القدس العدد 175 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس العدد 175.pdf
Ce fichier au format PDF 1.7 a été envoyé sur Fichier-PDF le 18/07/2015 à 18:04, depuis l'adresse IP 197.3.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 482 fois.
Taille du document: 649 Ko (11 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﯿﻮم ..
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھﻲ اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ..
ﺗﻤﺮ ذﻛﺮى اﻟﻨﻜﺒﺔ ھﺬا اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻇﻞ واﻗﻊ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺄﺳﺎوي أﻛﺜﺮ ﺗﻔﻜﻜﺎ وأﻛﺜﺮ اﻧﮭﯿﺎرا ،وأﻛﺜﺮ ﺗﺪاﻋﯿﺎت ،وﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺤﺎﻟﻒ رﺟﻌﻲ
ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﻘﻮى اﻟﻈﻼﻣﯿﺔ ،اﻟﻤﻠﺘﻘﯿﺔ أھﺪاﻓﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻣﻊ أھﺪاف اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺰﯾﻖ اﻷﻣﺔ
وﺗﻔﺘﯿﺘﮭﺎ ،وﻓﻲ ﻇﻞ ﺿﻌﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻮﺣﺪوﯾﺔ ،اﻟﻤﺪاﻓﻊ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻋﻦ ﻛﯿﺎﻧﮭﺎ ووﺣﺪﺗﮭﺎ ..
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻈﺮوف ﻏﺮﻗﺖ اﻷﻣﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء ،وﻓﻲ أﺗﻮن ﻣﺸﺘﻌﻞ ﺑﺎﻟﺼﺮاﻋﺎت ﺗﻮﻗﺪه ﻛﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺒﺎﻏﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..
ﻓﺒﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﻌﺮاق ﻓﺮﯾﺴﺔ ﻟﻼﺣﺘﻼل ،واﻟﺘﻘﺴﯿﻢ واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ ،وﺑﻌﺪ اﺳﺘﮭﺪاف ﺳﻮرﯾﺎ وﻟﯿﺒﯿﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻻرھﺎب اﻟﺪﯾﻨﻲ
اﻟﻤﺘﻄﺮّف اﻟﻤﺪﻋﻮم ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻨﻔﻄﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺗﺮﻛﯿﺎ ،ھﺎ ھﻮ اﻟﯿﻤﻦ ﯾﺴﺎق ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻰ ﺗﻌﻤﯿﻖ
اﻟﺠﺮاح واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة ،ﺑﺘﺤﻮﯾﻞ اﻟﺼﺮاع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي اﻧﻄﻠﻖ أواﺋﻞ ﺳﻨﺔ 2011ﺑﻌﺪ ﺛﻮرﺗﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺮ ،ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﺮﯾﺔ
واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ واﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ،اﻟﻰ اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﺬھﺒﻲ واﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺑﯿﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﺑﺤﺠﺔ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ،
وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻻﯾﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﺆون اﻟﯿﻤﻦ ..
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﯾﻤﻜﻦ ﻷي ﻣﺘﺎﺑﻊ أن ﯾﻄﺮح اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ :ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻻﻧﺴﺎن ﯾﺘﻤﺘﻊ
ﺑﺎﻟﻤﺪارك اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ ،واﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺴﻠﯿﻢ ،واﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻮي أن ﯾﺼﺪق ﺑﺄن اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﯾﺔ اﻟﮭﻤﺠﯿﺔ واﻟﻌﺸﻮاﺋﯿﺔ اﻟﻤﺪﻣّﺮة ﺗﺴﺎھﻢ
ﻓﻲ اﻋﺎدة اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻢ واﻟﺴﻠﻢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ..؟ وﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻷﻧﺴﺎن ﯾﻌﺮف اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ دﯾﻨﻨﺎ اﻟﺤﻨﯿﻒ ،وﯾﺸﻌﺮ
ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ واﻻﺳﻼم ﻣﻌﺎ أن ﯾﻘﺒﻞ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺬراﺋﻊ اﻟﺘﻲ ﺗـُـﺒﺮّر ﺑﮭﺎ ﻛﻞ اﻟﺤﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻻﻗﻄﺎر اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ
ﺑﻔﻠﺴﻄﯿﻦ ،وھﻮ ﻻ ﯾﺮى رﺻﺎﺻﺔ واﺣﺪة ﻣﻮﺟﮭﺔ اﻟﻰ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﺒﺎﻏﯿﺔ ،وﻻ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻣﺎدﯾﺔ ،وﻻ ﺣﺘﻰ ﺟﺰءا
ﯾﺴﯿﺮا ﻣﻦ اﻟﺴﻼح اﻟﺬي ﯾﻜﺪّس ﻓﻘﻂ ﺑﯿﻦ أﯾﺪي اﻻرھﺎﺑﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻻﻗﻄﺎر اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﺘﺪﻣﯿﺮھﺎ ..
ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺨﺮج اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﻤﻐﯿﺮة ،واﻟﺒﻮارج اﻟﺤﺮﺑﯿﺔ ﻟﺘﻀﺮب اﻻﺣﺘﻼل اﻻﻣﺮﯾﻜﻲ وھﻮ ﯾﻨﺘﮭﻚ ﻛﻞ اﻷﻋﺮاف ،واﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ
ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق؟ وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﯾﻘﻊ اﻟﺮّد ﻋﻠﻰ ھﻤﺠﯿﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ وھﻮ ﯾﺸﻦ اﻟﻌﺪوان ﺗﻠﻮ اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﯿﺪﻣﺮ ﻣﺪﻧﮫ وﻣﺨﯿﻤﺎﺗﮫ
ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ..؟ وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻧﺮ ﺣﺰﻣﺎ وﻻ ﻋﻮاﺻﻒ ﺗﺠﺎه اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ ﺣﺮوﺑﮭﺎ اﻷﺧﯿﺮة ﻋﻠﻰ ﻏﺰة وھﻲ ﺗﻘﺘﻞ اﻻﺑﺮﯾﺎء ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﻞ
أﻧﻮاع اﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﻔﺘﺎﻛﺔ واﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ،وﺗﻨﺸﺮ اﻟﺮﻋﺐ واﻟﺪﻣﺎر ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ..؟
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ وﻗﺘﮭﺎ ﺿﻤﺎﺋﺮ آل ﺳﻌﻮد وآل ﺛﺎﻧﻲ وآل اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺨﻠﯿﺠﻲ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺻﺎﺣﯿﺔ ﻟﺮّد ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻻﻋﺘﺪاءات ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﺟﻤﯿﻌﺎ ﺷﺮﻛﺎء
ﻓﻲ اﻟﻤﺆاﻣﺮات ،واﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ،واﻟﻌﺪوان ..وﻣﺎ ﺗﺒﺪل اﻻﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﯿﻮم اﻻ اﯾﺬاﻧﺎ ﺑﺘﺒﺪل اﻷدوار واﻟﻤﺴﺎرات ..ﺣﯿﺚ اﺻﺒﺤﺖ اﻟﺜﻮرات
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺮ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﮭﺪاﻓﺎ ﻟﻼﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ وﻋﻠﻰ راﺳﮭﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺪوﯾﻼت اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﯿﺞ ﺣﯿﻨﻤﺎ
وﺻﻠﺖ اﻟﻰ ﻋﻤﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﯿﻤﻦ واﻟﺒﺤﺮﯾﻦ ،وﻟﺬﻟﻚ ﺑﺎدرت أﻧﻈﻤﺘﮭﺎ ﻗﺒﻞ ﻏﯿﺮھﺎ ﺑﺎﺳﺘﮭﺪاف اﻟﺜﻮرات ،ﻓﻌﻤﺪت اﻟﻰ ﺗﺸﻮﯾﮭﮭﺎ ﺑﻤﺎ دﺳﺘﮫ
ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ إرھﺎب ،وﺑﻤﺎ ﻧﻘﻠﮫ ﻋﻨﮭﺎ اﻋﻼﻣﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﺰﯾﯿﻒ ،وھﻜﺬا ﻧﺠﺤﺖ اﻟﻰ ﺣﺪ اﻵن ﻓﻲ ﺣﺮﻓﮭﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺎرھﺎ ﺟﺎﻋﻠﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻧﻘﻤﺔ ﻻ
ﻧﻌﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮب ..ﻣﻀﺤﯿﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺘﮭﺎ اﻟﺜﻮرات أو أدﺧﻠﺖ اﻟﯿﮭﺎ ﻋﻤﺪا ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ﺗﺤﺪﯾﺪا ..
اﻟﯿﻮم ﻧﺮى ﻋﺪواﻧﺎ ﻣﻜﺘﻤﻞ اﻟﻔﺼﻮل ﺗﺸﻨﮫ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﯿﻤﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﺎ ﯾﻌﺮف ﺑﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺤﺰم ،ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻛﻞ اﻧﻮاع
اﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﻤﺘﻄﻮّرة واﻟﻤﺪﻣّﺮة ..وﻟﻢ ﻧﺮ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺣﺰﻣﺎ ،وﻻ ﻋﺎﺻﻔﺔ ،وﻻ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺷﺮﻋﯿﺔ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﮭﻜﮭﺎ اﺳﺮاﺋﯿﻞ
ﺿﺪ أﻃﻔﺎل ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﻌﺰل اﻟﺬﯾﻦ داﺳﺘﮭﻢ آﻟﺔ اﻟﺤﺮب ﺑﻼ ذﻧﺐ اﻗﺘﺮﻓﻮه ..
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھﻲ اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ اذن ﻣﮭﻤﺎ ﻏﯿﺮﺗﻢ اﻻﺗﺠﺎھﺎت ..وﻟﻠﺠﮭﺎد ،وﻧﺼﺮة اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ،واﻟﺤﻖ ،واﻟﺪﯾﻦ ﻃﺮﯾﻖ واﺣﺪة ھﻲ اﻟﺘﻲ
ﺗﻘﻮد اﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ..
اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻠﺜﻮرة ..
ﻟﻠﺜﻮرة ..
اﻟﻤﺠﺪ ﻟﻺﻧﺴﺎن
* ﻣﻦ وﺻﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮا أﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﻀﺮ ) .ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺒﻲ ( .
* ﻣﻦ رأى ﻓﺎﺣﺸﺔ وأﻓﺸﺎھﺎ ،ﻛﺎن ﻛﺎﻟﺬي أﺗﺎھﺎ .
ﯾﻌﻄﻲ أرﺿﮫ ﻋﻤﺮه
ﻟﻠﺒﻨﺪﻗﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﯿﺪ اﻟﺤﺮة
ﻟﻠﺸﻌﺐ ﯾﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎ ﻓﺠﺮه
) ﻣﻦ أﻧﺎﺷﯿﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ (
ﻣﻌﻘﻮل أن ﯾﻘﻊ اﻧﺘﻘﺎد ﺳﯿﺎﺳﺔ اﯾﺮان ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ورﻓﺾ ﺗﺪﺧﻠﮭﺎ اﻟﻐﯿﺮ ﺑﺮئ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﺜﻞ اﻟﻌﺮاق
وﺳﻮرﯾﺎ وﻟﺒﻨﺎن واﻟﯿﻤﻦ ..وﻟﻜﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﻘﻮل وﻏﯿﺮ ﻣﻘﺒﻮل أن ﯾﺘﺤﻮّل ذﻟﻚ اﻟﺮﻓﺾ اﻟﻰ ﺗﺤﺮﯾﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﻦ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ
واﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺸﯿﻌﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ اﻻﻋﻼﻣﯿﺔ واﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺎت ،ﻣﺜﻠﻤﺎ ﯾﻔﻌﻞ ﺷﯿﻮخ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ واﻟﺪول اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﮭﻢ ..
ﺛﻢ اﻟﻰ ﺣﺸﺪ ﻋﺴﻜﺮي وﻋﺪوان ﻣﺴﻠﺢ ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﯿﻤﻦ ..وھﻮ ﻟﯿﺲ ﺣﺒﺎ ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ﻛﻤﺎ ﯾﺪﻋﻮن ،ﺑﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﺠﮭﺎت
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ واﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ وﻣﻦ واﻻھﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﻔﻄﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﮭﻤﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻏﯿﺮ وﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ
واﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﯿﺎزاﺗﮭﺎ ..
اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﯿﻮم ..
د.إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﻮش
ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺴﺘﯿﻦ ﻻﺣﺘﻼل ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﮭﺮ أﯾﺎر ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم ،ذﻛﺮى إﻋﻼن
ﺗﺄﺳﯿﺲ دوﻟﺔ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ،ﯾﺘﻜﺸﻒ اﻟﻤﺸﮭﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎً إﻧﻜﺎرھﺎ وھﻲ أن ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ
” اﻟــﺮﺑﯿﻊ اﻟﻌـﺮﺑﻲ “ ھﻤّــﺶ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄــﯿﻨـﯿﺔ ﻓﻲ ﺣـﯿـﺰٍ ﻟﻢ ﯾﻀﻖ ﯾﻮﻣﺎً إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺤﺪ ،وأن ذﻟﻚ ﺟـﺮى ﻷن ذﻟﻚ
” اﻟﺮﺑﯿﻊ “ :
(1ﺣﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺎﺗﮫ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎً ﻣﺴﺘﻮرداً وﻣﻨﺒﺘﺎً ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻮﻃﻨﻲ ھﻮ ” اﻹﺻﻼح“ ﺑﻤﻘﺎﯾﯿﺲ ﻏﺮﺑﯿﺔ ،
(2اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﮭﻤﯿﺶ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻹﻣﺒﺮﯾﺎﻟﯿﺔ واﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ،
(3ﺗﻤﺨﺾ ﻋﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ اﻟﻼﻋﺒﯿﻦ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﯿﻦ ﻓﯿﮫ ﻣﻌﮭﻤﺎ ،
(4اﻧﺘﮭﻰ ﻟﺨﻠﻖ ﻇﺮوف ﺗﻔﻜﯿﻚ وﺻﺮاﻋﺎت ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ وﻗﺒﻠﯿﺔ واﺛﻨﯿﺔ أﺟﺒﺮت ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻌـﻨﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﮭﺠﻤﺔ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﺑﺪﻻً ﻣﻨﮭﺎ .ﻻ ﺑﻞ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن ” اﻟﺮﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ“ ﺟﺎء ﻛﺘﺘﻤﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻌﺪوان
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮاق ﻟﯿﺴﻔﺮ ﻋﻦ اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﺗﻠﺖ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﯾﻮﻣﺎً :اﻟﺴﻮري واﻟﻌﺮاﻗﻲ واﻟﻤﺼﺮي
ﺑﺨﺎﺻﺔ ،وأن ذﻟﻚ ﻟﻌﺐ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎً ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ..
ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺎً ،ﺗﻤﺨﺾ ” اﻟﺮﺑﯿﻊ“ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻋﻦ ﺗﺒﻨﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس رﺳﻤﯿﺎً ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ” اﻟﺪوﯾﻠﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ“ ﻓﻲ ﺣﺪود
اﻷراﺿﻲ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻋﺎم ،1967ﻣﻊ أن ذﻟﻚ اﻟﺘﻮﺟﮫ ﺑﺪأ رﺳﻤﯿﺎً ﻣﻊ ﺧﻄﺎب ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺸﻌﻞ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻓﻲ ﺣﺰﯾﺮان ﻋﺎم
2009رداً ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎب أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھﺮة آﻧﺬاك ،وﺑﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ اﻟﺼﺮاع ﺑﯿﻦ ﺣﻤﺎس واﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ
ﺻﺮاﻋﺎً ﺑﯿﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻘﺎوﻣﺔ وﺗﺤﺮﯾﺮ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺴﻮﯾﺔ واﺳﺘﺴﻼم ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ،ﺑﻞ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ ﺻﺮاع
ﻓﺼﺎﺋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﻔﺘﻘﺪة اﻟﺴﯿﺎدة .ﻓﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ رﺳﺨﺖ دورھﺎ ﻛﻮﻛﯿﻞ أﻣﻨﻲ ﻟﻠﻌﺪو
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ،أﻣﺎ ﺣﻤﺎس ﻓﺒﺎﺗﺖ ﺗﺒﺪو أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﻤﻦ ﯾﻨﺎﻃﺢ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺘﮭﺎ ،ﻻ ﻛﻤﻦ ﯾﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬرﯾﺎً ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،وﻗﺪ ﺗﻌﺰز ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ وﺻﻮل اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ
وﺗﻮﻧﺲ ،ﺑﺎﻟﺘﻔﺎھﻢ ﻣﻊ اﻹدارة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،ﻛﻨﺘﺎج ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟـ“اﻟﺮﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ“ ،وﺷﻌﻮر اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻹﻗﻠﯿﻢ أن
اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺣﺎﻧﺖ ﻻﺳﺘﻼم اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻣﻨﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ ﻃﺒﻌﺎً .وﺻﺎرت ﻣﻌﻀﻠﺔ
ﻗﯿﺎدة ﺣﻤﺎس ،وﻻ ﺗﺰال ،ﻧﯿﻞ اﻻﻋﺘﺮاف اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺮﺳﻤﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺴﻠﻄﺘﮭﺎ ﻓﻲ ﻏﺰة ،ﻻ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺤﺮﯾﺮ،
وﺻﺎرت ﺗﻠﻌﺐ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻌﺒﺖ ﻗﯿﺎدة ﻓﺘﺢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻘﺘﺎل ﺣﺘﻰ اﻟﻮﺻﻮل ﻟﻄﺎوﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت… وﻻ ﺑﺄس ﻣﻦ ﺗﻨﻈﯿﻒ
ﺣﺮﻛﺔ اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﯿﻢ ﺑﺎﻟﺪم اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﯿﻨﺔ واﻷﺧﺮى ﻃﺒﻌﺎً.
ﻓﻲ اﻵن ﻋﯿﻨﮫ راح اﻟﺠﻤﮭﻮر اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﯾﺰداد ﯾﻤﯿﻨﯿﺔً وﺗﻄﺮﻓﺎً ،وﻃﻔﻖ ﯾﺠﻨﺢ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻧﺤﻮ اﻧﺘﺨﺎب ﻗﻮى ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ
ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﮭﻮﯾﺪ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻸرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ وﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻻﺣﺘﻼل ،وﺻﺎر أﻗﻞ
اﺳﺘﻌﺪاداً ﻟﺘﻘﺪﯾﻢ ﺗﻨﺎزﻻت ﺷﻜﻠﯿﺔ ﺗﺎﻓﮭﺔ ﻣﻦ ﻧﻮع ”ﺗﺠﻤﯿﺪ اﻻﺳﺘﯿﻄﺎن“ ﻣﻦ أﺟﻞ اﺳﺘﻤﺮار ﻣﮭﺰﻟﺔ اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺔ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ و“اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ“ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ! وﻣﻊ أن ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﻤﺘﺸﺪد اﺳﺘﻔﺰ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وإدارة
اﻟﺮﺋﯿﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ،اﻟﻠﺬان ﻛﺮرا اﻟﺘﺰاﻣﮭﻤﺎ اﻷﺑﺪي أﯾﻀﺎً أﻣﻦ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ وﺗﻔﻮﻗﮫ اﻟﻌﺴﻜﺮي ،ﻓﺈ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ
وﺣﻠﻔﺎﺋﮫ ﻣﻦ ﻏﻼة اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻟﻢ ﯾﺘﺮاﺟﻌﻮا ،ﺑﻞ ازدادوا ﺗﺸﺪداً ،وراﺣﻮا ﯾﺨﻮﺿﻮن ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ
ﻓﻲ ﻣﻠﻌﺒﮫ اﻟﺨﻠﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب واﻟﺸﯿﻮخ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ ،دون ﻣﺮاﻋﺎة ﺣﺎﺟﺔ اﻹﻣﺒﺮﯾﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ،ﻓﻲ ﺳﯿﺎق
اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﺪول اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﺜﻞ روﺳﯿﺎ واﻟﺼﯿﻦ ،ﻟﺘﺠﻨﯿﺪ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﺻﻔﮭﺎ.
أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﯾﻐﯿﺐ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮى اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ واﻟﺴﺘﯿﻦ ﻻﺣﺘﻼل ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻨﮫ ﻣﻌﻈﻢ
أھﻠﮫ ،إﻻ ﻣﻦ رﺣﻢ رﺑﻲ ،وھﻢ ﻣﻮﺟﻮدون ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ،وﻻ ﯾﺰاﻟﻮن ﯾﻘﺒﻀﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺮ ،ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ ﺗﺒﻘﻰ أن ﻗﯿﺎدة
ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ ﻋﺒﺮ ﻣﺴﯿﺮﺗﮭﺎ ،وﻣﻨﺬ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻌﺸﺮ ﻋﺎم ،1974ﺛﻢ ﻗﯿﺎدة ﺣﻤﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻘﯿﺎدة ﻋﺪد ﻣﻦ
اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻟﯿﺴﺎرﯾﺔ ،ﺛﻢ اﻗﻄﺎب اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﻤﻮﻟﺔ أﺟﻨﺒﯿﺎً ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﺟﻮارھﺎ ،ﺗﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ زﺣﺰﺣﺔ ﻗﻄﺎع
واﺳﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ” اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ “ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ،وﺟﺎءت ﻣﺪاﺧﻠﺔ إدوار ﺳﻌﯿﺪ وﻋﺰﻣﻲ ﺑﺸﺎرة ﻟﺘﺘﻤﻢ ذﻟﻚ اﻟﺘﻠﻮث اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺑﺘﻠﻮث آﺧﺮ ،ﻋﻘﺎﺋﺪي ،أﻛﺜﺮ ﺧﻄﻮرة ،
ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ” دوﻟﺔ واﺣﺪة “ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻣﻮاﻃﻨﯿﮭﺎ ،ﻋﺮﺑﯿﺔ-ﯾﮭﻮدﯾﺔ ،وﻟﺘﻮﺟﮫ ﺿﺮﺑﺔ أﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﻟﻔﻜﺮة ﻋﺮوﺑﺔ اﻷرض ،
وھﻲ أﺳﺎس اﻟﺼﺮاع ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪء :ھﻞ اﻷرض ﻋﺮﺑﯿﺔ أم ﯾﮭﻮدﯾﺔ ؟
ﻟﻢ ﯾﺒﺪأ اﻟﺘﺪھﻮر ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ ﻣﻊ ”اﻟﺮﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ“ ،إﻧﻤﺎ ﺟﺎء ”اﻟﺮﺑﯿﻊ“ اﻟﻤﺰﻋﻮم ﻟﯿﺰﯾﺪ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ
ﺗﺪھﻮراً .ﻓﺎﻟﺘﺪھﻮر ﺑﺪأ ﻣﻊ ﺗﻘﮭﻘﺮ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ،وﺗﻜﺮس ﻣﻊ زﯾﺎرة أﻧﻮر اﻟﺴﺎدات ﻟﻠﻘﺪس ﻋﺎم ،1977
وﻣﻊ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻦ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺮﺑﺎط ﻋﺎم 1974ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ” اﻟﻤﻤﺜﻞ اﻟﺸﺮﻋﻲ
واﻟﻮﺣﯿﺪ “ ،ﺛﻢ ” ﻧﻘﺒﻞ ﺑﻤﺎ ﯾﻘﺒﻞ ﺑﮫ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﻮن “ !!..ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺼﺮ أن ذﻟﻚ اﻟﺘﺪھﻮر ھﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺣﺼﺎد
ﻧﮭﺞ اﻟﺘﺴﻮﯾﺔ واﻻﺳﺘﺴﻼم ،ﻋﺮﺑﯿﺎً وﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺎً ،وأﻧﮫ ﻧﺘﺎج ﺿﺮب اﻟﻌﺮاق وإﺧﺮاﺟﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺼﺮاع ،وأﻧﮫ ﺳﯿﺰﯾﺪ ﻣﻊ
اﺳﺘﻨﺰاف ﺳﻮرﯾﺔ واﻟﺠﯿﺶ اﻟﻤﺼﺮي وﺑﻘﯿﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وأن وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺘﺪھﻮر ﻻ ﯾﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ
اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ،وﺗﺤﻘﯿﻖ ﺷﺮوﻃﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻌﺒﻮﯾﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ .
وﻣﺎذا ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ :
ھﻞ ﻛﺎن ﻟﻜﻞ ذﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ أو اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﺣﻼً ..؟
ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ .أﻣﺎ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﻮن واﻟﻤﺜﻘﻔﻮن ـ إﻻ اﻟﻘﻠﯿﻞ -وﺗﻠﻚ اﻟﺸﺮﯾﺤﺔ
اﻟﻤﻤﺘﺎزة ﻋﻠﻤﺎً وﻣﺎﻻً ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﺻﻄﻨﺎﻋﺎً وﺗﮭﺮﯾﺠﺎً وﺗﻀﻠﯿﻼً وﺿﯿﺎﻋﺎً ﻟﻠﻮﻗﺖ واﻟﻤﺎل و“ ﺿﺤﻜﺎً ﻋﻠﻰ
اﻟﻨﺎس “ واﻓﺘﻌﺎﻻً ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺟﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ وﻋﻦ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ وﻛﺎن اﻟﻤﺘﺤﺬﻟﻘﻮن ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺮون ﻓﯿﮭﺎ
ﺧﻄﺔ ﻣﺪﺑﺮة ﻻﺿﻔﺎء ﺷﻜﻞ ﺟﻤﺎھﯿﺮي ﻋﻠﻰ دﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺔ ﻋﺴﻜﺮﯾﺔ ﻻ ﺗﺮﯾﺪ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺤﻘﯿﻘﺘﮭﺎ .وﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺔ ﻛﻞ أوﻟﺌﻚ أن
اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھﻲ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄت ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ھﻲ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﻧﻈﺎﻣﮭﺎ وﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدھﺎ أو
ﺗﺤﺮﻛﮭﺎ أو ﺗﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﯾﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻧﺸﺎﻃﮭﺎ .ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ “ ﺗﻠﻤﻠﻢ “ ﻟﺘﺮى أو ﺗﺴﻤﻊ أو ﺗﺼﻔﻖ أو ﺗﺘﻈﺎھﺮ ﺛﻢ ﺗﻔﺾ
ﺣﯿﻦ ﯾﻄﻠﺐ ﻣﻨﮭﺎ ﻗﺎدة اﻟﺜﻮرة .وﻛﺎن ﻛﻞ ھﺬا ﺻﺤﯿﺤﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ .وﻣﻦ ھﻨﺎ ﻓﺈن اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻮﻗﻌﻮا ﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ أو ﻣﻦ
ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ أن ﺗﻜﻮن ھﻲ ذاﺗﮭﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ دﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻗﺪ ﺧﺎب أﻣﻠﮭﻢ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﻮا ﻟﮭﺎ وﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﻮا ﻣﻨﮭﺎ.
أﻣﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻘﻔﻮن ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﺴﺐ وﯾﺮوﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﺣﺘﯿﺎﺟﺎﺗﮫ اﻟﻔﻌﻠﯿﺔ ﻓﻼ ﺷﻚ
ﯾﻘﺪرون ﻣﺎ أﺳﮭﻢ ﺑﮫ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﻲ اﻷول ﻟﻠﺜﻮرة ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ.
اﺷﺘﺮﻛﺖ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﻌﺮﯾﻀﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺟﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ اﺷﺘﺮاﻛﺎً ﺷﻜﻠﯿﺎً .ﻓﻠﯿﻜﻦ .وﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﺸﺘﺮك
ﻓﻲ أﯾﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ وﻟﻢ ﯾﻜﻦ أﺣﺪ ﯾﮭﺘﻢ ﺑﺈﺷﺮاﻛﮭﺎ .ﺗﺤﺮﻛﺖ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﺑﺎﻻﻏﺮاء أو ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻘﺴﺮ .ﻓﻠﯿﻜﻦ .وﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ اﻋﺘﺎدت ﻋﺪم اﻟﺤﺮﻛﺔ أﺻﻼً .ﺟﻤﻌﺖ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻟﻤﻠﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺮادﻗﺎت ﻟﺘﺴﻤﻊ اﻟﺨﻄﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﮭﻢ ﻣﻨﮭﺎ
ﺷﯿﺌﺎ .ﻓﻠﯿﻜﻦ .وﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺠﺘﻤﻊ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﻊ وﻻ ﺗﮭﺘﻢ ﺑﺄن ﺗﺴﻤﻊ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً وﻟﻢ
ﯾﻜﻦ أﺣﺪ ﯾﮭﺘﻢ ﺑﺄن ﯾﺴﻤﻌﮭﺎ ﺧﻄﺒﺎً ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ .ﺷﺪت ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ إﻟﻰ أﺷﻜﺎل ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻌﺎم .
ﻓﻠﯿﻜﻦ .وﻟﻜﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﺘﺒﮫ أﺻﻼً ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم .رﻛﺰت ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﯿﯿﻦ واﻟﺠﮭﻠﺔ وﻟﻢ
ﺗﺘﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﻠﻤﺜﻘﻔﯿﻦ .ﻓﻠﯿﻜﻦ .ان ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻷﻣﯿﯿﻦ واﻟﺠﮭﻠﺔ وﻟﯿﺲ
ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺜﻘﻔﯿﻦ .
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر إن اﻟﺜﻮرة ﻟﻢ ﺗﺤﻞ ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺘﮭﺎ اﻷوﻟﻰ “ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺷﯿﺌﺎً ﯾﮭﻢ اﻟﻠﯿﺒﺮاﻟﯿﯿﻦ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻓﻲ
ﻣﺼﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻗﺘﺤﻤﺖ ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻊ وأﯾﻘﻈﺖ ﻛﻞ اﻟﻨﯿﺎم و ﺣﻤﻠﺘﮭﻢ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻔﺘﺤﻮا أﻋﯿﻨﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وان
ﯾﺴﺘﻤﻌﻮا إﻟﻰ أﺣﺎدﯾﺚ وأﻧﺎﺷﯿﺪ اﻟﺤﺮﯾﺔ .وﻟﻘﻨﺘﮭﻢ أول دروس اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ .وأھﻢ ﻣﻦ ھﺬا ﻛﻠﮫ اﻧﮭﺎ أﻗﻨﻌﺘﮭﻢ وﺣﺎوﻟﺖ
أن ﺗﻘﻨﻌﮭﻢ وﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻷﺳﺎﻟﯿﺐ أﻧﮭﻢ اﻷﺻﻞ واﻟﻌﻨﺼﺮ اﻷھﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ .وھﻲ ﻣﺤﺎوﻻت ﻟﻢ ﯾﺼﺪﻗﮭﺎ
ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ ﺷﻌﺐ ﺗﺂﻣﺮت ﻛﻞ اﻷﺣﺰاب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻟﮫ ﻓﺎﻧﻌﺰل .وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻧﺠﺎزاً دﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺎً ﻛﺒﯿﺮ ﺑﺼﺮف
اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﻦ ﺑﻘﻲ ﯾﻘﻈﺎً وﻣﻦ ﻋﺎد إﻟﻰ ﻧﻮﻣﮫ ،ﻣﻦ ﺻﺪق أن ﻟﮫ ﺣﻘﺎً وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺼﺪق ،و ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ أﺳﺒﺎب
اﻟﻀﺤﻚ ﻣﺮﺣﺎً أو اﻟﻀﺤﻚ ﺳﺨﺮﯾﺔ .أﯾﺎً ﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ دﻟﯿﻼً ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺻﺤﺘﮫ ﻋﻠﻰ إﺻﺮار
اﻟﺜﻮرة وﻗﺎﺋﺪھﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮاھﺎ اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺪة وھﻮ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺸﻌﺐ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﻮة ﺗﻠﺘﮭﺎ ﺧﻄﻮات .ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﻨﺎوﻟﮭﺎ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ .ﻓﻠﻨﻨﺘﻈﺮ اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ.
اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻛﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻟﻠﺸﻌﺐ :
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻷوﻟﻰ :
" اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ـ اﻟﺨﻄﺄ ـ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ “ ﺗﻠﻚ ھﻲ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺜﻼث ﻟﻠﻤﻨﮭﺞ اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﻲ اﻟﺬي ﻋﺎﻟﺞ ﺑﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ
اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ .وﺑﮭﺬه اﻟﺤﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺗﻨﺘﮭﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،ﺛﻢ ﻧﺒﺪأ ﺑﻌﺪھﺎ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ
اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :اﻟﺨﻄﺄ .ﺗﻤﮭﯿﺪاً ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺧﺘﺎﻣﯿﺔ ﯾﻜﻮن ﺣﺪﯾﺜﻨﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺤﯿﺢ .ﺑﺪون أن ﻧﻨﺴﻰ أن اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻛﻠﮫ ﻋﻦ
ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﺧﻄﺄ ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ وﺗﺼﺤﯿﺢ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ .وأن اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻛﻠﮫ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وﻟﯿﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﮫ إﻻ اﻟﻤﻘﺪﻣﺎت
اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﮫ اﻟﻤﺠﺎل ،واﻟﮭﻮاﻣﺶ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﮫ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ،وﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﻠﯿﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﮭﻢ ﻣﻀﺎﻣﯿﻨﮫ ﺛﻢ
اﻟﻌﻨﺎوﯾﻦ.
ﻧﻘﻮل ھﺬا وﻧﺪﻋﻮ اﷲ أن ﯾﻠﮭﻢ اﻟﺼﺒﺮ ﻟﻤﻦ ﺑﺪأوا ﯾﻀﯿﻘﻮن ﺑﺤﺪﯾﺚ ﻃﺎل ﺑﺪون أن ﯾﺼﺎدﻓﻮا ﻓﯿﮫ ﻧﻘﺪاً ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ
ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪه وھﻮ ﻣﯿﺖ وﻣﺎ ﺳﺒﺤﻨﺎ ﺑﻐﯿﺮ ﺣﻤﺪ اﷲ وھﻮ ﺣﻲ ،ﻟﻜﻞ ﺷﻲء آن واﻟﺼﺒﺮ ﻃﯿﺐ .وﻗﺮﯾﺒﺎً ﺳﻨﺪﻋﻮ اﷲ أن
ﯾﻠﮭﻢ اﻟﺼﺒﺮ ﻟﻤﻦ ﺳﯿﻀﯿﻘﻮن ﺑﺤﺪﯾﺜﻨﺎ ﻟﻔﺮط ﻣﺎ ﺳﯿﺘﻀﻤﻨﮫ ﻣﻦ ﻋﺮض ﻷﺧﻄﺎء ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻋﻼﺟﮫ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ .
اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻧﻨﺎ ﻧﻜﺸﻒ أو ﻧﻜﺘﺸﻒ ،رؤﯾﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ وﻣﺤﺎوﻻﺗﮫ ﺣﻠﮭﺎ .وﻗﺪ ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻨﺎھﺎ ،ﯾﻌﺘﻘﺪ أﻧﮫ ﯾﺤﻠﮭﺎ اﻟﺤﻞ اﻟﺼﺤﯿﺢ .وﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ ﺳﯿﻘﻮل ﻟﻨﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻧﻔﺴﮫ ﻣﺎ ھﻲ اﻷﺧﻄﺎء وﻧﺤﻦ
ﻻ ﻧﺮﯾﺪ أن ﻧﺘﺪﺧﻞ ﻓﻨﺴﺒﻘﮫ.
اﻟﻤﮭﻢ ،أن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ،أي ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﻋﺎم ،1955ﻋﺒّﺮ ﺑﻘﻮة ﻋﻦ اﻗﺘﻨﺎﻋﮫ ﺑﻨﺠﺎح ﻣﺎ ﺗﻢ
ﻣﻦ ﺧﻄﻮات ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ ،وﺑﮭﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ،ﺑﻞ إﻧﮫ أﻋﻠﻦ اﻧﺘﺼﺎره ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .ﻗﺎل ﻓﻲ
ﻧﺠﻊ ﺣﻤﺎدي ﯾﻮم 5ﯾﻮﻟﯿﻮ “ :1955إذا ﻗﻠﻨﺎ أن ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻗﺪ اﻧﺘﮭﺖ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻨﻲ أﻧﻜﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺘﻢ ﻣﺠﻠﺲ
اﻟﺜﻮرة ﻻ ﻋﺸﺮة ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﻂ .أن اﻟﺸﻌﺐ ﺟﻤﯿﻌﺎً ،ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎل ،ﯾﺼﺒﺢ ھﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺜﻮرة .ھﺬا ھﻮ ﻣﻌﻨﻰ
اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاﻃﯿﺔ وھﺬا ھﻮ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺮﯾﺔ وھﺬا ھﻮ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ” .وﻗﺎل ﻓﻲ ﻗﺮﯾﺔ ﺑﺮﻧﺸﺖ ﯾﻮم 23ﯾﻮﻟﯿﻮ “ : 1955ھﺎ
ﻧﺤﻦ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام أﻗﻮل ﻟﻜﻢ اﻧﻨﺎ اﻧﺘﺼﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ وﺣﻘﻘﻨﺎ اﻟﺠﻼء واﻟﺜﻮرة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻘﻀﯿﻨﺎ ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ اﻟﻘﺪاﻣﻰ وأﻋﻮاﻧﮭﻢ ،ھﺬا اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺬي ﺧﯿﻢ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻮﻃﻦ وﻛﻨﺎ
ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ اﻟﻜﺜﯿﺮ .ﻟﻘﺪ اﻧﺘﺼﺮﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﺜﻮرة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .وﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺎھﺮة ﯾﻮم 16ﯾﻨﺎﯾﺮ “ :1956
اﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﯾﺎ أﺧﻮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺧﻼل ھﺬه اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺜﻼث أن ﻧﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻜﺎر ﻧﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﯿﻄﺮة رأس اﻟﻤﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ
وأن ﻧﻘﯿﻢ ﺣﻜﻤﺎً ﻧﻈﯿﻔﺎً ﯾﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺿﻤﯿﺮ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ وﯾﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﯿﺔ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ وﯾﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ آﻣﺎل ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ..ﻛﺎﻧﺖ
ﻓﺘﺮة اﻟﺴﻨﯿﻦ اﻟﺜﻼث اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ ﻓﺘﺮة ھﺪم وﻓﺘﺮة ﺗﺼﻔﯿﺔ ﻟﻠﺮﺟﻌﯿﺔ واﻻﺳﺘﻌﻤﺎر وﻻﻋﻮان اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر .وﻟﻜﻨﺎ اﻟﯿﻮم ﻧﻌﻠﻢ أن
ھﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر ھﻮ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻜﻔﺎح ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺒﻨﺎء .إن اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺪﻓﻨﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﯾﺮﺳﻢ اﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ
ﻏﺮﺿﻨﺎ اﻷﻛﺒﺮ .إن اﻟﺪﺳﺘﻮر ھﻮ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻷﺑﻨﺎء ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ .إن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي ﻧﻌﻠﻨﮫ وﺛﯿﻘﺔ ﺗﻜﺘﺐ وﻻ وﺛﯿﻘﺔ ﻟﻠﺨﺪاع
وﻻ وﺛﯿﻘﺔ ﻟﻠﺘﻀﻠﯿﻞ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻨﮫ ﻧﺤﻦ اﻟﺸﻌﺐ ..ﻻ ﯾﻌﻠﻨﮫ ﻓﺮد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد وﻻ ﺳﻠﻄﺎن وﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﻄﺔ .ان اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي
ﻧﻌﻠﻨﮫ اﻟﯿﻮم ﯾﺒﯿﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﻜﻔﺎح وﻻ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻜﻔﺎح " .إن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺬي ﻧﻌﻠﻨﮫ اﻟﯿﻮم ﯾﺒﯿﻦ وﺳﯿﻠﺔ اﻟﻜﻔﺎح وﯾﺮﺳﻢ وﺳﯿﻠﺔ
اﻟﻜﻔﺎح " " .أﯾﮭﺎ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻮن :إن اﻟﺜﻮرة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ ﺗﺒﺪأ اﻟﯿﻮم .ﺛﻮرة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻤﻞ .ﺛﻮرة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻨﺎء .ﺛﻮرة
ﯾﻤﺎرﺳﮭﺎ اﻟﺸﻌﺐ ،ﺛﻮرة ﯾﺤﺮﺳﮭﺎ اﻟﺸﻌﺐ .ﺗﺤﺮﺳﻮﻧﮭﺎ أﻧﺘﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎً وﯾﺤﺮﺳﮭﺎ أوﻻدﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻛﻢ وﯾﺤﺮﺳﮭﺎ أﺣﻔﺎدﻛﻢ“ .
ﺛﻢ ﯾﻌﻠﻦ ﻣﻦ دار اﻟﺮﯾﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎھﺮة ﯾﻮم 17ﯾﻨﺎﯾﺮ 1956ﻗﺮار اﻻﻧﺘﺼﺎر “ :ﻟﻘﺪ زاﻟﺖ دوﻟﺔ اﻷﻗﻄﺎع وﻗﺎﻣﺖ دوﻟﺔ
اﻷﺣﺮار .اﻧﺘﮭﺖ دوﻟﺔ اﻷﺳﯿﺎد واﻟﻌﺒﯿﺪ وﻗﺎﻣﺖ دوﻟﺔ اﻟﻤﺴﺎواة ﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ ھﺬه اﻷرض أﺣﺮار“ .ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ..؟
ھﺬا ﺟﺰء ﻣﻦ واﻗﻊ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﻓﻌﻦ أي اﺻﻼح ﯾﺘﺤﺪّﺛﻮن ؟؟
وﺣﺪة ذات ﻃﺎﺑﻊ ﻗﻮﻣﻲ .
د.ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎرة .
ﻓﺎذا ﻛﺎن ﺗﻌﺪد اﻵﻟﮭﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب اﻟﻮﺛﻨﯿﯿﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﻼم رﻣﺰا ﯾﺸﯿﺮ اﻟﻰ ﺗﻌﺪد اﻟﮭﻮﯾﺎت ،وﺗﺸﺘﺘﮭﺎ وﺗﺒﺎﯾﻨﮭﺎ ،ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻼﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ ،واﻟﻰ اﻧﻌﺪام اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﺟﺪاﻧﯿﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻗﺮﯾﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﺬا
اﻻﻧﺴﺎن ،ﻓﺎن اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﺪﯾﻨﻲ اﻟﺬي ﺟﺎء ﺑﮫ اﻻﺳﻼم ،ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻘﯿﺔ واﻟﺒﺴﯿﻄﺔ ،ﻗﺪ ﻛﺎن ﺑﻼ ﺷﻚ ـ ﺿﻤﻦ ﻣﺎ
ﻛﺎن ـ رﻣﺰا ﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ھﻮﯾﺔ ھﺬا اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،واﻟﺴﺒﯿﻞ ﻟﺠﻤﻊ ﺷﺘﺎت ھﺬه اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺣﻮل راﯾﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﯾﺒﻨﻲ اﺻﺤﺎﺑﮭﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ
واﺣﺪا ﻣﻮﺣﺪا ﻋﻠﻰ اﺷﻼء اﻟﺘﻤﺰق واﻟﻔﺮﻗﺔ واﻟﺸﺘﺎت واﻟﻀﯿﺎع ..
ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ اذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﻷﻋﺮاب ) ﺳﻜﺎن اﻟﺒﺎدﯾﺔ ( ﻗﺪ ﺣﺎرﺑﻮا ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ھﺬه اﻟﺮاﯾﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪﯾﺔ دون ان ﯾﺼﻞ اﻻﯾﻤﺎن
ﺑﺎﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺮوﺣﯿﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ اﻟﺠﺪﯾﺪ اﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ،وﻓﻲ ذﻟﻚ ﯾﻘﻮل اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ " :ﻗﺎﻟﺖ اﻻﻋﺮاب آﻣﻨﺎ ،ﻗﻞ ﻟﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮا ،
وﻟﻜﻦ ﻗﻮﻟﻮا أﺳﻠﻤﻨﺎ ،وﻟﻤﺎ ﯾﺪﺧﻞ اﻻﯾﻤﺎن ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ".ﻓﻠﻘﺪ اﺳﻠﻤﻮا ﺑﺄن اﻧﺨﺮﻃﻮا ﻓﻲ ﺳﻠﻚ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪي
اﻟﺠﺪﯾﺪ ،دون ان ﺗﺨﺎﻟﻂ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺮوﺣﯿﺔ ـ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﻗﺴﻤﺎت اﻻﺳﻼم اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ ـ ﺷﻐﺎف ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ ،ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﻓﻲ واﻟﺤﺪ
اﻟﻤﻄﻠﻮب ..
ان ھﻨﺎك ﻋﺮﺑﺎ ﻣﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﺎوﻧﻮا ﻣﻊ ﺟﯿﻮش اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﺣﺎرﺑﻮا ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻓﮭﺎ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ اﻟﺒﯿﺰﻧﻄﯿﯿﻦ ..
ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻋﺮب ﺣﻤﺺ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻧﺎﺻﺮوا أﺑﺎ ﻋﺒﯿﺪة ﺑﻦ اﻟﺠﺮاح ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻮﻗﻌﺔ اﻟﯿﺮﻣﻮك ﺿﺪ ھﺮﻗﻞ ﻗﯿﺼﺮ اﻟﺮوم
،وﺣﺪث ذﻟﻚ أﯾﻀﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ " اﻟﺠﺮاﺟﻤﺔ " ﺳﻜﺎن " اﻟﺠﺮﺟﻮﻣﺔ " ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﯾﺎ ،ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﺧﻠﻒ
اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺣﺒﯿﺐ ﺑﻦ ﻣﺴﯿﻠﻤﺔ اﻟﻔﮭﺮي ..ﺑﻞ ﻟﻘﺪ ﺻﻨﻊ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻻة اﻟﻔﺮس اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا
ﯾﺤﻜﻤﻮن ﺷﻌﺒﺎ ﻋﺮﺑﯿﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،ﻓﺎﻧﺤﺎزوا ﻣﻊ ﺷﻌﺒﮭﻢ اﻟﻰ ﺻﻒ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة وﻗﺎﺗﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻌﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ..ﻓﮭﻢ
ﻋﺮب ﻇﻠﻮا ﻋﻠﻰ دﯾﺎﻧﺘﺎھﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﺳﺎھﻤﻮا ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪة اﻟﺠﺪﯾﺪة ،وﻟﻘﺪ رﺣﺐ ﺑﻤﻮﻗﻔﮭﻢ اﻟﻘﻮﻣﻲ ھﺬا ،
واﻋﻔﺎھﻢ ،ﻓﻲ ﻧﻈﯿﺮه ،ﻣﻦ دﻓﻊ اﻟﺠﺰﯾﺔ ﻗﺎدة اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﻮﻣﺌﺬ وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﻢ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب ..
اﻟﻔﻜﺮ ﯾﺆازر اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ :
وﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻨﻈﺮي ،ﻧﺠﺪ ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺤﺎﺳﻢ اﻟﺬي وﻗﻔﮫ اﻟﺮﺳﻮل ) ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ( ﻣﻦ
ھﺬه اﻟﻘﻀﯿﺔ ..ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﯾﻘﻒ " ﻗﯿﺲ ﺑﻦ ﻣﻄﺎﻃﯿﺔ " ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﻟﯿﻌﺮض ﺑﺄﻋﺠﻤﯿﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ و
ﺻﮭﯿﺐ اﻟﺮوﻣﻲ ن وﺑﻼل اﻟﺤﺒﺸﻲ ،ﯾﺎﺧﺬ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺑﺘﻼﺑﯿﺒﮫ وﯾﻘﻮده اﻟﻰ اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم ..ﺛﻢ ﯾﺼﻌﺪ
اﻟﻰ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﯿﻘﻮل " اﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس ،ان اﻟﺮب واﺣﺪ ن واﻻب واﺣﺪ ،وﻟﯿﺴﺖ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺄﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ اب او أم ،واﻧﻤﺎ ھﻲ
اﻟﻠﺴﺎن ن ﻓﻤﻦ ﺗﻜﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﮭﻮ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻓﯿﻀﻊ ﺑﮭﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺨﻄﯿﺮة أﺳﺴﺎ ﺟﺪﯾﺪة ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ و اﻟﻮﻻء ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،
ﺑﻌﯿﺪ ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﺮق ن واﻟﺠﻨﺲ ن واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ن وھﻮ ﻣﻔﮭﻮم ﺣﻀﺎري ﯾﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ ن وﻣﺎ
ﺗﻤﺜﻠﮫ ﻣﻦ آداب وﻋﺎدات و ﺗﻘﺎﻟﯿﺪ ،ﺳﺒﯿﻼ ﻟﻠﺘﻼﺣﻢ ﺑﯿﻦ اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ وأﺧﯿﮫ اﻻﻧﺴﺎن ...
دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎرﯾﺦ .
ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷرض ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﺤﯿﺎة :
ﺗﺮدد إﺑﺮﯾﻞ ،راﺋﺤﺔ اﻟﺨﺒﺰِ
ﻓﻲ اﻟﻔﺠﺮ ،آراء اﻣﺮأة ﻓﻲ اﻟﺮﺟﺎل،
ﻛﺘﺎﺑﺎت أﺳﺨﯿﻠﯿﻮس ،أول اﻟﺤﺐ،
ﻋﺸﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮٍ،
أﻣﮭﺎتٌ ﺗﻘﻔﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﯿﻂ ﻧﺎي،
وﺧﻮف اﻟﻐﺰاة ﻣﻦ اﻟﺬﻛﺮﯾﺎتْ .
ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷرض ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﻖ اﻟﺤﯿﺎةْ :
ﻧﮭﺎﯾﺔُ أﯾﻠﻮلَ ،
ﻏﯿﻢٌ ﯾُﻘّﻠﺪُ ﺳِﺮﺑﺎً ﻣﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت،
ھﺘﺎﻓﺎتُ ﺷﻌﺐ ﻟﻤﻦ ﯾﺼﻌﺪون إﻟﻰ ﺣﺘﻔﮭﻢ ﺑﺎﺳﻤﯿﻦ ،
وﺧﻮفُ اﻟﻄﻐﺎة ﻣﻦ اﻷﻏﻨﯿﺎتْ ..
ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷرض ﻣﺎ ﯾﺴﺘﺤﻖّ اﻟﺤﯿﺎةْ :
ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻷرض
ﺳﯿﺪةُ اﻷرض،
أم اﻟﺒﺪاﯾﺎت أم اﻟﻨﮭﺎﯾﺎت.
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ.
ﺻﺎرتْ ﺗﺴﻤﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ.
ﺳﯿﺪﺗﻲ :أﺳﺘﺤﻖ،
ﻷﻧﻚ ﺳﯿﺪﺗﻲ ،
أﺳﺘﺤﻖ اﻟﺤﯿﺎة .
ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ). (1
اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺼﻤﺖ ﺳﯿﻒ اﻟﺪوﻟﺔ .
ان ﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮع اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻗﺪ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺳﯿﺎق ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﮭﻤﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻠﯿﺲ
ﻣﺮﺟﻊ ھﺬا اﻟﻰ اﻧﮫ ﻣﮭﻤﺔ ﻣﺮﺣﻠﯿﺔ .أﺑﺪا .ﻣﺮﺟﻌﮫ إﻟﻰ ا ﻧﮫ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻤﺸﺘﺮك “ اﻟﺜﺎﺑﺖ “ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ
اﻟﻰ ان ﺗﺘﺤﺮر ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .ﻛﺎن ﻻزﻣﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪا ﯾﺔ وھﻮ ﻻزم اﻻن ،وﺳﯿﺒﻘﻰ ﻻزﻣﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ .ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺼﺮ اﻧﻤﺎ ﻧﺘﺤﺪث
ﻋﻨﮫ ﻛﻮاﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﻤﺎت اﻟﻤﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻟﻨﻌﯿﺪ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﯿﮫ ﻛﻌﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ وﺟﻮھﺮي ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻨﻀﺎل
اﻟﻌﺮﺑﻲ .ﺛﻢ ﻟﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﮫ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﯿﮭﺎ دﻋﻮات اﻟﺴﻼم واﻟﺤﻠﻮل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ .ﻓﺎﻻﺻﻞ ان ﺗﻜﻮن دﻋﻮة
اﻟﺴﻼم ﻣﺸﺮوﻃﺔ ﺑﺎﺳﺘﺮداد اﻟﺤﻖ اﻟﻤﻐﺘﺼﺐ .ودﻋﻮة ﻛﮭﺬه ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻹﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل
دﻋﻮة اﻟﺴﻼم اﻟﻰ ﺑﺪﯾﻞ ﻋﻦ اﺳﺘﺮداد اﻟﺤﻖ اﻟﻤﻐﺘﺼﺐ ﻓﮭﻰ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻜﻒ ﻋﻦ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو واﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔﺮص
ﻟﻠﻤﺴﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ذاﺗﮫ .ﻛﺬﻟﻚ اﻻﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ أن ﯾﻜﻮن ﻣﺴﺎﻧﺪآ ،وﺗﺎﺑﻌﺎ ،ﻻﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﻨﯿﻔﺔ.
وھﻮ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻮﺟﮫ ﻻزم ﻟﺰوم اﻟﺒﻨﺪﻗﯿﺔ ذاﺗﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ وﺻﻞ اﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﺠﻠﻮس ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﯿﺘﻨﺎﻣﯿﺔ اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ان ﺗﻜﺴﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻮى دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ وان ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾﺲ اﺷﮭﺮا ﻃﻮﯾﻠﺔ،
وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻛﻞ اﺟﺘﻤﺎع ،ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺎﻧﺪ اﻟﻘﺘﺎل اﻟﻤﺴﻠﺢ وﺗﺴﺘﻨﺪ اﻟﯿﮫ ،وﺗﻀﻊ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ
ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ .اﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻛﺒﺪﯾﻞ – وﻟﻮ وﻗﺘﻲ – ﻋﻦ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﺎن ﻋﻨﺼﺮ “
ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو “ ﯾﺘﻌﺮض اﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺟﺴﯿﻤﺔ ﻟﯿﺲ اﺧﻄﺮ ھﺬه اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﺒﺮع ﻟﻠﻌﺪو ﺑﮭﺪﻧﺔ ﯾﻠﺘﻘﻂ ﻓﯿﮭﺎ
اﻧﻔﺎﺳﮫ وﯾﻌﺒﻰء ﻓﯿﮭﺎ ﻗﻮاه ﺑﻞ اﺧﻄﺮھﺎ اﻟﻘﺬف ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ اﻧﻔﺴﮭﻢ اﻟﻰ ﻣﯿﺎه اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ اﻻﺳﻨﺔ وﺗﻌﺮﯾﻀﮭﻢ ﻟﻤﺮض اﻟﻤﻠﻞ
واﻟﺮﻛﻮد اﻟﺬي ﯾﺴﺤﻖ ﻗﻮاھﻢ اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ ﺛﻢ ﺗﺠﮭﯿﺰ اﻟﺸﻌﺐ ﻧﻔﺴﮫ إﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ وﻧﻔﺴﯿﺎ ﻟﻼﺳﺘﺴﻼم ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ
اﺳﺘﻤﺮاء ﺣﯿﺎة اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺤﻘﻮق ﻣﺎ ﺗﺰال ﻣﻐﺘﺼﺒﺔ…
ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﺣﻞ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻤﻌﻘﺪة ؟ ..اﻟﺴﻼم ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺤﺮب .اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﻋﺪاد ﻟﻠﺤﺮب ﺑﺪون إﻋﻄﺎء
ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﺪو ﻟﻼﻋﺪاد ﻟﮭﺎ .اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻻ ﺗﺆدي اﻟﻰ اﻻﺳﺘﺴﻼم؟ ﯾﺘﻢ ﻛﻞ ھﺬا ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ
اﻟﻌﺪو.
ان ھﺬه ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻣﺼﺪرھﺎ ﺧﺒﺮة اﻟﻤﻨﺘﺼﺮﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك اﻟﺘﺤﺮر .ﺛﻢ ﺗﻌﻄﯿﻨﺎ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻣﺒﺮرا ﺟﺪﯾﺪا،
واﺻﯿﻼ ﯾﻜﺎد ﯾﻤﺰج ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻖ ﻧﻔﺴﮫ وﺑﯿﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ،وﯾﺠﻌﻞ ﻓﺾ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﯾﻜﺎد ﯾﻤﺘﺰج
ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﯾﻂ ﻓﻲ اﻟﺤﻖ.
اذن ﻣﺎ اﻟﺬي ﺗﺮﯾﺪه اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ؟
اﻋﻨﻲ ﻣﺎ ھﻮ اﻟﮭﺪف اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﻣﻦ اﺟﻠﮫ ﺗﻜﻮﻧﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ؟ اﻧﮫ ﻛﻼم ﻣﻌﺎد وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼ ﺑﺄس ﻓﻲ أن ﻧﻌﯿﺪه
ﻷن اﻻﺟﺎﺑﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺴﺆال ﯾﺠﺐ أن ﺗﻈﻞ ﺣﺎﺿﺮة داﺋﻤﺎً ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻗﻮاه اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ
،ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻮه ﺗﻠﻚ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺘﺎھﺎت اﻟﺘﻜﺘﯿﻜﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ ﻋﻦ ھﺪﻓﮭﺎ اﻷﺻﯿﻞ .إذ أﻧﮫ وراء ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ
واﻟﺘﻜﺘﯿﻜﯿﺔ واﻟﻤﻨﺎورات اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﻔﺪاﺋﯿﺔ ﯾﺒﻘﻰ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ ھﻮ ھﺰﯾﻤﺔ
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻓﻲ ھﺪﻓﮭﺎ اﻻﺳﺎﺳﻲ أﯾﻀﺎً.
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺪف اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻻﺳﺎﺳﻲ ﺗﺠﻤﯿﻊ اﻟﯿﮭﻮد وﺗﺪرﯾﺒﮭﻢ وﺗﺴﻠﯿﺤﮭﻢ وﻧﻘﻠﮭﻢ إﻟﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .ھﺬه ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ
ﻃﺮﯾﻖ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ .وﻟﯿﺲ ھﺪف اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻻﺳﺎﺳﻲ ھﻮ إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﺤﻤﻞ إﺳﻢ
إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﺗﺤﯿﻲ أﺣﻼﻣﮭﻢ اﻟﻤﯿﺘﺎﻓﯿﺰﯾﻘﯿﺔ .ھﺬه ﺧﻄﻮة إﻟﻰ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ .وﻟﯿﺲ ھﺪف اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺗﺤﻄﯿﻢ
اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وھﺰﯾﻤﺘﮭﺎ ﻟﻤﺠﺮد أن ﺗﺜﺒﺖ اﺳﻄﻮرة اﻟﺘﻔﻮق ﻟﺸﻌﺐ اﷲ اﻟﻤﺨﺘﺎر .ھﺬه اﯾﻀﺎً ﺧﻄﻮة ﻋﻠﻰ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﮭﺪف
اﻷﺳﺎﺳﻲ.
ﯾﺘﺒﻘﻰ اﻟﮭﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ وراء ﻛﻞ ھﺬا ھﻮ ان “ ﯾﻌﯿﺶ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻻرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺣﯿﺎة آﻣﻨﺔ وﻣﺴﺘﻘﺮة ﺗﺴﻤﺢ ﻟﮭﻢ
ﺑﺄن ﯾﺘﻔﺎﻋﻠﻮا ﻣﻊ اﻻرض وان ﯾﺤﻘﻘﻮا اﻟﺮﺧﺎء واﻟﻤﺘﻌﺔ ﻟﻠﺬﯾﻦ ﺟﻤﻌﻮھﻢ ﻣﻦ أﻃﺮاف اﻷرض .واﻻﻓﻜﺎر اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻄﺮح ﺣﺮﻛﺘﮭﺎ ﻛﺤﺮﻛﺔ ﻗﻮﻣﯿﺔ ،وﺗﻄﺮح اﻟﯿﮭﻮد ﻛﺄﻣﺔ ،ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻠﻢ اﻟﯿﻘﯿﻦ ﺑﺄن اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻷي ﺷﻌﺐ ﻻ ﯾﺘﻢ ﺑﻤﺠﺮد
ﺗﻮاﺟﺪه ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻌﺔ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ ﺑﻞ ﯾﺘﻢ ﺑﺘﻔﺎﻋﻠﮫ اﻟﺤﺮ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻻرض وﺑﻨﺎء ﺣﻀﺎرة ﻗﻮﻣﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ.
ﻣﻦ أﺟﻞ ھﺬا ،ﺗﻘﺎﺗﻞ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻮة دوﻟﺘﮭﺎ ،ﻟﺘﻨﺘﺰع ﻣﻦ اﻟﻌﺮب اﻋﺘﺮاﻓﺎ ،ﺑﻮﺟﻮد اﺳﺮا ﺋﯿﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وھﻮ اﻋﺘﺮاف ﻻ ﯾﻐﻨﻲ ﻋﻨﮫ اﻋﺘﺮاف اﻟﺪول اﻻﺧﺮى ،ﻷن اﻻﻋﺘﺮاف ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﻟﯿﺲ اﻟﮭﺪف اﻻﺳﺎﺳﻲ .اﻧﻤﺎ
اﻟﮭﺪف اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻻﻣﻦ واﻻ ﺳﺘﻘﺮار ﻟﻠﺤﯿﺎة ﻓﻲ اﻻرض اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،وھﺬا ﻻ ﯾﻮﻓﺮه ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻻ اﻋﺘﺮاف ﻋﺮﺑﻲ .ﻟﮭﺬا أﯾﻀﺎ
ﺗﺮﺑﻂ اﺳﺮاﺋﯿﻞ رﺑﻄﺎ ﺣﺘﻤﯿﺎً ﺑﯿﻦ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺤﺪود اﻵﻣﻨﺔ .وﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻦ اﻧﮭﺎء اﻟﺤﺮب ﺑﺎﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ أو
اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ أو اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ ،أي ﺑﺎﺗﺎﺣﺔ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺤﯿﺎة اﻵﻣﻨﺔ ﻋﻤﻠﯿﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺑﻘﯿﺖ اﻟﺤﺮب ﻣﻌﻠﻨﺔ ﺷﻜﻠﯿﺎ.
اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ اﻻرض واﻻﻣﻦ ﻓﯿﮭﺎ ،ھﺬا ھﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪه اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ .وﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﻛﻞ اﻟﻮان اﻟﺼﺮاع وأﺳﺎﻟﯿﺒﮫ اﻻ ﻛﺨﻄﻮات
ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﯾﻖ اﻟﻰ ھﺬه اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺤﯿﺎﺗﯿﺔ.
وﻟﯿﺲ اﻟﻌﺮب أﻋﺪاء أي ﻃﻤﻮح ﺑﺸﺮي اﻟﻰ اﻻﺳﺘﻘﺮار واﻷﻣﻦ .وﻟﻜﻦ اﻟﺬي ﯾﻌﺎدوﻧﮫ وﯾﻨﻜﺮوﻧﮫ وﯾﻨﺎﺿﻠﻮن ﺿﺪه ھﻮ أن
ﺗﺨﺘﺎر ”زﻣﺮة “ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﺗﺤﻘﯿﻖ أﻣﻨﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب أﻣﻨﮭﻢ .ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺣﯿﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب إﺳﺘﻘﺮار ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﺑﺄن
ﺗﻨﺘﺰع ﻟﮭﺎ أرﺿﺎً ﻣﻦ أرﺿﮭﻢ .ﺗﻠﻚ ھﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻓﻲ ﺟﻮھﺮھﺎ وھﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ إﻻ ﺣﻼً وا ﺣﺪآ :اﺳﺘﺮداد اﻷرض
ﻷﺻﺤﺎﺑﮭﺎ.
ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﺗﺴﺘﺮد اﻻرض اﻟﻤﻐﺘﺼﺒﺔ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮب أن ﯾﺜﺒﺘﻮا ﻟﻠﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﺸﺮوﻋﮭﻢ اﻟﻌﺪواﻧﻲ ﻣﺸﺮوع
ﻓﺎﺷﻞ ،وﯾﻜﻮن ﻓﺎﺷﻸ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ وﻋﻲ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺜﺒﺖ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻧﮭﻢ ﻟﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻌﻮا ،ﻣﮭﻤﺎ
ﻃﺎل اﻟﺰﻣﻦ ،وﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ أو اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ أو اﻟﺪوﻟﯿﺔ ،ان ﯾﻌﯿﺸﻮا ﻋﻠﻰ اﻻرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﯿﺸﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة
آﻣﻨﺔ ،وھﻜﺬا ﺗﺘﺤﺪد ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮر اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪا ﯾﻨﺎﺳﺐ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻌﺪوان ﻋﻠﻰ اﻻرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ.
وﯾﺒﺮز ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﯾﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻨﺼﺮ “ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو“ .إن اﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ھﻨﺎ ﺗﺤﻘﻖ ھﺪﻓﺄ ﻻ
ﯾﻘﻞ أھﻤﯿﺔ ﻋﻦ ھﺪف اﻻﺷﺘﺒﺎك ذاﺗﮫ .اﻟﻤﻮاﺻﻠﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻻﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪو “ ﻓﻲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن وﺑﻜﻞ
أﺳﻠﻮب وﺗﺤﺖ ﻛﻞ اﻟﻈﺮوف ،ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ أو ﻧﻮع اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ أو اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﯿﺐ اﻟﻌﺪو.
ﻣﻦ ھﻨﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﻓﻲ ﻛﻞ وﻗﺖ وزﻣﺎن وﺑﻜﻞ أﺳﻠﻮب ھﻰ اﻟﺨﻂ اﻻﺳﺎﺳﻰ ﻟﻠﻨﻀﺎل اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي
ﯾﺠﺐ أن ﯾﺒﻘﻰ ﻣﺘﺼﻼً ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺼﺮاع اﻷﺧﺮى .وﯾﺼﺒﺢ ﻣﺘﻌﯿﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺮﺑﻲ
،أﯾﺎً ﻛﺎن ﻣﻮﻗﻌﮫ ،أن ﯾﺪﺧﻞ ھﺬا اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ وأن ﯾﻤﺎرﺳﮫ ﺑﻨﻔﺲ اﻻﻃﺮاد واﻻﺻﺮار واﻻﺳﺘﻤﺮار “
واﻟﺴﮭﻮﻟﺔ “ أﯾﻀﺎً اﻟﺘﻲ ﯾﻤﺎرس ﺑﮫ اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ﻛﻞ ﺻﺒﺎح .أﻋﻨﻲ أن أن ﯾﺼﺒﺢ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻣﻊ اﻟﻌﺪو وﯾﻘﺼﺪ
ﺗﺤﺮﯾﻢ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﯿﮫ “ ﻋﺎدة ﻋﺮﺑﯿﺔ “ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ وﻋﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي.
زﻋﻤﺔ ﺷﻜﻮن أﻛﺒﺮ
آﻧﺎ وﻻ اﻧﺖ ..؟!
ﻣﻮش ﻣﺸﻜﻞ ﯾﺎ
راﺟﻞ ..اﻟﻤﮭﻢ
ﻣﺎزﻟﻨﺎ ﻧﺤﻜﻤﻮا !! ..
ﺳﯿﺄﺗﻲ أﻣﺮ اﷲ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻌﺠﻠﻮه / !! ..ﻛﺎﻇﻢ ﻓﻨﺠﺎن اﻟﺤﻤﺎﻣﻲ .
ﻗﺎل ﻃﺎرق ﺑﻦ زﯾﺎد ﻟﺠﻨﻮده :اﻟﻌﺪو ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻜﻢ واﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻜﻢ .وﻧﺤﻦ أﺣﺎط ﺑﻨﺎ اﻷﻋﺪاء ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻨﺎ وﻣﻦ أﻣﺎﻣﻨﺎ ،وﻣﻦ
ﻓﻮﻗﻨﺎ وﻣﻦ ﺗﺤﺘﻨﺎ ،وﻋﻦ ﯾﻤﯿﻨﻨﺎ وﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻻ ﻧﻌﺮف ﻋﺪوﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﯾﻘﻨﺎ .ﺗﻄﺎردﻧﺎ اﻟﻌﺮﺑﺎت اﻟﻤﻔﺨﺨﺔ .ﺗﺒﻌﺜﺮﻧﺎ اﻟﻌﺒﻮات
اﻟﻨﺎﺳﻔﺔ .ﺗﺮﻋﺒﻨﺎ اﻟﻤﺴﺪﺳﺎت اﻟﻜﺎﺗﻤﺔ .ﺗﺮك اﻟﺨﻮف ﺑﺼﻤﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﻓﻮق دﻓﺎﺗﺮ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ .ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﺟﯿﺶ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن إﻻ
وﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻗﻮاﻋﺪ وﻣﺘﺎرﯾﺲ وﺧﻨﺎدق وﺧﻼﯾﺎ ﺗﺮاﻗﺐ ،ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﺖ أرﺿﻨﺎ إﻟﻰ ﺛﻜﻨﺎت ﺟﺒﺎرة ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻘﻮات اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ
واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﻐﺮﺑﯿﺔ .ﺛﻢ ﺗﻜﺎﺛﺮت ﻋﻨﺪﻧﺎ اﻟﻤﯿﻠﯿﺸﯿﺎت ﺑﺎﻻﻧﺸﻄﺎر ،وﺗﻮاﻓﺪت ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻓﻠﻮل اﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﻃﯿﺎف واﻷﻟﻮان
واﻻﺗﺠﺎھﺎت .
ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻛﻠﮫ ﯾﺤﻤﻞ اﻟﺴﻼح ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻟﮫ إﻟﻰ ﺟﻨﻮﺑﮫ وﻣﻦ ﺻﻐﯿﺮه إﻟﻰ ﻛﺒﯿﺮه ﺣﺘﻰ ﺟﺎء اﻟﯿﻮم اﻟﺬي ﺻﺮﻧﺎ ﻓﯿﮫ ﻧﺤﻦ أﻋﺪاء
أﻧﻔﺴﻨﺎُ ،ﯾﻜَﻔّﺮُ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ .ﯾﻀﻄﮭﺪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ .ﯾﻘﺘﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎ .ﻧﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت ،وﻧﻄﻠﻘﮭﺎ ﻋﻨﺪ
اﻟﺘﺤﺎور ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ اﻟﺒﻌﺾ ،وﻧﻄﻠﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺂﺗﻢ واﻷﻋﺮاس وﻓﻲ ﺣﻔﻼت اﻟﺨﺘﺎن ،واﺑﺘﮭﺎﺟﺎ ﺑﻔﻮز ﻣﻨﺘﺨﺒﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ ،أو
ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺎرﺗﮫ .وﻧﻄﻠﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺛﺎﺑﺖ أو ﻣﺘﺤﺮك .ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻗﺮى ﺗﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﯿﻼً وﺗﻘﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﮭﻮﯾﺔ ،
وأﺧﺮى ﺗﻤﺘﮭﻦ اﻟﺘﮭﺮﯾﺐ ،وأﺧﺮى ﺗﺰرع اﻷﻓﯿﻮن.
اﻷﻛﺮاد ﺧﺴﺮوا ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ وﻣﺰﻗﺘﮭﻢ ﻣﺨﺎﻟﺐ ذوي اﻟﻘﺮﺑﻰ .اﻷﯾﺰﯾﺪﯾﻮن ﺗﻘﻄﻌﺖ أوﺻﺎﻟﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎزر اﻟﺘﻜﻔﯿﺮﯾﺔ.
اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﻮن ﯾﮭﯿﻤﻮن ﻋﻠﻰ وﺟﻮھﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﺎھﺎت اﻟﺒﻌﯿﺪة .ﻋﺮب اﻟﻔﻠﻮﺟﺔ ﯾﺘﺄرﺟﺤﻮن ﺑﯿﻦ اﻻﻧﺘﺤﺎر ﺑﺨﻨﺎﺟﺮ اﻟﺼﺤﻮة ،أو
اﻟﺬﺑﺢ ﺑﺴﯿﻮف اﻟﺪواﻋﺶ ،أو اﻟﻘﺼﻒ ﺑﺎﻟﻐﺎرات اﻟﻠﯿﻠﯿﺔ ،أو اﻟﻔﺮار ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺠﮭﻮل ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ھﺪى .ﻋﺮب اﻷھﻮار ﺑﺎﻋﻮا
أﺑﻘﺎرھﻢ واﺷﺘﺮوا ﺑﺄﺛﻤﺎﻧﮭﺎ أﺳﻠﺤﺔ ﺣﺪﯾﺜﺔ ﻟﯿﻘﺘﻠﻮا ﺑﮭﺎ أﺑﻨﺎء ﻋﻤﻮﻣﺘﮭﻢ وأﺑﻨﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻘﺮﯾﺒﺔ ﻣﻨﮭﻢ .
اﻟﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺗﺠﻮب اﻷزﻗﺔ وﺗﺘﺒﺨﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت وﻟﮭﺎ ﻣﻼﯾﯿﻦ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﻔﺘﯿﺸﯿﺔ ﺧﺎرج اﻟﻤﺪن وداﺧﻠﮭﺎ ،ﻟﻜﻨﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﻓﺮ
ﻟﻨﺎ اﻷﻣﻦ واﻷﻣﺎن ،وﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﺣﺪاً ﻟﺘﻨﺎﻣﻲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻼت ﻏﯿﺮ اﻟﻨﻈﺎﻣﯿﺔ ،وﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎح اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺎدرة
واﻟﻤﺴﺘﮭﺘﺮة واﻟﻤﺘﺒﻄﺮة واﻟﻤﺘﻜﺒﺮة .ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻷي ﻣﻨﺎ أن ﯾﻨﻜﺮ ﺧﻄﻮرة اﻷوﺿﺎع اﻷﻣﻨﯿﺔ اﻟﻤﺰرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺮزح ﺗﺤﺖ
ﺣﺮاﺑﮭﺎ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﻣﺨﯿﻔﺔ وﻣﺮﻋﺒﺔ وﻗﺎﺳﯿﺔ ﺑﻜﻞ اﻟﻤﻘﺎﯾﯿﺲ ،ﻷﻧﮭﺎ ارﺗﺒﻄﺖ ﺑﻮﻃﻦ ﺗﺨﻠﻰ ﻓﯿﮫ اﻟﺴﺎﺳﺔ ﻋﻦ ﻣﺮوءﺗﮭﻢ ،ﻛﻞ
ﻣﻨﮭﻢ ﯾﺴﻌﻰ اﻵن ﻹﺛﺒﺎت ﺗﻔﻮﻗﮫ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ﺑﺄي ﺛﻢ .
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ أرﺿﻨﺎ ﺻﺎﻟﺤﺔ إﻻ ﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺤﻔﺮ واﻟﺘﻨﻘﯿﺐ اﻟﻨﻔﻄﻲ .أﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻨﺎرﯾﺔ واﻟﻘﻨﺎﺑﻞ اﻟﯿﺪوﯾﺔ ﻣﻦ
ﻣﻔﺮدات ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ،وﺻﺎرت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ أﻧﺸﻮدة ﯾﺮدّدھﺎ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪارﺳﮭﻢ وﻣﻼﻋﺒﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻠﮭﻮ واﻟﻤﺰاح .
ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻣﺴﺘﻘﺮاً أو آﻣﻨﺎً ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ وﻻ ﻗﺒﻠﮭﺎ وﻻ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﮭﺎ .وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﻮادث اﻟﻘﺘﻞ واﻻﺧﺘﻄﺎف
واﻻﻏﺘﯿﺎل وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﺮوﻋﺔ ﺑﻌﯿﺪة ﻋﻨﺎ ﺑﻞ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ ،ﻓﺎﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﻨﺎ واﻟﺘﻲ ﺗُﻌﺪ
ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺘﺪﯾﻨﺔ ﺟﺪاً ،واﻟﻤﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﻤﺒﺎدئ ﺣِﺴﻦ اﻟﺠﻮار ،ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺣﺮﻣﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻌﯿﺶ ﺑﺴﻼم ،وھﻲ اﻟﺘﻲ
ﺣﺮﺿﺖ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻛﻼﺑﮭﺎ وذﺋﺎﺑﮭﺎ وﺿﺒﺎﻋﮭﺎ ،ﺛﻢ ﺟﺎء ﺳﻔﻠﺘﻨﺎ ﻟﯿﺠﮭﺰوا ﻋﻠﯿﻨﺎ وﯾﻨﻔﺬوا ﻣﺨﻄﻄﺎت ﺗﺸﺘﯿﺘﻨﺎ وﺗﻤﺰﯾﻘﻨﺎ.
ﻻ وﺟﻮد ﻟﻺرھﺎب ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ وﻻ ﻓﻲ أﻧﻘﺮة وﻻ ﻓﻲ ﻃﮭﺮان وﻻ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن .ﻓﺎﻹرھﺎب وﻟﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﻨﺎت ﻛﻮاﻛﺐ اﻟﻘﺮدة ﺛﻢ
زﺣﻒ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺑﺒﻐﺎﻟﮫ اﻟﻈﻼﻣﯿﺔ ﻟﯿﻨﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻮت واﻟﺪﻣﺎر ﻓﻲ رﺑﻮع اﻟﺮّاﻓﺪﯾﻦ .
ﺠﻠُﻮهُ !! ..
ﻼ َﺗﺴْ َﺘﻌْ ِ
وﺳﯿﺄﺗﻲ أَﻣْﺮُ اﻟﻠَّ ِﮫ َﻓ َ
" ان ﺗﮭﺪﯾﺪ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻮ ﺗﮭﺪﯾﺪ ﻻﺳﺘﻘﻼل ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻃﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎن ھﻨﺎك اﺣﺘﻼل أﺟﻨﺒﻲ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌًﺎ
ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻼح ﻟﻨﺪاﻓﻊ ﻋﻦ أوﻃﺎﻧﻨﺎ وﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﺮﯾﺘﻨﺎ ..واﻟﯿﻮم ﻧﺸﻌﺮ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﺑﺄن اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ ﺻﻤﺎم اﻷﻣﺎن ﻟﻨﺎ ..
إﻧﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﯾﺪ واﺣﺪة ﺿﺪ اﻟﻌﺪوان ،وﺿﺪ اﻟﺘﺤﻜﻢ ،وﺿﺪ اﻟﺴﯿﻄﺮة ،وﺿﺪ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ،وﺿﺪ أﻋﻮان اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ..إن
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﻤﻼء ،وﻧﮭﺎﯾﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﻌﻤﻼء ،وﻧﮭﺎﯾﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﻔﻮذ .إن اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺤﯿﺎد
اﻹﯾﺠﺎﺑﻲ وﺗﻌﻨﻲ ﻋﺪم اﻻﻧﺤﯿﺎز ..إن اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻌﻨﻲ أن ﺳﯿﺎﺳﺘﻨﺎ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺿﻤﯿﺮﻧﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ أھﻠﻨﺎ وﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﻠﮫ " ..
اﻟﺰﻋﯿﻢ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ .
Documents récents du même auteur
القدس العدد 176 18 juillet 2015
القدس العدد 174 18 juillet 2015