺿرورة أن ﺗﻐطﻲ
اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل وﻋزﻟﮭﺎ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ (
ﻓﺎﻋﺗرﺿت ﺑﺷدة ﻋﻠﻰ زواج اﻷطﻔﺎل .
وﻗد أﺛﺎر ﻣﻧدوب اﻟﻔﯾﻠﯾﺑﯾن اﻹﺳﺎءات ،وﻣﺎ ھو أﺳوأ ﻣﻧﮭﺎ
،اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﺎزي ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،ﻓﻌﺎرض ﺑﻘوة
ﺗﺧﻔﯾف ﺗﻌﺎﺑﯾر ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻌذﯾب ﻓﻲ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧدام
اﻟﺗﺑرﯾرات اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .
ﻓﺣذر ﻣن أن أي ﺗﺧﻔﯾف ﻟﮭذا اﻟﻣﻧﻊ ﻓﻲ اﻹﻋﻼن ﻗد ﯾوﻓر
اﻟﻐطﺎء ﻷوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻐﻠﻔون ﻣﻣﺎرﺳﺎﺗﮭم اﻟﺷﻧﯾﻌﺔ
ﺑﺗﺑرﯾرات ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ .
ﻻ ﯾﺗرك اﻟﺳﺟل أي ﺷك ﻓﻲ ان اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﯾن اﻟذﯾن أوﻛل
إﻟﯾﮭم إﻋداد اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻗد أدوا ﻣﮭﻣﺗﮭم ﺑﺷﻐف،
وأدرﻛوا ﺗﻣﺎﻣﺎ ً أھﻣﯾﺗﮭﺎ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ .وﻛﺛﯾرا ً ﻣﺎ ﻛﺎن واﺣدھم
ﯾُذﻛﱢر اﻵﺧر ﺑﺿرورة اﻋﺗﻣﺎد ﻟﻐﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس
ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﺷﻛﯾك ﺑﺷرﻋﯾﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
ذﻟك ،ﻓﺈن ﻗوة اﻟﺗزاﻣﮭم ﻟم ﺗﻛن ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺳد ﺛﻐرة
اﻻﻧﻘﺳﺎﻣﺎت وﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ﺟﻣﯾﻊ ﻣواطن اﻟﺧﻠل .
ﻛﺎﻧت اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﺣول أھﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎدة ،وأوﺿﺎع اﻟﺣﻘوق
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺳؤال اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗطﺑﯾق اﻹﻋﻼن ﺗﻛﻣن ﻟﻠﻣﻧدوﺑﯾن ﺑﺎﻟﻣرﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ،وﻛﺎﻧت ﺗﮭدد ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷوﻗﺎت ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻣﺷروع ﺑﻛﺎﻣﻠﮭﺎ .ﻓﺎﻧدﻻع اﻟﺣرب ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ،
وآﺳﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ،وأﻣﺎﻛن أﺧرى ،وﻣﺣﻧﺔ اﻟﻼﺟﺋﯾن اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻋن ذﻟك ،أﺑرزت أھﻣﯾﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ذﻛﱠرت اﻟﻣﻧدوﺑﯾن أﯾﺿﺎ ً ﺑﺄن
اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺧطﺎﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻗد ﺗﻛون
ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﺟدوى .ﻋدﱠ د اﻟﺑﻌض ﻣن ﺑﯾن ﻧﻘﺎط ﺿﻌف
اﻹﻋﻼن ،ﺗﺷدﯾده ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق وإﺣﺎﻟﺔ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ
ﺑﮭﺎ إﻟﻰ إﺣدى اﻟﻣواد اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛﺎدت ﺗظﮭر وﻛﺄﻧﮭﺎ
ﻓﻛرة ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻻﺣﻘﺔ .أﻣّﺎ واﻗﻊ اﻷﻣر ﻓﮭو ان ورود
اﻟواﺟﺑﺎت ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣواد اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ ﻛﺎن ﺑﺳﺑب ﺗﻌدﯾل
اﻗﺗرﺣﮫ اﻟﻣﻧدوب اﻟﺻﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدﻗﯾﻘﺔ اﻷﺧﯾرة .وﻗد اﻋﺗﺑر
ﺟون ھﻣﻔري ذﻟك ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ھﻔوة ،إذ ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك أي ﻛﺎن
أﺷد اھﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت
ﻣن زاﻧﻎ ﺑﯾﻧﻐﺟون .
ﻗد ﺗﻛون اﻟﺿﻐوطﺎت اﻟﺗﻲ ﺷﻛﻠﮭﺎ ﻋﺎﻣل اﻟوﻗت ھﻲ
اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ أﯾﺿﺎ ً ﻋن اﻟﻔﺷل اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ اﻟذي ﻧﺗﺞ ﻋن
اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺻوﯾت اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن .
ﻓﻘد أﺷﺎر اﻟﻣﻧدوب اﻟﺳﻌودي إﻟﻰ اﻟﺣﻣﻼت اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﺣﻣﻼت اﻟﺗﺑﺷﯾر اﻟدﯾﻧﻲ اﻷﻛﺛر ﺣداﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺑﺷرون اﻟﻣﺳﯾﺣﯾون ،واﻋﺗرض ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ
"ﺣرﯾﺔ ﺗﻐﯾﯾر اﻟدﯾن" ،ﻓﺎﻣﺗﻧﻊ ﺑذﻟك ﻋن ﺗﺄﯾﯾد اﻹﻋﻼن .
وﯾﺷﯾر واﻗﻊ اﻷﻣور إﻟﻰ اﻧﮫ ﺑﻌد ﻣﺿﻲ ﺳﻧوات ﻗﻠﯾﻠﺔ ،وﻓﻲ
ﺳﯾﺎق اﻟﺗﻔﺎوض ﺣول ﻣﻌﺎھدة أﺧرى ﻣﻠزﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ً ،واﻓق
ﻧﻔس اﻟﻣﻧدوب اﻟﺳﻌودي ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ أدق ﺗوﺿﯾﺣﺎ ً إﻟﻰ ﺣ ٍد
ﻣﺎ ﺗﻘول " ﺑﺣرﯾﺔ اﻋﺗﻧﺎق اﻟدﯾن ".وﯾوﺣﻲ ھذا اﻷﻣر ﺑﺄﻧﮫ
ﻟو ﺑُذﻟت ﺟﮭود دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ أﻋظم ﻋﺎم 1948ﻟرﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت
ﻗد أﻣّﻧت ﺗﺻوﯾت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
اﻹﻋﻼن ،وأزاﻟت أﺣد ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺿﺎرب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺣوﻟﮫ.
وأﺧﯾرا ً ،ﻓﺈن ﻓﺷل اﻹﻋﻼن ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻟﺣﻘوق
ﻗد ﯾﻌزى إﻟﻰ اﻟﺗوﺗرات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺧﺗﻣر ﺑﯾن اﻻﺗﺣﺎد
اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ وﯾوﻏﺳﻼﻓﯾﺎ .ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻐض اﻟﺳوﻓﯾﺎت اﻟطرف ،إﻻّ
ﻧﺎدرا ً ،ﻋن أي ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌرﻗﯾﺔ
اﻟﻣﺷﯾﻧﺔ واﻟظﺎﻟﻣﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﻟﻛﻧﮭم
ﻛﺎﻧوا ﯾرﻓﺿون ﺗﺄﯾﯾد ﻣﺑدأ ﻋدم اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﺗطﺑﯾﻘﮫ
ﯾﻘﺗرب ﻣن ﺑﻼدھم أﻛﺛر .وﺑﺻورة ﺑﺎرزة ،وﻟﻸﺳف ،ﻓﺈن
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوﻓود رﻛزت ﺑﺻورة أﺷد ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻋﯾوب
أﻋداﺋﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻓﻲ ﺑﻼدھﺎ ﺑﺎﻟذات
،وھو ﻣﯾل ﻛﺎن ﺑﺎرزا ً ﻟدى اﻟدول اﻟﺻﻐﯾرة ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎن
واﺿﺣﺎ ً ﻟدى ﻧظراﺋﮭﺎ اﻷﻋظم ﻗوة ) .ﺳوزان واﻟﺗز ( .
ﺻﯾﺣﺎت اﻟﺗﺟدﯾد اﻟدﯾﻧﻲ ) / . (41د.رﻓﻌت اﻟﺳﻌﯾد .
وﻧﻣﺿﻰ ﻗدﻣًﺎ ﻓﻰ ﺣدﯾﻘﺔ اﻟﺗﺟدﯾد اﻟﺗﻰ دﻋﺎ ﻟﮭﺎ وﺑﺟﺳﺎرة أﻣﯾن
اﻟﺧوﻟﻰ ﻓﻘد اﺗﺧذ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﯾن ﺗراﺛﯾﯾن ﻗﺎرﺑًﺎ ﺟدف ﻓﯾﮫ ﺑﻣﮭﺎرة
ﻟﯾﻘﺗﺎده ﻧﺣو ﺿرورة اﻟﺗﺟدﯾد وﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوﻣﮫ .ﻓﻧﻘرأ ﻣﻌﮫ "
وﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث اﻟﮭﺟرى اﻋﺗﺑر اﻟﺗﺟدﯾد ﻣﮭﻣﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ
وﺿرورﯾﺔ وﻧﺎل اﻟﻣﺟددون اﺣﺗراﻣًﺎ وﺗوﻗﯾرا ً ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ً ﻓﯾﮫ " ﺑل
إن اﻟﺗﺟدﯾد ﻟﯾﺑﻠﻎ ﻣن اﻷھﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺣد أن ﯾرﻓﻌوه ﻓﻰ ﺑﻌﺿﮭم
إﻟﻰ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﻧﺑوة وﺗﺳﻣﻊ ھذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣن ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻷﻛﺎﺑر
إذ ﯾﻘول " ﻟو ﻛﺎن ﺑﻌد اﻟﻧﺑﻰ ]ﺻﻠﻌم [ ﻧﺑﻰ ﻟﻛﺎن اﻟﻐزاﻟﻰ ،
اﻟذى ﯾﺛﺑت ﺣﺻول ﻣﻌﺟزاﺗﮫ ﺑﺑﻌض ﻣﺻﻧﻔﺎﺗﮫ .وھم ﯾﻘوﻟون
ﻛﻣﺎ ﯾﻘول اﻟﺳﯾوطﻰ ﻓﻰ آﺧر ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻧﺑﺋﺔ " ﻓﻰ ھذه اﻷﻣﺔ ﻓﻰ
ﻛل ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻧﺔ ﺗﻣوت اﻟﺣﻛﻣﺎء ،ﺛم ﯾﺑﻌث ﷲ ﻋددً ا ﻣن اﻷﻧﺑﯾﺎء
اﻟﺣﻛﻣﺎء ﻓﯾردون اﻟﺧﻠق اﻟﻰ ﷲ ،وھم ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أﻧﺑﯾﺎء اﻟزﻣﺎن
".واﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺟددﯾن أﻧﺑﯾﺎء ﺣﯾﻧﺎ وﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻷﻧﺑﯾﺎء ﺣﯾﻧﺎ ﯾؤﯾد
ﺟﻼل ﻣﮭﻣﺗﮭم وأﻧﮭﺎ إﺻﻼح ﻋﺎم " و " اﻟﺗﺟدﯾد ﺣرﻛﺔ
ﻣﺳﺗﻣرة ،وﻗد ﯾوﺟد ﻓﻰ أﺛﻧﺎء اﻟﻘرن ﻣن ھو أﻓﻌل أﺛرً ا وأﻛﺛر
ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻌدود ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻘرن واﻟﻣﻘﺻود ھو أن
ﯾﻛون اﻟﺗﺟدﯾد ﺣرﻛﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﺗﻛررة " وﯾﻘول " وﻣن
ھﻧﺎ ﻛﺎن ﻋﻣل اﻟﻣﻧﺎﺿل ﻋن أﺻول اﻟدﯾن اﻻﻋﺗﻘﺎدﯾﺔ ،وﻋن
أﺻول اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻣﻼ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﺗطرف ﻷن ﻣﮭﻣﺗﮫ
ھﻰ ﻣﻌﺎوﻧﺔ ھذﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﻣن اﻟﻌﻠم واﻟﻌﻣل اﻟدﯾﻧﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻘدم وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣﺳﯾرة اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺧطﻰ واﺳﻌﺔ ﻟم ﯾﺻﻠﺢ ﺷﻲء
ﻣن ھذﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟدﯾﻧﯾﯾن ﻟﻠﺑﻘﺎء إﻻ ﺑﮭﺎ " وﻧﻼﺣظ ورﺑﻣﺎ
ﺑدھﺷﺔ أﻧﮫ ﯾﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺟدﯾد " أﺻول اﻟدﯾن اﻻﻋﺗﻘﺎدﯾﺔ " ]ص
. [38
وﻧﻘرأ ﻟﮫ ﻓﻰ ﻣﻘﺎل ﻧﺷره ﻓﻰ ﻣﺟﻠﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻋﻧواﻧﮫ "اﻟﺗﺟدﯾد
ﻓﻰ اﻟدﯾن" " إن ﺛﻣﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ وواﺿﺣﺔ اﻟﻰ ﺗﺟدﯾد اﻟدﯾن
ﻛﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﺳﺗﻣرار ﺣﯾوﯾﺔ اﻹﺳﻼم وﺻﻼﺣﯾﺗﮫ ﻓﻰ ﻛل زﻣﺎن
وﻣﻛﺎن" ] اﻟرﺳﺎﻟﺔ – ﻣﻘﺎل أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻰ – اﻟﺗﺟدﯾد ﻓﻰ اﻟدﯾن
– ﻓﺑراﯾر . [1933ﺛم ﯾﺗﺣدث ﻋن " ﺗطوﯾر اﻟﻌﻘﺎﺋد" ﻗﺎﺋﻼ ً
"ﻣﺎ أﺷك ﻓﻰ أن وﺟوھﺎ ﺗﺗﺟﮭم ﻟﮭذا اﻟﻌﻧوان ﺗﺣﺳب أن
اﻟﻌﻘﯾدة ﻣن اﻟﺛﺑﺎت واﻟرﺳوخ ﺑﻣﺎ ﯾﺑﻠﻎ ﺣد اﻟوﻗوف أو ﻗل
اﻟﺟﻣود .ﻓﻠﻘد ﺟرى اﻟﺧﻼف ﺣول ﺻﻔﺎت ﷲ وﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﻣﻧﮭﺎ
وﻛﯾف ﯾﺛﺑت ،وﻗد ﺟرى اﻟﺧﻼف ﺣول ﺻﻔﺔ اﻟﻛﻼم ،وﻣﺎ اﻣﺗد
إﻟﯾﮫ اﻻﺧﺗﻼف ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن ﺑﻣﺎ ھو ﻛﻼم ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻛﺎﻧت ﻣﺣﻧﺔ
اﻟﻘول ﺑﺧﻠق اﻟﻘرآن" ]ص " [56ﻟﻘد ﺣق ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺣرر
اﻟﻌﻘﯾدة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﯾوم ﺗﺣرﯾرً ا ﯾﺣﻣﻰ إﯾﻣﺎﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠم" ]ص
. [58ﺛم ﯾﻘﺗﺎدﻧﺎ اﻟﺷﯾﺦ أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻰ وﻓﻰ ﯾﺳر ودون ﺿﺟﯾﺞ
اﻟﻰ ﻋﻧوان آﺧر وھو " ﺗطور اﻟﻌﺑﺎدات " ﻓﯾﻘول "ﺑﺿرورة
اﻟﺗطور وﻓق ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﮫ اﻟﺣﯾﺎة ﺑواﻗﻌﮭﺎ اﻟﻣﺗﺣﻛم ".
وﯾﺗﺳﺎءل ﻋن اﻟرأى " ﻓﻰ اﻧﺗﺷﺎر وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻠﻘﻰ ﻟﻺذاﻋﺔ
ﻣن ﺟﮭﺎز ﺻﻐﯾر ﻓﻰ ﺣﺟم ﻋﻠﺑﺔ اﻟﻛﺑرﯾت ﺗذاع ﻣﻧﮫ اﻟﺻﻠوات
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣن ﺟﻣﻌﺔ وﻋﯾد ،ﻓﻣﺎذا ﯾﻛون ﺣﻛم اﻻﻗﺗداء ﺑﮭﺎ
ﺑواﺳطﺔ ھذه اﻻﺟﮭزة ،وﻓﯾﮭﺎ واﺳطﺔ ﺣﺎﺿرة ﻣﺷﮭودة
ﻛﺎﻟﺗﻠﯾﻔزﯾون ﯾرى ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺷﺎھد ﻣن ﺣﺎل اﻻﻣﺎم وﺣرﻛﺎﺗﮫ
وﯾﺳﻣﻊ ﻣن ﺻوﺗﮫ ووﻋظﮫ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾراه ﺑﻛل
ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻰ ﻣﺳﺟد ﺣﯾﮫ اﻟﻣزدﺣم" ﺛم "وﯾﺣﺗﺎج اﻷﻣر
ﻟﻠﺗطور اﻟﻌﺑﺎدى ﻓﯾﻣﺎ ﺟد ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﺗﻧﻘل
ﻛﺎﻟطﺎﺋرات ﻣﺛﻼ ً ،ﻓﮭل ﺗظل ﺗﺄﺧذ ﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣن اﻟﺻﻼة ﻋﻠﻰ
اﻟداﺑﺔ أو اﻟﺻﻼة ﻓﻰ اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ؟ أم أن اﻷﻣر ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ
ﻣروﻧﺔ ﻣﺗطورة ﻣﻊ ﺗطور ﺻور اﻟﺣﯾﺎة وﺣﻘﺎﺋﻘﮭﺎ ؟ ﺛم ھذا
اﻟﺻﯾﺎم ورﯾﺎﺿﺔ اﻟﻧﺎس ﻋﻠﯾﮫ واﻟﺗزﻣت ﻣن رﺧﺻﺔ ﷲ ﻓﯾﮫ
..ﻓﮭل ﯾﺣﺗﺎج اﻷﻣر إﻟﻰ ﻧظر ﻣﺗطور ﯾﺗﺳﻊ اﻓﻘﮫ ﻹدراك ﻣﺎ
ﻓﻰ اﻟﺻوم ﻣن آﺛﺎر ﺧﻠﻘﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ أھم وأﺟدى
ﺛم ھو ﯾﺗﺳﺎءل ﻋن ﺣﻛم اﻟزواج
ﻣن ﻣﺟرد اﻟﺟوع ؟ .
ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت إذا ﺗﺣﻘق اﻹﯾﺟﺎب واﻟﻘﺑول واﻟﺷﮭود وﻛذﻟك
ﺣﻛم اﻟطﻼق ﻋﺑر اﻻﻧﺗرﻧت ؟ .وﯾﻌود أﺳﺗﺎذﻧﺎ أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻰ
إﻟﻰ أﺳرار اﻟﻌﻘل وﺿرورة اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻣذﻛرً ا إﯾﺎﻧﺎ أن
اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﻛﺎن ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﯾذه "إذا ذﻛرت ﻟﻛم ﻣﺎ ﻟم ﺗﻘﺑﻠﮫ
ﻋﻘوﻟﻛم ﻓﻼ ﺗﻘﺑﻠوه ﻓﺈن اﻟﻌﻘل ﻣﺿطر ﻟﻘﺑول اﻟﺣق"
]ﺻـ . [97وﯾؤﻛد اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺧوﻟﻰ إن ﻛل اﻟﻣﺟﺗﮭدﯾن ﻋﻠﻰ
ﺻواب وﻓﻘًﺎ ﻟﻘول اﻻﺷﻌرى "ﻛل ﻣﺟﺗﮭد ﻣﺻﯾب وﻛﻠﮭم ﻋﻠﻰ
ﺣق ﻓﮭم ﻟم ﯾﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻰ اﻷﺻول وإﻧﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻰ اﻟﻔروع
ﻓﺄدى اﺟﺗﮭﺎد ﻛل ﻣﻧﮭم إﻟﻰ ﺷﻲء ﻓﮭو ﻣﺻﯾب وﻟﮫ اﻷﺟر
واﻟﺛواب" ..
ﺛم ھو ﯾﻌود ﻟﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎدة رآھﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷھﻣﯾﺔ وﻧراھﺎ
ﻣﻌﮫ ﻛذﻟك ﻓﻘد اﺳﺗدﻋﻰ ﺳﺎﻋﺔ وﻓﺎﺗﮫ أﺣد ﺗﻼﻣﯾذه وھو
اﻟﺳرﺧﺳﻰ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ " أﺷﮭد إﻧﻰ ﻻ أﻛﻔر أﺣدً ا ﻣن أھل اﻟﻘﺑﻠﺔ
،ﻷن اﻟﻛل ﯾﺷﯾرون إﻟﻰ ﻣﻌﺑود واﺣد ،وإﻧﻣﺎ ھذا ﻛﻠﮫ
اﺧﺗﻼف ﻓﻰ اﻟﻌﺑﺎرات" ..
وﯾﻣﺿﻰ اﻟﺷﯾﺦ اﻹﻣﺎم اﻟﻣﻔﻛر اﻟﻣﺟﺗﮭد أﻣﯾن اﻟﺧو ﻟﻰ ﺗﺎرﻛًﺎ
ﻟﻧﺎ ﺗراﺛًﺎ ﻋﻘﻼﻧﯾًﺎ ﻟم ﻧزل ﺑﺣﺎﺟﮫ اﻟﻰ دراﺳﺗﮫ واﻻھﺗﻣﺎم
ﺑﺗدرﯾﺳﮫ ﻟﻌل ﺑﻌﺿً ﺎ ﻣن اﻟظﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣﺟرة اﻟﻔﻛر ﺗﻧزاح ﻋن
ﺑﻌض اﻟﻌﻘول .
ﻧﻌﯾش ﺣﺎﻟﺔ اﻻرھﺎب " اﻟﻣﺎﻓﯾوزي " ..
ﻣﺎزن اﻟﺷرﯾف .
ﻗﺎل اﻟﺑﺎﺣث واﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻣﺎزن
اﻟﺷرﯾف ) ﻛﻣﺎ ﻗدم ﻧﻔﺳﮫ ( إن اﻻرھﺎب ﻟﮫ ﺑﻌد اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ
ﻣﺣﻠﻲ ودوﻟﻲ واﻧﮫ اﻧﺗﻘل ﻓﻲ ﺗوﻧس ﺣﺎﻟﯾﺎ اﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ
»اﻻرھﺎب اﻟﻣﺎﻓﯾوزي« وذﻟك ﻓﻲ ﻣداﺧﻠﺔ ﻟﮫ ﺧﻼل ﻧدوة
وطﻧﯾﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان » اﻟﻧدوة اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﺣول اﻻرھﺎب «
اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﺗﮭﺎ اﻟراﺑطﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن
ﻓرع اﻟﻘﯾروان واﻟراﺑطﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳﺎﻣﺢ ﺑﺎﻟﻘﯾروان
ﺑﺣﺿور ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ وﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺷﯾوخ ﺗوﻧﺳﯾون ﻓﻲ اﻟﺟﺑﮭﺎت ﻛﻣﺎ
أﺷﺎر اﻟﺷرﯾف اﻟﻰ وﺟود ﻣﺷﺎرﻛﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﻠﺗوﻧﺳﯾﯾن ﻓﻲ
اﻋﻣﺎل ارھﺎﺑﯾﺔ وﺿﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣﺳﻠﺣﺔ .واﻋﺗﺑره أﻣرا
ﻣﻔزﻋﺎ ﯾدﻋو اﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻛﻣﺎ اﺷﺎر اﻟﻰ اﺳﺗﺧدام ﻋدة طرق
ﻻﺳﺗﻘطﺎب اﻟﺷﺑﺎن ﺿﻣن اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم
ﺑﺄﻋﻣﺎل ارھﺎﺑﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﺳﺗﺧدام ﺣﺑوب ﻣﺧدرة )ﻛﺎﺑﺗﺎﻏون(
ﺗﻔﻘد اﻟوﻋﻲ ﻣﺳﺗﺷﮭدا ﺑﻣﻧﻔذ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺳوﺳﺔ اﻟﻘﻧطﺎوي ﻛﻣﺛﺎل
ﻋﻠﻰ ذﻟك .ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﺧدﯾر وﺗﻧوﯾم ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ
ﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎدھﺎ وﻗﺎل اﻧﮫ ﺧﺑﯾر ﻓﯾﮭﺎ .وﻗﺎل اﻟﺷرﯾف ان ﻋددا
ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﺷﺑﺎن ﺳوف ﯾﻌود اﻟﻰ ﺗوﻧس ﺑﻌد ﺗدﺧل روﺳﯾﺎ
وﺣﻠﻔﺎﺋﮭﺎ .
ارھﺎب ﻣﺎﻓﯾوزي :
وﻗﺎل ﻣﺎزن اﻟﺷرﯾف إن اﻻرھﺎب اﻟﻣﺎﻓﯾوزي اﻧﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﮫ
اﻟدﻣﺞ ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻓﯾﺎ واﻻرھﺎب وﻗﺎل »ﺗﺟﺎوزﻧﺎ اﻻرھﺎب اﻟﻌﻘدي
واﻻرھﺎب اﻻﻧﺗﻘﺎﻣﻲ وھذه اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ﺗﻔﺗرض ﻣزﯾدا
ﻣن اﻟﺣرص ﻓﻛرﯾﺎ واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺣﻠول
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ..وﻗﺎل ان ﻗﺎﻧون اﻻرھﺎب اﯾﺿﺎ ﯾﺣﺗﺎج
اﻟﻰ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎ ﺗدﻋﻣﮫ وھﻲ ﻣﺣور ﻣداﺧﻠﺗﮫ .وﻗﺎل ان
اﻟوﺿﻊ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻌﻘول اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ وان
ﺗﺳﺗﺧدم ﺗوﻧس ﺳﻼح اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وان ﺗﺟﻣﻊ اﻻﻛﻔﺎء ﻣن ﺗوﻧس
وﺧﺎرﺟﮭﺎ ﻟﯾﺻوﻏوا ﻣﻊ ﺑﻌﺿﮭم رؤﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﺑﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ
ﻟﺗﺳﺎﻋدھﺎ ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻣن اﻟﻣﻧﻌرج اﻟذي ﯾزداد ﺣدة
وﺧطورة .
اﻟﻘﯾروان اﻟﺗﻲ ﻗﺎل ﻣﺎزن اﻟﺷرﯾف ان اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺗﺷدد ﻗد رﻛز
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾم ﻣﻠﺗﻘﻰ »أﻧﺻﺎر اﻟﺷرﯾﻌﺔ« ،اﺣﺗﺿﻧت
ﻓﻲ اﻛﺛر ﻣن ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻧدوات ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﻠف اﻻرھﺎب
ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﺑﺎب .
ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﺣﻘوﻗﯾﺔ :
واﻓﺎد ﻣﺣﻣود اﻟوﺳﻼﺗﻲ رﺋﯾس ﻓرع اﻟراﺑطﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ
ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ان اﻟﮭدف ﻣن اﻟﻧدوة اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ
ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻻرھﺎب ھو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ھذا اﻟﻘﺎﻧون
ﻣن ﻣﻧطﻠﻘﺎت ﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻗد ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻗﺻد اﻟﺗوﻗﻲ ﻣن
اﻻرھﺎب وﻗﺎل » ﻓﻲ اﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾدان ﻧﺣن
ﻣﻊ ﻗوات اﻟﺟﯾش واﻷﻣن وﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻓﺈن ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺣﻘوق
اﻻﻧﺳﺎن ھﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗدﺧل ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﮭم «.
ﻛﻣﺎ ﻋﺑر اﻟوﺳﻼﺗﻲ ﻋن ﻣوﻗف ﻣﻧﺎھض ﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻻﻋدام اﻟﺗﻲ
اﻗرھﺎ ﻗﺎﻧون اﻻرھﺎب وﺑﯾن ان اﻟراﺑطﺔ ﻗدﻣت ﻣﻘﺗرﺣﺎت ﻗﺑل
اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون وأﺑﻠﻐت ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻋن
اﺣﺗﺟﺎﺟﮭﺎ ) .اﻟﺷروق ( .
ﺷﺑﯾك واﻗف
ﺳورﯾﺎ و اﻟﻌراق
ﯾﺎﺳر ﻋﻠﯾك ! ..
ﻛﺎﻟﺷوﻛﺔ ! ..
ﺻﺣﺎب ! ..
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017