القدس العدد 140 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس العدد 140.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 04/10/2014 à 22:48, depuis l'adresse IP 197.1.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 500 fois.
Taille du document: 3.1 Mo (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺠـﺮّد اﻟﺘﻔﻜﯿـﺮ ﻓﻲ اﺧﺘـﺮاق اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ،
أو اﻟﺘﻔـﺮﯾﻂ ﻓﯿﮫ -ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﯿﻨﺎت واﻟﺴﺘﯿﻨﺎت -ﺟﺮﯾﻤﺔ وﺧﯿﺎﻧﺔ
ﻗﻮﻣﯿﺔ ﻻ ﯾﺠﺮؤ ﺣﺘﻰ اﻟﻌﻤﻼء ﻋﻠﻰ اﻇﮭﺎرھﺎ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪھﻢ
ﯾﺤـﺮﺻﻮن ﻋﻠﻰ اﺧﻔﺎء ﻋﻤﺎﻟﺘﮭﻢ ﺗﺤﺖ ﻻﻓﺘﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﺘﻌﺎون
،واﻟﺸﺮاﻛﺔ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺦ ...أﻣﺎ اﻟﯿﻮم ﻓﺎن اﻟﺘﮭﺪﯾﺪ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ
ﻟﻠﻮﺟﻮد اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ،ﻗﺪ اﺻﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة وﻓـﺘـﻜﺎ
ﺣـﯿـﻨـﻤﺎ اﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺎﻻت ﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن وﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺳﺘـﺒـﺪاد
وﺣـﻖ اﻟﺸﻌـﻮب ﻓﻲ ﺗﻘـﺮﯾﺮ ﻣﺼﯿﺮھﺎ وﺑﻨﺎء اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،
ﻣﻈﻠّﺔ وﺳﺘﺎرا ﯾﺨﻔﻲ ﺑﮫ ﻛﻞ ﻣﻌﺘﺪ وﺟﮭﮫ اﻟﻘـﺒـﯿﺢ ..وھﻮ ﻣﺎ
ﯾﻄﺮح أﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪﯾﺔ ﻓﻌﻼ ﺣﻮل ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻤﺎس ﺑﯿﻦ ھﺬا وذاك ،
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﻮﺟﺎت اﻟﺼﺎﻋﺪة ﻟﻠﺜﻮرات اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﺪ
ﻓـﯿﮭﺎ أﻋﺪاء اﻟﺜﻮرة واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻘﺪّم ﻓـﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌـﺒﺚ
ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌـﺮﺑﻲ ﺗﺤﺖ ﻻﻓﺘﺎت وﺷﻌﺎرات ﻇﺎھﺮھﺎ ﺣﺪﯾﺚ
ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ واﻟﺤﺮﯾﺎت وﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪاد أﺣﯿﺎﻧﺎ ..أو
ﻋﻦ اﻹﺳﻼم وﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﻼﻓﺔ أﺣﯿﺎﻧﺎ أﺧﺮى ،
ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أﻇﮭﺮت اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ أن ﺑﺎﻃﻨﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻻ ﯾﺘﻌﺪى ﺗﺤﻘﯿﻖ
اﻟﻤﻜﺎﺳﺐ اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ واﻟﻔﺌﻮﯾﺔ وﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﺣﯿﺚ ﺑﺎت اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ھﺪﻓﺎ ﻟﻠﻔﻮﺿﻰ واﻹرھﺎب
واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ واﻟﻌﺮﻗﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻛﮭﺎ أﻃﺮاف ﻣﻌﺮوﻓﺔ
ﺑﻌﺪاﺋﮭﺎ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ورﻏﺒﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺘﯿﺘﮭﺎ وﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ
ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻔﮭﺎ وﻧﮭﺐ ﺛﺮواﺗﮭﺎ ..
ﻓﺎﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪّ ﻣﻄﻠﺒﺎ أﺳﺎﺳﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻌﺪ
اﻟﻌﻘﻮد اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ اﻟﺘﻲ رزﺣﺖ ﻓﯿﮭﺎ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﯿﻄﺮة
اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺎت واﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة واﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ ،ھﻲ
وﺳﯿﻠﺔ ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﻇﻠﮭﺎ ﺣـﯿﺎة أﻓﻀﻞ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس اذا
اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﺤﺮّرھﻢ ﻓﻌﻼ ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻗـﯿﻮد اﻻﺳﺘـﺒـﺪاد ﻓﺤﺴﺐ
،ﺑﻞ وﻣﻦ ﻗـﯿـﻮد اﻟﻔﻘـﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﺠﻮع اﻟﺘﻲ ﺗﮭـﺪّد وﺟـﻮد
اﻹﻧﺴﺎن ..إذ أن ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﺪث ﻋـﻨﮭﺎ
اﻟﻤﺘـﺮﻓﻮن ﺳﺘﻜﻮن ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪة إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪون ﻣﻀﺎﻣﯿﻦ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
ﺗﻘﻖ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﺤﯿﺎة اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ ..ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪة دﺳﺘﻮر ﯾﺘﺤﺪث
ﻋﻦ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﺘﻌـﺒـﯿـﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ ﻗﻮت
ﯾﻮﻣﮫ ،أو ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﻤﻠﻚ ﺛﻤﻦ اﻟﺪواء ،أو ﻟﻤﻦ ﯾﻌﺠـﺰ ﻋﻦ
ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ،أو ﻟﻤﻦ ﻻ ﯾﺠﺪ ﻣﺠﺎﻻ أﺻﻼ ﻟﻠﺘﻔﻜـﯿـﺮ ﻓﯿﻤﺎ
ﯾﻘﻮﻟﮫ أو ﯾﻜﺘﺒـﮫ اﻵﺧﺮون ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ و ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن
،وھﻮ اﻟﺬي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗـﯿﺪ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ
ﺗﮭﺪده وﺗﮭﺪد ﻋﺎﺋـﻠـﺘـﮫ ..؟ ﺛﻢ ﻣﺎ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ
اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺎت اذا ﻛﺎن اﻟﺒﺪﯾﻞ ھﻮ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ
اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌـﺮاق وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﻟﯿﺒﯿﺎ ..؟
ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ إذن أن ﺗﻜﻮن ﺛﻤﺮة ﻟﻨﻀﺎﻻت اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ
ﺗﻜﻮن آداة ﺑﯿﺪ اﻟﺸﻌﺐ ووﺳﯿﻠﺔ ﻟﺘﻄﻮّر اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻇﻞ
وﺣﺪﺗﮫ وﺳﻼﻣﺔ وﺟﻮده ..
ﻣﮭﺪ اﻟﺤﻀﺎرة ﻟﻠﻌـﺮوﺑﺔ ﻛﻠﮭﺎ
ﻛﯿﻒ اﻧﺘﮭﯿﺖ إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ ذﻟﮭﺎ
* أول اﻟﺸﺠـﺮة ﺑﺬرة ،وأول اﻟﻐـﯿـﺚ ﻗﻄـﺮة ..
* اﻟﺴﺮج اﻟﻤﺬھﺐ ﻻ ﯾﺠﻌـﻞ اﻟﺤﻤﺎر ﺣﺼﺎﻧـﺎ ..
ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﻘﺮون ﺑﻌﻠﻤﮭﺎ
ﻓﺮﺟﻌﺖ ﻓﻲ ذﯾﻞ اﻟﻘﺮون وﺟﮭﻠﮭﺎ
ﻋﺠﺒﺖ ﺗﻤﺎﺛﯿﻞ رﻓﻌـﻦ ﺟﻼﻟﺔ
ﻓﮭﻮت ﻟﻤﺎ ﺑﻠﻐﺘﮫ ﺧﺴﺔ ﻣﺜﻠﮭﺎ
وﻛﺄﻧﻤﺎ ﻓﻲ أﻣﺴﮭﺎ ﻗﺪ اﺷﻌﺮت
أﻓﻌﺎﻟﮭﻢ ﻓﺘﺤﻄﻤﺖ ﻣﻦ ھﻮﻟﮭﺎ
إن ﻛﺎن ھﺬا وﺣﻲ دﯾﻦ ﻣﺤﻤﺪ
ﻓﻌﺒﺎدة اﻷوﺛﺎن ﻧﻌﻤﺔ أھﻠﮭﺎ
اﻻﺳﺘﺎذ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ... :وﻗﺪ اﺗﮭﻤﺖ أﻣﺮﯾﻜﺎ ﻃﺎﻟﺒﺎن ﺑﺎﻟﻘﯿﺎم
ﺑﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺘﻔﺠﯿﺮ ..
اﻟﻄﺎﻟﺐ :اﻟﺤﻤﺪ ﷲ أﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﮭﻢ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻄﻠﺒﺔ !! ..
ﺣﺎﺷﺎ وﺣﺎﺷﺎ ﺗﻠﻚ ﻧﻜﺒﺔ أﻣﺔ
ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻤﯿﻦ اﻟﻘﺎﺗﻠﯿﻦ ﻟﻨﺒﻠﮭﺎ
) أﺣﻤﺪ زﻛﻲ أﺑﻮ ﺷﺎدي (
واﺿﺒﺖ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻃﻮال اﺷﮭﺮﻋﺪﯾﺪة ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻇﮭﺎر ﺧﻄﺮ اﻻرھﺎب اﻟﺬي ﯾﺘﮭﺪد ﺗﻮﻧﺲ
ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻣﻦ أﺣﺪاث ﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ
وﺳﻮرﯾﺎ واﻟﻌﺮاق ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﺑﺎب ﻗﺮاءة اﻟﻮاﻗﻊ أو اﻟﺘﻨﺒﯿﮫ
ﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ وارد ..ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ
اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻰ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺠﺎھـﺰة اﻟﺘﻲ ﯾﺮددھﺎ
اﻟﺘﺠﻤﻌﯿﻮن وﯾﺮوّﺟﻮن ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع :وھﻮ أن
اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﺘﺎﻟﯿﺔ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻرھﺎب ،وأن
اﻟﺘﺠﻤﻌﯿﯿﻦ وﺣﺪھﻢ ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﯿﺺ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻦ ھﺬه
اﻟﻤﻌﻀﻠﺔ اﻟﻜﺎرﺛﯿﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ !! ..
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﻧﺠﺪ ﺣﺮص ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺸﺮوق ﻋﻠﻰ اﺛﺎرة
ﻣﻮﺿﻮع اﻻرھﺎب ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم وﺑﺸﻜﻞ ﯾﻮﻣﻲ ﻓﻲ أﻋﺪادھﺎ ﻧﺬﻛﺮ
ﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﻻ اﻟﺤﺼﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎوﯾﻦ اﻟﻮاردة
ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﺑﺪاﯾﺔ ﺷﮭﺮ ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ و ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺷﮭﺮ أوت :
ﺗﻨﺴﯿﻖ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ ﺟﺰاﺋﺮي ﻣﺼﺮي ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻟﻤﻨﻊ ﺳﯿﻨﺎرﯾﻮ
اﻟﻤﻮﺻﻞ ) 8ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ . ( 2014
رﺋﯿﺲ اﻟﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ :ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻹرھﺎب ﻓﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﺗﺘﻄﻠﺐ
ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ) 9ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ . ( 2014
ﺣﺮﻛﺔ ﻧﺪاء ﺗﻮﻧﺲ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﻰ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺷﻌﺒﯿﺔ ﺿﺪ اﻹرھﺎب
) 17ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ 2014اﻻرھﺎب ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ )18
ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ ( 2014
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ،اﻹرھﺎب واﻟﺨﻄﺎب اﻟﻀﻌﯿﻒ ) 19ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ
. ( 2014
ﻛﻠﻔﺔ اﻻرھﺎب ﺑﺎھﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد ) 20ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ
. ( 2014
ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻹرھﺎب ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺪن و اﻷﺣﯿﺎء و رﺻﺪ
اﻟﻤﻤﻮﻟﯿﻦ ) 21ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ . ( 2014
اﻹرھﺎب واﻷﻟﻐﺎم ﺗﻌـﺮﺑﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﻞ ) 22ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ (2014
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺗﻘﺮر ﺗﺰوﯾﺪ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﺎﻟﻤﻌﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة
ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرھﺎب ) 23ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ . ( 2014
ﻣﻦ رأﯾﻲ ﺗﺮﺗﺤﻮﻧﺎ
ﻣﻦ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﺴﻮري
ﺧﯿﺮ ﻣﻦ داﻋﺶ ..
ﻣﺴﺘﻮى ھﺰﯾﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻹرھﺎب ) 31ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ
. ( 2014
اﻟﺒﺎﺟﻲ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺴﺒﺴﻲ :ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻤﻔﺮدھﺎ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻹرھﺎب ) 25ﺟﻮﯾﻠﯿﺔ . ( 2014
وﺳﻂ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ ﻋﻤﻠﯿﺎت ﺟﺪﯾﺪة :اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﯾﺘﺤﺪى
اﻻرھﺎب أم ﯾﺘﺠﺎھﻠﮫ؟ ) 1أوت . ( 2014
ﺑﻌﺪ اﻟﺸﻌﺎﻧﺒﻲ ،ﺗﻔﻜﯿﻚ ﺧﻼﯾﺎ إرھﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﻞ وﺳﯿﺪي
ﺑﻮزﯾﺪ ) 3أوت . ( 2014
اي دور ﻟﻼﻋﻼم ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻرھﺎب ؟ ) 5أوت ( 2014
اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﯿﺒﯿﺔ ﺗﻌﻤﻖ ﺧﻄﺮ اﻻرھﺎب ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ :ﺧﺒﺮاء
ﯾﺘﻮﻗﻌﻮن ﺳﯿﻨﺎرﯾﻮھﺎت ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ
) 6أوت . ( 2014
.ﻧﺪوة ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع أي دور ﻟﻺﻋﻼم ﻓﻲ
ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻرھﺎب ) 7أوت . ( 2014
اﻟﻤﺮأة اﻟﺘﻮﻧﺴﯿّﺔ :ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر إﻟﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻹرھﺎب
) 12أوت . ( 2014
ﻗﺒﻞ أن ﯾﻨﻔﺠﺮ ﺑﺮﻛﺎن اﻻرھﺎب ! ) 13أوت . ( 2014
ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرھﺎب ) 14أوت ( 2014
ﻣﺎ ھﻜﺬا ﯾﻘﺎوم اﻹرھﺎب ! ) 16أوت . ( 2014اﻟﺦ ..
ﺟﺪ ﻋﻠﯿﻚ ﺣﻜﺎﯾﺔ
داﻋﺶ !! ..
ﺟِﺌْـــﺘُــــﻢْ إِذَنْ ..
ﻓَﻠْﯿَﺄْﺧُﺬِ اﻟْﻔُﻮﻻَذُ ﻣَﺎ ﯾَﺸَﺎءْ
وَﻟْﺘَﺄْﺧُﺬِ اﻟْﮭِﺮَاوَةُ اﻟْﺤَﻤْﻘَﺎءْ
وَﻟْﯿَﺄْﺧُﺬِ اﻟْﻤَﻄﱠﺎطُ وَاﻟﺮﱠﺻَﺎصْ
وَﻟْﺘَﺄْﺧُﺬِ اﻷَﺳْﻼَكُ وَاﻟْﻐَﺎزَاتُ ﻣَﺎ ﺗَﺸَﺎءْ
أﺑْﺮَﻗَﺖِ اﻟْﻜَﺂﺑَﮫْ ﻓِﻲ أُﻓُﻖِ اﻟْﻜَﻮَا ِرثِ اﻟﺼﱠﻤﱠﺎءْ
وَأَرْﻋَﺪَتْ إِرَادَةُ اﻟْﺨَﻼَصْ
ﻓَﻠْﺘَﺨْﺘَﺼِﺮْ ﺗَﺎرِﯾﺨَﮭَﺎ اﻟﺴﱠﺤَﺎﺑَﮫْ
وَﻟْﺘُﻤْﻄِﺮِ اﻟﺪﱢﻣَﺎءْ
وَﻟْﺘُﻤْﻄِﺮِ اﻟﺪﱢﻣَﺎءْ
وَﻟْﺘُﺰْھِﺮِ اﻟﺴﱡﻔُﻮحُ
وَاﻟﺴﱡﮭُﻮلُ وَاﻟْﻮِدْﯾَﺎنْ
ﻗَﺘْﻠَﻰ وَزَﯾْﺘُﻮﻧًﺎ وَزَﻋْﻔَﺮَانْ
وَﻟْﺘَﻘْﺪَحِ اﻟﺸﱠﺮَارَهْ
ﺑِﺤِﻜْﻤَﺔِ اﻟْﺤِﺠَﺎرَهْ
وَﻟْﯿَﺨْﺘَﺮِعْ إِﻧْﺴَﺎﻧَﮫُ اﻹِﻧْﺴَﺎنْ
ﻓَﻼَ ﺗَﻌُﺪﱡا اﻟْﻌَﺸَﺮَهْ
وَﻻَ ﻧَﻌُﺪﱡ اﻟْﻌَﺸَﺮَهْ
ﺗَﺮَاﺟَﻊَ اﻟﺼﱢﻔْﺮُ إِﻟَﻰ اﻟﺼﱢﻔْﺮِ
اﻧْﻄَﻠِﻖْ
ﻣِﻦْ ﻗُﻤْﻘُﻢِ اﻟْﻤَﻮْتِ
إِﻟَﻰ ﺳَﻤَﺎﺋِﻚَ اﻟْﻤُﺤَﺮﱠ َرهْ
وَأَرْﺿِﻚَ اﻟْﻤُﺤَﺮﱠرَهْ
ﻋِﻤْﻼَﻗُﻨَﺎ ﻣِﻘْﻼَﻋُﻨَﺎ
ﻣِﻘْﻼَﻋُﻨَﺎ ﻋِﻤْﻼَﻗُﻨَﺎ
وَﻻَ ﺗَﻌُﺪﱠ اﻟْﻌَﺸَﺮَهْ
ﻻَ
ﻻَ ﺗَﻌُﺪﱠ اﻟْﻌَﺸَﺮَهْ !!..
..ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺎ ھﻮ اﻛﺜﺮ
وﺿﻮح ﻓﻲ ذھﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻗﻀﯿﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،ﻛﻤﺎ
ﯾﻈﮭﺮ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﮫ ﻟﻠﺘﻠﻔﺰﯾﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 29
ﻧﯿﺴﺎن /أﻓﺮﯾﻞ 1969ﯾﻘﻮل :
" ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤﺎً أرﺿﺎً ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﻋﺪة ،
وﻛﺎن ﯾﺴﻜﻨﮭﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن واﻟﻤﺴﯿﺤﯿﻮن واﻟﯿﮭﻮد ،وﺑﺪأت
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺻﻤﻢ اﻟﯿﮭﻮد
ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ وﻃﻦ ﻗﻮﻣﻰ ﻟﮭﻢ ﻓﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﺗﺄزﻣﺖ
اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 1948؛ ﻓﺒﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﯿﮭﻮد ، % 8زادت ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ
اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ووﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺣﻮاﻟﻰ ، % 30وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت
اﻟﺤﺮب ﺳﻨﺔ 48ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ،وﺑﻌﺪ أن ﺣﺎوﻟﺖ دوﻟﺔ
إﺳﺮاﺋﯿﻞ أن ﺗﺴﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ؛ ﻃُﺮد
اﻟﻌﺮب ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ أو ﻣﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ﻣﻦ أرﺿﮭﻢ"..
واﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺪى ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﮫ اﺑﻌﺎد أﺧﺮى
ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻋﺮه اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﺠﯿﺎﺷﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻈﮭﺮ ﺗﺠﺎه
اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ اﻟﻌـﺮب ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﯾﻠﺘﻘﻲ ﺑﮭﻢ ،ﻛﻤﺎ ﯾﻈﮭﺮ
ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﮫ ﺑﻮﻓﺪ ﻣﺪرﺳﺔ اﻷرﻣﻦ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﯾﻮم
11ﯾﻨﺎﯾﺮ 1956ﺑﺎﻟﻘﺎھﺮة وھﻮ ﯾﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻢ ﺑﺤﻔﺎوة " :
إﻧﻰ ﺳﻌـﯿﺪ إذ أراﻛﻢ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ ،واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن
اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﻄﻮﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب ورﺟﺎل اﻟﻌـﺮب ﺟﻤﯿﻌﺎً ،وﻧﺤﻦ
ﻧﻌـﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺷﺒﺎب ﺳﻮرﯾﺎ ورﺟﺎﻟﮭﺎ ؛ ﻷﻧﮭﻢ ﺟـﻨﻮد
اﻷﻣﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻓﻰ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﺿﺮ ،ودرﻋﮭﺎ اﻟﺬى
ﯾﺤﻤﻰ اﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ وﺣﺮﯾﺘﮭﺎ.
وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ھﻨﺎك ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻌـﺰل ﻣﺼﺮ ﻋﻦ أﺧﻮاﺗﮭﺎ
اﻟﻌـﺮب ،وﻟﻜﻦ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻌـﺮﺑﻰ أﺻﺒﺢ اﻵن واﺣﺪاً،
واﻹﺣﺴﺎس واﺣﺪاً ،وأﺻﺒﺢ ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻓﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻘﻮة،
وأﺻﺒﺤﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻰ ﺗﺮﺑﻄﻨﺎ
ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺑﺮﺑﺎط واﺣﺪ .وھﺬا اﻟﺸﻌﻮر اﻟﻮاﺣﺪ ھﻮ اﻟﺬى
ﺳﯿﺒﻠﻐـﻨﺎ أﻣﺎﻧﯿﻨﺎ وﯾﺠﻌـﻠﻨﺎ ﻧﺴﯿﺮ ﺑﻘﻮة ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘـﯿﻖ
أھﺪاﻓـﻨﺎ ..وإن رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ اﻟﯿﻮم ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌﺮب
؛ ﻷﻧﮭﺎ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻌﺰة ،ورﻓﻊ اﺳﻢ اﻟﻌـﺮب ﻋﺎﻟﯿﺎً .وﻗﺪ
أﺻﺒﺢ ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر واﺿﺤﺎً اﻟﯿﻮم ،ﻟﯿﺲ ﻓﻰ ﺳﻮرﯾﺎ
ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻓﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺒﻼد اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ..وﻓﻘﻨﺎ اﷲ ﺟﻤﯿﻌﺎً
ﻟﻤﺎ ﻓﯿﮫ ﺧﯿﺮ اﻟﻌـﺮب واﻟﻌـﺮوﺑﺔ" ..
وﻓﻲ ﻧﻔﺲ ھﺬا اﻻﻃﺎر ﯾﻈﮭﺮ اﺣﺴﺎﺳﮫ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﻘﻀﯿﺔ
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﺘﻲ رﺟﻊ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎر اﻟﻔﻠﻮﺟﺎ وھﻮ ﯾﺤﻤﻞ
اﻟﺤﺴﺮة و اﻻﺳﻰ ﻣﻤﺎ ﻟﻘﯿﮫ ﻛﻞ اﻟﺬﯾﻦ ﺷﺎرﻛﻮا ﻓﻲ ﺣﺮب
1948ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ واﻟﺘﺨﺎذل ﻣﻦ ﻃﺮف اﻻﻧﻈﻤﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻮا
ﻟﮭﺎ ﺑﺠﻨﻮد ﯾﺤﻤﻠﻮن أﺳﻠﺤﺔ ﻓﺎﺳﺪة ﺛﻢ أﺻﺪروا اﻟﯿﮭــﻢ
اﻷواﻣـﺮ ﺑﻌــﺪم اﻟﺘــﻮﻏـــﻞ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟـﮭــﺔ ﻓﯿﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
اﻟﺨﻄﺎب :
" أﻧﺎ رﺣﺖ ﯾﻮم 16ﻣﺎﯾﻮ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ رﻓﺢ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﯿﮫ
ﺟـﯿـﺶ ﻟﯿﻘـﺎﺗــﻞ ،ﯾﻤﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠـﯿــﻮش اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ داﺧـﻠﺔ
ﻋﻠﺸﺎن ﺗﻨﻔﺬ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ،ودا اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻠﻰ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻤﺼﺮى
ﻛﺎن ﻣﺎﺷﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻟﻐﺎﯾﺔ أﺳﺪود ﻋﻠﺸﺎن ﯾﻨﻔﺬ اﻟﺨﻄﺔ
اﻟﻠﻰ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ دا اﻟﻜﻼم اﻟﻠﻰ اﺗﻘﺎل ،
واﻟﺠﯿﺶ ﺑﺘﺎع اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﷲ داﺧﻞ ﺑﺮﺿﮫ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ
اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ،وﺑﻌﺪ ﻛﺪا ﺗﺮك اﻟﻠﺪ واﻟﺮﻣﻠﺔ ،وأﻧﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺮ إن
اﻟﻨﻜﺒﺔ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 48ﺳﺒﺒﮭﺎ اﻟﻌﺮب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﯿﮭﻮد " ...
ﺑﻞ ان ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﺎب ﯾﺸﺮح ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ أﻛﺜﺮ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﮭﺰﯾﻤﺔ وأﺳﺒﺎﺑﮭﺎ ﻛﻤﺎ ﻋﺎﺷﮭﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻓﻲ
ﺟـﺒﮭﺘﻲ ﻣﺼﺮ و اﻻردن :
" ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 48راﺣﺖ ﻣﻨﻨﺎ ﻣﻮاﻗﻊ ﺑﺪون ﻗﺘﺎل ،اﻟﻠﻰ
ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮﺟﻮدﯾﻦ ﻓﻰ اﻟﻔﻠﻮﺟﺎ أو اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮﺟﻮدﯾﻦ ﻓﻰ
ﻋﺮاق اﻟﻤﻨﺸﯿﺔ أو اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮﺟﻮدﯾﻦ ﻓﻰ ﺑﯿﺖ ﺟـﺒـﺮﯾـﻦ
...ﺑﯿﺖ ﺟـﺒـﺮﯾـﻦ راﺣـﺖ ﺑﺪون ﻗﺘﺎل ،اﻟﺨﻂ اﻟﻤﻮﺟﻮد ﻋﻠﻰ
ذﻛﺮﯾﻦ ودﯾﺮ اﻟﺪﺑﺎن ودﯾﺮ أﺑﺎن وﺑﯿﺮ اﻟﺠﻤﺎل وﻛﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
دى راﺣﺖ ﺑﺪون ﻗﺘﺎل ،ﻣﺎ ﺣﺼﻠﺶ ﻓﯿﮭﺎ وﻻ رﺻﺎﺻﺔ ...
اﻟﺪواﯾﻤﺔ راﺣﺖ ﺑﺪون ﻗﺘﺎل ،اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ دى ﻛﻠﮭﺎ راﺣﺖ
ﺑﺪون ﻗﺘﺎل ،ﻣﺎﻓﯿﺶ وﻻ رﺻﺎﺻﺔ ،ﻓﻲ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ
ﻟﻢ ﯾﺤﺪث ﻗﺘﺎل ،ﻛﻞ دا ﺧﺪوه اﻟﯿﮭﻮد ﺑﻼش ،اﻟﻠﻰ ھﻢّ
ﺑﯿﺨﺪﻋﻮﻧﺎ و ﺑـﯿـﻘﻮﻟﻮا ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻧﮭﻢ ﺣﺎرﺑﻮا وﻛﺴﺒﻮا
ﻣﻌـﺮﻛﺔ ﺳﻨﺔ " .. 48
ﺛﻢ ﯾﻘﻮل ﺑﺸﺄن اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻤﺘﺨﺎذﻟﺔ ﻓﻲ اﻻردن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ
وراء ذﻟﻚ :
" اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻰ ﺷﻌﺐ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﯾﻀﺤﻰ ﺑﺎﻟﻤﺎل وﻣﺴﺘﻌﺪ
ﯾﻀﺤﻰ ﺑﺎﻟﺮوح وﻣﺴﺘﻌﺪ ﯾﻀﺤﻰ ﺑﺎﻟﺪم داﺋﻤﺎً ،وﻟﻜﻦ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﯿﻈﮭﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﺑﯿﺨﺪﻋﻮه أو ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس
ﺑﯿﻀﻠﻠﻮه ﻛﻤﺎ ﺿﻠﻠﻮﻧﺎ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ ، 48وﻟـّـﯿْـﻨﺎ اﻟﻘﯿﺎدة ﻟﻠﻤﻠﻚ
ﻋﺒﺪ اﷲ ..ازاى ﺑﺲ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪ اﷲ اﻟﻠﻰ ھﻮ ﺑﯿﺸﺘﻐـﻞ
ﺗﺤﺖ إدارة " ﺟﻠﻮب " ،أو اﻟﻠﻰ " ﺟﻠﻮب " ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ
ﻗﻮاﺗﮫ واﻟﻠﻰ ھﻮ ﻓﻰ ﺟﯿﺐ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ،ﺑﯿﻘﻮد اﻟﺠﯿﻮش
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ إﻻ إذا ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻨﺎ ؟
ﻗﻄﻌﺎً ﻛـﻨﺎ ﺑﻨﻀﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻨﺎ " ...
ﻛﻤﺎ ﯾﺸﯿﺮ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﻰ ﺗﺨﺎذل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ وﯾﺴﻤﻲ ذﻟﻚ
ﺑﺎﻟﺨﯿﺎﻧﺔ ﻓﯿﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﮫ أﻣﺎم ﻗﻮات ﻓﻲ اﻻﻗﻠﯿﻢ
اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺠﻤﮭﻮرﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺘﺎرﯾﺢ 11آذار/
ﻣﺎرس : 1958
" ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﯿﻒ ﺗﺼﺮﻓﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌـﺮاق ﻓﻰ ھﺬا اﻟﻮﻗﺖ
،وﻛﺎن ﺟﯿﺶ اﻟﻌﺮاق اﻟﺒﺎﺳﻞ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻘﺘﺎل ،وأﻣﺮ
رﺋﯿﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ -ﻓﻰ ھﺬا اﻟﻮﻗﺖ -أن ﯾﺸﺘﺮك ﺟﯿﺶ
اﻟﻌﺮاق ﻣﻊ اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻰ اﻟﻘﺘﺎل .وﻟﻜﻦ ﻛﺎن
اﻟﺨﻮﻧﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺤﻜﻤﻮن اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺸﻘﯿﻖ ..ﻛﺎن ھﺆﻻء
اﻟﺨﻮﻧﺔ ﯾﻨﻔﺬون أواﻣﺮ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ،ﻛﺎن ھﺆﻻء اﻟﺨﻮﻧﺔ
ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر وﻣﻊ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،وﻛﺎﻧﻮا
ﻓﻰ ھﺬا اﻟﻮﻗﺖ -ﯾﻄﻌـﻨﻮﻛﻢ ﻓﻰ ﻇﮭﻮرﻛﻢ ،وﯾﻄﻌﻨﻮﻛﻢ ﻓﻰﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ،وﯾﻄﻌﻨﻮﻧﻨﺎ ﻓﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض اﻟﻌﺰﯾﺰة ...
ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻛﯿﻒ أراد ﺟﯿﺶ اﻟﻌﺮاق ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 48أن ﯾﺸﺘﺮك
ﻓﻰ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺟﻨﺒﺎً إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ إﺧﻮﺗﮫ ..وﻛﻠﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎذا
ﻛﺎن اﻟﺮد ﻓﻰ ھﺬا اﻟﻮﻗﺖ ...
ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ "ﻣﺎ ﻛﻮ أواﻣﺮ" إﻟﻰ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻰ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﯾﺸﺘﺮك ﻣﻊ اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻰ اﻟﻘﺘﺎل ﺿﺪ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،أوﺻﻠﺘﻨﺎ إﻟﻰ ﺣﺎل ﯾﻌﻠﻤﮫ ﻛﻞ ﻓـﺮد ﻓﻰ اﻷﻣﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﯾﻌﻠﻤﮫ ﻛﻞ ﻓﺮد ﻓﻰ اﻟﻌﺮاق وﻓﻰ ﺟﯿﺶ اﻟﻌﺮاق
" ..
ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اھﺘﻤﺎم ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﻘﻀﯿﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ
ﯾﺠﻌﻠﮫ ﯾﻜﺮر اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺣﺮب 48وأﺳﺒﺎﺑﮭﺎ وﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ ..
وھﻮ ﯾﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺣﺴﺮة و ﻣﺮارة وﻟﻮﻋﺔ ﻷﻧﮫ ﻋﺎش
اﻟﮭﺰﯾﻤﺔ وھﻮ اﻟﺬي ذھﺐ ﻛﻤﺎ ذھﺐ رﻓﺎﻗﮫ ﺑﻌﺰﯾﻤﺔ
اﻟﻤﺠﺎھﺪﯾﻦ ،اﻻ أﻧﮭﻢ ﺻﺪﻣﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎ ﺑﺤﺎﻟﺔ اﻟﻀﻌﻒ
واﻟﮭﻮان اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ اﻻ ﻋﻦ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ و
اﻟﺨﺬﻻن ..
ﻓﯿﻔﻲ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﯾﻮم 21ﻣﺎي /أﯾﺎر 1962ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻘﺎھﺮة ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﯿﺜﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ ﯾﺆﻛﺪ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺲ اﻟﻔﻜﺮة وھﻮ ﯾﺸﯿﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى اﻟﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻻردﻧﻲ
ﻓﯿﻘﻮل " :إن ﺳﺨﺮﯾﺔ اﻟﻘﺪر ﻣﻦ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﺻﻠﺖ
إﻟﻰ ﺣﺪ أن ﺟﯿﻮﺷﮭﺎ اﻟﺘﻰ دﺧﻠﺖ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻟﺘﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ
اﻟﺤﻖ اﻟﻌﺮﺑﻰ ﻓﯿﮭﺎ ؛ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻷﺣﺪ
اﻟﻌﻤﻼء اﻟﺬﯾﻦ اﺷﺘﺮاھﻢ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ اﻟﺒﺨﺲ ،ﺑﻞ إن
اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﺗﺤﺖ ھﺬه اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻰ ﯾﺪ
ﺿﺎﺑﻂ إﻧﺠﻠﯿﺰى؛ ﯾﺘﻠﻘﻰ أواﻣﺮه ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﺎﺳﺔ اﻟﺬﯾﻦ
أﻋﻄﻮا ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ وﻋﺪ "ﺑﻠﻔﻮر" ؛ اﻟﺬى ﻗﺎﻣﺖ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮫ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻓﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ " ...
وﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﺑﻨﺎدي ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﻓﻲ 13دﯾﺴﻤﺒﺮ
1953ﯾﻌـﺒـﺮ ﻓﯿﮫ أوﻻ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﺧﺘﯿﺎره ﻟﮭﺬا اﻟﻤﻜﺎن
ﯾﻘﻮل " :اذا ﻛﻨﺖ أرﻏﺐ أن أﺧﻄﺐ ﻓﻰ أى ﻣﻜﺎن ﻓﻼ
أﺣﺐ أن أﺧﻄﺐ إﻻ ﻓﻰ ﻧﺎدى ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻤﯿﻖ ﻓﻰ
ﻧﻔﺴﻰ " ..
ﺛﻢ ﻧﺠـﺪه ﯾﺴﺘـﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﺷـﺮح اﻟﻮﺿـﻊ اﻟﻌــﺮﺑﻲ وأﺳﻠــﻮب
اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺣﺪاث ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻓﯿﻘﻮل " :ﻣﻨﺬ اﻧﺘﮭﺖ
اﻟﺤـﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﺑﻌـﺪﻣﺎ اﻧﺘـﮭﻰ اﻻﺳﺘﻌـﻤﺎر ﻋﻦ
اﺳﺘﺠﺪاء اﻟﻌﺮب ﺣﺘﻰ ﺗﺨﻠﺺ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰ ﻣﻦ اﻷﺗﺮاك ،ﻧﻘﻀﻮا
ﻋﮭﻮدھﻢ وأﺧﻠﻔﻮا ﻣﺎ وﻋﺪوا ﺑﮫ ﻓﻰ أول اﻟﺤﺮب ...وﺑﻌﺪ
اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺑﺪأ اﻹﻧﺠﻠﯿﺰ ﻓﻰ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﺑﺚ
روح اﻟﺘﻨﺎﻓﺮ واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻓﻤﺎذا ﻋﻤﻠﻨﺎ
إزاء ﻛﻞ ذﻟﻚ ؟ إﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﻤﻞ ﺷﯿﺌﺎً إﻻ أن ﻛﻞ ﺑﻠﺪ أﺧﺬ ﯾﻔﻜﺮ ﻓﻰ
ﻧﻔﺴﮫ ...ﺛﻢ أﻋﻠﻦ وﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮر ،وھﻮ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻧﺤﻮ
ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﻟﻢ ﻧﻌﻤﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺷﯿﺌﺎً ﺳﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت
واﻟﺨﻄﺐ ،وإدﺧﺎل اﻟﻄﻤﺄﻧﯿﻨﺔ ﻓﻰ اﻟﻘﻠﻮب " ..
ﺛﻢ اﺿﺎف " :ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮل ﻓﻰ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻨﺎ وﺧﻄﺒﻨﺎ ﺳﻨﻠﻘﻰ
اﻟﯿﮭﻮد ﻓﻰ اﻟﺒﺤﺮ ،وﺑﻌﺪ اﻧﺘﮭﺎء اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻧﻄﻤﺌﻦ ،وﯾﺬھﺐ ﻛﻞ
ﻣﻨﺎ إﻟﻰ ﺑﯿﺘﮫ ؛ ﺣﺘﻰ ﺑﺪأت اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ،وأﺧﺬ
اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﯾﻨﻔﺬ ﺧﻄﺘﮫ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ أﻏﺮاﺿﮫ ..ﻟﻘﺪ
أﻋﻠﻨﻮا ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺮ ،وﻗﺎﻟﻮا :إن ﻟﻜﻞ دوﻟﺔ أن ﺗﻘﺮر
ﻣﺼﯿﺮھﺎ ،ﻓﺄﺧﺬﻧﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻨﺮى ﻣﺪى ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺬه اﻟﻮﻋﻮد ،
وﻧﺴﯿﻨﺎ أﻧﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﻔﻮا ﺑﻮﻋﻮدھﻢ ﻓﻰ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ .
ووﻗﻒ اﻟﻌﺮب ﯾﻨﺘﻈﺮون ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ أن أﺻﺤﺎب ﻣﺒﺪأ
اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺮ ﺑﺪءوا ﻋﻤﻠﮭﻢ ﺑﻨﻜﺒﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ
ﺑﻤﺜﻠﮭﺎ ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ،وﺑﻌﺪ ھﺬا رﻓﺮف اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻋﻠﻰ
رءوس اﻟﻌـﺮب ،وﻟﻢ ﻧﻌﻤﻞ ﻏﯿﺮ ھﺬا ،ﻓﻤﻦ اﻟﻤﺴﺆول؟ وﻣﻦ
اﻟﺬى دﻓﻊ اﻟﯿﮭﻮد وﺷﺠﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻼل ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﻗﻀﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻰ؟ إﻧﮭﺎ إﻧﺠﻠﺘﺮا ؛ ﻓﮭﻰ اﻟﺪاء وھﻰ اﻟﺒﻼء
اﻷول " ...
وﯾﻌـﺮّج ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺨﻄﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ
ﺣﺮب ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺨﺎذل اﻻﻧﻈﻤﺔ ﻓﯿﻘﻮل ﺑﻮﺿﻮح " :
ﺣﺼﻞ اﻟﺬى ﺣﺼﻞ ﻓﻰ ﺣﺮب ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺳﻨﺔ ، 1948ورأﯾﻨﺎ
اﻟﻤﺂﺳﻰ ،وﺳﻤﻌﻨﺎ ﻛﻼﻣﺎً ﻛﻠﮫ ﺧﺪاع ﻻ ﯾﻘﺼﺪ ﻣﻨﮫ إﻻ ﻛﺴﺐ
اﻟﻨﺎس .وﻛﺎن زﻋﻤﺎء اﻟﻌـﺮوﺑﺔ ﯾﻌـﺮﻓﻮن ذﻟﻚ ؛ وﻟﻜﻨﮭﻢ ﻛﺎﻧﻮا
ﯾﻀﻠﻠﻮن اﻟﻌـﺮب وﯾﺨﺪﻋﻮﻧﮭﻢ ،ﻻ ﻟﺸﻰء إﻻ اﻻﻧﺘﻔﺎع
اﻟﺸﺨﺼﻰ .ﻛﺎن ﻛﻞ ﻣﻨﮭﻢ ﯾﻔﻀﻞ ﻧﻔﺴﮫ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب
ﻛﻤﺠﻤﻮﻋﺔ وﻛﻮﻃﻦ ،وﯾﻤﻨﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﺑﻜﺴﺐ ﺳﯿﺎﺳﻰ ،وﻻ
ﯾﮭﻤﮫ ﻟﻮ ﺿﺎع ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ ذﻟﻚ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ .ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻘﻮﻟﻮن
ﻓﻰ ﺧﻄﺒﮭﻢ " :إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ " ،وﻟﻢ ﯾﻌﻤﻠﻮا ﺷﯿﺌﺎً إﻻ
اﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻋﻦ " إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ "
وﻟﻜﻨﮫ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻮاﻗﺎﺋﻊ ﯾﺘﺤﻮّل اﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻣﺨﺮج ﻟﺘﺠﺎوز اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﯿﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺨﻄﺎب " :
ﻧﺤﻦ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻐـﺮب إذا اﺗﺠﮭﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ
وﺣﺪه ،وﺗﺮﻛﻨﺎ اﻟﺨﻄﺐ واﺗﺠﮭﻨﺎ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ،ﻷﻧﮫ ﺳﺒﺐ
ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻨﻜﺒﺎت ،وھﻮ اﻟﺬى دﺑﺮ ﻧﻜـﺒﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﯾﺪﺑﺮ
اﻟﻨﻜﺒﺎت ﻟﻠﺒﻼد اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺟﻤﻌﺎء " ...
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﺸﺄة اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ،ﻛﻤﺎ ﯾﺮدد اﻟﺒﻌﺾ ،ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎب رأس اﻟﻤﺎل اﻟﻮﻃﻨﻰ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺜﻤﺎر ﻋﺎم
وﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺮداد اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻘﻮﻗﺎ اﻏﺘﺼﺒﮭﺎ اﻷﺟﺎﻧﺐ
واﻟﻤﺘﻤﺼﺮﯾﻦ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺳﻮء ﺗﺼﺮف وﻻة اﻷﻣﻮر ﻓﻰ ﻣﺼﺮ
،وﻓﻰ ﻇﻞ اﻣﺘﯿﺎزات أﺟﻨﺒﯿﺔ أﻋﻔﺘﮭﻢ ﻣﻦ دﻓﻊ اﻟﻀﺮاﺋﺐ
اﻟﺘﻰ ﻛﺎن ﯾﺘﻮﺟﺐ دﻓﻌﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﺘﻰ
ﻣﻮﻟﮭﺎ اﻟﻔﻼح اﻟﻤﺼﺮى اﻟﺬى اﻏﺘﺼﺒﺖ ﺣﻘﻮﻗﮫ ..
وﻣﻊ ﻧﺸﺄة وزارة اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺳﻨﺔ 1956اﻋﺘﻤﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
اﻟﺘﺼﻨﯿﻊ اﻷول ﻓﻰ 1957ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﺮض ﻣﻦ
اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﻰ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬه وﺗﻜﻮﻧﺖ ھﯿﺌﺔ اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﺨﻤﺲ وﺗﻮﺳﻌﺖ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ اﻟﺤﺮﺑﯿﺔ ﻓﻰ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻤﺪﻧﻰ
وﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻰ
وﺷﻜﻠﺖ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻰ ..
واﺳﺘﻤﺮت اﻟﺪﻋﻮة ﻟﺮأس اﻟﻤﺎل اﻟﻮﻃﻨﻰ واﻟﻤﺤﻠﻰ
ﻟﻺﺳﮭﺎم ﻓﻰ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ دﻋﻮة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ واﺣﺪ
ﻟﻢ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﻞ ﺗﻮﻗﻒ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺨﺎص ﻋﻦ أﻋﻤﺎل
اﻟﺼﯿﺎﻧﺔ وزاد أن ﺣﺎول اﻟﺒﻌﺾ ﺑﻄﺮق ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ
ﺗﮭﺮﯾﺐ رؤوس أﻣﻮاﻟﮭﻢ ﻟﻠﺨﺎرج ﻣﻤﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﺻﺪور
اﻟﻘﺮارﯾﻦ ﻓﻰ 13ﻓﺒﺮاﯾﺮ 1960ﺑﺘﺄﻣﯿﻢ اﻟﺒﻨﻚ اﻷھﻠﻰ
وﺑﻨﻚ ﻣﺼﺮ وھﻮ ﻣﺎ أﺗﺎح ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎت
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻮﻟﻰ %20ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻰ رﻏﻢ ﺑﻘﺎء ﻣﺎ
ﯾﺴﺎھﻢ ﺑﮫ اﻷﻓﺮاد ﻓﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮﻛﺎت ..
وﻗﺎﻣﺖ وزارة اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات
ﻟﻠﺘﺼﻨﯿﻊ ﯾﺘﻜﻠﻒ 255ﻣﻠﯿﻮن ﺟﻨﯿﮫ ) ﻛﺎن اﻟﺠﻨﯿﮫ ﯾﻌﺎدل
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ دوﻻرات ﻓﻰ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ( – وﯾﺮﻓﻊ
ﻧﺼﯿﺐ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ % 11ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻘﻮﻣﻰ إﻟﻰ
، 19%ووﺿﻊ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻗﻮاﻋﺪ ﻟﻸوﻟﻮﯾﺎت ﺗﻀﻤﻨﺖ
ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟﻤﺸﺮوع وﺣﺎﺟﺘﮫ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻷﺟﻨﺒﻰ واﻟﻌﺎﺋﺪ
اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﮫ اﻟﺦ ...
ﯾﻮم 9ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ، 1952أي ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ
ﺷﮭـﺮ ﻓﻘــﻂ ﻣﻦ ﻗـﯿــﺎم اﻟـﺜــﻮرة ،ﺻﺪر
ﻗﺎﻧـﻮن اﻻﺻﻼح اﻟـﺰراﻋﻲ ﻛﺪﻟﯿـﻞ ﻣﺒﻜـﺮ
ﻋــﻠــﻰ اﻟﻤﻀــــﺎﻣـﯿــﻦ اﻟﺜــــﻮرﯾـــــﺔ
واﻻﺟـﺘﻤـﺎﻋـﯿـﺔ ﻟﺜﻮرة 23ﯾﻮﻟﯿــﻮ ...
وﻛﺎن اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﺬى ﻟﺠﺄت إﻟﯿﮫ اﻟﺜﻮرة ﻛﺄى ﺗﺨﻄﯿﻂ ﺗﻠﺠﺄ
إﻟﯿﮫ دوﻟﺔ ﻧﺎﻣﯿﺔ ھﻮ ﺗﺨﻄﯿﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ وﻟﯿﺲ ﺑﺪﯾﻼ
ﻟﻠﺴﻮق ﻓﻰ إدارة اﻻﻗﺘﺼﺎد ..وﺗﻄﻮرت اﻷﻣﻮر ﺣﺘﻰ
وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺗﺸﻜﯿﻞ 57ﻟﺠﻨﺔ ﻓﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﺘﺨﻄﯿﻂ ﺿﻤﺖ
ﺻﻔﻮة اﻟﺨﺒﺮاء اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﯿﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﺟﮭﺰة اﻟﺒﺤﺚ
اﻟﻌﻠﻤﻰ ورﺟﺎل اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻔﻨﯿﯿﻦ وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮزراء
وﻣﺤﺎﻓﻆ اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻤﺮﻛﺰى وآﺧﺮﯾﻦ ..
وﻟﻘﺪ ﺑﺪأ وﺟﻮد اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﻓﻰ
اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ وﻓﻰ أﻋﻘﺎب ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺣﺮب ﺗﺜﺒﯿﺖ اﻹﺳﺘﻘﻼل
ﺳﻨﺔ ، 1956وأﻋﻨﻰ ﺧﻄﻮة ﺗﻤﺼﯿﺮ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ
اﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ..
وإذا ﻛﺎن اﻟﺘﻤﺼﯿﺮ ھﻮ ﺑﺪاﯾﺔ أﺗﺴﺎع اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم
وﺗﻘﻮﯾﺔ ﻧﺸﺎﻃﮫ ،ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻦ أھﺪاف اﻟﺨﻄﺔ ﺑﻞ وﻛﺎن
أﯾﻀﺎ ﻣﻦ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻧﺠﺎﺣﮭﺎ أن ﺗﺰداد ﻗﻮة ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع
اﻟﻌﺎم اﻟﺬى ﯾﻤﻠﻜﮫ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﮫ ..
وﻓﻰ ﺧﻄﺎب ﻟﻌـﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺳﻨﺔ 1961ﯾﻘﻮل " :ﻟﻘﺪ
أﺻﺒﺢ ﻟﺪﯾﻨﺎ اﻵن ﻗﻄﺎع ﻋﺎم ﻗﻮى ،ﯾﻤﻠﻜﮫ اﻟﺸﻌﺐ
ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﮫ وھﻮ ﻓﻮق أﺛﺮه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ،ﻃﻠﯿﻌﺔ ﻗﺎدرة
ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﯾﻖ أﻣﺎم اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻓﻰ ﺟﻤﯿﻊ
اﻟﻤﺠﺎﻻت وإﻧﻨﺎ ﻟﻨﻔﺨﺮ أن اﻟﻨﻮاة اﻷوﻟﻰ ﻟﮭﺬا اﻟﻘﻄﺎع
اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻻﺣﺘﻜﺎرﯾﺔ اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ
واﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ واﻟﺒﻠﺠﯿﻜﯿﺔ ،ﺛﻢ أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم
ﻣﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺈﻧﺸﺎﺋﮫ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﯿﻦ
اﻷﺧﯿﺮة ،ﺛﻢ اﺳﺘﻜﻤﻞ ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﻗﻮﺗﮫ ﺑﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺄﻣﯿﻤﮫ
أﺧﯿﺮا ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ اﻟﺘﻰ
ﺻﺪرت ﻓﻰ ﺷﮭﺮ ﯾﻮﻟﯿﻮ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻌﺎم ،وﺑﮭﺬا أﺻﺒﺤﺖ
اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﺗﻤﺜﻞ رأﺳﻤﺎل ﻻ ﯾﻘﻞ ﻋﻦ أﻟﻒ
ﻣﻠﯿﻮن ﺟﻨﯿﮫ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻟﺮأﺳﻤﺎل ھﺬا
اﻟﻘﻄﺎع ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﺪة ﻣﺮات " ..
ﻟِﻢَ ھﺬا اﻻﻧﺤﺒﺎس ﻟﺪى ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ” ﻛﯿﻔﯿّﺔ
اﻟﻌﺒﺎدات “ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ”ﻣﺎھﯿّﺔ وﻛﯿﻔﯿّﺔ
اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت“ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس أﺟﻤﻌﯿﻦ؟ أﻻ ﺗﺆﻛّﺪ اﻷﺣﺎدﯾﺚ
اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ أھﻤّﯿﺔ اﻷﺧﻼق ﻓﻲ دﯾﻦ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺘﻰ
ﺟﺮى اﻟﻘﻮل إنّ ” اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ “ ؟ .وﻟِﻢَ ﻻ ﯾﺘﻢّ
اﺳﺘﺨﻼص ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﻘﯿﻢ واﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ
ﻟﻮﺿﻌﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞ إﻋﻼن ﻣﺒﺎدئ إﺳﻼﻣﯿﺔ ) ﻣﺜﻞ إﻋﻼن ﻣﺒﺎدئ
ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ( ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻣﻮاﺿﯿﻊ :اﻟﺸﻮرى
واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،وﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﺪﻋﺎة
واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ ،وﺿﺮورة ﻧﺒﺬ أﺳﻠﻮب اﻟﻌﻨﻒ وﺗﺤﺮﯾﻢ
ﻗﺘﻞ اﻷﺑﺮﯾﺎء ،وواﺟﺒﺎت أوﻟﻲ اﻷﻣﺮ واﻟﺤﻜّﺎم وﻣﺎ ﯾﺤﻔﻆ
ﻛﺮاﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎن وﺣﻘﻮﻗﮫ ،ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺮﺟﻌﯿﺔً ﻟﻜﻞّ
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻣﻨﺎرةً أﯾﻀﺎً ﻟﻐﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﻔﮭﻢٍ أﻓﻀﻞ
ﻟﻺﺳﻼم ؟ ﻓﻔﻲ ذﻟﻚ ﻣﺮﺟﻌﯿﺔٌ ھﺎﻣّﺔ ﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﺤﺎﻛﻢ
واﻟﻤﺤﻜﻮم ﻣﻌﺎً ،وﻟﺒﻨﺎء أي وﻃﻦ وﻛﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ
أﯾﻀﺎً دﻋﻮةٌ ﻟﻜﻞّ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻼﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ ھﺬه
اﻟﻤﺮﺟﻌﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﯿﻢ واﻟﻤﺒﺎدئ ،ﺑﺪل اﻟﺘﻮﻗّﻒ ﺣﺼﺮاً ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺿﻮع اﺟﺘﮭﺎدات اﻟﻔﻘﮭﺎء اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ
واﻟﺸﺮﯾﻌﺔ وﻓﯿﻤﺎ ھﻮ ﺣﻼل وﻣﺎ ھﻮ ﺣﺮام !.
أﯾﻀﺎً ،ﻟِﻢَ ﻻ ﯾﺘﺤﻘّﻖ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أنّ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻔﻜﺮ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ ﻓﻲ أﺣﺪ ﺟﻮاﻧﺒﮭﺎ دﻋﻮةٌ
ﻹﻋﺎدة ﺗﺼﺤﯿﺢ ﺧﻄﯿﺌﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ اﺳﺘﮭﺪﻓﺖ ﻋﺰل ھﺬه
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻦ ھﻮﯾّﺘﮭﺎ اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ وﻋﻦ دورھﺎ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ..
وﻋﻠﻰ أنّ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻮﻃﻨﯿﺔ وﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ھﻲ
أﺻﻼً ﻟﺘﺼﺤﯿﺢ ﺧﻄﯿﺌﺔ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ اﺳﺘﮭﺪﻓﺖ وﺗﺴﺘﮭﺪف
ﺗﺠﺰﺋﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وإزاﻟﺔ ھﻮﯾّﺘﮭﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻮاﺣﺪة .
ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ،ﺑﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﯾﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﺮﺳﺎﻻت
اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ ،ﻻ ﺗﻌﺎرض ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ
ﺧﺪﻣﺔ اﻷدﯾﺎن واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻷوﻃﺎن وھُﻮﯾﺘﮭﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،
وأنّ ﻛﻼً ﻣﻨﮭﻤﺎ ﯾﺨﺪم اﻵﺧﺮ وﯾﺴﺎھﻢ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﮫ ..
وأﯾﻀﺎً ﺑﺄن ﻻ ﺗﻌﺎرض ﺑﯿﻦ ﻣﺸﺮوع ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻗﻮﻣﻲ
ﯾﺴﺘﮭﺪف ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻛﻞّ أﺑﻨﺎﺋﮭﺎ ،وﺑﯿﻦ
أي ﻣﺸﺮوع ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯿﻢ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﯾﺴﺘﮭﺪف
ﺻﺎﻟﺢ اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻘﺪّﻣﮫ.
ﻓﮭﻞ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ،ﯾﺠﺪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ أوروﺑﺎ
ﺗﻨﺎﻗﻀﺎً ﺑﯿﻦ ﻣﻀﻤﻮن دﯾﻨﮭﻢ وﺑﯿﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﯿﻦ
اﻟﺪول اﻷوروﺑﯿﺔ ؟ وھﻞ ﯾﺘﻀﺮّر اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻓﻲ أﻣﯿﺮﻛﺎ ﻣﻦ
اﻻﺗﺤﺎد ﺑﯿﻦ وﻻﯾﺎﺗﮭﺎ ؟.
ﺛﻢ ،أﯾّﮭـﻤﺎ ﯾﺠـﺐ ﺗﻐـﯿـﯿـﺮه أو إﺻﻼﺣـﮫ أوﻻً :اﻟﺤـﻜـﻢ أم
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ وھﻞ إﺻﻼح ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﺳﯿﺆدّي ﺣﺘﻤﺎً إﻟﻰ
إﺻﻼح اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ؟ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺄﻟﺘﯿﻦ ھﻲ ﻃﺒﻌﺎً ﺟﺪﻟﯿﺔ
،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘّﻢ أنّ إﺻﻼح اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أوﻻً ھﻮ اﻟﺴﺒﯿﻞ إﻟﻰ
إﺻﻼح اﻟﺪوﻟﺔ وﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ .ﻓﺎﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ
،ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻌﻄﻲ اﻷوﻟﻮﯾﺔ ﻟﺘﻐﯿﯿﺮ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ ،ﻓﺬﻟﻚ ﯾﻌﻨﻲ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﻨﺎء أﻃﺮ ﺣﺰﺑﯿﺔ ﻓﺌﻮﯾﺔ ،ﺛ ّﻢ ﻋﻤﻼً ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً ﯾﻮﻣﯿ ًﺎ
وﺻﺮاﻋﺎتٍ ﻻﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ..ﺑﯿﻨﻤﺎ إﺻﻼح
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أوﻻً ﯾﻌﻨﻲ ﺑﻨﺎءً ﺳﻠﯿﻤﺎً ﻟﻠﺪﻋﻮة واﻟﺪﻋﺎة ،وﯾﻮﺟﺐ
ﺣﺴﻦ اﻷﺳﻠﻮب واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،
واﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ اﻹﯾﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻤﻞ
اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻜﺮي اﻟﺒﻌﯿﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺰّب واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺨﺎﺻﺔ.
ھﻨﺎ أھﻤّﯿﺔ دور ” اﻵﺧﺮ“ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﻌﺪّدي،
وھﺬا ” اﻵﺧﺮ“ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻋﻠﻰ أﺳﺎسٍ ﻣﺬھﺒﻲ أو ﻃﺎﺋﻔﻲ أو
إﺛﻨﻲ أو ﺣﺘّﻰ ﻋﻘﺎﺋﺪي وﺣﺰﺑﻲ .ﻟﻜﻦ اﻟﻤﻌﯿﺎر ﻟﯿﺲ ﺑﺈﻗﺮار
ﺣﻖّ وﺟﻮد ” اﻵﺧﺮ“ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺑﺤﻘّﮫ ﻓﻲ دوره ﻛﺸﺮﯾﻚ
ﻃﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ،وﺑﻀﻤﺎن ﺻﯿﺎﻧﺔ
ﺣﻘﻮﻗﮫ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻛﻤﻮاﻃﻦٍ ﻣﺘﺴﺎوٍ ﻣﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﻞّ
اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت .
إنّ اﻷﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻘﻮم ﺧﺒﺮﺗﮭﺎ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ وﺣﻀﺎرﺗﮭﺎ
اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻻ ﯾﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻧﺎﺳُﮭﺎ.
اﻷﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ ﻣﮭﺒﻂ ﻛﻞ اﻟﺮﺳﻞ واﻟﺮﺳﺎﻻت ،وﻓﯿﮭﺎ
ﻇﮭﺮت ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم ﺣﻀﺎراتٌ ﻛﺜﯿﺮة ورﺳﺎﻻتٌ ﺳﻤﺎوﯾﺔ .
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ دﻋﻮةٌ ﺻﺮﯾﺤﺔ ﻟﻠﺘّﻌﺎرف ﺑﯿﻦ
اﻟﺸﻌﻮب وﻟﻌﺪم اﻟﺘﻔﺮﯾﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺳﻞ واﻷﻧﺒﯿﺎء .ﻓﮭﻲ أﻣﱠﺔ
ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﺠﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺪّدﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﺣﻖّ وﺟﻮد اﻵﺧﺮ،
وﺗﻘﻮم روﺣﯿﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪّد اﻟﺮﺳﻞ واﻟﺮﺳﺎﻻت ،وﺗﻘﻮم
دﯾﻤﻮﻏﺮاﻓﯿﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪّد اﻷﺟﻨﺎس واﻷﻋﺮاق واﻷﻟﻮان،
وﺣﻀﺎرﯾ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎرب وآﺛﺎر أھﻢ اﻟﺤﻀﺎرات اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ …
ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺴﻮد واﻗﻊ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻵن ﺣﺎل اﻟﺘﺨﻠّﻒ
واﻟﺘﻔﺮﻗﺔ واﻟﻔﺌﻮﯾﺔ واﻟﺘﻌﺼّﺐ !!.
ﻟﻘﺪ ﺷﮭﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ ﺗﻔﺴﯿﺮاتٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺘﺮاﺟﻊ
اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮم اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻟﻠﮭﻮاﺟﺲ اﻟﺘﻲ
ﺗﺸﻐﻞ اﻵن ﺑﺎلَ ﻛﻞّ إﻧﺴﺎنٍ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻟﻜﻦ ﻗﻠّﺔ ﻣﻦ ھﺬه
اﻟﺘﻔﺴﯿﺮات ﺗﻀﻊ اﻹﺻﺒﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮح اﻟﻌﺮﺑﻲﱢ اﻷﻛﺒﺮ .
ﻓﺄﺳﺎس اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ھﻮ أﺻﻼً ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ ،
وﺑﻜﻞﱢ ﻣﻦ ﻓﯿﮭﺎ ،وﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺤﻜّﺎﻣﮭﺎ أو ﺑﻤﺎ ھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻦ
ﻣﺸﺎرﯾﻊ وﻣﺆاﻣﺮات أﺟﻨﺒﯿﺔ .
ﻓﺄﯾﻦ اﻟﻌﺮب اﻵن ﻣﻦ اﻟﻤﻜﻮّﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺗﮭﻢ ،
واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ) اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻹﯾﻤﺎن اﻟﺪﯾﻨﻲ ( ؟.
ﻓﺎﻟﺮﺳﺎﻻت اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺣّﺪ وﻧﺒﺬ اﻟﻔﺮﻗﺔ .
و“ اﻟﻌﺮوﺑﺔ “ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ورﻓﺾ اﻻﻧﻘﺴﺎم ...
و“ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ “ ھﻲ ﺗﺠﺴﯿﺪ ﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ واﻟﻮﺣﺪة
اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ .ﻓﺄﯾﻦ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﻠّﮫ؟.
انّ ﻏﯿﺎب اﻟﻔﮭﻢ اﻟﺼّﺤﯿﺢ ﻟﻠﺪّﯾﻦ واﻟﻔﻘﮫ اﻟﻤﺬھﺒﻲ
وﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﮭُﻮﯾّﺔ وﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ أﯾّﺎً ﻛﺎن ،ھﻮ
اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻷيّ ﺻﺮاع ﻃﺎﺋﻔﻲ أو ﻣﺬھﺒﻲ أو إﺛﻨﻲ
ﯾُﺤﻮّل ﻣﺎ ھﻮ إﯾﺠﺎﺑﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺘّﻌﺪّد إﻟﻰ
ﻋﻨﻒٍ دﻣﻮي ﯾُﻨﺎﻗﺾ ﺟﻮھﺮ اﻟﺮّﺳﺎﻻت اﻟﺴّﻤﺎوﯾّﺔ واﻟﻔﮭﻢ
اﻟﺴﻠﯿﻢ ﻟﻠﮭُﻮﯾﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﯾﺤﻘّﻖ ﻏﺎﯾﺎت
اﻟﻄﺎﻣﺤﯿﻦ ﻟﻠﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب وﻋﻠﻰ أرﺿﮭﻢ
وﻣﻘﺪّراﺗﮭﻢ!.
إنّ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ اﻟﺪﻣﻮﯾﺔ اﻟﺠﺎرﯾﺔ اﻵن ﻓﻲ أﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ،وﺑﺮوز ﻇﺎھﺮة ” داﻋﺶ “ وأﻋﻤﺎﻟﮭﺎ
اﻹﺟﺮاﻣﯿﺔ اﻟﺘﻘﺴﯿﻤﯿﺔ ﻟﻸوﻃﺎن وﻟﻠﺸﻌﻮب ،ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻛﻠّﮭﺎ
ﺑﻌﺪُ ﺑﺎﻟﻌﺮب إﻟﻰ ﻗﺎع اﻟﻤﻨﺤﺪر ،ﻓﻤﺎ زال أﻣﺎﻣﮭﻢ ﻣﺨﺎﻃﺮ
ﻛﺜﯿﺮة ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘّﻀﺢ ﺻﻮرة ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻢ ،ﻟﻜﻦ رﻏﻢ
وﺟﻮد ھﺬه اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻓﻌﻼً ،ﻓﺈنّ ﻣﺎ ﺗﺸﮭﺪه اﻵن ﺑﻼد
اﻟﻌﺮب ﻣﻦ أﻓﻜﺎر وﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺑﺎﺳﻢ
اﻟﺪﯾﻦ واﻟﻄﺎﺋﻔﺔ أو ” اﻟﮭُﻮﯾّﺎت اﻹﺛﻨﯿﺔ “ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن
ھﻮ ذاﺗﮫ ،ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،اﻟﺪاﻓﻊ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ
اﻹﺻﻼح اﻟﺠﺬري اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ،ﻓﻲ
اﻟﺤﻜﻢ وﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ .ﻓﻘﯿﻤﺔ اﻟﺸﻲء ﻻ ﺗﺘﺄﺗّﻰ إﻻّ ﺑﻌﺪ
ﻓﻘﺪاﻧﮫ ،واﻷﻣّﺔ ھﻲ اﻵن ﻋﻄﺸﻰ ﻟﻤﺎ ھﻮ ﺑﺪﯾﻞ اﻟﺤﺎﻟﺔ
اﻟﺮاھﻨﺔ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر وﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺳﯿّﺌﺔ .
ھﺬه ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺠﺮّد ﺗﻤﻨﯿّﺎت ،ﺑﻞ ھﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺠﺎرب
ﺷﻌﻮب أﺧﺮى ،ﻛﺎﻷوروﺑﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﺧﺎﺿﻮا ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ
اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﺮﺑﯿﻦ ﻋﺎﻟﻤﺘﯿﻦ دﻣّﺮﺗﺎ أوروﺑﺎ
وﺳﻘﻂ ﻧﺘﯿﺠﺘﮭﻤﺎ ﺿﺤﺎﯾﺎ ﺑﺎﻟﻤﻼﯾﯿﻦ ،وﻛﺎﻧﺖ ﺑﯿﻦ ﺷﻌﻮب
اﻟﺪول اﻷوروﺑﯿﺔ ﺻﺮاﻋﺎت ﻗﻮﻣﯿﺔ وإﺛﻨﯿﺔ وﻃﺎﺋﻔﯿﺔ أﻛﺜﺮ
ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﮭﺪه اﻵن اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .رﻏﻢ ذﻟﻚ،
وﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻮﻓّﺮت اﻟﻈﺮوف واﻟﻘﯿﺎدات واﻟﺮؤى اﻟﺴﻠﯿﻤﺔ،
ﻃﻮت أوروﺑﺎ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻤﺸﯿﻦ ﺑﯿﻨﮭﺎ واﺗّﺠﮭﺖ
ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻮﺣّﺪ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﯿﻦ ﺷﻌﻮﺑﮭﺎ ،ﻣﺘﺠﺎوزةً ﻣﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ
ﻣﻦ ﺧﻼﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ واﻟﺴﯿﺎﺳﺎت ،واﺧﺘﻼﻓﺎت ﻓﻲ
اﻟﻠﻐﺎت واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻷﻋﺮاق .
أوروﺑﺎ ﺷﮭﺪت أﯾﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن
اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺠﺎرب ﻓﻜﺮﯾﺔ وﺣﺰﺑﯿﺔ ﺳﯿّﺌﺔ ،ﻛﺎﻟﻨﺎزﯾﺔ ﻓﻲ
أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ واﻟﻔﺎﺷﯿﺔ ﻓﻲ إﯾﻄﺎﻟﯿﺎ ،ودﻓﻌﺖ اﻟﻘﺎرّة اﻷوروﺑﯿﺔ
ﻛﻠّﮭﺎ ﺛﻤﻨﺎً ﺑﺎھﻈﺎً ﻟﺴﯿﺎﺳﺎت ھﺬه اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﯿﺌﺔ .ﻟﻜﻦ
ھﺬا ” اﻟﻨﻤﻮذج اﻷوروﺑﻲ“ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺎﺗﻞ واﻟﺘﺼﺎرع أوﻻً ،
ﺛﻢّ ﻓﻲ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻮﺣّﺪ ﻻﺣﻘﺎً ،اﺣﺘﺎج ﻃﺒﻌﺎً إﻟﻰ ﻣﻨﺎخ
ﺳﯿﺎﺳﻲ دﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ داﺧﻠﻲ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺤﻜﻢ
واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﺎً ،ﻣﻤّﺎ ﺳﻤﺢ ﺑﺤﺪوث اﻟﺘﺤﻮّل اﻟﻜﺒﯿﺮ.
ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻘﻂ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وآﻟﯿﺎت ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺔ
اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ ،ﻷنّ ھﺬه ،إذا ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮن ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ
دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ﻗﺪ ﺗﺰﯾﺪ
اﻷﻣﻮر ﺗﻌﻘﯿﺪاً ،ﻛﻤﺎ ﺟﺮى ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲْ أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ اﻟﻨﺎزﯾﺔ
وإﯾﻄﺎﻟﯿﺎ اﻟﻔﺎﺷﯿﺔ .
وﻛﻢ ھﻮ ﺳﺎذجٌ ﻣﻦ ﯾﻌﺘﻘﺪ أنّ اﻟﻘﻮى اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﻜﺒﺮى
ﺣﺮﯾﺼﺔٌ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ وﺣﻘﻮق ﺷﻌﻮب اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ
أن اﺳﺘﻌﻤﺮ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﺪدٌ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى
وﻟﻌﻘﻮدٍ ﻃﻮﯾﻠﺔ ،واﺳﺘﻌﻤﺎرھﺎ ھﺬا ﻛﺎن ھﻮ اﻟﻤﺴﺆول
اﻷول ﻋﻦ ﺗﺨﻠّﻔﮭﺎ وﻋﻦ أﻧﻈﻤﺘﮭﺎ وﻋﻦ ﺗﻘﺴﯿﻤﮭﺎ ،ﺛﻢ ﻋﻦ
زرع إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﮭﺎ ،وﻋﻦ اﺣﺘﻼل ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﺗﺸﺮﯾﺪ
ب
ﺷﻌﺒﮭﺎ واﺳﺘﻨﺰاف اﻟﺪول اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺮو ٍ
ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ .وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى ،وﻣﺎ ﺗﺰال،
ﻣﺼﺪر اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺘﺴﻠﯿﺢ واﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻟﮭﺬه اﻟﺤﺮوب
اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﺿﺪّ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻟﻌﺮب ،وھﺎھﻲ اﻵن
ﺗﺘﺤﺪّث ﻋﻦ ﺣﺮّﯾﺔ وﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻣﺎ
ﯾﺰال ﻣﺮﻓﻮﺿﺎً ﻟﺪى ھﺬه اﻟﺪول ﺣﺪوث اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ
ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﺿﺪّ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ،ﻓﻜﯿﻒ ﺑﻤﻘﺎوﻣﺘﮫ
ﻋﺴﻜﺮﯾﺎً ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺷﺠّﻌﺖ ھﺬه اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﺑﻌﺾ
ﺷﻌﻮب اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﺴﻠّﺢ ﻣﻦ أﺟﻞ
ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﮭﺎ !!.
إنّ ﻧﻘﺪ اﻟﻮاﻗﻊ ورﻓﺾ ﺳﻠﺒﯿﺎﺗﮫ ھﻮ ﻣﺪﺧﻞ ﺻﺤﯿﺢ ﻟﺒﻨﺎء
ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ ،ﻟﻜﻦْ ﺣﯿﻦ ﻻ ﺗﺤﻀﺮ ﺑﻤﺨﯿّﻠﺔ اﻹﻧﺴﺎن
اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺻﻮرة أﺣﺴﻦ ﺑﺪﯾﻠﺔ ﻟﻮاﻗﻌﮫ ،ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ
اﻟﺤﺘﻤﯿﺔ ﻋﻨﺪه ھﻲ اﻟﺸﻠﻞ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ وﺑﺎﻟﻌﻤﻞ وﺗﺴﻠﯿﻤﮫ
ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺤﺖ أﻋﺬار اﻟﯿﺄس واﻹﺣﺒﺎط وﺗﻌﺬﱡر وﺟﻮد
اﻟﺒﺪﯾﻞ ! .وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ھﻲ ﻛﺒﺮى ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك
ﻋﻤﻞ ،ﻟﻜﻨّﮫ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ دون رؤﯾﺔ ﻓﻜﺮﯾﺔ أو ﻓﻲ
ﻏﯿﺮ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺼﺤﯿﺢ .
ھﺬه اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﻋﻦ واﻗﻊ اﻟﻌﺮب ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻮاﻓﻖ
وﻃﻨﻲ وﻋﺮﺑﻲ ﻋﺎم ﺣﻮل ﺿﺮورة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﮭﺎ اﻵن ،
وﺣﻮل ﻛﯿﻔﯿﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﻓﻀﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ
ﻋﻨﮭﺎ .ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻢّ أﯾﻀﺎً اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺿﺮروة وﻗﻒ
اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﺴﻠّﺢ ﻓﻲ أي ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﺳﯿﺎﺳﻲ أو
اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،إذ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﺗﻮﻓّﺮ ﻣﻘﻮّﻣﺎت ﻧﻈﺎم ﺳﯿﺎﺳﻲ
دﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ،ﻓﺈنّ أيﱠ أﺳﻠﻮبٍ ﻋﻨﻔﻲ ﻟﺘﻐﯿﯿﺮٍ ﻣﺎ ﻓﻲ
اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻗﺪ ﯾﺘﺤﻮّل إﻟﻰ أداة ﺗﻔﺠﯿﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ وﻟﻸوﻃﺎن
ﻧﻔﺴﮭﺎ ،وﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ھﻮ ﺧﯿﺮ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ !.
ﺑﺎت واﺿﺤﺎ أن ” اﻟﻌـﺮوﺑﺔ “ ﻋﺎدت ﻟﺴﯿﺮﺗﮭﺎ وﻣﺴﯿﺮﺗﮭﺎ
ﻗﺒﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﺑﻌﺪ رﺣﯿﻠﮫ ،إذ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻓﻲ
وﺟﻮده ﻟﮭﺎ ﺣﯿﻮﯾﺘﮭﺎ وﯾﻌﻤﻞ أﻋﺪاؤھﺎ ﻟﮭﺎ أﻟﻒ ﺣﺴﺎب ،ﺑﻞ
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أي ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﯾﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﮭﺮ ﺑﺎﺗﺨﺎذ
ﺳﯿﺎﺳﺎت أو ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ أراد ،ﺧﺸﯿﺔ
ﻋﻘﺎب اﻷﻣﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ .وﺗﺘﻤﺜﻞ ھﺬه
اﻟﺴﯿﺮة واﻟﻤﺴﯿﺮة ﻓﻲ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺮﺑﻲ
واﺣﺪ ﺗﺠﺎه اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻤﺼﯿﺮﯾﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ
ﻣﻨﮭﺎ ﻗﻀﯿﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .
وأﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب وراء ھﺬا اﻟﺘﺨﺎذل ﯾﻌﻮد ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﮫ إﻟﻰ
ﻣﯿﺜﺎق اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺬي ﯾﺤﻮل دون اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ
ﻋﺮوﺑﻲ واﺣﺪ ،ذﻟﻚ أن ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﺼﻮﯾﺖ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﯿﺜﺎق ﻻ
ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻸﻏﻠﺒﯿﺔ أن ﺗﻔﺮض رأﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻠﯿﺔ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﻤﻮل
ﺑﮫ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت واﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺪوﻟﯿﺔ واﻟﻤﺤﻠﯿﺔ
واﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ،ﻓﻤﯿﺜﺎق اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﯾﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﻗﺮارات ﻣﺠﻠﺴﮭﺎ
ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻟﻤﻦ ﯾﻘﺒﻠﮭﺎ ﻓﻘﻂ أﻏﻠﺒﯿﺔ ﻛﺎﻧﻮا أو أﻗﻠﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ
ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺠﺪ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﻮﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ أﻋﺪاء اﻷﻣﺔ.
وﻣﻦ ﻋﺠﺐ أن ﻛﻞ اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﺘﮭﺎ ﺑﻌﺾ دول اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﺼﻮﯾﺖ ﻟﺘﻜﻮن ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﯿﺔ ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ .وﻣﻦ
ھﻨﺎ اﺑﺘﻜﺮ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﮭﺞ ﻣﺆﺗﻤﺮات اﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﺣﺘﻰ ﯾﻠﺰم اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻟﻌﺮب أﻣﺎم ﺷﻌﻮﺑﮭﻢ ﺑﻌﯿﺪا ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪة
اﻟﺘﺼﻮﯾﺖ اﻟﻤﻌﯿﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻨﺪوﺑﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ.
واﻟﻤﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﯿﺜﺎق ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺘﻌﮭﺪ دول
اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺄﻻ ﺗﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ﯾﺮﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ
إﺣﺪى اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء ،وھﺬا ﯾﻌﻨﻲ ﺗﻜﺮﯾﺲ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ واﻟﻌﺰﻟﺔ
واﻻﻧﻔﺮاد ،ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺗﺠﺎوز ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﻣﻦ أﺟﻞ
ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ دول اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ
ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻮﺣﺪة .وﺑﻌﺪ رﺣﯿﻠﮫ رأﯾﻨﺎ أن ﻛﺜﯿﺮا ﻣﻦ دول اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﺗﺘﺠﺎوز ھﺬه اﻟﻤﺎدة ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻸﺟﻨﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ -اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﻓﻲ
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻨﻔﺴﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺧﻞ
ﺣﻠﻒ اﻷﻃﻠﻨﻄﻲ ﻋﺴﻜﺮﯾﺎ ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ،واﻹﺳﮭﺎم ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺻﺮة
ﺳﻮرﯾﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺎرس 2011ﻹﺳﻘﺎط ﺣﻜﻢ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ،وﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ دﻋﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ ﻹﺳﻘﺎط ﻧﻈﺎم ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ ..
ورﻏﻢ أن اﻟﻤﺎدة ) (10ﻣﻦ ﻣﻌﺎھﺪة اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك
)ﯾﻮﻧﯿﺔ (1950ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﮭﺪ دول اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻌﺪم ﻋﻘﺪ
اﺗﻔﺎق دوﻟﻲ ﯾﻨﺎﻗﻀﮭﺎ ،إﻻ أن ﻧﻮري اﻟﺴﻌﯿﺪ رﺋﯿﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ
اﻟﻌﺮاق دﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﺪاد )ﻓﺒﺮاﯾﺮ (1955اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ
ﻷﻣﺮﯾﻜﺎ ،وھﻮ ذﻟﻚ اﻟﺤﻠﻒ اﻟﺬي رﻓﻀﮫ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ
ﻣﺎرس 1953ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼﻟﯿﺔ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ زﻣﻦ
اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة .
ﺛﻢ ﻛﺮر اﻟﺴﺎدات ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﻧﻮري اﻟﺴﻌﯿﺪ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﺠﺎوز
اﻟﻤﺎدة اﻟﻌﺎﺷﺮة ﺣﯿﻦ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﺎھﺪة ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ 26ﻣﺎرس
1979ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮوﻃﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ أھﺪاف اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ
اﻹﻟﺘﺰام ﺑﻌﺪم ﺗﺄﯾﯿﺪ ﻧﺸﺎط ﯾﻌﺎدي إﺳﺮاﺋﯿﻞ )اﻟﻤﺎدة ،(3
واﻋﺘﺮاﻓﮫ ﺑﺈﯾﺠﺎد ﺣﻜﻢ ذاﺗﻲ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ﺗﺤﺖ ﺳﯿﺎدة إﺳﺮاﺋﯿﻞ
وﻟﯿﺲ إﻗﺎﻣﺔ ” دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ “ ،وﻗﺪ ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎه ﯾﺎﺳﺮ
ﻋﺮﻓﺎت ﺑﻘﺒﻮﻟﮫ إﻧﺸﺎء ” اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ “ ﻃﺒﻘﺎ
ﻟﻤﻘﺮرات أوﺳﻠﻮ ) (1993ﺣﯿﺚ ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮭﺎ أﺷﺒﮫ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ
ﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﻲ اﻟﻀﻔﺔ وﻏﺰة داﺧﻞ إﺳﺮاﺋﯿﻞ .وﻗﺪ ﻣﮭﺪ ﻣﻠﻚ
اﻷردن ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺈﻋﻼن ﻓﻚ ارﺗﺒﺎط اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﺑﺎﻷردن )ﻋﺎم
(1988أي ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﯿﻦ ﻣﻦ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﺪرﯾﺪ ) (1990اﻟﺬي ﻗﺎد
اﻟﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ أوﺳﻠﻮ ،ﺛﻢ ﻋﻘﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻌﺎھﺪة وادي ﻋﺮﺑﺔ ﻣﻊ
إﺳﺮاﺋﯿﻞ )اﻛﺘﻮﺑﺮ (1994ﻋﻠﻰ ﻣﻮدﯾﻞ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﺴﺎدات-ﺑﯿﺠﻦ.
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﯾﻼﺣﻆ أن ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺣﺪد
ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟﺪول اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻮﻗﻔﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﯿﺔ
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .وﻟﮭﺬا ﻓﻤﺒﺠﺮد ﻗﯿﺎم أﻟﻤﺎﻧﯿﺎ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ 1965ﺑﺪﻓﻊ
ﺗﻌﻮﯾﻀﺎت ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻋﻦ ” اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ “ ،أﺳﺮع
ﺑﻘﻄﻊ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺼﺮ ﺑﺄﻟﻤﺎﻧﯿﺎ دون ﺗﻔﺎھﻢ أو ﻋﺘﺎب .وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ھﺬا أن دوﻻ أﻓﺮﯾﻘﯿﺔ ﻗﻄﻌﺖ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺗﻘﺪﯾﺮا
ﻟﺪور ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻣﻦ
اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺮرات ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎﻧﺪوﻧﺞ )أﺑﺮﯾﻞ
،(1955وﻛﺎﻧﺖ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺻﺮة اﻟﻌﺮوﺑﺔ
ﺑﺘﻘﻮﯾﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وھﻲ
ﺗﺮﻛﯿﺎ وإﯾﺮان )زﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺎه( واﻟﺤﺒﺸﺔ ،ﻓﻜﺴﺮ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ ھﺬا اﻟﺤﺼﺎر .وﻟﮭﺬا ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻏﺮﯾﺒﺎ أن ﺗﻌﯿﺪ اﻟﺪول
اﻷﻓﺮﯾﻘﯿﺔ ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺑﻤﺠﺮد اﺗﻔﺎق اﻟﺴﺎدات ﻣﻊ
ﺑﯿﺠﻦ )ﻣﺎرس . ( 1979
ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻵن ﺣﺮﯾﺔ اﻟﻮﻃﻦ وﺣﺮﯾﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ،وأﺻﺒﺤﺖ اﻻﺷﺘﺮاﻛـﯿﺔ وﺳﯿﻠﺔ وﻏﺎﯾﺔ ..ھﻲ اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ ،واﻟﻌﺪل
،وأﺻﺒﺢ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻮﺣﺪة ھﻮ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺠﻤﺎھـﯿـﺮﯾﺔ ﻟﻌﻮدة اﻷﻣﺮ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﻷﻣﺔ واﺣﺪة ﻣﺰﻗﮭﺎ أﻋﺪاؤھﺎ ﺿﺪ إرادﺗﮭﺎ وﺿﺪ
ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ ،واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺮﯾﺐ ﯾﻮم ھﺬه اﻟﻮﺣﺪة ،ﺛﻢ اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﻟﮭﺎ ﺗﺘﻮﯾﺠﺎً ﻟﻠﺪﻋﻮة واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌ ًﺎ ...
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017