86 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 86.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 27/08/2013 à 01:06, depuis l'adresse IP 197.0.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 619 fois.
Taille du document: 941 Ko (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻌـدد
86
اﻟﻌـﺮوﺑﺔ ﺟﺴﺪ روﺣﮫ اﻻﺳﻼم
*
ﺑﻮﺻﻠﺔ ﻻ ﺗﺸﯿﺮ اﻟﻰ اﻟﻘﺪس ﻣﺸﺒﻮھﺔ
ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻘﺪس :
ﻣﻦ ﯾﻘﻒ وراء اﻟﻔـﺘـﻨـﺔ ؟
ان اﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻟﺘﺼﺎﻋﺪ وﺗﯿﺮة اﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﻋﺘﺪاءات
اﻟﻤﺘﻜﺮرة وﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻏـﺘﯿﺎل ﺛﻢ اﻟﺘﻔﺠﯿﺮات اﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ
اﻟﻀﺎﺣﯿﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ وﻓﻲ طﺮاﺑﻠﺲ أﻣﺎم اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ اﻟﺘﻲ ﯾﺬﻛـﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﺳﻢ
ﷲ ،اﻧﻤﺎ ﯾﺪرك أﺑﻌﺎد اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺬي ﯾﮭﺪف اﻟﻰ ارﺑﺎك اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻣﻨﻲ
،وﺗﺄﺟـﯿﺞ اﻟﺼﺮاع اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﺬي اﻛـﺘﻮى ﺑﮫ اﻟـﻠﺒـﻨﺎﻧﯿـﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺪى
ﻋﻘﻮد ،و ﻟﻢ ﯾﻌﺪ أﺣﺪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻻﯾﻘﺎع ﺑﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﻤﻨـﺰﻟﻖ
اﻟﺨﻄﯿـﺮ اﻟﺬي ﯾﺪرك اﻟﺠﻤﯿﻊ اﻧﮫ ﻻ ﯾﺨﺪم اﻻ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ أوﻻ
وأﺧﯿﺮا ..
ﻛﻤﺎ ان اﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻟﺘﻌﺎﺿﻢ وﺗـﯿـﺮة اﻟﺘﻔﺠﯿﺮات اﻟﻔﻀﯿﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﯾﺪرك
ﻣﺪى اﺗﺴﺎق اﻻﺳﺎﻟﯿﺐ ﻣﻊ وﺣﺪة اﻟﮭﺪف ،و اﻟﺤﺎل ان ﺗﻠﻚ اﻻﻋﻤﺎل
اﻻﺟﺮاﻣﯿﺔ اﻟﺘﻲ أودت ﺑﺤﯿﺎة اﻟﻤﺌﺎت ﻣﻦ اﻻﺑﺮﯾﺎء ﻛﺎن أﺟﺪر ﺑﻤﻦ ﯾﻘﺪم
ﻋﻠﯿﮭﺎ ان ﯾﻮﺟّ ﮭﮭﺎ اﻟﻰ اﻻﺣﺘﻼل اﻻﻣﺮﯾﻜﻲ اﻟﺬي ﺑﺎت ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ
ھﺆﻻء ..
وﻟﻌﻞ اﻻﻣﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻻﺧﯿﺮة ﻟﻢ ﯾﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺮاق ﺑﻞ اﻧﻨﺎ
ﺷﺎھﺪﻧﺎ داﺋﺮة اﻻﻋﻤﺎل اﻻﺟﺮاﻣﯿﺔ ﺗﺘﺴﻊ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل
اﻟﺘﻔﺠﯿﺮات اﻟﻤﺘﻜﺮرة ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ،واﻻﻋﺘﺪاءات اﻟﺸﻨﯿﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠـﻨﻮد
اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ﻓﻲ ﺳﯿﻨﺎء ،وﻓﻲ ﺟﺒﻞ اﻟﺸﻌﺎﻧﺒﻲ ﺑﺘﻮﻧﺲ ..ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ
ﻣﺨﻄﻂ اﻻرھﺎب واﺿﺤﺎ وﺿﻮح اﻟﺸﻤﺲ :اﺣﺪاث اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﻔـﺘﻦ
اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﻰ اﻧﮭﯿﺎر اﻟﺪوﻟﺔ ،و اﻧﻌﺪام اﻻﻣﻦ ﻣﻤﺎ ﯾﺴﮭﻞ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت اﻻرھﺎﺑﯿﺔ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ھﻮاﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ و اﻟﺘﺮھﯿﺐ
و اﻟﺘﻔﺠﯿﺮ ﻟﻔﺮض ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﮭﺎ و ﺑﺴﻂ ﺳﯿﻄﺮﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..وﻛﻞ
ھﺬا اﻟﻤﺨﻄﻂ أﺻﺒﺢ ﻣﻌﻠﻮﻟﻤﺎ ﻟﻠﻌﺎم و اﻟﺨﺎص ..ﻏﯿﺮ أن اﻟﻤﺸﻜﻞ ﻻ
ﯾﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﻌـﺮﻓﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻠﻔﯿﺔ ..ﺑﻞ ﯾﺘﻌﺪاه اﻟﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻻطﺮاف
اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻرھﺎﺑﯿﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﺘﺴﻠﻞ اﻟﻰ ﻛﻞ
ﻣﻮﻗﻊ آﻣﻦ ﻟﺘﺜـﯿـﺮ ﻓﯿﮫ اﻟﻔﻮﺿﻰ ..واﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو
ﻣﺘﺨﻔـﯿﺔ ﻓﻲ دﻋﻤﮭﺎ ﻟﻼرھﺎﺑـﯿـﯿﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن و ﻓﻲ اﻟﻌـﺮاق و ﻓﻲ ﻋﺪة
ﻣﻮاﻗﻊ اﺧﺮى ھﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻮى اﻟﻈﺎھﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻣﺆﺗﻤﺮات
دﻋﻢ اﻻرھﺎﺑﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ واﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ أو
ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺮاﻋـﯿﺔ ﻟﻼرھﺎب وﻋﻠﻰ راﺳﮭﺎ ﻗﻄﺮ و اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ
اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ..وﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﻔﺎرﻗﺎت اﻟﺰﻣﻦ ،ان ﻧﺠﺪ اﻟﻨﻈﺎم
اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﺬي ﻋﻤﻞ طﻮال ﺳﻨـﺘﯿـﻦ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ اﻻرھﺎﺑﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ
واﻟﺬي ﯾﻌﻤﻞ اﻵن ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﯿﻊ رﻗﻌﺘﮫ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻻﻟﮭﺎء ﺣﺰزب ﷲ ﻋﻦ
اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ،ﻧﺠﺪه ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﯾﺘﻈﺎھﺮ ﺑﺪﻋﻢ
اﻟﺘﺤﻮﻻت ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﻮﻗﻮف واﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﺠﺪﯾﺔ !! ..
1
2
3
4
5
6
7
1
2
3
4
5
6
7
اﻓﻘﻲ :
ﻋﻤﻮدي :
( 1ﻏﯿﺚ ﻧﺎﻓﻊ – ﺗﻔﺎؤل .
( 2ﻣﮭﻨﺔ – اﻻﻣﺮ ﻣﻦ ﺣﺴﺐ ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( .
( 3وﺳﯿﻠﺔ ﻟﻠﻮزن – ﺣﺮف .
( 4اﺣﺪ اﻟﻮاﻟﺪﯾﻦ – اﺻﺒﺢ ذاﺋﺒﺎ .
( 5ﺣﺮف – ﻧﺒﺘﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﺎي .
(6رﺳﻢ ﺟﺬاب وﻋﻤﻞ ﻓﻨﻲ ﻣﮭﻢ – ﺣﺮف ﺟﺮ .
( 7ﻣﻦ ﯾﺘﻌﺎطﻰ اﻟﺴﺤﺮ – ﺣﺮف .
(1ﻣﺪﯾﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب .
( 2ﺻﺎﺣﺐ ﻣﮭﻨﺔ – ﺣﺮارة ﺷﺪﯾﺪة .
( 3ﺣﺮف – ﺣﺮف – أﺣﺪ اﻻﻧﺒﯿﺎء ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺴﻼم .
( 4ﻣﺎ ﯾﻠﻘﺎه اﻻﺷﻘﯿﺎء ﯾﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ) ﻣﻌﺮﻓﺔ /ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( .
(5ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻔﻢ – ﺣﺮف .
(6اﺻﻔﺮ اﻟﺒﯿﺾ – ﺳﻠﻢ اﻟﺒﻀﺎﻋﺔ و ﻗﺒﺾ اﻟﺜﻤﻦ .
(7ﻧﻘﻮد ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( – ﺛﻤﺎر ﺻﯿﻔﯿﺔ .
* ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻛﺎﻻوطﺎن ،ﻓـﺮاﻗﮭﻢ ﻏـﺮﺑﺔ .
* أﻋﻈﻢ درﺟﺎت اﻟﺠﮭﻞ أن ﺗﺮﻓﺾ أﻣﺮا ﻻ ﺗﻌﺮف ﻋﻨﮫ ﺷﯿﺌﺎ ) .واﯾﻦ داﯾﺮ /ﻛﺎﺗﺐ أﻣﺮﯾﻜﻲ ( .
* أﺣﯿﺎﻧﺎ ﻻ ﯾﺮﻏﺐ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺳﻤﺎع اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ،ﻻﻧﮭﻢ ﻻ ﯾﺮﯾﺪون أن ﺗﺘﺤﻄﻢ أوھﺎﻣﮭﻢ ) .ﻧﯿﺘﺸﺔ ( .
اﻷﺣزان
ِ
* رﻏم اﻟﺷ ّك ..و رﻏم
ﻟن أﻋدم إﯾﻣﺎﻧﻲ
ﻓﻲ أنّ اﻟﺷﻣس ﺳﺗﺷرقُ ..
اﻟﻧﺻر ﻧﺎﺷرةً ﻣﺎ ﺗﺣﻣل
ِ
ﻧﺎﺷرةً أﻟوﯾﺔ
أﻣﺎن ..
ﺷوق و ِ
ٍ
ﻣن
) ﺳﻣﯾﺢ اﻟﻘﺎﺳم ( .
* ﻣﺎ اﺳم طﺎﺋر إذا ﻗـﻠﺑﺗﻪ ﺗرى ﻋﺟـب = ﻣﻧﻘﺎرﻩ ﻓﻲ وﺳطﻪ واﻟﻌـﯾـن ﻓﻲ
اﻟذﻧب ؟
ﺧط اﻟرﻗﻌﺔ :ھو ﺧط ﻋرﺑﻲ ﺳﮭل وﺳرﯾﻊ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ ,ﺳﻣﻲ ﺑﺧط اﻟرﻗﻌﺔ ﺑﺳﺑب دوام ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ وﺻﻐـر ﻣﺳﺎﺣﺗﮫ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎع
اﻟﺻﻐـﯾرة ﻣن اﻟورق ,ﯾﺟﻣﻊ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﮫ ﺑﯾن اﻟﻘوة و اﻟﺟﻣﺎل ﻣﻌﺎ ً ..
* دﺧﻞ أﺣﺪ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﻤﺠﺎﻧﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﯿﺐ ﻗﺎﺋﻼ " :ﻟﻘﺪ ھﺮب ﻣﺠـﻨﻮن ﺧﻄﯿـﺮ ﺟﺪا " .ﻓﻘﺎل اﻟﻄﺒﯿﺐ " :و ﻣﺎ
ھﻮ ﺷﻜﻠﮫ ؟ " ﻓﺄﺟﺎب اﻟﻤﺮﯾﺾ ﺑﻜﻞ دﻗﺔ " :اﻧﮫ أﺻﻠﻊ و ﺷﻌـﺮه ﻣﮭـﺰوز " ..ﻓﺎﺳﺘﻐﺮب اﻟﻄﺒﯿﺐ ﻗﺎﺋﻼ " :و ﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن
ذﻟﻚ ؟ " ﻓﺄﺟﺎب " :أﻟﻢ أﻗـﻞ ﻟﻚ أﻧﮫ ﻣﺠـﻨﻮن ".؟
اﻟﻰ ﻣﺻر.
ﻣﻌروف اﻟرﺻﺎﻓﻲ .
ﻣﻧّﻲ إﻟﻰ ﻣﺻر ذات اﻟﻣﺟد واﻟﺣﺳب
ﺗﺣﯾﺔ ذات ود ﻏﯾر ﻣﻧﻘﺿب
ﺗدﻟﻲ ﺑﮫ دﺟﻠﺔ اﻟﻠﺳﻧﺎء ﻋن ﻣِﻘَ ٍﺔ
ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﯾل ربّ اﻟﺷﻌـر واﻟﺧطـب
إذا اﻟﻌـروﺑﺔ ﺣﻠ ّت ﻋرش دوﻟﺗﮭﺎ
ﻓﻣﺻر ﺗﺎج ﻟﮭﺎ ﻗد ﺻﯾﻎ ﻣن ذھب
ﻛم ﻗﺎم ﻟﻠﻌـرب ﻓﻲ أرﺟﺎﺋﮭﺎ ﻋَ ـﻠ َم
ﺗﮭﻔو ذؤاﺑﺗﮫ ﺑﺎﻟﻌـﻠم واﻷدب
ﻗﺎﻣت ﺑﻣﻌـﺗرك اﻷﺳﯾﺎف دوﻟـﺗﮭﺎ
ﻣن ﻗـﺑل ﻣﻌـﺗـرك اﻷﻗﻼم واﻟﻛﺗب
ﻣن أﻓق ﻓﺳطﺎطﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرق ﻗد طـﻠﻌـت
ﺷﻣس إذا ﻏﺎب ﻗرص اﻟﺷﻣس ﻟم ﺗ ِﻐـب
ﺑﻧﻲ اﻟﻌـروﺑﺔ ُھـ ّﺑـوا ﻣن ﻣراﻗـدﻛم
إﻟﻰ ﻣﺗﻰ ﻧﺣن ﻧﺷﻛو ﺻَ وﻟﺔ اﻟـ ُﻧـ َوب
ﻓﻘد ﻟﻌﻣري اﻓـﺗـرﻗـﻧﺎ ﺷرّ ﻣﻔـ َﺗـرَ ق
وﻗد ﻟﻌﻣري اﻧﻘـﻠﺑﻧﺎ ﺷـرﱠ ﻣﻧﻘَ ـﻠ َـب
أﻣﺎ ﺗﻐﺎرون ﯾﺎ أھل اﻟﺣِﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
ﺣقّ ﻟﻛم ﺑﯾد اﻷﻋداء ﻣﻐﺗﺻب
ﻻ ﺗﻛﺗﻔوا ﺑﺎﻓﺗﺧﺎر ﻓﻲ أواﺋﻠﻛم
ﻓﻧﺷوة اﻟﺧﻣر ﻻ ﺗﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﻌﻧب
ﺑل اﻧﮭﺿوا ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﻲ ﻣﺛل َ ﻧﮭﺿﺗﮭم
واﺳﺗﻌﺻﻣوا ﺑﺎﺗﺣﺎد ﻣُﺣﻛم اﻟﺳﺑـب
ﻛﺎﻧت أواﺋﻠﻛم ﻓﻲ وﺣدة ﺗرﻛـت
أﻋداءھم ﻗِددا ً ﻓﻲ ﻗﺑﺿﺔ اﻟرَ َھـب
ﺳﻠوا ﺑذﻟﻛم اﻟﯾرﻣوك وادﯾَﮫ
ﻓﺈﻧﮫ ﺑﺳوى ﻣﺎ ﻗﻠت ﻟم ﯾُﺟب
ﻋن ﺧﺎﻟد ﺑطل اﻷﺑطﺎل ﯾﺧﺑرﻧﺎ
إذ ﻓـل ّ ﺟـﯾش اﻟﻌدى ﺑﺎﻟﻘـﺗـل واﻟﮭرب
واﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ ﻋن ﺳﻌد ﻣِﺣدﺛﺔ
ﯾﻘـﺗل رﺳﺗم ربّ اﻟﻌﺳ ر اﻟﺟِب
إذا ﻋﻠﻣﻧﺎ ﺑﺄن اﻟﻧﺻر طﺎﻟﻌﮭم
ﻣن أﻓق وﺣدﺗﮭم ﻟم ﯾﺑـق ﻣن ﻋﺟـب
ﻣﺎ ﺿرّ ﻟو ﻧﺣن وﺣّ دﻧﺎ ﺛﻘـﺎﻓـﺗـﻧـﺎ
ﻗﺑل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌـﻠـﯾم واﻟﻛﺗب
ﻣﺎ أرض ﻣﺻر وﻻ أرض اﻟﻌـراق ﻟﮭﺎ
إﻻ ّ ﺟـﻧﺎﺣﺎن ﻣن ﻋطف وﻣن ﺣدب
أﻗول واﻟﺑرق ﯾﺳري ﻓﻲ ﻣراﻗدھم
ﯾﺎ ﺳﺎري اﻟﺑـرق أﯾﻘظ راﻗدا اﻟﻌـرب .
ﻓـﻲ ذﻛـرى وﻓﺎة ﻧﺎﺟـﻲ اﻟﻌـﻠـﻲ :ﻣﺎت ﻣﻧﺎﺿـل أﻓـﻛـﺎره ﻻ ﺗـﻣـوت ..
ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺸﮭﯿﺪ اﻟﻤﺒﺪع ،
رﻣﺰ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﺜﻮرﯾﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ..
ورﻣﺰ اﻟﻨﮭﺞ اﻟﻤﻘﺎوم ﻟﻜﻞ أﺷﻜﺎل
اﻟﺬل واﻟﮭﻮان واﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻠﻌﺪو..
رﺣﻞ ﻋـﻨﺎ ﻏﺪرا وھﻮ ﻓﻲ أوج
ﻋﻄﺎﺋﮫ ﯾﻮم 29ﯾﻮﻟﯿﻮ ، 1987
وﺗﺮك ﻟﻨﺎ ارادة ﻻ ﺗﻠﯿﻦ ،و أﻓﻜﺎرا
ﻻ ﺗﻤﻮت ﻋﻦ اﻟﻘﻀﯿﺔ واﻟﻮاﻗﻊ واﻟﺤﻠﻢ اﻟﺠﻤﯿﻞ ..
ﻟﻘد ﻛﺎن ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌﻠﻲ ﯾدرك ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﻣﻌرﻛﺔ ،ﻓﻌـ ّﺑـر ﻋن اﻟﻣﺻﯾر اﻟذي ﯾﻧﺗظـر ﻛل ﻣن ﯾﺣﻣل ھم اﻟﻘﺿﯾﺔ " :اﻟﻠﻲ ﺑدو
ﯾﻛﺗب ﻟﻔﻠﺳطﯾن ،واﻟﻠﻲ ﺑدو ﯾرﺳم ﻟﻔﻠﺳطﯾن ،ﺑدو ﯾﻌـرف ﺣﺎﻟو :ﻣﯾت " .ﻟﻛﻧﮫ رﻏم ذﻟك ﻋـ ّﺑـر ﺑﻛل ﺟرأة ﻋـن ﻋدم
ﺗراﺟﻌﮫ ،وﺗﺣﻣﻠﮫ ﻟﻠﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ اﺻﺑﺣت اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣﻠﺣﮫ وطﻌﺎﻣﮫ وﺧﺑزه اﻟﯾوﻣﻲ اذ ﻗﺎل ﻣﺗﺣدﯾﺎ " :أن ﻧﻛون أو ﻻ
ﻧﻛون ،اﻟﺗﺣدي ﻗﺎﺋم واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺧـﯾﺔ " .وظل طوال ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺻﺎﻣدا ﻣﻘﺎوﻣﺎ ﻻﯾﻌـرف اﻻ ّ ﺷﻛﻼ واﺣدا ﻟﻠﺻراع
،ان ﻧظل واﻗﻔﯾن ﻓﻲ وﺟﮫ اﻻﻋداء ،ﺣﯾث ﻗﺎل " :ھﻛذا أﻓﮭم اﻟﺻراع :أن ﻧﺻﻠب ﻗﺎﻣﺎﺗﻧﺎ ﻛﺎﻟرﻣﺎح وﻻ ﻧﺗﻌـب "..
وﻗد ﻛﺎن ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌﻠﻲ طوال ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣﺎﺳﻛﺎ ﺑﺑوﺻﻠﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧطﺊ اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺻراع ..ورﻏم ادراﻛﮫ ﺑﺎن
اﻟﻣﺷوار طوﯾل اﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾر ﻏﯾر اﻟﺛورة واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ طرﯾﻘﺎ ﻟﻠﺣل و ھو اﻟذي ﻋـﺑر ﻋن ذﻟك اﻟﻣوﻗف ﺑﻛل وﺿوح
ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎل " :اﻟطرﯾق إﻟﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﺑﻌـﯾدة وﻻ ﺑﺎﻟﻘرﯾﺑﺔ ،إﻧﮭﺎ ﺑﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺛورة " .
ﻟم ﯾﻣت ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌﻠﻲ .أﺟل .ﻻﻧﮫ ﺗرك ﻧﮭﺟﺎ وﻓﻛرا ﻻ ﯾﻣوت ..وﺳﯾﺑﻘﻰ رﻣز اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌـرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣراﻟﻌﺻور ..
ﺗﺮك ﺑﯿﻨﻨﺎ ﺣـﻨﻀﻠﺔ اﻟﺜﺎﺋﺮ ،وﻓﺎطﻤﺔ ،ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮأة اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،وذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌـﺮﺑﻲ اﻟﻨﺤﯿﻒ اﻟﺸﮭﻢ ..ﺷﺨﺼﯿﺎت
رﻣﺰﯾﺔ ﺳﺎﺧـﺮة ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ھﻤﻮم اﻟﻮطﻦ و ﺗﮭﺰأ ﺑﺎﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ،و ﺗﻘﺎوم اﻟﻌﺪوان وﻻ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ،رﻏﻢ اﻟﻤﻮت و اﻟﺪﻣﺎر
واﻟﯿﺄس ،اﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺬور اﻻﻣﻞ ،وﺗﺤﺮّ ض
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﺜﻮرة ..
وﻗد ﻋـرّ ف ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌـﻠﻲ أﺣـد أﺑرز ﺷﺧﺻﯾﺎﺗﮫ
ﻗﺎﺋﻼ » :وﻟد ﺣـﻧـظﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷرة ﻣن ﻋﻣره
وﺳﯾظـل داﺋﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷـرة ﻣن ﻋﻣـره ..
ﻓﻔﻲ ﺗﻠـك اﻟﺳن ﻏﺎدر ﻓﻠﺳطـﯾـن وﺣـﯾن ﯾﻌــود
ﺣـﻧـظﻠﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ﺳﯾﻛون ﺑﻌد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷرة
ﺛم ﯾﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻛﺑر ،ﻓﻘواﻧﯾن اﻟطﺑـﯾﻌﺔ ﻻ ﺗﻧطﺑق
ﻋـﻠﯾﮫ ﻷﻧﮫ اﺳﺗـﺛـﻧﺎء ،ﻛﻣﺎ ھو ﻓـﻘـدان اﻟوطـن
اﺳﺗـﺛـﻧﺎء « .واﻣﺎ ﻋن ﺳﺑب ﺗﻛﺗـﯾف ﯾدﯾﮫ ﻓﯾﻘول ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌﻠﻲ :
» ﻛﺗـﻔـﺗﮫ ﺑﻌـد ﺣرب أﻛﺗوﺑر 1973ﻷن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﮭد ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗطوﯾﻊ وﺗطﺑﯾﻊ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،وھـﻧﺎ ﻛﺎن ﺗﻛـﺗﯾف اﻟطﻔل
دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ رﻓﺿﮫ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻠول اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛـﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﻓﮭو ﺛﺎﺋر وﻟﯾس ﻣطـ ّﺑﻊ « .
ورﺣم ﷲ اﻟﺷﮭـﯾد ﻧﺎﺟﻲ اﻟﻌـﻠﻲ ،اﻟﻔﻧﺎن اﻟﻣﺑدع اﻟﺛﺎﺋـر ..
ﻟﻣﺎذا ﻓــﺷــﻠـــــوا ..؟
ﻣﻧذ وﻗت ﻣﺑﻛر ،وﻓﻲ ﻣﻧﺎخ ﺛوري ﻛﺎﻟذي ﻣرت ﺑﮫ ﺗوﻧس ﺣﯾث ﻣﻧﺢ اﻟﺷﻌب اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ،وﺣﯾث ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اي طرف
ان ﯾﺣﺗﻛر اﻟﺛورة ﻟﻧﻔﺳﮫ ..ﻛﺎن ﯾﻔﺗرض ان ﯾﻛون اﻟﺗواﻓق ﺳﯾد اﻟﻣوﻗف ﻓﻲ ﻛل ﻛﺑﯾرة و ﺻﻐﯾرة ﺣﺗﻰ ﺑﻌد اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ..
ﻏﯾرأن اﻟﻘوى اﻟﻣﺗﻌطﺷﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ واﻻﻧﺗﮭﺎزﯾﯾن اﻟذﯾن ظﮭروا ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘـﺗﮭم ﻣﻧذ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻻﻋﻼن ﻋـن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،
ﺑدؤوا ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﺻﺻﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ واﻗـﺗﺳﺎم اﻟﻣﻧﺎﺻب ودﺧﻠوا ﻓﻲ ﻟﻌـﺑﺔ اﻟﺗﺟﺎذﺑﺎت وﺗﻘﺳﯾم اﻻدوار ﻓﻲ اﻟداﺧل ،ﺛم اﻧﺗﻘـﻠوا
اﻟﻰ اﻓـﺗﻛﺎك اﻟﻣواﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ،داﺧل اﻟﺳﻔﺎرات و اﻟﻘـﻧﺻﻠﯾﺎت ..ﺛم اﻧﺗﻘـﻠوا ﺑﻧﺎ اﻟﻰ ﻟﻌـﺑﺔ اﻟﻘوى اﻟﺧﺎرﺟـﯾﺔ ،ﻣن ﻗطر
اﻟﻰ اﻣرﯾك اﻟﻰ اوروﺑﺎ ،اﻟذﯾن ﺗﻼﻋﺑوا ﺑﻧﺎ ﻛﻣﺎ ﺷﺎؤوا ﻣن ﺧﻼل اﻟوﻋود اﻟﻛﺎذﺑﺔ ﺣول اﻻﺳﺗـﺛﻣﺎرات اﻟﺿﺧﻣﺔ واﻟوداﺋﻊ
اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ ،وﺑﺎت ﻣﺳﺗﻘـﺑل ﺗوﻧس رھﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﯾد ھؤﻻء وھؤﻻء ..وﺑﺎت ﺣﺎﺿرﻧﺎ رھن ﻣﺎ ﯾطﺑﺦ ﻣن طﺑﺧﺎت ﻓﻲ اﻟداﺧل
واﻟﺧﺎرج ﻟم ﯾﻧل ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗوﻧﺳﯾون ﺷﯾﺋﺎ ..ﺑل ان اﻻﺣداث ﻗد ﻛﺷﻔت ﻟﮭم ﺑﻌد ذﻟك اﻧﮭﺎ طﺑﺧﺎت ﺑﻼ طﻌم وﻻ راﺋﺣﺔ ‘ وﺣـﺗﻰ
اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻌـﻠﺑﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧرﺟوھﺎ ﻣن " ﻓـرﯾﻘوات " اﻟﻌﮭد اﻟﺑﺎﺋد اﺛﻧﺎء وﺿﻌﮭم ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،ﻛﺎﻧت أﻏـﻠﺑﮭﺎ ﻣﻧﺗﮭـﯾﺔ
..
اﻟﺻﻠوﺣـﯾﺔ
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣﻣل ﺑوادر أﺧطﺎء ﻗﺎﺗـﻠﺔ :أوﻟﮭﺎ اﻟوﻻء ﻟﻠﺣزب .ﺛم اﻟﻣﻧطـﻠﻘﺎت اﻻﺻﻼﺣـﯾﺔ .
اﻣﺎ ﻣؤﺷرات ذاﻟك ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺗﺑدو واﺿﺣﺔ اﺛر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻣن ﺧﻼل ﻗراءﺗﮭم اﻟﻘﺎﺻرة و ﺗﺻوراﺗﮭم اﻟﻌﻘـﯾﻣﺔ
ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻠﻌـﺑﺔ ..اﻟﺗﻲ ﺑرھـﻧت أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻋن اﻟوﻻء اﻟﺣزﺑﻲ ،واﻟﻧﻛوص اﻟﻣﺑﻛر ﻋن ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺛوري ..ﻓﺑدأوا
ﻣﻧذ اﻻﯾﺎم اﻻوﻟﻰ ﯾﺗﺣدﺛون ﻋن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺻﻔر ﻓﺎﺻل ..ظـﻧﺎ ﻣﻧﮭم ﺑﺎن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻗد ﺣﺳﻣت اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ..وﻗد ﻛﺎن ﺗﻐـﯾـﯾـب
اﻟﺗواﻓق ﺑﺳﺑب ھذا اﻻﻋـﺗﻘﺎد ﺳﺑﺑﺎ اﺿﺎﻓﯾﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺣراف ﺑﻣﺿﻣون اﻟﺻراع اﻟذي ﻟم ﯾﻌد ﺣول ﻣن ﻣﻊ اﻟﺛورة و ﻣن ﺿدھﺎ
..وھو ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋـﻧﮫ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﻏـﯾر ﺗﻠك اﻻﺳس اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق اھداف اﻟﺛورة ..وﻛﺎن
ذﻟك ﺳﺑﺑﺎ ﻣﺑﺎﺷرا ﻓﻲ ﺧﻠط اﻻوراق ..واﻧﻘﺳﺎم اﻟ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس ﺗﻠك اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ روج ﻟﮭﺎ اﻻﻋﻼم ﻛﺛﯾرا ﻻﻧﮭﺎ ﺗﺧدم
ﻓـﺋﺔ واﺣدة ﺗﺧـﺗـﻔﻲ وراء ﻛل ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎﺑر اﻻﻋﻼﻣﯾﺔ أدت اﻟﻰ ظﮭور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ :ﺳﻠطﺔ و ﻣﻌﺎرﺿﺔ ..ﻓﻛﺎن ذﻟك ﻓﺧﺎ
ﻣﻧﺻوﺑﺎ ﻟدﺧول اﻟﺗﺟﻣﻌـﯾﯾـن اﻟﻰ ﺻف اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ اﻓﺷﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎي ﺷﻛل ..
وﻗد ﻛﺎن اﻻﻧﺟرار وراء ھذا اﻟﻧﮭﺞ ﻣﻧذ اﻻﯾﺎم اﻻوﻟﻰ ﻋـﻘـب اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت أﺧطر ﺷﯾﺊ ﻋﻠﻰ اﻟﺛورة وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ،وﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻐـﺑـﯾﺔ و ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ أﯾﺿﺎ ..وﻟﻌل ﻣردّ ذﻟك ھو طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾؤﻣن اﻋﺿﺎؤھﺎ اﻟﻣﻧﺣدرﯾن ﻣن
أﺣزاب اﻟﺗروﯾﻛﺎ ﺑﺎﻟﺛورة ..ﻟذﻟك ھم ﻻ ﯾﻘﯾﺳون اﻻﻣور ﺑﻣﻘﯾﺎﺳﮭﺎ ..اذ ھم ﺑﺎﻻﺳﺎس اﺣزاب اﺻﻼﺣﯾﺔ ..ﺟﺎءت ﻣن
ﺳﺎﺣﺎت ﺑن ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﺑﻌد أن وﻗﻌـت ﻣﻌﮫ اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟوطﻧﻲ ،وﺷﺎرﻛت ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻔﺎوت ﻓﻲ دورات اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ..اي ﺑﻌد
ان ﺣﺎوﻟت ﺟﻣﯾﻌﺎ ان ﺗﻠﻌـب ﻣﻌﮫ ﻟﻌـﺑﺗﮫ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓـﻔﺷﻠت ﻓﻲ ﻣﺳﻌﺎھﺎ ..و ﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺧﺎرﺟﺔ اﻟﻠﻌـﺑﺔ ،أو ﺣﺗﻰ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن ﻣﻧﺗﺳﺑﻲ ﺗﻠك اﻻﺣزاب ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﻲ أو ﻓﻲ اﻟﺳﺟون ،ﻟم ﺗﻛن ﺗﻔﻛر ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺛورة ﻣﺛﻠﻣﺎ ﺣﻘﻘﮭﺎ
اﻟﺛورﯾون ،وﻻ ﻧﺟد ﻟﮭم ﻛﻠﻣﺔ واﺣدة ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻟﺛورة ..ﺑل ان اﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺗوﻗون اﻟﯾﮫ ھو ﺗﻐـﯾﯾـر ﯾطرأ ﻋﻠﻰ
ھـرم اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﯾُﺣدث ﻓﺟـوة ﻣﺎ ،ﯾﻣﻛن أن ﯾدﺧﻠوا ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﻠﻌـب ﻣن ﺟدﯾد ..ﻟذﻟك ﻟم ﯾﻛن ﻟﮭم ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻣﺑﺎﺷرة
ﻓﻲ ﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟﺛورة ،ﻻ ﻣن ﻗرﯾب وﻻ ﻣن ﺑﻌﯾد ،ﺳوى ﻣﺳﺎﯾرﺗﮭﺎ ﻣﺛل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗوﻧﺳﯾﯾن اﻟذﯾن اﺳﺗﺑﺷروا ﺑﮭﺎ
ودﻋﻣوھﺎ اﻣﻼ ﻓﻲ ﺗﻐـﯾﯾـر اﻻوﺿﺎع ﺑﻌد ان ﯾﺋس اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣن اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺗﻌـﻔـن ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق ..
ذﻟك ﻓﺎن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻻﺷﯾﺎء ﻻ ﺑد ان ﯾﻛون ﻣن ﺟـﻧﺳﮭﺎ .ﻓﻼ ﻧطﻠب ﻣﺛﻼ ﻣن اﻟﺗﻣﺳﺎح ان ﯾطـﯾـر ..او ﻣن اﻟﺣﻠـزون ان
ﯾﺣﻣل اﻻﺛـﻘـﺎل ..وھﻛذا ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،ﻣن ﻛﺎن طﺑﻌﮫ اﻻﺻﻼح و اﻟﺗرﻗـﯾﻊ ،ﻻ ﯾﻧﻔﻊ أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺳﻠطﺔ اﺛر ﺛورة
ﺷﻌـﺑﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻌﺟـزات ..وھﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌـﻘـدة ﺳﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟﺗﻣﻌـﻧﺎ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﮭﺎ طﺎﻟﻣﺎ أن اﻟﻘوى
اﻟﺛورﯾﺔ ﻻ ﺗزال ﻋﺎﺟـزة ﻋن ﺟﻧﻲ ﺛﻣﺎر اﻟﻔﻌـل اﻟذي ﺗﻔﻌـﻠﮫ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ واﻟذي ھو ﻣﺗﻌـﻠق ﺑدرﺟﺔ أوﻟﻰ ﺑوﻋﻲ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن
!! ..
وﻗد ﻛﺎن اﻻﻣر ﻣﺿﺣﻛﺎ وﻣﺛﯾرا ﻟﻠﺷﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،أﻣﺎم ﺳذاﺟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟذﯾن ﻛـ ّﻧﺎ ﻧراھم ﯾظﮭرون ﻣﺗوﺳﻠﯾن
أﺣﯾﺎﻧﺎ ،ﻣﻌﺎﺗـﺑﯾـن اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻐﺎﺿﺑﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ..وھم ﯾُﺟﮭدون أﻧﻔﺳﮭم ﻻﻗـﻧﺎﻋﮭم ﺑﺎﻟﻛف ﻋن اﻻﺣﺗﺟﺎﺟﺎت ﻻﻧﮭم -
ﺣﺳب راﯾﮭم -ﯾﺗﺳﺑﺑون ﻓﻲ ﺻد اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ..وھو أﻣر ﻣﺿﺣك ﻻﻧﮭم ﯾﻌـﺗـﻘدون ﺑﺎن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺿﺎﻗت ﺑﮭم اﻟدﻧﯾﺎ وﻟم
ﯾﺑق ﻟﮭم اﻻ ﺗوﻧس اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾوﺟد ﻓـﯾﮭﺎ أﻣن وﻻ ﺣﻛوﻣﺔ و ﻻ دوﻟﺔ ،وﻻ اي ﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن
ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ..وھو اﯾﺿﺎ أﻣر ﻣﺛﯾر ﻟﻠﺷﻔﻘﺔ ﻻﻧﮫ ﯾﺄﻛد ﻣﺣدودﯾﺔ ﺗﻔﻛﯾرھم وﻗﺻور ﻣرﺟﻌـﯾﺎﺗﮭم اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔﻲ ﻋـﻧﮭم ﺣﻘﯾﻘﺔ
ان اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻻﺟﺎﻧب ﻻ ﯾﻌـﻧﯾﮭم ﻣن ﻗرﯾب أو ﻣن ﺑﻌـﯾد ﻣﺷﺎﻛل ﺗوﻧس ،و أن رأس اﻟﻣﺎل ﺟﺑﺎن ﺑطﺑﻌﮫ ،و ان ﺻﺎﺣب
راس اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﮭﻣﮫ اﻻ اﻟرﺑﺢ ،ﻟذﻟك ﻓﮭو ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﻐﺎﻣر ﺑرأس ﻣﺎﻟﮫ ﻓﻲ ظروف ﻣﺛل اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ ﺗوﻧس ﺑﻌدد اﻟﺛورة
..ﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟب اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﯾﮭم أﻛﺛر ﻣن اﻟﻼزم ،ﻓﻼ ﻧﺑﯾﻐﻲ ﻟﺳﻠطﺔ ﺣﺎﻛﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺛر ﺛورة ﺷﻌـﺑﯾﺔ ،أن ﺗﺑﯾﻊ اﻻوھﺎم
..
ﺗﻘول
ﻣﺎ
زﯾف
ﺣﯾن
ﺑﻌد
وﻟو
ﺳﯾﻛﺗﺷف
اﻟذي
ﻟﻠﺷﻌـب
ورﻏم ان ﻣﺿﺎﻣﯾن اﻟﻌﻣل اﻟﺛوري ﻗد ﺗﺑدو ﻏﯾر ﻣﻔﮭوﻣﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻻي طرف ان ﯾدﻋـﯾﮫ .ﻏـﯾر اﻧﮫ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻟﯾس
ﻛذﻟك .ﻻن ﺗﻠك اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن ﻗد أﺻﺑﺣت ﻣﺣددة ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻧﺎس ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻣﺎ ﻋﺑروا ﻋﻧﮭﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺷﻌﺎرات اﻟﺗﻲ رﻓﻌوھﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﻧذ 17دﯾﺳﻣﺑر ..و ھو ﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﻣﻌروﻓﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق
أداف اﻟﺛورة ..اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣطﺎﻟب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ،ﻓﻲ ظل وﺣدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳﻛﮫ و
..
اﺳﺗﻘﻼﻟﮫ
ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺛورﯾﺔ ﻋـﻧدﻣﺎ ﺗﺻل اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﺟد ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺄﻣﯾن ﻣﺳﺎر اﻟﺛورة .و ھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛـون ﻣﺣل
اﺧﺗﺑﺎر ﺑﻣﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘ ﮫ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣن اﻧﺟﺎزات ﺗﻌـﺑّـر ﺑﮭﺎ ﻋن اﻟﺗزاﻣﮭﺎ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻻھداف ..
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ھذا اﻟوﻋﻲ واﻻدراك ،ﻓﺎن اﻟﻘوى اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧت اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﻧﺟﺎح
اﻟﻣﺳﺎر اﻟﺛوري ﺑﺎﻟﺗﻌـوﯾل ﻋﻠﻰ ﻗدرات اﻟﺷﻌـب واﻟوطن ﻗﺎطﺑﺔ وﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻧد ﻗدراﺗﮭﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ وﺣدھﺎ ..ﻓـﺗﻌـﻣل أوﻻ
ﻋﻠﻰ اﻋﺎدة ﺗرﻣﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋـﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺻﺎﺑﮭﺎ اﻟﺧﻠل طوال ﻓﺗرات اﻻﺳﺗﺑداد ..وﺗــﻛون ﻣﮭﻣﺗﮭﺎ اﻻوﻟﻰ اﻻﻧﺣﯾﺎز
ﻟﻠﺿﻌﻔﺎء واﻟﻣﻘﮭورﯾن و اﻟﻣﮭﻣّﺷﯾن ،وﻣﺣﺎﺻرة اﻟﻔﺳﺎد اﻟذي راﺣت ﺿﺣﯾﺗﮫ أﻏﻠب ﻓﺋﺎت اﻟﺷﻌب ..اﻟﺗﻲ ﺳﺗـﻧﺣﺎز وﻗـﺗـﮭﺎ
اﻧﺣﯾﺎزا ﻛﻠﯾﺎ ﻟﻠﺛورة وﺗﻛون ﺳﻧدا ﻟﮭﺎ وآداة ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﺎﺳدﯾن ..ﻓﯾﺗﺣﻘق اول ﻣطﻠب ﺗﺣﺗﺎﺟﮫ اﻟﺳﻠطﺔ
..
ﺣوﻟﮭﺎ
اﻟﺷﻌب
ﺑﺎﻟﺗﻔﺎف
واﻻﺳﺗﻘرار
اﻻﻣن
وھو
اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ
ان اﻟﺛورﯾﯾن ﯾﻔﻌـﻠون ذﻟك ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ،ﻻﻧﮭم ﯾؤﻣﻧون ﺑطﺑﯾﻌـﺗﮭم ﺑﺎن ھﻧﺎك أھداف ﺳﺎﻣﯾﺔ ﻗﺎﻣت ﻣن اﺟﻠﮭﺎ اﻟﺛورة ﻻ ﺑد ان
ﯾﺿﻌوا ﻟﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ،وﯾزﯾﺣوا ﻣن طرﯾﻘﮭﺎ اﻟﻌـﻘـﺑﺎت ﻟﺗﺗﺣﻘق ..وھﻲ ﻻ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﺎﻻواﻣر أو ﺑﺎﺻدار اﻟﻣراﺳﯾم ،ﺑل
ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟواﺳﻌﺔ ..ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻣن ﺑﺗواﺻل اﻟﻌﻣل اﻟﺛوري ﻻ ﺗـﺗوﻗف ﻋـﻧد ﻣﺎ ﺗـﻧﺟززه ﻣن
اﻧﺗﺻﺎرات ﻣرﺣﻠﯾﺔ ،ﺑل اﻧﮭﺎ ﺗﺑﺣث دوﻣﺎ وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اھداﻓﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺷﻌـﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧظرھﺎ راﺳﻣﺎﻟﮭﺎ اﻟﺑﺷري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﺗطور اﻻ اذا ﺗطور ﻛل اﻟﻧﺎس ﻓﯾﮫ ..وھﻲ ﺗﺳﺗﻣـرّ ﻓﻲ
اﻟﻔﻌل ﺣـﺗﻰ وھﻲ ﺗﺧطﺄ ﻟﻛـﻧﮭﺎ ﺗﻌـود اﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎﺷﻔﺔ واﻟﺗﺻﺣﯾﺢ ..وھﻛذا ھﻲ ﺗؤﻣن داﺋﻣﺎ ﺑﺎن اﻟﻌﻣل اﻟﺛوري ھو ﻣﺳﯾرة
طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻻﻧﺟﺎزات واﻟﺗﻐـﯾﯾـر اﻟﻣﺗواﺻل واﻟﻣﮭﺎم اﻟ ﺗﻲ ﻻ ﺑد ﻟﮭﺎ ﻟﻛﻲ ﺗـﻧﺟﺢ ان ﯾُﺳﮭم ﻓﯾﮭﺎ ﻛل ﻣن ﯾرﯾد اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﻟﻠﻧﮭوض ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ..ﻻن ﻏﺎﯾﺗﮭﺎ وﻗﺗﮭﺎ ھﻲ اﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻻﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﮫ ..ﻓﻼ ﺗﺗردد ﻓﻲ ﻣﻧﺣﮫ اﻟﺛﻘﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء ..وھو ﺑذﻟك ﺳﯾﺷﻌـر ان ﺗﻠك اﻟﺛورة ﻣﻠﻛﮫ ،وﺳﯾﻌـﻣل وﺣده ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻌد أن ﯾﻛﺗﺷف أﻧﮫ ﺻﺎﺣب
..
اﺳﺗﻣرارھﺎ
ﻓﻲ
واﻻﺧﯾرة
اﻻوﻟﻰ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘوى اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ اﻻﻧﺳﺎن ﻣﻧطﻠﻘﺎ وﻏﺎﯾﺔ ،ﺗﻌﻠم ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﺎﻧﮫ ﻛﯾﺎن ﻣﺎدي و روﺣﻲ ﺗﻣﺗـزج ﻓﯾﮫ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺣﯾﺔ -اﻟوﺟداﻧﯾﺔ ..ﻟذﻟك ﻓﮭﻲ ﺗﺳﻌﻰ دون ﺗردد ﻟﺗـﻠﺑـﯾﺗﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻻﻧﺳﺎن
ﻟﻧﻣوه
و ﺗراﺛﮫ اﻟﺣﺿﺎري وﻗﯾﻣﮫ اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻌـﯾد ﺑﺎﻟﺿرورة ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻣﺎﺳﻛﮫ وﺗوازﻧﮫ ،ﻛﺷروط ﻻزﻣﺔ ّ
..
اﻟﺗﺧرﯾب
و
اﻟﺗﻐرﯾب
ﺳﯾﺎﺳﺎت
ﻣن
طوﯾﻼ
ﻋﺎﻧﻰ
ان
ﺑﻌد
ﺗطوره
و
ﺗﻛوﻧت
ﺗﺗﻛون ﻋﺑﺛﺎ .ﺑل أﻧﮭﺎ ﻗد ّ
ﺛم ان اﻟﻘوى اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺗﺣررﯾﺔ ﺗﻌﻠم ان اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺗﻧوع و اﺧﺗﻼف ،ﻟم ّ
ﺧﻼل ﻓﺗرات طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﺻراع ﺣول ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻣﺗﻌددة ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟروﺣـﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻐـت درﺟﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﻣن اﻟوﻋﻲ
اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗﻲ اﺻﺑﺣت ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﻧﺎ ﻻ ﺗﺳﺎوي ﺷﯾﺋﺎ ﺑدوﻧﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ
ّ
واﻟﯾﻘﯾن ﺑﺿرورة ﻗـﺑـول اﻟﺗﻌﺎﯾش اﻟﺳﻠﻣﻲ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ ﺗﻠك
..ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﺛورﯾﯾن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛوﻧون ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﯾرﻛّ ـزون ﺟﮭودھم ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻘواﺳم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋم
وﺣدة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ..ﻟذﻟك ﯾﺣﺎرﺑون ﻛل اﻟدﻋـوات اﻟراﻣﯾﺔ ﻻﺛﺎرة اﻟـﻧﻌـرات اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻣذھﺑﯾﺔ واﻟﻌـرﻗـﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘود اﻟﻰ
..
وﺗﺻدّ ﻋﮫ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﺗﻔﻛك
اﻣﺎ اﻟﺣرﻛﺎت اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﺑﻣﺟرد وﺻوﻟﮭﺎ اﻟﻰ ھرم اﻟﺳﻠطﺔ ،ﺗرﻛن ﻟﻼﺳﺗرﺧﺎء ،وﺗﺳﻛن اﻻﺑراج اﻟﻌﺎﺟﯾﺔ ،وﺗﺑدأ
ﺗدرﯾﺟﺎ ﻓﻲ اﻟﻌـزﻟﺔ ﻋن اﻟﺟﻣﺎھﯾر ..ﺛم وﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌـﺗﮭﺎ ﺗﻠك ،ﻻ ﺗﮭﺗدي ﻟﻠﻣﮭﺎم اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣل ﺑﮭﺎ ﺟزءا
ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣطروﺣﺔ ،ﻻﻧﮭﺎ ﺗؤﻣن ﻓﻘط ﺑﻣﺳﺎﯾرة اﻟظروف ،ﻓﻼ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾرھﺎ ﺗﻐﯾﯾرا ﺟذرﯾﺎ ..وﺣﯾث ﻻ ﺗﻘدر اي
ﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﮭﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ..ﻟذﻟك ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﺟد اﻻ اﻻﻟﺗﺟﺎء ﻟﻠﺧﺎرج ،ﻟطﻠب اﻟﻣﻌوﻧﺎت ،
واﻟﻘروض ،واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺻﻔﻘﺎت ..ﻓـﺗـﻘـﻊ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﺗــﺑﻌـﯾﺔ و اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ،ﺑﻘـﺑول ﺷروط اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌطﻲ ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺟﺎﻧﺎ
،وﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋـﻧد ﺣدود ﻣﻌـﯾﻧﺔ ..ﺣﺗﻰ ﺗوﻗـف ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎر اﻟﺛوري وﻟذﻟك ﻓﺎﻧﮭﺎ ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺗﺣول اﻟﻰ ﺳﻠطﺔ
ﺗﻘـﻠﯾدﯾﺔ رﺟﻌـﯾﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺛورة ..وھذا ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣﺎ ﻓﻌـﻠﺗﮫ ﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ " اﻟﺷرﻋﯾﺔ " ﺑﻌد اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﺗوﻧس ..
اﻟﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن ﻣﺟﻠس ﺗﺄﺳﯾﺳﻲ ﯾﻌﻣل ﺑﻌـﻘـﻠـﯾﺔ اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ..وﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﻣوﻗﻊ اﻟﻐـﻧﯾﻣﺔ ..ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت
واﻟﺣزﺑﯾﺔ ..
وﻻزاﻟت ﻛل ﻣﺷﺎرﯾﻌﮭﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ اوﻻ واﺧﯾرا ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ اﻟﺿﯾﻘﺔ ،اﻟﻔردﯾﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻔﮭم اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﻧطﻠق اﻟﺛوري ،واﻟﻣﻧطﻠق اﻻﺻﻼﺣﻲ ﻧﻔﮭم ﻟﻣﺎذا ﺗوﻗﻔت اﻻﻣور ﻛﻠﯾﺎ ﻋن ﺗﺣﻘﯾق اھداف اﻟﺛورة
اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﻣﻧﮭﺎ اي ﺷﯾﺊ ..وﻟﻌل ﻣﺎ ﺣدث داﺧل اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺎﺳﯾﺳﻲ ﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﺻراﻋﺎت و ﻣﮭﺎزل ﻣﺑﻛﯾﺔ اﺣﯾﺎﻧﺎ ،
..
واﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ
وأﺳﺑﺎﺑﮫ
اﻟﻔﺷل
ﻋﻠﻰ
ﺷﺎھد
ﺧﯾر
وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻔﮭم اﯾﺿﺎ اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،واﻟﻣﮭﺎم اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ أي ﺳﻠطﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد اﻟﺛورة ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ أو
ﻏـﯾـر ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ..ﻧﻔﮭم ﻣﺎ ھﻲ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر ﺛورﯾﺔ ..ﻓﻧﻔﮭم اﻧﮫ ﻻ ﺷرﻋﯾﺔ ﺑﻣﻌـزل ﻋن ﺗﻠك اﻻھداف
اﻟﺗﻲ ﺗﺣددت ﻣن ﺧﻼل ﺷﻌﺎرات اﻟﺛورة ..ﺛم ﻧﻔﮭم ﻟﻣﺎذا ﺗطﺎﻟب اﻟﻘوى اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﺑﻌدم اﻟﺗوﻗف ﻋن ﺗﺣﻘﯾق
ﻣطﺎﻟب اﻟﺷﻌـب اﻟذي ﻗدّ م اﺑﻧﺎؤه ارواﺣﮭم ﻓداء ﻟﮭﺎ :وھﻲ اﻟﺧـﺑـز واﻟﺣرﯾﺔ و اﻟﺗﺷﻐـﯾل و اﻟﻛراﻣﺔ ..ﻓـﻧﻔﮭم وﻗـﺗﮭﺎ اﻧﮫ ﻻ
ﻣﻛﺎن ﻟﻠﻘوى اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ ﺛوري ،وأن أھداف اﻟﺛورة ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﺣﻘﻘﮭﺎ اﻻ اﻟﺛورﯾون ..وﺑذﻟك ﻧﻔﮭم ﺳر اﻟﺻدام
اﻟذي ﯾﻘﻊ ﺑﯾن اﻟﻘوى اﻻﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ – أي ﺳﻠطﺔ -و اﻟﻘوى اﻟﺛورﯾﺔ ﺧﺎرﺟﮭﺎ وھﻲ ﺗﻧظر ﻟﻠﻌﺟز اﻟذي
ﯾﺗﺣول ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳﺎوﻣﺔ اﻟﻘوى اﻟﻣﺿﺎدة ،واﻻﺳﺗـﻧﺟﺎد ﺑﺎﻟﻘوى اﻟﺧﺎرﺟـﯾﺔ ،اﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺳطو ﻋﻠﻰ اﻟﺛورة و اﻻﻧﺣراف
ﺑﮭﺎ ﺑﻌـﯾدا ﻋن اھداﻓﮭﺎ وأوﻟﮭﺎ اﺳﺗـﻘـﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘرار اﻟوطﻧﻲ و ﺗطﮭـﯾـر اﻟوطن ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ،وﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﮫ اﻟﺗـﻧـﻣوﯾﺔ ..
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ان ﻧﻔﮭم اﻧﻧﺎ ﻟﺳﻧﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ ﯾﺳوده اﻟﺳﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾوﻓـر ﻗدرا ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎدﻟﺔ واﻟﻔرص اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ،
ﻟﻧﻘﺎرن اﻟﺷرﻋـﯾﺔ ﻋـﻧدﻧﺎ ﺑﺎﻟﺷرﻋـﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺷﮭدت اﻻﺳﺗﻘرار ﻣﻧذ ﻗـرون ﻛﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻻوروﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﺻﺑﺣت ﺗﺣﻛﻣﮭﺎ ﻣؤﺳﺳﺎﺳﺎت ﺗﺗوﻓـر ﻓﯾﮭﺎ ﻛل ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﯾﺎد واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ..وﻧﻔﮭم
ﻋـﻧدھﺎ اﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﺗﻔرض ﻋـﻠﯾﻧﺎ ﺗﺣﻘـﯾق اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ أوﻻ ..ﺛم اﻟﻌﻣل ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺎدة اﻟﺗوازن داﺧل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﻻ ﯾﺗﺣﻘق اﻻ ﺑﺗرﻣﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﺎﺋدة و اﻟﺗﻲ اﺻﺎﺑﮭﺎ ﻣﺎ اﺻﺎﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﺧﻠل ،ﻟﻛﻲ ﻧﻧﺗﻘل وﻗـﺗﮭﺎ ﻟﻠﻌـﺑﺔ
اﻟﺗداول اﻟﺳﻠﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ..واﻟﺗﻲ ﻻ ﺑد ﻟﻛﻲ ﻧﺻل اﻟﯾﮭﺎ ان ﻧﺑﻧﻲ ﻟﮭﺎ اﺳس ﻣﺗﯾﻧﺔ ﺗﺿﻣن ﻗﯾﺎم ﻓرص ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ
..
ﻓـﯾﮭﺎ
ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ان اﻟطرﯾق اﻟﺛوري ھو اﻟطرﯾق اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﺷرﻋـﯾﺔ ..وﻣﺎ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻ آﻟﯾﺔ ﻣن آﻟﯾﺎت اﻟﻔرز
اﻟﺗﻲ ﺳﺗـﻠﻔظ
ﺣﺗﻣﺎ ﻛل اﻻﺻﻼﺣﯾﯾن ﺑﻌد ان ﯾظﮭر ﻋﺟزھم ،وﻓﺷﻠﮭم ﻟﻠﻧﺎﺧﺑﯾن ) ..اﻟﻘدس (
.
///
* ﺑـﺠـﻊ .
1
2
3
4
5
6
7
1
م
ط
م
ا
ط
ة
3
ر
2
ط
ب
ي ز
ب
ن
ح و
ر ح
4
ب
ا
ذ
ع
ل
ا
7
ل
ا
م
6 5
ا م
س ح
ن
ا ب
ن ا ع
ع ن
ب
س
اﻻﺳﻼم :ﺛﻮرة اﺟﺘﻤﺎﻋـﯿﺔ ﻛﺒـﺮى . ( 1 ) ..
وﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺜﻮرة واﻟﻤﺎل واﻻﻗﺘﺼﺎد ) اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ( ،ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻮرة اﻻﺳﻼم اوﺿﺢ ،وأﻋﻤﻖ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن .و اﻻﺳﻼم
ﻛﺪﯾﻦ و ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ و ﺳﻨﺘﮫ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌـﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﻢ ﯾﺤﺪد ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻟﻢ
ﯾﺸﺮع ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﮭﻢ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ داﺋﻤﺎ ﺑﺬاﺗﮫ ،ﻻﻧﮫ ،وھﻮ ﺧﺎﺗﻢ اﻟﺮﺳﺎﻻت ،و اﻟﻤﻘﺮر ان ﻓﻲ ﻛﻮﻧﮫ ﺳﻨﻨﺎ ﻣﻨﮭﺎ ﺳﻨﺔ
اﻟﺘﻄﻮّ ر ،و اﻟﺘﺤﻮّ ل و اﻟﺘﻐـﯿـﯿـﺮ ،ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ ان ﯾﻀﻊ اﻟﻘﯿﻮد اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺘﺠﺪدة اﻟﻤﺘﻐـﯿ ّــﺮة ..ﻓﻮﺿﻊ ﻓﻲ
ﻟﻠﻤﺴﺎﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻠﺘﺸﺮﯾﻊ وﻟﻢ ﯾﻀﻊ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎ ،ودﻋﺎ اﻟﻰ ﻣﻌـﯿﺎر ﺗﻮزن ﺑﮫ اﻻﻣﻮر ﻋـﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎرض اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
واﻟﺮﻏﺒﺎت ،وﻗﺮر أطﺮا ﻋﺎﻣﺔ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ان ﺗﺘﻢ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﮭﺎ ،ﺛﻢ ﺿﺮب اﻻﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌـﯿﺔ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ظﮭﺮ ﻓـﯿﮫ
) اﻻﺳﻼم ( ،ﺗﻮﺿﯿﺤﺎ و ﺗﻘـﻨﯿﻨﺎ ..ﺛﻢ ﺟﺎءت ﺗﺠﺮﺑﺔ دوﻟﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺮاﺷﺪة ﻓﻄﻮرت ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻻﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌـﯿﺔ وﻋﺪﻟﺖ
ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ ،ﻓﻜﺎن ان ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ ان اﻻﺳﻼم ،ﻛﺪﯾﻦ ﻗﺪ وﻗﻒ ﻋـﻨﺪ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﻤﺎﻟﻲ و ﺣﻜﻤﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ دون ان ﯾﻘﯿﺪ ﺧﻄﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘـﺒﻠﯿﺔ أو ان ﯾﻜﺒﻞ ﺗﺠﺎرﺑﮭﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص و اﻟﻘﻮاﻟﺐ واﻟﻨﻈﺮﯾﺎت ..
واذا ﺷﺌﻨﺎ اﯾﺠﺎزا ﯾﻜﺸﻒ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻻﺳﻼم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﺎن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋـﺘﻨﺎ ان ﻧﻘﻮل :اﻧﮫ ﻗﺪ اﻧﺤﺎز ﻛﻞ اﻻﻧﺤﯿﺎز اﻟﻰ ﺻﻒ ﻣﺠﻤﻮع
اﻻﻣﺔ وﻋﺎﻣﺘﮭﺎ ،واﻧﺘﺼﺮ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﻠﯿﻦ ﻣﻦ اﺑﻨﺎﺋﮭﺎ ..ﺛﻢ ﺗﺮك ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺘﻄﻮر واﻟﻤﺘﻐـﯿـﺮ اﻣﺮ اﻻﺧﺘﯿﺎر و اﻟﺼﯿﺎﻏﺔ ﻟﻤﺎ
...
ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت
و
وﻗﻮاﻟﺐ
ﻧﻈﺮﯾﺎت
ﻣﻦ
اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ
ھﺬه
ﯾﺤﻘﻖ
واﻻﺳﻼم ﻋـﻨﺪﻣﺎ اﻧﺤﺎز اﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮع اﻻﻣﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﺒﺪا ﻣﻦ ﻓﺮاغ ..ﻓﮭﻮ ﻗﺪ ظﮭﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﺗﻐﻠﺐ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺒﺪاوة واﻟﺒﺴﺎطﺔ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﻓﯿﮫ وﺣﺪة ﻣﺘﺤﺪة ،ﯾﻤﻠﻚ ﻣﺠﻤﻮع اﺑﻨﺎﺋﮭﺎ ،ﻣﺘﻜﺎﻓﻠﯿﻦ و ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺟﻤﺎﻋﻲ ،
ﻛﻞ ﻣﺼﺎدر ﺛﺮوﺗﮭﺎ ..ﺑﻞ وﺟﻤﯿﻊ أدوات ﻛﺴﺐ ﻋﯿﺸﮭﺎ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﺳﻠﺤﺔ اﻟﻘﺘﺎل .
و ﺑﻌﺪ ان ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﻛﯿﺎﻧﺎ ادارﯾﺎ و ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻣﺴﺘﻘﻼ ،اﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ،ﺟﺎءت دوﻟﺔ اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﺘﺠﻌﻞ ھﺬه اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ﻟﺒﻨﺔ
ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻻﻣﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺠﺪﯾﺪ ..و ﻛﺎن ان اﻧﺘﻘﻞ اﻻﺳﻼم ﺑﻤﻠﻜﯿﺔ ﻣﺼﺎدر اﻟﺜﺮوة اﻻﺳﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻰ
..
اﻻﻣﺔ
ﻣﺠﻤﻮع
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ھﻲ " دوﻟﺔ " اﻟﺒﺪاوة ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ن ﻓﺎﺻﺒﺤـﺖ اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻣﺔ
..
ﻻﻗﺎﻣﺘﮫ
دوﻟﺘﮫ
ﻧﮭﻀﺖ
و
اﻟﺪﯾﻦ
ﺷﺮﻋﮫ
اﻟﺬي
اﻟﻘﻮﻣﻲ
اﻟﺘﻮﺣـﯿﺪ
ﺑﻌﺪ
واﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ن واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ ،و ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﺒﻲ و اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﯾﻦ ،زاﺧـﺮة ﺟﻤﯿﻌﺎ ﺑﺎﻻدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻻﻧﺤﯿﺎز
اﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮع اﻻﻣﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﺳﻼم ..
ﻓﺎﻟﻤﺎل ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ھﻮ ﻣﺎل ﷲ ،أودﻋﮫ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ،ورﺻﺪه و ﺳﺨـﺮه ﻟﻠﺒﺸﺮ ﺟﻤﯿﻌﺎ ،وﺑﺎﻟﻌـﻤﻞ ﺗﺘﺤﺪد اﻟﺴﺒﻞ و اﻟﻤﻘﺎدﯾـﺮ
اﻟﺘﻲ ﯾﺼﯿـﺒﻮن ،وﻟﮭﺎ ﯾﻨﺎﻟﻮن ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﺎل ..وھﻮ ﻣﺎل ﷲ ،وﺣﻖ ﷲ – ﻛﻤﺎ ﻗﺮر اﻻﺳﻼم – ھﻮ ﺣﻖ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻻ ﺣﻖ
ﻓـﺌﺔ أو طﺒﻘﺔ ..و ھﻮ ﻣﺎل ﷲ ،واﻟﻤﺴﺘﺨـﻠﻒ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ ﷲ اﻟﻨﺎس واﻟﺒﺸﺮ و اﻻﻧﺎم أﺟﻤﻌﻮن ..
ﻓﺎﻻرض ﺟﻤﯿﻌﺎ ،ﺑﻤﺎ اﺳﺘـﻜــﻦ ﻓﻲ ﺑﺎطﻨﮭﺎ و ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ظﮭﺮھﺎ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﮭﺎ ﷲ ﻟﻼﻧﺎم ﺟﻤﯿﻌﺎ ّ :و اﻻرض وﺿﻌﮭﺎ ﻟﻼﻧﺎم "
) اﻟﺮﺣﻤﺎن . ( 10 /واﻟﻤﺠﻤﻮع – ﺑﺪﻟﯿﻞ ﺿﻤﯿﺮ اﻟﺠﻤﻊ – ھﻢ اﻟﻤﺴﺘﺨﻠﻔﻮن ﻋﻦ ﷲ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﮫ " :واﻧﻔﻘﻮا ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻜﻢ
ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻮن ﻓﯿﮫ " ) اﻟﺤﺪﯾﺪ .... ( 7 /ﯾﺘﺒﻊ .
ﻋـﻧدﻣﺎ ﺗﺗـﻛرر اﻟﺧراﻓﺎت ﻓﻲ ﺧطﺎب اﻟدﻋﺎة وﺑﻌض اﻟﻘﺎدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻟﺣرﻛﺔ ﻣﺛل ﺣرﻛﺔ اﻻﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺳواء ﻓﻲ
ﻣﺻر أو ﻓﻲ ﺗوﻧس ﻣﻌـﻧﺎه أن ھؤﻻء ﻗوم ﻣﻔﻠﺳون ﯾﺗﺻورون اﻧﮭم أﻛﺛر ذﻛﺎء ﻣن ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ،ﻓـﯾﻌـﻣدون ﻟﻼﺳﺗﺧﻔﺎف
ﺑﻌـﻘـوﻟﮭم ،وﯾﺳﺗﻐـﻠ ّون اﻟدﯾن ﻟﺧدﻣﺔ أﻏـراﺿﮭم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ..وﻟﻌل اﺑﺳط ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺎ ﻧطق ﺑﮫ ﻟﺳﺎن راﺷد
اﻟﻐـﻧوﺷﻲ ﻓﻲ ﺗوﻧس اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣرات ﻟﻠﺗﺄﺛﯾرﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻣﻌـﯾن ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻف ﻣﺎ ﯾﺟري ،ﻓﻲ ﻣﺻر ﺑﺄﻧﮫ ﻣﻌـرﻛﺔ أﺧرى ﻣن
ﻣﻌﺎرك اﻹﺳﻼم ،واﻧﺗﻘد اﻟذﯾن أ ّﯾـدوا ﻋـ زل اﻟرﺋﯾس ﻣﺣﻣد ﻣُرﺳﻲ .ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺧطﺎب إﻧﮫ " :ﻓﻲ ﻣﺻر ﺣُ ﺳﻣت اﻟﻣﻌﺎرك
اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن ﺣُ ﺳﻣت ﻓﻲ ﻣﺻر ،واﻟﻣﻌـرﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﺗـﺗـﺎر وھﻲ ﻣﻌﺎرك ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ
اﻹﺳﻼم ﺣُﺳﻣت أﯾﺿﺎ ً ﻓﻲ ﻣﺻر " .
ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺑﯾن اﻧﺻﺎره ﻓﻲ ﺗوﻧس اﻟذﯾن اﺣﺗﺷدوا ﻟﻠرد ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﺻﺎﻣﺎت اﻟﺗﻲ أﻗـﯾﻣت أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺎﺳﯾﺳﻲ :
أن " ھذا اﻟﺣﺷد اﻟﻌظﯾم ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻣﯾﺔ ﺛورﺗـﻧﺎ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ،وأن ھذا اﻟﺣﺷد اﻟﻌظﯾم ﯾذﻛرﻧﺎ ﺑﺣﺷد ﻓـﺗـﺢ ﻣﻛّﺔ ﻋﻠﻰ ﯾدي
رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻟذي ﻛﺎن ﻓـﺗﺣﺎ ﺳﻠﻣﯾﺎ "..
ﻛﻣﺎ واﺻل اﻟﻐـﻧـوﺷﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﻗﺎﺋﻼ " :أﺗذﻛـر ﻛـﯾف اﺟﺗﻣﻌـﻧﺎ ﻣﻧذ أرﺑﻌـﯾن ﻋﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ﻣﺳﺟد ﺳﯾدي ﯾوﺳف ،وﻛـﻧﺎ
ﺳﺗﺔ أﻧﻔﺎر أﻏـﻠﺑﮭم ﻣن طﻼب اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ ،ﻣن ﺗﻠك اﻟﻧواة اﻟﺻﻐـﯾرة اﻧطﻠـﻘـﻧﺎ ﻛﻣﺎ اﻧطﻠق اﻹﺳﻼم ﻣن ﻏﺎر ﺣراء" ..
واﻟواﻗﻊ ﻓﺎن ﻗﺎدة اﻻﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ذﻛروا اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟرواﯾﺎت ﻋن اﻟﻛراﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺻل ﺑﮭم اﻟﻰ
ﻣرﺗﺑﺔ اﻻﻧﺑﯾﺎء ﻋﻠﻰ ﻏـرار ﻣﺎ ذﻛروه ﻓﻲ ﻣﯾدان راﺑﻌﺔ اﻟﻌدوﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻣﺳﯾرات اﻟﻣؤﯾدة ﻟﻣرﺳﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻏـﺳل
اﻷدﻣﻐﺔ وﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺑﺳطﺎء ﻣن أﺗﺑﺎﻋﮭم ﺑواﺳطﺔ ﺷﺣن اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ..وﻟﯾس ﻏرﯾﺑﺎ واﻟﺣﺎﻟﺔ ھذه أن ﯾﺗﺳﻠل ﻧﻣط اﻟﺗﻔﻛﯾر
اﻟﺧراﻓﻲ إﻟﻰ اﻟﺷﻌﺎرات واﻟﮭﺗﺎﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳود ذﻟك اﻟﻣﻛﺎن .ﻛﺄن ﯾﺗداول اﻟﻣﺗﺟﻣﮭـرون – دون ﺗﻔﻛﯾر -ﺣﻛﺎﯾﺔ ﻟﻘﺎء
اﻟرﺋﯾس اﻟﻣﻌـزول ﺑﺎﻟﻧﺑﻲ ﻣﺣﻣد )ص( ورﻏﺑﺔ اﻟﻧﺑﻲ ﻓﻲ أن ﯾؤم ﻣرﺳﻲ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺻﻼة وھو ﻣن ﺑﯾﻧﮭم ،ﺣﯾث ادﻋﻰ
أﺣد اﻟﺷﯾوخ وھو ﯾﺧطب ﺑﯾن اﻟﻧﺎس اﻧﮫ رآي ﺟﺑرﯾل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ﯾﻧزل ﻣن اﻟﺳﻣﺎء وﯾﺻﻠﻲ ﻣﻌﮭم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد ..وﺑﻌد
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺻﻼة وﺻّ ﻲ ﺟﺑرﯾل اﻟﺷﯾﺦ ﺑﺄن ﯾﻘﻔوا ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﻊ اﻟرﺋﯾس ﻣرﺳﻲ وﯾﺄﯾدوه ...ﺛم ادﻋﻰ اﻧﮫ راى ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎم اﻟرﺳول
ﺻﻠﻲ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻲ ﻣﺟﻠس ﻣﻊ اﻟرﺋﯾس ﻣرﺳﻲ وﺣﺎن وﻗت اﻟﺻﻼة ﻓﻘدم اﻟﺣﺿور اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم
ﻟﯾﺻﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧﺎس وﻟﻛن اﻟرﺳول اﻋـﺗـذر وﻗدّ م ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ ﻻﻣﺎﻣﮫ اﻟﻧﺎس واﻟﺻﻼة ﺑﮭم ...
ھذه ﻧﻣﺎذج ﻣﻣﺎ ﯾﻘوﻟون ﻟﻛـﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺳـﺧـﺎﻓـﺎت ﻻ ﺗﺳﺗﺣق أي ﺗﻌﻠـﯾق ..
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017