القدس العدد 153 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس العدد 153.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 12/12/2014 à 09:44, depuis l'adresse IP 41.226.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 621 fois.
Taille du document: 4.5 Mo (13 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻋﺎش اﻟﺘﻮاﻓﻖ !!..
اﺗﺴﻤﺖ ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ ﺧﻼل ﺟﻮﻟﺘﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﺪﯾﺪ
ﻣﻦ اﻟﻤﻈﺎھﺮ واﻟﺘﻘﻠﺒﺎت واﻟﻤﺰاﯾﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﻨﺴﻮب
اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﯿﻦ ﺻﻔﻮف اﻷﺗﺒﺎع واﻷﻧﺼﺎر ﻟﻠﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﯿﻦ :
اﻟﺒﺎﺟﻲ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺴﺒﺴﻲ واﻟﻤﻨﺼﻒ اﻟﻤﺮزوﻗﻲ ،ﺣﺘﻰ ﻛﺎدت ﺗﻌﺼﻒ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﻦ أﺳﺎﺳﮭﺎ ،وﺗﮭﺪد أﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ واﺳﺘﻘﺮاره ..
وﻓﻲ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻗﺪ ﻻ ﯾﻐﯿﺐ ﻋﻠﻰ اي ﻣﺘﺎﺑﻊ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺤﻤﻼت ﻏﯿﺎب
اﻟﺒﺮاﻣﺞ أوﻻ ،واﺗﺠﺎه اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻰ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮاﻧﺐ
اﻟﺪﻋﺎﺋﯿﺔ واﻟﺸﻌـﺒﻮﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ اﻟﺘﻲ
ﻟﯿﺲ ﻟﮭﺎ أي ﺻﺒﻐﺔ إﻟﺰاﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ..
ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ إن ﯾﻔﻮت أي ﻣﺘﺎﺑﻊ ،اﺗﺠﺎه ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻤﻼت إﻟﻰ
اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻜﻼ اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ ،ﻣﻤﺎ ﺿﺎﻋﻒ
ﻣﻦ درﺟﺎت اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﺘﺸﻨﺞ واﻟﺘﺼﻌـﯿﺪ ..ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن أﺣﺪھﻤﺎ
ﺻﺎﺣﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻗﺼﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ھﻔﻮات
وأﺧﻄﺎء أﺿﺮت ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ ﺗﻮﻧﺲ وﺷﻮّھﺖ ﺻﻮرﺗﮭﺎ ﻟﺪى اﻟﺮأي
اﻟﻌﺎم اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ ،واﻵﺧﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻃﻮﯾﻠﺔ داﻣﺖ
ﻋﻘﻮدا ،وﺷﮭﺪت ﺗﻘﻠﺒﺎت ﻋﺪﯾﺪة ﺑﯿﻦ ﻧﻈﺎﻣﻲ ﺑﻮرﻗﯿﺒﺔ وﺑﻦ ﻋﻠﻲ
اﻟﻠﺬان ﺗﻘﻠﺪ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺎت ﻛﺒﯿﺮة ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ وأﺷﺮف ﻋﻠﻰ
ﺗﺴﯿﯿﺮ أﺟﮭﺰﺗﮭﺎ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎدﯾﺔ ،ﻓﻜﺎن ﻣﺴﺆوﻻ ﻣﺜﻠﮭﻢ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﻧﺘﮭﺎﻛﺎت و ﺟﺮاﺋﻢ ﺑﺤﻖ اﻟﺸﻌﺐ ..
وھﻜﺬا ﺑﺪأ اﻟﻤﺸﮭﺪ ﺑﺎﺳﺘﻘﻄﺎب ﺛﻨﺎﺋﻲ ﺗﺼﺎﻋﺪي ..ﺗﻨﺴﯿﻘﯿﺎت ﺗﻨﺸﺄ
،وأﺣﺰاب ﺗﻌﻠﻦ اﻟﺤﯿﺎد ﺛﻢ ﺗﻀﻊ ﻛﻞ ﺛﻘﻠﮭﺎ ﻟﺪﻋﻢ أﺣﺪ اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ
..وإذا ﺑﺎﻟﺤﻤﻼت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ ﺗﺘﺤﻮل ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﻰ ﺗﺮاﺷﻖ ﺣﺎد
واﺣﺘﻘﺎن ﻣﺘﺰاﯾﺪ ،ﺑﻠﻎ ذروﺗﮫ أﯾﺎﻣﺎ ﻗﻠﯿﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
ﻟﯿﻀﻊ اﻟﺒﻼد ﻋﻠﻰ ﻓﻮھﺔ ﺑﺮﻛﺎن !! ..
ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺎذا ؟ ھﻞ ھﻮ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﺣﻘﯿﻘﻲ ﻋﻦ ﺗﻨﺎﻗﺾ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ ؟
وﻟﻤﺎذا ﺗﺴﺎرﻋﺖ اﻷﺣﺪاث ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺮﻋﺐ وﻣﺨﯿﻒ ..؟ ﻛﻞ ﻃﺮف
ﯾﺘﮭﻢ اﻵﺧﺮ ،وﻛﻞ ﺟﮭﺔ ﺗﺼﻮّر اﻟﻤﻨﺎﻓﺲ ﺑﺄﻧﮫ اﻟﺸﯿﻄﺎن اﻷﻛﺒﺮ
،واﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﯾﮭﺪّد اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ..واﻟﺠﻤﯿﻊ ﯾﺪّﻋﻮن اﻟﺤﺮص
ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻮﻃﻦ ..وﻟﻢ ﺗﮭﺪأ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ إﻻ ﺑﺘﺮﺷﺢ اﻟﺨﺼﻤﯿﻦ
..ﻋﻨﺪھﺎ رﻛﻦ اﻷﻧﺼﺎر إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ،ﻓﺘﻘﺪم اﻟﺒﻄﻼن اﻟﻘﻮﯾﺎن
ﻟﻺﻋﻼن ﻋﻦ اﻧﺘﮭﺎء دور" اﻟﻜﻮﻣﺒﺎرس" ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ،ودﺧﻮل
اﻷﺑﻄﺎل اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﯿﻦ ﻟﻠﻘﯿﺎم ﺑﺎﻷدوار اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺴﯿﻨﺎرﯾﻮ ..
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة " ﻗﺴﻤﺔ وﺧﯿﺎن " و" ﺧﻮذ وھﺎت " و " ﻣﺴﻨﻲ
وﻧﻤﺴّﻚ واﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﺎﻟﻤﺴّﺎن " ،وﺷﺪ ﻣﺪ ﯾﺎ اﺣﻤﺪ " ..وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺒﺮوﺗﻮﻛﻮل اﻟﺘﻔﺎوﺿﻲ اﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﻨﺬ ﻟﻘﺎء ﺑﺎرﯾﺲ ﺗﺤﺖ
ﺷﻌﺎر " :ﻻ ﻧﺤﺒﻚ وﻻ ﻧﺼﺒﺮ ﻋﻠﯿﻚ " ..
وھﻜﺬا " ..ﻣﻦ اﻟﻌﺸﯿﺔ اﻟﻰ اﻟﺼﺒﺎح " ،ﺑﻘﯿﺖ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ
..وﻧﺎم " اﻟﻤﻐـﺒـﻮﻧﻮن " ﺑﺎﻛﺮا ،وﺣﯿﻦ اﺳﺘﻔﺎﻗﻮا و" ﺧﺎﻧﮭﻢ
ذراﻋﮭﻢ " ﻓﻠﻢ ﯾﻔﮭﻤﻮا ﻣﺎ ﺟﺮى ..ﻗﺎﻟﻮا " ﺳﺤﺮوﻧﺎ " !! ..
وإذا ﺑﺄﺻﻮات ﻗﺎدﻣﺔ ﺗﻤﻸ اﻷﺟﻮاء ،ﻟﺘﺮﻓﻊ اﻻﻟﺘﺒﺎس ،وﺗﺒﺪّد
اﻟﺨﻮف ﻣﺮدّدة :ﻋﺎش اﻟﺘﻮاﻓﻖ ..ﻋﺎش ..ﻋﺎش ..ﻋﺎش !! ..
* ﻣﻦ أﻛﺜـﺮ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻋُـﺮف ﺑﮫ .
* ﻟﯿﺲ اﻟﺨﺒـﺮ ﻛﺎﻟﻤﻌـﺎﯾﻨﺔ .
ﺳﺄل أﺣﺪ اﻟﻤﺠﺎﻧﯿﻦ ﺻﺪﯾﻘﮫ :ﻣﺘﻰ ﯾﺄﺗﻲ ﯾﻮم اﻟﺨﻤﯿﺲ ؟
ﻻ ﺗﺼﺎﻟﺢْ !..
وﻟﻮ ﻣﻨﺤﻮك اﻟﺬھﺐْ
أﺗﺮى ﺣﯿﻦ أﻓﻘﺄ ﻋﯿﻨﯿﻚَ
ﺛﻢ أﺛﺒﺖ ﺟﻮھﺮﺗﯿﻦ ﻣﻜﺎﻧﮭﻤﺎ..
ھﻞ ﺗﺮى ..؟
ھﻲ أﺷﯿﺎء ﻻ ﺗﺸﺘﺮى ..
ذﻛﺮﯾﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺑﯿﻦ أﺧﯿﻚ وﺑﯿﻨﻚ ،
ﺣﺴﱡﻜﻤﺎ -ﻓﺠﺄةً – ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻟ ِﺔ ،
ھﺬا اﻟﺤﯿﺎء اﻟﺬي ﯾﻜﺒﺖ اﻟﺸﻮق ..
ﺣﯿﻦ ﺗﻌﺎﻧــﻘُﮫُ ،
اﻟﺼﻤﺖُ -ﻣﺒﺘﺴﻤﯿﻦ -ﻟﺘﺄﻧﯿﺐ أﻣّـﻜﻤﺎ ..
وﻛﺄﻧﻜﻤﺎ
ﻣﺎ ﺗـﺰاﻻن ﻃﻔـﻠﯿﻦ !..
ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ اﻷﺑﺪﯾﺔ ﺑﯿﻨﻜﻤﺎ :
أنﱠ ﺳﯿﻔﺎنِ ﺳﯿﻔــﻚَ ..
ﺻﻮﺗﺎنِ ﺻﻮﺗــﻚَ
أﻧــﻚ إن ﻣﺖﱠ :
ﻟﻠﺒﯿﺖ ربﱞ ..
وﻟﻠﻄﻔـﻞ أبْ ..
ﻓﺄﺟﺎﺑﮫ :رﺑﻤﺎ اﻟﺴﺒﺖ أو اﻷﺣﺪ ..
) أﻣﻞ دﻧﻘﻞ (
ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ ﺧﻄﯿﺮ أدﻟﻰ ﺑﮫ اﻟﺠﻨﺮال دﯾﻤﺒﺴﻲ ،رﺋﯿﺲ ھﯿﺌﺔ
أرﻛﺎن اﻟﺠﯿﺶ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ،ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﯾﺎم ،ﻣﺎ ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻤﺰﯾﺪ
ﻣﻦ اﻷﺿﻮاء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮاﯾﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﯿّﺘﮭﺎ اﻹدارة
اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،ﻣﺘﺴﺘﺮة ﺑﻘﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ رﻗﻢ
. 2170
ﻓﺎﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ أﻃﻠﻖ ﺗﺼﺮﯾﺤﺎﺗﮫ ﻋﻘﺐ ﺻﺪور ھﺬا
اﻟﻘﺮار ،أﻋﻠﻦ ﻓﯿﮭﺎ أن اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘُﻜﺎل إﻟﻰ ﺗﻨﻈﯿﻢ
داﻋﺶ وﻏﯿﺮه ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻹرھﺎﺑﯿﺔ ،ﺳﺘﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ
اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﯾﺔ وﻟﻦ ﺗﺘﻌﺪاھﺎ إﻟﻰ ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﻟﻮﻻﯾﺎت
اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻦ ﺗﺰج ﺟﻨﻮدھﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك ﻋﻠﻰ اﻷرض .
أﻣﺎ اﻟﺠﻨﺮال دﯾﻤﺒﺴﻲ اﻟﺬي أوﻛﻠﺖ إﻟﯿﮫ ﻣﮭﻤﺔ اﻹﻓﺼﺎح ﻋﻦ
)اﻟﻨﻘﻠﺔ( اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺨﻄﻂ ،وھﻲ اﻟﻐـﺰو اﻟﺒﺮي ﻟﻤﻮاﻗﻊ
داﻋﺶ ﺿﻤﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن واﺿﺤﺎً ﺟﺪاً ﻓﻲ
ﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺒﺮﯾﺔ ،وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻣﻘﺮرة وﻻ ﺗﺤﺘﺎج
إﻻ إﻟﻰ أدوات ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ ،وھﻲ زج ﺑﯿﻦ 12و 15أﻟﻒ
ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ أرض اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،ﻹﻣﻼء اﻟﻔﺮاغ اﻟﺬي ﺳﯿﺤﺼﻞ
ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﻌﺪ ﻗﺼﻒ داﻋﺶ ،ﺧﺸﯿﺔ اﺳﺘﻔﺎدة ﻗﻮات
اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻮري ﻣﻨﮫ ،وﺳﺪّ ھﺬا اﻟﻔﺮاغ ،أي أن
ﻗﻮات ﻣﺎ ﺳﻤﻲ )اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ( ﻟﻦ ﺗﺰﯾﻞ آﺛﺎر اﻟﻌﺪوان
اﻹرھﺎﺑﻲ اﻟﺪاﻋﺸﻲ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺪن واﻟﺒﻠﺪات
اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،ﻓﺎﺣﺘﻠﺘﮭﺎ وﻧﮭﺒﺖ ﻣﻮاردھﺎ ،وأﻗﺎﻣﺖ ﻓﯿﮭﺎ ﺣﻜﻤﺎً
وﺣﺸﯿﺎً ﺟﺎھﻠﯿﺎً ،ﺑﻞ ﺳﺘﺴﺘﺒﺪل ﺑﺬﻟﻚ اﻻﺣﺘﻼل اﺣﺘﻼﻻً آﺧﺮ،
وﯾﺤﻞ ﻣﺤﻞ ﻟﺼﻮص اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺪاﻋﺸﯿﯿﻦ ﻟﺼﻮص آﺧﺮون .
أﻣﺎ ﻛﯿﻒ ﺳﯿﺘﻢ ﺗﺄﻣﯿﻦ ھﺆﻻء اﻟـ 15أﻟﻒ ﻏﺎزٍ ﺟﺪﯾﺪ ،
ﻓﺎﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﯾﺤﺎت اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻗﺪ أﺗﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ،
وﻟﻜﻦ اﻷھﻢ ھﻮ ﻣﺎ ﺻﺪر ﻋﻦ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ﺑﺼﯿﻐﺔ
ﻗﺮار ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺼﯿﺺ 500ﻣﻠﯿﻮن دوﻻر أﻣﺮﯾﻜﻲ
ﻟﺘﺪرﯾﺐ 5000ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺳﯿﺮﺳﻠﻮن ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت إﻟﻰ أرض
)اﻟﺠﮭﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ( ﺳﻮرﯾﺔ ،وھﻢ ﻣﻤﻦ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ
ﺗﺴﻤﯿﺔ )اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ( ،اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﺒﻖَ إﻧﺴﺎنٌ
ﻋﺎﻗﻞٌ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ إﻻ وﺗﻠﻘّﻰ ھﺬا اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﺑﺎﻟﮭﺰء
واﻟﺴﺨﺮﯾﺔ ..ﻓﻌﻦ أي اﻋﺘﺪالٍ ﯾﺘﺤﺪﺛﻮن ؟! وﻟﻤﺎذا ﻻ
ﯾﺴﻤﻮن اﻷﺷﯿﺎء ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﮭﺎ وﯾﻘﻮﻟﻮن إﻧﮭﻢ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ أﺟﺎﻧﺐ
ﺳﯿﻜﻮﻧﻮن ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻣﻦ ﻃﯿﻨﺔ اﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﻣﺎ اﻧﻔﻜﻮا
ﯾﺪﻧﺴﻮن أرض ﺳﻮرﯾﺔ ﻣﻨﺬ أواﺋﻞ ﻋﺎم 2012إﻟﻰ اﻟﯿﻮم ؟
إن ﺗﺠﻨﯿﺪ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ وﺗﮭﯿﺌﺘﮭﻢ ﻟﻐﺰو ﺳﻮرﯾﺔ ،واﻻﻋﺘﺮاف
ﺑﻘﺮب ﻣﺒﺎﺷﺮة اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺮﯾﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﯿﮭﺎ ،ﯾﻌﺪ ﺗﻄﻮراً
ﻧﻮﻋﯿﺎً ﺟﺪﯾﺪاً ﻓﻲ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪاﺋﺮ ،ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻣﺮﯾﻜﺎ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻋﻦ ﺣﺪوﺛﮫ ،ﻓﮭﻲ اﻟﺘﻲ رَﻋَﺖْ ﻣﻨﻈﻤﺎتِ اﻹرھﺎب
أﺳﺎﺳﺎً ،وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺳﱠﻊُ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ
اﻟﺪوﻟﻲ رﻗﻢ 2170ﺑﻤﺎ ﯾﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ ﻓﻲ ﺿﺮب اﻟﺪوﻟﺔ
اﻟﺴﻮرﯾﺔ واﻟﮭﯿﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻧﻔﻮذھﺎ ﻓﯿﮭﺎ .
وﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﻻﻓﺖ آﺧﺮ ،وﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻮﺳّﻊ ﺣﻠﻘﺎت اﻟﻤﺨﻄﻂ
اﻟﺠﮭﻤﻨﻲ ﺿﺪ ﺳﻮرﯾﺔ ،ﯾﺒﺮز اﻟﺪور اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ،
واﻟﺪور اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن وﻣﺎﯾﺰال ﺣﺎﺿﺮاً ﺑﺄﺷﻜﺎل
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﺮﻛﯿﺎ أن ﺗﻔﺮد ﻟﻨﻔﺴﮭﺎ ﺣﯿﺰاً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﺑﻌﺾ
اﻟﺸﻲء ﻋﻦ أدوار اﻟﺪول اﻟﻤﻨﻀﻮﯾﺔ ﺗﺤﺖ ﻟﻮاء ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ
)اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ( ،ﻛﻤﺎ ﺣﺎوﻟﺖ إﺧﻔﺎء ﻃﺒﯿﻌﺔ ﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﻣﻊ
داﻋﺶ ،إﻟﻰ أن ﺻﺮح )اﻟﺴﻠﻄﺎن ( اﻟﺘﺮﻛﻲ أردوﻏﺎن ) أن
اﻟﻘﻮات اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ إﻧﺸﺎء ﻣﻨﻄﻘﺔ آﻣﻨﺔ ﻓﻲ
ﺳﻮرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺑﺮام اﺗﻔﺎق دوﻟﻲ ( ،وﻗﺎل ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ
آﺧﺮ ) :إن اﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺬي ﯾﻔﺘﺮض أن ﺗﺮﻛﯿﺎ ﻟﻦ ﺗﺸﺎرك
ﻋﺴﻜﺮﯾﺎً ﺧﺎﻃﺊ( ،ﺛﻢ ﻗﺎل إن اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﺟﺎرﯾﺔ ﻟﺘﺤﺪﯾﺪ
ﻛﯿﻔﯿﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺠﻮﯾﺔ واﺣﺘﻤﺎل اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻌﻤﻠﯿﺔ ﺑﺮﯾﺔ
وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺪول اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ،ﻣﺒﺪﯾﺎً اﺳﺘﻌﺪاد ﺗﺮﻛﯿﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ .
ﻟﻢ ﯾﺸﻚّ أﺣﺪ ﻟﻠﺤﻈﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ ﻣﺪى ﺣﻤﺎﺳﺔ ﺗﺮﻛﯿﺎ
ﻟﻠﻤﺴﺎھﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪوان اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺔ ،وﺣﺘﻰ ﻟﻮ
اﺧﺘﺒﺄ ﺧﻠﻒ اﻋﺘﺒﺎرات إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻵﻣﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ
ﺗﺮﯾﺪھﺎ ﺗﺮﻛﯿﺎ وﻣﻌﮭﺎ أﻣﺮﯾﻜﺎ ،ﺗﮭﺪف أوﻻً وأﺧﯿﺮاً إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎزﻟﺔ ،وﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﻈﺮ ﺟﻮي ﻟﻤﻨﻊ اﻟﻄﯿﺮان اﻟﺴﻮري
ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﯿﻖ ﻓﻮﻗﮭﺎ ..وﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ إﺧﺮاج ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ
اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،وھﺬا ﻓﻲ ﺣﺪّ ذاﺗﮫ ﺷﻜﻞٌ ﻣﻦ
أﺷﻜﺎل اﻟﺤﺼﺎر واﻟﺘﻘﺴﯿﻢ واﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻟﻸرض اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،
ﺳﯿﺘﺼﺪى ﻟﮫ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري واﻟﺠﯿﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻮري
اﻟﺒﺎﺳﻞ ﺑﻜﻞ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت.
أﻣﺎ اﻟﺪور اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن وﻣﺎﯾﺰال ﺣﺎﺿﺮًا ﻓﻲ
اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﯾﺘﮭﺎ ،وﻗﺪ أﺧْﻔَﺘْﮫُ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،
ﺗﺠﻨﺒﺎً ﻹﺣﺮاج اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮض
اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻟﺘﻨﺎل ﻣﻮﻃﺊ ﻗﺪم ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻻن ،إﻻ أن ھﺬه
اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺨﺠﻞ وﻟﻢ ﺗﺘﺮدّد ﻓﻲ إﺷﮭﺎر ﻋﻤﺎﻟﺘﮭﺎ
وﺗﻌﺎوﻧﮭﺎ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ،ﻓﻮﺟﺪت أن اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ
ﺳﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺴﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎزﻟﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ
اﻟﺠﻮﻻن ،ﯾُﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺴﻮري ﺗﺤﻠﯿﻖ
ﻃﺎﺋﺮاﺗﮫ ﻓﻮﻗﮭﺎ ،وﺗﻜﻮن ﻣﺴﺎﺣﺔ إﺿﺎﻓﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ أﻣﻦ
إﺳﺮاﺋﯿﻞ ،وﻣﺮﺗﻜﺰاً ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ..
وھﻜﺬا ،ﻓﺈن ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﺣﻜﺎم اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ
اﻟﺠﮭﺎت ﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪم وﺳﺎق ،ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﺬي
ﺗﻮاﺻﻞ ﻓﯿﮫ ﻗﻮات ) اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ( ﻏﺎراﺗﮭﺎ اﻟﺠﻮﯾﺔ ﻓﻮق
اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﺧﺎرج إﻃﺎر ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻘﺮار اﻟﺪوﻟﻲ رﻗﻢ
2170 ،وﻗﺪ ﯾﺘﻄﻮر اﻟﻮﺿﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻮ أﺧﻄﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،
اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﻨﻔﺎر ﻛﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
واﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ أرض اﻟﻮﻃﻦ ،وإﻓﺸﺎل اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت
اﻟﺘﺂﻣﺮﯾﺔ ﻋﻠﯿﮫ ،ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﺼﺪﯾﻘﺔ اﻟﻤﺨﻠﺼﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﻓﻲ ﻗﺮاءة ﻟﻠﻘﺮار رﻗﻢ 2170اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ
اﻟﺪوﻟﻲ ،ﻧﺴﺘﺒﺸﺮ ﺧﯿﺮاً ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ دوﻟﯿﺔ ﻹرھﺎب "داﻋﺶ "
و" اﻟﻨﺼﺮة " وﺑﺎﻗﻲ ﻣﺸﺘﻘﺎت ﺗﻨﻈﯿﻢ " اﻟﻘﺎﻋﺪة " .اﻟﻘﺮار
ﯾﺴﻤّﻲ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ اﻟﻤﺘﻀﺮرﺗﯿﻦ ﺳﻮرﯾﺎ واﻟﻌﺮاق ،وﯾﺴﻤّﻲ
اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻹرھﺎﺑﯿﺔ ،وﯾﺘﺤﺪّث ﻋﻦ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ واﻟﺪﻋﻢ
واﻟﺘﺤﺮﯾﺾ واﻟﺘﺠﻨﯿﺪ وﯾﺪﻋﻮ اﻟﻰ وﻗﻔﮭﺎ .واذا ﻃﺎﺑﻘﻨﺎ اﻟﻘﺮار
ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺴﺠﯿﻞ
اﻟﻤﻼﺣﻈﺎت اﻵﺗﯿﺔ :
ورد ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻘﺮار " :واذ ﯾُﻌـﺮب ) ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ (
ﻋﻦ ﻗﻠﻘﮫ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ اﻟﺬي ﯾﺘﻠﻘﺎه ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ
اﻟﺪوﻟﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم وﺟﺒﮭﺔ اﻟﻨﺼﺮة
وﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة " ..ھﻜﺬا ﯾﺬﻛﺮ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ
وﻻ ﯾﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﯾﻤﻮّل ،ﻣﻊ اﻧﮫ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ وﻓﻘﺎً
ﻟﻠﻘﺮار 1373اﻟﺼﺎدر اﻟﻌﺎم 2001ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺠﮭﺎت
اﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ﻟﺘﻨﻈﯿﻤﻲ " داﻋﺶ " و"اﻟﻨﺼﺮة " .ﻓﻠﻤﺎذا أﻏﻔﻠﺖ
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻤﻤﻮّﻟﺔ واﻛﺘﻔﺖ ﺑﺎﻹﻋﺮاب ﻋﻦ ﻗﻠﻘﮭﺎ ﻣﻦ
ﻓﻌﻞ اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ؟
ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮة 6ﻣﻦ اﻟﻘﺮار ورد " :ﯾﻜﺮر )أي ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ(
ﺗﺄﻛﯿﺪ ﻧﺪاﺋﮫ اﻟﻰ اﻟﺪول ان ﺗﺘﺨﺬ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺘﺪاﺑﯿﺮ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ
ﺗﻜﻮن ﺿﺮورﯾﺔ وﻣﻼﺋﻤﺔ وﻓﻘﺎً ﻻﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﮭﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺾ ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻻﻋﻤﺎل
اﻻرھﺎﺑﯿﺔ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺘﻌﺼﺐ " .
ﻛﺮر اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻧﺪاءه اﻟﻰ اﻟﺪول ،أي دول ؟ ﻟﻢ ﯾﺬﻛـﺮ وﻟﻢ
ﯾﺤﺪّد ..
ﻣﻦ ﯾﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﯾﺾ ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب اﻻﻋﻤﺎل اﻻرھﺎﺑﯿﺔ ؟
ﻟﯿﺲ ﺻﻌﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ ان ﯾﺸﺎھﺪ ﻓﻀﺎﺋﯿﺎت
اﻟﺘﺤﺮﯾﺾ وﻻ اﻟﺪﺧﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ "ﯾﻮﺗﯿﻮب" ﻟﯿﺸﺎھﺪ
اﻟﺘﺒﺎھﻲ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﺮؤوس .ان ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﺪول واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت
واﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻟﺘﺤﺮﯾﺾ ھﻮ أﺳﺎﺳﻲ ﻛﻲ ﯾﻜﻮن
ﻟﻠﻘﺮار ﻣﻌﻨﻰ ،وﻛﻲ ﯾﻜﻮن ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻨﻔﯿﺬ ،أﻣﺎ اﻟﺼﯿﻐﺔ
اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻓﺘﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﺤﺮض ﺑﺎﻻﺧﺘﺒﺎء واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻟﻌﺪم ﺟﺪﯾﺔ
اﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ ..
ورد ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮة " : 7ﯾﺪﯾﻦ )ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ ( إﻗﺪام ﺗﻨﻈﯿﻢ
دوﻟﺔ " اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم " وﺟﺒﮭﺔ اﻟﻨﺼﺮة وﺳﺎﺋﺮ اﻻﻓﺮاد
واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻜﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ
اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﯿﺪ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ اﻻرھﺎﺑــﯿﯿـﻦ اﻻﺟﺎﻧﺐ " .
ھﻨﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ ﯾﺪﯾﻦ " داﻋﺶ" و" اﻟﻨﺼﺮة "
وأﺧﻮاﺗﮭﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﺠﻨﯿﺪ ،اﻧﮫ ﯾﺪﯾﻦ اﻟﻤﺠﻨِّﺪ ) ﺑﻜﺴﺮ اﻟﻨﻮن ( وﻻ
ﯾﺪﯾﻦ ﻣﻦ ﯾﺴﮭﻞ اﻟﺘﺠﻨﯿﺪ .ﻓﺎﻟﺘﺠﻨﯿﺪ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺗﺘﻄﻠﺐ
إﺣﻀﺎر أﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﺟﻨﺴﯿﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﯾﺘﺤﺪﺛﻮن ﻟﻐﺎت
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﺗﺄﻣﯿﻦ ﺳﻔﺮھﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﻄﺎرات دوﻟﯿﺔ ﻻ ﺑﺪ ان
.....
ﺗﻼﺣﻆ أﺟﮭﺰة اﻻﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎﻟﮭﻢ ﻋﺒﺮھﺎ ﻛﻲ ﯾﺼﻠﻮا اﻟﻰ ﺗﺮﻛﯿﺎ.
ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ ﯾﺠﺮي ﺗﺠﻤﯿﻊ اﻟﻤﺠﻨﺪﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮات ،ﺛﻢ ﯾﺘﻢ
دﻓﻌﮭﻢ اﻟﻰ ﺳﻮرﯾﺎ واﻟﻌﺮاق ،وإﻻ ﻛﯿﻒ ﻧﻔﺴﺮ وﺟﻮد إرھﺎﺑﯿﯿﻦ
ﻣﻦ ﺷﻤﺎل اﻓﺮﯾﻘﯿﺎ وآﺳﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ واﻟﺨﻠﯿﺞ واﻟﻘﻮﻗﺎز
واوروﺑﺎ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﯾﺎ .ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﯾﮭﺒﻄﻮا ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ،
ﺑﻞ ﺟﺎؤوا ﻋﺒﺮ ﻣﻄﺎرات ،ووﺻﻠﻮا اﻟﻰ دوﻟﺔ أﻃﻠﺴﯿﺔ ھﻲ
ﺗﺮﻛﯿﺎ .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎن إداﻧﺔ اﻟﺘﺠﻨﯿﺪ ﻏﯿﺮ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮن
ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺴﮭﻞ ﺳﻔﺮ اﻟﻤﺠﻨﺪﯾﻦ .
ﻓﻲ اﻟﻔﻘﺮة 10ورد ان ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ " ﯾﻌﯿﺪ ﺗﺄﻛﯿﺪ ﻗﺮاره ﺑﺄن
ﺗﻘﻮم اﻟﺪول ﺑﻤﻨﻊ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺒﺎﺷﺮ أو ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﺘﻮرﯾﺪ
أو ﺑﯿﻊ أو ﻧﻘﻞ اﻻﺳﻠﺤﺔ واﻟﻌﺘﺎد اﻟﻤﺘﺼﻞ ﺑﮭﺎ ﺑﻜﻞ أﻧﻮاﻋﮭﺎ،
ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻻﺳﻠﺤﺔ واﻟﺬﺧﯿﺮة واﻟﻤﺮﻛﺒﺎت واﻟﻤﻌﺪات
اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ واﻟﻤﻌﺪات ﺷﺒﮫ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ " .
أﻟﻢ ﯾﺸﺎھﺪ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت اﻟﺼﻐﯿﺮة واﻟﺠﺪﯾﺪة ﻣﻊ
"داﻋﺶ" و"اﻟﻨﺼﺮة "وﯾﺴﺄل ﻛﯿﻒ وﺻﻠﺖ اﻟﻰ ﺷﻤﺎل
ﺳﻮرﯾﺎ وﯾﺒﻠﻎ ﻋﺪدھﺎ اﻵﻻف واﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺮاﻓﺊ
اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ ؟ أﻟﻢ ﯾﻘﺮأ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺬي ﻧﺸﺮﺗﮫ
ﺻﺤﯿﻔﺔ " ﻧﯿﻮﯾﻮرك ﺗﺎﯾﻤﺰ " ﻟﻨﻘﻞ اﻻﺳﻠﺤﺔ ﺟﻮا ﻣﻦ ﻛﺮواﺗﯿﺎ
اﻟﻰ ﻗﻄﺮ واﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ وﻋﺒﺮھﻤﺎ اﻟﻰ اﺳﻄﻨﺒﻮل واﻧﻘﺮة ﺛﻢ ﺑﺮا
اﻟﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ؟ أﻻ ﯾﺸﻜﻞ ھﺬا اﻟﻤﺨﻄﻂ ﺧﺮﻗﺎً ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻟﻘﺮار
ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ ،واﻻرﺟﺢ اﻧﮫ ﯾﺘﻜﺮر ﺑﯿﻦ وﻗﺖ وآﺧﺮ ،وإﻻ
ﻣﻦ أﯾﻦ ﺟﺎء ھﺬا اﻟﻌﺘﺎد اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻼرھﺎﺑﯿﯿﻦ ؟
ﻧﺼﺖ اﻟﻔﻘﺮة 13ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﻟﻲ " :ﯾﻼﺣﻆ ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻖ ان ﺣﻘﻮل
اﻟﻨﻔﻂ واﻟﮭﯿﺎﻛﻞ اﻻﺳﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﮭﺎ ...ﺗﺪرّ اﯾﺮادات ﺗﺪﻋﻢ
ﺟﮭﻮد اﻟﺘﺠﻨﯿﺪ ،وﺗﻌـﺰز اﻟﻘﺪرات ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﮭﺠﻤﺎت
اﻻرھﺎﺑـﯿـﺔ وﺗـﻨـﻔـﯿـﺬھﺎ " .
أﻟﻢ ﯾﻼﺣﻆ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺒﯿﻊ »داﻋﺶ« اﻟﻨﻔﻂ
وﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﯾﺮادات ؟ اﻧﮫ ﻧﻔﻂ ﺧﺎم ﻻ ﯾﺼﻠﺢ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎل
اﻟﻤﻨﺰﻟﻲ وﻻ ﻟﻠﺴﯿﺎرات واﻟﻤﺤﺮﻛﺎت .اﻧﮫ ﯾﺒﺎع ﻟﻠﻤﺼﺎﻓﻲ اﻟﺘﻲ
ھﻲ ﻣﻤﻠﻮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ او ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ .ﻣﻦ
ﯾﺸﺘﺮي اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ »داﻋﺶ« ؟
ھﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ ،اﻟﺘﻲ ﺗﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﯾﻞ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت
اﻻرھﺎﺑﯿﺔ .وﻟﺬﻟﻚ ﻟﺘﺒﺪﯾﺪ ﻗﻠﻖ ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻣﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ
اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺸﺎرﯾﺔ واﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ﻟﻼرھﺎب ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ..
ﺑﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ،ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻼﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ـ اذا
ﺷﺎءت ان ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺮار 2170ـ أن ﺗﺤﺪّد اﻟﺪول
واﻟﮭﯿﺌﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت واﻟﻤﺼﺎرف اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮق
ھﺬا اﻟﻘﺮار ،وﺗﺘﺨﺬ إﺟﺮاءات ﺑﺤﻖ اﻟﺪول اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻼرھﺎب
اﻟﻤﻤﺜﻞ ﺑـ"داﻋﺶ" و" اﻟﻨﺼﺮة " واﺧﻮاﺗﮭﻤﺎ ..ﻣﺎ ﻟﻢ ﯾﺘﺤﻘﻖ
ذﻟﻚ ،ﺳﯿﺒﻘﻰ اﻟﻘﺮار ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻜﺎﻓﯿﺔ
ﻟﻮﻗﻒ اﻻرھﺎب ...
ﻧﺤﻦ ﻧﺎرُ اﻟﻜﻔﺎح
ﻧﺤﻦ ﻋﺼﻒُ اﻟﺮﯾﺎح
ﻧﺤﻦُ ﻧﺒﻊُ اﻟﻌﻄﺎء
إن ﯾَﻌِـﺰﱠ اﻟﺴﻤﺎح
ﻧﺤﻦ ﻧﻔْﺢُ اﻟﻌﺒﯿﺮ
ﻧﺤﻦ ﺻﻮتُ اﻟﻀﻤﯿﺮ
ﻧﺤﻦ ﻗﺼﻒُ اﻟﺮﱡﻋﻮد
إنْ ﯾُﺪوﱢي اﻟﻨﻔﯿﺮ
ﺗﻤﺸﻲ إﻟﯿﻨﺎ ﺣﺪودَ اﻟﺰﱠﻣﺎن
ﻧُﮭﺪي إﻟﯿﮭﺎ ﺑُﻨﻮدَ اﻟﻤﺪى
أﯾﱡﮭﺎ اﻟﻐﺎﺻِﺒﻮن
أﯾﱡﮭﺎ اﻟﻤﺎرِﻗﻮن
ھِﻲ ذي ﺻﺪورﻧﺎ
ﻟﻔﺠﺮٍ ﺟﺪﯾﺪٍ ﺣﻨﯿﻦُ اﻟﺘﺮاب
ﻟﻔﺠﺮٍ ﺟﺪﯾﺪٍ ﻧﺠﯿﻊَ اﻟﻔِﺪى
ﺣُﻠﻤﻨﺎ أن ﻧﻜﻮن
وَﻋْﺪﻧﺎ أن ﻧﺼﻮن
ﺣﻘﱠﻨﺎ ﻓﻲ أرﺿِﻨﺎ.
ﻋﻈﻤﺎء اﻟﺨﻤﺴﯿﻨﺎت واﻟﺴﺘﯿﻨﺎت :ﺟﻮزﯾﻒ ﺑﺮوز ﺗﯿﺘﻮ) ﯾﻮﻏﺴﻼﻓﯿﺎ ( ،أﺣﻤﺪ ﺳﻮﻛﺎرﻧﻮ )اﻧﺪوﻧﯿﺴﯿﺎ ( ،ﺟﻤﺎل
ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ) ﻣﺼﺮ ( ،ﻧﻜﺮوﻣﺎ )ﻏﺎﻧﺎ ( و ﺟﻮاھﺮ ﻻل ﻧﮭﺮو ) اﻟﮭﻨﺪ ( ..
اﻟﺪﯾﻦ ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ :
ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ذات اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ،ﻋﺎﻣﻼً
ﻣﺆﺛﺮاً ﻓﻰ ﺗﻜﻮﯾﻦ ھﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺴﺎھﻤﺎً ﻓﻰ
ﺗﺸﻜﯿﻞ اﻟﻮﻋﻰ اﻟﺠﻤﺎﻋﻰ ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ،وﻣﻦ ھﻨﺎ
ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﯿﺔ دﻓﻊ أﻓﺮادھﺎ وﺗﺤﺮﯾﻜﮭﻢ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً ،أى ﻋﻤﻠﯿﺔ
ﺗﻌﺒﺌﺘﮭﻢ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ ،ﺗﻔﺘﺮض
اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎً ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺛﻘﺎﻓﺘﮭﻢ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ اﻟﺘﻰ ﯾﺄﺗﻰ اﻟﻌﺮف
وﻧﻈﺎم اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ واﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﺘﮭﺎ.
وﻣﺼﺮ ﻻ ﺗﺨﺮج ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎً ،ﻓﺎﻟﺪﯾﻦ
ﻣﺜﻞ اﻷداة اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻰ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮأى اﻟﻌﺎم ،ﺧﺎﺻﺔ
ﺧﻼل اﻷزﻣﺎت واﻷﺣﺪاث اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻓﻰ اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺼﺮى
اﻟﺤﺪﯾﺚ وﻓﻰ ﻧﻤﻮذج اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ودور رﺟﺎل اﻷزھﺮ
ﻓﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺘﮭﺎ ،وﻧﻤﻮذج ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ،ودور رﺟﺎل اﻟﺪﯾﻦ
ﻓﻰ ﺗﻨﺼﯿﺒﮫ ،وﻛﺬﻟﻚ دور اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﺛﻮرة 1919وﻣﺎ
ﺗﻼھﺎ ،وأﺧﯿﺮاً اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬى ﺗﺘﻢ دراﺳﺘﮫ اﻵن ،
واﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﯾﻦ ﻓﯿﮫ ﺧﻼل اﻷزﻣﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻷﺣﺪاث
اﻟﮭﺎﻣﺔ ﺑﺪءاً ﺑﺄﺣﺪاث اﻟﺼﺪام اﻷول ﻣﻊ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ
ﻋﺎم 1954وﻣﺮوراً ﺑﺴﯿﺎﺳﺔ اﻷﺣﻼف ،ﻓﺎﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼﺛﻰ
وأزﻣﺔ ﻋﺎم 1965ﻣﻊ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﻧﺘﮭﺎء ﺑﮭﺰﯾﻤﺔ
ﻋﺎم ، 1967ﻓﻰ ﻛﻞ ھﺬا ،ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ھﻨﺎ ﻛﺘﺄﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯿﻘﺔ
دور اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،وﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ
اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻠﮭﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻰ ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺪﯾﻦ ﻃﻮال
ﺳﻨﻮات اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻨﺎﺻﺮى ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً ،وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺘﺮات
،وﺑﻌﺾ اﻷزﻣﺎت ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻓﯿﮭﺎ أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣﺎً ﻣﻦ
اﻷﺧﺮى ،وﻟﻘﺪ اﺗﺒﻊ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﮭﺠﺎً ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ھﺬه ،وﯾﻘﻮم اﻹدراك اﻟﻨﺎﺻﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﯾﯿﻦ :
أوﻟﮭﻤﺎ :ﻣﺴﺘﻮى إدراك اﻷزﻣﺔ أو اﻟﺤﺪث اﻟﺬى ﯾﺘﻢ ﺑﺴﺒﺒﮫ
ادﺧﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ..
وﺛﺎﻧﯿﮭﻤﺎ :ﻣﺴﺘﻮى اﻷدوات أو اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻰ ﺗﺴﺘﺨﺪم
داﺧﻞ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ وﻛﯿﻔﯿﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ .
وﻓﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻷول ﯾﻼﺣﻆ أن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﺨﺪم
اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺪرك ﺗﻌﺮض
ﻧﻈﺎﻣﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ إﻟﻰ أزﻣﺔ ﺣﺎدة ،أى أن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ
ﯾﺴﺘﺨﺪم اﻟﺪﯾﻦ أو اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﮫ إﻻ ﻓﻰ ﻇﺮوف أزﻣﺔ ﻗﺪ
ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﯿﺔ ﻧﻈﺎﻣﮫ أو ﺗﺆدى ﺑﮫ ،ﺗﻤﺜﻞ ھﺬا داﺧﻠﯿﺎً
ﻓﻰ أزﻣﺔ اﻟﺼﺮاع ﻣﻊ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﺎم ، 1954
وﺗﻤﺜﻞ ﺧﺎرﺟﯿﺎً ﻓﻰ ھﺠﻮﻣﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ واﻟﺮﺟﻌﯿﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺴﺘﻮى اﻷدوات أو اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﯿﺘﻀﺢ ﻣﻦ دﻻﻟﺔ
اﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺎﻟﺮﺳﻮل وﺑﺘﺮاﺛﮫ اﻟﻜﻔﺎﺣﻰ وﺑﺎﻷزھﺮ وﺗﺎرﯾﺨﮫ –
واﻟﺬى ﯾﻈﮭﺮ واﺿﺤﺎً ﻓﻰ ﺗﻜﺮارات اﻟﻌﯿﻨﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﯿﺔ – أو
ﺑﺼﻼح اﻟﺪﯾﻦ اﻷﯾﻮﺑﻰ أو ﺑﻘﯿﻢ وﺧﺒﺮات اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻰ
واﻟﻤﺼﺮى ﻓﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﺨﺎرﺟﻰ أو اﻟﻘﻮى
اﻟﺪﺧﯿﻠﺔ ﻋﻠﯿﮫ ورﺑﻂ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻘﯿﻢ ﺑﺤﺎﺿﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻷزﻣﺔ
اﻟﺘﻰ ﯾﻌﺎﻟﺠﮭﺎ .
اﻟﺪﯾﻦ وﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ :
ﻣﺜﻞ ﻋﻘﺪا اﻟﺨﻤﺴﯿﻨﺎت واﻟﺴﺘﯿﻨﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺴﯿﺎﺳﻰ وﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ،
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻐﺮﺑﻰ ،وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ
ﺛﻮرة ﯾﻮﻟﯿﻮ ، 1952ﻛﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺼﺮى ﯾﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ
أزﻣﺘﯿﻦ ﻣﺆﺛﺮﺗﯿﻦ :أزﻣﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻛﺎن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﯾﺮزح ﺗﺤﺖ وﻃﺄة ﺛﺎﻟﻮث ﺳﻠﻄﻮى :اﻻﺣﺘﻼل اﻷﺟﻨﺒﻰ ،
واﻟﻘﺼﺮ وأﺣﺰاب اﻷﻗﻠﯿﺔ ..وأزﻣﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻰ ﺳﯿﻄﺮة اﻻﻗﻄﺎع واﻧﻘﺴﺎم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ إﻟﻰ ﻃﺒﻘﺘﯿﻦ
اﺣﺪاھﻤﺎ أﻏﻠﺒﯿﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ وﻻ ﺗﺤﻜﻢ ،واﻷﺧﺮى أﻗﻠﯿﺔ ﺗﻤﻠﻚ
وﺗﺤﻜﻢ ﻣﻌﺎً ،وأﺻﺒﺢ اﻟﻮاﻗﻊ ﯾﺸﮭﺪ أن ﻧﺼﻒ اﻷﻣﺔ ﻟﯿﺲ
ﻓﻰ ﺣﺴﺎب اﻷﺣﯿﺎء .
ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮرة ﯾﻮﻟﯿﻮ 1952إذن ﻟﺘﻮاﺟﮫ ﺑﮭﺎﺗﯿﻦ اﻷزﻣﺘﯿﻦ ،
وھﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬى أﺛﺎر أھﻤﯿﺔ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﯾﺎ
اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻜﺎن أن أﺛﯿﺮت ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ
واﻟﺘﻤﺼﯿﺮ ،واﻟﺘﺄﻣﯿﻢ ،واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ،وﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ
اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،ودور أو وﻇﯿﻔﺔ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ھﺬه
اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ.
واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ وﺛﺎﺋﻖ اﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺒﺮز ﺗﻄﻮر
ﺗﻜﺮار اﻟﺪﯾﻦ ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻐﯿﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ واﻟﺘﻌﺒﺌﺔ
اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،واﻟﺘﻰ ﺗﺆﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ أرﻗﺎﻣﮭﺎ اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻌﺎم اﻟﺬى
ﺳﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ،ﺣﯿﺚ ﻧﺠﺪ أن اﻟﻔﺘﺮة )– 1964
(1966ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻰ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺪﯾﻦ
ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻐﯿﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ واﻟﺘﺤﻮل ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ
اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺣﯿﺚ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد ﺗﻜﺮاراﺗﮫ ﻛﻔﻜﺮة ﺳﺎﺋﺪة 49ﻣﺮة ﻣﻦ
اﺟﻤﺎﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻰ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ 115ﻣﺮة أى ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ
إﻟﻰ %42.6ﻣﻦ اﺟﻤﺎﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة ،ﺗﻠﯿﮭﺎ اﻟﻔﺘﺮة )– 1962
(1964اﻟﺘﻰ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ 22ﻣﺮة أى ﺑﻨﺴﺒﺔ ، %19أﻣﺎ
أﻗﻞ اﻟﻔﺘﺮات ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻔﺘﺮة ) (1970 – 1967ﺣﯿﺚ
وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺘﮭﺎ %8.7ﻣﻦ اﻻﺟﻤﺎﻟﻰ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻔﺘﺮة .
واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻰ ﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ
ﻣﺮﺣﻠﺔ أﺧﺮى ﺣﯿﻦ ﯾﺴﺘﺸﮭﺪ ھﻨﺎ ﺑﺨﺒﺮة أﺑﻰ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﯾﻖ
ﻓﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺮﺗﺪﯾﻦ :
" ﻓﻠﻘﺪ ﺣﺎرب أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻣﺎﻧﻌﻰ اﻟﺰﻛﺎة ،وھﻰ ﺣﺮوب اﻟﺮدة
ﻓﻰ اﻹﺳﻼم ﻓﺎﻟﺮدة ﻋﻦ اﻟﺰﻛﺎة ردة ﻋﻦ اﻹﺳﻼم ،ردة ﻋﻦ
اﻟﻨﻈﺎم اﻹﺳﻼﻣﻰ ﻛﻠﮫ وﻋﻦ اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻛﻠﮭﺎ ،وھﺬا
ﻧﻤﻮذج ﻟﻠﺜﻮرة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻻﺑﺪ أن ﺗﺴﯿﺮ ﻓﻰ ﻃﺮﯾﻘﮭﺎ وﯾﺘﻢ
ﺗﺄﻣﯿﻨﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﺼﺮ وﺣﺘﻰ ﺗﺰﯾﻞ اﻟﻔﻮارق ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت ،
ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎم اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،وﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎم اﻟﻔﺮص اﻟﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ
ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ،ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺼﺮ اﻟﻨﺒﻰ أوﻻ ورﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﻨﺘﺼﺮاً
وﺣﺪث ﺧﻼف ﻓﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺣﻮل اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﺬﯾﻦ
ﻧﺎھﻀﻮا اﻟﺪﻋﻮة وﻗﺎوﻣﻮھﺎ ووﻗﻔﻮا ﺿﺪھﺎ أم ﻻ ؟ ﻓﻘﺎل
اﻟﺮﺳﻮل " اذھﺒﻮا ﻓﺄﻧﺘﻢ اﻟﻄﻠﻘﺎء " وﻗﺎل :ﻣﻦ دﺧﻞ ﺑﯿﺖ
أﺑﻰ ﺳﻔﯿﺎن ﻓﮭﻮ آﻣﻦ وﻛ ﺎن ھﺬا ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺜﻮرة ﻓﻰ ﺑﺪاﯾﺘﮭﺎ ،
وھﻮ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺮﺳﻮل ﻋـﻨـﺪﻣﺎ رﺟﻊ ﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻤﻌـﺎرك اﻟﺘﻲ
أﺻﯿﺐ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ أﺣﺪ ..وﻗﺎل " اﻟﻠﮭﻢ اﻏﻔﺮ ﻟﻘﻮﻣﻰ ﻓﺈﻧﮭﻢ
ﻻ ﯾﻌﻠﻤﻮن ،وﻟﻜﻨﮫ ﻗﺎل أﯾﻀﺎً " :أن اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﯿﻦ ﯾﻘﺘﻠﻮن وﻟﻮ
ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﻌﻠﻘﻮن ﺑﺄﺳﺘﺎر اﻟﻜﻌﺒﺔ ،ﻓﻠﻜﻞ دﻋﻮة ﻣﺆﯾﺪون
وﻣﻌﺎرﺿﻮن واﻟﻤﻌﺎرﺿﻮن ﯾﺘﻢ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﮭﻢ إذا ﻣﺎ ﺗﺤﻮﻟﻮا
إﻟﻰ اﻹﺳﻼم ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻮل ﻣﻦ
اﻟﻌﺪاوة إﻟﻰ اﻟﺘﺄﯾﯿﺪ أو ﻗﺘﺎﻟﮭﻢ ﻛﻘﺘﺎل أﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﻟﻤﺎﻧﻌﻰ اﻟﺰﻛﺎة
".
وھﻨﺎ ﺣﺎول ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻻرﺗﻜﺎن إﻟﻰ اﻟﺘﺮاث اﻹﺳﻼﻣﻰ ﻓﻰ
ﻣﺠﺎل اﻟﺤﺮب ،ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﯾﯿﺪ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺜﻮرى ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺤﻘﻮق اﻟﻔﻘﺮاء ﻓﻰ أﻣﻮال اﻷﻏﻨﯿﺎء ﻣﺴﺘﺪﻻً ﺑﺤﺮوب اﻟﺮدة
وﻗﺘﺎل ﻣﺎﻧﻌﻰ اﻟﺰﻛﺎة .
وھﻜﺬا ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﺮب ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻘﻮق اﻟﻔﻘﺮاء ،أداة
ﻟﻠﺘﻮﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻋﻼﻗﺔ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ،
ﻟﻘﺪ أدرك ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺪﯾﻦ
واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ وﺑﯿﻦ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ وھﻮ اﻻدراك اﻟﺬى وﺟﺪ
ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ﻣﻊ ﻗﯿﺎم اﻟﺜﻮرة وﻟﻜﻨﮫ اﻛﺘﺴﺐ ﻓﺎﻋﻠﯿﺘﮫ
وﻣﺼﺪاﻗﯿﺘﮫ ﻣﻊ ﺑﺪء ﻋﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﺤﻮل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ
ﻣﻊ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺴﺘﯿﻨﺎت .
اﻟﺪﯾﻦ ﻛﻌﻨﺼﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟﺨﺎرﺟﻰ :
ﻟﻌﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ دوراً ﻣﺆﺛﺮاً ﻓﻰ ﺗﺸﻜﯿﻞ وإدارة اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ
اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ وﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺼﺮاع اﻟﺨﺎرﺟﻰ ،ﺑﺪءاً
ﺑﺎﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼﺛﻰ ﻋﺎم ، 1956وﻣﺮوراً ﺑﺎﻷﺣﻼف
اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ واﻧﺘﮭﺎء ﺑﮭﺰﯾﻤﺔ ﻋﺎم ، 1967وﻓﻰ ﻣﺠﻤﻞ
ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺼﺮاع اﻟﺨﺎرﺟﻰ ﻟﻌﺐ اﻟﺪﯾﻦ دوراً ﻣﺴﺎﻧﺪاً ﻟﮫ
واﺗﻀﺢ ھﺬا اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺨﺎرﺟﻰ ﻟﻠﺪﯾﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ اﻷزھﺮ ﯾﻠﻘﻰ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﻓﻰ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﯾﺪﻓﻌﮭﻢ ﻓﯿﮫ
إﻟﻰ اﻟﺠﮭﺎد ،وﻓﻰ اﻟﺤﻠﻒ اﻹﺳﻼﻣﻰ ،وأﺧﯿﺮاً ﻓﻰ ذﻟﻚ
اﻻﻧﻜﺴﺎر اﻟﻌﺎم اﻟﺬى ﻻزﻣﮫ وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺰاج
اﻟﻨﻔﺴﻰ واﻹدراﻛﻰ ﺑﻌﺪ ھﺰﯾﻤﺔ ﻋﺎم . 1967
وﺑﺘﺤﻠﯿﻞ اﻟﻌﯿﻨﺔ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻄﺐ ووﺛﺎﺋﻖ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ –
اﻟﺘﻰ اﺳﺘﻨﺪﻧﺎ إﻟﯿﮭﺎ – ﺗﺘﺄﻛﺪ ھﺬه اﻷھﻤﯿﺔ ﻟﺪور اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ
اﻹدراك اﻟﻨﺎﺻﺮى ﺗﺠﺎه ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟﺨﺎرﺟﻰ
،ﺣﯿﺚ ﯾﺘﻀﺢ ﻣﻨﮭﺎ أن اﻟﻔﺘﺮة ) (1966 – 1964ﻣﺜﻠﺖ
أﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺘﻰ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ اﻟﺼﺮاع
اﻟﺨﺎرﺟﻰ ﺣﯿﺚ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ %36.7ﻣﻦ اﻻﺟﻤﺎﻟﻰ اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﻔﺘﺮة ،وﯾﻌﻮد ھﺬا إﻟﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﺬى أﺛﯿﺮ وﻗﺘﺌﺬ ﺣﻮل
اﻟﺤﻠﻒ اﻹﺳﻼﻣﻰ ،وﻛﯿﻒ أﻧﮫ ﺿﺪ اﻟﺪﯾﻦ وﺿﺪ اﻹﺳﻼم ،
وﺗﻠﺖ ذﻟﻚ اﻟﻔﺘﺮة ) (1970 – 1967ﺣﯿﺚ وﺻﻠﺖ ﻧﺴﺒﺘﮭﺎ
إﻟﻰ %22.2ﻣﻦ اﻻﺟﻤﺎﻟﻰ اﻟﻌﺎم ،وﺗﻌﻮد ھﻰ اﻷﺧﺮى إﻟﻰ
ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻰ ﺗﻤﯿﺰت ﺑﻮﺟﻮد ھﺰﯾﻤﺔ ﻋﺴﻜﺮﯾﺔ ﻓﺎدﺣﺔ
وﻣﺤﺎوﻟﺔ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء وﺗﺮﺗﯿﺐ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﻤﺼﺮى ،وأﯾﻀﺎً
ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻷﻋﺪاء اﻟﻤﺘﺮﺑﺼﯿﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎرج .
وﻣﻦ واﻗﻊ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﺎﻟﺞ ھﻨﺎ ﻟﻠﺘﺪﻟﯿﻞ
ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺼﺮاع ﻣﻊ
اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،واﻟﺪﯾﻦ وﻗﻀﯿﺔ اﻟﺤﻠﻒ اﻹﺳﻼﻣﻰ ،
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﻋﻼﻗﺘﮫ
ﺑﺎﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻰ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻰ ﻓﻰ إدراك ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وإذا
أﺧﺬﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﺻﺮاﻋﮫ ﻣﻊ
ﻣﺎ أﺳﻤﺎه ﺑﺎﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .
ﻧﺠﺪ أن اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ وﻣﺎ ارﺗﺒﻂ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻛﺎت ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﻮﺣﺪوﯾﺔ ﻣﺜﻠﺖ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻮﺛﻮب واﻟﮭﺠﻮم ﻋﻠﻰ
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺼﺮى ،ﯾﺆﻛﺪ ھﺬا أن اﻟﮭﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة ﻗﺪ ﺑﺪأ
ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ ﺳﻮرﯾﺎ وﺣﯿﺚ وﺟﺪت ھﺬه اﻷﻧﻈﻤﺔ
اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻮاﺗﯿﺔ ﻟﻠﮭﺠﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ
وھﻰ ﻣﻄﻌﻮﻧﺔ ﻓﻰ اﻟﻈﮭﺮ ﻓﺸﻨﺖ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ وﻋﻠﻰ
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ .
وﺗﻤﺜﻠﺖ اﻟﺪﻋﺎﯾﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻤﻀﺎدة ﻟﻤﺼﺮ ﻓﻰ اﻟﺪﻋﺎﯾﺔ
اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ واﻷردﻧﯿﺔ واﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ وﻏﯿﺮھﺎ ..واﻧﻄﻠﻖ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻰ اﻟﺮد ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل أﺳﻠﻮب اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ
اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺿﺮب اﻟﺤﻠﻒ اﻹﺳﻼﻣﻰ ﻓﻰ ﻋﺎم ، 1965
وﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ أﺳﻠﻮب اﻟﻔﻌﻞ ورد اﻟﻔﻌﻞ – ﻛﻤﺎ أﺷﺎر اﻟﺒﻌﺾ ،
ﻓﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎن ﯾﺪﺣﺾ دﻋﺎوﯾﮭﻢ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻔﯿﺬھﺎ وﯾﻘﻮل ﺑﮭﺬا
اﻟﺸﺄن :
" ھﻞ اﻹﺳﻼم ﯾﻘﻮل أن ﺗﻄﻠﻊ ﻓﻰ ﺑﻠﺪ ﻋﯿﻠﺔ وﺗﺤﻜﻢ ﺣﻜﻢ
اﻗﻄﺎﻋﻰ ﺗﺴﻒ ﻛﻞ اﻟﻔﻠﻮس اﻟﻠﻰ ﻃﺎﻟﻌﺔ ،ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺘﺮوح ﻟﻠﻌﯿﻠﺔ
،واﻟﺒﺎﻗﻰ ﻗﺎﻋﺪﯾﻦ ﻣﺶ ﻻﻗﯿﯿﻦ ﯾﺎﻛﻠﻮا ؟ ھﻞ اﻹﺳﻼم ﺑﯿﻘﻮل
أن ﺷﻌﺐ ﯾﻜﻮن ﻛﻠﮫ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﯿﺪ وﺗﻜﻮن ھﻨﺎك ﻋﯿﻠﺔ ﻣﻤﯿﺰة
ھﻰ اﻟﻠﻰ ﺗﺎﺧﺪ اﻟﺪﺧﻞ ﻛﻠﮫ ؟ ھﻞ اﻹﺳﻼم ﯾﻘﻮل ان اﺣﻨﺎ ﻧﺎﺧﺪ
ﻓﻠﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻧﻨﮭﺐ ﻓﻠﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻧﺴﻒ وﻧﺴﺮق
ﻓﻠﻮس اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ؟ " ﺧﻄﺎﺑﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ . 1966 / 5 / 1
وﻓﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺘﮫ ﻟﺮﻣﻮز اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ – ﻛﻤﺎ رآھﺎ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ – ﯾﻘﻮل ﺑﺸﺄن ﻣﻠﻚ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ " :ﺑﺘﻄﻠﻊ ﺗﻘﻮل ﻟﮭﻢ
دى اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﺪﯾﻦ ،ھﻢ اﻟﻨﺎس ﻣﻐﻔﻠﯿﻦ ،ﺑﺘﻄﻠﻊ
ﺗﻘﻮل ﻟﮭﻢ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﺪﯾﻦ ،واﻟﻨﺎس ﻃﺒﻌﺎً اﻟﻨﮭﺎرده
ﻛﻞ واﺣﺪ ﻋﻨﺪه رادﯾﻮ ﺗﺮاﻧﺰﺳﺘﻮر ،وﺑﯿﺴﻤﻊ وﺑﯿﻘﻮل اﷲ ،
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص ،واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ،ﻣﺴﺎواة ﻣﺎﻓﯿﺶ
أﻣﯿﺮ وﻻﻓﯿﺶ ﻏﻔﯿﺮ ،ﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻤﻮ وﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﻼﻟﺔ
وﻻﻓﯿﺶ واﺣﺪ ﺑﺪﻗﻦ وﻻ واﺣﺪ ﻣﺎﻟﻮش ،ﻣﺎھﯿﺎش أﺑﺪا
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺴﺎواة ،أدى اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ،
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ازاى ﺗﺒﻘﻰ ﺿﺪ اﻟﺪﯾﻦ ،اذا ﻛﻨﺘﻮا ﯾﺎ أﺻﺤﺎب
اﻟﺪﻗﻮن ﻗﺎﯾﻤﯿﻦ ﺗﺘﺎﺟﺮوا ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ " ) ﺧﻄﺎﺑﮫ اﻟﺴﺎﺑﻖ ( .
وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻨﻄﻖ ﯾﺒﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ أى ﺷﺒﮭﺔ ﻟﻮﺻﻔﮫ
ﺑﺎﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ وﯾﺴﺘﺒﻘﮭﻢ ﻓﻰ ھﺬا اﻟﺼﺪد ،ﻓﺜﻤﺔ ﻓﺮوق ﻣﻦ
وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮه ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ :
" اﻟﻔﺮق اﻷول ﺑﯿﻨﻨﺎ وﺑﯿﻦ اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ ھﻮ ان اﺣﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ
ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ وأن اﻟﻤﺎرﻛﺴﯿﺔ ﺗﻨﻜﺮ اﻟﺪﯾﻦ ،وان اﺣﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ
ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ ،واﻟﻤﺎرﻛﺴﯿﺔ ﺗﻨﻜﺮ اﻟﺮﺳﻞ ،أن اﻟﺸﯿﻮﻋﯿﺔ ﺗﻨﻜﺮ
اﻷدﯾﺎن ،وﺗﻌﺘﺒﺮھﺎ أﻓﯿﻮن اﻟﺸﻌﻮب ،واﺣﻨﺎ ﺑﻨﺆﻣﻦ ﺑﺎﷲ
وﺣﻄﯿﻨﺎ ده ﺿﻤﻦ اﻟﻤﺒﺎدىء اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ،وﺣﻄﯿﻨﺎ دا ﺧﺎﻣﺲ
اﻋﺘﺒﺎر ،اﻋﺘﺒﺎر اﻹﯾﻤﺎن إﯾﻤﺎن ﺑﺎﷲ ﻻ ﯾﺘﺰﻋﺰع ،ﻗﻠﻨﺎ ھﺬا
اﻟﻜﻼم ﻓﻰ اﻟﻤﯿﺜﺎق ،واﻟﻔﺮق اﻷﺧﯿﺮ وھﻮ اﻟﺨﺎص ﺑﺎﻟﺼﺮاع
اﻟﻄﺒﻘﻰ اﻟﺬى ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﮫ " ﺧﻄﺎﺑﮫ ﻓﻰ . 1962/5/30
وﻓﻰ ﻋﺎم ، 1963ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ
ﺳﻮرﯾﺎ ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﻣﻌﺎرﻛﮭﺎ ،ﻛﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻮر
اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻓﻰ ﺗﻮﻗـﯿﺖ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻌـﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻛﻤﺎ
أﺳﻤﺎھﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻓﮭﻮ ﯾﺮى وﻓﻰ ﻏﻤﺮة رده ﻋﻠﻰ ﺣﻜﺎم
ﺳﻮرﯾﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻌﯿﺒﻮن ﻋﻠﯿﮫ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ " ﻓﻠﺴﻔﺔ
اﻟﺜﻮرة " ،وﯾﺘﺤﺪث ﻓﻰ ذات اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ وﻣﻌﺎداة اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ .
" ﻃﻮل ﻋﻤﺮ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ،وﻃﻮل
ﻋﻤﺮ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ داﻓﻌﺖ ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ ،وﻃﻮل ﻋﻤﺮ
ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ ،وﻟﻢ ﺗﻤﻜﻦ أى ﺧﺎرج ﻋﻦ
اﻟﺪﯾﻦ ﻣﻦ أن ﯾﻜﻮن ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﯿﮭﺎ ،إذا اﻋﺘﻘﺪ ﺣﻜﺎم
ﺳﻮرﯾﺎ ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﻓﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ،ان اﻟﺴﻠﻄﺔ داﻣﺖ إﻟﯿﮫ
اﻟﻨﮭﺎرده ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻮاﺗﯿﺔ أﻣﺎﻣﮫ ﻟﻜﻰ ﯾﻜﺸﻒ
ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ ،وﯾﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻧﻮاﯾﺎه ،ﺗﻄﻠﻊ اذاﻋﺔ دﻣﺸﻖ
ﺑﮭﺬه اﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت ﻟﺘﮭﺎﺟﻢ اﻟﺪﯾﻦ وﺗﮭﺎﺟﻢ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ ،
ﺑﺄﻧﮭﺎ أﻓﻜﺎر دﯾﻨﯿﺔ ﻋﻔﻨﺔ ﻓﮭﻢ ﻓﻰ ھﺬا واھﻤﯿﻦ " ﺧﻄﺎﺑﮫ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ . 1963 / 7 / 28
وﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻻ ﯾﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﯾﺼﻞ اﻷﻣﺮ ﻣﻊ اﻷﻧﻈﻤﺔ
اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ ﻓﻰ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻰ ـ ﻛﺎﻟﯿﻤﻦ وﻗﺘﺌﺬ -واﻟﺘﻰ ﺗﺘﺎﺟﺮ
ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﻣﻌﺎرﻛﮭﺎ ﺿﺪه ،اﻟﻰ درﺟﺔ اﻻﻃﺎﺣﺔ ﺑﮭﺎ " ﻷﻧﮭﺎ
ﺿﺪ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﯿﺎة وﺿﺪ اﻟﺘﻄﻮر " ﺧﻄﺎﺑﮫ ﻣﻊ اﻟﻮﻓﺪ اﻟﯿﻤﻨﻰ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ . 1963 / 7 / 28
وﻟﻜﻰ ﯾﺠﺴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻔﺎھﯿﻤﮫ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻓﻰ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻰ ،ﻓﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ دﻋﺎوى اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ ﯾﻄﺮح
ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﺣﯿﺚ :
" اﻟﺠﻤﮭـﻮرﯾﺔ ﻣﻌـﻨـﺎھﺎ أن أي ﺷﺨﺺ ﻣﻦ أﺑﻨـﺎء اﻟﯿﻤـﻦ ﻟﮫ
اﻟﺤﻖ ﻓﻰ أن ﯾﺤﻜﻢ اﻟﯿﻤﻦ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه ھﻰ إرادة
ﺷﻌﺐ.وھﺬا ھﻮ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﯿﮫ ،ھﺬا ھﻮ اﻹﺳﻼم
ﻛﻤﺎ رأﯾﻨﺎه ﻓﻰ أول ﻋﮭﻮد اﻹﺳﻼم ،ﻓﻰ أول أﯾﺎم اﻹﺳﻼم ،
اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻣﻌﻨﺎھﺎ أن اﻟﺸﻌﺐ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أﯾﻀﺎً أن ﯾﻌﺰل
اﻟﺤﺎﻛﻢ إذا اﻧﺤﺮف ﻋﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺸﻌﺐ وﻋﻦ إرادة اﻟﺸﻌﺐ
ھﺬه ھﻰ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ،واﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻰ اﻟﯿﻤﻦ
وﻗﺎﺑﻠﺖ ﻋﺪوان اﺳﺘﻌﻤﺎرى رﺟﻌﻰ ﻷن اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻟﺮﺟﻌﯿﺔ
ﻻ ﯾﺮﯾﺪون أن ﺗﻘﻮى اﻟﯿﻤﻦ " ) ﺧﻄﺎﺑﮫ اﻟﺴﺎﺑﻖ ( .
وﯾﺠﻤﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ رده ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﻓﻰ
ﻣﺪرﻛﺎت ﻣﺤﺪدة ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺬى اﺳﺘﺨﺪﻣﻮه ـ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ
ﻧﻈﺮه ـ ﺧﻄﺄ :
" ﺗﻌﺎﻟﯿﻢ اﻹﺳﻼم ﺑﺴﯿﻄﺔ ،ﺗﻌﺎﻟﯿﻢ اﻹﺳﻼم واﺿﺤﺔ ،ﻓﯿﮫ
ﻧﺎس ﺑﯿﻘﻮﻟﻮا ،أن اﻹﺳﻼم دﯾﻦ رﺟﻌﻰ ،وأﻧﺎ ﺑﺄﻗﻮل أﺑﺪاً
اﻹﺳﻼم دﯾﻦ ﺗﻘﺪﻣﻰ ،ھﻮ دﯾﻦ اﻟﺘﻄﻮر واﻟﺤﯿﺎة ،اﻹﺳﻼم
ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺪﯾﻦ وﯾﻤﺜﻞ اﻟﺪﻧﯿﺎ ،ﻻ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻘﻂ ،اﻹﺳﻼم ھﻮ
دﯾﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻷن اﻹﺳﻼم ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﺎدى ﺑﺎﻟﺰﻛﺎة،
ﻣﻌﻨﻰ ھﺬا ،أن اﻹﻧﺴﺎن أو اﻟﻔﺮد ﯾﺪﻓﻊ % 2.5ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮫ
ﻟﻠﺸﻌﺐ وﻟﻠﺪوﻟﺔ ،إذن ھﺬه ھﻰ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،وھﺬه
ھﻰ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ " اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﺎﺑﻖ .
وﻓﻰ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ ﯾﺮى أن اﻹﺳﻼم ﻓﻰ " اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ
ﺣﻘﻖ أول ﺗﺠﺮﺑﺔ اﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ " ﻟﮭﺬا ﺧﻠﺺ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ إﻟﻰ " ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ أﺑﺪاً ھﻰ ﺷﺮﯾﻌﺔ اﷲ "
ﺧﻄﺎﺑﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ . 1966 / 3 / 22
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ﻓﻰ ﻣﺠﺎل ﻣﺪرﻛﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻺﺳﻼم
وﻣﺤﺪدات اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ ﯾﻤﻜﻦ إﯾﺠﺎزھﺎ ﻓﻰ اﻵﺗﻰ
:
1ـ أن اﻻدراك اﻟﻨﺎﺻﺮى ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻢ ﯾﺨﻀﻊ
ﻛﻤﺎ اﻗﺘﺮح اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻔﻌﻞ ورد اﻟﻔﻌﻞ ،ﺣﯿﺚ ھﺬه
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺳﯿﻄﺮت ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺘﺮات ﻓﻘﻂ وﺗﺤﺪﯾﺪاً ﻓﺘﺮات
) (1967 ، 1965 ، 1954وأن اﻷﻛﺜﺮ اﺗﺴﺎﻗﺎً ﻣﻊ دور
اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ذﻟﻚ ھﻮ اﻻﻧﻄﻼق ﻣﻦ اﻓﺘﺮاض ﻧﺴﺒﯿﺔ ھﺬا اﻟﻤﺒﺪأ،
وﻣﻦ ﺗﻜﺎﻣﻞ وﺣﺪة اﻻدراك اﻟﻨﺎﺻﺮى ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ ،وان
ﺗﻔﺎوﺗﺖ واﺧﺘﻠﻔﺖ أﺳﺎﻟﯿﺐ ودرﺟﺎت وﻣﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﻄﺮح
ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ وﻗﻀﺎﯾﺎھﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
– 2ﺗﺆﻛﺪ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻰ
اﻻدراك اﻟﻨﺎﺻﺮى ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﺎت اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﯿﺔ
اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،أن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎن ﯾﻤﺘﻠﻚ وﺣﺪة اﻹدراك
واﺳﺘﻤﺮارﯾﺘﮭﺎ ،وﯾﻤﺘﻠﻚ ﻓﻰ ذات اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻄﻮر أﺳﻠﻮب
ﻃﺮح وإﺛﺎرة اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﻇﮭﺮ ھﺬا واﺿﺤﺎً ﻓﻰ اﻷزﻣﺎت
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ) ، ( 1967 ، 1965 ، 1954وﻓﻰ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻛﺎﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ،وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻷزھﺮ واﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ ،
وﻓﻰ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻛﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻷﺣﻼف
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﺪاد واﻟﺤﻠﻒ اﻹﺳﻼﻣﻰ ،
ﻓﻰ ھﺬه اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ﻛﺎن اﻹدراك ﻟﻠﻄﺒﯿﻌﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
واﻹﺻﻼﺣﯿﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ وﻟﻺﺳﻼم ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺪد ،واﺣﺪا ﻃﯿﻠﺔ
اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ ﺑﻌﻤﻖ ﻗﻀﺎﯾﺎھﺎ ،وﻛﺎن اﻟﺘﻨﻮع واﻻﺧﺘﻼف
ﻓﻰ درﺟﺔ وﺗﻮﻗﯿﺖ وأﺳﻠﻮب ﺗﻘﺪﯾﻢ وﻃﺮح ھﺬه اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ
اﻟﻤﺪرﻛﺔ .
3ـ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﮭﺞ اﻻدراك ،
وﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﻜﯿﻔﻰ ﻟﻮﺛﺎﺋﻖ وﻛﻠﻤﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ
ورﺑﻄﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﺘﻐﯿﺮات اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ ﻧﺮى
اﻵﺗﻰ :
أ ـ أن اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ادراك ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺗﺠﺎه اﻷﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎً ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎء ھﺬه اﻷﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﺑﻤﻔﺎھﯿﻤﮭﺎ
اﻟﺜﻼﺛﺔ :اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
،وﻟﻢ ﯾﻤﺜﻞ أﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬاﺗﮭﺎ .
ب ـ أن اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ اﻻدراك اﻟﻨﺎﺻﺮى ﯾﻤﺜﻞ ﻋﻨﺼﺮاً ﻣﺆﺛﺮ ًا ﻓﻰ
ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎھﯿﺮ وﺧﺎﺻﺔ وﻗﺖ اﻷزﻣﺎت
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ أو اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ .
ج ـ أن اﻟﺪﯾﻦ ﻟﺪى ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﺜﻞ ﻋﻨﺼﺮاً أﺻﯿﻼً ﻣﻦ
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺜﻘﺎﻓﻰ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ،
ﻻﻓﺘﺮاض وﺟﻮدھﺎ ﻓﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻧﺎم ذى ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻘﻠﯿﺪﯾﺔ .
ﻼ ﻓﻰ
د ـ ﻟﻌﺐ اﻟﺪﯾﻦ ﻓﻰ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﺮاع اﻟﺨﺎرﺟﻰ دوراً أﺻﯿ ً
ﻣﺠﺎل ﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ،وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻗﻄﺎع اﻟﺠﻨﻮد ،ﻣﻤﺎ ﺣﺪا
ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﺪﯾﻦ ﻋﻨﺼﺮاً ھﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ
اﻟﺼﺮاع اﻟﺨﺎرﺟﻰ ﻟﺨﻠﻖ اﻟﺘﻜﺘﻞ اﻟﻘﻮﻣﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ
اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ،وﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﺗﺤﺮﻛﺎت اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وأﺣﻼﻓﮭﺎ ،
وان ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ ﯾﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺼﺮاع ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﮫ ﺻﺮاع دﯾﻨﻰ ﯾﺴﺘﻠﺰم ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﺑﯿﻦ
اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ واﻟﯿﮭﻮد ،ﺑﻞ ھﻮ ﺻﺮاع ﻗﻮﻣﻰ
ﺑﺎﻷﺳﺎس .
اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ :
ھﺆﻻء اﻟﺨﻮارج ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺨﻨﺎ وﻣﺎ زال ﻟﮭﻢ ﻓﻲ واﻗﻌﻨﺎ
اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ وﺟﻮد ،ﻟﻜﻦ ﻛﺜﯿﺮا ﻣﻦ ﻏﻠﻮاﺋﮭﻢ ﻗﺪ ﺧﻔﺖ ،
وﺗﺮاﺟﻌﺖ روح اﻟﺼﺮاع واﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﻋﻨﺪھﻢ ،ﻟﻜﻦ ھﺬه اﻟﺮوح
ﺻﻌﺪت ﻣﺠﺪدا ﻟﺪى اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻟﺘﺒﺲ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺨﯿﺮ
اﻟﻜﺜﯿﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺒﺪع وﺗﻨﻘﯿﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﻣﻈﺎھﺮ
اﻟﺸﺮك اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ
ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻣﻊ ﻣﺴﺎوئ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ واﺳﺘﺴﮭﺎل
وﻟﻮج ھﺬا اﻟﻤﯿﺪان .
وﺣﯿﻦ ﺧﺎﺿﺖ ﺣﺮﺑﮭﺎ اﻟﺘﻲ أﺳﺴﺖ ﻋﻠﻰ إﺛﺮھﺎ اﻟﺤﻜﻢ
اﻟﺴﻌﻮدي ﻓﻲ ﻋﮭﺪه اﻷول ) ( 1818 / 1744وﻓﻲ
ﻋﮭﺪه اﻟﺮاھﻦ " اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ " ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺟﻌﻠﺖ
ﺣﺮﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻜﻔﺮ واﻹﯾﻤﺎن ،أي اﻧﮭﺎ اﻋﺘﺒﺮت ﻛﻞ
اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺘﮭﺎ دﻋﻮﺗﮭﺎ ،وﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﻟﮭﺎ ،
ﻛﺎﻓﺮة وﯾﺠﺐ ﻗﺘﺎﻟﮭﺎ ،وھﻜﺬا ﻛﺎن ،وھﻲ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﻨﺸﺄ
ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻖ ﻋﺼﺎ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ
واﻟﺨﺮوج ﻋﻠﯿﮭﺎ .
ﻓﺎﺗﺤﺪت ﻣﻊ اﻟﺨﻮارج ﻓﻲ أرﺑﻊ ﻣﺴﺎﺋﻞ رﺋﯿﺴﺔ :
** أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﺮوﺟﺎ ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،
ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ " ،" 1744وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھﺬه اﻟﺨﻼﻓﺔ واھﯿﺔ
ﺑﻌﺪ ،وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺨﺮوج ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻌﮭﻮدة .وﺣﯿﻦ
ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺘﮭﺪم ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮﺗﮫ ﻣﻈﺎھﺮ ﺷﺮك ـ وﻛﺜﯿﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻛﺎن
ﻛﺬﻟﻚ ـ ھﺪﻣﺖ ﻣﻌﮫ ﻛﻞ أﺛﺮ وﻣﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻷول
،وﻟﻢ ﺗﺒﻖ إﻻ اﻟﺤﺮﻣﯿﻦ ،وﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻮه ،وﻣﻦ
ﻋﺠﺐ أﻧﻨﻲ ﺣﯿﻦ زرت اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات رأﯾﺖ
ﺷﺎﺧﺼﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ آﺛﺎر ﻟﺤﺼﻦ اﻟﯿﮭﻮدي " ﻛﻌﺐ ﺑﻦ اﻷﺷﺮف
" ،وﻗﺪ زرﺗﮫ ،ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻃﻤﺴﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ
وﺳﻠﻢ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺑﺪﻋﻮى ھﺪم ﻣﺎ
ﯾﺴﺎﻋﺪ وﯾﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﯿﺎت .
"وﻛﻌﺐ ﺑﻦ اﻷﺷﺮف ھﺬا واﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺎدة ﯾﮭﻮد ﺑﻨﻲ اﻟﻨﻀﯿﺮ
أﻣﺮ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻲ وﺳﻠﻢ ﺑﻘﺘﻠﮫ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺪة
ﻋﺪاﺋﮫ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻓﺤﺸﮫ إزاءھﻢ ،وﺗﺤﺎﻟﻔﮫ ﻣﻊ ﻛﻔﺎر ﻗﺮﯾﺶ
ﻣﻤﺎ ﯾﻨﻘﺾ ﻋﮭﺪه ﻣﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،وﻧﺰل ﻓﻲ وﺻﻒ ﺣﺎﻟﺘﮫ
ﻗﺮآن ،وﻗﺎم ﺑﻘﺘﻠﮫ أرﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﯾﻤﻜﻦ
ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺗﻔﺎﺻﯿﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ اﻟﺴﯿﺮة واﻟﺘﺎرﯾﺦ " .
** وأﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻵﺧﺮ ،اﻟﺬي ﺑﻠﻐﺘﮫ
دﻋﻮﺗﮭﺎ ﻓﻤﺎ اﺳﺘﺠﺎب ﻟﮭﺎ ،ﺑﺪﻋﻮى أن اﻟﺤﺠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﯿﮫ ،
ﻓﺄﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻮ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺘﮫ اﻟﻜﻔﺮﯾﺔ ،
واﻵﺧﺮ ھﻨﺎ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﻤﻦ ﯾﺨﺎﻟﻔﻮن اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ أو
اﻟﻔﺮﻋﯿﺎت ،وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻷﺧﺮى ،أي
أﻧﮭﺎ اﻋﺘﺒﺮت دﻋﻮﺗﮭﺎ ھﻲ اﻹﺳﻼم اﻟﺤﻖ اﻟﺬي ﯾﻜﻔﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﮭﺎ،
وﯾﺴﺘﺒﺎح دﻣﮫ وﻣﺎﻟﮫ وﻋﺮﺿﮫ.
وﻓﻲ إﻃﺎر ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻵﺧﺮ ﻛﻔﺮت ﻛﻞ اﻟﺪﻋﻮات اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ
واﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ ودﻋﻮات اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺟﻤﻠﺔ واﺣﺪة
ﻓﺼﺎرت ﻋﻨﺪھﺎ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ واﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ
واﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ واﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ اﻟﺦ ....ﻛﻠﮭﺎ ﻛﻔﺮ واﻟﻘﺎﺋﻠﻮن ﺑﮭﺎ
واﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ ﻛﻔﺮة ،ﯾﻄﺒﻖ ﻋﻠﯿﮭﻢ أﺣﻜﺎم اﻟﺮدة ﺑﻌﺪ
أن ﯾُﻌﻠﻤﻮا ﺑﺎﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ،واﻟﻤﻮﻗﻒ
اﻟﺸﺮﻋﻲ ھﻨﺎ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﻮھﺎﺑﻲ أو اﻟﻤﺪرﺳﺔ
اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ ﺣﺼﺮا.
** أﻧﮭﺎ أﺧﺬت ﺑﻔﻜﺮة اﻣﺘﺤﺎن اﻵﺧﺮ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮه
وﻋﻘﯿﺪﺗﮫ ،واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﺧﺬه ﺑﺮؤﯾﺔ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ
اﻟﻌﻘﯿﺪة ،ووﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﻔﺮﻋﯿﺎت واﻟﻔﻘﮭﯿﺎت ،وﻟﻘﺪ ﺑﺎت
ﻓﻲ وﺳﻊ أي ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ أن ﯾﻜﺘﺸﻒ ﻣﻦ
اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﺎم ،وﺣﺘﻰ ﻣﻦ وﺿﻌﯿﺎت اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ ،
ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻤﺴﻠﻢ وھﺎﺑﻲ اﻟﻤﺬھﺐ ام ﻻ!.
وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻓﻜﺮة اﺧﺘﺒﺎر اﻵﺧﺮ ﻟﮭﺎ ﻣﻜﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ
اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺷﺒﺎب ھﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ
وھﻢ ﯾﺒﻨﻮن ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﯾﻨﺸﻄﻮن ﻓﻲ ﺑﯿﺌﺎﺗﮭﻢ ،
اھﺘﻤﺎﻣﮭﻢ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻘﯿﺪة اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي ﯾﻘﺎﺑﻠﻮﻧﮫ أوﻻ وﻗﺒﻞ
اي ﺷﻲء آﺧﺮ ،أي أن اﻟﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻋﻘﯿﺪة اﻟﻤﺴﻠﻢ
اﻵﺧﺮ ﺿﺮورة ﻟﻼﻃﻤﺌﻨﺎن إﻟﯿﮫ !...
وﻣﻨﺒﻊ اﻣﺘﺤﺎن اﻵﺧﺮ ﺗَﻌﺎﻧُﻖُ أﻣﺮﯾﻦ اﺛﻨﯿﻦ :اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻣﺎ
ﯾﻘﺪﻣﮫ اﻟﻤﺬھﺐ ھﻮ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﺤﻖ ،واﻧﺘﮭﺎج ﻣﻨﮭﺞ اﻹﻛﺮاه ﻓﻲ
اﻟﺪﻋﻮة ،وﻟﻘﺪ رأﯾﻨﺎ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﻮارج ،ﻟﻜﻨﮫ ﺑﺮز ﻓﻲ
ﺗﺎرﯾﺨﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ أوﺿﺢ وﻣﻤﻨﮭﺞ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ،وﻣﺎ زال
اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﯾﻘﻔﻮن أﻣﺎم ﻣﻔﺎرﻗﺔ وﻧﻜﺘﺔ دﻗﯿﻘﺔ وﻣﻠﻔﺘﺔ ،إذ
ﻛﯿﻒ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻧﺸﺪت اﻟﺤﺮﯾﺔ ،وإﻋﻼء ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻌﻘﻞ ،أن
ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﻘﮭﺮ ﺗﺠﺎه ﻣﺨﺎﻟﻔﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ
ﻋﻘﯿﺪﯾﺔ وﻓﻜﺮﯾﺔ ﯾﺘﺤﻤﻠﮭﺎ اﻟﺨﻼف ﻓﻲ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎة اﻹﺳﻼم
وﻣﺠﺘﻤﻌﮫ .
** أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺮاﻋﺎ داﺧﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،وأن ﻣﺎدة
ھﺬا اﻟﺼﺮاع ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ ،وﻟﻢ ﺗﺼﺎرع ﺧﺎرج
ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أﺑﺪا ،وأوﻏﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺪم ﻛﺜﯿﺮا ،ﻓﺎﺳﺘﺒﺎﺣﺖ
اﻟﺪم واﻟﻤﺎل واﻟﻌﺮض ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻻ ﺣﺮﻣﺔ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ اﻟﻤﺮﺗﺪ
ﻋﻦ دﯾﻦ اﻹﺳﻼم ،وﯾﺤﻔﻞ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺸﺎء اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﯿﺮ
ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﻮاھﺪ .
** واﻓﺘﺮﻗﺖ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺨﻮارج ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﺟﺎءت
ﻛﺤﺮﻛﺔ ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ ،ﺣﺮﻛﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻧﻈﺮﯾﺎ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻘﻂ ،وﻋﻤﻠﯿﺎ
ﺗﻤﺜﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﻮھﺎﺑﻲ أو اﻟﻤﺪرﺳﺔ
اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ إذا اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﻮھﺎﺑﻲ ﻓﻲ أﺻﻮﻟﮫ ﯾﺮﺟﻊ
إﻟﻰ ﻣﺬھﺐ اﻹﻣﺎم أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ،وﻗﺪ ﺳﻤَﺖ ﻧﻔﺴﮭﺎ أھﻞ
اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،وﻣﺬھﺐ اﻟﺴﻠﻒ ،وﻛﺄن اﻷﺣﻨﺎف أو
اﻟﺸﺎﻓﻌﯿﺔ أو اﻟﻤﺎﻟﻜﯿﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﺷﯿﺌﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ ،أو
ﻟﻢ ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ أھﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،وﻧﻘﻮل ﻋﻨﮭﺎ ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ
ﻷن ﻏﯿﺮ اﻟﻮھﺎﺑﯿﯿﻦ ھُﻤّـﺸﻮا ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮫ
،
وارﺗﺒﻄﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺼﻠﺘﮫ ﺑﺎﻟﻤﺬھﺐ .
ﻟﻜﻦ ﻗﯿﺎم دوﻟﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ أوﺟﺪ ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺪﯾﺪة
ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪى ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺨﻮارج ،إذ ﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة
واﻟﺪوﻟﺔ أن ﯾﻀﺒﻂ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻤﺎ اﻵﺧﺮ.
أي أن ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة أوﺟﺪت أﺛﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ
واﻟﺪوﻟﺔ :
اﻷﺛﺮ اﻷول :ھﻮ ﺿﺒﻄﮭﺎ ﺑﻀﻮاﺑﻂ اﻟﺪوﻟﺔ ،وھﻲ ﺿﻮاﺑﻂ
ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﺣﺪودا ﻣﻌﯿﻨﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوزھﺎ ﻓﻲ
ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ،وھﻮ أﺛﺮ ﯾﺒﻘﻲ ﻟﮭﺎ ﺑﻌﺾ
ﺣﺴﻨﺎت اﻟﺘﻮﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ،واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﺳﻢ
اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ،وارﺗﺒﻄﺖ ھﺬه اﻟﺤﺪود ﺑﺤﺎﺟﺔ
اﻟﺪوﻟﺔ وﺳﯿﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ،أي أن اﻟﺪوﻟﺔ ھﻨﺎ ﺻﺎرت ﺗﻮﻇﻒ
ﺣﯿﻮﯾﺔ اﻟﻤﺬھﺐ وﺣﺮﻛﯿﺘﮫ ﺗﻮﺳﻌﺎ وﺗﻀﯿﯿﻘﺎ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﺟﺘﮭﺎ
وﺳﯿﺎﺳﺎﺗﮭﺎ وﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﮭﺎ ،واﻟﺪوﻟﺔ ﯾﻀﺒﻄﮭﺎ وﻟﻲ اﻷﻣﺮ ،ﻓﻼ
ﺟﮭﺎد ،وﻻ ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﻣﻊ أﺣﺪ ،إﻻ ﺑﺈذن وﻟﻲ اﻷﻣﺮ ،وﻣﺎ
ﯾﺮاه وﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﺻﻮاﺑﺎ ،أو ﻻزﻣﺎ ،ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن ،
ﯾﻜﻮن ھﻮ ﻛﺬﻟﻚ ،وﻗﺪ رأﯾﻨﺎ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺟﻠﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ
اﻷﺣﺪاث واﻟﺸﻮاھﺪ .
اﻷﺛﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ :أﻧﮫ ﺿﺒﻂ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻀﻮاﺑﻄﮭﺎ ،ﻓﺼﺎرت
ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻐﻠﻮ ﻣﺤﺪودة ﺑﺤﺪود اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ،ﺛﻢ إﻧﮭﺎ ﻓﻲ داﺧﻞ
اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﺪودة ﺑﺤﺪود ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﻌﺼﺮ وﻣﻮﺟﺒﺎﺗﮫ
،ﻓﻠﻢ ﻧﺮ اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻮﺟﻮد أي ﻣﺬھﺐ آﺧﺮ داﺧﻠﮭﺎ
،واﺳﺘﻤﺮ ھﺬا ﻃﻮﯾﻼ ﺣﺘﻰ ﺟﺮى ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﻣﻨﺬ
ﻓﺘﺮة وﺟﯿﺰة ﺟﺪا ،وﺑﻘﻲ ھﺬا اﻟﻤﺬھﺐ ﻣﻔﺮدا ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ،
ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺤﻖ واﻹﺳﻼم ،وﻏﯿﺮه ﻣﻦ ﻣﺬاھﺐ اﻷﻣﺔ دون ذﻟﻚ
،ﺑﻞ إﻧﻚ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ وﻻ ﺗﺸﺎھﺪ ﻋﺎﻟﻤﺎ أو ﻓﻘﯿﮭﺎ أو ﻣﺪرﺳﺎ
ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام أو اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي ﯾﻔﺘﻲ أو ﯾﺪرس أو
ﯾﻘﺮأ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ھﺬا اﻟﻤﺬھﺐ .
وﺑﺤﻜﻢ ﺿﺎﺑﻂ اﻟﺪوﻟﺔ ،ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ اﻟﻤﺬھﺐ أن ﯾﻌﻤﻞ ﻣﺎ
ﯾﻘﺘﻀﯿﮫ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﯿﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ـ ﺑﻌﺪ إﻗﺎﻣﺔ
اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ ـ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ واﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ،ﻓﺎﺿﻄﺮ إﻟﻰ اﻟﻘﺒﻮل
ﺑﻮﺟﻮدھﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ،وأﻧﺰﻟﮭﻢ ﻣﻨﺰﻻ ﻻ ﯾﺘﺴﺎوون ﻓﯿﮫ
ﻣﻊ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪھﻢ .
ﻣﮭﻢ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ ھﻨﺎ أن ﻣﺬھﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ
اﻷﻣﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ ،وﻻ ﻧﻌﻨﻲ ھﻨﺎ
أن ﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻣﺬھﺒﺎ ـ رﻏﻢ أن ھﺬا ھﻮ اﻷﺳﺎس ـ
وإﻧﻤﺎ أن ﺗﻜﺮه اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺬھﺐ واﺣﺪ ،ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺪﺧﻞ
ﻟﻠﻘﺼﻮر اﻟﻔﻘﮭﻲ ،واﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،
وﻧﺬﻛﺮ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد ﻛﯿﻒ رﻓﺾ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ رﺣﻤﮫ اﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ) ﺗﻮﻓﻲ 179ھـ ( ،رﻏﺒﺔ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ أﺑﻮ ﺟﻌﻔـﺮ
اﻟﻤﻨﺼﻮر ) ﺗﻮﻓﻲ 154ھـ ( ﻓﻲ أن ﯾﻀﻊ أﻣﺎم دار
اﻟﮭﺠﺮة ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳﯿﺔ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ ﻻ ﯾﺨﺮج اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻋﻨﮫ ،ﻣﻌﻠﻼ رﻓﻀﮫ ﻓﻲ أن ذﻟﻚ ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻷﻣﺔ ،
وﻻ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺪﯾﻦ ،وﻛﯿﻒ ﻋﺎﺷﺖ اﻷﻣﺔ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ
اﻟﻘﮭﺮ اﻟﻤﺬھﺒﻲ واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﺒﻨﻰ اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﻤﺄﻣﻮن
وﺑﺸﻜﻞ ﺻﺎرم ﻣﺬھﺐ اﻻﻋﺘﺰال ...
ﻟﻼﺳﻒ ان اﻟﻤﺪﻟﻮل اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي ﯾﻌـﺒـﺮ ﻋﻨﮫ اﺳﺘﺒﻌﺎد " رﺋﯿﺲ اﻟﺪوﻟﺔ " ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ
اﻟﺘﻲ ﺣﻀﺮھﺎ اﻟﺠﻤﯿﻊ ،ھﻮ ھﺬا اﻟﻤﻌـﻨـﻰ اﻟﻤﺄﺧﻮذ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻣﻮس " اﻟﺴﺒﺴﻮي " ..
ﻗﻮﻟﻲ ..ﯾﺎ ﺧﻲ رﺋﯿﺲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺎ ﺟﺎش ،
وﻻ ﻧﻈﺮي ﺿﻌـﯿﻒ ﻣﺎ ﺷﻔـﺘـﻮش !! ..
ﺑﯿﻨﻲ وﺑﯿﻨﻚ ،ﺣﺎﺷﺎك
وﺣﺎﺷﺎ ﻗﺪرك ،ﯾﻤﺸﻲ
ﯾﺮ!! .....
ﻟﻤﺎذا ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ّ ...؟
إن ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺳﯿﺎق
ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﮭﻤﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻠﯿﺲ
ﻣﺮﺟﻊ ھﺬا إﻟﻰ أﻧﮫ ﻣﮭﻤﺔ ﻣﺮﺣﻠﯿﺔ أﺑﺪا .ﻣﺮﺟﻌﮫ إﻟﻰ أﻧﮫ
اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮك “ اﻟﺜﺎﺑﺖ “ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻀﺎل
اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ أن ﺗﺘﺤﺮر ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .ﻛﺎن ﻻزﻣﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﯾﺔ
وھﻮ ﻻزم اﻵن ،وﺳﯿﺒﻘﻰ ﻻزﻣﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ .ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺼﺮ
إﻧﻤﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﮫ ﻛﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻤﺎت اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﻨﻌﯿﺪ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻌﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ وﺟﻮھﺮي ﻣﻦ
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ .ﺛﻢ ﻟﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﮫ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ
ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﯿﮭﺎ دﻋﻮات اﻟﺴﻼم واﻟﺤﻠﻮل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ.
ﻓﺎﻷﺻﻞ أن ﺗﻜﻮن دﻋﻮة اﻟﺴﻼم ﻣﺸﺮوﻃﺔ ﺑﺎﺳﺘﺮداد اﻟﺤﻖ
اﻟﻤﻐﺘﺼﺐ .ودﻋﻮة ﻛﮭﺬه ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك
ﻣﻊ اﻟﻌﺪو وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل دﻋﻮة اﻟﺴﻼم إﻟﻰ ﺑﺪﯾﻞ ﻋﻦ
اﺳﺘﺮداد اﻟﺤﻖ اﻟﻤﻐﺘﺼﺐ ﻓﮭﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻜﻒ ﻋﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎك
ﻣﻊ اﻟﻌﺪو وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮص ﻟﻠﻤﺴﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ذاﺗﮫ .ﻛﺬﻟﻚ
اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺎﻧﺪا ،وﺗﺎﺑﻌﺎ،
ﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﻨﯿﻔﺔ .وھﻮ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻮﺟﮫ ﻻزم ﻟﺰوم
اﻟﺒﻨﺪﻗﯿﺔ ذاﺗﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ وﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﺠﻠﻮس ﻓﻲ
اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات .ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﯿﺘﻨﺎﻣﯿﺔ
اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ أن ﺗﻜﺴﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮى دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ وأن
ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾﺲ أﺷﮭﺮا ﻃﻮﯾﻠﺔ ،وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺣﺮﻛﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻞ اﺟﺘﻤﺎع ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻧﺪ
اﻟﻘﺘﺎل اﻟﻤﺴﻠﺢ وﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﯿﮫ ،وﺗﻀﻊ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ
ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ .أﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ
ﻛﺒﺪﯾﻞ – وﻟﻮ وﻗﺘﻲ – ﻋﻦ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﺎن ﻋﻨﺼﺮ ”ﻣﻮاﺻﻠﺔ
اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو “ ﯾﺘﻌﺮض إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺟﺴﯿﻤﺔ ﻟﯿﺲ
أﺧﻄﺮ ھﺬه اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﺒﺮع ﻟﻠﻌﺪو ﺑﮭﺪﻧﺔ ﯾﻠﺘﻘﻂ ﻓﯿﮭﺎ أﻧﻔﺎﺳﮫ
وﯾﻌﺒﺊ ﻓﯿﮭﺎ ﻗﻮاه ﺑﻞ أﺧﻄﺮھﺎ اﻟﻘﺬف ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ إﻟﻰ
ﻣﯿﺎه اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻵﺳﻨﺔ وﺗﻌﺮﯾﻀﮭﻢ ﻟﻤﺮض اﻟﻤﻠﻞ واﻟﺮﻛﻮد
اﻟﺬي ﯾﺴﺤﻖ ﻗﻮاھﻢ اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ ﺛﻢ ﺗﺠﮭﯿﺰ اﻟﺸﻌﺐ ﻧﻔﺴﮫ
اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ وﻧﻔﺴﯿﺎ ﻟﻼﺳﺘﺴﻼم ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ
اﺳﺘﻤﺮار ﺣﯿﺎة اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺤﻘﻮق ﻣﺎ ﺗﺰال ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ …
ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﺣﻞ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻤﻌﻘﺪة ؟ ..اﻟﺴﻼم ﻋﻦ
ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺤﺮب .اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻹﻋﺪاد ﻟﻠﺤﺮب ﺑﺪون إﻋﻄﺎء
ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﺪو ﻟﻺﻋﺪاد ﻟﮭﺎ .اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﻰ
أﻻ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺴﻼم ؟ ﯾﺘﻢ ﻛﻞ ھﺬا ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك
ﻣﻊ اﻟﻌﺪو .إن ھﺬه ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻣﺼﺪرھﺎ ﺧﺒﺮة
اﻟﻤﻨﺘﺼﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك اﻟﺘﺤﺮر .ﺛﻢ ﺗﻌﻄﯿﻨﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮ
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻣﺒﺮرا ﺟﺪﯾﺪا ،وأﺻﯿﻼ ﯾﻜﺎد ﯾﻤﺰج ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻖ ﻧﻔﺴﮫ
وﺑﯿﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ،وﯾﺠﻌﻞ ﻓﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك
ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﯾﻜﺎد ﯾﻤﺘﺰج ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﯾﻂ ﻓﻲ اﻟﺤﻖ .إذن ﻣﺎ اﻟﺬي
ﺗﺮﯾﺪه اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ؟ اﻋﻨﻲ ﻣﺎ ھﻮ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي
ﻣﻦ اﺟﻠﮫ ﺗﻜﻮﻧﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ؟ اﻧﮫ ﻛﻼم ﻣﻌﺎد وﻣﻊ
ذﻟﻚ ﻓﻼ ﺑﺄس ﻓﻲ أن ﻧﻌﯿﺪه ﻷن اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا
اﻟﺴﺆال ﯾﺠﺐ أن ﺗﻈﻞ ﺣﺎﺿﺮة داﺋﻤﺎً ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻗﻮاه اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗَﺘُﻮ َه ﺗﻠﻚ
اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺘﺎھﺎت اﻟﺘﻜﺘﯿﻜﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ ﻋﻦ ھﺪﻓﮭﺎ
اﻷﺻﯿﻞ .إذ أﻧﮫ وراء ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ واﻟﺘﻜﺘﯿﻜﯿﺔ
واﻟﻤﻨﺎورات اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﻔﺪاﺋﯿﺔ ﯾﺒﻘﻰ اﻟﮭﺪف
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ھﻮ ھﺰﯾﻤﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ
ﻓﻲ ھﺪﻓﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ أﯾﻀﺎً .
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺪف اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺗﺠﻤﯿﻊ اﻟﯿﮭﻮد
وﺗﺪرﯾﺒﮭﻢ وﺗﺴﻠﯿﺤﮭﻢ وﻧﻘﻠﮭﻢ إﻟﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .ھﺬه
ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ .
وﻟﯿﺲ ھﺪف اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻷﺳﺎﺳﻲ ھﻮ إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ
ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﺤﻤﻞ اﺳﻢ إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﺗﺤﯿﻲ أﺣﻼﻣﮭﻢ
اﻟﻤﯿﺘﺎﻓﯿﺰﯾﻘﯿﺔ .ھﺬه ﺧﻄﻮة إﻟﻰ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ .وﻟﯿﺲ
ھﺪف اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺗﺤﻄﯿﻢ اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
وھﺰﯾﻤﺘﮭﺎ ﻟﻤﺠﺮد أن ﺗﺜﺒﺖ أﺳﻄﻮرة اﻟﺘﻔﻮق ﻟﺸﻌﺐ اﷲ
اﻟﻤﺨﺘﺎر .ھﺬه أﯾﻀﺎ ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ .
ﯾﺘﺒﻘﻰ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ وراء ﻛﻞ ھﺬا ھﻮ أن “ ﯾﻌﯿﺶ
اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺣﯿﺎة آﻣﻨﺔ وﻣﺴﺘﻘﺮة
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﮭﻢ ﺑﺄن ﯾﺘﻔﺎﻋﻠﻮا ﻣﻊ اﻷرض وأن ﯾﺤﻘﻘﻮا اﻟﺮﺧﺎء
واﻟﻤﺘﻌﺔ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﺟﻤﻌﻮھﻢ ﻣﻦ أﻃﺮاف اﻷرض “ .واﻷﻓﻜﺎر
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮح ﺣﺮﻛﺘﮭﺎ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﻗﻮﻣﯿﺔ ،وﺗﻄﺮح
اﻟﯿﮭﻮد ﻛﺄﻣﺔ ،ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺄن اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻷي
ﺷﻌﺐ ﻻ ﯾﺘﻢ ﺑﻤﺠﺮد ﺗﻮاﺟﺪه ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺑﻞ ﯾﺘﻢ
ﺑﺘﻔﺎﻋﻠﮫ اﻟﺤﺮ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻷرض وﺑﻨﺎء ﺣﻀﺎرة ﻗﻮﻣﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻋﻠﯿﮭﺎ .ﻣﻦ أﺟﻞ ھﺬا ،ﺗﻘﺎﺗﻞ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ
ﻗﻮة دوﻟﺘﮭﺎ ،ﻟﺘﻨﺘﺰع ﻣﻦ اﻟﻌﺮب اﻋﺘﺮاﻓﺎ ،ﺑﻮﺟﻮد إﺳﺮاﺋﯿﻞ
ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وھﻮ اﻋﺘﺮاف ﻻ ﯾﻐﻨﻲ ﻋﻨﮫ اﻋﺘﺮاف
اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ،ﻷن اﻻﻋﺘﺮاف ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﻟﯿﺲ اﻟﮭﺪف
اﻷﺳﺎﺳﻲ .إﻧﻤﺎ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻟﻠﺤﯿﺎة
ﻓﻲ اﻷرض اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،وھﺬا ﻻ ﯾﻮﻓﺮه ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ إﻻ اﻋﺘﺮاف
ﻋﺮﺑﻲ .ﻟﮭﺬا أﯾﻀﺎ ﺗﺮﺑﻂ إﺳﺮاﺋﯿﻞ رﺑﻄﺎ ﺣﺘﻤﯿ ًﺎ ﺑﯿﻦ
اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺤﺪود اﻵﻣﻨﺔ .وﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ إﻧﮭﺎء اﻟﺤﺮب
ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ أو اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ أو اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ،
أي ﺑﺈﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺤﯿﺎة اﻵﻣﻨﺔ ﻋﻤﻠﯿﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺑﻘﯿﺖ
اﻟﺤﺮب ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺷﻜﻠﯿﺎ .اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻷﻣﻦ ﻓﯿﮭﺎ
،ھﺬا ھﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪه اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ .وﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ أﻟﻮان
اﻟﺼﺮاع وأﺳﺎﻟﯿﺒﮫ إﻻ ﻛﺨﻄﻮات ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ ھﺬه
اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ .وﻟﯿﺲ اﻟﻌﺮب أﻋﺪاء أي ﻃﻤﻮح ﺑﺸﺮي إﻟﻰ
اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻷﻣﻦ .وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﯾﻌﺎدوﻧﮫ وﯾﻨﻜﺮوﻧﮫ
وﯾﻨﺎﺿﻠﻮن ﺿﺪه ھﻮ أن ﺗﺨﺘﺎر ”زﻣﺮة “ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﺗﺤﻘﯿﻖ
أﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب أﻣﻨﮭﻢ .ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺣﯿﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎب اﺳﺘﻘﺮار ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﺑﺄن ﺗﻨﺘﺰع ﻟﮭﺎ أرﺿﺎً ﻣﻦ
أرﺿﮭﻢ .ﺗﻠﻚ ھﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﻮھﺮھﺎ وھﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ
إﻻ ﺣﻼً واﺣﺪا :اﺳﺘﺮداد اﻷرض ﻷﺻﺤﺎﺑﮭﺎ .ﻣﻦ أﺟﻞ
أن ﺗﺴﺘﺮد اﻷرض اﻟﻤﻐﺘﺼﺒﺔ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب أن
ﯾﺜﺒﺘﻮا ﻟﻠﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﺸﺮوﻋﮭﻢ اﻟﻌﺪواﻧﻲ ﻣﺸﺮوع
ﻓﺎﺷﻞ ،وﯾﻜﻮن ﻓﺎﺷﻼ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ أﻧﻔﺴﮭﻢ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺜﺒﺖ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أﻧﮭﻢ ﻟﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮا،
ﻣﮭﻤﺎ ﻃﺎل اﻟﺰﻣﻦ ،وﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ أو
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ أو اﻟﺪوﻟﯿﺔ ،أن ﯾﻌﯿﺸﻮا ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﻋﯿﺸﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة آﻣﻨﺔ ،وھﻜﺬا ﺗﺘﺤﺪد ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻌﺮﻛﺔ
اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﯾﻨﺎﺳﺐ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻌﺪوان
ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وﯾﺒﺮز ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﯾﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ
ﺗﺤﺮﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻨﺼﺮ “ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ
اﻟﻌﺪو” .
إن اﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ھﻨﺎ ﺗﺤﻘﻖ ھﺪﻓﺎ ﻻ ﯾﻘﻞ أھﻤﯿﺔ ﻋﻦ ھﺪف
اﻻﺷﺘﺒﺎك ذاﺗﮫ .اﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار
ﻋﻠﻰ“ اﻟﻌﺪو “ ﻓﻲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن وﺑﻜﻞ أﺳﻠﻮب وﺗﺤﺖ
ﻛﻞ اﻟﻈﺮوف ،ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ أو ﻧﻮع اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ
اﻟﻤﺎدﯾﺔ أو اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﯿﺐ اﻟﻌﺪو .ﻣﻦ ھﻨﺎ ﺗﻜﻮن
ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ وزﻣﺎن وﺑﻜﻞ
أﺳﻠﻮب ھﻰ اﻟﺨﻂ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي ﯾﺠﺐ
أن ﯾﺒﻘﻰ ﻣﺘﺼﻼً ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺼﺮاع اﻷﺧﺮى .وﯾﺼﺒﺢ ﻣﺘﻌﯿﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻋﺮﺑﻲ ،أﯾﺎً ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻌﮫ ،أن ﯾُﺪﺧﻞ ھﺬا اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻓﻲ
ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وأن ﯾﻤﺎرﺳﮫ ﺑﻨﻔﺲ اﻻﻃﺮاد واﻹﺻﺮار
واﻻﺳﺘﻤﺮار “ واﻟﺴﮭﻮﻟﺔ “ أﯾﻀﺎً اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺎرس ﺑﮫ
اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻛﻞ ﺻﺒﺎح .أﻋﻨﻲ أن ﯾﺼﺒﺢ
اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو وﯾُﻘﺼﺪ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار
ﻋﻠﯿﮫ “ ﻋﺎدة ﻋﺮﺑﯿﺔ “ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ
وﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي .
ﻛﯿﻒ ..؟
ﻟﻨﺄﺧﺬ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ “ اﻟﺪوﻟﺔ “ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻣﺜﻼً .إن
دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ اﻟﺪول ﻣﺆﺳﺴﺔ ذات وﻇﯿﻔﺘﯿﻦ
ﻓﮭﻲ ﺟﮭﺎز ردع ،وھﻲ ﺟﮭﺎز إدارة .ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ھﻲ
ﺟﮭﺎز ردع ﺗﻤﻠﻚ أدوات اﻟﺮدع اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮات
اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وﻗﻮات اﻟﺘﺠﺴﺲ واﻟﺘﺨﺮﯾﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﻤﻠﻚ أدوات
اﻟﺮدع اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﺔ وﺣﺮاس وﻣﺤﺎﻛﻢ وﺳﺠﻮن
وﻣﺸﺎﻧﻖ اﻟﺦ ..اﻷﺟﮭﺰة اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ
اﻷرض واﻷﺟﮭﺰة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻷﻣﻦ داﺧﻞ اﻷرض .
ﻟﮭﺬا ﻛﺎن ﻃﺒﯿﻌﯿﺎً أن ﺗﺠﺬب اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻤﺆﺳﺴﺔ ردع داﺧﻠﻲ
وﺧﺎرﺟﻲ ﺿﺮﺑﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻛﺎدت أن
ﺗﻜﻮن ﻗﻮى ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ .ﻓﻔﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
اﻟﻤﺪرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺘﺎل ﺗﻤﻠﻚ ﻗﻮات ﻣﺴﻠﺤﺔ وﻣﺪرﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺘﺎل .وﺗﺄﺧﺬ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺷﻜﻞ ھﺠﻤﺎت ﺻﺪاﻣﯿﺔ ﺑﯿﻦ ﻗﻮى
اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ وﻗﻮى اﻟﻌﺪوان ،ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ أﻧﻮاع اﻷﺳﻠﺤﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻋﺎدة ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب .وﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ ﻗﻮى
اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺗﻤﻠﻚ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻗﻮى ﻓﺪاﺋﯿﺔ ﺗﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ
اﻷرض ﻣﻦ ﺧﺎرﺟﮭﺎ أو ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻣﻦ
اﻟﺪاﺧﻞ وﺗﺨﺘﺎر ﺻﺮاﻋﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو و ﻗﻮى أﻣﻨﮫ اﻟﺪاﺧﻠﻲ
ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯿﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى .اﻟﺘﻔﺠﯿﺮ
واﻟﺘﺪﻣﯿﺮ واﻟﻘﺘﻞ وﻣﺤﺎوﻻت إرﻏﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺒﻠﻎ أﺣﻜﺎﻣﮫ
اﻟﺘﻌﺴﻔﯿﺔ وﯾﻄﻠﻖ ﺳﺮاح اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ … اﻟﺦ .ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ
اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻇﺎھﺮھﺎ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ
اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة ﺑﯿﻦ ﻗﻮى اﻷﻣﻦ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ وﻗﻮى اﻟﻔﺪاﺋﯿﯿﻦ
اﻟﻌﺮب ﻛﺨﻄﻒ اﻟﻄﺎﺋﺮات واﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻤﻄﻲ أن ﻛﺸﻔﺖ
ﻋﻦ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻗﮭﺎ ﻓﮭﻲ أﯾﻀﺎً ﻣﻮﺟﮭﺔ إﻟﻰ
ﻗﻮى اﻷﻣﻦ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ .ﻓﻘﺪ اﺗﺨﺬت ﻛﻞ اﻟﺮھﺎﺋﻦ ﻣﻦ
اﻟﻄﺎﺋﺮات واﻟﺒﺸﺮ وﺳﺎﺋﻞ ﺿﻐﻂ ﻟﻺﻓﺮاج ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺠﻮﻧﯿﻦ .
إن ﻛﻞ ھﺬا ﻻزم وﺿﺮوري .ﻛﻤﺎ أن ﺗﺼﻌﯿﺪه ﻻزم
وﺿﺮوري وﻟﻜﻨﮫ ﺑﻤﻔﺮده ﻻ ﯾﺤﻘﻖ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻮاﺻﻠﺔ
اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟﮫ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻓﻌﻠﯿًﺎ .
ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ أن ﺗﻮﻇﻒ ﻓﻲ
ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎك إﻻ ﺟﺰءاً ﻗﻠﯿﻼً ﻣﻦ ﻗﻮاھﺎ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ
واﻟﻤﺎدﯾﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﺧﺎرج
ﻧﻄﺎق ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك وﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ أﺧﺮى ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ھﺬا
اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎك أن ﯾﻨﺎل ﻣﻦ أﻣﻦ اﻟﻌﺪو واﺳﺘﻘﺮاره إﻻ
ﻗﺪرا ﻣﺤﺪودا اﻗﻞ ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻌﻠﯿﺎً ﻓﺘﺒﻘﻰ اﻟﺪوﻟﺔ
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﮭﺎ .ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺷﺄن
اﻻﻗﺘﺼﺎر ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎك اﻟﻤﺤﺪود ھﺠﻮﻣﺎ
ودﻓﺎﻋﺎ أن ﯾﻮﻓﺮ ﻟﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ھﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ردع ﻓﺮﺻﺔ إﺣﻜﺎم ﻗﺒﻀﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ داﺧﻠﮭﺎ
وإﻟﺰاﻣﮭﻢ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻻﻧﻀﺒﺎط واﻟﻄﺎﻋﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺤﻤﻲ أﻣﻨﮭﻢ
واﺳﺘﻘﺮارھﻢ وﻟﺘﺘﻮاﻓـﺮ ﻟﮭﺎ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻜﻔﺎءة ﻷداء ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ
...ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ إذن ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
وﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﯿﺮاً ﻣﻦ اﻟﺼﺪام اﻟﻌﻨﯿﻒ اﻟﻤﺴﻠﺢ ؟ ﺑﺄن
ﻧﺘﺬﻛﺮ أن إﺳﺮاﺋﯿﻞ “ اﻟﺪوﻟﺔ “ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ردع ﻓﻘﻂ ﺑﻞ
ﻣﺆﺳﺴﺔ إدارة .ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻮﺟﮫ اﻷﺧﯿﺮ ﺗﻘﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺜﯿﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ واﻟﻠﻮاﺋﺢ
اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ واﻷواﻣﺮ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺎت واﻟﺨﻄﻂ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ
واﻟﺘﺮﻓﯿﮭﯿﺔ … ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ واﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد ﻓﻲ
اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﺷﻜﻞ اﻟﺤﯿﺎة وﻣﺠﺎﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ .وﻓﻲ
ﻧﻄﺎﻗﮭﺎ ﯾﻨﺎم اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ وﯾﺤﻠﻤﻮن وﯾﺴﺘﯿﻘﻈﻮن وﯾﻌﻤﻠﻮن
ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺴﺘﺤﻘﻮﻧﮫ -وﯾﺘﺴﻊ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﺘﻨﻮع
ﻟﻨﺸﺎط اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺠﮭﺎز إداري ﻟﻜﻞ أﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وھﻲ
ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺳﮭﻠﺔ اﻷداء وﺳﮭﻠﺔ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ .وھﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗﺪ ﻻ
ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻋﻨﻒ وﻻ ﺗﻌﺮّض ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ إﻟﻰ ﻋﻨﻒ ،وھﻲ
ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻷﻓﺮاد أن ﯾﻤﺎرﺳﻮھﺎ ﯾﻮﻣﯿﺎً وﻛﺄﻓﺮاد ﺑﺪون
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺨﻄﯿﻂ وإﻋﺪاد وﺗﻨﻈﯿﻢ ذﻟﻚ أن ﻏﺎﯾﺘﮭﺎ إﻓﺸﺎل “.
اﻟﺪوﻟﺔ “ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ھﻲ ﺟﮭﺎز إدارة وﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﻗﺪ ﻻ
ﯾﮭﺘﺪون إﻟﻰ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻷﺳﻠﻮب أن ﯾﺘﺬﻛﺮوا ﻛﯿﻒ وﻟﻤﺎذا
ﺗﺜﻮر اﻟﺸﻌﻮب ﻋﻠﻰ دوﻟﮭﺎ ﻓﺘﺴﻘﻄﮭﺎ ﯾﻮم أن ﻻ ﯾﺄﻣﻦ
اﻟﻔﺮد أن ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻹﺿﺎءة ﻷن ” ﻛﺎﺑﻞ “ ﻗﺪ ﻗﻄﻊ وﻻ
ﯾﺄﻣﻦ أن ﯾﻐﺘﺴﻞ ﻻن ﻣﺎﺳﻮرة ﻣﯿﺎه ﻗﺪ اﻧﻔﺠﺮت وﻻ ﯾﺄﻣﻦ
أن ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻋﻤﻠﮫ ﻻن دواﻟﯿﺐ اﻟﻤﻮاﺻﻼت ﻗﺪ
أﺗﻠﻔﺖ وﻻ ﯾﺄﻣﻦ أن ﯾﻌﺘﺬر ﻷن ” اﻟﮭﺎﺗﻒ“ ﻻ ﯾﻌﻤﻞ وﻻ
ﯾﺄﻣﻦ أن ﯾﺄﻛﻞ ﻷن اﻟﺨﺒﺰ ﻣﺤﺸﻮ ﺑﺄﺷﯿﺎء ﻏﺮﯾﺒﺔ وﻻ ﯾﺄﻣﻦ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ ﻷﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﻦ إﻟﻰ آﺧﺮ ﺗﻨﻘﻄﻊ إﻣﺎ
ﻹﺗﻼف اﻟﻤﺤﺼﻮل أو ﻹﺗﻼف اﻟﻤﻮاﺻﻼت أو ﻹﺗﻼﻓﮭﺎ ھﻲ
وﻻ ﯾﺄﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﻻن ﺑﻌﺾ اﻷدوﯾﺔ ﻣﻐﺸﻮﺷﺔ وﻻ ﯾﺄﻣﻦ
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻷن ﺑﻌﺾ أوراق اﻟﻨﻘﺪ ﻣﺰورة ،وﻻ ﯾﺄﻣﻦ اﻟﺴﯿﺮ
ﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻷن ﺳﯿﺎرات ھﻮﺟﺎء ﺗﺼﺪﻣﮫ ،وﻻ ﯾﺄﻣﻦ ﻧﻈﺎم
اﻟﻤﺮور ﻻن اﻟﻨﺎس ﻻ ﯾﺤﺎﻓﻈﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻣﮫ ،وﻻ ﯾﺄﻣﻦ
ﻗﻀﺎء ﺳﮭﺮة ﻻن أﺷﺨﺎﺻﺎ ﯾﺘﻀﺎرﺑﻮن داﺋﻤﺎً ﻓﯿﻔﺴﺪون
اﻟﺴﮭﺮات ،وﻻ ﯾﺄﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺎت ﻻن اﻟﻀﺮاﺋﺐ ﻻ ﺗﺪﻓﻊ ،
وﻻ ﯾﺄﻣﻦ اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻻن اﻷﺣﻜﺎم ﻻ ﺗﻨﻔﺬ ،وﻻ ﯾﺄﻣﻦ ﺻﺤﺔ
اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻷن اﻟﺼﺪق ﻣﺤﺮم ﻋﻠﯿﮫ… ﯾﻮم أن ﺗﺼﺒﺢ “
اﻟﺤﯿﺎة ” اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻻ ﺗﻄﺎق ﻷن ﻣﻼﯾﯿﻦ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت
اﻟﺼﻐﯿﺮة اﻟﻤﺤﺪودة وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺤﯿﺎة ﻻ
ﺗﻄﺎق … ﯾﻮم أن ﯾﺘﻢ ﻛﻞ ھﺬا ﻻ ﺗﻐﻨﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻻ ﻗﻮاﺗﮭﺎ
اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وﻻ ﻗﻮات أﻣﻨﮭﺎ .ﺗﻨﮭﺎر اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ
ﻓﺈذا أﺿﯿﻒ إﻟﻰ ھﺬا أن إدارة اﻟﺪوﻟﺔ
ﻷﻧﮭﺎ ﻓﺎﺷﻠﺔ.
ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻓﻘﻄﻊ اﻟﻐﯿﺎر ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻮاﻓﺮة واﻟﻤﺼﺎﻧﻊ
ﺗﺘﻮﻗﻒ ﯾﻮﻣﯿﺎ أو ﻣﻦ ﯾﻮم إﻟﻰ ﯾﻮم وﻟﻮ ﻋﺸﺮ دﻗﺎﺋﻖ ،
ﺣﺮاﺋﻖ ﺻﻐﯿﺮة ﺗﺸﺐ ﻣﻦ ﺣﯿﻦ إﻟﻰ ﺣﯿﻦ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ
اﻟﻨﻔﺎﯾﺎت اﻟﻤﺘﺮوﻛﺔ ،واﻟﺒﻀﺎﺋﻊ اﻟﻤﻌﺪة ﻟﻠﺘﺼﺪﯾﺮ ﻻ ﺗﻜﻮن
ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﻮاﺻﻔﺎت ،وﺧﻄﺎﺑﺎت اﻟﺒﺮﯾﺪ -اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ
ﺑﺎﻟﯿﺪ ﻓﻲ ﺻﻨﺎدﯾﻘﮭﺎ ﻻﺗﺼﻞ إﻟﻰ أﺻﺤﺎﺑﮭﺎ ﻛﺄن أﺷﺒﺎﺣﺎً
ﺗﻔﺮﻏﮭﺎ ،وﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ردﯾﺌﺔ ،وﻣﺎ ﯾﻜﺘﺐ ﻓﻲ ورﻗﺔ
ﯾﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻋﺸﺮ ورﻗﺎت ،وﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺎت ﺿﺒﻂ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ
ﺗﻨﺘﻈﻢ ،واﻟﺒﺮﻗﯿﺎت ﻻ ﺗﻜﻮن واﺿﺤﺔ واﻻﺗﺼﺎﻻت
اﻟﻼﺳﻠﻜﯿﺔ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ ﺟﯿﺪاً ..وﺣﻮادث ﻋﺠﯿﺒﺔ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ
اﻟﻤﻮاﻧﺊ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺘﻌﻄﻞ إﺑﺤﺎر اﻟﺒﻮاﺧﺮ ﻓﻲ
اﻟﻤﻮاﻋﯿﺪ اﻟﻤﺤﺪدة ،وﺗﻌﻄﻞ اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل ﻓﻲ
اﻟﻤﻮاﻋﯿﺪ اﻟﻤﺤﺪدة … إﻟﻰ آﺧﺮ أﻟﻒ ﻣﻠﯿﻮن ﻣﮭﻤﺔ ﻻ
ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ أﻛﺜﺮھﺎ أي ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﻌﻨﻒ وﻻ ﺗﺘﻄﻠﺐ
أﺳﻠﺤﺔ أو ﺗﻨﻈﯿﻤﺎت وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺮﺷﺢ أي دوﻟﺔ
ﻟﻼﻧﮭﯿﺎر وﻻ ﺗﻌﻮﺿﮭﺎ أﯾﺔ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻣﻌﻨﻮﯾﺔ أو ﻓﻜﺮﯾﺔ…
وھﺬا ھﻮ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﻔﺘﻮح ﻟﻠﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻷرض
اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ .ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺴﺘﻤﻌﻮن إﻟﻲّ ھﻨﺎك ،ﻟﻘﻠﺖ ﻟﮭﻢ ،إن
اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﺠﮭﺎز إداري ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷواﻣﺮ
واﻟﻨﻮاھﻲ ﺗﺠﺪوﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ واﻟﻠﻮاﺋﺢ .وﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻋﺮﺑﻲ أن ﯾﺨﺮق ﻛﻞ ﯾﻮم أﻣﺮا أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻣﺮ .أن ﯾﻔﻌﻞ
ﺷﯿﺌﺎ ﻣﻤﻨﻮﻋﺎ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻲء ﻣﻤﻨﻮع .وﺳﺘﻜﻮن ھﺬه
ھﻲ “ اﻟﻌﺎدة “ اﻟﻔﺮدﯾﺔ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ .ﻻ ﯾﮭﻢ ﻣﻀﻤﻮن اﻷﻣﺮ
واﻟﻨﮭﻲ .اﻟﻤﮭﻢ إﺿﻌﺎف ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺘﺨﺮﯾﺒﮫ ﻛﻞ ﯾﻮم .
ﺑﺎﻧﺘﺰاع ﻟﺒﻨﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﺗﮫ ﻛﻞ ﯾﻮم .ﯾﺘﺤﺮم اﻷﻣﻦ
واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﯿﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻓﻲ اﻷرض اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ .
وﻟﯿﻔﻌﻞ ﻛﻞ واﺣﺪ -ﯾﻮﻣﯿﺎ وﺑﺎﺳﺘﻤﺮار -ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ .أﻣﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺪوﻟﻲ ،ﻓﺎن دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﺘﻮاﺟﺪة
ﻛﺠﮭﺎز إدارة ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣﺎﻟﯿﺔ واﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﻣﻊ
اﻟﺪول اﻷﺧﺮى .وأﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﺎن
اﻟﺪول اﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ذات وﺟﻮد اﻗﺘﺼﺎدي
واﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ وﺑﺸﺮي أﯾﻀﺎ .واﻟﺴﺎﺣﺔ ﻣﻠﯿﺌﺔ
ﺑﻤﻼﯾﯿﻦ ﻣﻼﯾﯿﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو وﺣﻠﻔﺎﺋﮫ
ﺑﺄﺳﺎﻟﯿﺐ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺻﻐﯿﺮة وﻟﻜﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺘﮭﺎ ﺗﺤﻮﻟﮭﺎ إﻟﻰ
ﺧﻄﯿﺮة .ﻗﺪ ﺗﺒﯿﻦ ﻋﺎﺑﺮة وﻟﻜﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺘﮭﺎ ﺗﺤﻮﻟﮭﺎ إﻟﻰ
ﻗﺎھﺮة .وﻗﺪ ﺗﺒﺪو ھﯿﻨﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺘﮭﺎ ﺗﺤﻮﻟﮭﺎ إﻟﻰ
ﻣﻤﯿﺘﺔ وﻗﺎﺗﻠﺔ .ﻗﺪ ﻻ ﺗﺒﺪو ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺿﯿﺔ ﻟﻠﻌﺪو وﻟﻜﻨﮭﺎ
اﺳﺘﻨﺰاف ﻟﻘﻮاه ..وھﻲ ﺑﻌﺪ اﻷﻗﻮى أﺛﺮا ﻓﻲ ﺟﺮ
اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ اﻟﻤﻘﯿﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض إﻟﻰ داﺋﺮة اﻟﺼﺮاع
وﻣﺨﺎﻃﺮھﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﮭﻢ ﯾﺠﺘﻤﻌﻮن وراء دوﻟﺘﮭﻢ ﻣﻦ
ﺣﯿﺚ ھﻲ ﺟﮭﺎز ردع.
وھﻜﺬا ﺗﻨﮭﺶ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻤﺰروع اﻟﻐﺮﯾﺐ
ﻓﻲ أرﺿﮭﺎ ،وﺗﺤﺮّم ﻋﻠﯿﮫ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺬي ﯾﺤﻠﻢ
ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷرض .وﯾﻔﻠﺖ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻣﺄزق
اﻟﺤﺼﺮ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي اﻟﺬي ﻋﻠﻖ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮر دھﺮا ﻋﻠﻰ
اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻨﻈﺎﻣﯿﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﯾﻜﺎد ﯾﻌﻠّﻘﮭﺎ اﻵن
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﺪاﺋﯿﯿﻦ ،ﺛﻢ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ،ﻣﻊ أن ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك
ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺗﺤﻘﯿﻘﺎ ﻛﺎﻣﻼ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل دﺧﻮل
اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ ﺧﻀﻢ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب
اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .
وﻣﺎ ﯾﺰال ﺑﺎب اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻓﻲ اﻷﺳﻠﻮب ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ .إﻧﻤﺎ
ﻧﺤﺎول ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻣﺜﻠﺔ أن ﻧﺆﻛﺪ ﺧﻄﺎً ﻻ ﯾﺠﻮز أن
ﯾﻨﻘﻄﻊ أو ﯾﺘﻮﻗﻒ أﺑﺪا ،ﻓﻲ أي زﻣﺎن وﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن
وﺑﺄي أﺳﻠﻮب ھﻮ :ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو .
ﻗﻮة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻮرى اﻟﻌﺮﺑﻰ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪودة ؛ ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻓﻰ
ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻰ ؛ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﺼﺎﺑﺮة ،اﻟﺤﺮة ،اﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ..ﻗﻮة ھﺬا
اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺮﺑﻰ وﺣﺪھﺎ ھﻰ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ..ﺑﺤﺸﺪ ﻛﻞ
اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﺑﺤﺸﺪ ﻛﻞ اﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ..
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017