راسماليون وطنيون و راسمالية PDF

Nom original: راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf

Titre: Microsoft Word - ????????? ?????? ???????? ?????

Auteur: informatique

Ce fichier au format PDF 1.4 a été généré par PScript5.dll Version 5.2.2 / GPL Ghostscript 8.61, et a été envoyé sur Fichier-PDF le 22/02/2016 à 23:35, depuis l'adresse IP 41.230.x.x. La présente page de téléchargement du fichier a été vue 773 fois.
Taille du document: 312 Ko (40 pages).
Confidentialité: fichier public

Aperçu du document

‫دكتور عصمت سيف الدولة‬

‫رأسماليون وطنيون ‪ ..‬ورأسمالية خائنة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القضية ‪ ..‬والكاتب‬

‫ألن(' أكتب ‪/‬ى ٔالاقتصاد فـأن(' ال أحـب املبالغـة ‪ ..‬قـد الجـأ إ‪6‬ـي التبسـيط وصـوال ا‪6‬ـى قـارئ عـادى لصـحيفة ‪..‬‬
‫لكن(' ال ألجأ للتضخيم أو ال‪IJ‬ويل ‪ ،‬فذلك نقيض املناقشة الاقتصادية الصحيحة ‪.‬‬
‫وعنــدما ق ـرأت ه ــذا الكتــاب اس ــتوقف(' املقــال ٔالاول " ج[‪ I‬ــة القطــاع الع ــام "‪ ..‬ثــم اس ــتوقف(' عنــوان املق ــال‬
‫الثــانى ‪ ":‬رأســماليون وطنيــون ‪ ..‬ورأســمالية خائنــة‪ " ..‬وتســاءلت هــل يــدخل ‪/‬ــى ذلــك ‪f‬ــ‪ eb‬مــن ٔالادب السيا‪c‬ــ‪.. 'b‬‬
‫واملبالغة النظرية ؟‪ ..‬ثم قرأت ماجاء تحت العنوان ‪ ،‬فاكتشفت أن(' قد أخطأت مرت‪l‬ن‪..‬‬
‫خطأ أول ـ أن(ـ' لـم أقـدر بالضـبط نـوع املـادة املطروحـة ف‪q‬ـ' ليسـت حـديثا ‪/‬ـى الاقتصـاد ‪ ،‬ولك‪Io‬ـا حـديث ‪/‬ـى‬
‫السياســة وشــئون الــوطن ‪ ..‬دون إهمــال أو ‪Ix‬ــوين مــن الجانــب الاقتصــادي ‪ ،‬إ‪Iv‬ــا توليفــة " مســتحبة " والزمــة‬
‫عند اتخاذ القرار أو عند محاولة لفهم شامل ‪.‬‬
‫أمــا الخطــأ الثــانى ـ ـ ـ ـ فهــو أن الريبــة قــد أخــذت(' لحظــة وأنــا أقـرأ عنــوان املقــال ٔالاول وعنــوان املقــال الثــانى ‪..‬‬
‫فال ـ ــدكتور عص ـ ــمت س ـ ــيف الدول ـ ــة اس ـ ــتطاع بالفع ـ ــل أن يس ـ ــمو بقض ـ ــية القط ـ ــاع الع ـ ــام م ـ ــن مج ـ ــرد قض ـ ــية‬
‫اقتصادية فنية ‪ ،‬أو قضية ‪Ix‬م العمال بالدرجة ٔالاو‪6‬ى ‪ ..‬ا‪6‬ى قضية وطن ‪ ،‬ومص‪ l‬أمة ‪ ،‬وبـذلك اسـتحق عل~‪I‬ـا‬
‫القــول " ج[‪I‬ــة القطــاع العــام "‪ .‬كــذلك ‪ ،‬وبــنفس املهــارة ‪ ..‬تنــاول قضــية الرأســمالية ‪/‬ــى الــوطن العربــى ‪ ..‬كحــل‬
‫وهمــ' وخــائن لكــل ٔالامــانى العربيــة ‪ ..‬وقــدم الــدليل عــى ذلــك ‪ ،‬ولــم يظلــم الرأســمالي‪l‬ن فقــال ‪ :‬هنــاك رأســما‪6‬ى‬
‫وط(ــ' ‪ ..‬ولكــن ‪ ..‬ليســت هن ــاك رأســمالية وطنيــة ‪ ..‬ف‪ q‬ــ' بالضــرورة وباملصــلحة مضــادة ألم ــانى ٔالامــة ‪/‬ــى التح ــرر‬
‫والوحدة والتقدم ‪.‬‬

‫كتب الدكتور عصمت سيف الدولة مقاله ٔالاول ‪ ":‬ج[‪I‬ة القطاع العـام " ‪/‬ـى أبريـل ‪ .. 1974‬وقرأتـه ‪/‬ـى فايـر‬
‫‪ ، 1978‬وأحسس ــت أن(ـ ــ' أمـ ــام مناقشـ ــة ج ــادة ألحـ ــداث تجـ ــرى اليـ ــوم ‪ ،‬براع ــة مـ ــن الكاتـ ــب ‪ ..‬أم ايقـ ــاع بطـ ــئ‬
‫لألحداث ‪/‬ى مصر ؟‪.‬‬
‫كل من الجانب‪l‬ن قائم ‪ ،‬لكن ٔالاهم ‪ ،‬وهو مايثبتـه الكتـاب أيضـا أن ضـخامة القضـية ـى السـر وراء ذلـك ‪..‬‬
‫أ‪Iv‬م ال يستطيعون تصـفية القطـاع العـام ‪ ..‬حـ' لـو أرادوا ذلـك ‪ ،‬وال يسـتطيعون الاسـتثناء عـن ج[‪I‬ـة القطـاع‬
‫‪/‬ى التقدم والتنمية ح' لو كانت العواطف والعقول تميل ا‪6‬ى وجهة أخرى ‪.‬‬
‫لقــد بــدأ ٔالامــر عــام ‪ 1974‬بالــدعوة ا‪6‬ــى ٕالانفتــاح كمـرادف لتنشــيط القطــاع الخــاص ؤالاجنــ' ‪ ..‬عــى حســاب‬
‫دور القطـ ــاع العـ ــام ‪ ..‬وتبلـ ــور ذلـ ــك ‪/‬ـ ــى فلسـ ــفة واضـ ــحة واتفـ ــاق صـ ــريح مـ ــن البنـ ــك الـ ــدو‪6‬ى وصـ ــندوق النقـ ــد‬
‫واملجموعــة الاستشــارية الــ' انعقــدت ‪/‬ــى بــاريس ‪ ،‬حــدث ذلــك ‪/‬ــى الشــهور ٔالاخ‪l‬ــة ‪ ،‬وخرجــت الــدعوة لبيــع "‬
‫بعض أسهم القطاع العام ‪ ..‬معاونة له وتعزيزا ملوقفه املا‪6‬ى "!‬
‫وبـ‪l‬ن التــاريخ‪l‬ن )‪ 1974‬ـ ـ ـ ‪ ( 1978‬خرجــت كــل الحجـج والحمــالت إلضــعاف دور القطـاع العــام ‪ ..‬أو لتقويضــه‬
‫إن أمكــن وراح صــحفيون وكتــاب يبشــرون بالــدور املنتظــر للقطــاع الخــاص ؤالاجنــ' ‪ ..‬وراح آخــرون يــدينون‬
‫الث ــورة أل‪ Iv‬ــا س ــمحت للقط ــاع الع ــام ب ــأن ي ــدخل ك ــل املج ــاالت ‪ ..‬وانتق ــد مس ـئولون القط ــاع الع ــام م ــن نف ــس‬
‫الزاوية ‪ .‬وهل يمكن أن يبيع القطاع العام السمك ‪ ..‬ويربى الدجاج واملاشية ؟! ‪ ..‬قـالوا ذلـك ‪ ،‬ومضـت الدولـة‬
‫تزيد من مشروعات الدواجن ‪ ..‬ومن محالت بيع ٔالاسماك !!‬
‫تحدثوا أيضا عن ضرورة أن يقتصر جهد القطاع العام عى املرافق ٔالاساسية أو مايسميه رجال الاقتصاد‬
‫بالبنيــة ٔالاساســية ‪ ..‬وأن ي‪°‬ــك النشــاط كلــه بعــد ذلــك ‪/ ،‬ــى ٔالانتــاج والخــدمات للقطــاع الخــاص ‪ ..‬ألنــه مشــغول‬
‫بالتج ــارة واملض ــاربة وال‪IJ‬ري ــب‪ ..‬وأس ــعفهم القط ــاع الع ــام فاس ــتمر مس ــتحوذا ع ــى أك ــ نس ــبة م ــن مش ــروعات‬
‫التنمية ‪. ! ..‬‬
‫وهكذا تستمر املسافة " ب‪l‬ن الرغبة والثورة " ‪ ..‬أ‪Iv‬م راغبون ‪/‬ى تحول جذرى ‪ ..‬ولك‪Io‬م غ‪ l‬قادرين عليه ‪. !.‬‬

‫ومــع ذلــك ‪ ،‬فــالحمالت مســتمرة ‪ ..‬ومــن هنــا ‪ ،‬تــأتى أهميــة هــذﻩ الصــفحات ‪ ،‬إ‪Iv‬ــا صــفحات غ‪l‬ــ متشــنجة ‪.‬‬
‫عملية ومقبولة لدى ٔالاغلبية الساحقة ‪ .‬القطاع العـام والقطـاع الخـاص ‪ ..‬كالهمـا يوجـد ولكـن القيـادة لـألول‬
‫‪ ..‬ألن ــه مل ــك للش ــعب‪ ،‬ول ــه وظيفت ــه الاجتماعي ــة ‪ ،‬الاس ــتثمار املص ــرى والاس ــتثمار ٔالاجن ــ´ ‪ ،‬الب ــأس م ــن ذل ــك ‪،‬‬
‫ولكن ‪/ ..‬ى أى اتجاﻩ يـأتى ٔالاجانـب ‪ ..‬للمضـاربة وزيـادة ٔالاسـعار ونـزح ٔالاربـاح ‪ ..‬أم للبنـاء ؟‪ ..‬وبـأى أولويـات يبنـون‬
‫‪ ..‬و‪/‬ــى ظــل أى قيــادة ‪ :‬قيــادة القطــاع العــام وتــدعيما لــه ‪ ..‬أم قيــادة الوســطاء وعــى حســاب القطــاع العــام ؟‪..‬‬
‫تل ــك ــى القض ــية ‪ .‬يقول ــون ‪ :‬هن ــاك س ــلبيات للقط ــاع الع ــام ‪ .‬يخلط ــون ٔالاوراق‪ .‬يص ــورون بع ــض ٕالاجـ ـراءات‬
‫كالحراسات كالزمة من لوازم القطاع العام ‪ ..‬رغم أنه ال عالقة ب‪l‬ن الاثن‪l‬ن ‪.‬‬

‫ويقــول الكاتــب ‪ ":‬نعــم ‪ ..‬هنــاك ســلبيات "‪ ..‬ولكنــه وفــرق بــ‪l‬ن " نقــد اشــ‪°‬اكى " مهمتــه الارتفــاع بالبنــاء " ونقــد‬
‫رأســما‪6‬ى " مهمتــه تقــويض البنــاء ‪ .‬ويقــول أن واجبنــا أن نزيــد النقــد ¶‪I‬ــدف ٕالاصــالح ‪ ..‬أن نعريــه ‪ ..‬وأن نكشــفه‬
‫فالحــل الرأس ــما‪6‬ى ال يق ــدم لش ــعب مص ــر مس ــتوى أفض ــل للمعيش ــة أو ذخ‪ l‬ــة أك ــ لخ ــوض معرك ــة م ــن أج ــل‬
‫التحرير والحرية ‪ ..‬يحاور الكتاب الطرف ٓالاخر ‪ ،‬املهاجم للقطاع العام ‪ .‬ينـاقش " دعـوى الـربح " كفيصـل أول‬
‫وأخ‪ l‬للحكم عى كفاءة القطاع العام ‪ .‬يناقش قضية التكلفة الاقتصادية والتكلفة الاجتماعية‬
‫لك ــل م ــن املش ــروع الع ــام واملش ــروع الخ ــاص ‪ ..‬يق ــدم نظ ــرة جدي ــدة لقض ــية ٔالاج ــور والعمال ــة ‪ ..‬فتض ــخم ع ــدد‬
‫الع ــامل‪l‬ن بالقط ــاع الع ــام " ل ــيس مش ــكلة زي ــادة ‪ /‬ــى حج ــم العمال ــة ‪ ..‬لك‪ Io‬ــا مش ــكلة نق ــص ‪ /‬ــى ف ــرص العم ــل "‪.‬‬
‫ؤالاجور " ليست عبئا عى التكلفة بل ى جزء مقدم من عائد الانتاج ‪ ..‬ملستحقيه "‪.‬‬
‫وبــنفس املنطــق الهــادئ واملتكامــل ‪ .‬منطــق ٔالاغلبيــة ‪/‬ــى مواجهــة ٔالاقليــة املســتفيدة يطــرح د‪ .‬عصــمت ســيف‬
‫الدول ــة قض ــية الرأس ــمالية الوطني ــة ‪ /‬ــى مص ــر وال ــوطن العرب ــى ‪ .‬وكم ــا ق ــال ‪ /‬ــى املق ــال ٔالاول أن القط ــاع الع ــام‬
‫ضــرورة ‪ ..‬قــال ‪/‬ــى املقــال الثــاني " والرأســمالية أمــر غ‪l‬ــ ممكــن " ‪ ..‬ولــن تتحقــق ٔالامــاني الوطنيــة ‪ :‬سياســيا ‪ ،‬أو‬
‫اجتماعيا ‪ ،‬أو اقتصاديا ‪..‬‬
‫أثب ــت الكت ــاب أن الرأس ــمالية التمل ــك نظري ــا غ‪ l‬ــ ب ــديل‪l‬ن ‪ :‬أن تعم ــل متنافس ــة م ــع الرأس ــمالية العاملي ــة ‪ ..‬أو‬
‫تعم ــل متحالف ــة م ــع تل ــك الرأس ــمالية ‪ .‬والب ــديل ٔالاول ل ــم تع ــد ق ــادرة علي ــه ‪ /‬ــى أى بل ــد م ــن " الع ــالم الثال ــث "‬
‫والبديل الثانى يع(' التخى عن الوطنية ‪.‬‬
‫فرأس املال ال وطن له ‪ ،‬والربح هو البوصلة ‪ ،‬واملصلحة الذاتية ى ٔالاساس !!‪.‬‬
‫يعمـ ــل الرأسـ ــماليون متحـ ــالف‪l‬ن مـ ــع ٔالاقـ ــوى ممـ ــن تتنـ ــاقض مصـ ــالحهم مـ ــع التقـ ــدم العربـ ــى ‪ ..‬وممـ ــن يفيـ ــد‬
‫التحــالف معهــم ‪/‬ــى مزيــد مــن ٔالاربــاح ‪ ..‬و‪/‬ــى نفــس الوقــت يكــرس الرأســماليون العــرب دعــوى التجزئــة أل‪Iv‬ــا قــد‬
‫تع(' ربحا أك½ ‪.‬‬

‫و‪ /‬ــى الح ــالت‪l‬ن ‪ ..‬ف ــإن ال ــربح ه ــو املس ــ‪IJ‬دف ‪ .‬و‪ /‬ــى الح ــالت‪l‬ن يك ــون ذل ــك ع ــى حس ــاب أم ــاني الش ــعب وتقدم ــه‬
‫الاقتصادي والاجتما¿ى ‪.‬‬
‫وأخ‪l‬ا ‪..‬‬
‫فهذا كتاب ضرورى ‪ ،‬وسيبقى كذلك لف‪°‬ة طويلة ‪ ،‬م‪Àl‬ته ‪ :‬املنطـق املتكامـل ‪ ..‬والبحـث الشـامل ‪ .‬لقـد دافـع‬
‫كث‪l‬ون عن القطاع العام ‪ ..‬وهاجم كث‪l‬ون الرأسمالية العربية ‪ ..‬ولكن ‪ ،‬قليل من صاغ ذلـك بشـكل إجمـا‪6‬ى‬
‫ليعطى وجهة نظر مكتملة وواضحة ‪ ..‬ووجهة نظر اش‪°‬اكية ‪ ..‬أمام وجهة نظر رأسمالية ‪..‬‬

‫وقــد تكــون هــذﻩ امل‪l‬ــ‪À‬ة ‪ ،‬م‪l‬ــ‪À‬ة الكاتــب ـ ـ ـ ـ ال الكتــاب فحســب ـ ـ ـ ـ ألنــه بجــوار كونــه مفكـرا وكاتبــا سياســيا ومهتمــا‬
‫بشــئون الــوطن ؤالامــة ‪ ..‬فهــو مــن رجــال املحامــاة والقــانون ‪ ..‬وقــد كانــت قضــية د‪ .‬عصــمت ســيف الدولــة هــذﻩ‬
‫املرة ‪ ":‬القطاع العام "‪ ..‬و " القطاع الخاص "‪/ " ..‬ى مصر والوطن العربى "‪.‬‬
‫هل يكسب القضية ‪ ..‬عند القارئ ؟‬
‫أعتقد ذلك …‬
‫محمود املرا‪Ã‬ى‬

‫ج[‪I‬ة القطاع العام‬

‫‪1‬ـ معركة ‪ 6‬أكتوبر ‪: 1973‬‬
‫‪/‬ى ‪ 6‬أكتوبر ‪ 1973‬صدر ٔالامر إ‪6‬ى القوات العربية ‪/‬ى ج[‪I‬ة قناة السـويس وج[‪I‬ـة املرتفعـات السـورية املحتلـة‬
‫بالهجوم عى العدو الصهيوني وبـدأت الجولـة العسـكرية الرابعـة مـن الصـراع الطويـل الـذى بـدأ منـذ ربـع قـرن‬
‫م ــن أج ــل تحري ــر فلس ــط‪l‬ن واس ــ‪°‬داد ٔالارض املغتص ــبة ‪ .‬ول ــم يب ــدأ القت ــال إال بع ــد أن اس ــتنفد ال ــرئيس أن ــور‬
‫السـادات ـ كمـا أعلـن ‪/‬ـى مواقـف عـدة ـ كـل ٔالاسـاليب والوسـائل الدبلوماسـية املمكنـة للحـد مـن تح‪l‬ـ‪ À‬الواليـات‬
‫املتحدة ٔالامريكية للصهاينة املعتـدين وتأييـدها الشـامل ) مـن رغيـف العـيش ا‪6‬ـى املـدفع ( ملقـدرة املعتـدين عـى‬
‫البقاء ‪/‬ى ٔالارض املحتلة ‪ .‬وإفشالها كل املحاوالت الدولية لتحرير ٔالارض سلميا ‪.‬‬
‫و‪/‬ى ست ساعات كانت القوات العربية ‪/‬ى الج[‪I‬ة الجنوبية قد عـت القنـاة ودمـرت خـط بـارليف الحصـ‪l‬ن‬
‫وطــاردت الق ــوات الص ــهيونية شــرقا وكب ــد‪Ix‬ا خس ــائر فادحــة ‪ /‬ــى ٔالارواح واملع ــدات وقضــت ‪Iv‬ائي ــا ع ــى أكذوب ــة‬
‫جــيش إس ـرائيل الــذى اليقهــر ‪ .‬وقبــل أن تم‪Ç‬ــ‪ 'b‬ثالثــة أيــام مــن بــدء املعركــة كانــت القــوات العربيــة ‪/‬ــى الج[‪I‬ــة‬
‫الش ــمالية ق ــد اجتاح ــت املرتفع ــات املحتل ــة وص ــبت ن‪l‬ا‪ Iv‬ــا ع ــى املس ــتعمرات الص ــهيونية القائم ــة ع ــى أرض‬
‫فلســط‪l‬ن ذا‪Ix‬ــا ‪ .‬وبــدأ كمــا لــو كانــت معركــة التحريــر الــ' انتظرهــا الشــعب العربــى طــويال قــد بــدأت وأ‪Iv‬ــا لــن‬
‫تتوقف دون غاي‪IJ‬ا ‪ .‬وكانت غاي‪IJ‬ا املعلنة تحرير ٔالارض شـا شـا مهمـا تكـن التضـحيات تحـت شـعار املرحلـة ‪:‬‬
‫" ما أخذ بالقوة ال يس‪°‬د بغ‪ l‬القوة "‪.‬‬

‫غ‪l‬ــ أن ٔالامــور لــم تجــر عــى هــذا الوجــه ‪ .‬ففــى ‪ 22‬اكتــوبر ‪ 1973‬اتفقــت الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة واتحــاد‬
‫الجمهوري ــات الس ــوفيتية ووافق ــت مص ــر ع ــى إيق ــاف إط ــالق الن ــار والب ــدء ف ــورا ‪ /‬ــى تنفي ــذ ق ـرار مجل ــس ٔالام ــن‬
‫الصادر ‪/‬ـى نـوفم ‪ . 1967‬وبـرر رئـيس جمهوريـة مصـر العربيـة قبولـه إيقـاف إطـالق النـار بـأن الواليـات املتحـدة‬
‫ٔالامريكية قد دخلت الحرب بكل ثقـل معـدا‪Ix‬ا ا‪6‬ـى جانـب الصـهاينة وأنـه لـم يكـن ‪/‬ـى حسـابه لقـوى املعركـة قـد‬
‫توقع أن يحارب أمريكا ‪ .‬وأنه قـد تلقـى مـن الواليـات املتحـدة ٔالامريكيـة والاتحـاد السـوفي' معـا ضـمانا بتنفيـذ‬
‫قرار مجلس ٔالامن رقم ‪ . 242‬وهكذا ان‪IJ‬ـت الجولـة العسـكرية الرابعـة وعـاد الصـراع ا‪6‬ـى سـاحات الدبلوماسـية‬
‫ومـازال ينتظــر جوالتــه املرتقبــة ‪/‬ــى مــؤتمر جنيــف … ولك‪Io‬ـا ليســت عــودة ا‪6‬ــى ذات الصـراع الدبلوما‪c‬ــ‪ 'b‬كمــا كــان‬
‫معروفا من قبل ‪ ،‬إذ يقال أن الواليات املتحدة ٔالامريكية قد غ‪l‬ت موقفها تماما‬
‫ف‪q‬ـ' ٓالان غ‪l‬ــ منحــازة ضــد الحـق العربــى بــل ــى ضـامنة لــه عاملــة بجديــة عـى تحقيقــه ‪ ..‬وبــالرغم مــن أن هــذا‬
‫الــذى يقــال قــد يكــون موضــع خــالف فــأن الــذين يؤكــدون صــحته ويقيمــون حســابات املســتقبل عــى أساســه‬
‫يطلبــون مــن الشــعب أن يحــافظ عــى وحدتــه الوطنيــة ويكــف عــن التشــكيك ويثــق ‪/‬ــى قيــادة ‪ 6‬اكتــوبر ‪ ..‬وهــو‬
‫طل ــب م ــدعوم بق ــانون الوح ــدة الوطني ــة ال ــذى ص ــدر ‪ /‬ــى أغس ــطس ‪/ 1973‬ـ ـى دورة طارئ ــة ملجل ــس الش ــعب ‪.‬‬
‫والقــانون ‪/‬ــى جمل ــة نصوصــه يعاق ــب كــل م ــن يحــاول مناهض ــة السياســة املعلن ــة للدولــة أو ين ــال مــن الوح ــدة‬
‫الوطنية لقوى الشعب العاملة ‪ ،‬وقوى الشعب العاملة تشمل ـ كمـا هـو معـروف ـ العمـال والفالحـ‪l‬ن والجنـود‬
‫واملثقف ـ ــ‪l‬ن والرأس ـ ــمالية الوطني ـ ــة ‪ ،‬وم ـ ــا ي ـ ـزال الش ـ ــعب ينتظ ـ ــر ‪Iv‬اي ـ ــة الجول ـ ــة الدبلوماس ـ ــية أو بداي ـ ــة الجول ـ ــة‬
‫العسكرية الخامسة ‪.‬‬
‫‪/‬ـى هـذا املنــاخ القلـق املعبــأ بـأقوى الاحتمــاالت أثـرا عــى املصـ‪ l‬القــومى ‪ .‬والـذى مــا يـزال عبقــا برائحـة الــدماء‬
‫الذكيـة آلالف الشـهداء ‪ ،‬بـدأت فئـة مـن النـاس ـ فـور إيقـاف إطـالق النـار ـ ‪/‬ـى شـن حملـة شـعواء ضـد القطـاع‬
‫العــام وكــل املنج ـزات التقدميــة الــ' تمــت ‪/‬ــى العشــرين ســنة املاضــية ‪ ،‬و‪/‬ــى هــذا الحــديث نريــد أن نقــيم هــذﻩ‬
‫الحملة ونضعها موضعها الصحيح من الصراع الدائر حول املص‪ l‬القومى ‪ ،‬وقـد اخ‪°‬نـا الحملـة ضـد القطـاع‬
‫العام دون غ‪l‬ﻩ مـن املوضـوعات ٔالاخـرى ‪ ،‬ألننـا نعتقـد أن الـذين ‪IÍ‬ـاجمون القطـاع العـام يلعبـون لعبـة خطـرة‬
‫قد تتجاوز آثارها الحدود الضـيقة الـ' يقـف عنـدها نظـرهم القصـ‪ ، l‬وأ‪Iv‬ـم إذ يختـارون هـذا الوقـت بالـذات‬
‫للهج ــوم ع ــى القط ــاع الع ــام يكش ــفون ع ــن حقيق ــة مفزع ــة ق ــد تتج ــاوز القض ــايا الاقتص ــادية وتتن ــاول تن ــاوال‬
‫مباشـرا قضـية التحريـر ذا‪Ix‬ـا ‪ ،‬أى أن اللعبـة الخطـرة ال تـدور حـول مصـ‪ l‬القطـاع العـام بـل تـدور حـول مصــ‪l‬‬
‫الوطن ذاته ‪ .‬لهذا اخ‪°‬نا له عنوانا " ج[‪I‬ة القطاع العام " ‪ .‬ولنبدأ بمعرفة القطاع العام ‪.‬‬
‫القطاع العام ‪:‬‬
‫املفهـوم املباشــر للقطـاع العــام أنـه مجموعــة مـن املؤسســات املاليـة والصــناعية والزراعيـة والتجاريــة تملكهــا‬
‫الدول ــة ‪ .‬إن ــه ممتلك ــات الدول ــة ‪ /‬ــى حق ــل النش ــاط الاقتص ــادي ‪ ،‬ه ــذا املفه ــوم املباش ــر ل ــيس ه ــو ك ــل م ــا يعني ــه‬
‫القطاع العام ‪ .‬إنما يكمله الدور الذى تقوم به تلك املؤسسات اململوكة للدولة ‪/‬ى عملية التطور الاقتصادي‬
‫والاجتمــا¿ى ‪ .‬التــأميم ‪/‬ــى حــد ذاتــه ‪ ،‬أو ملكيــة الدولــة ملصــادر ٕالانتــاج أو أدواتــه ووســائل توزيعــه اليع(ــ' شــيئا‬
‫خاصا بعيـدا عـن الوظيفـة الاقتصـادية الـ' تباشـرها الدولـة مـن خـالل املؤسسـات الاقتصـادية اململوكـة لهـا ‪.‬‬

‫وتتوق ـ ــف ه ـ ــذﻩ الوظيف ـ ــة ب ـ ــدورها ‪ ،‬ال ع ـ ــى النواي ـ ــا الذاتي ـ ــة أو الش ـ ــعارات املرفوع ـ ــة ب ـ ــل ع ـ ــى ن ـ ــوع الق ـ ــوان‪l‬ن‬
‫املوضوعية ال' تحكم حركة البيئة الاقتصادية ‪/‬ى مجتمع مع‪l‬ن ‪ .‬و‪/‬ى هذا تف‪°‬ق النظم الاقتصادية ‪.‬‬
‫ففـ ــى النظـ ــام الرأسـ ــما‪6‬ي يكـ ــون القـ ــانون ٔالاسا‪c‬ـ ــ‪ ´b‬للنشـ ــاط الاقتصـ ــادي كلـ ــه هـ ــو املنافسـ ــة الحـ ــرة بقصـ ــد‬
‫الحصول عى الربح ‪ .‬وفيه تتو‪6‬ى املنافسة الحرة ‪/‬ى السوق توزيع قوى ٕالانتاج من رؤوس أموال سائلة وثابته‬
‫وق ــوة عم ــل ع ــى تل ــك النش ــاطات الاقتص ــادية ال ــ' ت ــدر أك ــ ق ــدر م ــن ال ــربح ‪ .‬وت ــدار املش ــروعات الاقتص ــادية‬
‫داخلي ــا ) تقس ــيم رأس امل ــال ا‪ 6‬ــى ثاب ــت واحتي ــاطى ‪ ،‬وحج ــم العمال ــة ‪ ،‬ونوعه ــا ‪ ،‬وتقس ــيم العم ــل ‪ ،‬وس ــاعاته ‪،‬‬
‫ومســتوى ٔالاجــور … الــخ ( عــى الوجــه الــذى يــؤدى ا‪6‬ــى أكــ قــدر مــن الــربح ‪ .‬والــربح هــو الفــرق بــ‪l‬ن ســعر تكلفــة‬
‫ٕالانتاج ‪/‬ى وحدة اقتصادية معينة وب‪l‬ن سعر بيع املنتجات ‪/‬ى زمن مع‪l‬ن ‪.‬‬
‫‪ Ð‬ــى ه ــذا النظ ــام ال يتج ــه النش ــاط الاقتص ــادي واليمك ــن أن يتج ــه إ‪ 6‬ــى إش ــباع الحاج ــات املادي ــة والثقافي ــة‬
‫امل‪À°‬ايدة للشعب ككل إال بصفة تبعية أى بشرط أن يكون أوال وقبل كل ‪ " ebf‬مربحا " ‪ .‬وهذا هو مر القول‬
‫بأن رأس املال ال وطن له ‪ .‬بمع(' أن باعث الربح هـو الـذى يحركـه ويحـددﻩ نطـاق ومـدى حركتـه أمـا البواعـث‬
‫الوطنيــة ‪ ،‬أي الــ' ‪Ix‬ــم املجتمــع ككــل ‪ ،‬فإ‪Iv‬ــا تخ ــرج عــن نطــاق اهتماماتــه إال إذا كانــت الوطنيــة مربح ــة ‪ .‬وال‬
‫ي‪°‬دد الرأسما‪6‬ى لحظة واحدة ‪/‬ى تصفية أى مشروع اقتصادى غ‪ l‬مربح ولـو كـان ينـتج الخـ‪ À‬نفسـه ‪ .‬كمـا أن‬
‫املنتجــات ) الســلع والخ ــدمات ( ال يتوقــف انتاجهــا كم ــا ونوعــا عــى كــم ونــوع الاحتياج ــات الاجتماعيــة لس ــواد‬
‫الشـعب ‪ ،‬بـل عـى حجـم ونـوع الطلـب ‪ .‬والطلـب ـ ـ ‪/‬ـى السـوق ـ ـ لـيس مجـرد تعب‪l‬ـ عـن حاجـة اقتصـادية بـل هـو‬
‫حاجة اقتصادية مق‪°‬نة برغبة ‪/‬ى الشراء واملقدرة عى دفع الثمن ‪ .‬وملا كان السعر ـ ‪/‬ى السوق الحر ـ يتـأثر ا‪6‬ـى‬
‫حد كب‪ l‬بالطلب فان النشاط الرأسما‪6‬ى يتجه ‪/‬ى تحديـد انتاجـه كمـا ونوعـا ا‪6‬ـى إشـباع احتياجـات القطاعـات‬
‫ٔالاك½ــ مقــدرة عــى الش ـراء فيســتثمر قــدرا كب‪ l‬ـا مــن إمكانياتــه ‪/ ،‬ــى إنتــاج الســلع الكماليــة وال‪°‬ف~‪I‬يــة والتنــافر‬
‫الاســ‪IJ‬الكى املظهــرى ‪/‬ــى أوســاط القطاعــات الغنيــة ‪ .‬هــذا بينمــا تبقــى القطاعــات محــدودة املقــدرة عــى الش ـراء‬
‫خارج نطاق اهتماماته الرئيسية ‪ .‬ولكنه ال يستطيع أن يقاوم إغراء املضاربة عى الاحتياجات الضـرورية الـ'‬
‫اليمكن الاستغناء ع‪Io‬ا ح' من أك½ الناس فقرا كاملواد الغذائية ؤالاقمشة الرخيصة واملشروبات الشعبية ‪.‬‬
‫إنــه ينــتج م‪Io‬ــا مــا يكفــى اعتمــادا عــى اســتقرار الطلــب ولكنــه يفــرض لهــا مــا يريــد مــن أســعار اعتمــادا عــى أن‬
‫الطلــب عل~‪I‬ــا يكــاد يكــون معــدوم املرونــة أى اليمكــن الاســتغناء ع‪Io‬ــا ‪ .‬وهــو هنــا يضــارب عــى رغبــة النــاس ‪/‬ــى‬
‫البقاء أحياء ل‪l‬بح من ورا‪IÒ‬ا ‪.‬‬
‫وال يرجع كل هذا ا‪6‬ى جشع الرأسمالي‪l‬ن أو قسو‪Ix‬م أو عدم وطني‪IJ‬م فكث‪ l‬من الرأسـمالي‪l‬ن يضـربون خـارج‬
‫نشاطهم الاقتصادى أمثلة رائعة ‪/‬ى الكرم والرحمة والوطنية ‪ .‬ولكنه يرجع ا‪6‬ى النظام الرأسما‪6‬ى ذاته ‪ .‬بمع('‬
‫أن باعـ ــث الحصـ ــول عـ ــى الـ ــربح عـ ــن طريـ ــق منافسـ ــة ٓالاخـ ــرين ‪ ،‬ال يسـ ــمح ألى رأسـ ــما‪6‬ى إال أن ين‪Ô‬ـ ــ‪ 'b‬الكـ ــرم‬
‫والرحمــة وٕالانســانية والوطنيــة إال إذا جــاءت عرضــا بمناســبة عقــد صــفقة رابحــة ‪ .‬مــن هنــا نجــد أنــه ‪/‬ــى كــل‬
‫املجتمعات الرأسمالية توجد أوجه نشاط حيوية بمع(' أ‪Iv‬ا الزمة لزوم الحياة للمجتمع ككل ومع ذلـك يقـال‬
‫إ‪ Iv‬ــا " غ‪ l‬ــ اقتص ــادية " بمع( ــ' أ‪ Iv‬ــا غ‪ l‬ــ مربح ــة ‪ ،‬كاملواص ــالت والط ــرق وامل ــوانى وٕالان ــارة وامل ــدارس والجامع ــات‬
‫واملستشــفيات ودور الحضــانة والنــوادى الرياضــية والحــدائق العامــة وال½ــوات الكامنــة ‪/‬ــى بطــن ٔالارض أو ‪/‬ــى‬
‫البحــار ؤالا‪Iv‬ــار … الــخ ‪ .‬كــل هــذﻩ وأن كانــت حيويــة إال أ‪Iv‬ــا غ‪l‬ــ مربحــة فــال تث‪l‬ــ إهتمــام الرأســمالي‪l‬ن وي‪°‬كو‪Iv‬ــا‬

‫للدولة ‪ .‬ويسمو‪Iv‬ا ممتلكات عامة ‪ .‬وهو أول نوع من ملكية الدولة نلتقى به ‪/‬ى النظام الرأسما‪6‬ي ‪ .‬ولكنه ليس‬
‫النــوع الوحيــد ففــى كث‪l‬ــ مــن الــدول الرأســمالية ) مثــل فرنســا ( تمتلــك الدولــة مشــروعات اقتصــادية تــديرها‬
‫بقصـد الحصـول عـى ربـح أيضـا حـ' لـو كانـت مشـروعات احتكاريـة إذ أ‪Iv‬ـا ‪/‬ـى الحـالت‪l‬ن ـ ـ املنافسـة والاحتكـار ـ ـ‬
‫ت‪°‬ك للسوق مهمـة تحديـد نـوع ٕالانتـاج وكميتـه وال حـد كب‪l‬ـ أسـعارﻩ ‪ .‬وقريـب مـن هـذا مـا كانـت تفعلـه الدولـة‬
‫عندنا بطرح تأج‪ٔ l‬الارا‪Õ‬ـ‪ 'b‬الزراعيـة اململوكـة لهـا ‪/‬ـى سـوق املزايـدة ‪ .‬إ‪Iv‬ـا رأسـمالية الدولـة حيـث تكـون الدولـة‬
‫ذا‪Ix‬ا مضاربا ‪/‬ى السوق عى احتياجات الشعب بقصد الحصول عى ربح ‪.‬‬
‫وهكــذا نجــد أنــه ‪/‬ــى كــل نظــام رأســما‪6‬ى يوجــد نوعــان مــن امللكيــة ‪ :‬ملكيــة فرديــة وملكيــة عامــة ولك‪Io‬ــا نوعــان‬
‫متوازيان أو متنافسان ويخضعان ‪/‬ى حرك‪IJ‬ما الاقتصادية لقانون أساس واحد هو املنافسة الحرة ‪/‬ـى السـوق‬
‫بقصـد الحصـول عـى ربـح واليقـال ملـا تملكـه الدولـة ‪/‬ـى هـذا النظـام قطاعـا عامــا حـ' لـو أسـميت ـ ـ ـ كمـا تســم'‬
‫عادة ـ ممتلكات عامة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أمــا ‪/‬ــى النظــام الاشــ‪°‬اكى فــإن البنيــة الاقتصــادية كلهــا تخضــع ‪/‬ــى حرك‪IJ‬ــا لقــانون أسا‪c‬ــ‪ 'b‬آخــر هــو قــانون "‬
‫التخطيط الشامل من أجل إشباع الاحتياجات املادية والثقافيـة امل‪À°‬ايـدة للشـعب كلـه " فتوزيـع الاسـتثمارات‬
‫املتاحــة عــى مصــادر ٕالانتــاج وترتيــب أولوياتــه وحجمــه ونوعــه وأســعارﻩ وحجــم العمالــة ونوعهــا وتقســيم العمــل‬
‫وساعاته ؤالاجور ‪ ..‬الخ ‪ .‬كل هذا يكون مقررا اقتصاديا ومقررا بقانون ملزم يسم' الخطة ٕالاقتصـادية قبـل‬
‫أن تبـ ــدأ عمليـ ــة الانتـ ــاج فـ ــالتوزيع فاالسـ ــ‪IJ‬الك ‪ .‬أمـ ــا مضـ ــمون الخطـ ــة ومراحـ ــل تنفيـ ــذها وأهـ ــدافها املتتاليـ ــة‬
‫فتتوقــف عــى ٕالامكانيــات املتاحــة واملتوقعــة للمــوارد الاقتصــادية والاحتياجــات الشــعبية ‪/‬ــى كــل مجتمــع عــى‬
‫حــدة ‪ .‬و‪/‬ــى ه ــذا تختلــف املجتمعــات ول ــو كانــت كلهــا اش ــ‪°‬اكية ‪ .‬ويختلــف مضــمون التخط ــيط مــن مرحلــة ا‪ 6‬ــى‬
‫مرحلة ‪/‬ى املجتمع الاش‪°‬اكى الواحد ‪.‬‬
‫هذا هو النظام الاش‪°‬اكى ‪ ،‬وهو يحتاج ا‪6‬ى إيضاح ‪..‬‬
‫نح ــن نع ــرف أن الاش ــ‪°‬اكية كنظ ــام اقتص ــادى ‪ ،‬أو النظ ــام الاش ــ‪°‬اكى كم ــا نفض ــل أن نس ــميه ‪ ،‬أى نظ ــام‬
‫توظيف املوارد املادية والبشرية املتاحة ‪/‬ى مجتمـع معـ‪l‬ن لتحقيـق غايـة معينـة طبقـا لخطـة اقتصـادية شـاملة‬
‫لم يكن معروفا ‪/‬ى الدراسات املاركسية إ‪6‬ى ما بعد قيام الثورة البلشفية ‪/‬ى روسيا سنة ‪ ، 1917‬كان ماركس‬
‫وانجلز ومن بعدهما ا‪6‬ى لين‪l‬ن يعرفون معرفة علمية أن الفاعلية التلقائية للنظام الرأسما‪6‬ى كما هـو سـتؤدى‬
‫ا‪6‬ى القضاء عى املنافسة الحـرة فيـه وتحولـه ا‪6‬ـى نظـام احتكـارى للـتحكم فيـه قلـة تملـك أدوات ٕالانتـاج ملكيـة‬
‫خاص ــة ‪ / .‬ــى أغلبي ــة الش ــعب ال ــذين ال يملك ــون إال ق ــوة عمله ــم ليبيعوه ــا بالس ــعر ال ــذى يح ــددﻩ م ــالكو أدوات‬
‫ٕالانتاج ‪ ،‬وأن ذلك سيؤدى ـ ‪/‬ى حينه ـ ا‪6‬ى ثورة تقوم ¶‪I‬ا الوليتاريا ‪ ،‬غاي‪IJ‬ا إلغاء امللكية الخاصة ‪ .‬وعى هذا‬
‫ٔالاساس توقع مـاركس قيـام ثـورة الوليتاريـا ‪/‬ـى املجتمعـات الـ' تنضـج رأسـماليا وبعـد أن تنضـج ولـيس قبـل‬
‫هذا ‪ .‬وهو توقع صحيح تماما فيما لو تركت القوان‪l‬ن الرأسمالية لفاعلي‪IJ‬ا التلقائية ‪ .‬ولم يكن ماركس وانجلز‬
‫ومــن بعــدهما ا‪6‬ــى لينــ‪l‬ن قــادرين بحكــم ال‪°‬ـ‪À‬امهم ‪/‬ــى التوقــع مــنهج املاديــة الجدليــة ‪ ،‬عــى توقــع تــدخل مــؤثر غ‪l‬ــ‬
‫أدوات ٕالانتاج يفرض إرادته ويحول دون أن يصل النظام الرأسما‪6‬ى ا‪6‬ى ‪Iv‬ايته املأساوية ‪ ،‬ا‪6‬ى أن فطن لين‪l‬ن‬

‫ا‪6‬ــى مقــدرة ٔالانســان فــأنجز الثــورة الاشــ‪°‬اكية قبــل نضــج الرأســمالية ‪/‬ــى روســيا القيصــرية ‪ .‬ولــم يكــن الاع‪°‬ـاف‬
‫بمقدرة ٕالانسان عى قيادة حركة التطور إال مفتاحا لباب التخطيط الاقتصادى ‪.‬‬
‫امله ــم أن م ــاركس وم ــن بع ــدﻩ ا‪ 6‬ــى لين ــ‪l‬ن ل ــم يقول ــوا ش ــيئا ي ــذكر ع ــن النظ ــام الاقتص ــادى ال ــذى يتل ــو ثـ ـورة‬
‫الوليتاريا وإلغاء حكم امللكية الخاصة ‪ .‬وبالتا‪6‬ى نستطيع أن نقول أنه ليس ‪/‬ى ال‪°‬اث املارك‪Ô‬ـ‪ 'b‬كلـه السـابق‬
‫ع ــى ث ــورة س ــنة ‪ 1917‬نظري ــة اش ــ‪°‬اكية ‪ ،‬نع( ــ' نظري ــة إقام ــة نظ ــام اش ــ‪°‬اكى ‪ .‬وال ي ــرث املاركس ــيون م ــن تل ــك‬
‫املرحلة الا مقوالت فلسفية منهجية فيقـال لهـم " ماركسـي‪l‬ن "‪ .‬يقـول أوسـكار النـج الاقتصـادى املارك‪Ô‬ـ‪ "، 'b‬إن‬
‫مؤس‪Ô‬ــ‪ 'b‬الاشــ‪°‬اكية العلميــة مــاركس وانجلــز كرســا جهودهمــا لتحليــل الاقتصــاد الرأســما‪6‬ى ‪ .‬أمــا فيمــا يتعلــق‬
‫باالقتصــاد الاشــ‪°‬اكي فقــد اقتصــرت مســاهم‪IJ‬ما عــى إي ـراد بعــض املالحظــات العامــة ورفضــا مــن حيــث املبــدأ‬
‫الــدخول ‪/‬ــى التفاصــيل وذلــك خشــية القيــام بعمــل غ‪l‬ــ علمــ' والانح ـراف وراء الخيــال ) أبحــاث ‪/‬ــى التخطــيط‬
‫والاقتصــاد الاشــ‪°‬اكى (‪ ..‬وينقــل عــن املاركســية روزا لوكســمبورج قولهــا ‪ ":‬أن الاقتصــاد السيا‪c‬ــ‪ 'b‬ينت‪q‬ــ' دورﻩ‬
‫‪/‬ى اللحظة ال' يزول ف~‪I‬ا اقتصاد الرأسمالية الذى تسودﻩ الفو‪ ." 'bÕ‬ويضيف " أ‪Iv‬ا كانـت تظـن أن عالقـات‬
‫ٕالانتاج ‪/‬ى ظل الاش‪°‬اكية تكون من الوضوح والبساطة بحيث التكون هناك حاجـة ا‪6‬ـى علـم خـاص لالقتصـاد‬
‫السيا‪c‬ـ‪ ." 'b‬كانـت الاشـ‪°‬اكية ا‪6‬ـى ماقبـل التجربـة السـوفيتية تع(ـ' ـ إذن ـ إلغـاء امللكيـة الخاصـة ‪ ،‬وبـالرغم مـن‬
‫أن كث‪l‬ــ مــن املاركســي‪l‬ن مــا يزالــون ـ ـ ـ ـ حــ' يومنــا هــذا ـ ـ ـ ـ معلقــ‪l‬ن عــى شــماعة " إلغــاء امللكيــة الخاصــة " ‪ ،‬فــإن‬
‫تجربة الاش‪°‬اكي‪l‬ن لم تقف عند حدود الكلمات السلبية ‪.‬‬
‫بعد الثورة كان عى الاش‪°‬اكي‪l‬ن أن يقيموا " نظاما اقتصـاديا اشـ‪°‬اكيا "‪ .‬أى أن يحولـوا الاشـ‪°‬اكية الكلمـة‬
‫ا‪6‬ى نظام اش‪°‬اكى للحياة ‪ .‬وقد بدأت التجربـة متع½ـة وجزئيـة وأسـفرت بعـد سـن‪l‬ن طويلـة مـن املعانـاة الفكريـة‬
‫والتطبيقية عن نظام يسيطر فيه ٕالانسان ) املجتمع املنظم ( عى قوانينه الاقتصادية ويستخدمها بنجاح ‪/‬ى‬
‫تحقي ــق إرادت ــه وتط ــوير الحي ــاة املادي ــة ع ــى الوج ــه ال ــذى يتف ــق م ــع تل ــك ٕالارادة ‪ .‬وس ــيلته ‪ /‬ــى ه ــذا التخط ــيط‬
‫الاقتصـ ــادى الشـ ــامل ‪ .‬لهـ ــذا قلنـ ــا أن ٕالاع‪ °‬ـ ـاف لإلنسـ ــان بـ ــدور القيـ ــادة لحركـ ــة التطـ ــور كـ ــان مفتـ ــاح أبـ ــواب‬
‫التخط ــيط ‪ .‬وهك ــذا ول ــد النظ ــام الاش ــ‪°‬اكى طف ــال ‪ /‬ــى س ــنة ‪ 1924‬ث ــم نم ــا واكتم ــل وي ــدخل ٓالان مب ــاراة التنمي ــة‬
‫والتقــدم بثبــات ونجــاح الي‪°‬ــك مجــاال للشــك ‪/‬ــى أنــه أفضــل نظــام وأرشــدﻩ لتوظيــف املــوارد إلشـباع الحاجيــات‬
‫املاديــة والثقافيــة امل‪À°‬ايــدة للشــعب كلــه ‪/‬ــى أى مجتمــع ‪ .‬وتحــت تــأث‪ l‬نجاحــه ي‪°‬اجــع النظــام الرأســما‪6‬ى وتتــدخل‬
‫الدولـ ــة لس ـ ــد ثغ ـ ـرات املض ـ ــاربة وترقيـ ــع البن ـ ــاء الاقتص ـ ــادى وإنق ـ ــاذﻩ م ـ ــن ٔالازمـ ــات ا‪ 6‬ـ ــى ح ـ ــد تعطي ـ ــل ٔالاس ـ ــواق‬
‫الرأسمالية من ح‪l‬ن ا‪6‬ى ح‪l‬ن ) قفل البورصات (‪.‬‬
‫وهكذا ‪ ،‬عندما نتحـدث ‪ٓ ،‬الان ‪ ،‬عـن النظـام الاشـ‪°‬اكى ‪/‬ـى سـياق الـدفاع عـن القطـاع العـام وكمقدمـة لهـذا‬
‫ال ــدفاع نرج ــو أال يح ــتج علين ــا ب ــاملقوالت املاركس ــية الفلس ــفية واملنهجي ــة التقليدي ــة إذ العالق ــة له ــا بالنظ ــام‬
‫الاش‪°‬اكى ‪ .‬كما نرجو أال يحتج علينا بع½ات التجارب الاشـ‪°‬اكية ٔالاو‪6‬ـى فـنحن غ‪l‬ـ مسـئول‪l‬ن ع‪Io‬ـا وال نأخـذ ¶‪I‬ـا‬
‫إنم ــا نأخ ــذ بمحص ــلة تج ــارب ومعان ــاة الاش ــ‪°‬اكي‪l‬ن ‪ /‬ــى الع ــالم كل ــه وخاص ــة ‪ /‬ــى الاتح ــاد الس ــوفي' ‪ ،‬الاتح ــاد‬
‫السـوفي' الـذى كـان أك½ـ منـا تخلفـا بمراحـل منـذ نصـف قـرن فأصـبح ـ ـ كمـا يسـميه أعـداء النظـام الاشـ‪°‬اكى‬
‫ذاتــه ـ ـ ـ ـ ـ إحــدى القــوت‪l‬ن ٔالاعظــم ‪ .‬كمــا نرجــو أن يتن‪Ø‬ــى املاركســيون التقليــديون قلــيال لي‪°‬كــوا للنظــام الاشــ‪°‬اكى‬
‫وح ــدﻩ مهم ــة ال ــدفاع ع ــن القط ــاع الع ــام‪ .‬إذ أن الهج ــوم الش ــرس ال ــذى يش ــنه الرجعي ــون ع ــى قطاعن ــا الع ــام‬

‫أخطــر وأك½ــ جديــة مــن اســتعراض عضــالت املثقفــ‪l‬ن ‪/‬ــى كلمــات كب‪l‬ــة ‪ .‬إ‪Iv‬ــا ليســت معركــة كلمــات ‪Ix‬ــم جماعــة‬
‫املثقف‪l‬ن بل ى معركة حياة أو موت ‪Ix‬م الشعب كله ‪.‬‬
‫النظــام الاشــ‪°‬اكى ‪ ،‬إذن ‪ ،‬أو الاشــ‪°‬اكية العلميــة إذا ســمح لنــا باســتعمال هــذا التعب‪l‬ــ ‪ ،‬ليســت مجــرد إلغــاء‬
‫امللكيــة الخاصــة لــبعض أو حــ' لكــل أدوات ٕالانتــاج بــل ــى " التغلــب عــى تلقائيــة التطــور الاجتمــا¿ي بإقامــة‬
‫نظ ــام م ــن عالق ــات الانت ــاج ت ــؤدى في ــه الق ــوان‪l‬ن الاقتص ــادية عمله ــا بطريق ــة يقص ــدها ٕالانس ــان " و "الش ــرط‬
‫ٔالاسا‪ 'bc‬للتحكم ‪/‬ى أسلوب س‪ l‬النظام الاجتما¿ى هو تقرير امللكية العامة لوسائل الانتاج الرئيسية مما يؤثر‬
‫‪/‬ى البواعث الاقتصادية بحيـث يكـون رد الفعـل مـن جانـب الشـعب إزاءهـا متمشـيا مـع إرادة الشـعب املـنظم "‬
‫)أوسكار النج ‪ -‬الاقتصاد السيا‪ . ( 'bc‬واليكفى لهذا التحكم مجرد " ملكية الدولة لبعض وسائل الانتاج ‪ ،‬بل‬
‫البد أن تكون " وسائل الانتـاج واملبادلـة ٔالاساسـية بيـد املجتمـع البيـد ٔالافـراد " لكـى يسـتطيع املجتمـع ممـثال ‪/‬ـى‬
‫دولته الديموقراطية أن يتحكم ‪/‬ـى النشـاط الاقتصـادى ويوجهـه طبقـا للخطـة الاقتصـادية الشـاملة ‪ .‬إذ " أنـى‬
‫الـح ‪/‬ـى ابـراز التعــارض الجـوهرى الـذى يرتكـز عليــه التمي‪l‬ـ‪ À‬بـ‪l‬ن اقتصـاد مخطــط واقتصـاد غ‪l‬ـ مخطـط أال وهــو‬
‫التعارض ب‪l‬ن مجتمع اش‪°‬اكى ومجتمع رأسما‪6‬ى ") شارل بتلهايم ‪ -‬التخطيط والتنمية (‪.‬‬
‫مـؤدى هــذا أن ملكيــة الدولــة ‪/‬ــى النظــام الاشــ‪°‬اكى ليســت عبئــا خاسـرا اقتصــاديا وال مشــروعات مضــاربة ‪/‬ــى‬
‫الس ــوق بقص ــد ال ــربح ‪ ،‬وال ع ــداء ميتاف‪Àl‬يقي ــا للملكي ــة الخاص ــة ‪ .‬ب ــل ــى أداة املجتم ــع ‪ /‬ــى الت ــأث‪ / l‬ــى النش ــاط‬
‫الاقتص ـ ــادى بحي ـ ــث يتج ـ ــه ا‪ 6‬ـ ــى الغاي ـ ــة املح ـ ــددة ‪ /‬ـ ــى الخط ـ ــة الاقتص ـ ــادية الش ـ ــاملة ال ـ ــ' عرفن ـ ــا أ‪ Iv‬ـ ــا إش ـ ــباع‬
‫الاحتياجات الشعبية املادية والثقافية ‪ ،‬وعندما توجد هذﻩ امللكية العامة كما ونوعا بحيث تكون قادرة عى‬
‫تأدية وظيف‪IJ‬ا ـ وى تختلف كما ونوعا باختالف درجة تطور ونمو البيئة الاقتصادية ‪/‬ى كل مجتمع عى حـدة‬
‫ـ ال يضــ‪ l‬النظــام الاشــ‪°‬اكى أن تتواجــد بجــوار امللكيــة العامــة ملكيــات خاصــة ‪ .‬لقــد أصــبح هــذا مســلما بــه ‪/‬ــى‬
‫الاقتصاد الاش‪°‬اكى و‪/‬ى كل الدول الاش‪°‬اكية ‪ ،‬لهذا اليقول أحد اليوم بإلغاء امللكية الخاصة ألدوات ٔالانتاج‬
‫" ٔالاساسية " ‪ .‬ال أحد يمارى ‪/‬ى هذا ‪ .‬ففى كـل الـدول الاشـ‪°‬اكية ملكيـات فرديـة وملكيـات تعاونيـة ‪ ،‬وامللكيـات‬
‫التعاونية ى ملكيات فردية ‪ .‬بل أن ‪/‬ى بعض الدول الاش‪°‬اكية ملكيات رأسمالية تتم‪ Àl‬بقوة خاصة ‪/‬ـى أملانيـا‬
‫الديموقراطيــة ‪ .‬وتلعــب امللكيــة الرأســمالية دورا هامــا ‪/‬ــى الصــ‪l‬ن الشــعبية ‪ ..‬الــخ أك½ــ مــن هــذا فــإن تطــور علــم‬
‫الاقتصــاد الاشــ‪°‬اكى قــد انت‪q‬ــ' ا‪6‬ــى إمكــان "توظيــف " املنافســة الحــرة ذا‪Ix‬ــا ‪/‬ــى ســوق محــدودة مــن أجــل خدمــة‬
‫الخطــة الاقتص ــادية ٔالام ــر الج ــوهرى هــو أن يك ــون املرج ــع ‪ /‬ــى الق ـرار الاقتصــادى ‪ /‬ــى القط ــاع الع ــام والقط ــاع‬
‫الخاص كل~‪I‬ما ا‪6‬ى الخطة ٕالاقتصادية ال' يقوم القطاع العام بدور قيادة تنفيذها ‪.‬‬
‫نقـ ــول القطـ ــاع العـ ــام والقطـ ــاع الخـ ــاص ولـ ــم نقـ ــل ملكيـ ــة الدولـ ــة أو ملكيـ ــة ٔالاف ـ ـراد ‪ ،‬ألن هنـ ــا ‪/‬ـ ــى النظـ ــام‬
‫الاش ــ‪°‬اكى يكم ــن مفه ــوم القط ــاع الع ــام ‪ .‬إن ــه قط ــاع ع ــام ‪ /‬ــى دائ ــرة اقتص ــادية واح ــدة تحك ــم حرك‪ IJ‬ــا خط ــة‬
‫اقتصــادية واح ــدة ينتم ــ' إل~‪ I‬ــا القط ــاع الخ ــاص ولكن ــه يخض ــع ل ــذات الخط ــة ويت ــو‪6‬ى الش ــعب مم ــثال ‪ /‬ــى دولت ــه‬
‫الديموقراطيـة الــتحكم ‪/‬ـى حركــة الــدائرة الاقتصـادية ‪ ،‬أى تنفيــذ الخطـة ‪ ،‬مــن خــالل ملكيتـه للقطــاع العــام ‪.‬‬
‫وهــو مــا يع(ــ' ـ ـ ـ اقتصــاديا ـ ـ ـ ســيطرة الشــعب بواســطة القطــاع العــام عــى القطــاع الخــاص وتوظيفــه ‪/‬ــى خدمــة‬
‫الخطة الاقتصادية الشاملة ‪ ،‬القطـاع العـام ـ إذن ـ لـيس نفيـا للقطـاع الخـاص كمـا أن القطـاع الخـاص لـيس‬
‫نفيا للقطاع العام ‪/ ،‬ى النظام الاش‪°‬اكى ‪ ،‬مادام القطاع الخاص تابعا ـ اقتصاديا ـ للقطاع العام ‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ هنـا نصـل إ‪6‬ـى أو‪6‬ـى النتـائج الـ' ‪Ix‬منـا ‪/‬ـى هـذا الحـديث ونع(ـ' ¶‪I‬ـا فهـم وتقيـيم النقـد الـذى يوجـه ا‪6‬ـى القطـاع‬
‫العــام ‪ ،‬فقــد عرفنــا أن القطــاع العــام هــو ركــن أسا‪c‬ــ‪ 'b‬مــن أركــان النظــام الاشــ‪°‬اكى ذلــك النظــام الــذى يحــدد‬
‫عالقتــه بالقطــاع الخــاص ‪ ،‬ويضــع القطــاع الخــاص موضــع التبعيــة الاقتصــادية للقطــاع العــام املوكولــة اليــه‬
‫مهم ــة وض ــع التخط ــيط الاقتص ــادى الش ــامل موض ــع التنفي ــذ ‪ ،‬ف ــاملوقف م ــن القط ــاع الع ــام ه ــو ‪ /‬ــى حقيقت ــه‬
‫موقف من النظام الاش‪°‬اكى ذاته واليمكن إال أن يكون موقفا من النظام الاشـ‪°‬اكى ذاتـه ألنـه المع(ـ' للقطـاع‬
‫العام الا ‪/‬ى النظام الاش‪°‬اكى ‪ .‬اليع(' هذا تحريم نقد القطاع العام أو ح' تحريم الدعوة ا‪6‬ى تنمية وتنشيط‬
‫القطاع الخاص ‪ .‬أبدا ‪.‬‬
‫إن أول مســئوليات الاشــ‪°‬اكي‪l‬ن ــى نقــد القطــاع العــام لتقويمــه النقــدﻩ لنقضــه‪ .‬وقــد يــرون تنميــة وتنشــيط‬
‫القطــاع الخــاص ‪/‬ــى ظــل تبعيتــه للقطــاع العــام أى تبعــا الحتياجــات القطــاع العــام ‪/‬ــى القيــام بــدورﻩ القيــادى ‪.‬‬
‫إنما تتحـدد املواقـف الحقيقيـة مـن النظـام الاشـ‪°‬اكى ملـن ينتقـدون القطـاع العـام تبعـا ملـوقفهم مـن " عالقـة "‬
‫القطاع العام بالقطاع الخاص عى وجه التحديد ‪.‬‬
‫ك ــل نق ــد للقط ــاع الع ــام يكش ــف أوج ــه قص ــورﻩ ع ــن أداء دورﻩ القائ ــد ويس ــ‪IJ‬دف تنش ــيط قيادت ــه للنش ــاط‬
‫الاقتصادى وإحكام فاعليته ‪/‬ى توجيه القطاع الخاص وتوظيفـه ‪ ،‬وتنميـة كفاءتـه ٕالانتاجيـة هـو نقـد بنـاء مـن‬
‫أجل الاش‪°‬اكية ‪.‬‬
‫وكــل نقــد للقطــاع العــام يســ‪IJ‬دف تصــفيته أو حصــر دورﻩ ‪/‬ــى النشــاط الاقتصــادى أو حــ' إطــالق املنافســة‬
‫بينــه وبــ‪l‬ن القطــاع الخــاص والاحتكــام ‪/‬ــى كفاءتــه الانتاجيــة ا‪6‬ــى املعــاي‪ l‬الرأســمالية هــو نقــد هــدام مــن أجــل‬
‫الرأسمالية ‪.‬‬
‫هــذا موقــف مبــدئي قبــل الــدخول ‪/‬ــى التفاصــيل ‪ ،‬وقــد يــردد الطرفــان ‪ ،‬الاشــ‪°‬اكيون وأعــداء الاشــ‪°‬اكية ‪،‬‬
‫ذات ٔالاخطـاء املنسـوبة ا‪6‬ـى القطـاع العـام وبالتـا‪6‬ى تصــبح مسـلمة مـن الجميـع ولكـ‪Io‬م ال يكونـون ـ ـ ـ مـع هـذا ـ ـ ـ ‪/‬ــى‬
‫موقــف واحــد مــن القطــاع العــام ‪ .‬طــرف ينقــد ليب(ــ' وطــرف ينقــد ل~‪I‬ــدم ‪ .‬ويكــون مــن الجــوهرى بالنســبة ألى‬
‫اش‪°‬اكى أن يكشف من خـالل نقـد القطـاع العـام موقـف صـاحبه مـن الاشـ‪°‬اكية ليتخـذ منـه موقفـا مناسـبا ‪.‬‬
‫فه ــو إم ــا معـ ــه أو ض ــدﻩ ‪ .‬اليع( ــ' هـ ــذا أن يف ــتش الاش ــ‪°‬اكيون ‪/‬ـ ــى نواي ــا البش ــر خاصـ ــة وأن الك ــذب والنفـ ــاق‬
‫واملخادعـة ليسـت رذائـل ‪/‬ـى عــرف الرأسـمالي‪l‬ن بـل ـى شــطارة وفهلـوة وتكتيـك ‪ .‬كيـف يمكـن ـ ـ ـ إذن ـ ـ ـ اكتشــاف‬
‫املواقــف الصــحيحة وفــرز القــوى الــ' تنقــد القطــاع العــام مناهضــة للنظــام الاشــ‪°‬اكى مــن القــوى الــ' تنقــد‬
‫القطــاع العــام تــدعيما للنظــام الاشــ‪°‬اكى ؟‪ ..‬باســتعراض أوجــه النقــد وأوجــه العــالج ‪ .‬وفيمــا يــى ننقــد ونعــالج‬
‫ونرد من موقف الدفاع عن النظام الاش‪°‬اكى ‪.‬‬
‫‪5‬ـ سلبيات مراحل التحول ‪:‬‬

‫اليــتم التحــول الاقتصــادى أو الاجتمــا¿ى فجــأة أو بقـرارات شــاملة وحاســمة ولــو كانــت قـرارات ثوريــة ‪ .‬إذ أنــه‬
‫‪ /‬ــى ظ ــل نظ ــام اقتص ــادى مع ــ‪l‬ن تنم ــو وتس ــتقر أن ــواع كثيف ــة م ــن العالق ــات القانوني ــة والاجتماعي ــة والثقافي ــة‬
‫ؤالادبيــة والتقاليــد ؤالاعـراف ـ ـ ـ ـ وبينمــا يمكــن بقـرارات تغي‪l‬ــ عالقــات ٕالانتــاج ) إلغــاء امللكيــة او تقييــدها ( فــورا‬
‫يسـتحيل بقـرارات فوريــة تغي‪l‬ـ أدوات الانتــاج املوروثـة مـن ناحيــة ‪ ،‬والعالقـات الاجتماعيــة والثقافيـة ؤالادبيــة‬
‫… الخ ‪ ،‬ال' كانت سائدة ‪/‬ى ظل النظام الاقتصادى القديم ‪.‬‬
‫هكــذا تبــدأ ف‪°‬ــة التحــول ا‪6‬ــى النظــام الاشــ‪°‬اكى ومعهــا متاع[‪I‬ــا ‪ ..‬أدوات الانتــاج عتيقــة أو مخصصــة لإلنتــاج‬
‫الاســ‪IJ‬الكى ‪ ،‬وعالقــات اجتماعيــة وثقافيــة ‪ ..‬الــخ اســتقرت عــى أســس رأســمالية ‪ ،‬ويكــون عــى مرحلــة التحــول‬
‫أن تط ــور أدوات الانت ــاج وتغ‪l‬ه ــا نوعي ــا وتض ــيف ال~‪ I‬ــا م ــا ي ــتالئم م ــع مهم ــات الاقتص ــاد الاش ــ‪°‬اكى و ــى مهم ــة‬
‫تس ــتغرق وقت ــا غ‪ l‬ــ قص ــ‪ . l‬كم ــا يك ــون ع ــى مرحلـ ــة التح ــول أن تط ــور العالق ــات الاجتماعي ــة بم ــا يتف ــق مـ ــع‬
‫العالقــات الاقتصــادية الجديــدة وــى مهمــة تســتغرق وقتــا أطــول التصــالها بحيــاة النــاس وماتلقــاﻩ مــن مقاومــة‬
‫الــذين اســتقرت حيــا‪Ix‬م عــى أســس العالقــات القديمــة ‪ .‬والبــد مــن أن يــتم كــل هــذا حــ' يمكــن القــول بــأن‬
‫املجتم ــع ق ــد انتق ــل م ــن الط ــور الرأس ــما‪6‬ى ا‪ 6‬ــى الط ــور الاش ــ‪°‬اكى ‪ ،‬ويمك ــن تتب ــع س ــلبيات مرحل ــة التح ــول كم ــا‬
‫تتجسد ‪/‬ى القطاع العام عى الوجه الاتى ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬املنافسة ب‪l‬ن القطاع‪l‬ن ‪:‬‬
‫يبــدأ التحــول ا‪6‬ــى الاشــ‪°‬اكية بتغي‪l‬ــ ثــورى لعالقــات الانتــاج كمــا قلنــا ‪ ،‬ويســفرهذا التغي‪l‬ــ عــن وضــع خطــة‬
‫اقتصــادية لتوظيــف املــوارد الاقتصــادية ومــا يســتلزمه هــذا مــن تملــك الدولــة لوســائل الانتــاج ٔالاساســية ‪ ،‬غ‪l‬ــ‬
‫أنــه ‪/‬ــى بدايــة ف‪°‬ــة التحــول التكــون الخطــة شــاملة وال يكــون التــأميم كــامال ويرجــع هــذا ا‪6‬ــى أســباب عــدة أهمهــا‬
‫التعامل مع الواقع املوضو¿ى بقدر مايطيق وتجنب مخاطر القفز من مجتمع متخلف ا‪6‬ى مجتمع متقدم قبل‬
‫أن تتــوافر للمجتمــع الجديــد دعامــة البشــرية واملاديــة ‪ .‬املهــم أنــه بالتــأميم يــزداد القطــاع العــام ولكنــه اليكــون‬
‫منفـردا بـل يواجـه قطاعــا خاصـا نشـيطا ‪ .‬ويبقــى ـ ـ ـ طـوال ف‪°‬ـة التحـول ـ ـ ـ قطاعــات متوازيـان ومتوازنـان وبالتــا‪6‬ى‬
‫متنافســان ‪ .‬واملفــروض أن تتضــمن الخطــة الاقتصــادية حلــوال متتابعــة ملشــكلة هــذا الازدواج تنت‪q‬ــ' بالســيطرة‬
‫الكاملــة للقطــاع العــام عــى القطــاع الخــاص ليســتقر النظــام الاشــ‪°‬اكى بــدون متاعــب ‪ .‬غ‪l‬ــ أنــه ا‪6‬ــى أن يتحقــق‬
‫هــذا الفــرض يعــانى القطــاع العــام مــن منافســة القطــاع الخــاص ‪ ..‬ولــو تــرك ٔالامــر بي‪Io‬مــا بــدون دعــم للقط ــاع‬
‫العام فإنه يكون مقضيا عليـه بـاملوت إذ أن املنافسـة بـ‪l‬ن القطـاع العـام والقطـاع الخـاص التع(ـ' الا تصـفية‬
‫القط ــاع الع ــام وبالت ــا‪6‬ى ردة ا‪ 6‬ــى الرأس ــمالية ‪ ،‬ذل ــك الن املنافس ــة مض ــاربة ‪ ،‬والقط ــاع الع ــام بحك ــم طبيعت ــه‬
‫الاقتصادية وال‪À°‬امه بتحقيق نتائج محددة ‪/‬ى أوقات محددة وارتباطه بالتخطيط ال يستطيع وليس مباحا له‬
‫أن يضــارب بينمــا املضــاربة ــى قــانون القطــاع الخــاص ‪ .‬و‪/‬ــى ســوق املنافســة الحــرة حيــث الغلبــة معقــودة ملــن‬
‫ي ــتقن أك½ ــ ق ــوان‪l‬ن املض ــاربة تك ــون غاي ــة القط ــاع الخ ــاص اخ ـراج القط ــاع الع ــام م ــن الس ــوق أى تص ــفيته أو‬
‫إفالســه ‪ .‬وتــدور أغلــب مضــاربات القطــاع الخــاص عــى ٔالاجــور ‪ ،‬أن ٔالاجــور ‪/‬ــى القطــاع العــام محــددة ولك‪Io‬ــا‬
‫مســتقرة هــذا بينمــا ٔالاجــور ‪/‬ــى القطــاع الخــاص غ‪l‬ــ محــددة وإن كانــت غ‪l‬ــ مســتقرة وتــتم املضــاربة عــى ٔالاجــور‬
‫من ناحيت‪l‬ن ‪:‬‬

‫الناحية ٔالاو‪6‬ى ‪ :‬أن يجرد القطاع الخاص القطاع العام من أكفأ العناصر املنتجة فيه عن طريق تشـغيلهم‬
‫‪/‬ى مقابل أجور مرتفعة ‪ .‬ويتحول القطاع العام الذى يتلقى وحدﻩ كافة الخريج‪l‬ن والعامل‪l‬ن الجدد ا‪6‬ى مجرد‬
‫قطاع للتدريب ‪ .‬ما ان تبدو فيه الكفاءات وتنضـج حـ' تتسـلل منـه ا‪6‬ـى حيـث ٔالاجـور املرتفعـة املعروضـة مـن‬
‫القطاع الخاص بدو أن يلتفت املتسللون ا‪6‬ى أ‪Iv‬ا أجور مؤقتة ) مضـاربة ( قـد تكـون معروضـة مـن أجـل إتمـام‬
‫صفقة واحدة ‪ ،‬أو لف‪°‬ة محدودة ‪ ،‬و‪/‬ى كل الحاالت تنت‪ 'q‬بالفصل فجأة وبدون أية ضـمانات ‪ .‬وتـدخل سـوق‬
‫املضـاربة عـى ٔالاجـور ‪/‬ــى القطـاع العـام حــ' املؤسسـات الرأسـمالية ٔالاجنبيـة ‪ ،‬فيتلقــى القطـاع العـام خــريج‪l‬ن‬
‫جدد يوفدهم ‪/‬ى بعثات فال يعودون بعد أن انفق عى تعليمهم ‪ ،‬جريـا وراء ٔالاجـور املرتفعـة املعروضـة علـ~‪I‬م‬
‫‪ ،‬ثــم يتــوا‪6‬ى تســلل العناصــر الــ' تعــب القطــاع العــام والدولــة ‪/‬ــى إعــدادها ا‪6‬ــى القطــاع الخــاص ‪/‬ــى الــداخل أو‬
‫الهجرة ا‪6‬ى الخارج ألن سوق العمل ما تزال ـ ‪/‬ى مرحلة التحول ـ مفتوحة للمضاربة عى أجور العامل‪l‬ن ‪.‬‬
‫الناحية الثانية ‪ :‬إغراء العامل‪l‬ن ‪/‬ى القطاع العام باالستفادة من استقرار ٔالاجور ‪/‬ى القطاع العام وارتفاعها‬
‫‪/‬ى القطاع الخاص بأن تكون لهم عالقة عمل بالقطاع‪l‬ن ‪/‬ى الوقت ذاته ‪ .‬وملا كان هـذا الازدواج غ‪l‬ـ مشـروع‬
‫فإنه يتم باتفاقات غ‪ l‬مشروعة يعقدها القطاع الخاص خفية مع مـديرى القطـاع العـام وكبـار العـامل‪l‬ن فيـه‬
‫يدفع لهم بمقتضـاها مبـالغ طائلـة ‪/‬ـى سـبيل تسـهيل نمـو النشـاط الخـاص عـى حسـاب القطـاع العـام ) رشـوة ـ‬
‫عموالت ـ اختالس مواد خام ـ مخالفة املواصفات ـ تأخر ‪/‬ى التوريد ـ التواء مع العمـالء ـ إباحـة ٔالاسـرار ‪ ..‬الـخ (‬
‫‪Ix‬ـدف كلهــا ا‪6‬ــى إتجــاﻩ املســ‪IJ‬لك‪l‬ن ا‪6‬ـى القطــاع الخــاص بــدال مــن القطـاع العــام ‪ ،‬ألن ســوق البضــائع والخــدمات‬
‫ما تزال ـ ‪/‬ى مرحلة التحول ـ مفتوحة للمضاربة عى املنتجات ‪.‬‬
‫تؤدى هـذﻩ املضـاربة ا‪6‬ـى كـل تلـك الظـواهر املنحرفـة الـ' يرددو‪Iv‬ـا منسـوبة ا‪6‬ـى القطـاع العـام تحـت عنـوان "‬
‫فسـاد القطــاع العــام " ويقــدمون لــه أمثلــة عديــدة مــن العجــز والــبطء والالمبــاالة وٕالاخــتالس والرشــوة وهجــرة‬
‫الكفاءات ‪ ..‬ويقدمون عالجا لهذا الفساد تصفية القطاع العـام ‪ .‬يريـدون أن يوهمـوا النـاس أن القطـاع العـام‬
‫بحك ــم طبيعت ــه نظ ــام فاس ــد يغ ــرى ٔالامن ــاء ب ــاالنحراف وينف ــر ٔالاكف ــاء م ــن أبنـ ـاء ه ــذا البل ــد ف~‪ I‬ــاجرون هج ــرة‬
‫داخلية أو خارجية ‪.‬‬
‫الوق ــائع ص ــحيحة ب ــل نزي ــد عل~‪ I‬ــا أن ــه إذ يستش ــرى الفس ــاد ‪ /‬ــى القم ــة يك ــون ص ــغار امل ــوظف‪l‬ن والع ــامل‪l‬ن ‪ /‬ــى‬
‫القطــاع العــام معــذورين إذا ف‪°‬ــ حماســهم للعمــل أو جنحــوا ا‪6‬ــى الالمبــاالة أو كفــروا بالقطــاع العــام أو حــ'‬
‫باالش‪°‬اكية ذا‪Ix‬ا ماداموا يرون ويلمسون ‪/‬ى املمارسـة أن القطـاع الاشـ‪°‬اكى يضـع نفسـه ‪ ،‬بـالرغم مـ‪ß‬ن كـل مـا‬
‫يقــال مــن كــالم جميــل ‪/‬ــى الوثــائق الفكريــة ‪/ ،‬ــى خدمــة الرأســمالي‪l‬ن ولتنميــة نشــاطهم املســتغل ‪ .‬وهكــذا ينتقــل‬
‫الفساد من القمة ا‪6‬ى القاعدة ‪ ،‬فما الحل ؟‪.‬‬
‫لــيس الح ــل تص ــفية القط ــاع الع ــام كلــه أو تص ــفية ج ــزء من ــه ‪ ،‬ول ــيس الحــل امل ــواعظ املني ــة ع ــن ٔالاخ ــالق‬
‫والاستقامة ‪ .‬ولكن الحل ذو شق‪l‬ن ‪ :‬الشق ٔالاول ‪ :‬اختصار ف‪°‬ة التحول ا‪6‬ى الاش‪°‬اكية بتوسـيع نطـاق القطـاع‬
‫العام وإحكام قبضته عـى القطـاع الخـاص وفـرض سـيطرته الشـاملة عليـه لتصـل بأسـرع مـايمكن ا‪6‬ـى النظـام‬
‫الاشـ‪°‬اكى الــذى ين‪q‬ــ' ا‪6‬ــى ٔالابــد السـلبيات الناتجــة عــن عــدم اكتمالــه ومنافسـة القطــاع الخــاص للقطــاع العــام‬
‫ونحــن ‪/‬ــى الطريــق إليــه‪ .‬الشــق الثــانى ‪ :‬تحويــل الفســاد ‪/‬ــى القطــاع العــام ا‪6‬ــى ‪f‬ــ‪ eb‬مســتحيل أو خاســر ‪ ،‬وذلــك‬

‫بــإخراج القطــاع الخــاص ‪Iv‬ائيــا وحســما مــن املجــاالت الاقتصــادية املوكولــة ا‪6‬ــى القطــاع العــام بحيــث يصــبح ‪،‬‬
‫فعليــا وقانونيــا ـ ـ ـ ـ ـ ـ مســتحيال ـ ـ ـ ـ ـ ـ أن تنتقــل قــوة العمــل أو الاســتثمارات أو ٔالادوات أو البضــائع أو الخــدمات مــن‬
‫القطــاع العــام ا‪6‬ــى القطــاع الخــاص أو العكــس ‪ .‬بحيــث يكــون للقطــاع الخــاص مجــاالت محــدودة ومحــددة عــى‬
‫س ــبيل الحص ــر ‪ ،‬مقص ــورة علي ــه وح ــدﻩ ‪ /‬ــى الانت ــاج أو التوزي ــع أو الاس ــ‪IJ‬الك ‪ .‬باختص ــار إلغ ــاء ك ــل إمكاني ــات‬
‫املنافســة الظــاهرة أو الخفيــة بــ‪l‬ن نشــاط القطــاع العــام ونشــاط القطــاع الخــاص حــ' يصــبح مســتحيال عــى‬
‫القطــاع الخــاص أن يســرق مــن القطــاع الخــاص الكفــاءات البشــرية واملــواد الخــام وٓالاالت والبضــائع والزبــائن‬
‫فيستحيل وجود من يسرقون له أو يتآمرون معه من ب‪l‬ن العامل‪l‬ن ‪/‬ى القطاع العام ‪.‬‬
‫أما التشه‪ l‬بالقطاع العام من أجل تصفيته فهو موقف متناقض ومنافق وغ‪ l‬علم' وغ‪ l‬واق‪á‬ى باإلضافة‬
‫ا‪6‬ى أنه موقف مناهض لالش‪°‬اكية ‪.‬‬
‫أما أنه متناقض فألنه يـأتي مـن جانـب القطـاع الخـاص وأنصـارﻩ أولئـك الـذين يجنـون أربـاحهم مـن الفسـاد‬
‫الذى أحدثوﻩ ‪/‬ى القطاع العام ل‪l‬بحوا ‪ .‬إن تطه‪ l‬القطاع العام من الفساد يع(' أ‪Iv‬م لن يجـدوا مـن يرشـونه‬
‫أو يساعدهم عى اختالس موادﻩ أو بضائعه أو زبائنه ‪ ،‬تطه‪l‬ﻩ يع(ـ' خـرا¶‪I‬م والواقـع أ‪Iv‬ـم يشـهرون بـه الرغبـة‬
‫‪ /‬ــى تقويم ــه ب ــل رغب ــة ‪ /‬ــى تقويض ــه ليش ــ‪°‬وﻩ ‪ .‬كم ــا يفع ــل تج ــار املاش ــية ‪ /‬ــى أس ــواق الري ــف يكتش ــفون عيو¶‪ I‬ــا‬
‫ويزون عيوبا أخرى تمهيدا للشراء بأبخس الاثمان ‪ .‬وهو موقـف منـافق أل‪Iv‬ـم يغلفـون نقـدهم بـالحرص عـى‬
‫مص ــلحة الش ــعب أو ح ــ' ب ــالحرص ع ــى " الاش ــ‪°‬اكية الس ــليمة" كم ــا يس ــمو‪Iv‬ا ‪ /‬ــى ح ــ‪l‬ن أ‪ Iv‬ــم ال يس ــ‪IJ‬دفون‬
‫واليمكن أن يس‪IJ‬دفوا الا أرباحهم الخاصة ولو عى حساب الشعب وضد أى مفهوم لالش‪°‬اكية ‪ .‬وهو موقف‬
‫غ‪ l‬علم' آل‪Iv‬م يتجاهلون ‪/‬ى إبرازهم للسلبيات املوجودة ‪/‬ى القطاع العام الظروف الاجتماعية ال' نشـأ ف~‪I‬ـا‬
‫ومارس ف~‪I‬ا نشاطه واملتاعب ال' تخلفها تلك الظروف أمام القطاع العام ‪/‬ى مرحلة التحول ا‪6‬ـى الاشـ‪°‬اكية ‪.‬‬
‫وهو موقف غ‪l‬ـ واق‪á‬ـى ألن تصـفية القطـاع العـام مسـتحيلة ‪ .‬وسـنعرف فيمـا بعـد ملـاذا ـى مسـتحيلة ‪ .‬أمـا أنـه‬
‫موقــف منــاهض للنظــام الاشــ‪°‬اكى فهــو يحتــاج ا‪6‬ــى بيــان ‪ ،‬إذ ال وجــود للنظــام الاشــ‪°‬اكى إال بوجــود قطــاع عــام‬
‫ذى سيطرة شاملة وكاملة عى كل النشاط الاقتصادى ‪/‬ى املجتمع ‪ .‬وكل مناهضة للقطاع العام ى مناهضة‬
‫للنظام الاش‪°‬اكى ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اختالط ٕالاجراءات الاقتصادية ‪:‬‬
‫قلنـ ــا أن مرحلـ ــة التحـ ــول ا‪6‬ـ ــى الاشـ ــ‪°‬اكية تبـ ــدأ بتغي‪l‬ـ ــ عالقـ ــات ٕالانتـ ــاج بينمـ ــا تبقـ ــى العالقـ ــات الاجتماعيـ ــة‬
‫والثقافيــة والتقاليــد ‪ ..‬الــخ ‪ .‬بــدون تغي‪l‬ــ ا‪ 6‬ـى حــ‪l‬ن ‪ .‬وه ــذا يع(ــ' أن يواجــه التحــول ا‪6‬ــى الاشــ‪°‬اكية منــذ مول ــدﻩ‬
‫مقاومة من الذين ارتبطت مصالحهم باألوضاع الاقتصادية السائدة من قبل ‪ ،‬وهم يسـتعملون ‪/‬ـى مقـاوم‪IJ‬م‬
‫ك ــل ٔالاس ــلحة املتاح ــة له ــم وم‪ Io‬ــا الق ــوة الاقتص ــادية ‪ .‬ويقت‪ Ç‬ــ‪ 'b‬ه ــذا ش ــل مق ــدر‪Ix‬م الاقتص ــادية ع ــى املقاوم ــة‬
‫تمهيدا إلعادة صياغة العالقـات الاقتصـادية الجديـدة ‪ .‬مـن هنـا تخـتلط ‪/‬ـى بدايـة ف‪°‬ـة التحـول عـدة إجـراءات‬
‫كلها اقتصادية وإن كانت مختلفة الغاية والصلة بالنظام الاش‪°‬اكى ‪ ،‬ونضرب لهذا مثل‪l‬ن ‪:‬‬
‫ٔالاول ‪ٕ :‬الاصالح الزرا¿ى ‪:‬‬

‫وٕالاصالح الزرا¿ى يع(' تحديد حد أق‪ 'bâ‬للملكية الزراعية وتوزيع الفائض عى املعدم‪l‬ن من العـامل‪l‬ن ‪/‬ـى‬
‫الزراعة وبالتا‪6‬ى زيادة عدد مالك ٔالارا‪ ´bÕ‬الزراعية ‪ .‬هذا النوع من ٕالاجـراءات الاقتصـادية لـيس وثيـق الصـلة‬
‫بالنظام الاش‪°‬اكى ‪ ،‬فالنظام الاش‪°‬اكى ال يقبل ملكية ٔالارض ‪ .‬أع(' ملكية الرقبة ال' تعطى صاحبه الحق ‪/‬ى‬
‫املضــاربة ‪/‬ــى الســوق العقاريــة ) بيــع ورهــن ( ‪ ،‬وتقتصــر امللكيــة عــى حــق الانتفــاع فقــط بحيــث تكــون املحصــلة‬
‫ال‪Io‬ائيــة ــى أن يمتلــك املنفعــة بــاألرض ) زراع‪IJ‬ــا ( مــن ينتفــع ¶‪I‬ــا فعــال ) يزرعهــا ( ‪ ،‬أمــا ٕالاصــالح الزرا¿ــى الــذى‬
‫ي ــوزع ٔالاأرض ملكي ــة خالص ــة ) رقب ــة وانتفاع ــا ( ع ــى امل ـزارع‪l‬ن بع ــد أن يك ــون ق ــد ح ــدد ملكي ــة ٓالاخ ــرين فإن ــه‬
‫يسـ‪IJ‬دف ‪ ،‬ويـؤدى بنجـاح ‪ ،‬ا‪6‬ــى شـل املقـدرة الاقتصــادية والاجتماعيـة لكبـار مـالك ٔالارا‪Õ‬ــ‪ ´b‬عـى قهـر الفالحــ‪l‬ن‬
‫أو السـيطرة عــى الدولــة ذا‪Ix‬ــا ‪ .‬أنــه تحريـر للبشــر مــن القهــر الواقــع علـ~‪I‬م ولــيس تنظيمــا للعالقــات الاقتصــادية‬
‫ب‪l‬ن البشر املتحررين ‪ ،‬فهو يسبق التحول الاش‪°‬اكى ولكنه ليس داخال ‪/‬ى النظام الاش‪°‬اكى ذاته ‪ .‬إنما يخضع‬
‫النظـام الاشـ‪°‬اكى ـ ـ ـ يعـد أن يقـوم ـ ـ ـ لقوانينـه الاقتصـادية ) التخطــيط ( الـذى قـد يوسـف أو يضـيق مـن ملكيــة‬
‫الانتفــاع بــاألرض أو يقــيم نظامــا لالنتفــاع التعــاونى بــ‪l‬ن امل ـزارع‪l‬ن ‪ ،‬ولكنــه ‪/‬ــى كــل الحــاالت ال يســمح بــأن تكــون‬
‫ٔالارض سلعة تباع وتش‪°‬ى وترهن لحساب أحد وال ح' من يزرعو‪Iv‬ا ‪.‬‬
‫وملــا كــان ٕالاصــالح الزرا¿ــى إجـراءا اقتصــاديا تحرريــا فــإن تقييمــه عــى أســاس العائــد املقــارن لإلنتــاج تقيــيم‬
‫خاطئ ‪ ،‬هذا اليع(' أن عائد ٔالارض ‪/‬ى ظل ٕالاصالح الزرا¿ى أقل منه ‪/‬ـى ظـل ٕالاقطـاع ‪ ،‬ولكـن يع(ـ' أن تنميـة‬
‫العائ ــد ليس ــت مقص ــورة م ــن ٕالاص ــالح بق ــدر م ــاهو مقص ــود تحري ــر الفالح ــ‪l‬ن م ــن س ــيطرة كب ــار امل ــالك ‪ ،‬وش ــل‬
‫مق ــدرة كب ــار امل ــالك ع ــى الس ــيطرة ع ــى الدول ــة ‪ .‬ع ــى أى ح ــال ‪ ،‬ف ــإن ٕالاص ــالح الزرا¿ ــى م ــن إج ـراءات ف‪ °‬ـات‬
‫التحـول ا‪6‬ـى الاشـ‪°‬اكية وهـو لـيس مـن النظـام الاشـ‪°‬اكى ‪/‬ـى ‪f‬ـ‪ eb‬فيخطـئ مـن يضـيف سـلبياته ا‪6‬ـى مـا يـرددﻩ مــن‬
‫نقــد للقطــاع العــام وتــدخل الدولــة وإن كــان غايــة نقــدﻩ ــى ذا‪Ix‬ــا غايــة نقــد القطــاع العــام ‪ .‬مناهضــة النظــام‬
‫الاش‪°‬اكى ‪.‬‬
‫الثانى ‪ :‬الحراسات ‪:‬‬
‫الحراســات ــى رفــع أيــدى املــالك عــن إدارة أمالكهــم املوضــوعة تحــت الحراســة وإيكــال إدار‪Ix‬ــا ملــن تنتــد¶‪I‬م‬
‫الدول ــة ع ــى أن تبق ــى امللكي ــة للم ــالك أنفس ــهم ويح ــتفظ له ــم بالعائ ــد م‪ Io‬ــا ‪ /‬ــى حس ــابات خاص ــة ‪ ،‬وه ــو نظ ــام‬
‫اليمــت بصــلة ا‪6‬ــى النظــام الاشــ‪°‬اكى ‪ .‬فكــل الــدول تفــرض الحراســات عــى أمــالك أعــدا‪IÒ‬ا ‪/‬ــى أوقــات الحــروب‬
‫بصــرف النظــر عــن نظمهــا الاجتماعيــة ‪ .‬النظــام الاشــ‪°‬اكى ال يعــرف إال تــأميم املمتلكــات الالزمــة لتنفيــذ الخطــة‬
‫الاقتصــادية وهــو مــا يع(ــ' توظيــف تلــك املمتلكــات بعــد تأميمهــا لحســاب الشــعب وتحويــل عائــدها ا‪6‬ــى خــدمات‬
‫مثلها مثل أى مورد آخر ‪ .‬ولكن ٔالاموال الخاضعة للحراسة تبقى بعيدة عن الخطة الاقتصادية وال يعود عى‬
‫الش ــعب ‪ f‬ــ‪ eb‬م ــن عائ ــدها ‪ ،‬كم ــا ال يع ــود ع ــى أص ــحا¶‪I‬ا ‪ ،‬فتك ــون النتيج ــة أن يس ــتفيد م‪ Io‬ــا الق ــائمون ع ــى‬
‫الحراسة‪ ،‬ومع ذلك ف‪ 'q‬إجراء قـد تسـتلزمه ف‪°‬ـة التحـول ا‪6‬ـى الاشـ‪°‬اكية لشـل مقـدرة املـالك‪l‬ن عـى مناهضـة‬
‫هذا التحول بتجريدهم من إمكانيا‪Ix‬م الاقتصادية ‪.‬‬

‫وى تؤدى هذﻩ الغاية بنجاح وأن كان نجاحا غ‪ l‬حاسـم ‪ ،‬إذ أن بقـاء ٔالامـوال تحـت الحراسـة ومـا يعنيـه هـذا‬
‫مــن أ‪Iv‬ــا مــا ت ـزال مملوكــة ألصــحا¶‪I‬ا يمــد مــن أملهــم ‪/‬ــى اســتعاد‪Ix‬ا وبالتــا‪6‬ى يبقــى علــ~‪I‬م ‪/‬ــى مواقــف املناهضــة‬
‫امل‪°‬بصة بالنظام الاش‪°‬اكى ‪ .‬ولوحسم ٔالامر وصودرت منذ البداية النت‪ 'q‬املوقف والءم أصحا¶‪I‬ا ب‪l‬ن موقفهم‬
‫ؤالاوض ــاع الجدي ــدة ‪ .‬ع ــى أى ح ــال ف ــإن ٔالام ــوال ال ــ' تخض ــع للحراس ــة التخض ــع له ــا العتب ــارات اقتص ــادية‬
‫وبالتا‪6‬ى فان تقييمها عى أساسا عائدها الاقتصادى قبل أن توضع هـو تقيـيم خـاطئ ‪ .‬و‪/‬ـى أغلـب الحـاالت إن‬
‫ل ــم يك ــن ‪ /‬ــى ك‪ Io‬ــا ت ــؤدى الحراس ــة ا‪ 6‬ــى تص ــفية ٔالام ــوال املوض ــوعة تح‪ IJ‬ــا ‪ ،‬أو س ــرق‪IJ‬ا ‪ ،‬أو تخري[‪ I‬ــا ألن الح ـراس‬
‫الـذين حلـوا محــل املـالك ‪/‬ـى إدار‪Ix‬ــا ‪/ ،‬ـى الوقـت الــذى يـديرو‪Iv‬ا فيـه بعيــدا عـن القطـاع العــام ورقابـة الدولــة ‪،‬‬
‫يجدون أنفسهم مالكا جددا ملا ال يستحقونه ا‪6‬ى أمد ال يعرفون ‪Iv‬ايته ‪ ،‬فيكون همهم ٔالاسا‪ٕ ´bc‬الاثراء م‪Io‬ا ‪.‬‬
‫ولقــد صــدر ‪/‬ــى ســنة ‪ 1964‬القــانون رقــم ‪ 150‬الــذى صــفى الحراســات تصــفية صــحيحة وتقدميــة بــأن ق‪Ç‬ــ‪'b‬‬
‫بملكية الدولة لكل ٔالاموال املوضوعة تحت الحراسة فانضمت ا‪6‬ى القطاع العام وأصبحت جـزءا منـه تحمـل‬
‫آث ــار تخري ــب الف‪ °‬ــة الس ــابقة وتم ــد ال ــذين يش ــهرون بالقط ــاع الع ــام بوق ــائع جدي ــدة يحتج ــون ¶‪ I‬ــا لتص ــفيته ‪.‬‬
‫والواق ــع أن القط ــاع الع ــام ه ــو ال ــذى يع ــانى مم ــا فعل ــه الح ـراس والذن ــب ل ــه فيم ــا فعل ــوﻩ ‪ .‬ع ــى أى ح ــال ف ــإن‬
‫الحراســات ليســت مــن النظــام الاشــ‪°‬اكى ‪/‬ــى ‪f‬ــ‪ eb‬فيخطــئ مــن يضــيف ســلبيا‪Ix‬ا ا‪6‬ــى مــا يــرددﻩ مــن نقــد القطــاع‬
‫العام وتدخل الدولة وإن كانت غاية نقدﻩ ى ذا‪Ix‬ا غاية نقد القطاع العام ‪ ،‬مناهضة النظام الاش‪°‬اكى ‪.‬‬
‫‪6‬ـ سلبيات التخلف ‪:‬‬
‫عرفن ــا أن ملرحل ــة التح ــول ا‪ 6‬ــى الاش ــ‪°‬اكية س ــلبيات بأخ ــذها املناهض ــون للنظ ــام الاش ــ‪°‬اكى حج ــة للتش ــه‪l‬‬
‫بالقط ــاع الع ــام بقص ــد تص ــفيته ‪ .‬وأن ع ــالج تل ــك الس ــلبيات يك ــون بعك ــس م ــا يقول ــون تمام ــا ‪ :‬توس ــيع نط ــاق‬
‫القطاع العام ودعمه وإحكام قبضته عى القطاع الخاص وتأكيد سيطرته عى كل وسائل ٕالانتاج ‪.‬‬
‫ولكن مرحلة التحول ليست ى املصدر الوحيد للسلبيات بل أن الظروف التاريخية ال' يبدأ ف~‪I‬ا التحـول‬
‫‪/‬ــى مجتمــع معــ‪l‬ن قــد تحمــل القطــاع العــام عبئــا جديــدا مــن ســلبيات ال يــد لــه ف~‪I‬ــا وذلــك عنــدما يبــدأ التحــول‬
‫الاشــ‪°‬اكى ‪/‬ــى مجتمـع متخلــف بشــريا أو اقتصــاديا ‪ ،‬وتقــدم مصــر نموذجــا لســلبيات منســوبة ا‪6‬ــى القطــاع العــام‬
‫والنظ ــام الاش ــ‪°‬اكى ‪ /‬ــى ح ــ‪l‬ن أن أس ــبا¶‪I‬ا تمت ــد ا‪ 6‬ــى م ــا قب ــل ‪ ،1952‬ا‪ 6‬ــى ذات املجتم ــع الرأس ــما‪6‬ي ال ــذى يش ــهر‬
‫أصحابه بالقطاع العام ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التخلف البشرى ‪:‬‬
‫قب ـ ــل س ـ ــنة ‪ 1952‬ك ـ ــان النظ ـ ــام كل ـ ــه دس ـ ــتوريا وقانوني ـ ــا واقتص ـ ــاديا وفكري ـ ــا وثقافي ـ ــة وإعالمي ـ ــا مناهض ـ ــا‬
‫لالش ــ‪°‬اكية ‪ .‬كان ــت الاش ــ‪°‬اكية محرم ــة تحريم ــا قاطع ــا ‪ .‬وبع ــد س ــنة ‪ ، 1952‬وا‪ 6‬ــى أن ب ــدأ التح ــول الاش ــ‪°‬اكى ‪،‬‬
‫كانت الثورة تحاول بكل وسيلة ممكنة أن تنجز أهداف التنمية بموارد وعالقات رأسمالية ‪ .‬ولم يبدأ التحول‬
‫الاش ــ‪°‬اكى الا بع ــد أن فشـ ــلت فش ــال ذريع ــا كـ ــل أوه ــام التنمي ــة الرأسـ ــمالية ‪ .‬وك ــان م ــن نتيجـ ــة ه ــذﻩ املراحـ ــل‬
‫التاريخيـ ــة املتتابعـ ــة أن بـ ــدأ التحـ ــول الاشـ ــ‪°‬اكى بـ ــدون أن تكـ ــون قـ ــد تـ ــوافرت ‪/‬ـ ــى املجتمـ ــع كـ ــوادر اشـ ــ‪°‬اكية )‬
‫اقتصــاديون ومهندســون وعلمــاء وعمــال ‪ ..‬الــخ ( ‪ .‬كــان لــدينا تخلــف بشــرى مريــع فـيمن يســتطيعون أن يعرفــوا‬

‫مـاهو النظـام الاشـ‪°‬اكى وكيـف يبنـوﻩ ـ فلمـا أن ولـد القطـاع العـام تـو‪6‬ى قيادتـه الرأسـماليون الب‪l‬وقراطيـون أو‬
‫املوثوق فـ~‪I‬م حـ' لـو كـانوا غ‪l‬ـ موثـو‪Ð‬ى الكفـاءة ‪ .‬بـل تـو‪6‬ى قيادتـه بعـض مـن أعـدى أعـداء الاشـ‪°‬اكية ‪ ،‬فكانـت‬
‫النتيجـ ــة أن أصـ ــبحت قيـ ــادة القطـ ــاع الع ـ ـام عبئـ ــا عـ ــى فاعليتـ ــه لعـ ــدم إيمـ ــان القـ ــائم‪l‬ن عليـ ــه بجـ ــدوى هـ ــذﻩ‬
‫الفاعلية ‪ .‬وكانت عونا عليه للقطاع الخاص النتماء القـائم‪l‬ن عليـه وعيـا ومصـلحة للقطـاع الخـاص ‪ ،‬وأداروﻩ‬
‫إدارة رأس ـ ــمالية أل‪ Iv‬ـ ــم ال يعرف ـ ــون م ـ ــن ٕالادارة إال ش ـ ــكلها الرأس ـ ــما‪6‬ى ‪ .‬إ‪ Iv‬ـ ــم أولئ ـ ــك امل ـ ــديرون ال ـ ــذين يزيف ـ ــون‬
‫امل‪Àl‬اني ــات ‪ /‬ــى القط ــاع الع ــام لتظه ــر ‪ /‬ــى حس ــابا‪Ix‬م أرب ــاح ص ــورية ويراوغ ــون ‪ /‬ــى حق ــوق الع ــامل‪l‬ن ح ــ' يكف ــروا‬
‫بعالقات العمل الجديدة فال يبالون بالعمل ويتسببون ¶‪I‬ذا ‪/‬ى إشاعة الاضطراب ‪/‬ى املؤسسات ال' يـديرو‪Iv‬ا‬
‫‪ ،‬أل‪Iv‬م ال يعرفون مقياسا للنجاح الاقتصادى إال املقياس الرأسما‪6‬ى ‪ :‬الربح ‪ ،‬وهم أنفسهم الذين ينقدون‬
‫القطاع العام ألنه يزيـف امل‪Àl‬انيـات ‪ ،‬وينقدونـه ألنـه ال يحقـق أرباحـا رأسـمالية ‪ ،‬ويـدعون ا‪6‬ـى تصـفيته أو بيعـه‬
‫للقطــاع الخــاص ‪ ،‬ول ــيس العــالج مــا يقول ــون ‪ ،‬ولكــن العــالج ه ــو تطه‪l‬ــ القطــاع الع ــام مــن ٕالادارة الرأس ــمالية‬
‫وتــو‪6‬ى الجيــل الجديــد إدارة القطــاع العــام ‪ .‬إ‪Iv‬ــم قــد يخطئــون كمــا يخطــئ غ‪l‬ــهم ولكــ‪Io‬م لــن يخربــوا القطــاع‬
‫العام ‪ ،‬و‪/‬ى كل الحاالت سـيكون القطـاع العـام بـ‪l‬ن أيـد‪IÍ‬م قطاعـا اشـ‪°‬اكيا يـدار اشـ‪°‬اكيا لقيـادة التحـول ا‪6‬ـى‬
‫النظـام الاشــ‪°‬اكى ‪ ،‬أمــا أن توكــل إدارة القطــاع العــام ا‪6‬ــى أعــداء الاشــ‪°‬اكية فهــو اليع(ــ' أك½ــ مــن تســليم أمــوال‬
‫الشعب ألعداء الشعب ‪ .‬ولعـل هـذا العـالج أن يكـون أك½ـ أوجـه العـالج حسـما ‪/‬ـى تطه‪l‬ـ القطـاع العـام مـن كـل‬
‫سلبياته ‪ .‬إذ ال اش‪°‬اكية بدون اش‪°‬اكي‪l‬ن ‪ ،‬وقد آن ٔالاوان لتصحيح ٔالاخطاء التاريخية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التخلف الاقتصادي ‪:‬‬
‫اليع( ــ' ب ــالتخلف الاقتص ــادى م ــا يعني ــه الرأس ــماليون م ــن أن مجتمعن ــا ال يق ــدم للش ــعب ك ــل م ــا تتمت ــع ب ــه‬
‫الشــعوب ٔالاوروبيــة عامــة ‪ ،‬ؤالامريكيــة خاصــة ‪ ،‬والنع(ــ' انخفــاض مســتوى املعيشــة ‪/‬ــى مجتمعنــا عنــه ‪/‬ــى تلــك‬
‫املجتمع ــات ‪ .‬ذل ــك التخل ــف ال ــذى يري ــدون تج ــاوزﻩ ب ــأن يقيم ــوا م ــن الق ــاهرة مدين ــة لناطح ــات الس ــحاب وأن‬
‫يدخلوا مع أمريكا مسابقة الرفاهية ‪ ،‬هذﻩ أوهام غ‪ l‬علمية فنحن لسنا ‪/‬ى سباق مع دول بنت رخاءها‬
‫ع ــى حس ــاب الش ــعوب ال ــ' اس ــتعمر‪Ix‬ا ‪ ،‬إنم ــا التخل ــف ال ــذى نعني ــه ه ــو التخل ــف بمعن ــاﻩ ٔالاقتص ــادى ‪ :‬ع ــدم‬
‫اس ــتثمار ك ــل امل ــوارد املادي ــة والبش ــرية املتاح ــة ع ــى الوج ــه ال ــذى ت ــؤدى ب ــه غل‪ IJ‬ــا الحديـ ـة ‪ .‬و ــى ذات املهم ــة‬
‫املوكولــة ا‪6‬ــى القطــاع العــام واملوزعــة عــى مراحــل التخطــيط الاقتصــادى ‪ .‬والقطــاع العــام هنــا يبــدأ مــن بنيــة‬
‫اقتصــادية بالغــة التخلــف ‪ .‬وبالتــا‪6‬ى فإنــه ال يســتطيع أن يــ‪Io‬ض بالتنميــة الاقتصــادية الا بقــدر مــاهو متــوفر لــه‬
‫مــن قــدرة عــى التــأث‪/ l‬ــى النشــاط الاقتصــادى كافــة ‪ ،‬وكفاءتــه ‪/‬ــى هــذا التــأث‪ ، l‬وكالهمــا ال يتفقــان مــع املهــام‬
‫الجسـيمة املوكولــة إليــه ‪ .‬فـال هــو باالتســاع الـذى يســتطيع أن يمتــد ا‪6‬ـى كافــة املــوارد املاديـة والبشــرية املتاحــة ‪.‬‬
‫وال هو بالكفاءة ـ نتيجة السلبيات السابق ذكرها ـ ال' تتطل[‪I‬ا تلك املهام ‪ ،‬وعندئذ يشهرون بـه فيقولـون أنـه‬
‫فاشل ‪ .‬وال يقولون عى أى وجه هو فاشل وأن كانوا يقدمون ـ بإلحاح ـ تصفيته عالجا لهذا الفشل ‪.‬‬
‫ففـ ــى ح ـ ــدود الظـ ــروف املوض ـ ــوعية ال ـ ــ' صـ ــاحبت قي ـ ــام القط ـ ــاع العـ ــام وأث ـ ــرت ‪ /‬ـ ــى مقدرتـ ــه ع ـ ــى التنمي ـ ــة‬
‫الاقتص ــادية ال يمك ــن أن ينس ــب الفش ــل إلي ــه ‪ .‬ب ــل أن ــه ض ــرب م ــثال ف ــذا للنج ــاح ‪ /‬ــى ك ــل مح ــاوالت التنمي ــة‬
‫الاقتصـادية ‪/‬ــى كـل الــبالد الناميــة واملتخلفـة ‪ .‬وأشــادت بــه تقـارير هيئــة ٔالامــم أك½ـ مــن مــرة ‪ ،‬تؤيـد هــذا جــداول‬

‫املقارنــة بــ‪l‬ن النــاتج القــومى قبــل ‪ 1961‬وبعــدها ومعــدالت النمــو تؤيــد أن القطــاع العــام هــو الــذى دفــع بضــائع‬
‫آجلــة أو بضــاعة عاجلــة عشــرة آالف مليــون جن~‪I‬ــا لبنــاء القــوات املســلحة بعــد ‪ 1967‬وقبلهــا ‪ ،‬ودفــع أربعمائــة‬
‫ملي ــون جن~‪ I‬ــا تكلف ــة الس ــد الع ــا‪6‬ي ‪ .‬ودف ــع ك ــل املالي ــ‪l‬ن ال ــ' أص ــلحت ٔالارض الب ــور ‪ .‬وم ــدت ش ــبكات الكهرب ــاء‬
‫وأقامت املصـانع الجديـدة وتقـيم مجمـع الحديـد والصـلب ‪ .‬وهـو الـذى واجـه الخـدمات امل‪À°‬ايـدة ‪/‬ـى املـدن وكـان‬
‫يفتح مدرسة شهريا ‪/‬ى القرى وضاعف عدد الجامعات وتحمل تكلفة التعليم فخلق تلك ال½ـوة البشـرية مـن‬
‫العلمــاء والفنيــ‪l‬ن الــ' ــى أعظــم ال½ــوات جميعــا ‪ ،‬وهــو الــذى حــول ســبعة ماليــ‪l‬ن مــن العــاطل‪l‬ن ‪/‬ــى املـزارع ا‪6‬ــى‬
‫عم ــال ينتج ــون ع ــى أر‪ Ð‬ــى أدوات ٕالانت ــاج‪ ..‬ه ــو ال ــذى زود الش ــعب بك ــل م ــاهو ض ــرورى ل ــه م ــن أول ٔالاب ــرة ا‪ 6‬ــى‬
‫الصــاروخ ‪ .‬هــذا بينمــا حــول القطــاع الخــاص أموالــه ا‪6‬ــى عمــارات وســيارات وحــول شــوارع القــاهرة ا‪6‬ــى متــاجر‬
‫أمريكيــة وحــول ضــواح~‪I‬ا ا‪6‬ــى كبار‪IÍ‬ــات ‪ .‬القطــاع العــام يــزود الشــعب بــالخ‪ À‬ويتحمــل فــروق أســعارﻩ والقطــاع‬
‫الخ ــاص ي ــزود امل‪ °‬ــف‪l‬ن ب ــاملالبس الداخلي ــة والس ــجائر ٔالامريكي ــة والش ــيكوالته ‪ ،‬القط ــاع الع ــام يش ــق القن ــوات‬
‫ويقــيم املطــارات ويب(ــ' الس ــدود ويــدفع مليــون جن~‪I‬ــا يومي ــا لنقــل الصــواريخ قــرب الج[‪ I‬ــة وينقــل الخضــرة ا‪ 6‬ــى‬
‫الصحراء بينما يحتم' القطاع الخاص بمعقله ‪/‬ى شارع الشواربى ‪.‬‬
‫القطــاع العــام هــو الــذى تحمــل أعبــاء معــركت‪l‬ن ضــاريت‪l‬ن خســر أحــدهما ســنة ‪ 1967‬وكســب ٔالاخــرى ســنة‬
‫‪. 1973‬‬
‫واليقــال أ‪Iv‬ــا القــروض ٔالاجنبيــة الــ' بلغــت أى رقــم ولــيس عائــد القطــاع العــام‪ .‬إ‪Iv‬ــا إذن مزيــة ‪ .‬فــإن الــذين‬
‫أقرضــوا الدولــة ويقرضــو‪Iv‬ا ـ ـ ـ ـ مــن أول البنــك الــدو‪6‬ى ا‪6‬ــى الاتحــاد الســوفي' ـ ـ ـ ـ ال يقرضــو‪Iv‬ا تعــا وال يبع½ــون‬
‫أم ــوالهم ولك ــ‪Io‬م يدرس ــون واقعه ــا الاقتص ــادي وم ــدى س ــالمته وإحتم ــاالت نم ــوﻩ وض ــمانات س ــداد الق ــروض‬
‫وفوائــدها فــإن اطمــأنوا عــى أمــوالهم أقرضــوا وإال فــال ‪ .‬ولــم تكــن الدولــة تملــك شــيئا يضــمكن متانــة موقفهــا‬
‫الاقتص ــادى غ‪ l‬ــ القط ــاع الع ــام ‪ .‬ذل ــك القط ــاع ال ــذى ل ــم ‪ °IÍ‬ــ‪ À‬أو يض ــعف ح ــ' عن ــدما فق ــدت الدول ــة قن ــاة‬
‫السويس وب‪°‬ول ومعادن سيناء ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإنا ـ نحن الاش‪°‬اكي‪l‬ن ـ لم نكف ولن نكف عن القول بأن القطاع العام فاشل أو مهدد بالفشل‬
‫‪ ،‬فاشــل مــن وجهــة نظرنــا ألنــه ال يــو‪/‬ى بكــل مــا تحتاجــه التنميــة ‪/‬ــى بالدنــا املتخلفــة ‪ .‬ونعــرف ملــاذا هــو فاشــل أو‬
‫مه ــدد بالفش ــل ‪ .‬ألن أعبـ ـاء التنمي ــة املوكول ــة إلي ــه ‪ /‬ــى مجتمعن ــا املتخل ــف أك ــ كث‪ l‬ـا م ــن طاقت ــه الاقتص ــادية‬
‫وإمكانياتــه الفنيــة والبشــرية ‪ .‬ومــن هن ــا نعــرف العــالج ‪ ،‬إنــه توســيع نط ــاق القطــاع العــام ودعمــه ماليــا وفني ــا‬
‫وبش ــريا وإحك ــام قبض ــته ع ــى النش ــاط الاقتص ــادى أى تنمي ــة إمكانيات ــه ا‪ 6‬ــى الح ــد ال ــذى يتكاف ــأ م ــع ٔالاعب ــاء‬
‫املوكولة إليه ‪.‬‬
‫‪7‬ـ نقد مرفوض ‪:‬‬
‫ع ــى الوج ــه الس ــابق اليجه ــل الاش ــ‪°‬اكيون وال يتج ــاهلون الس ــلبيات املنس ــوبة ا‪ 6‬ــى القط ــاع الع ــام ‪ .‬ولك ــ‪Io‬م‬
‫يردو‪ Iv‬ــا إ‪ 6‬ــى أس ــبا¶‪I‬ا املوض ــوعية ال ــ' ترج ــع كله ــا ا‪ 6‬ــى الظ ــروف التاريخي ــة ال ــ' ص ــاحبت مول ــد القط ــاع الع ــام‬
‫ونشــاطه فمكنــت منــه القطــاع الخــاص ينافســه فيفســدﻩ أو يســرقه ‪ .‬وأمامنــا أدلــة حيــة عــى الســرقة ‪ ،‬فمنــذ‬

‫عشر سنوات والقطاع العام وحدﻩ هو الذى ينتج ال½وات ‪/‬ى هذا البلد ‪ .‬والقطاع الخـاص هـارب أو م‪IJ‬ـرب أو‬
‫متوقــف أو مخــرب ‪ .‬ومــع ذلــك فمــا أن تعلــن شــركة انتــاج الســيارات عــن ســيارات مــن طـراز جديــد حــ' تتلقــى‬
‫املالي‪l‬ن عربونا لسيارات لن يستلمها أصحا¶‪I‬ا إال بعد سن‪l‬ن ‪ .‬وما إن يعلن أحـد عـن بنـاء عمـارة للتمليـك حـ'‬
‫يق ــبض مئ ــات ٔالال ــوف ملس ــاكن يبل ــغ ثم ــن الس ــكن الواح ــد م‪ Io‬ــا ) الش ــقة ( ثالث ــ‪l‬ن أل ــف جن~‪ I‬ــا ‪ ،‬ي ــدفعها أن ــاس‬
‫ساكنون فعال ‪/‬ى أماكن أخرى ‪ .‬و‪/‬ى ذات الف‪°‬ة أن‪ ebæ‬من املالى عشرة أضعاف ما أن‪/ ebæ‬ى تاريخ مصـر كلهـا‬
‫‪ .‬وتحولــت القــاهرة كمــا كــان يريــدها رمــز القطــاع الخــاص الخــديوى إســماعيل ا‪6‬ــى قطعــة مــن أوروبــا ‪ .‬مــن أيــن‬
‫جـاء كــل هــؤالء بتلــك ٔالامــوال ؟‪ ..‬مــن أيــن كــل هـذا ال‪°‬ــف والســفاهة الاســ‪IJ‬الكية ؟‪ ..‬لقــد كانــت ٔالامــوال عنــدهم‬
‫ولــم يظهروهــا إال ‪/‬ــى الســن‪l‬ن ٓالاخ‪l‬ــة فمــن أيــن كانــت عنــدهم؟‪ ..‬لقــد كــانوا يربحــون مــن وراء القطــاع العــام‬
‫ويس ــرقونه ويمتص ــون دم ــاءﻩ ‪ .‬أولئ ــك ه ــم ال ــذين يتح ــدثون ٓالان ع ــن الفق ــر ‪ /‬ــى ظ ــل القط ــاع الع ــام ويبش ــرون‬
‫بالرخاء بعد تصفيته ‪ ،‬كت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إال كذبا ‪.‬‬
‫ماذا يقولون أيضا ؟ يقولون ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أن القطاع العام قد ضم إليه وحدات اقتصادية غ‪ l‬مربحة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن القطاع العام يدار إدارة غ‪ l‬رشيدة اقتصاديا ‪.‬‬
‫و‪/‬ى هذين ‪ ،‬أى ‪/‬ى أك½ أوجه النقد الذى يوجهه الرأسماليون ا‪6‬ى القطاع العام جدية ‪ ،‬يقـف الاشـ‪°‬اكيون‬
‫بحزم رافض‪l‬ن النقد جملة وتفصيال ورافض‪l‬ن ما يقدمه الرأسماليون من عالج ملا ينقدون لألسباب التالية ‪:‬‬
‫أوال ـ وحدات اقتصادية غ‪ l‬مربحة ‪:‬‬
‫يخت ــار املناهض ــون للنظ ــام الاش ــ‪°‬اكى وح ــدات اقتص ــادية مح ــدودة مم ــا يتب ــع القط ــاع الع ــام ‪ .‬ويقول ــون أن‬
‫نشــاطها ال يســفر عــن ربــح بــل يســفر عــن خســائر تتحملهــا الخزانــة العامــة ف‪q‬ــ' عــبء عــى الدولــة ويق‪°‬حــون‬
‫بيعه ــا أو تص ــفي‪IJ‬ا ‪ .‬وي‪Àß‬ل ــق بع ــض امل ــدافع‪l‬ن ع ــن القط ــاع الع ــام فيح ــاولون إرج ــاع خس ــائر تل ــك الوح ــدات ا‪ 6‬ــى‬
‫ظروف خاصـة صـاحبت إنشـا‪IÒ‬ا أو أثـرت ‪/‬ـى نشـاطها الاقتصـادى ويق‪°‬حـون حلـوال بديلـة لتتحـول مـن وحـدات‬
‫خاسرة ا‪6‬ى وحدات مربحة ‪ .‬وهو م‪Àß‬لق خط‪ l‬ذلك ألنه قائم عى أساس تقييم القطاع العام تقييما رأسماليا‬
‫مقــاس النجــاح فيــه هــو الــربح ‪ .‬وهــو تقيــيم خــاطئ يرفضــه الاشــ‪°‬اكيون بحــزم والي‪Àß‬لقــون ا‪6‬ــى مجــرد مناقشــة‬
‫أس ــباب الخس ــائر ؤالارب ــاح ‪ .‬ذل ــك أل‪ Iv‬ــم ال يفهم ــون القط ــاع الع ــام وال يقيمون ــه إال ‪ /‬ــى نط ــاق عالقت ــه بالنظ ــام‬
‫الاش ــ‪°‬اكى ‪ ،‬وق ــد قلن ــا م ــن قب ــل أن ــه إذا كان ــت املنافس ــة بقص ــد الحص ــول ع ــى ال ــربح ــى ق ــانون الاقتص ــاد‬
‫الرأسما‪6‬ى فإن التخطيط الاقتصادى الشامل هو قانون الاقتصاد الاش‪°‬اكى ‪ ،‬إذن فمن حيث املبدأ ال يجـوز‬
‫تقييم كل وحدة إقتصادية من وحدات القطاع العام عى حدة تبعا ملا اذا كانت رابحة أو خاسرة رأسـماليا ‪،‬‬
‫إنما تقيم كل وحدة عى أساس أدا‪IÒ‬ا أو عدم أدا‪IÒ‬ا للدور الاقتصادى املحدد لها ‪/‬ى الخطة الاقتصادية ‪ .‬إن‬
‫الــربح مقيــاس للنجــاح الاقتصــادى ‪/‬ــى كــل مؤسســة عــى حــدة ‪/‬ــى النظــام الرأســما‪6‬ى أمــا ‪/‬ــى النظــام الاشــ‪°‬اكى‬
‫حيث تتكامل الوحدات الاقتصادية للوصول ا‪6‬ى غاية محددة ‪/‬ى الخطة فليس من الالزم أن تكون كل وحـدة‬
‫اقتصـادية ـ ـ عـى حـدة ـ ـ مربحـة ‪ .‬أى أن يكـون اجمـا‪6‬ى ثمـن ٕالانتـاج ‪/‬ـى كـل وحـدة اقتصـادية عـى حـدة أكـ مـن‬

‫إجما‪6‬ى سعر التكلفة ‪/ .‬ى النظام الاش‪°‬اكى يؤخذ الاقتصاد القومى ككل ويكفى أن تقوم كل وحدة اقتصادية‬
‫فيه بما هـو معهـود إل~‪I‬ـا بـه مـن نشـاط حـ' لـو كـان غ‪l‬ـ مـربح بـاملفهوم الرأسـما‪6‬ى مادامـت الخطـة الاقتصـادية‬
‫ككل مربحة بما تضيف ا‪6‬ى الدخل القومى من ثروات جديدة ‪ .‬وقد عرفنا من قبل مدى ٔالاعباء ال' أو‪/‬ـى ¶‪I‬ـا‬
‫القطــاع العــام وبالتــا‪6‬ى فــال وجــه للتشــكيك ‪/‬ــى أنــه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ككــل ـ ـ قطــاع رابــح اقتصــاديا ‪ ،‬وهــذا يكفــى الاشــ‪°‬اكي‪l‬ن‬
‫ويرض ــ~‪I‬م ‪ .‬أم ــا أن يتصـ ــور الرأس ــماليون أن القط ــاع العـ ــام قط ــاع رأس ــما‪6‬ى ‪ ،‬فيقيمـ ــون نش ــاطه ع ــى أسـ ــس‬
‫رأســمالية ‪ ،‬ويقيســون بــه نجــاح وحداتــه الــ' التحقــق أرباحــا فيجــب أن تصــفى أو تبــاع فــإ‪Iv‬م إمــا أن يكونــوا‬
‫جهلــة وهــذا غ‪l‬ــ محتمــل وإمــا أن يكونــوا قــد وضــعوا أعيــ‪Io‬م عــى تلــك الوحــدات الاقتصــادية الــ' يقولــون أ‪Iv‬ــا‬
‫خاس ــرة ‪ ،‬ليش ــ‪°‬وها ألنفس ــهم ‪ ،‬وه ــو ٔالاك½ ــ احتم ــاال ‪ ،‬و‪ /‬ــى الاحتم ــال‪l‬ن ي ــرفض الاش ــ‪°‬اكيون مج ــرد مناقش ــة‬
‫القطاع العام وحدة وحدة كأنه مؤسسات رأسمالية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إدارة غ‪ l‬رشيدة ‪:‬‬
‫عى ذات ٔالاسـس الرأسـمالية يـ‪IJ‬م الرأسـماليون القطـاع العـام بـأن إدارتـه غ‪l‬ـ رشـيدة ‪ .‬ويتخـذون دلـيال عـى‬
‫هــذا إنعــدام ٔالاربــاح ‪/‬ــى بعــض الوحــدات أو قل‪IJ‬ــا ‪/‬ــى وحــدات أخــرى ‪ .‬وملــا كــان الــربح هــو الفــرق بــ‪l‬ن ثمــن البيــع‬
‫وثمن التكلفة فإ‪Iv‬م يرجعون عدم الرشد ‪/‬ى القطاع العام ا‪6‬ـى ارتفـاع أسـعار التكلفـة ‪ ،‬ويركـزون بوجـه خـاص‬
‫عى تضخم حجم العمالة ‪/‬ى مؤسسات القطاع العام ‪ .‬العمالة أك½ من الالزم فاألجور أك½ من الالزم فسعر‬
‫التكلفة أك½ من الالزم فاألرباح أقل من الالزم وهو عنوان انعدام ال‪°‬شيد الاقتصادى ‪/‬ى إدارة القطاع العام‬
‫‪ .‬هذا هو منطق الذين ينقدون القطاع العام ‪ ،‬وهو نقد يرفضه الاش‪°‬اكيون ليس بحـزم فقـط ولكـن بغضـب‬
‫أيضا ألنه يث‪ l‬اشم‪Àç‬ازهم ‪.‬‬
‫‪ /‬ـ ــى النظ ـ ــام الرأس ـ ــما‪6‬ى حي ـ ــث تك ـ ــون املنافس ـ ــة ح ـ ــرة ‪ /‬ـ ــى الس ـ ــوق ب ـ ــ‪l‬ن الس ـ ــلع البديل ـ ــة واملتش ـ ــا¶‪I‬ة ال يك ـ ــون‬
‫الرأســماليون قــادرين دائمــا عــى تحقيــق مزيــد مــن ٔالاربــاح عــن طريــق رفــع ٔالاســعار فيتجهــون ا‪6‬ــى خفــض أســعار‬
‫التكلفة ومن أهم عناصرها ٔالاجور ‪ .‬وهم يصلون ا‪6‬ى خفض ٔالاجور من طرق عدة ‪ ،‬إما خفض ٔالاجر النقـدى‬
‫أو زيــادة ســاعات العمــل ‪ ،‬أو تقليــل حجــم العمالــة ‪ ،‬أو تشــغيل ٔالاطفــال والنســاء بــأجور مخفضــة ‪ .‬وقــد كــانوا‬
‫دائمــا يفعلــون هــذا ‪ .‬وعنــدما تكــون الدولــة قــد حــددت ســاعات العمــل واملســتويات الــدنيا مــن ٔالاجــور وفرضــت‬
‫قيــودا عــى تشــغيل ٔالاطفــال والنســاء ‪ ،‬فــال يبقــى للمشــروع الرأســما‪6‬ى ) القطــاع الخــاص ( بــاب لخفــض ٔالاجــور‬
‫الا بخفـض عـدد العـامل‪l‬ن ا‪6‬ـى الحـد ٔالادنــى ‪ .‬ويعتـون هـذا قمـة ال‪°‬شـيد الاقتصــادى ‪/‬ـى ٕالادارة ‪ ،‬ألنـه يـؤدى ـ ـ ـ‬
‫فعال ـ ا‪6‬ى أمرين عزيزين عى كل رأسما‪6‬ى ‪ .‬أولهما است‪Àß‬اف ـخر قطرة من قوة العامل وثان~‪I‬ما تحقيق مزيد من‬
‫ٔالارب ــاح ‪ .‬وع ــى ه ــذا ٔالاس ــاس يرجع ــون خس ــائر ‪ ،‬وفش ــل ‪ ،‬وم ــر تص ــفية ‪ ،‬كث‪ l‬ــ م ــن الوح ــدات الاقتص ــادية‬
‫التابع ـ ــة للقط ـ ــاع الع ـ ــام ا‪ 6‬ـ ــى تض ـ ــاعف حج ـ ــم العمال ـ ــة ف~‪ I‬ـ ــا وزي ـ ــادة ٔالاج ـ ــور ع ـ ــن النس ـ ــبة املقبول ـ ــة ‪ /‬ـ ــى ٕالادارة‬
‫الرأسـمالية الرشــيدة ‪ ،‬ويقفــون عنــد هـذا الحــد ‪ .‬أع(ــ' ال يقولــون كيـف تــؤدى تصــفية أو بيــع أو ترشــيد ٕالادارة‬
‫‪/‬ى الوحدات املزدحمة بالعامل‪l‬ن ا‪6‬ى خفض ٔالاجور ‪ .‬ال يقولون أل‪Iv‬م يعرفون أن عالجهم الرأسـما‪6‬ى لـن يكـون‬
‫الا بطــرد نســبة كب‪l‬ــة مــن العــامل‪l‬ن ا‪6‬ــى أرصــفة البطالــة ‪ .‬وقفــل فــرص العمــل أمــام كــل الخــريج‪l‬ن الجــدد مــن‬
‫معاهـد التعلـيم ‪ ،‬إ‪Iv‬ـم ال يقولـون هـذا ـ ـ ـ اليـوم ـ ـ ـ ولكنـه النتيجـة الحتميـة ملـا يقولـون ‪ ،‬ولـو اسـتطاعوا لقـالوﻩ ‪،‬‬

‫ولــو تــرك لهــم الحبــل عــى الغــارب لتجــاوزوا القــول ا‪6‬ــى الفعــل وأحــالوا ماليــ‪l‬ن العــامل‪l‬ن ا‪6‬ــى عــاطل‪l‬ن ‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يرفضه الاش‪°‬اكيون بحزم وغضب ألنه يث‪ l‬اشم‪Àç‬ازهم ‪.‬‬
‫ذل ــك ألن القط ــاع الع ــام أداة التط ــور الاقتص ــادى الاش ــ‪°‬اكى ‪ .‬والاقتص ــاد الاش ــ‪°‬اكى ال يس ــ‪IJ‬دف ال ــربح ب ــل‬
‫يســ‪IJ‬دف إشــباع احتياجــات الشــعب املاديــة والثقافيــة امل‪À°‬ايــدة أبــدا ‪ٕ .‬الانســان هــو غايــة النشــاط الاقتصــادى‬
‫‪/‬ى النظام الاش‪°‬اكى ‪ .‬من هنا فهو ال ينظر واليمكن أن ينظـر ا‪6‬ـى قـوة العمـل عـى أ‪Iv‬ـا سـلعة مطروحـة للبيـع ‪/‬ـى‬
‫ســوق النخاســة الــذى يقيمــه الرأســماليون ملــن اليملكــون إال قــوة عملهــم ‪ .‬العمــال ‪/‬ــى النظــام الاشــ‪°‬اكى لــيس‬
‫مجــرد منتجــ‪l‬ن بــل هــم منتجــون ملــات يســتحقونه أل‪Iv‬ــم أنتجــوﻩ ‪ .‬إن عائــد النشــاط الاقتصــادى مــن حقهــم ‪.‬‬
‫بعضه يأخذونه أجورا ‪ ،‬وبعضه يأخذونه خدمات ‪ ،‬وبعضه ينمون به اقتصادهم وكل عائد إلـ~‪I‬م عـن طريـق‬
‫ذات الخطــة الاقتصــادية الــ' أقامــت مؤسســات ٕالانتــاج ‪ .‬عــى ضــوء هــذا التكــون ٔالاجــور املدفوعــة للعــامل‪l‬ن‬
‫عبئا عى تكلفة ٕالانتاج يحد من حجم ٔالارباح ‪ ،‬وال تقاس ¶‪I‬ذا املقياس ‪ ،‬بل ى جزء مقدم من عائد ٕالانتاج‬
‫ذاتــه يتقاضــاﻩ كــأجور أصــحاب الحــق ‪/‬ــى عائــد ٕالانتــاج ‪ ،‬والــربح كلــه ‪ ،‬ويقــاس مــن حيــث الكــم ال بعــدد النقــود‬
‫ال' تمثله بل باملقدرة الشرائية لهذﻩ النقود بحيث تبقى ٔالاجور ويجب أن تبقى ‪/ ،‬ى كل الحاالت ‪ ،‬بعيدا عن‬
‫أى حــديث عــن تكلفــة ٕالانتــاج ؤالاربــاح ‪ ،‬كافيــة ليعــيش العامــل عيشــة كريمــة ومريحــة ‪ .‬ومهمــا ارتفعــت الجــور‬
‫فــإن العــامل‪l‬ن ال يأخــذون الا مــن أنفســهم ‪ .‬وتكــون أحــد ف أهــداف القطــاع العــام هــو تشــغيل كــل قــادر عــى‬
‫العمل وتحض‪ l‬فرص عمل جديدة لكل قـادم جديـد وإال فـان صـلته بالنظـام الاشـ‪°‬اكى تكـون قـد انقطعـت ‪/‬ـى‬
‫أهم حلقا‪Ix‬ا ‪ .‬هل يع(' هذا أن حجم العمالة ‪/‬ى بعض وحدات القطاع العام ليس أك½ ممـا يلـزم اقتصـاديا‬
‫؟‪ ..‬أو أن عــى القطــاع العــام أن يتحــول ا‪6‬ــى مكاتــب يجلــس ف~‪I‬ــا مــن ال ينتجــون ‪ ،‬وخ ـزائن تــدفع ٔالاجــور ملــن ال‬
‫يعملون ؟‪..‬‬
‫ال ‪ .‬إن املشــكلة قائمــة ‪ ،‬وحجــم العمالــة ‪/‬ــى القطــاع العــام يتض ـخم تضــخما مضــطردا فيضــعاف مــن حــدة‬
‫املشكلة ‪ .‬ولكن الخالف كله يـدور حـول ماهيـة املشـكلة ‪ ،‬إ‪Iv‬ـا ليبسـت مشـكلة زيـادة ‪/‬ـى حجـم العمالـة ؤالاجـور‬
‫بــل ــى مشــكلة نقــص ‪/‬ــى فــرص العمــل ‪ .‬ومــن هــذﻩ الزاويــة ينظــر الاشــ‪°‬اكيون ا‪6‬ــى املشــكلة ويحلو‪Iv‬ــا ‪ .‬إن زيــادة‬
‫العــامل‪l‬ن ‪/‬ــى الوحــدات الاقتصــادية ينطــوى عــى بطالــة خفيــة أى أن ثمــة قــوة عمــل غ‪l‬ــ منتجــة إال جزئيــا وهــو‬
‫تبديد " جزئي " ألثمن عناصر ٕالانتاج ‪ :‬قوة العمل ‪ ،‬وحل هذﻩ املشكلة ال يكون بالتبديد " الكى " لقوة العمل‬
‫بفص ــل الع ــامل‪l‬ن أو تجمي ــد القط ــاع الع ــام عن ــد الح ــد ال ــذى وص ــل إلي ــه وت ــرك الخ ــريج‪l‬ن الج ــدد م ــن معاه ــد‬
‫التعل ــيم يتس ــكعون ع ــى أب ــواب القط ــاع الخ ــاص يبيع ــون عق ــولهم وس ــواعدهم مل ــن يس ــتطيع أن ي ــدفع ال ــثمن‬
‫ويســاومون عــى إنســاني‪IJ‬م ويتنافســون فيمــا بيــ‪Io‬م هروبــا مــن البطالــة لتــنخفض " أســعارهم " ا‪6‬ــى الحــد الــذى‬
‫ير‪ 'bÕ‬الرأسمالي‪l‬ن ‪ .‬ال ‪ ،‬إن هذا لن يكون إنما يكون الحل بالتوسع ‪/‬ى القطاع العـام ‪ ،‬بمزيـد مـن املؤسسـات‬
‫الصناعية والتجارية والزراعية لتظل فرص العمل دائمـا أك½ـ مـن قـوة العمـل املتاحـة ‪ .‬ولـن يكـون هـذا ممكنـا‬
‫إال بدعم القطاع العـام وتنشـيطه وامتـدادﻩ ا‪6‬ـى مجـاالت مـن النشـاط الاقتصـادى مـا تـزال مغلقـة دونـه ‪ ،‬عنـد‬
‫ئذ يجد كل قادر عى العمل أفضل الفرص املتفقة مع كفاءته ‪ .‬وبينما يزداد حجم العمالة ‪ ،‬وتزداد ٔالاجور ‪،‬‬
‫ويزيد الانتاج ‪ ،‬تقل البطالة الخفية ‪ ،‬فتقل تكلفة الانتاج ‪.‬‬

‫وهكــذا نــرى بوضــوح أن تضــخم حجــم العمالــة ‪/‬ــى القطــاع العــام ا‪6‬ــى الحــد الــذى يمــتص فيــه ٔالاجــور قــدرا‬
‫م‪À°‬اي ــدا م ــن العائ ــد الاقتص ــادى يرج ــع ا‪ 6‬ــى تعوي ــق أو إيق ــاف خط ــط التوس ــع ‪ /‬ــى نش ــاط القط ــاع الع ــام أى أن‬
‫مرجعــه ‪/‬ــى الحقيقــة ا‪6‬ــى ال‪°‬ــدد ‪/‬ــى حســم التحــول الاشــ‪°‬اكى أو املناهضــة الخفيــة للنظــام الاشــ‪°‬اكى ‪ .‬أمــا إرجــاع‬
‫املش ــكلة ا‪ 6‬ــى أن العم ــال يتقاض ــون أك½ ــ مم ــا يس ــتحقون ‪ ،‬وأن حله ــا تص ــفية القط ــاع الع ــام أو بيع ــه أو فص ــل‬
‫العامل‪l‬ن فيه أو قفل بابه أمام الخريج‪l‬ن الجدد فهو نقد مرفوض أصال ‪.‬‬
‫‪8‬ـ عالج مرفوض ‪:‬‬
‫بعــد أن عــدد الرأســماليون كــل أوجــه النقــد الــ' عرضــناها يق‪°‬حــون عالجــا شــامال هــو مايســمونه الانفتــاح‬
‫الاقتصادي ‪ " ،‬والانفتاح الاقتصادى " قد أثبـت أنـه عـالج سـحرى فعـال ‪ .‬فـأوال يعـرف أحـد مـاهو ككـل ٔالاشـياء‬
‫املسحورة ‪ .‬وثانيا أن مجرد ترديد اسمه قد أثر تأث‪l‬ا سحريا ‪/‬ى ٔالاسعار فرفعها أضعافا ‪/‬ى بضـعة أشـهر ‪ ،‬فمـا‬
‫هو الانفتاح الاقتصادى وماذا وراء الانفتاح الاقتصادى؟ وما عالقته بالقطاع العام والنظام الاش‪°‬اكى ؟‪.‬‬

‫النظــام الاشــ‪°‬اكى ـ ـ ـ ـ كمــا قلنــا ـ ـ ـ ـ هــو نظــام توظيــف املــوارد املاديــة والبشــرية ‪/‬ــى مجتمــع معــ‪l‬ن لتحقيــق غايــة‬
‫اقتصادية معينة طبقا لخطة اقتصادية واحـدة وشـاملة ‪ ،‬تحصـر املـوارد البشـرية واملاديـة املتاحـة ‪/‬ـى املجتمـع‬
‫‪ ،‬ثــم تتحــدد لتوظيفهــا غايــة مرحليــة ثــم توظــف توظيفــا هادفــا ا‪6‬ــى تحقيــق الغايــة املرحليــة ويســم' كــل هــذا‬
‫خط ــة اقتص ــادية ‪ ،‬والب ــد لنج ــاح الخط ــة ‪ ،‬أى خط ــة ‪ ،‬م ــن أم ــرين ‪ٔ :‬الاول عرفن ــاﻩ وه ــو تمل ــك الدول ــة ألدوات‬
‫الانت ــاج ٔالاساســية ح ــ' تس ــتطيع م ــن خالله ــا الت ــأث‪ / l‬ــى النش ــاط الاقتص ــادى بحي ــث يتج ــه اتجاه ــا متفق ــا م ــع‬
‫الغايــة املحــددة للخطــة وهــو دور يقــوم بــه القطــاع العــام ‪ .‬الثــانى توزيــع املــوارد املاديــة والبشــرية املتاحــة عــى‬
‫مراحــل التنميــة ‪ .‬وهــذا يقت‪Ç‬ــ‪ 'b‬تقريــر أولويــات ‪/‬ــى ٕالانتــاج والاســ‪IJ‬الك بمــا يعنيــه هــذا مــن تقريــر تأجيــل بعــض‬
‫أوجه الانتاج وبالتا‪6‬ى بعض أوجه الاس‪IJ‬الك ا‪6‬ى مراحل مقبلة ‪ ،‬بما يعنيه هذا أيضا من اختفاء بعض السلع‬
‫الاس‪IJ‬الكية ‪/‬ى بعض مراحل التنمية وما يصاحب هذا الاختفاء من شعور شع' بالحرمان ‪.‬‬
‫كيف تتقرر هذﻩ ٔالاولويات ؟‪:‬‬
‫بعضــها يتقــرر اقتصــاديا بحيــث يكــون مــن الجهــل بــالقوان‪l‬ن الاقتصــادية ٔالاحجــام عــن تقريــرﻩ ‪ ،‬فــألف بــاء‬
‫التنمية الاقتصادية ى ال‪°‬ك‪ Àl‬عى السلع ٕالانتاجية ثم السلع الوسيطة ثم السلع الاس‪IJ‬الكية ‪ ،‬فعندما نـرى‬
‫مـثال دولـة القـاهرة متخمـة بالسـيارات قبـل أن يـتم ف~‪I‬ــا انتـاج الحديـد والصـلب نسـتطيع أن نعـرف واحـدا مــن‬
‫أسباب فشل القطاع العام ‪/‬ى تنفيذ الخطـة الاقتصـادية ‪ .‬لقـد خضـعت الخطـة الاقتصـادية لضـغط القطـاع‬
‫الخاص الاس‪IJ‬الكى فقفزت ا‪6‬ى السيارات قبل أن تملك حـ' مصـانع قطـع الغيـار ‪ ،‬عـى أى حـال فـإن الفشـل‬
‫هــو ج ـزاء الــذين يتجــاهلون أو يجهلــون قــوان‪l‬ن الاقتصــاد الاشــ‪°‬اكى ‪ .‬ثــم تقــرر ٔالاولويــات مــن ناحيــة ثانيــة عــى‬
‫أســاس الاحتياج ــات العام ــة ‪ ،‬أى طبقــا الحتياج ــات الش ــعب كك ــل‪ .‬وهــو م ــا يع( ــ' أن إنتــاج أو ت ــداول كث‪ l‬ــ م ــن‬
‫الســلع الــ' ال يحتــاج إل~‪I‬ــا الا قطــاع محــدود مــن النــاس يجــب أن يؤجــل ا‪6‬ــى أن تشــبع الاحتياجــات الشــعبية‬

‫ٔالاك½ ـ ــ أهمي ـ ــة ‪ .‬وي ـ ــؤدى ه ـ ــذا ا‪ 6‬ـ ــى ش ـ ــعور ق ـ ــوى ل ـ ــدى القل ـ ــة امل‪°‬ف ـ ــة بالحرم ـ ـان مم ـ ــا اعت ـ ــادوا اس ـ ــ‪IJ‬الكه ولك ـ ــن‬
‫الاش‪°‬اكي‪l‬ن ال يخضعون ل‪Àß‬وات القلة ‪ ،‬ألن الاش‪°‬اكية ‪/‬ى جوهرها نظام الديموقراطية ‪/‬ى الاقتصاد ‪.‬‬
‫وعى القطاع أن يضمن تحقيق هذين ٔالامرين ‪ :‬تملك أدوات ٕالانتاج ٔالاساسـية وتنفيـذ الخطـة ٕالاقتصـادية‬
‫حســب أولويا‪ Ix‬ــا ‪ .‬و‪/‬ــى الح ــالت‪l‬ن أو م ــن أجــل ٔالام ــرين كل~‪I‬م ــا البــد أن يك ــون " امل ــال " أو مــا يس ــم' الاس ــتثمارات‬
‫املتاحــة ملكــا للقطــاع العــام ملكيــة خالصــة الشــريك لــه ف~‪I‬ــا وال منــافس ‪ .‬يــؤثر بــه تــأث‪l‬ا الشــك ‪/‬ــى فاعليتــه ‪/‬ــى‬
‫نشاط القطاع الخاص فهو الذى يقرضه وهـو الـذى يشـاركه وهـو الـذى يمـدﻩ بـاملواد الخـام وهـو الـذى يشـ‪°‬ى‬
‫منتجاتــه ‪ ،‬ثــم تنفــذ " باملــال " الخطــة الاقتصــادية عــن طريــق توزيــع الاســتثمارات املتاحــة عــى أوجــه النشــاط‬
‫الاقتصادى طبقا لألولويات املقررة ‪/‬ى الخطة وبذلك يحول دون أن تتجه الاستثمارات ا‪6‬ى مجاالت طفيلية أو‬
‫مضــاربة أو متجــاوزة مراحــل التخطــيط الاقتصــادى ‪ .‬مــن هنــا فــال محــل حــ' للحــديث عــن الاشــ‪°‬اكية ‪/‬ــى أى‬
‫مجتمــع التملــك الدولــة فيــه كافــة البنــوك ومؤسســات الادخــار والتــأم‪l‬ن ‪ .‬إ‪Iv‬ــا حجــر الزاويــة ‪/‬ــى القطــاع العــام‬
‫والنظ ــام الاش ــ‪°‬اكى ‪ .‬وع ــى ق ــدر حج ــم الاس ــتثمارات املتاح ــة للقط ــاع الع ــام يس ــتطيع أن ينج ــز مه ــام التح ــول‬
‫الاش‪°‬اكى ‪ .‬وتكاد تكون مشكلة الاستثمارات اع´ العقبات ال' تواجه خطط التحول الاش‪°‬اكى ‪/‬ى املجتمعات‬
‫النامية ‪ ،‬فالدولة التملـك أصـال فائضـا اقتصـاديا توجهـه لالسـتثمار ‪ .‬هـذا مـن ناحيـة ‪ ،‬ومـن ناحيـة أخـرى فـإن‬
‫الاستثمارات ال' كانت متاحة قبل التحول الاش‪°‬اكى عبارة عن رؤوس أمـوال فرديـة والرأسـماليون ال يقبلـون‬
‫حـ' إقـراض الدولـة ‪ .‬فكيــف تحـل املشــكلة ‪/‬ــى الـدول الناميــة ؟‪ ..‬أى كيـف تحصــل عـى رؤوس ٔالامــوال الالزمــة‬
‫للتنمية الاقتصادية ؟‬
‫باالنفتاح الاقتصادى ‪:‬‬
‫أى بجذب أك قدر من رؤوس ٔالاموال ٔالاجنبية لتمويل مشروعات التنمية‪ .‬ا‪6‬ى هنا اليكون ثمة خالف حول‬
‫ضرورة الانفتاح الاقتصادى عى العالم كله لتوف‪ٔ l‬الاموال الالزمة للتنمية ‪ .‬وكل دول العالم عـى هـذا الوجـه‬
‫منفتحة اقتصـاديا ‪ .‬والواقـع أنـه يسـتحيل عـى أيـة دولـة أن تغلـق عـى نفسـها حـدودها مكتفيـة بمـا يقـال لـه "‬
‫املقـ ــدرة الذاتيـ ــة "‪ .‬وقـ ــد بلغـ ــت اسـ ــتحالة الانغـ ــالق الاقتصـ ــادى وٕالاكتفـ ــاء الـ ــذاتى حـ ــدا فـ ــرض عـ ــى الاتحـ ــاد‬
‫الســوفي' أن ينفــتح اقتصــاديا عــى الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة أو أن تنفــتح الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة عــى‬
‫الاتحــاد الســوفي' ‪ .‬ال‪IÍ‬ــم ‪ ،‬وهــو املثــل الــذى يحــب دعــاة الانفتــاح الاقتصــادى أن يضــربوﻩ دلــيال عــى ص ــحة‬
‫دعواهم ‪.‬‬
‫ولك ــن الخ ــالف الج ــذري ال ــذى يف ــرز الرأس ــمالي‪l‬ن م ــن الاش ــ‪°‬اكي‪l‬ن ي ــأتى بع ــد ه ــذا ‪ .‬ا‪ 6‬ــى أي ــن ت ــذهب رؤوس‬
‫ٔالامـوال القادمـة ؟ مـن يقبضـها ؟‪ ..‬مـن يسـتثمرها؟ ‪/‬ـى أى مجـال تسـتثمر ؟‪ .‬باختصـار هـل تقـدم رؤوس ٔالامــوال‬
‫ا‪6‬ـى الدولــة لتضـعها ‪/‬ــى أوجـه النشــاط الــ' تحلـو ملقــدم~‪I‬ا بقصـد الحصــول عــى ربـح البــد مـن أن يعــاد تصــديرﻩ‬
‫ألن رؤوس ٔالاموال ال تأتى هنا لتلعب بل لتكسب ؟ هل تأتى رؤوس ٔالاموال لتنمية الاقتصاد القـومى مقابـل‬
‫عائد معروف أو تأتى رؤوس ٔالاموال لتضارب عى الاقتصاد القومى فت‪Àß‬ح منه ٔالارباح ؟ هل تـأتى ٔالامـوال مـن‬
‫أجــل هــذا الشــعب أم تــأتى لتســتغل هــذا الشــعب ؟‪ٕ ..‬الاجابــة عــى كــل هــذﻩ ٔالاســئلة متوقفــة عــى مــا اذا كانــت‬
‫رؤوس ٔالاموال مطلوبة لدعم القطاع العام أم ملنافسته ‪.‬‬

‫هذا هو جـوهر ٔالامـر مـن الانفتـاح الاقتصـادى الـذى يرفـع الرأسـماليون شـعارﻩ وليتقـون حـول جـوهرﻩ ‪ .‬ذلـك‬
‫ألن الانغالق الاقتصادى مستحيل ‪ .‬وح' لو كان ممكنا فلم تكـن مصـر العربيـة ‪/‬ـى أى يـوم مـن ٔالايـام منغلقـة‬
‫اقتصــاديا ‪ .‬بــل أ‪Iv‬ــا اســتطاعت أن تج(ــ' ثمــار تضــحيا‪Ix‬ا ‪/‬ــى قيــادة معــارك التحــرر العربــى لتصــبح منفتحــة عــى‬
‫كل العالم ‪ .‬أع(ـ' أن الثقـل السيا‪c‬ـ‪ 'b‬الـذى كسـبته مصـر العربيـة نتيجـة قياد‪Ix‬ـا ملعـارك التحـرر العربـى فـرض‬
‫ع ــى الق ــوى ‪ /‬ــى الع ــالم أن تف ــتح لنفس ــها أبواب ــا ع ــى الق ــاهرة وأن تف ــتح أبوا¶‪ I‬ــا للق ــاهرة إذا أرادت أن تتعام ــل‬
‫ولومــع إحــدى القبائــل التا‪IÒ‬ــة ‪/‬ــى صــحراء الجزيــرة العربيــة ‪ .‬والــدليل عــى هــذا حجــم القــروض واملعونــات الــ'‬
‫قــدمت ا‪6‬ــى مصــر العربيــة فمكن‪IJ‬ــا بــالرغم مــن بني‪IJ‬ــا الاقتصــادية املتخلفــة أصــال ‪ ،‬وبــالرغم مــن أعبــاء املعــارك‬
‫ذا‪ Ix‬ــا ‪ ،‬أن تق ــيم ك ــل مش ــروعات التص ــنيع الطموح ــة وأن تب( ــ' الس ــدود والص ــناعات الثقيل ــة ‪ /‬ــى ذات الوق ــت‬
‫الذى تحتفظ به بأقل أسعار لتكلفة الحياة ‪/‬ى العالم ‪ ،‬وتعيد بناء قوا‪Ix‬ا املسلحة ‪/‬ى ف‪°‬ة خيالية القصر ‪.‬‬
‫والقروض ـ أ‪IÍ‬ا السادة ـ ى رؤوس ٔالاموال ٔالاجنبية ال' التضارب بقصد الحصول عي ربح ‪ ،‬ولكن تكتفى‬
‫بعائـد ثابــت هـو الفائــدة ‪ .‬والقــروض ـ ـ ـ أ‪IÍ‬ـا الســادة ـ ـ ـ ــى رؤوس ٔالامـوال ٔالاجنبيــة الــ' تتحـول بمجــرد الحصــول‬
‫عل~‪I‬ا ا‪6‬ى استثمارات تودع ‪/‬ى أماك‪Io‬ا حسب أولويات الخطة الاقتصادية ‪ .‬إ‪Iv‬ا ستدفع ا‪6‬ى اصحا¶‪I‬ا مرة أخـرى‬
‫‪ ،‬وإ‪6‬ــى أن تــدفع يتحمــل الاقتصــاد القــومى عــبء فوائــدها ‪ .‬ولكــن هــذا هــو ٔالامــر بالنســبة لكــل رؤوس ٔالامــوال‬
‫ٔالاجنبية ‪ .‬إ‪Iv‬ا أيضا أن تأتى لتنشط رأسماليا البد من أن تحصل عى ربح غ‪ l‬محدود تصدرﻩ ثم البد لها من‬
‫أن تعود ألصحا¶‪I‬ا إن قلت فرص الربح أو أتيحـت لهـا فـرص ربـح أكـ ‪/‬ـى أى مكـان آخـر مـن ٔالارض ‪ .‬ومـع ذلـك‬
‫فليس من املهم أن تكـون رؤوس ٔالامـوال ٔالاجنبيـة ‪/‬ـى شـكل قـروض ذات فوائـد محـددة ‪ ،‬ف‪q‬ـ' مقبولـة حـ' لـو‬
‫جــاءت ‪/‬ــى شــكل رؤوس أمــوال تقــيم مشــروعات اقتصــادية وتحصــل عــى الــربح الــذى تريــدﻩ ‪ .‬املهــم أن يكــون‬
‫ذلك ‪/‬ى حدود الخطة الاقتصادية وتحت إشراف وقيادة القطاع العام هو الذى يختار لها املشروع وهو الذى‬
‫يراقب ويؤمن أداءها لدورها املحدد لها ‪/‬ى الخطة و‪/‬ى حدود عالقات العمل املقررة ‪/‬ى الخطة أيضا ـ ‪/‬ى هـذﻩ‬
‫الحالة تستوى كل رؤوس ٔالاموال ٔالاجنبية سواء كانت قروضا أو استثمارات رأسمالية ‪.‬‬
‫‪/‬ى هذﻩ الحدود مرحبا باالنفتاح الاقتصادى وبرؤوس ٔالاموال ٔالاجنبية ‪.‬‬
‫ول ــيس ه ــذا ه ــو الانفت ــاح الاقتص ــادى املرفوع ــة ش ــعاراته م ــن موق ــف ناق ــد للقط ــاع الع ــام من ــاهض للنظ ــام‬
‫الاش ــ‪°‬اكى ‪ ،‬أن الانفت ــاح الاقتص ــادى ال ــذى يرف ــع ال ــبعض ش ــعاراته يع( ــ' ف ــتح الح ــدود وإزال ــة الس ــدود أم ــام‬
‫رؤوس ٔالامــوال ٔالاجنبيــة لتــأتى فتختــار مشــروعا‪Ix‬ا لتحصــل عــى أســرع ٔالاربــاح وأوفرهــا بصــرف النظــر عمــا اذا‬
‫كانت تلك املشروعات الزمة للتنمية الاقتصادية أم غ‪ l‬الزمة ‪ .‬ثم تأم‪l‬ن رؤوس ٔالاموال تلك ضد الخسائر‬
‫وذلك باستثناء مشروعا‪Ix‬ا من أعباء الضرائب ملدة معينة وإعفا‪IÒ‬ا من عالقات العمل املقررة بل واسـتثنا‪IÒ‬ا‬
‫ح ــ' م ــن نف ــاذ بع ــض م ــواد الدس ــتور ال ــذى ي ــنص ع ــى ج ــواز مص ــادرة ٔالام ــوال الخاص ــة إذا اقتض ــت ذل ــك‬
‫املصلحة العامة؟‪ ..‬بى ‪ ،‬ولك‪Io‬م يريدون أن يكون ذلك مقصورا عى الوطني‪l‬ن ال ٔالاجانب ‪ .‬ويخضع املواطنون‬
‫لكل إجراء يقتضيه أمـن الدولـة أمـا رؤوس ٔالامـوال ٔالاجنبيـة ف‪°‬يـد أن تكـون حـرة حـ' مـن قيـود أمـن الدولـة ‪.‬‬
‫باختص ـ ــار أن الانفت ـ ــاح الاقتص ـ ــادى املرفوع ـ ــة ش ـ ــعاراته يع( ـ ــ' ببس ـ ــاطة إتاح ـ ــة الاقتص ـ ــاد الق ـ ــومى ملض ـ ــاربة‬
‫الرأس ـ ــمالي‪l‬ن ٔالاجان ـ ــب وإباح ـ ــة الش ـ ــعب الس ـ ــتغالل الرأس ـ ــمالي‪l‬ن وال ـ ــدليل ع ـ ــى ه ـ ــذا أن قائم ـ ــة كامل ـ ــة م ـ ــن‬

‫املشــروعات الاقتصــادية والتوســعات معروضــة ومــاتزال معروضــة عــى رؤوس ٔالامــوال ٔالاجنبيــة وال أحــد يقــدم‬
‫وال أحـ ــد يقبـ ــل ‪ .‬والـ ــدليل ٓالاخـ ــر أنـ ــه منـ ــذ سـ ــنة ‪ 1961‬ومصـ ــر العربيـ ــة تكـ ــاد تكـ ــون محاصـ ــرة اقتصـ ــاديا مـ ــن‬
‫الرأسمالية العاملية ‪ ،‬ومن قبل اضطرت ا‪6‬ى القتال ملجرد إقامة مشروع السد العا‪6‬ي ‪ ،‬ومن بعد ذلك دخلت‬
‫حروب ـ ــا أخ ـ ــرى أرهق‪ IJ‬ـ ــا ‪ ،‬و ـ ــى تق‪ °‬ـ ــض ب ـ ــدون أن تفك ـ ــر رؤوس ٔالام ـ ــوال ٔالاجنبي ـ ــة ‪ /‬ـ ــى أن تس ـ ــهم ‪ /‬ـ ــى التنمي ـ ــة‬
‫الاقتصادية ‪ " .‬ح' ٔالاخوة العرب " كما يسمو‪Iv‬م ‪ ،‬ظلوا دهرا يودعون أموالهم الطائلة ‪/‬ى البنوك ٔالاجنبية ‪،‬‬
‫ويراقب ــون معان ــاة ه ــذا الش ــعب وه ــو يح ــاول أن يتج ــاوز بالتنمي ــة ح ــدود الفق ــر ‪ ،‬ويس ــخرون م ــن التخط ــيط‬
‫والاشــ‪°‬اكية ‪ ،‬ويبشــرون بخـراب مصــر الاقتصــادى ‪ ،‬ولــم يتــذكروا أن مصــر العربيــة ‪/‬ــى حاجــة ا‪6‬ــى اســتثمارات‬
‫أجنبية إال عندما ظنـوا أن الفرصـة قـد واتـ‪IJ‬م ليفرضـوا شـروطهم عـى هـذا الشـعب ‪ ،‬أن يصـبوا فيـه ٔالامـوال‬
‫لي‪Àß‬حوا منه الربح ‪ .‬ولهذا فهم ال يفكرون الا ‪/‬ى قطاع املبانى واملالى والسياحة وسيارات ٔالاجرة ‪ ..‬الـخ ‪ .‬أل‪Iv‬ـم‬
‫مضاربون ‪ ،‬أما إسهام ‪/‬ى التنمية الاقتصادية فال ‪IÍ‬م الرأسمالي‪l‬ن ‪/‬ى ‪ . ebf‬إ‪Iv‬م ال يريدون واليمكن أن يريدوا‬
‫‪ ،‬إال أن يصبوا أموالهم الغزيرة ‪/‬ى سوق الاسـ‪IJ‬الك املحـى ل‪°‬تفـع ٔالاسـعار ليبيعـوا سـلعهم الاسـ‪IJ‬الكية بأثمـان‬
‫خيالي ــة ‪ .‬ليحقق ــوا أرباح ــا غ‪ l‬ــ متاح ــة الا ‪ /‬ــى مص ــر ‪ ،‬أم ــا أن تل ــك الاس ــتثمارات غ‪ l‬ــ املخطط ــة س ــتخلق حال ــة‬
‫تضــخم نقــدى مروعــة وســ‪°‬فع ٔالاســعار رفعــا جنونيــا وأن الشــعب هــو الــذى ســيكتوى بنــار تلــك ٔالاســعار‪ ،‬فكــل‬
‫هذا ال يخطر عى بال الرأسمالي‪l‬ن وأن خطر عـى بـالهم فـإ‪Iv‬م ال يبـالون ألن الرأسـمالي‪l‬ن ال يريـدون وال يمكـن‬
‫أن يريدوا الا تحقيق أك قدر من ٔالارباح ‪.‬‬
‫الــدليل ٔالاخ‪l‬ــ أن شــكل الانفتــاح الاقتصــادى الــذى يريدونــه هــو إباحــة اســت‪l‬اد وتصــدير ٔالامــوال والبضــائع‬
‫والخ ــدمات لألف ـراد أى تحط ــيم الس ــد العظ ــيم ال ــذى يحم ــ' التح ــول الاش ــ‪°‬اكى والتنمي ــة الاقتص ــادية ليغ ــرق‬
‫املجتمع ‪/‬ى طوفان فائض ٕالانتاج ٔالاجن' ولتسحق الصناعات الوطنية الناشئة ولتحدث كوارث اك½ من هذا‬
‫خطورة ‪ .‬كيف ؟‪..‬‬
‫املسألة ‪/‬ى منت‪ 'q‬البساطة وال تحتاج ا‪6‬ى تخصص ‪/‬ى علم الاقتصاد إلدراكهـا ‪ .‬فعنـدما تبـدأ عمليـة التنميـة‬
‫الاقتصادية عـن طريـق التخطـيط الاقتصـادى فتح‪â‬ـ‪ 'b‬املـوارد املاليـة والبشـرية املتاحـة وتـوزع ٔالاولويـات عـى‬
‫أوج ــه ٕالانت ــاج طبق ــا إلحتياج ــات الش ــعب ‪ ،‬يك ــون أح ــد الش ــروط ٔالاساس ــية إلنج ــاح الخط ــة إبع ــاد الاقتص ــاد‬
‫القومى عن مجاالت املضاربة أى بالغاء املنافسة الحرة ‪/‬ى السوق ‪ .‬و‪/‬ى ف‪°‬ات التحول ا‪6‬ى الاش‪°‬اكية حيث ال‬
‫تحتمل البنية الاقتصادية ٕالالغـاء الكامـل للسـوق لضـعف القطـاع الاشـ‪°‬اكى النا‪f‬ـ‪ ، eb‬يكـون مـن الـالزم لزومـا‬
‫حيوي ــا ع ــزل الس ــوق ال ــوط(' ع ــن الس ــوق الع ــالم' وذل ــك ب ــأن تت ــو‪6‬ى الدول ــة م ــن خ ــالل القط ــاع الع ــام احتك ــار‬
‫التج ـ ــارة الخارجي ـ ــة ‪ .‬و‪ /‬ـ ــى ظ ـ ــل احتك ـ ــار التج ـ ــارة الخارجي ـ ــة يس ـ ــتطيع القط ـ ــاع الع ـ ــام أن ي ـ ــتحكم ‪ /‬ـ ــى النش ـ ــاط‬
‫الاقتصــادى ‪/‬ــى الــداخل وذلــك بــالتحكم ‪/‬ــى نــوع وحجــم الســلع والخــدمات املســتوردة واملصــدرة بحيــث تخضــع‬
‫جميعهــا نوعــا وكمــا الحتياجــات الخطــة الاقتصــادية ‪ .‬ومــن ناحيــة أخــرى فــإن احتكــار التجــارة الخارجيــة يحمــ'‬
‫رؤوس ٔالاموال الوطنيه من مخـاطر الوقـوع ‪/‬ـى شـباك التبعيـة للرأسـمالية ٔالاجنبيـة عنـدما ينفـرد الرأسـماليون‬
‫ٔالاجان ــب العت ــاة بالتعام ــل م ــع الرأس ــمالي‪l‬ن ال ــوطني‪l‬ن م ــن وراء ظه ــر الدول ــة ‪ .‬له ــذا ف ــإن ف ــتح أب ــواب التج ــارة‬
‫الخارجية اليع(' الا فتح الحدود لغـزو املضـارب‪l‬ن ٔالاجانـب أو لخيانـة املضـارب‪l‬ن الـوطني‪l‬ن بـأن يلـتحم اقتصـاد‬
‫متخلـف برأسـمالية ناميـة فيكـون لقمـة سـائغة لهـا ‪ .‬قــد تنميـه ولكـن لحسـا¶‪I‬ا وعنـدما يحـاول ٕالافـالت تفلســه‬
‫في‪Io‬ار دفعة واحدة ‪/ .‬ى مثل هذا النوع من الانفتاح الاقتصادى يكون مجرد ذكر اسم الاش‪°‬اكية عبئا مضلال‬

‫‪ .‬فالنظام الاشـ‪°‬اكى ال يسـمح واليمكـن أن يسـمح بتسـليم الاقتصـاد القـومى للمضـارب‪l‬ن ‪/‬ـى السـوق الرأسـمالية‬
‫الدولية ‪ ،‬وعندما يسمح ¶‪I‬ذا يكون قد انتحر كنظام اش‪°‬اكى ‪.‬‬
‫لهـ ــذا ‪ ،‬فإننـ ــا عنـ ــدما نـ ــرى أن الانفتـ ــاح الاقتصـ ــادى املرفوعـ ــة شـ ــعاراته ‪ ،‬ال ي‪°‬ـ ــجم غاياتـ ــه ا‪6‬ـ ــى مؤسسـ ــات‬
‫اقتصــادية منتجــة أو مســاهمة ‪/‬ــى خطــط التنميــة أو حــ' ‪/‬ــى شــكل قــروض بــل يركــز بقــوة عــى " حريــة " تــداول‬
‫النقــد والبضــائع والعمــل ‪/‬ــى الخــارج ‪ ،‬أى بحريــة الاســت‪l‬اد والتصــدير ال نخطــئ اكتشــاف الخطــر الــداهم عــى‬
‫ٕالاقتصاد القومى والتحول الاش‪°‬اكى والقطاع العام من هذا الانفتـاح الاقتصـادى ‪ .‬ويكـون مـن حقنـا أن ننبـه‬
‫بقوة كل الذين تمثل الاش‪°‬اكية بالنسبة لهم أمال ‪ ،‬وكل الذين يمثل القطاع العام بالنسبة لهم حيـاة كريمـة‬
‫وحـ' كــل الــذين يريـدون للرأســمالية الوطنيــة الا تغــرق ‪/‬ـى خضــم الســوق الدوليـة ا‪6‬ــى أن الانفتــاح الاقتصــادى‬
‫لن يحمل إليكم الا الخراب الاقتصادى ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ دعوة مستحيلة ‪:‬‬
‫قلنــا مــن قبــل أن الــدعوة ا‪6‬ــى تصــفية القطــاع العــام مســتحيلة التنفيــذ ‪ .‬ولعلــه أصــبح واضــحا ٓالان أن تلــك‬
‫الــدعوة ال تع(ــ' فقــط العــامل‪l‬ن بالقطــاع العــام ‪ ،‬بــل تع(ــ' كــل الاشــ‪°‬اكي‪l‬ن وكــل الــذين اســتفادوا مــن املكاســب‬
‫الاشــ‪°‬اكية بــل وكــل الــوطني‪l‬ن فــإذا ظهــر ‪/‬ــى جــوف الظــالم نفــر ظنــوا ـ ـ ـ ـ كأهــل الكهــف ـ ـ ـ ـ أن كــل مــاتم مــن تطــور‬
‫اقتصادى وتحول اش‪°‬اكى قابل للهدم ملجرد إ‪Iv‬م يرغبون ‪/‬ى هذا حقا أو انتقاما أو رغبـة ‪/‬ـى الاسـتغالل فـإ‪Iv‬م‬
‫واهمــون ‪ .‬إن ماليــ‪l‬ن العمــال والفالحــ‪l‬ن واملثقفــ‪l‬ن الاشــ‪°‬اكي‪l‬ن واملــواطن‪l‬ن لــن يســمحوا لهــم ¶‪I‬ــذا ‪ .‬لــن يســمح‬
‫ماليــ‪l‬ن الفالحــ‪l‬ن بــأن تن‪°‬ــ‪À‬ع مــ‪Io‬م ٔالارض لتعــود ا‪6‬ــى نفــر يقــال أ‪Iv‬ــم كــانوا قــد ظلمــوا ‪ .‬أن ماليــ‪l‬ن العمــال الــذين‬
‫ارتبطت حيا‪Ix‬م بالقطاع العام ووجدوا فيه مصدرا كريما للرزق ‪ ،‬وتأمينا للعجز والشيخوخة وعالجا مجانيـا‬
‫وأدوية مجانية أن يقبلـوا العـودة ا‪6‬ـى البطالـة ملجـرد أن جماعـة مـن الرأسـمالي‪l‬ن يريـدون أن يحققـوا ألنفسـهم‬
‫أرباحـا عــى حســاب الشــعب ‪ .‬لــن يقبـل ماليــ‪l‬ن التالميـذ والطــالب وأســرهم الــذين بــدأوا إعــداد مســتقبلهم عــى‬
‫أس ــاس أن ‪ /‬ــى القط ــاع الع ــام فرص ــا للعم ــل تنتظ ــر الخ ــريج‪l‬ن ك ــل ع ــام إلغ ــاء ف ــرص حي ــا‪Ix‬م املقبل ــة ملج ــرد أن‬
‫جماع ــة مـ ــن الرأسـ ــمالي‪l‬ن يريـ ــدون أن يحققـ ــوا ألنفسـ ــهم أرباح ــا عـ ــى حسـ ــاب الشـ ــعب ‪ .‬لـ ــن يقبـ ــل املثقفـ ــون‬
‫الاش‪°‬اكيون أن يروا التحـول الاشـ‪°‬اكى يضـرب ويصـفى ‪ .‬لـن يقبـل الوطنيـون عامـة بـأن يوضـع مسـتقبل مصـر‬
‫العربيــة تحــت رحمــة الرأســمالية العامليــة الــ' مازالــت منــذ عشــرين عامــا تشــن عــى مصــر الحــرب وتحاصــرها‬
‫اقتص ــاديا وتقاتله ــا بجن ــود إس ـرائيل وتح ــاول بك ــل وس ــيلة أن تخ‪ °‬ــق الس ــد العظ ــيم ال ــذى يح ــول دون إغ ــراق‬
‫مصر بفائض إنتاجها ‪ ،‬هذا السد الذى يحاولون فتحه لها تحت شعار الانفتاح الاقتصادى ‪.‬‬
‫ما الذى سيفعله كل هؤالء دفاعا عن القطاع العام والتحول الاش‪°‬اكى والاستقالل الوط(' ؟‪..‬‬
‫ال أحد يعلم تماما ‪ .‬إنما عى كل واحد أن يعلم علم اليق‪l‬ن أن الذين يريدون تصفية القطاع العام وإلغاء‬
‫املكاسب الاش‪°‬اكية بل وإيقاف التحول الاش‪°‬اكى يلعبون بالنار لعبة خطرة فيسكتوون هم بلهي[‪I‬ا ‪ .‬وقبل أن‬
‫يفوت ٔالاوان نوجه إل~‪I‬م سؤالا واحدا ‪.‬‬

‫‪ 10‬ـ تحالف أم صراع ؟‪:‬‬
‫إن ما يدور ٓالان حول القطاع العام يستقطب الناس فكرا وغدا يستقط[‪I‬م حركة ‪ .‬ولو استمر فان القـوى‬
‫ســتفرز ويعــرف كــل واحــد رفيقــه ‪ ،‬وتقــف القــوى التقدميــة وجهــا لوجــه أمــام القــوى الرجعيــة ‪ .‬وهــذﻩ ـ ـ ـ ـ ‪/‬ــى كــل‬
‫املجتمعــات ـ ـ ـ ـ مقدمــة للصـراع الاجتمــا¿ى الــذى أن بــدأ يومــا فــال أحــد يعــرف كيــف ســتكون ‪Iv‬ايتــه ‪ .‬وقــد يكــون‬
‫الصراع الاجتما¿ى الزما لتصفية القـوى الرجعيـة غ‪l‬ـ أن التقـدمي‪l‬ن يعرفـون أنـه عنـدما يكـون الـوطن ذاتـه ‪/‬ـى‬
‫خطر فإن عل~‪I‬م أن يؤجلوا صراعا‪Ix‬م الداخلية ا‪6‬ى أن يتحقق النصر ‪/‬ى معارك التحرير ‪ .‬من أجل هـذا قبلـوا‬
‫صيغة تحـالف قـوى الشـعب العاملـة ‪ ،‬ومـن أجـل هـذا كـان العمـال والفالحـون هـم وحـدهم الـذين لـم يطـالبوا‬
‫بامتيــازات نقديــة أو عينيــه طــوال ف‪°‬ــة الص ـراع الــوط(' املل‪IJ‬ــب الــذى خلفتــه هزيمــة ‪ . 1967‬غ‪l‬ــ أن التحــالف‬
‫ال‪À°‬ام ذو أطراف متعددة ‪ ،‬فإذا كان التقدميون يرون ٕالابقاء عى التحالف وتجنب الصراع الاجتما¿ى ا‪6‬ى أن‬
‫يتحقــق النصــر ‪/‬ــى معركــة التحريــر ‪ ،‬فــإ‪Iv‬م اليســتطيعون الوفــاء بــال‪À°‬امهم الــوط(' هــذا إال أذا ال‪À°‬مــه أط ـراف‬
‫التحالف ٓالاخرون واليبقى للتحالف الا بقبول كل أطرافـه ‪ ،‬أمـا إذا رأت طائفـة مـن الرأسـمالي‪l‬ن ان‪IJ‬ـاز فرصـة‬
‫والء التق ــدمي‪l‬ن ل ــوط‪Io‬م وال‪°‬ـ ـ‪À‬امهم ح ــدود م ــا يقتض ــيه الصـ ـراع ض ــد الحل ــف الص ــهيوني ٔالامريك ــي ليختلس ــوا‬
‫مكاســب الحــق لهــم ف~‪I‬ــا فــإن هــذا ســيفجر الصـراع الاجتمــا¿ى حتمــا ‪ ،‬وســتقع مســئوليته عــى الــذين يحــاولون‬
‫ٓالان تفج‪l‬ﻩ ‪.‬‬
‫أم أ‪Iv‬ــم يحــاولون تفج‪l‬ــﻩ فعــال ليــدير الشــعب ظهــرﻩ ملعركتــه املســتمرة ضــد الصــهيونية ليــدافع عــن أســباب‬
‫حياتــه ‪/‬ــى الــداخل ‪ .‬إن كــان ٔالامــر كــذلك فــإن الــدعوة املضــادة للقطــاع العــام تأخــذ أبعــادا تتجــاوز مض ـامي‪Io‬ا‬
‫الاقتص ــادية ‪ .‬س ــتكون انحي ــازا للق ــوى املعادي ــة م ــن ن ــاحيت‪l‬ن ٔالاو‪ 6‬ــى نق ــل املع ــارك م ــن ج[‪ I‬ــة س ــيناء ا‪ 6‬ــى ج[‪ I‬ــة‬
‫القطاع العام ‪ ،‬والانفتاح عى الرأسمالية لتمكي‪Io‬ا من هزيمة الشعب عى أرضه ‪/‬ى مجاالت حياته ‪ .‬وإذا لم‬
‫يكن ٔالامر كذلك فلماذا يث‪ l‬بعـض النـاس معـارك اليمكـن أن تثـار الا إذا كانـت معركـة التحريـر قـد إن‪IJ‬ـت ؟ أال‬
‫يث‪ l‬ــ ه ــذا املوق ــف الاعتق ــاد ب ــأ‪Iv‬م ‪ /‬ــى ق ـرارة أنفس ــهم ق ــد أ‪Iv‬وه ــا أو اعتوه ــا من‪IJ‬ي ــة ‪ .‬وع ــى أى أس ــاس أق ــاموا‬
‫حس ــابا‪Ix‬م ف ــان‪IJ‬وا ا‪ 6‬ــى أن املعرك ــة ق ــد ان‪ IJ‬ــت؟‪ ..‬مل ــاذا ترتف ــع ٓالان أص ــوات ف ــوق ص ــوت املعرك ــة ؟‪ ..‬ه ــل ان‪ IJ‬ــت‬
‫املعركة ؟‪..‬‬
‫ال لـم تنتـه ‪ ،‬ولكـن الحـرب قـد انتقلـت ا‪6‬ـى ج[‪I‬ـة القطـاع العـام ‪ ،‬وهـو ‪/‬ـى مكـان القلـب مـن الغايـات الـ' يريـد‬
‫الصهاينة ؤالامريكيون ٕالامياليون تصفي‪IJ‬ا بالحروب ال' يشنو‪Iv‬ا علينا منذ أن بدأ التحول الاش‪°‬اكى ‪ ،‬عى‬
‫هــذا ٔالاســاس يعــرف كــل واحــد أيــن موقعــه ومــن حلفــاؤﻩ ومــن أعــداؤﻩ ويبــ‪l‬ن بــأك قــدر مــن الوضــوح أن لــيس‬
‫الصهاينة وحدهم هم أعداء هذﻩ ٔالامة ‪.‬‬

‫رأسماليون وطنيون ‪ ..‬ورأسمالية خائنة‬

‫إننــا النقــدم ¶‪I‬ــذا الحــديث صــكا بــالاءة مــن الخيانــة ا‪6‬ــى كــل الرأســمالي‪l‬ن العــرب كمــا أننــا النقــدم بــه دليــل‬
‫إدانــة ‪ ،‬إنم ــا نس ــم~‪I‬م " وطنيــون " لنتجن ــب الح ــديث فيم ــا اليقــدم وال ي ــؤخر ‪ /‬ــى العالقــة املوض ــوعية ب ــ‪l‬ن واق ــع‬
‫أمتنــا العربيــة ومصــ‪l‬ها التقــدمى وبــ‪l‬ن النظــام الرأســما‪6‬ى وقــواﻩ وخيانتــه ‪ ،‬نريــد ¶‪I‬ــذﻩ التســمية أن نقــول لكــل‬
‫الرأس ــمالي‪l‬ن ‪ /‬ــى ال ــوطن العرب ــى ‪ ،‬أن نواي ــاكم ال ــ' ق ــد تك ــون حس ــنة ‪ ،‬وب ــواعثكم ال ــ' ق ــد تك ــون ش ــريفة ‪،‬‬
‫وأخالقكــم الــ' قــد تكــون نبيلــة ‪ ،‬ووالئكــم الــذى قــد اليكــون محــل شــك وكــل مــاهو ذاتــى فــيكم ـ ـ ـ ـ ـ أ‪IÍ‬ــا ٔالاخــوة‬
‫العـرب ـ ـ ـ ال‪IÍ‬ـم هـذﻩ ٔالامــة واليـؤثر ‪/‬ـى مصــ‪l‬ها وإنمـا الـذى ‪IÍ‬مهـا ويــؤثر ‪/‬ـى مصـ‪l‬ها هــو ذلـك النظـام ذو القــوان‪l‬ن‬
‫املوضوعية الذى ‪IÍ‬دد ٔالامة بسلب مص‪l‬ها التقدمى ونع(' به النظام الرأسما‪6‬ى ‪ ،‬أن أحدا ال‪IÍ‬مه أن ي‪IJ‬مكم‬
‫بالخيانــة ‪ ،‬واليتم(ــ' أحــد أن تكون ــوا م‪IJ‬مــ‪l‬ن بخيانــة وط ــنكم ‪ ،‬وقــد يكــون مــن بي ــنكم وطنيــون حــ' النخ ــاع ‪،‬‬
‫وبــرغم هــذا ‪ ،‬فــإن الرأســمالية خائنــة ‪ ،‬ولعلكــم أنــتم أ‪IÍ‬ــا ٔالاخــوة العــرب ـ ـ ـ ـ أن تكونــوا أول ضــحاياها مــن حيــث‬
‫أنكم واقعون ‪/‬ى مصيد‪Ix‬ا ٔالاخطبوطية ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬
‫* القاهرة ‪ 26‬فاير ‪1975‬‬
‫بعــد هــذا يكــون خطابنــا ا‪6‬ــى جمــاه‪ l‬أمتنــا العربيــة الــ' ‪IÍ‬منــا أن تعلــم علــم اليقــ‪l‬ن أن " الرأســمالية " خائنــة‬
‫ملصــ‪l‬ها التقــدمى ‪ ،‬خائنــة ‪/‬ــى قضــية التحـرر ‪ ،‬خائنــة ‪/‬ــى قضــية الوحــدة ‪ ،‬خائنــة ‪/‬ــى قضــية التقــدم الاجتمــا¿ى‬
‫ماديــا وثقافيــا ‪ ،‬خائنــة للوطنيــة ذا‪Ix‬ــا ‪ .‬ونع(ــ' بكلمــة خائنــة أن " الرأســمالية " مضــادة ومناقضــة لتحــرر أمتنــا‬
‫العربي ــة ووح ــد‪Ix‬ا القوميـ ــة وتق ــدمها الاجتمـ ــا¿ى وللوطني ــة ذا‪ Ix‬ــا ‪ ،‬أو بمع(ـ ــ' أك½ ــ وضـ ــوحا وقطع ــا ‪ .‬أن امتنـ ــا‬
‫العربية لن تنتصر ‪/‬ى معارك تحررها ووحد‪Ix‬ا وتقدمها و‪/‬ى أية معركة وطنية ‪ ،‬ال عن طريـق الرأسـمالية ‪ ،‬وال‬
‫بالتحــالف مــع الرأســمالية ‪ ،‬وال حــ' بمهادنــة الرأســمالية ‪ ،‬ونع(ــ' بالرأســمالية عــى وجــه التحديــد الرأســمالية‬
‫العربية املسماة وطنية ‪.‬‬
‫ملاذا ؟‬
‫أوال ‪/ :‬ى معارك التحرر‬
‫إن أمتن ــا العربي ــة أم ــة متخلف ــة أو نامي ــة ‪ .‬ونع( ــ' ب ــالتخلف أو النم ــو مدلول ــه الاقتص ــادى العلم ــ' ‪ ،‬ول ــيس‬
‫التخل ــف النس ــ' ‪ ،‬أى تخلفن ــا ع ــن أم ــم غ‪l‬ن ــا ‪ .‬نع( ــ' ب ــه تخل ــف ٔالام ــة ع ــن توظي ــف واس ــتثمار امل ــوارد املادي ــة‬
‫والبشـرية املتاحــة ف~‪I‬ـا فعــال ‪/‬ــى سـبيل إشــباع الحاجـات املاديــة أو الثقافيــة للشـعب العربــى ‪ .‬تخلـف مــاهو كــائن‬
‫عمـا هـو ممكـن ‪ ،‬وهـذا يع(ـ' ـ ـ اقتصـاديا ـ ـ أن لـدى ٔالامـة العربيـة فائضـا خامـا مـن املـوارد والبشـر متاحـا ولكنـه‬
‫غ‪l‬ــ مســتثمر ‪ ،‬هــذا الفــائض الخــام غ‪l‬ــ املســتثمر هــو بالــذات الــذى يطمــع ‪/‬ــى وطننــا الــدول الرأســمالية وعــى‬
‫رأسها الواليات املتحدة ٔالامريكية ‪ .‬ليس بـ‪l‬ن الشـعب العربـى وبـ‪l‬ن شـعوب الـدول الرأسـمالية وشـعب الواليـات‬
‫املتحدة ٔالامريكية قائدة املعسكر الرأسـما‪6‬ى أى تنـاقض أو عـداء مـن حيـث هـم بشـر ‪ .‬فلكـل منـا رقعـة معروفـة‬
‫من ٔالارض يستطيع أن يعيش ف~‪I‬ا كما يشاء وأن ينتج ف~‪I‬ا مايشـاء بـدون عـدوان أو عـداء ‪ .‬ولكـن سـبب الـبالء‬

‫هو أن تلك الشعوب تعيش ‪/‬ى نظام اسمه " النظام الرأسـما‪6‬ى " ‪ ،‬والنظـام الرأسـما‪6‬ى اليـربط بـ‪l‬ن الانتـاج كمـا‬
‫أو نوع ــا وب ــ‪l‬ن احتياج ــات تلـ ــك الش ــعوب ‪ ،‬ب ــل يـ ــربط ب ــ‪l‬ن الانت ــاج كمـ ــا ونوع ــا وب ــ‪l‬ن الـ ــربح ‪ .‬ه ــذا ه ــو قانونـ ــه‬
‫املوضـو¿ى الـذى العالقــة لـه بالنوايــا والاخـالق ‪ ،‬فحيـث الــربح يتجـه رأس املــال ‪ .‬وا‪6‬ـى حيـث يتــاح ربـح أكيغــادر‬
‫رأس امل ــال مواقع ــه ٔالاو‪ 6‬ــى ‪ .‬ويتحق ــق ال ــربح وال ــربح ٔالاك ــ بزي ــادة الطل ــب ) ك½ ــة املس ــ‪IJ‬لك‪l‬ن للس ــلع املنتج ــة (‬
‫وبخف ــض س ــعر التكلف ــة ) الحص ــول ع ــى امل ــواد الخ ــام بأس ــعار مخفض ــة ( ‪ .‬ث ــم تبق ــى عناص ــر أخ ــرى ال‪IÍ‬من ــا‬
‫الحـديث ع‪Io‬ـا ٓالان إذ ـى عناصـر منشـطة لحركـة الـربح وليسـت محركـة لـه ‪ .‬ما‪IÍ‬منـا هـو أن هـذين العنصـرين‬
‫الالزمــ‪l‬ن للــربح ومزيــد مــن الــربح متــوافران بــدون اســتثمار ‪/‬ــى وطننــا العربــى ‪ .‬عنــدنا مائــة وخمســون مليونــا مــن‬
‫البشـ ــر يمثلـ ــون طاقـ ــة اسـ ــ‪IJ‬الكية فائقـ ــة كفيلـ ــة إذا ضـ ــمت ا‪6‬ـ ــى سـ ــوق الاسـ ــ‪IJ‬الك الرأسـ ــما‪6‬ى أن تنمـ ــ' أربـ ــاح‬
‫الرأســمالي‪l‬ن ٔالامــريكي‪l‬ن وغ‪l‬ــهم ‪ .‬وعنــدنا مــوارد ) خياليــة ( غ‪l‬ــ مســتثمرة أيضــا ‪ ،‬كفيلــة إذا ضــمت ا‪6‬ــى الانتــاج‬
‫الرأسما‪6‬ى أن تنم' أرباح الرأسمالي‪l‬ن ٔالامريكي‪l‬ن وغ‪l‬هم ‪.‬‬
‫والرأســماليون قــد يكونــون وطنيــ‪l‬ن حــ' ‪/‬ــى أمريكــا ولكــ‪Io‬م ال يســتطيعون الا أن يتبعــوا خــط قــانون نظــامهم ‪:‬‬
‫البح ــث ع ــن مزي ــد م ــن ٔالارب ــاح ‪ .‬باختص ــار ‪ ،‬ال يس ــتطيعون إال أن يس ــتولوا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب ــالطرق املناس ــبة وبك ــل الط ــرق‬
‫املمكنة ـ عى تملك أمتنا من موارد مادية وبشرية ‪.‬‬
‫لق ــد ه ــددتنا الوالي ــات املتح ــدة ٔالامريكي ــة أخ‪ l‬ـا ب ــالغزو لالس ــتيالء عن ــوة ع ــى من ــابع ال ــنفط ‪ .‬وأراد ال ــرئيس‬
‫ٔالامريكـى وبعـض وزرائـه تخفيـف لهجـة ال‪IJ‬ديـد فقـالوا أنــه لـن يـتم إال إذا وصـلت الواليـات املتحـدة ا‪6‬ـى درجــة "‬
‫الاختنــاق " ‪ .‬وقــد يبــدو للــبعض أن اســتعمال هــذا التعب‪l‬ــ ينقــل ٔالازمــة مــن املســتوى الاقتصــادى ا‪6‬ــى املســتوى‬
‫الانســانى وكــأن أمريكــا لــن تحاربنــا إال دفاعــا عــن الــنفس ضــد محاولــة عربيــة لقتــل الشــعب ٔالامريكــى جوعــا ‪.‬‬
‫وهذا غ‪ l‬صحيح ‪ ،‬إن " الاختناق " الذى يشـ‪ l‬إليـه الـرئيس ٔالامريكـى ووزراؤﻩ هـو اختنـاق " نظـامهم الرأسـما‪6‬ى‬
‫" ‪ .‬والنظام الرأسما‪6‬ى يختنق فعال إذا لـم يحقـق أرباحـا ومزيـد مـن ٔالاربـاح ‪ .‬فعلينـا ـ إذن ـ أن نضـع مـوارد أمتنـا‬
‫تح ــت تص ــرف الرأس ـمالي‪l‬ن ٔالام ــريكي‪l‬ن ليحقق ــوا أرباح ــا وإال ف ــإن الوالي ــات املتح ــدة ٔالامريكي ــة س ــتغزو وطنن ــا‬
‫العربــى ‪ .‬إننــا نــرى أن هــذا ال‪IJ‬ديــد عــى أكــ قــدر مــن الجديــة ألن النظــام الرأســما‪6‬ى ‪/‬ــى أمريكــا ســيحتنق فعــال ‪،‬‬
‫غدا أو بعد غد ‪ ،‬ألسباب الصلة لها بالنفط العربى ‪ .‬ولكن هذا ليس موضوع الحديث ‪ ،‬موضوع الحديث هو‬
‫أن الذى ‪IÍ‬ددنا ويحاربنا ‪ ،‬الذى أنشأ اسرائيل ‪ ،‬ودعمها ‪ ،‬وأمـدها باالسـلحة‪ ،‬لـيس واحـدا أو آخـر مـن رؤسـاء‬
‫الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة ‪ ،‬ولــيس مجلــس الشــيوخ ٔالامريكــى ) الكــونجرس ( أو وزارة الــدفاع ) البنتــاجون ( أو‬
‫املخـابرات املركزيـة ‪ .‬ولـيس ـ مـن بـاب أو‪6‬ـى ـ الشـعب ٔالامريكـى ‪ ،‬بـل هـو عـى وجـه التحديـد " النظـام الرأسـما‪6‬ى "‬
‫‪/‬ــى أمريكــا ‪ .‬هــذا هــو عــدونا ‪ .‬ولــيس كــل الــذين ذكرنــاهم مــن أول الــرئيس ٔالامريكــى ا‪6‬ــى آخــر عميــل أمريكــى ‪/‬ــى‬
‫وطننا العربى إال خدما وأدوات لهذا النظام " العدو " الذى يبحث عن أسباب الربح ‪/‬ـى أرضـنا العربيـة حـ' ال‬
‫يختنق و‪IÍ‬ددنا بالغزو العنيف ‪.‬‬
‫غ‪ l‬أن النظام الرأسما‪6‬ى لم يعد يستعمل العنف دائما وإن كان ال ي‪°‬دد ‪/‬ى اسـتعماله إذا لزمـه ذلـك ‪ ،‬ألن‬
‫تجربــة النظــام الرأســما‪6‬ى مــع الحــروب ) غ‪l‬ــ املحــددة ( ‪/‬ــى ‪ 1914‬أو ‪ 1939‬قــد أثبتــت لــه أن " ســعر التكلفــة "‬
‫الح ــرب غ ــال ‪ .‬ويق ــف املعس ــكر الاش ــ‪°‬اكى وع ــى رأس ــه الاتح ــاد الس ــوفي' املتط ــور "ذري ــا " والص ــ‪l‬ن الش ــعبية‬
‫الص ــديقة املجيـ ــدة للش ــعب العربـ ــى عام ــل تـ ــوازن يح ــول دون الحـ ــرب غ‪ l‬ــ املحـ ــدودة ‪ .‬فل ــم يبـ ــق أم ــا النظـ ــام‬

‫الرأسما‪6‬ى طريق ا‪6‬ى الاستيالء والربح الا الحروب غ‪ l‬املحددة ) املحسـوبة بـداي‪IJ‬ا وسـاح‪IJ‬ا و‪Iv‬اي‪IJ‬ـا ( أو ال‪IJ‬ديـد‬
‫¶‪I‬ا ‪ ،‬وإما بفرض التبعية الاقتصادية عى املجتمعات ال' تريد الرأسمالية أن تغتصب مواردها ل‪°‬بح ‪.‬‬
‫كيف تتم هذﻩ التبعية ؟‬
‫ٓالان ‪ ،‬لـيس باالسـتيالء عــى املـوارد الاقتصــادية أو السـوق الوطنيــة عنـوة ‪ ،‬فــإن ثمـن " الحراســة " غـال كمــا‬
‫قلنــا ‪ ،‬ولكــن التبعيــة تــتم بالحــاق املــوارد الاقتصــادية والســوق الــوط(' ‪/‬ــى املجتمــع التــابع بمــوارد ســوق الدولــة‬
‫الرأس ــمالية املتبوع ــة ‪ .‬بمع( ــ' آخ ــر توس ــيع دائ ــرة النش ــاط الرأس ــما‪6‬ى ‪ ،‬إنتاج ــا ومبادل ــة واس ــ‪IJ‬الكا ‪ / ،‬ــى الدول ــة‬
‫املتبوعــة ليشــمل املجتمــع التــابع ‪ .‬ويتحقــق هــذا التوســيع أو الامتــداد أو الاحتــواء أو ٕالالحــاق أو أى تعب‪l‬ــ يــدل‬
‫عى اخضاع املجتمع‪l‬ن ‪ ،‬التابع واملتبوع ‪ ،‬لقـانون اقتصـادى واحـد ‪ ،‬بطـرق " فنيـة " مختلفـة ومتكاملـة ‪ .‬م‪Io‬ـا ـ‬
‫مـثال ـ ـ ـ إقامـة مؤسســات اقتصـادية أو ماليـة أو خـدمات " مسـتقلة " أو مشــ‪°‬كة تنشـ‪Iê‬ا الرأسـمالية املتبوعـة ‪/‬ــى‬
‫املجتمعات التابعة بشروط تسهل لها نـزح ٔالاربـاح ا‪6‬ـى الـدول املتبوعـة ‪ .‬وقـد كـان هـذا هـو النمـوذج التقليـدى ‪.‬‬
‫غ‪l‬ــ أن ثمــة نموذجــا حــديثا يجــرب ٓالان ألول مــرة عــى نطــاق واســع ‪/‬ــى الــوطن العربــى ‪ ،‬إنــه افســاح املجــال‬
‫وتش ــجيع املؤسس ــات املالي ــة والاقتص ــادية ‪ /‬ــى املجتمع ــات التابع ــه لتنتق ــل ا‪ 6‬ــى الدولـ ـة الرأس ــمالية املتبوع ــة‬
‫وتنشــط هنــاك مســتقلة أو عــن طريــق املشــاركة ‪/‬ــى النشــاط املــا‪6‬ى والاقتصــادى ‪ ،‬وكــل مــن الطــريق‪l‬ن يــؤدى ا‪6‬ــى‬
‫نتيجــة واحــدة ‪ :‬التبعيــة ‪ ،‬ذلــك ألن املهــم هــو أن تتشــابك خيــوط النشــاط املــا‪6‬ى والاقتصــادى وتنفــتح قنــوات‬
‫تتسرب م‪Io‬ا النشاطات من وا‪6‬ى أحد املجتمع‪l‬ن بحيث تصبح البنية الاقتصادية ٔالاضعف نسبيا ) املتخلفـة (‬
‫تابعــة ‪/‬ــى نموهــا للبنيــة الاقتصــادية ٔالاقــوى ) املتقدمــة ( ‪ .‬وملــا كــان كــل هــذا اليــتم عنــوة فإنــه يحتــاج ‪/‬ــى إتمامــه‬
‫ا‪6‬ى " إرادة وطنية " ‪ ،‬قد تكون حسنة النية بل ‪/‬ى الغالب أن تكون حسنة النية إذ أن " الفـخ " أوضـح مـن أن‬
‫يقع فيه غ‪ " l‬الطيب‪l‬ن حس(' النية " وتجد " ٕالارادة الوطنية " ‪/‬ى املجتمعات املتخلفة مرات مادية من ندرة‬
‫بع ــض الس ــلع الاس ــ‪IJ‬الكية امل‪°‬ف ــة وم ــرات فكري ــة ‪ /‬ــى إدارة اس ــطوانة الليالي ــة امله‪°‬ئ ــة ع ــن الحري ــة ‪ ..‬حري ــة‬
‫التملك والسمسرة واملضاربة وال‪IJ‬ريب والاستغالل ‪ .‬وعندما يتم كل هذا ال‪IÍ‬م الرأسمالية تحت أى شعار تم‬
‫‪ ،‬واليض‪l‬ها أن ترفع عى منشآ‪Ix‬ا الاعالم " الوطنية " املزوقة وال ٕالاحتفـال بأعيـاد الاسـتقالل الـوط(' ‪ ،‬مـادام‬
‫الــوطن وكــل مافيــه مــن مــوارد وكــل مــن فيــه مــن بشــر قــد أصــبح جــزءا تابعــا " آللــة " صــنع ٔالاربــاح الرأســمالية ‪.‬‬
‫كم ــا ال‪IÍ‬مه ــا أبـ ــدا أن يمت ــد الرخـ ــاء الرأس ــما‪6‬ى الاسـ ــ‪IJ‬الكى ا‪ 6‬ــى املجتمعـ ــات املتخلف ــة ‪ ،‬بـ ــالعكس ‪ ،‬إن ــه عالمـ ــة‬
‫استيال‪IÒ‬ا عى السوق أيضا ‪.‬‬
‫عندما يتم هذا يصبح اى حديث عن التحرر ‪ ،‬وٕالارادة الوطنية ‪ ،‬والاستقالل ‪ ..‬كالما فارغا ‪ ،‬ذلك ألن أى‬
‫حــاكم ناضــج و " رجــل دولــة " رزيــن‪ ،‬يحــاول أن يمــارس إرادتــه الوطنيــة املســتقلة عــى وجــه ال يتفــق مــع هــذﻩ‬
‫التبعي ــة املالي ــة والاقتص ــادية ‪ ،‬س ــيجد أن نف ــاذ ٕالارادة الوطني ــة ‪ / ،‬ــى التحلي ــل ٔالاخ‪ l‬ــ ‪ ،‬يع( ــ' إع ــادة توظي ــف‬
‫املـوارد املاليـة أو البشـرية عــى وجـه ال يتفـق مـع مصــالح الرأسـمالية املسـيطرة ‪ .‬فيجـد نفســه أمـا خيـار رهيــب ‪:‬‬
‫إما قطع عالقة التبعية ال' نمت وإعادة البناء الاقتصادى من جديد وى ثورة كاملة البد لها مـن هـدم كـل‬
‫ما قام من أطر اقتصادية رأسمالية وما يتبع هذا من أزمة انتقال ا‪6‬ى اقتصاد جديـد ‪ ،‬وإمـا أن يخضـع ويركـع‬
‫ويقبل أن تستثمر دولته ماديا وبشريا ‪ ،‬لحساب قوة أجنبية ‪.‬‬

‫كــل هــذا تفعلــه وتحــاول إنجــازﻩ الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة بوصــفها قائــدة املعســكر الرأســما‪6‬ى ‪/ ،‬ــى وطننــا‬
‫العربــى ‪ ،‬وهــو موضــوع الص ـراع القــائم بــ‪l‬ن أمتنــا وبــ‪l‬ن تلــك الدولــة الرأســمالية الباغيــة ‪ .‬وهــو جــوهر قضــية "‬
‫التحرر العربى "‪.‬‬
‫فأين موقع ‪ ،‬وموقف ‪ ،‬الرأسمالية العربية من هذﻩ املعركة ؟‪..‬‬
‫إ‪ Iv‬ــا م ــن حي ــث ــى رأس ــمالية الب ــد له ــا م ــن أن تخض ــع لقانو‪ Iv‬ــا ‪ :‬ال ــربح ‪ ،‬ال تس ــتطيع أن تفع ــل غ‪ l‬ــ ه ــذا وإن‬
‫حاولـت أفلســت ‪ ..‬وهــذا يع(ــ' أ‪Iv‬ــا ـ ـ ـ مــن حيــث املبــدأ ـ ـ ـ ال تســتطيع أن تــدخل قضــايا التحــرر الــوط(' وتكــاليف‬
‫معاركها ‪/‬ى حسابا‪Ix‬ا ‪ .‬فال يبقى أمامها الا واحد من اثن‪l‬ن ‪ :‬إما أن تنافس الرأسمالية العاملية بقيادة الواليـات‬
‫املتحــدة بقصــد اســتئثارها ــى ـ ـ ـ ـ أى الرأســمالية العربيــة ـ ـ ـ ـ بالســوق القــومى انتاجــا وتوزيعــا واســ‪IJ‬الكا وإمــا أن‬
‫تتعاون مع الرأسمالية العاملية وتقبل مشارك‪IJ‬ا ‪/‬ى السوق القومى ‪.‬‬
‫أم ــا ع ــن منافس ــة الرأس ــمالية العاملي ــة بقي ــادة الوالي ــات املتح ــدة ٔالامريكي ــة ‪ ،‬فق ــد ك ــان ذل ــك ه ــو " املوق ــف‬
‫الوط(' " " للرأسمالية منذ قرون ‪ ،‬يوم أن كانت الرأسمالية ناشئة تقود ثورة التقدم بعد سقوط ٕالاقطاع ‪،‬‬
‫وتن ــافس بعض ــها ع ــى مس ــرح الاس ــتعمار الع ــالم' ‪ ،‬أم ــا ٓالان حي ــث تح ــول النظ ــام الرأس ــما‪6‬ى ا‪ 6‬ــى نظ ــام ع ــالم'‬
‫إميا‪6‬ى فإن " الرأسـمالية " الناشـئة ‪/‬ـى املجتمعـات املتخلفـة اقتصـاديا املتحـررة حـديثا ال تسـتطيع أن تنـافس‬
‫ٕالامياليــة ولــو حاولــت لســحقت ‪ ،‬أع(ــ' أفلســت بــاملفهوم الرأســما‪6‬ى ‪ .‬فــال يبقــى أمامهــا الا التعــاون واملشــاركة‬
‫والاستفادة من الخة ‪ ..‬الخ ‪ ،‬لكـى تعـيش ‪ ،‬أى اليبقـى لهـا إال أن تكـون ـى الطـرف املمثـل " لـإلرادة الوطنيـة "‬
‫الــذى تحتــاج إليــه الرأســمالية العامليــة لتســتو‪6‬ى عــى املــوارد املاليــة والبشــرية ‪/‬ــى أمتنــا ‪ ،‬عــن طريــق املؤسســات‬
‫املاليــة والاقتصــادية املســتقلة أو املشــ‪°‬كة وتشــجيع الرأســمال العربــى عــى الانتقــال واملشــاركة ‪/‬ــى النشــاطات‬
‫الاقتصادية ‪/‬ى الدول الرأسمالية ‪ ،‬أع(' أنه اليبقى لهـا ‪ ،‬ملجـرد أن تعـيش كرأسـمالية ‪ ،‬إال أن تكـون " وسـيط‬
‫" الـدول الرأسـمالية ‪/‬ـى محاول‪IJ‬ـا السـيطرة عـى أمتنـا عـن طريـق التبعيـة ‪ .‬وهـذﻩ ـى الخيانـة الـ' التجـدى ف~‪I‬ــا‬
‫النوايا الحسنة أو البواعث الشريفة أو ٔالاخالق النبيلة ‪.‬‬
‫إن كـان ثمـة أى أخ عربــى رأسـما‪6‬ى يشـك ‪/‬ــى هـذا ‪ ،‬أو يـزعم أنــه ينشـط رأسـماليا ويتعــاون رأسـماليا ويســتثمر‬
‫أمواله ‪/‬ى الخارج رأسماليا ‪ ،‬ويقيم املؤسسات الرأسمالية ‪/‬ى وطنه ‪ ،‬ألن ذلك هو الطريق ـ مثال ـ لتوف‪ l‬القـوة‬
‫الذاتيــة لتحريــر ٔالارض املحتلــة فإنــا نتحــداﻩ أن يعــرف مــع مــن يتعامــل رأســماليا عــى وجــه التحديــد ‪ ،‬ســتذكر‬
‫أسماء الحصر لها من الشركات املنتجة للبضائع املدنية أو لألسلحة ولكن السؤال املهم هو ‪ :‬من هم أصحاب‬
‫هذﻩ الشركات ‪ ،‬إنه لن يستطيع أن يجيب لسبب بسيط هو أن أى عربى يتعامل مع أية مؤسسة رأسمالية "‬
‫اليجــرؤ " عــى محاولــة معرفــة أصــحا¶‪I‬ا الحقيقيــ‪l‬ن )املســاهم‪l‬ن ( ألن مثــل هــذا الســؤال اليتفــق مــع التقاليــد‬
‫املاسونية للنظام الرأسما‪6‬ى ‪ ،‬إنه سر املهنة الذى ال يجوز افشاؤﻩ خاصة لعربـى ‪ .‬ذلـك ألن العربـى سيكتشـف‬
‫‪ ،‬ل ــو عل ــم الس ــر ‪ ،‬أن ــه م ــن وراء واجه ــات مش ــاركة الدول ــة ‪ ،‬والش ــركات املركب ــة ‪ ،‬وال‪°‬س ــتات ‪ ،‬والكـ ــارتالت ‪،‬‬
‫ؤالاس ــماء التجاري ــة املبتك ــرة يتعام ــل م ــع إس ـرائيل ‪ ،‬وأن أس ـرارﻩ ه ــو ال ــ' يكتمه ــا ح ــ' ع ــن مواطني ــه ‪ ،‬بحج ــة‬
‫الوطنية ‪ ،‬متجمعة ‪/‬ى أيدى أعداء وطنه ‪.‬‬

‫الحيلة ‪/‬ى " خيانة الرأسمالية " وال عالج لها إال تصفي‪IJ‬ا من ٔالارض العربية وإقامة حـاجز حديـدى دون نمـو‬
‫النظام الرأسما‪6‬ى ‪/‬ى وطننا أو امتداد النظام الرأسما‪6‬ى ا‪6‬ـى وطننـا ‪ ،‬ثـم مشـاركة كـل القـوى الـ' تريـد أن تنجـو‬
‫من مخاطر هذا النظام املدمر معرك‪IJ‬ا ٕالانسانية من أجل تصفيته ‪/‬ى العالم كله ‪.‬‬
‫إن مصدر ٔالاوهام " الوطنية " ال' تروج لها الرأسمالية العربية ‪ ،‬أن ٔالاخوة العرب الرأسمالي‪l‬ن يتجاهلون‬
‫أ‪Iv‬م قد تعلموا اللعبة متأخرين ‪ ،‬بضعة قرون ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معركة الوحدة‬
‫خيانة الرأسمالية العربية للوحدة خيانة مركبـة ‪ .‬إذ أن النظـام الرأسـما‪6‬ى ينـاقض ويعـادى الوحـدة العربيـة‬
‫عى مستويات ثالثة ‪ :‬فهو حارس التجزئة ‪ ،‬وهو معوق للوحدة ‪ ،‬وهو حليف أعدا‪IÒ‬ا ‪.‬‬
‫إم ــا أن ــه ح ــارس التجزئ ــة ‪ ،‬ف ــألن الرأس ــمالية العربي ــة نش ــأت ‪ ،‬ونم ــت ‪ ،‬تاريخي ــا ‪ /‬ــى ظ ــل التجزئ ــة العربي ــة‬
‫كإمتداد تـابع للـدول الرأسـمالية الـ' احتلـت الـوطن العربـى وجزأتـه دوال ‪ .‬ومـن هنـا كانـت التجزئـة ومـاتزال ‪،‬‬
‫ــى ٔالارضــية ٔالاساســية الــ' حكمــت ومــاتزال تحكــم النشــاط العربــى الرأســما‪6‬ى ‪ .‬ففــى "حســابات " كــل رأســما‪6‬ى‬
‫عربــى يعتــ " اقليمــه " هــو أســاس نشــاطه مــن حيــث حجــم املــوارد وحجــم الســوق ونــوع املنتجــات واحتمــاالت‬
‫الربح ‪ ،‬وأما أى اقليم عربـى آخـر فهـو سـوق " أجنـ' " يـدخل ‪/‬ـى حسـابات التوسـع بعـد اسـتنفاذ طاقـة السـوق‬
‫ٔالاقليمـ ــ' ‪ .‬وملـ ــا كانـ ــت الرأسـ ــمالية العربيـ ــة ناشـ ــئة وضـ ــعيفة ‪ ،‬و "بدائيـ ــة " فـ ــان طموحهـ ــا الاقتصـ ــادى يظـ ــل‬
‫مقصــورا عــى الســوق ٔالاقليم ــ' ‪ .‬وعــى هــذا ٔالاس ــاس تتحــدد أطــر النش ــاط الرأســما‪6‬ى ‪/‬ــى ك ــل إقلــيم ‪ .‬مــن هن ــا‬
‫يعت ــ اس ــتقرار الوض ــع ٔالاقليم ــ' ع ــامال أساس ــيا ‪ /‬ــى نج ــاح املش ــروع الرأس ــما‪6‬ى العرب ــى ‪ ،‬ويص ــبح ٕالابق ــاء ع ــى‬
‫التجزئــة ‪ ،‬وتجنــب مخــاطر الوحــدة ‪ ،‬شــرطا الســتقرار املشــروع واطـراد نمــو أرباحــه عــى ذات ٔالاســس الــ' قــام‬
‫عل~‪I‬ــا ‪ .‬وتقــوم الدولــة ٕالاقليميــة حارســا لهــذا الاســتقرار ضــد أيــة " هــزة " قــد تحــد‪Iî‬ا خطــوة وحدويــة ‪ ،‬وال بــأس‬
‫بعد هذا ‪/‬ـى أن يحـاول الرأسـما‪6‬ى العربـى "ٔالاقليمـ' " البحـث عـن ٔالاربـاح ‪/‬ـى الـدول العربيـة ٔالاخـرى ‪ .‬وقـد يعقـد‬
‫اتفاقيــات تعــاون أو مشــاركة إقتصــادية ‪ ،‬ولكــن بشــرط الا يتطــور هــذا ا‪6‬ــى أى نــوع مــن الوحــدة حــ' الوحــدة‬
‫ٔالاقتص ــادية ‪ .‬نق ــول ح ــ' الوح ــدة الاقتص ــادية ب ــ‪l‬ن ال ــدول العربي ــة الرأس ــمالية ‪ ،‬حي ــث الوج ــود للحج ــة ال ــ'‬
‫يتشدق ¶‪I‬ا الانفصاليون ي‪IJ‬مون ¶‪I‬ا الاشـ‪°‬اكية بأ‪Iv‬ـا حائـل دون الوحـدة ‪ .‬بـالعكس ‪ ،‬سـتبقى الـدول والـدويالت‬
‫الرأسمالية آخر معاقل ٕالاقليمية ح' لو توحد با‪Ð‬ى الـوطن العربـى ‪ ،‬ألن الرأسـمالية العربيـة الـ' تنشـأ وتنمـو‬
‫عى أساس حسابات إقليمية ‪ ،‬وال' تعتمد املنافسة فيما بي‪Io‬ـا قانونـا للنمـو ‪ ،‬والـ' تبحـث دائمـا عـن ٔالاربـاح‬
‫لــن تقبــل هــدم بنا‪IÒ‬ــا ٔالاقليمــ' ولــو مــن أجــل رأســمالية عربيــة أخــرى ‪ ،‬وعنــدما تتــاح لهــا أربــاح أك½ــ عــن طريــق‬
‫التعامل أو املشاركة مع الرأسمالية ٔالاجنبية ح' لـو كانـت إسـرائيلية خفيـة أو مسـت‪°‬ة ‪ ،‬لـن ت‪°‬ـدد لحظـة ‪/ ،‬ـى‬
‫أن تختـار ـ ـ ولـو خفيـة ـ ـ طريـق قانو‪Iv‬ـا الحديـدى ‪ :‬الـربح ومزيـد مـن الـربح ‪ ،‬وسـتجد عندئـذ أن دول‪IJ‬ـا الاقليميـة‬
‫القائمــة عــى التجزئــة ‪ ،‬واســتقاللها بنفســها ‪ ،‬واســتقالال لهــا عــن غ‪l‬هــا ‪ ،‬وحصــان‪IJ‬ا ضــد التــدخل ‪/‬ــى شــئو‪Iv‬ا‬
‫الداخلية ‪ ..‬ستجد كل هذا درعا يحم' نشاطها " الخار‪ï‬ى " ولو كان خائنا ‪.‬‬
‫أمــا أ‪Iv‬ــا معوقــة للوحــدة فأل‪Iv‬ــا ـ ـ ـ ‪/‬ــى حمايــة دولهــا ٕالاقليميــة ـ ـ ـ تملــك املقــدرة الاقتصــادية الــ' تســتثمرها ‪/‬ــى‬
‫ال‪°‬ــويج للفكــر ٔالاقليمــ' وتغذيــة النفســية الانفصــالية لتثبيــت أساســها ‪ :‬التجزئــة ‪/‬ــى مواجهــة جمــاه‪ l‬فق‪l‬ــة ‪،‬‬

‫مطحونـة ‪ ،‬واقعـة ـ مـن ناحيـة ـ ‪/‬ـى قبضـة القهـر الاقتصـادى مـن حيـث أ‪Iv‬ـا تسـتمد رزقهـا اليـومى مـن النشـاط‬
‫الرأسما‪6‬ى ‪ ،‬والتملك ـ من ناحية أخرى ـ فائضا اقتصاديا تستطيع أن تخـوض بـه معركـة متكافئـة ضـد إذاعـة‬
‫وتلفزيــون وصــحف ومجــالت ونــدوات وحفــالت ورشــاوى ‪ ..‬القــوى الاقليميــة الــ' تمولهــا الرأســمالية العربيــة ‪،‬‬
‫ف‪q‬ــ' تنمــ' وتثبــت الانتمــاء الاقليمــ' بقــدر ماتضـعف وتشــوﻩ الانتمــاء القــومى ‪ ،‬فتعــوق نمــو الحركــة الجماه‪l‬يــة‬
‫الوحدوية ‪.‬‬
‫هذا عى املستوى الفكرى ‪..‬‬
‫أمــا عــى مســتوى املمارســة فمنــذ أوائــل الســتينات أصــبحت الوحــدة العربيــة الــ' تناضــل مــن أجلهــا القــوى‬
‫القومية التقدمية ى الوحدة الاش‪°‬اكية ‪ ،‬وانق‪ 'bÇ‬ا‪6‬ى غ‪ l‬رجعة املفهوم الليا‪6‬ى الذى نشأت ‪/‬ى ظله وكانت‬
‫تتبنــاﻩ الحركــة القوميــة العربيــة ‪ .‬ال وحــدة بــدون اشــ‪°‬اكية ‪ .‬هــذا املنعطــف التــاري‪ð‬ى ‪/‬ــى حركــة الوحــدة العربيــة‬
‫عزل الرأسمالية العربية عن القوى الوحدوية من ناحيـة وعمـق عـداء الرأسـمالية العربيـة للوحـدة مـن ناحيـة‬
‫أخرى ‪ .‬إذ أصبح واضحا أن الوحدة العربية التع(' مجرد الغاء التجزئة وإقامة دولـة واحـدة ‪ ،‬بـل تع(ـ' أيضـا‬
‫تصـفية الرأســمالية العربيــة ‪/‬ـى دولــة الوحــدة ‪ .‬وترتــب عـى هــذا أن مجــرد نشــوء أو بقـاء نمــو النظــام الرأســما‪6‬ى‬
‫‪/‬ـى أى قطـر عربـى هـو بحــد ذاتـه حائـل دون الوحـدة ومعـوق لحرك‪IJ‬ــا ‪ .‬وتعـرف الرأسـمالية العربيـة هـذا املوقــف‬
‫معرفــة اليقــ‪l‬ن وتتصــرف عــى أساســه منــذ تجرب‪IJ‬ــا ٔالاو‪6‬ــى عــام ‪ 1958‬وخيان‪IJ‬ــا ســنة ‪ . 1961‬ومــن هنــا لــم تعــد‬
‫الاقليمية مجرد أسـاس مـادى يحـدد نشـوء واسـتقرار نمـو الرأسـمالية العربيـة ‪ ،‬بـل أصـبحت سـالح دفـاع ضـد‬
‫امل ــد الوح ــدوى تس ــتخدمه الرأس ــمالية العربي ــة لض ــرب وتص ــفية أي ـة محاول ــة وحدوي ــة ‪ ،‬وتخ ــون قض ــية امتن ــا‬
‫العربية حفاظا عى أرباحها ‪.‬‬
‫أمــا أن الرأســمالية العربيــة حليفــة ألعــداء الوحــدة العربيــة ‪ ،‬الــ' تعــرف ٓالان أ‪Iv‬ــا وحــدة عربيــة اشــ‪°‬اكية ‪،‬‬
‫فألن الرأسمالية العربية ـ عى مستوى الصراع العالم' ـ حليفة للمعسكر الرأسما‪6‬ى بحكم الالتقاء عى عداء‬
‫النظــام الاشــ‪°‬اكى ‪ ،‬بينمــا الجمــاه‪ l‬العربيــة وطالئعهــا مــن القــوى القوميــة التقدميــة حلفــاء للقــوى الاشــ‪°‬اكية‬
‫بحكــم الالتقــاء عــى عــداء النظــام الرأســما‪6‬ى ‪/ .‬ــى نطــاق هــذﻩ املعركــة العامليــة تواجــه ٔالامــة العربيــة ‪/‬ــى معركــة‬
‫فلس ــط‪l‬ن ومع ــارك تحرره ــا م ــن التبعي ــة ‪ ،‬ع ــدوا مح ــددا ه ــو الوالي ــات املتح ــدة ٔالامريكي ــة ‪ .‬و‪ /‬ــى ه ــذﻩ املعرك ــة‬
‫تتحالف ‪ ،‬وتتعاون ‪ ،‬و " تخدم " الرأسمالية العربية عدونا ‪ ،‬والتستطيع أن تفعل غ‪ l‬هـذا ‪ ،‬بحكـم ماذكرنـاﻩ‬
‫مــن أ‪Iv‬ــا أمــا أن تخــون أو تفلــس ‪ .‬وملــا كانــت الرأســمالية التختــار ٕالافــالس أبــدا ‪ ،‬وإال ملــا كانــت رأســمالية ‪ ،‬فأ‪Iv‬ــا‬
‫تخ ــون ‪ /‬ــى معرك ــة التح ــرر ‪ ،‬والتح ــرر ش ــرط مس ــبق للوح ــدة ‪ .‬فالرأس ــمالية العربي ــة إذ تخ ــون التح ــرر تخ ــون‬
‫الوحــدة ‪ .‬يضــاف ا‪6‬ــى هــذا ‪ ،‬أن ذلــك الحليــف ‪ ،‬مــن حيــث هــو دولــة كــى رأســمالية يتوقــف بقاؤهــا عــى إبقــاء‬
‫العــالم مجـ ْـزءا متخلفــا لتســهل الســيطرة عليــه‪ ،‬يعــادى هــدف الوحــدة العربيــة الاشــ‪°‬اكية عــداء مصــ‪l‬يا ‪ .‬أن‬
‫الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة تعــرف يقينــا أن دولــة الوحــدة العربيــة الــ' تضــم ‪ 150‬مليونــا مــن البشــر ومــوارد‬
‫خياليــة ‪ ،‬وتســتند ا‪6‬ــى حضــارة عريقــة ‪ ،‬وتب(ــ' مســتقبلها عــى أســاس أر‪Ð‬ــى ماوصــلت اليــه التجربــة الاشــ‪°‬اكية‬
‫الانسانية ‪ ،‬ستكون "حفار " ق النظام الرأسما‪6‬ى عامة ‪ ،‬والواليات املتحدة ٔالامريكية "الرأسمالية " خاصة ‪،‬‬
‫ذلــك ألن الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة ليســت الا القائــد " الجديــد " ملعركــة النظــام الرأســما‪6‬ى ضــد الوحــدة‬
‫العربي ــة ال ــ' ب ــدأت ب ــاحتالل ال ــوطن العرب ــى ث ــم تجزئت ــه وم ــاتزال مس ــتمرة ‪ .‬ولس ــنا نب ــالغ إذا قلن ــا أن ــه ‪ /‬ــى ظ ــل‬

‫الواقــع العــالم' الحــا‪6‬ى ‪ ،‬يخــوض النظــام الرأســما‪6‬ى وقيادتــه ٔالامريكيــة معركتــه املصــ‪l‬ية الحاســمة عــى ٔالارض‬
‫العربيـة ‪ ،‬وأنـه ـ ـ عنـدما ي‪Io‬ـزم ـ ـ وتقـوم دولـة الوحـدة الاشـ‪°‬اكية سـيكون قيامهـا فاتحـة عصـر جديـد يـدفن فيـه‬
‫النظام الرأسما‪6‬ى وقيادته ‪.‬‬
‫ذلك هو الحليف الذى اختارته الرأسمالية العربية ‪ ،‬والتستطيع الا ان تختارﻩ حليفا ‪ ،‬فتخون وحدة أم‪IJ‬ا‬
‫‪ ،‬بصرف النظر عن النوايا والبواعث ؤالاخالق ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التقدم الاجتما¿ى والثقا‪/‬ى‬
‫تزعم الرأسمالية العربية أ‪Iv‬ا ى وحدها ‪ ،‬القادرة عى حل مشكلة التخلف ‪/‬ى الوطن العربى ‪.‬‬
‫ف‪q‬ــ' تملــك رؤوس ٔالامــوال ‪ ،‬وــى تملــك الخــة وــى تملــك كفــاءة انتقــاء املشــروعات وإدار‪Ix‬ــا " بــدون قيــود‬
‫روتينيـ ــة " أو " بـ ــدون ب‪l‬وقراطيـ ــة " ‪ ،‬وـ ــى إذ تبحـ ــث عـ ــن الـ ــربح البـ ــد لهـ ــا مـ ــن أن تـ ــنجح إقتصـ ــاديا ‪/‬ـ ــى إدارة‬
‫مشروعا‪Ix‬ا ‪ ،‬وأ‪Iv‬ا تملك ‪/‬ى هـذا الـربح الحـافز " الخـاص " الـذى يـدفعها عـى العمـل الجـاد واملثمـر ‪ ،‬وهـو حـافز‬
‫اليت ــوافر إال إذا ك ــان النش ــاط مح ــررا م ــن ك ــل القي ــود وأخص ــها القي ــود ع ــى امللكي ــة ‪ .‬ث ــم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ هك ــذا تض ــيف‬
‫الرأسمالية العربية ا‪6‬ى مزاعمها ـ أ‪Iv‬ا إذ تفعل كل هذا ولو بدافع الربح ‪ ،‬إنما تحقق ـ ح' ولو بدون قصد‬
‫التقــدم الاقتصــادى والاجتمــا¿ى والثقــا‪/‬ى للمجتمــع كلــه ‪ ،‬ف‪q‬ــ' تحــول املــواد الخــام ا‪6‬ــى مــواد مصــنوعة ‪ ،‬وــى‬
‫تمــنح القــادرين عــى العمــل فرصــا للعمــل وكســب ٔالاجــور ‪ ،‬وــى تقــدم لهــم الخــدمات الطبيــة والثقافيــة الــ'‬
‫ترفع مستواهم الص‪Ø‬ى والثقا‪/‬ى ‪ ،‬إ‪Iv‬ا ى ـ بإختصار ـ ال' تحقق التقدم الاجتما¿ى والثقا‪/‬ى حـ' لـو كـان ذلـك‬
‫ي ــأتى تلقائي ــا كت ــابع الب ــد من ــه للبح ــث ع ــن ٔالارب ــاح ‪ .‬ويض ــربون أل ــف مث ــل للف ــارق ب ــ‪l‬ن املجتمع ــات الرأس ــمالية‬
‫واملجتمعات غ‪ l‬الرأسمالية ‪ .‬الفارق ‪/‬ى الرخاء ‪.‬‬
‫الشـ ــك أن الرأسـ ــمالية " شـ ــاطرة " وقـ ــادرة عـ ــى النشـ ــاط الاقتصـ ــادى بكـ ــل فروعـ ــه ‪ ،‬مـ ــن أول ٕالانتـ ــاج ا‪6‬ـ ــى‬
‫التوزيع ‪ ،‬ا‪6‬ى تحديد ٔالاسعار ‪ ،‬ا‪6‬ى التخزين ‪ ،‬ا‪6‬ى التحكم ‪/‬ى السوق ‪ ،‬ا‪6‬ى املضاربة ا‪6‬ى ال‪IJ‬ـرب مـن الضـرائب ‪..‬‬
‫الــخ ‪ .‬وأن ــه إذا تــرك املص ــ‪ l‬الاجتمــا¿ى للرأس ــمالية فإ‪ Iv‬ــا ســتفعل ك ــل ‪f‬ــ‪ eb‬ماع ــدا الكســل والتواك ــل والخض ــوع‬
‫للروت‪l‬ن ‪ ..‬وأ‪Iv‬ا ستحقق " تقدما " اقتصاديا واجتماعية وثقافيا ‪.‬‬
‫املشكلة كلها ليست هنا ‪.‬‬
‫املشـكلة كامنــة ‪/‬ــى الســؤال ٔالاتــى ‪ :‬مــن الــذى سيسـتفيد مــن هــذا التقــدم الاقتصــادى والاجتمــا¿ى والثقــا‪/‬ى ؟‪..‬‬
‫ملصلحة من تنشط الرأسمالية العربية ؟ هذا هو السـؤال الـذى ينسـاﻩ أو يتناسـاﻩ دعـاة الرأسـمالية العربيـة ‪.‬‬
‫أن الرأس ــمالية العربي ــة ‪ ،‬م ــن حي ــث ــى ليالي ــة ‪ ،‬الب ــد له ــا م ــن أن تس ــلم ب ــأن مقي ــاس التق ــدم الاقتص ــادى‬
‫والاجتمــا¿ى والثقــا‪/‬ى اليمكــن أن يكــون " العائ ــد "عــى " ٔالاقليــة " بــل العائ ــد عــى " ٔالاغلبيــة " ‪ ،‬آمنــا وس ــلمنا ‪.‬‬
‫فلننتقل بعد هذا ا‪6‬ى مجتمعنا العربى املتخلف ‪ٔ .‬الاغلبية من الشعب العربى تعيش تحت مستوى خط الفقر‬
‫‪ .‬عى املستوى الاقتصادى تتبدد طاقا‪Ix‬ا ‪/‬ى البطالة الصريحة أو املقنعة ‪ ،‬ويكاد متوسط دخل هذﻩ ٔالاغلبية‬

‫أن يكون أقل متوسط ‪/‬ى العالم وعى املستوى الاجتما¿ى تفتقد املساكن الالئقة باإلنسان ‪ ،‬وتفتقد املالبس‬
‫الالزمــة ملجــرد الحفــاظ عــى الحيــاة مــن تقلبــات الطقــس ‪ .‬وتفتقــد الرعايــة الصــحية وتفتقــد ٔالادويــة وتفتقــد‬
‫امليـ ــاﻩ الصـ ــالحة للشـ ــرب ‪ ،‬والنـ ــور الصـ ــالح للرؤيـ ــة ‪ ،‬واملواصـ ــالت الصـ ــالحة لألنتقـ ــال ‪ ،‬ؤالامـ ــن ضـ ــد العجـ ــز‬
‫والشيخوخة ‪ ،‬ضد املرض ‪ ،‬ضد اليتم ‪ ،‬وعى املستوى الثقا‪/‬ى ما تزال تعيش ـ تلـك ٔالاغلبيـة ـ ‪/‬ـى ظـالم ٔالاميـة‬
‫‪ ،‬ــى ـ ـ ـ ـ تلــك ٔالاغلبيــة ـ ـ ـ ـ أل‪Iv‬ـا عاطلــة أو فق‪l‬ــة تكــاد تقــف مقــدرا‪Ix‬ا الشـرائية ‪/‬ــى ســوق الاســ‪IJ‬الك عنــد مســتوى‬
‫"الضــروريات" وبالتــا‪6‬ى فــإن طاق‪IJ‬ــا كقــوة ش ـرائية التــوفر للرأســمالية العربيــة شــرط " زيــادة الطلــب ومرونتــه "‬
‫الالزمــة للتنميــة الرأســمالية كمــا ونوعــا الا ‪/‬ــى أدنــى مســتوى ٕالانتــاج ‪ .‬إن هــذا يع(ــ' اقتصــاديا أن الرأســمالية‬
‫العربية ‪ ،‬إذ تنتج ل‪°‬بح ‪ ،‬البد لها من أن تستند ا‪6‬ى طلب اس‪IJ‬الكى نام ومرن وأى شريحة من البشـر يـدخلون‬
‫السوق وهم يملكون مقدما مقـدرة شـرائية ناميـة ومتطـورة ‪ ،‬إنـه إذن سـوق ٔالاقليـة " الغنيـة " الـذى سـيحكم‬
‫الانتاج والتنمية الرأسمالية ‪ ،‬من حيث نوع املنتجات وكمي‪IJ‬ا ‪.‬‬
‫مــن هنــا فــإن " ٔالاغلبيــة " العربيــة الفق‪l‬ــة ســتخرج مــن حســابات النشــاط الاقتصــادى الرأســما‪6‬ى ‪ ،‬كقــوة‬
‫شـرائية تحقــق ربحـا يقــل عمــا تحققـه القــوة الشـرائية لألقليــة ‪ ،‬وبالتــا‪6‬ى تخـرج احتياجا‪Ix‬ــا مـن مجــال النشــاط‬
‫الاقتصادى للرأسمالية‪ .‬ستقيم الرأسمالية العربية ناطحات السحاب‪ ،‬وستستورد ٔالاثاث الفاخر من إيطاليا‬
‫‪ ،‬وأدوات املوائد من فرنسا ‪ ،‬وستغرق شوارع املـدن العربيـة بالسـيارات الفارهـة وتخصـص ضـواح~‪I‬ا للمالـي‬
‫العامرة "باألجساد" البيضاء املستوردة وسـتبيع الثالجـات والسـخانات والسـجاد "ٕالايرانـي" ؤالاغذيـة املحفوظـة‬
‫وتف ـ ــتح املط ـ ــاعم ع ـ ــى نم ـ ــط "املكس ـ ــيم" وس ـ ــ‪°‬هق أعص ـ ــاب الش ـ ــعب العرب ـ ــى الفق‪ l‬ـ ــ برؤي ـ ــة أجم ـ ــل املالب ـ ــس‬
‫واملج ــوهرات ‪ /‬ــى "فاترين ــات" محالتن ــا الراقي ــة ‪ ،‬وس ــتمأل الص ــحف إعالن ــات وتم ــأل اللي ــا‪6‬ى حف ــالت ‪ ،‬وس ــتفتح‬
‫البنوك تضارب عى النقود وتفتح البورصات تضـارب عـى املـدخرات ‪ ،‬وتفـتح محـالت بيـع البضـائع بأسـعارها‬
‫مضاربة عى احتياجات البشر‪ ..‬وستنتج ٔالافالم وتصـدر مجـالت والصـحف وتؤلـف الكتـب مضـاربة عـى غرائـز‬
‫امل ـراهق‪l‬ن والعجــائز‪ ..‬كــل مــا ســتفعله الرأســمالية العربيــة‪ ،‬ألن كــل هــذا مــربح‪ .‬ولكــن كــل هــذا يمثــل " التقــدم‬
‫الاقتصادى والاجتما¿ى والثقا‪/‬ى !! لـألقلية‪.‬‬
‫أمــا الــذى لــن تفعلــه الرأســمالية العربيــة ـ ـ ـ أبــدا ـ ـ ـ ف‪q‬ــ' أن تنــتج "لألغلبيــة" احتياجا‪Ix‬ــا مــن مســاكن ومالبــس‬
‫ومستش ــفيات وأدويـ ــة وتأمينـ ــات ومواصـ ــالت ومـ ــدارس وكتـ ــب ومج ــالت وأفـ ــالم ‪ "..‬بسـ ــعر" يتفـ ــق مـ ــع مقـ ــدر‪Ix‬ا‬
‫الش ـرائية ‪،‬أى ب ــدون " مض ــاربة" ع ــى احتياجا‪ Ix‬ــا الانس ــانية‪ .‬والرأس ــماليون الع ــرب ل ــن يفعل ــوا ه ـذا ‪ ،‬ال أل‪ Iv‬ــم‬
‫م‪IJ‬مون ‪/‬ى نواياهم أو بواع‪Iô‬م أو أخالقهم ‪ ،‬بل الن الرأسمالية مرتبطة بالربح‪ ،‬ومزيد من الربح‪ ،‬وال يمكن الا‬
‫ان تـرتبط بـه انتاجـا وتوزيعـا واسـ‪IJ‬الكا ‪ ،‬ف‪q‬ـ' ـ ـ ‪/‬ـى مجتمعنـا العربـى املتخلـف ـ ـ اليمكـن الا ان تكـون نظامـا مـن‬
‫اجل "ٔالاقلية" فتخون ـ رغم انفها ـ التقدم الاقتصادى والاجتما¿ى والثقا‪/‬ى "لألغلبية"‪.‬‬
‫أع( ــ' تخ ــون التق ــدم الاقتص ــادى والاجتم ــا¿ى والثق ــا‪/‬ى للش ــعب إذ ان ٔالاغلبية ـ ـ ح ــ' ‪ /‬ــى منط ــق الرأس ــمالية‬
‫الليالية ـ ى الشعب عندما تتناقض مصالحها مع مصالح ٔالاقلية‪.‬‬
‫كل هذا بدون ان نطرح آية مقولة اش‪°‬اكية‪ ،‬الننا نريد ـ عى وجه التحديد‬
‫تبديد أوهام التقدم الرأسما‪6‬ى ‪/‬ى أمتنا العربيـة ‪ ،‬حـ' مـع إف‪°‬ـاض حسـن النيـة‪ ،‬حـ' بعيـدا عـن أى احتجـاج‬
‫بم ــا يقدم ــه الح ــل الاش ــ‪°‬اكى كب ــديل للرأس ــمالية‪ Iv .‬ــدم أوال أوهام ــا ‪ /‬ــى رؤوس بع ــض الع ــرب قب ــل أن نب( ــ' ف~‪ I‬ــا‬
‫معرفة الحل الصحيح ملشكالت التقدم الاقتصادى والاجتما¿ى والثقا‪/‬ى ‪/‬ى وطننا العربى ‪ .‬غ‪ l‬أن هذا اليمنـع‬
‫أن نش‪ l‬ا‪6‬ى أوهام الرأسمالية العربية ‪/‬ى حل مشكلة البطالة الظاهرة أو املقنعة ‪.‬‬

‫إن الرأسمالية العربية إذ تنمو البد لها من أن تكون ‪/‬ى حاجـة ناميـة ا‪6‬ـى أيـد عاملـة ‪ ،‬وبالتـا‪6‬ى فـان التنميـة‬
‫الرأســمالية تســتطيع أن تقــدم فــرص عمــل الولئــك املنتمــ‪l‬ن ا‪6‬ــى " ٔالاغلبيــة " ومــع فــرص العمــل أجــور وخــدمات‬
‫وتقــدم اجتمــا¿ى وثقــا‪/‬ى قــدر احتياجــات الرأســمالية لقــوة العمــل ‪ ..‬ولكــن الــذى تنســاﻩ الرأســمالية العربيــة أو‬
‫تتناس ــاﻩ أ‪ Iv‬ــا قن ــاة عم ــل مفتوح ــة الط ــرف‪l‬ن ‪ ،‬ي ــدخل م‪ Io‬ــا العم ــل كم ــا يخ ــرج م‪ Io‬ــا ‪ ،‬وكم ـا تم ــنح فرص ــا لعم ــل‬
‫العــاطل‪l‬ن تقــذف بمــن اســ‪IJ‬لك‪IJ‬م مــن البشــر ا‪6‬ــى احتيــاطى العــاطل‪l‬ن ‪ .‬وكلمــا نمــت الرأســمالية اتســعت قنا‪Ix‬ــا‬
‫وتــدفقت قــوة العامــل مــن البطالــة ا‪6‬ــى عمــل ا‪6‬ــى بطالــة ‪ .‬املأســاة أن أولئــك الــذين ســتقذف ¶‪I‬ــم الرأســمالية ا‪6‬ــى‬
‫البطالــة هــم الــذين قــد رفعــت مســتوى معيشــ‪IJ‬م قلــيال وعلمــ‪IJ‬م تقاليــد الحيــاة ‪/‬ــى املــدن ووضــع‪IJ‬م عــى أول‬
‫طريق الطموح ٕالانساني ثـم … ألقـت ¶‪I‬ـم عـى ٔالارصـفة ‪.‬ملـاذا تفعـل الرأسـمالية العربيـة هـذا ؟‪ ..‬أل‪Iv‬ـا رأسـمالية‬
‫قانو‪Iv‬ـا الــربح ‪ ،‬وألن قــوة العمـل ‪/‬ــى النظــام الرأســما‪6‬ى سـلعة مطروحــة ‪/‬ــى سـوق العمــل ‪ ،‬وألن قــانون املنافســة‬
‫هو الذى يحكم ويحدد "سعر" هذﻩ السلعة وألن ـ وهذا مهم ـ عرض العمل ‪/‬ى الوطن العربـى أضـعاف الطلـب‬
‫عليه ‪ ،‬فالبد لسعر " البشر " ‪/‬ى الرأسمالية العربية من أن يتدنى ‪.‬‬
‫يقـال أن هـذا لـم يصـدق ‪/‬ـى املجتمعـات الرأسـمالية الناميـة ‪ ،‬فنقـول ـ إن صـح هـذا ـ فأل‪Iv‬ـا رأسـمالية ناميـة‬
‫ومتقدم ـ ــة ق ـ ــادرة ع ـ ــى أن ت ـ ــدخل مس ـ ــابقة الحي ـ ــاة ب ـ ــ‪l‬ن ع ـ ــرض العم ـ ــل وف ـ ــرص العم ـ ــل الجدي ـ ــدة وتزوده ـ ــا‬
‫املس ــتعمرات الظ ــاهرة والخفي ــة بف ــائض م ــن ٔالارب ــاح تس ــتطيع أن تر‪ f‬ــ‪ 'b‬ب ــه الع ــامل‪l‬ن أو تحق ــق له ــم مس ــتوى‬
‫معيشـيا الئقـا باإلنسـان ‪ ،‬أمـا الرأسـمالية العربيـة فـال ـى ناميـة وال ـى متقدمـة والتملـك مـن أسـباب الــربح الا‬
‫ما يقدمه لها مجتمعها املتخلف ‪ ،‬فال تملك فائضا عن حاج‪IJ‬ا امل‪°‬فة لتعود فتضعه ‪/‬ى وعـاء الفقـر السـائد ‪.‬‬
‫ويقــال أن الحكومــات تســتطيع أن " تتــدخل " لحمايــة قــوة العمــل بالتشــريعات ‪ ،‬فنقــول أن التــدخل الوحيــد‬
‫الذى يعالج مشكلة كون " العمل سلعة " هو إخراج العمل من السـوق فـال يكـون محـل عـرض أو طلـب ‪ ،‬يلـزم‬
‫أن يضــمن املجتمــع عمــال لكــل قــادر عــى العمــل ‪ ،‬بــدون أن يطلبــه ‪ ،‬وأال يفصــل عامــل ألى ســبب وإن كــان مــن‬
‫املمكن أن ينقل ا‪6‬ى عمل آخر ‪ ،‬هذا هو التـدخل الوحيـد الـذى يضـمن الا يكـون " البشـر " سـلعا تبـاع وتشـ‪°‬ى‬
‫وينافس بعضها بعضا عـى فـرص العمـل املحـدودة ‪ ،‬ويفسـحون املجـال ملضـاربة الرأسـمالي‪l‬ن عل~‪I‬ـا كمـا يفعـل‬
‫النخاســون ‪/‬ــى ســوق الرقيــق ‪ .‬هــل تقبــل الرأســمالية العربيــة هــذا التــدخل ؟ إذن ف‪q‬ــ' ليســت رأســمالية ‪ .‬إ‪Iv‬ــا‬
‫تقب ــل تص ــفية ذا‪ Ix‬ــا كنظ ــام ‪ ،‬ألن مج ــرد الت ــدخل إلخ ـراج " البش ــر " م ــن الس ــوق الرأس ــما‪6‬ى يقت‪ Ç‬ــ‪ 'b‬الت ــدخل‬
‫لتحديــد " عــرض العمــل " أى فــرص العمــل املتاحــة واملمكنــة نوعــا وكمــا ‪ ،‬وهــذا يقت‪Ç‬ــ‪ 'b‬التــدخل ‪/‬ــى تحديــد‬
‫مجاالت الانتاج وأسالي[‪I‬ا نوعا وكما ‪ ،‬وهو يقت‪ 'bÇ‬بدورﻩ أن يكون القرار الاقتصادى ‪/‬ى كل مؤسسة من حق‬
‫الدولة وليس حق صاح[‪I‬ا ‪ ،‬وهذا قد يع(' تأميم تلك املؤسسات أى تصفية النظام الرأسما‪6‬ى ‪.‬‬
‫البــديل الوحيــد هــو أن تســتو‪6‬ى الرأســمالية العربيــة عــى الدولــة ذا‪Ix‬ــا ‪ ،‬عندئــذ لــن تتــدخل الدولــة لحمايــة‬
‫أحد ‪ ،‬بل ستتدخل ‪/‬ى كل مكـان ‪ ،‬وزمـان ‪ ،‬ومجـال ‪ ،‬يحقـق لصـاحبه السـيادة الرأسـمالية العربيـة مزيـدا مـن‬
‫ٔالارباح ‪ ،‬وتحم~‪I‬ا بما تملك من قوة الردع قوان‪l‬ن ومحاكم وسجون ‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬فع ــى أى وج ــه نظرن ــا ا‪ 6‬ــى آم ــال " التق ــدم الاقتص ــادى والاجتم ــا¿ى والثق ــا‪/‬ى " ‪ /‬ــى ال ــوطن العرب ــى ع ــن‬
‫طريــق الرأســمالية العربيــة ‪ ،‬نتبــ‪l‬ن أ‪Iv‬ــا أوهــام ‪ ،‬قــد تكــون مصــحوبة بنوايــا حســنة أو بواعــث شــريفة أو أخــالق‬

‫نبيل ــة ‪ ،‬ولك ــن تبق ــى أوهام ــا ‪ ،‬واليخ ــون قض ــية تق ــدم الجم ـاه‪ l‬العربي ــة اقتص ــاديا واجتماعي ــا وثقافي ــا ‪ ،‬أع( ــ'‬
‫اليناقضها ‪ ebf ،‬أك½ من ٔالاوهام خاصة عندما تتسرب ا‪6‬ى رؤوسها ذا‪Ix‬ا ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الرأسمالية نقيض الوطنية‬
‫عى أساس علم' برجماتى ذرائ‪á‬ى نف‪á‬ى واق‪á‬ى ـ أو ماتشاؤون تسميته ـ ناقشنا فيما سبق اسـتحالة الوفـاق‬
‫أو التلفيق أو التوفيق ب‪l‬ن الرأسمالية والوطنية ‪/‬ى املجتمع العربى ‪/‬ى هذا العصر لنقنع الجماه‪ l‬العربية أوال‬
‫‪ ،‬ونقنــع الرأســمالي‪l‬ن العــرب ثانيــا ‪ ،‬أن املســألة ليســت مســألة نوايــا وبواعــث وأخــالق ووالء ‪ ..‬بــل أ‪Iv‬ــا حقــائق‬
‫موضــوعية ب ــاردة ــى ال ــ' تضــع الرأس ــمالية العربيــة موض ــع الخيانــة ‪ ،‬أع( ــ' التنــاقض ‪ ،‬م ــع املصــ‪ l‬التق ــدمى‬
‫ألمتنا العربية‪.‬‬
‫وـى حقــائق ليســت مــن صــنع العــرب وال اختيــارهم سـواء كــانوا رأســمالي‪l‬ن أو غ‪l‬ــ رأســمالي‪l‬ن ‪ .‬بــل ــى حقــائق‬
‫ه ــذا العص ــر ‪ ،‬عص ــر " أممي ــة " الق ــوى الرأس ــمالية وق ــدر‪Ix‬ا الباطش ــة ‪ /‬ــى مواجه ــة ض ــعف الرأس ــمالية العربي ــة‬
‫ونشــأ‪Ix‬ا الحديثــة ‪ ،‬عصــر تقــدم الــدول الرأســمالية وعــى رأســها الواليــات املتحــدة ٔالامريكيــة ‪/‬ــى مواجهــة أمتنــا‬
‫املتخلفة اقتصاديا املجزأة سياسيا املحتلة بعض أراضـ~‪I‬ا ‪ .‬عصـر تنـافس البشـر وصـراعهم ‪/‬ـى الـدول املتقدمـة‬
‫عى مستويات الرخاء امل‪°‬اكم بينما يتنافس البشر ‪/‬ى أمتنا العربية هربا من املوت جوعا ‪ ..‬ا‪6‬ى آخرﻩ ‪ .‬كل هذا‬
‫وض ــع الرأس ــمالية كنظ ــام موض ــع التن ــاقض ‪ ،‬أع( ــ' الخيان ــة‪ ،‬م ــن ك ــل م ــا ه ــو تق ــدمى ‪ /‬ــى ال ــوطن العرب ــى ف‪ q‬ــ'‬
‫تناقض التحرر ‪ ،‬وتناقض الوحدة ‪ ،‬وتناقض التقدم الاقتصادى والاجتما¿ى والثقـا‪/‬ى لجمـاه‪ l‬أمتنـا العربيـة‬
‫‪.‬‬
‫غ‪l‬ــ أن كــل هــذﻩ الحقــائق العينيــة امللموســة اليمكــن أن تكــون بــدون تفســ‪ l‬نظــرى علمــ' ‪ .‬بــل أن النظــرة أو‬
‫النظري ــة ال ــ' التس ــتطيع أن تفس ــرها التس ــتحق أن يق ــال له ــا علي ــه ‪ ،‬ألن املمارس ــة كم ــا يقول ــون ‪ ،‬ــى مح ــك‬
‫الصحة النظرية ‪.‬‬
‫فلماذا يناقض النظام الرأسما‪6‬ى التقدم العربى ؟‪..‬‬
‫من أين ي‪ö‬ئ التناقض ب‪l‬ن الرأسمالية وب‪l‬ن الوطنية ‪/‬ى أمتنا العربية ؟‪..‬‬
‫لــو بــدأنا الجــواب مــن تحليــل مفهــوم الرأســمالية لقيــل إنمــا نحللهــا عــى وجــه يــؤدى ا‪6‬ــى إدان‪IJ‬ــا ف‪q‬ــ' مصــادرة‬
‫عــى املطلــوب‪ .‬لنبــدأ الجــواب إذن مــن حيــث يســتطيع أن يفهــم حــ' أك½ــ الرأســمالي‪l‬ن غبــاء ‪ ،‬مــن الوطنيــة ‪،‬‬
‫وــى بداي ــة تــوفر لن ــا لجاج ــة وفظاظــة تح ــدى الاشــ‪°‬اكية بالوطني ــة تح ــت الشــعار الس ــخيف الــذى يش ــ‪°‬ك ‪ /‬ــى‬
‫صـ ــياغته كـ ــل مـ ــن الرأسـ ــمالي‪l‬ن واملاركسـ ــي‪l‬ن ‪ٔ .‬الاولـ ــون يقولـ ــون نحـ ــن وطنيـ ــون فـ ــال نريـ ــد أفكـ ــارا مسـ ــتوردة ‪.‬‬
‫وٓالاخـ ــرون يصـ ــكون عـ ــى الوجـ ــه ٓالاخـ ــر مـ ــن ذات العمل ـ ــة الزائفـ ــة أن لـ ــيس الا اشـ ــ‪°‬اكية علميـ ــة واحـ ــدة ـ ــى‬
‫الاش‪°‬اكية املاركسية ال' ى ‪/‬ى جوهرها " أممية "‪.‬‬

‫لن‪°‬ك كل هذا جانبا ‪ ،‬ونبدأ من الاع‪°‬اف بأننا ـ كلنا ـ وطنيون ‪ ،‬الشـرقيون وال غربيـون ‪ ،‬والنسـتورد أفكـارا‬
‫أو نظمـا بــل نتمســك بواقعنـا ومــا ينبثــق مـن احتياجاتــه افكــارا ونظمـا ‪ .‬مــع مالحظــة أن النظـام الرأســما‪6‬ى لــيس‬
‫ابتك ـارا عربي ــا ب ــل ه ــو مس ــتورد م ــن جحاف ــل الغـ ـزاة ‪ ،‬ومج ــرد أن لن ــا تراث ــا يحك ــم ع ــى امل ــال الس ــائل ب ــالعقم‬
‫ٕالانتا‪ï‬ي ويحرم الربا يع(' أننا قد استوردنا أشد النظم عداوة ل‪°‬اثنا ‪.‬‬
‫عى أى حال ‪ ،‬فإن مدخلنا ا‪6‬ى الجواب هو الوطنية ‪.‬‬
‫والوطن كما ال يستطيع أحد أن ينكر هو تلك الرقعـة الجغرافيـة الـ' تخـص شـعبنا تاريخيـا ‪ .‬والوطنيـة ـى‬
‫ه ــذا الاختص ــاص لش ــعبنا بوطنن ــا دون أى ش ــعب آخ ــر ‪ ،‬والتح ــرر ال ــوط(' ه ــو ت ــأم‪l‬ن ه ــذا الاختص ــاص بحي ــث‬
‫يكـون الــوطن لشــعبنا ولــيس ألى شــعب غ‪l‬ــﻩ ‪ .‬والوحــدة الوطنيـة ــى الا يســتأثر أى جــزء مــن شــعبنا بجــزء مــن‬
‫وطنن ــا ويح ــرم من ــه الب ــا‪Ð‬ى " ال ــوطني‪l‬ن " ‪ .‬وكلن ــا ع ــى ه ــذا الوج ــه وطني ــون ‪ .‬ولك ــن بم ــا أن ال ــوطن واح ــد ونح ــن‬
‫متعـددون ‪ ،‬فـإن الوطنيـة تع(ـ' اشــ‪°‬اكنا جميعـا ‪ ،‬وكـل واحـد منــا ‪/‬ـى الـوطن ‪ ،‬لكـل منــا حـق متسـاو فيـه ‪ ،‬حــق‬
‫شــائع ‪/‬ــى كــل ذرة منــه ‪ .‬ومــن ثــم يقــول حــ' اللياليــون أن لكــل مــواطن حقــا مقدســا ‪/‬ــى ٕالاقامــة ‪/‬ــى وطنــه فــال‬
‫يطــرد منــه ألى ســبب كــان ‪ ،‬وهــذا حــق ‪ ،‬ولكــن ٕالاقامــة التمثــل وحــدها مــا ي‪°‬تــب عــى املشــاركة ‪/‬ــى الــوطن مــن‬
‫حقوق ألن الوطن ‪ ،‬ذلك الرقعة الجغرافية من أرض ونبات وجماد ومناخ هو " مخزن " الحياة ‪ ،‬أو كما يقال‬
‫‪/‬ــى الاقتصــاد " مصــادر ٕالانتــاج املتاحــة " ‪ .‬وطبقــا ملضــمون " املشــاركة ‪/‬ــى الوطنيــة " نكــون كلنــا شــركاء ‪/‬ــى ملكيــة‬
‫هــذﻩ املصــادر ويكــون اســتئثار فــرد أو مجموعــة مــن ٔالاف ـراد ¶‪I‬ــا أو ببعضــها مناقضــا للوطنيــة ‪ ،‬مصــادر ٕالانتــاج‬
‫هذﻩ البد ـ لكى نعيش كلنا ‪/‬ى وطننا ـ أن تتحول ا‪6‬ى منتجات بالوسائل املناسبة لكل م‪Io‬ا ‪ ،‬ويكون استئثار فرد‬
‫أو مجموعة من ٔالافراد بتحويلها ا‪6‬ى منتجات مناقضا للوطنية ‪ ،‬ثم أن تلك املصادر ال' تحولت ا‪6‬ى منتجـات‬
‫‪ ،‬ونحن شركاء ف~‪I‬ا منذ البداية بحكم رابطة " الوطنية " تجد ترجم‪IJ‬ا الفعلية ‪/‬ى أن تكون تلك املنتجات من‬
‫حي ــث الكي ــف والك ــم ‪ ،‬مخصص ــة لالس ــ‪IJ‬الك املش ــ‪°‬ك ‪ .‬املش ــ‪°‬ك بمع( ــ' أن تك ــون أولوي ــة ٕالانت ــاج للحاجي ــات‬
‫املش‪°‬كة املادية والثقافية ‪ ،‬ال' تلزم كل فرد‪ ،‬واملش‪°‬ك بمع(' عرضها للتـداول ‪ ،‬وأسـعارها ‪ ،‬وعائـدها يكـون‬
‫للمنفعة العامة ‪/‬ى شكل خدمات مادية وثقافية ‪ ،‬ثم ـ أخ‪l‬ا ـ أن الوطنية من حيث ى مشاركة تع(' أن لكل‬
‫فرد حقا " وطنيا " ‪/‬ى أن يعمـل فتكـون البطالـة مناقضـة للوطنيـة ‪ ،‬وتكـون السـلبية مناقضـا للوطنيـة ‪ .‬ويكـون‬
‫التغري ــب إجرام ــا مناقض ــا للوطني ــة ‪ .‬ف ــإذا ك ــان م ــاهو مش ــ‪°‬ك بحك ــم الوطني ــة التكف ــى عناص ــرﻩ املتاح ــة ال ــ'‬
‫ذكرناهــا إال لتحقيــق مســتوى معينــا مــن املعيشــة ‪ ،‬يســتحق منــه كــل واحــد حســب الجهــد الــذى أضــافه مــن‬
‫عنــدﻩ ) العمــل ( للــوطن ‪ ،‬فــإن محاولــة الاســتيالء عــى "بعــض الــوطن " أرضــا أو مصــادر إنتــاج أو عمــل ‪ ،‬بــدون‬
‫عمل هو خيانة ـ أع(' مناقضة للوطنية ‪.‬‬
‫والنظـام الرأســما‪6‬ى ‪ ،‬لــيس أك½ــ مــن مبــاراة بــ‪l‬ن البشــر يسـتو‪6‬ى ف~‪I‬ــا كــل قــادر عــى مــا يســتطيع مــن " الــوطن "‬
‫مناقضــا للوطني ــة إذ ــى مش ــاركة ب ــ‪l‬ن النــاس ‪ /‬ــى وط ــ‪Io‬م املش ــ‪°‬ك ‪ .‬له ــذا قلنــا ونق ــول أن ــه اليج ــدى التوفي ــق أو‬
‫التلفي ــق ب ــ‪l‬ن الرأس ــمالية والوطني ــة فهم ــا متناقض ــان ‪ ،‬وأن الرأس ــمالي‪l‬ن الع ــرب ق ــد يكون ــون "وطني ــ‪l‬ن " ع ــى‬
‫مســتوى نوايــاهم وبــواع‪Iô‬م وأخالقهــم ووالءهــم ‪ ..‬وكــل مــاهو ذاتــى فــ~‪I‬م ‪ ،‬ولكــن الرأســمالية ـ ـ ـ ـ بــرغم كــل هــذا ـ ـ ـ ـ‬
‫ستبقى خائنة ‪.‬‬

‫دفاع عن الدستور *‬

‫تدرس الحكومة ٓالان صيغة مبتكرة لبيع شركات القطاع العام وذلك عن طريق تحويل قيم‪IJ‬ا إ‪6‬ى " أسهم "‬
‫وبيع تلك ٔالاسهم ملن يستطيع أن يش‪°‬ى ‪.‬‬
‫إن هذا البيع فكرة قديمة نشأت مع بـدء الالتجـاء ا‪6‬ـى ٕالاقتصـاد الحـر الـذى سـم' " الانفتـاح " ‪ ،‬كـان يحـول‬
‫دون إتمامهــا أن شــركات القطــاع العــام مملوكــة للمؤسســات العامــة وبالتــا‪6‬ى ف‪q‬ــ' غ‪l‬ــ قابلــة للبيــع بــذا‪Ix‬ا ألن‬
‫أمــوال املؤسســات العامــة غ‪l‬ــ قابلــة للبيــع ‪ ،‬ف ـرأى مــن رأى أنــه البــد مــن خطــوة أو‪6‬ــى يقتــل ف~‪I‬ــا املالــك فتبــدو‬
‫شــركات القطــاع العــام وكأ‪Iv‬ــا أمــوال خاصـة ممــا يجــوز بيعــه ‪ ،‬وهكــذا ألغيــت املؤسســات العامــة تمهيــدا لبيــع‬
‫شركا‪Ix‬ا ‪.‬‬
‫يمكن الاع‪°‬اض عى هذا ٔالاجراء ألسباب عدة ‪.‬‬
‫أهمها عى وجه ٕالاطـالق هـو ٔالاضـرار الجسـيمة الـ' تحيـق باالقتصـاد الـوط(' نتيجـة بيـع القطـاع العـام مـرة‬
‫واحدة أو تدريجيا ا‪6‬ى القطاع الخاص ‪ .‬أن التخطيط حينئذ سيكون مستحيال وستتحول قوة إنتاج الشركات‬
‫املباعــة عــن غاي‪IJ‬ــا ٔالاصــلية وــى التنميــة مــن أجــل الرخــاء الشــع' ‪ ،‬ا‪6‬ــى املضــاربة ‪/‬ــى الســوق الحــر جريــا وراء‬
‫أعى ربح عى حساب احتياجات املس‪IJ‬لك ذى القدرة املحدودة عى الشراء ‪ .‬هـذا باإلضـافة ا‪6‬ـى التغ‪l‬ـ النـو¿ى‬
‫‪/‬ى عالقات العمل وتحويل العمل ذاته ا‪6‬ى سلعة تبـاع وتشـ‪°‬ى ويخضـع سـعرها ) ٔالاجـر ( لسـوق املضـاربة ‪ .‬ومـا‬
‫ي‪°‬تــب عــى هــذا مــن آثــار اجتماعيــة فادحــة تمــس اســتقرار حيــاة العــامل‪l‬ن ‪ .‬وــى أض ـرار لــن يعوضــها أن يقــال‬
‫للعــامل‪l‬ن أن لكــم أولوي ــة ش ـراء أســهم ش ــركاتكم ‪/‬ــى وق ــت يعــرف فيــه الق ــائلون مــا يعانيــه الع ــاملون مــن أزم ــة‬
‫طاحن ــة تل ــ‪IJ‬م في ــه ٔالاس ــعار امل‪À°‬اي ــدة ك ــل أج ــورهم وال ت‪ °‬ــك له ــم فائض ــا ليش ــ‪°‬وا ب ــه ‪ ،‬ب ــدل ض ــرورات الحي ــاة‬
‫الصعبة ‪ ،‬أسهما ‪/‬ى الشركات ‪.‬‬
‫ومنــذ أن بــدأت فكــرة بيــع القطــاع العــام مــع ماســم' " الانفتــاح " كــان لنــا شــرف الــدفاع عــن القطــاع العــام‬
‫تحـ ــت عنـ ــوان " ج[‪I‬ـ ــة القطـ ــاع العـ ــام " ‪ ..‬و‪/‬ـ ــى دفاعنـ ــا ن[‪I‬نـ ــا ا‪6‬ـ ــى العالقـ ــة العضـ ــوية بـ ــ‪l‬ن السياسـ ــة الداخليـ ــة‬
‫والسياســة الخارجيــة ‪ ..‬باالنفتــاح ع ــى الســوق الرأســما‪6‬ى ٕالامي ــا‪6‬ي الــذى تقــودﻩ أمريك ــا ســيحتم فــتح الس ــوق‬
‫الداخى لهذﻩ الرأسمالية ذا‪Ix‬ا وقواها ‪ ،‬ويجد قطاع كب‪ l‬ومؤثر مـن املصـري‪l‬ن أنفسـهم مضـطرين بـالرغم مـن‬
‫كل نواياهم الحسنة ا‪6‬ى أن يتبنوا ‪/ ،‬ى شأن القضية الوطنيه ‪ ،‬الخط ٔالامريكى للتسـوية أو أن يعولـوا عليـه ‪،‬‬
‫ومن أجل إبراز هذا املع(' ٔالاخ‪ l‬قدمنا دفاعنا تحت عنوان " رأسماليون وطنيون ورأسمالية خائنة "‪..‬‬
‫وهك ــذا ك ــان دفاعن ــا ع ــن التق ــدم ‪ /‬ــى مص ــر العربي ــة متض ــمنا ال ــدفاع ع ــن أرض ال ــوطن وأم ــوال الش ــعب‬
‫والعامل‪l‬ن وح' الرأسمالي‪l‬ن الوطني‪l‬ن ‪ ..‬من كل رؤيـة أردنـا أن نوجـه أنظـار املسـئول‪l‬ن ا‪6‬ـى مخـاطر بيـع القطـاع‬
‫العام أو مخاطر الانفتاح الاقتصادى عى الرأسمالية ‪.‬‬

‫ولكن يبدو أن كل تلك الاع‪°‬اضات الحيوية لم تعد تجد آذانا صاغية بـالرغم مـن عشـرات الوعـود العلنيـة‬
‫بأن أحدا لن يمس القطاع العام وبالرغم من الشهادات املعلنة للدور العظيم الذى قام به القطاع العام ‪/‬ى‬
‫تمك‪l‬ن مصر من إعادة بناء قواته املسلحة وتزويدها بكل ما كانت ‪/‬ى حاجة إليه لتحقيق نصر أكتوبر ‪. 1973‬‬
‫فما العمل ؟‪..‬‬
‫لنــدافع إذن عــن القطــاع العــام مــن خــالل دفاعنــا عــن الدســتور والشــرعية وســيادة القــانون ‪ ..‬لعــل الــذين‬
‫بأيــد‪IÍ‬م الحك ــم أن يس ــتمعوا ‪ ،‬ألن الــذين بأي ــد‪IÍ‬م الحك ــم ببي ــع شــركات القط ــاع الع ــام ال يكف ــون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا‪ 6‬ــى ح ــد‬
‫املبالغة ـ عن الحديث عن الدستور والشرعية وسيادة القانون ودولة املؤسسات ‪ ..‬الخ ‪.‬‬
‫من هذا املنطق نريد أن نقول لهم أنكم بحكم الدسـتور والشـرعية وسـيادة القـانون التملكـون بيـع شـركات‬
‫القطــاع العــام وأنكــم تعرضــون أمــوال الشــعب ‪ ،‬ومــدخرات الــذين سيشــ‪°‬و‪Iv‬ا للضــياع ‪ ،‬ألنكــم تبيعــون مــا ال‬
‫تملكون التصرف فيه …‬
‫إن الدستور ينص ‪/‬ى املادة ‪ 30‬عى أن " امللكية العامة ى ملكية الشعب وتتاكـد بالـدعم املسـتمر للقطـاع‬
‫العـام " ويحـدد وظيفـة القطـاع العـام ‪/‬ـى ذات املـادة فيقـول ‪ ":‬ويقـود القطـاع العـام التقـدم ‪/‬ـى جميـع املجـاالت‬
‫ويتحمل املسئولية الرئيسية ‪/‬ى خطة التنمية " ويضيف ‪/‬ى املـادة ‪ 33‬قـول ‪ ":‬للملكيـة العامـة حرمـة ‪ .‬وحماي‪IJ‬ـا‬
‫ودعمها واجب عى كل مواطن طبقا للقانون باعتبارها سندا لقوة الوطن وأساسا للنظام الاش‪°‬اكى ومصـدرا‬
‫لرفاهية الشعب "…‬
‫شــركات القطــاع العــام ‪ ،‬إذن ‪ ،‬أمــوال عامــة ومخصصــة ملنفعــة عامــة بحكــم الدســتور ‪ .‬وعــى هــذا الوجــه‬
‫يلـزم الدسـتور املـواطن‪l‬ن بحماي‪IJ‬ـا ويلــزم الحكومـة بـدعمها ويفـرض القـانون الجنــائى عقوبـة جسـيمة تصـل ا‪6‬ــى‬
‫ٔالاشغال الشاقة املؤبدة عى املساس ¶‪I‬ا ‪..‬‬
‫فــإذا انتقلنــا مــن الدســتور وقــانون العقوبــات ا‪6‬ــى القــانون املــدنى نجــد أنــه يحــرم بيعهــا بــنص صــريح ‪ ،‬تقــول‬
‫املــادة ‪ ": 87‬تعتــ أمــوالا عامــة العقــارات واملنقــوالت الــ' للدولــة أو لألشــخاص الاعتباريــة العامــة والــ' تكــون‬
‫مخصصة ملنفعة عامة بالفعل أو بمقت‪ 'bÇ‬قـانون أو مرسـوم "‪ .‬وتضـيف ‪":‬هـذﻩ ٔالامـوال اليجـوز التصـرف ف~‪I‬ـا‬
‫أو الحجز عل~‪I‬ا أو تملكها بالتقادم "‪.‬‬
‫وهكذا يتضح بجالء قاطع أنه اليجوز التصرف ) البيع ( ‪/‬ى شركات القطاع العام ‪.‬‬
‫هذا هو حكم الدستور والقانون فهل نحتكم ا‪6‬ى القضاء ؟‬
‫إن املستشـار الاســتاذ بــدوى حمــودة رئــيس املحكمـة العليــا الــ' ستق‪Ç‬ــ‪/ 'b‬ــى ٔالامـر لــو احتكمنــا إل~‪I‬ــا ســبق أن‬
‫نشــر مقــاال ‪/‬ــى مجلــة مجلــس الدولــة ) الســنة الثانيــة ( قــال فيــه أن شــركات القطــاع العــام أجهــزة مــن أجهــزة‬

‫الدولـة ٕالاداريــة وــى لــذلك مــن أشــخاص القــانون العــام بـل وتعتــ مؤسســات عامــة وأ‪Iv‬ــا مكلفــة بخدمــة عامــة‬
‫وأموالهـ ــا أمـ ــوال عامـ ــة ‪ .‬كمـ ــا سـ ــبق أن حكمـ ــت املحكمـ ــة ٕالاداريـ ــة لرئاسـ ــة الجمهوريـ ــة ) ‪ ( 1964/12/28‬بـ ــأن‬
‫شركات القطاع العام ى أدوات عامة ولو كانت تمارس نشاطا تجاريا أو صناعيا أو زراعيا ‪.‬‬
‫فـإذا كـان ال ‪IÍ‬مكـم الاقتصــاد الـوط(' والحيـاة العــامل‪l‬ن فلمـاذا تعرضـون أمـوال القطــاع الخـاص للضـياع ‪/‬ــى‬
‫صفقة بيع باطلـة ‪ ..‬ذلـك القطـاع الخـاص العزيـز الـذى النـدرى مـا الـذى يغريـه بشـراء أسـهم شـركات يقـال أ‪Iv‬ـا‬
‫خاسرة؟‪..‬‬
‫آســف ‪ ..‬لقــد إنكشــف الغطــاء ‪ ،‬ونشــرت الصــحف يــوم ‪ 1978/2/2‬أنــه رو¿ــى ‪/‬ــى الشــركات املعروضــة للبيــع‬
‫أن تكون من الشركات الرابحة ‪ ..‬لهذا رأينا عرض " امللف " كله عى الرأى العام ‪..‬‬

راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf - page 2/40

راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf - page 3/40

راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf - page 4/40

راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf - page 5/40

راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf - page 6/40

Télécharger le fichier (PDF)

راسماليون وطنيون و راسمالية.pdf (PDF, 312 Ko)

Télécharger

Documents récents du même auteur

خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017