القدس العدد 187 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس العدد 187.pdf
Ce fichier au format PDF 1.7 a été envoyé sur Fichier-PDF le 05/08/2015 à 17:15, depuis l'adresse IP 197.1.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 687 fois.
Taille du document: 700 Ko (14 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﺗﺮاﺟﻌـﺖ اﻟﻌـــــﺮوﺑﺔ ..
ﻓﺴﻘﻄﺖ اﻟﮭُﻮﯾﺎت اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ..
اﻻﺛﻨﺎن 3أوت * 2015اﻟﻌﺪد 187
اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﯿﻦ دﻋﺎﺗﮭﺎ وأﻋﺪاﺋﮭﺎ ). (17
ﻻ ﺷﻚ أن ﺗﺄﺧﺮ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻋﻦ اﻻﻧﺠﺎز ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ،زاد ﻓﻲ ﺗﺒﺎﯾﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ،وأدى اﻟﻰ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﺤﺎدة
ﻓﻲ ﺻﻔﻮف اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،ﻓﻜﺎن ذﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺣﺼﻮل اﻟﺘﺸﺮذم اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﻲ ،وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ..
ﺳﺒﺒﺎ ﻻن ﻓﻲ ﻏﯿﺎب وﺣﺪة اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﻐﯿﺐ وﺣﺪة اﻟﺼﻒ ،ﻓﻼ ﯾﺤﺼﻞ اﺗﻔﺎق ،وﻻ وﺣﺪة ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ ..
وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻻن وﺣﺪة اﻟﻤﻮﻗﻒ واﻟﺤﺮﻛﺔ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ اﻻ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﻮﺣﺪ ﯾﺤﺴﻢ ﺧﻼﻓﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ..
وھﻜﺬا ﻓﺎﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ـ ﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻮاﺣﺪ ـ أن ﻻ ﯾﻮﺟﺪ اﻻ ﺗﻨﻈﯿﻤﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ﺑﺘﻌﺪد اﻟﺴﺎﺣﺎت ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻄﺮ
أو ﺑﺘﻌﺪد اﻟﺰﻋﺎﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺮ اﻟﻮاﺣﺪ اﺣﯿﺎﻧﺎ ..وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺆدي ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﻰ اﺗﺴﺎع اﻟﮭﻮة ،وزﯾﺎدة اﻟﺤﺴﺎﺳﯿﺎت ﺣﺘﻰ ﯾﺼﻞ
اﻷﻣﺮ اﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎھﻮ ﺣﺎﺻﻞ اﻵن ،ﻣﮭﻤﺎ ﻋﻮّل اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮاﯾﺎ اﻟﺤﺴﻨﺔ ،واﻻرادات اﻟﺼﺎدﻗﺔ ..
ﻓﮭﻞ ﯾﺤﺘﺎج اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن اﻟﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻋﻦ اﻻﺳﻠﻮب ؟؟
اﻻ ﯾﻌﺮﻓﻮن أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻣﻌﻠﻖ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم .. 1963؟؟
اﻻ ﯾﻌﺮف ﻛﻞ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ أن وﺣﺪة اﻟﮭﺪف ﻣﻦ وﺣﺪة اﻵداة ..؟ .ووﺣﺪة اﻵداة ﻣﻦ وﺣﺪة اﻟﺼﻒ ..؟؟
ﺑﻼ ..وﻟﻜﻦ وﺣﺪة اﻟﺼﻒ ﻣﺴﺘﺤﯿﻠﺔ دون وﺿﻊ ﺣﺪ ـ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ ـ ﻟﻠﺘﻔﻜﯿﺮ ﺑﻤﻨﻄﻖ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﻨﺎﺟﯿﺔ ..ﻓﺎﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ﺑﻜﻞ
ﻣﺪارﺳﮭﻢ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻔﻮن ـ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺒﺪأ ـ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﻗﯿﺎم اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻮاﺣﺪ ذو اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎ اﻟﻮاﺣﺪة ،
واﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻮاﺣﺪة ..وھﻢ ﺑﻤﺎ ﯾﻤﺘﻠﻜﻮﻧﮫ ﻣﻦ ﻗﺪرات ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ وﺣﯿﺜﯿﺎﺗﮭﺎ ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻟﺤﻠﻮل ،
ووﺿﻊ اﻟﺨﻄﻂ واﻻﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻘﻄﻊ اﻻﻣﺘﺪاد اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻟﻼزﻣﺔ ،ﻟﻮ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﮭﻢ ﺷﺮط واﺣﺪ ،ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺤﺘﺎﺟﻮﻧﮫ اﻵن ،
ﻣﺘﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ اﻟﺤﺪ اﻻدﻧﻰ اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑـ " ﺛﻮاﺑﺖ " اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺤﺪ اﻻدﻧﻰ أﯾﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﺣﻮل اﻷھﺪاف
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻢ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻧﺘﻘﺎل ﻣﻌﺴﻜﺮ اﻻﻋﺪاء ،ﻣﻦ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻰ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻻﻧﮭﺎء
اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺟﻤﻠﺔ وﺗﻔﺼﯿﻼ ،ﺑﺘﻔﺘﯿﺖ اﻟﻤﻔﺘﺖ ،اﻟﺬي ﺳﯿﺰﯾﺪ ﺑﺪوره ﻓﻲ ﺗﻔﺘﯿﺖ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﺠﺪون اﻧﻔﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﻛﯿﺎﻧﺖ
ﺟﺪﯾﺪة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺲ ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ او ﻋﺮﻗﯿﺔ أو ﻣﺬھﺒﯿﺔ ،ﻣﺘﺼﺎرﻋﺔ اﺑﺪا ،وﯾﺴﻌﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﮭﺎ ﻟﻼﺣﺘﻤﺎء ﺑﺎﻻﺟﻨﺒﻲ وﻟﻮ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎب ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻞ ..ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻻرﺟﺢ وﻗﺘﮭﺎ اﻧﮭﻢ ﺳﯿﺠﺪون اﻧﻔﺴﮭﻢ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻻرھﺎب واﻻﻏﺘﯿﺎﻻت واﻟﺘﺼﻔﯿﺎت اﻟﺠﺴﺪﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻻﻗﻄﺎر اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺘﮭﺎ اﻟﻔﻮﺿﻰ ،وﺳﺘﻘﻊ ﻋﻠﯿﮭﻢ وﻗﺘﮭﺎ ﺟﺴﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻧﻔﺴﮭﻢ
واﻣﺘﮭﻢ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎدة اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ ،ﻻﻧﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﺘﻌﻠﻤﻮا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﻤﺪﻣّﺮة اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
..وﯾﻜﻔﻲ أن ﯾﺤﺎول أي ﻗﻮﻣﻲ ﺗﻘﺪﻣﻲ اﺧﺘﺒﺎر ﻗﺪرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺎل ﻟﻮ ﻗﻠﻨﺎ :ﻣﺎذا ﻛﺎن ﯾﺤﺪث ﻟﻮ ﺧﻔﺾ اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة
ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮب اﻷﻧﺎ ﻋﻨﺪھﻢ ،ﻣﺴﺘﻔﯿﺪﯾﻦ ﻣﻦ أﺧﻄﺎء وﺣﺪة ، 1958وﻣﺎ ﺗﻼھﺎ ﻣﻦ ھﺰﯾﻤﺔ ﺳﻨﺔ ،1967ﻟﯿﺤﻘﻘﻮا ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﺣﺪة
ﺳﻮرﯾﺎ واﻟﻌﺮاق ـ ﻓﻘﻂ ﺳﻮرﯾﺎ واﻟﻌﺮاق ـ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻢ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺤﺰب اﻟﻮاﺣﺪ ،واﻟﻔﻜﺮة اﻟﻮاﺣﺪة ..؟؟ ھﻞ ﺳﯿﻜﻮن
وﻗﺘﮭﺎ ﺣﺎل اﻻﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﮭﺎ اﻟﯿﻮم ؟؟ وھﻞ ﯾﻌﻘﻞ ان ﻧﺤﻤّﻞ ﻛﻞ اﻟﺨﯿﺒﺎت ﻟﻼﻋﺪاء ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻻ ﻧﺘﻘﺪم ﺧﻄﻮة واﺣﺪة ﻟﻮﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎت
واﻻﺳﺲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮدة ..؟؟ اﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ وﺣﺪة اﻟﺼﻒ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر " وﺣﺪة اﻟﻘﻮى اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ " اﻟﺘﻲ
ﯾﺠﺐ ان ﺗﺴﺒﻖ أي وﺣﺪة ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﺴﯿﻄﺔ :ﺛﻮاﺑﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﻮط ﻋﺮﯾﻀﺔ وﻓﺮوع ان
ﻟﺰم اﻷﻣﺮ ..؟؟
ﻓﻠﯿﻜﻦ ،،ﻟﻜﻦ ﻛﯿﻒ ﯾﺘﻢ ذﻟﻚ ..؟؟؟
ﺟﺪﻟﯿﺔ اﻟﻤﺤﻜﻢ واﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ ..
اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ ﻟﯿﺲ ﻣﻌﻨﺎه ان ھﻨﺎك أﺷﯿﺎء ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ،أو أن اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ اذا ﺗﺤﺪﺛﻮا ﻋﻦ اﻟﺜﻮاﺑﺖ ،ﻗﺪ ﺗﻘﯿﺪوا ﻋﻦ
اﻟﺤﺮﻛﺔ ..ان اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺜﻮاﺑﺖ ھﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻀﺎﻣﯿﻦ واﻻھﺪاف اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﮫ ،واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪّد
ﺑﮭﺎ ھﻮﯾﺔ اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،اﻻﻛﺜﺮ ﺷﻤﻮﻻ ،واﻷﻏﻨﻰ ﻣﻀﺎﻣﯿﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﺮوﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻠﺰم أﺻﺤﺎﺑﮭﺎ ﺑﺄي اﻟﺘﺰام ﻋﯿﻨﻲ ﻓﻲ
اﻟﻮاﻗﻊ ﺳﻮى ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ واﻟﻌﻮاﻃﻒ واﻻﻣﻨﯿﺎت ،ﻓﺘﺘﺤﻮّل اﻟﻰ ﻣﺸﺮوع ﻃﻮﺑﺎوي ،ﻣﺜﺎﻟﻲ ،اﻗﻠﯿﻤﻲ ﺑﺎﻻﺳﺎس ..
ان اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ھﻮ ﻣﺸﺮوع ﺳﯿﺎﺳﻲ ﺣﻀﺎري ،ﻟﮫ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎت وﻏﺎﯾﺎت ﺗﺒﻠﻮرت ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ واﻟﻤﻌﺎرك
واﻟﻤﻌﺎﻧﺎة اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﮭﺎ أﺟﯿﺎل ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻓﺘﺮة
اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ ،أو ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺪول اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﺑﻐـﺜﮭﺎ وﺳﻤﯿﻨﮭﺎ ..
واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻓﻜﺮة اﻟﺜﻮاﺑﺖ ھﻲ ﺑﺎﻻﺳﺎس ﻓﻜﺮة دﯾﻨﯿﺔ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻻﺳﻼم اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻣﺠﻤﻞ أﺣﻜﺎﻣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻟﺜﻮاﺑﺖ
واﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ،اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻘﮭﺎء ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺎت واﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺎت ..
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺗﻨﺰﯾﻠﮫ " :ھﻮ اﻟﺬي أﻧﺰل ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﮫ آﯾﺎت ﻣﺤﻜﻤﺎت ھـﻦ أم اﻟﻜﺘﺎب وأﺧﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺎت ،ﻓﺄﻣﺎ
اﻟﺬﯾﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ زﯾﻎ ﻓـﯿـﺘـﺒـﻌـﻮن ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺑﮫ ﻣﻨﮫ اﺑﺘﻐﺎء اﻟﻔـﺘـﻨﺔ واﺑﺘﻐﺎء ﺗﺄوﯾﻠﮫ وﻣﺎ ﯾﻌﻠﻢ ﺗﺎوﯾﻠﮫ اﻻ اﷲ واﻟﺮاﺳﺨﻮن ﻓﻲ
اﻟﻌﻠﻢ ) .آل ﻋﻤﺮان . ( 7/
وﯾﻘﻮل ﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه ﻟﮭﺬه اﻵﯾﺔ " :ﯾﺨﺒـﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن آﯾﺎت ﻣﺤﻜﻤﺎت ھﻦ أم اﻟﻜﺘﺎب ،أي :ﺑﯿﻨﺎت
واﺿﺤﺎت اﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﻻ اﻟﺘﺒﺎس ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ،وﻣﻨﮫ آﯾﺎت أﺧﺮ ﻓﯿﮭﺎ اﺷﺘﺒﺎه ﻓﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أو
ﺑﻌﻀﮭﻢ ،ﻓﻤﻦ رد ﻣﺎ اﺷﺘـﺒﮫ ﻋﻠﯿﮫ إﻟﻰ اﻟﻮاﺿﺢ ﻣﻨﮫ ،وﺣﻜّﻢ ﻣﺤﻜﻤﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﮫ ﻋـﻨﺪه ،ﻓﻘﺪ اھﺘﺪى .وﻣﻦ ﻋﻜﺲ
اﻧﻌﻜﺲ "..
ھـﺬا ھﻮ دﯾﻨﻨﺎ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ .ﻟﻮ ﻓﮭﻤﮫ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻷﺳﺎس اﻟﺒﺴﯿﻂ اﻟﻮاﺿﺢ ﻟﻤﺎ اﻗـﺘـﺘـﻞ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻠﻚ
اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﮭﺎ اﻟﺸﺮع ﻣﺒﮭﻤﺔ ﻣﺮاﻋﺎة ﻟﻘﺎﻋﺪﺗﯿﻦ أﺳﺎﺳﯿﺘﯿﻦ * :ﺳﻨﺔ اﻻﺧﺘﻼف * ....وﺳﻨﺔ اﻟﺘﻄﻮر ....
ﯾﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺎرة ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻻﺳﻼم واﻟﺜﻮرة " :و اﻻﺳﻼم ﻛﺪﯾﻦ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ وﺳﻨﺘﮫ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌـﯿﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﻢ ﯾﺤﺪد ﻟﻤﺴﺘﻘـﺒﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋـﯿﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻟﻢ ﯾﺸﺮّع ﻟﻤﺠـﺘﻤﻌﮭﻢ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎ داﺋﻤﺎ ﺑﺬاﺗﮫ ،ﻻﻧﮫ ،وھﻮ
ﺧﺎﺗﻢ اﻟﺮﺳﺎﻻت ،واﻟﻤﻘﺮر ان ﷲ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﮫ ﺳﻨﻨﺎ ﻣﻨﮭﺎ ﺳﻨﺔ اﻟﺘﻄﻮّر ،واﻟﺘﺤﻮّل واﻟﺘﻐـﯿـﯿـﺮ ،ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ ان ﯾﻀﻊ اﻟﻘﯿﻮد
اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺘﺠﺪّدة اﻟﻤﺘـﻐـﯿّــﺮة "..
وﺳﺒﺤﺎن اﷲ ..
ﻓﺎذا ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺪﯾﻦ ﯾﻮﺟﺪ اﻟﻤﺤﻜﻢ واﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ ﺗﻤﺎﺷﯿﺎ ﻣﻊ اﺧﺘﻼف اﻟﺒﺸﺮ وﺗﻄﻮرھﻢ ،أﻓﻼ ﯾﻜﻮن أوﻟﻰ ﺑﺄن ﯾﻮﺟﺪ ﻣﺜﻞ ھﺬا
ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ؟ وﻛﯿﻒ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻣﺮاﻋﺎة ھﺬه اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻟﻤﮭﻤﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻌﻘﺪ واﻟﻤﺘﻐـﯿﺮ ..؟
أﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ -اﻟﺬي وُﺿﻌـﺖ أﺳﺴﮫ وﻣﻘﺎﺻﺪه ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن ،وﺗﻨﻈﯿﻢ
ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ -أن ﯾﻀﺒﻂ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺮﺟﻌـﯿﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،واﻟﻔﻜﺮ اﻟﻮاﺣﺪ ،واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﻮاﺣﺪة ،ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺤﻜﻢ ،ﻛﺜﻮاﺑﺖ ﻟﻠﻔﻜﺮ
واﻟﺤﺮﻛﺔ ،وﺗﺮك اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺘﺒﺪل اﻟﻈﺮوف واﺧﺘﻼف اﻟﺒﺸﺮ ،ﻓﯿﻜﻮن ﺑﺎب اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ
اﻟﺬي ﯾﺴﺘﺤﯿﻞ ﻓﯿﮫ ﺣﺎﻟﯿﺎ اﻣﻜﺎﻧﯿﺔ ﺣﺴﻢ " اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺎت " دون وﺟﻮد اﻃﺎر ﺗﻨﻈﯿﻤﻲ ﻣﻮﺣّﺪ ..
ان ھﺬه اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ ﺟﻮھـﺮﯾﺔ وﻣﮭﻤّﺔ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻻي ﺣﺮﻛﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺠﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻔﺮدي) ﺟﺪل اﻻﻧﺴﺎن (
وﺑﺎﻟﺠﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) اﻟﺠﺪل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ( ،وﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘـﻨﻮع واﻻﺧﺘﻼف ،أن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ ﻣﻊ
ﻃﺒﯿﻌﺘﮭﺎ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ وﻏﺎﯾﺘﮭﺎ اﻟﻮﺣﺪوﯾﺔ ،دون اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﻀﻮاﺑﻂ ،اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﺪّد ﺑﮭﺎ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ رﻓﺎق
اﻟﺪرب ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﯿﺎب وﺣﺪة اﻵداة ..وﻟﻌـﻞ ﻣـﺜـﻞ ھﺬه اﻟﺪواﻋﻲ واﻻﺷﺘـﺮاﻃﺎت ﻟﯿﺴﺖ ﻏـﺮﯾﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،ﺑﻞ
ھﻲ ﺷﺒﯿﮭﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة " اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠـﻲ واﻟﺘﻜـﺘﯿﻜـﻲ " ..
اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ ﯾﺘﺤﺪّد ﻋﺎدة ﺑﺎﻷھﺪاف واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺒﻌﯿﺪة واﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ ﻷي ﻣﺸﺮوع ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻓﮭﻮ اﻷﻛﺜﺮ ﺛﺒﺎﺗﺎ ،وإﺣﻜﺎﻣﺎ ﻓﻲ
ﺿﺒﻂ اﻟﻤﻼﻣﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻤﺸﺮوع ..أﻣﺎ اﻟﺘﻜﺘﯿﻚ ﻓﮭﻮ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﯿﮫ اﻻﺳﻢ ،أﻛﺜﺮ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻷھﺪاف اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻷھﺪاف اﻹﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ..ﻛﺄن ﺗﻌﻘﺪ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺜﻼ ھﺪﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو دون أن ﯾﻌﻨﻲ
ذﻟﻚ اﻋﺘﺮاﻓﺎ ﺑﮫ أو ﺗﻨﺎزﻻ ﻟﮫ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺼﺮاع ﻣﻌﮫ ..
ﺑﻤﺜﻞ ھﺬا ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ ،وﻓﻲ ﻏﯿﺎب " اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺔ " ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺤﻘﻖ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﻠﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺎﻣﺔ
)اﻟﻤﺤﻜﻤﺎت( اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﻘﺪ " ﻟﻠﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ " ﯾﺴﻤﺢ ﺑﺤﺼﻮل ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻤﺸﺮوﻋﯿﺔ اﻻﺧﺘﻼف ﻓﯿﻤﺎ ھﻮ
أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺘﻮى ،اﻟﻼزم ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺤﺪ اﻷﻗﺼﻰ ) اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺎت ( ،اﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﺤﻘﻖ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﻏﯿﺎب ﻋﻨﺼﺮﯾﻦ ﻣﮭﻤﯿﻦ :وﺣﺪة اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻛﺈﻃﺎر ﻟﮫ ﺧﺎﺻﯿﺔ اﺣﺘﻀﺎن اﻟﺤﻮار اﻟﻼزم ﻻﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻣﻮﺣﺪة ،واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ
ﻛﺄﺳﻠﻮب وﺣﯿﺪ ﻟﺤﺴﻢ اﻟﺨﻼف ،وﻟﮭﺎ ﺧﺎﺻﯿﺔ إﻟﺰام اﻟﻤﺘﺤﺎورﯾﻦ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ رأي واﺣﺪ وﻣﻮﻗﻒ واﺣﺪ ،ھﻮ اﻟﺬي
ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺤﻞ اﻻﻏﻠﺒﻲ ..
ﺑﮭﺬا ﯾﻤﻜﻦ أﻧﮭﺎء اﻟﺘﺸﻨﺞ اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﯿﻮم ،واﻟﺬي ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎوزه اﻻ ﺑﺘﺤﺪﯾﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﺘﻲ
ﺗﺮاﻋﻲ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻻوﻟﻰ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻲ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺤﺮﻛﺔ ) :اﻟﻤﺤﻜﻢ ( ..ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺎ ھﻮ ﻣﺘﻐـﯿـﺮ :
) اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ ( ..ﺣﺘﻰ ﯾﻜﻮن اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ اﻟﻤﺤﻜﻢ ،ﺧﺮوﺟﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﮭﺞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ ..ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺒﻘﻰ اﻟﺨﺮوج ﻋﻦ
اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮫ أﻣﺮ ﻃﺒﯿﻌﻲ ﯾﻌﻮد أوﻻ ﻻﺧﺘﻼف اﻟﻤﻘﺪرة اﻟﺠﺪﻟﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﯿﻠﮭﺎ :اﺧﺘﻼف اﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻓﮭﻢ
اﻟﻈﺮوف ،اﺧﺘﻼف اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻼت ،اﺧﺘﻼف اﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ ،اﺧﺘﻼف اﻟﻤﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﻀﺎر اﻟﻤﺎﺿﻲ
وﺗﺼﻮر اﻟﺤﻠﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،اﻟﺦ ..وﺛﺎﻧﯿﺎ ﻟﻐﯿﺎب اﻹﻃﺎر اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﻲ اﻟﺬي ﯾﻤﻨﺢ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﯿﻦ إﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ رأي
واﺣﺪ ﻣﺸﺘﺮك ﺑﯿﻨﮭﻢ ..ﻓﻜﯿﻒ ﯾﺘﺤﺪّد اﻟﻤﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ..؟
اﻟﻤﻼﯾﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮع ﺗﻨﺎم
وﻋﻠﻰ اﻟﺨﻮف ﺗﻨﺎم
* اﻟﻌﻤﺮ ھﻮ اﻟﺸﺊ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﺬي اذا زاد ﻧﻘﺺ .
* أﻛﺮه اﻟﻀﺤﺎﯾﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺤﺘﺮﻣﻮن ﺟﻼدﯾﮭﻢ ) .ﺟﺎن ﺑﻮل
ﺳﺎرﺗﺮ ( .
وﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﺖ ﺗﻨﺎم ..
واﻟﻤﻼﯾﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮف
ﻣﻦ ﺟﯿﺐ اﻟﻨﯿﺎم
ﻃﺮاﺋﻒ .
ﺗﺘﮭﺎوى ﻓﻮﻗﮭﻢ ﺳﯿﻞ ﺑﻨﺎدق
وﻣﺸﺎﻧﻖ ..
وﻗﺮارات اﺗﮭﺎم ..
ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻋﺎﻣﯿﺔ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ :اﻗﻌﺪ واﻗﻒ ،ﻗﻮم ارﻗﺪ ،
ﺗﻤﺸﯿﺶ ﻣﺎ ﺗﺠﯿﺶ ،اﺧﻄﻒ روﺣﻚ ،زﯾﺪ ﻧﻘﺺ ﺷﻮﯾﺔ ،
ﻛﻮل وﺳﻜﺮ ﻓﻤﻚ ،ﺟﺎﯾﺐ اﻟﻐﺎﯾﺐ ..
) أﺣﻤﺪ ﻣﻄﺮ ( .
ﺗﺮاﺟﻌﺖ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ..ﻓﺴﻘﻄﺖ اﻟﮭُﻮﯾﺎت اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ
د.ﺻﺒﺤﻲ ﻏﻨﺪور .
ﻣﺎ أھﻤّﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ " اﻟﮭُﻮﯾّﺔ " وﻋﻦ " اﻟﻌﺮوﺑﺔ " ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ؟ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻓﻲ ﺗﻄﻮّرات ﺧﻄﯿﺮة
ﺗﺸﮭﺪھﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ؟ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﯿﻞ ﻇﺎھﺮة اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ واﻹﺛﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺸﮭﺎ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
واﻟﺘﻲ ھﻲ ﺗﻌﺒﯿﺮٌ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻏﯿﺎب اﻟﻔﮭﻢ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻟﻠﺪﯾﻦ وﻟﻠﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنّ ﻣﺴﺄﻟﺔ "
اﻟﮭﻮﯾﺔ " ھﻲ ﻗﻀﯿﺔ ﻣﻌﺎﺻﺮة ﻋﻨﻮاﻧﮭﺎ ﻛﯿﻔﯿّﺔ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﻮاﺣﺪة اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺤﺎوﻻت
اﻟﻔﺮز اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻟﻤﺬھﺒﻲ واﻹﺛﻨﻲ داﺧﻞ اﻷوﻃﺎن اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .
ﻣﺸﻜﻠﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺮب أﻧّﻨﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ،ﻟﺤﻮاﻟﻲ ﻗﺮنٍ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ،ﻣﻦ ﺻﺮاﻋﺎتٍ ﺑﯿﻦ ھُﻮﯾّﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻣﻦ ﻋﺪم وﺿﻮح أو
ﻓﮭﻢ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻟﮭﻮﯾّﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪّدة أﺻﻼً .
ﻓﺎﻟﮭﻮﯾّﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪّدة ﻟﻺﻧﺴﺎن ،اﻟﻔﺮد أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،ﻟﯿﺴﺖ ﻛﺄﺷﻜﺎل اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮازى ﻣﻊ ﺑﻌﻀﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ
ﻓﻼ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ أو ﺗﺘﻼﻗﻰ ،أو اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض اﻻﺧﺘﯿﺎر ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ ،ﺑﻞ ھﺬه اﻟﮭﻮﯾّﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪّدة ھﻲ ﻛﺮﺳﻮم اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﯾُﺤﯿﻂ
أﻛﺒﺮھﺎ ﺑﺄﺻﻐﺮھﺎ ،واﻟﺘﻲ ﻓﯿﮭﺎ ) أي اﻟﺪاﺋﺮة ( " ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺮﻛﺰﯾﺔ " ھﻲ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻔﺮد أو اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ .ھﻜﺬا ھﻮ ﻛﻞ
إﻧﺴﺎن ،ﺣﯿﺚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪواﺋﺮ ﺗُﺤﯿﻂ ﺑﮫ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻮﻻدة ﻓﯿﺒﺪأ ﺑﺎﻛﺘﺸﺎﻓﮭﺎ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﮭﺎ ﺧﻼل ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻤﻮّه
وﺗﻄﻮّره :ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻷم إﻟﻰ ﻋﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺟﻤﻌﺎء .
أﯾﻀﺎً ،ﻓﺈنّ ﻣﺸﻜﻠﺔ " اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ " ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ھﺬا اﻻﻧﻔﺼﺎم اﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﯿﻦ وﺟﻮد ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ واﺣﺪة وﻋﺪم وﺟﻮد
دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ واﺣﺪة .ﻓﺸﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﯾﺸﺘﺮك اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺎرات ،ﻟﻜﻦ ھﻨﺎك ﺧﺼﻮﺻﯿﺎت ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻌﺐ ،
ﺣﺘّﻰ ﻟﻮ اﺷﺘﺮك ﻣﻊ ﺷﻌﻮبٍ أﺧﺮى ﻓﻲ ﺣﻀﺎرة واﺣﺪة ،ﻛﻤﺎ ھﻮ ﺣﺎل اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻵن اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻀﻮي ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠّﺘﮭﺎ
ﺛﻘﺎﻓﺎتٌ ﻣﺘﻌﺪّدة .ﻓﺘﻠﻚ ﻃﺒﯿﻌﺔ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺘﻄﻮّر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺬي اﻧﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﻨّﺎس ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻷﺳﺮ واﻟﻌﺸﺎﺋﺮ
واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻃﺎن واﻟﺸﻌﻮب واﻷﻣﻢ .
إنّ ﻣﻌﻈﻢ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﯿﻮم ﺗﻜﻮّﻧﺖ دوﻟﮫ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺧﺼﻮﺻﯿﺎت ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻻ ﯾُﻌﺒّﺮ ﻋﻨﮭﺎ ﺑﻌﺪُ ﻓﻲ
دوﻟﺔٍ واﺣﺪة .وﻧﺠﺪ اﻵن داﺧﻞ اﻟﺠﺴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﯾُﻄﺎﻟﺐ ﺑﺪول ﻟﺜﻘﺎﻓﺎت إﺛﻨﯿﺔ ) ﻛﺤﺎﻟﺔ اﻷﻛﺮاد واﻷﻣﺎزﯾﻐﯿﯿﻦ ،وﻛﻤﺎ ﺟﺮى
ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ( ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻷم ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻻ ﺗﺘﻤﺘّﻊ ﺑﺤﺎﻟﺔ " اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة " .ﻓﺎﻟﻤﻮﺟﻮد اﻵن ﻣﻦ اﻟﺪول
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻮ أوﻃﺎن ﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺛﻘﺎﻓﺎتٍ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ ،ﺑﻞ ھﻲ ﻣﺤﺪّدةٌ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎً وﺳﯿﺎﺳﯿﺎً ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺮﺗﯿﺒﺎت وﻇﺮوف
ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪت اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺮاھﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،إﺿﺎﻓﺔً ﻃﺒﻌﺎً إﻟﻰ إﯾﺠﺎد دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .
وﺻﺤﯿﺢٌ أنّ ھﻨﺎك ﺧﺼﻮﺻﯿﺎتٍ ﯾﺘّﺼﻒ ﺑﮭﺎ ﻛﻞﱡ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ،ﻟﻜﻦ ھﻨﺎك أﯾﻀﺎً أزﻣﺎت ﯾﺸﺘﺮك ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻞ اﻟﻌﺮب أو ﺗﻨﻌﻜﺲ
آﺛﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮم أﻗﻄﺎر اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وھﻲ ﻣﺸﺎﻛﻞ وأزﻣﺎت ﺗﺆﺛّﺮ ﺳﻠﺒﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮﺻﯿﺎت اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺋﺮ
ﺷﻌﻮﺑﮭﺎ .ﻟﺬﻟﻚ ھﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔٌ ﻣﺎﺳﱠﺔ اﻵن ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻣﻦ رؤﯾﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻤﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﻲ اﻷﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﻋﺪم اﻻﻧﺸﺪاد
ﻓﻘﻂ ﻟﻠﮭﻤﻮم اﻟﺨﺎﺻّﺔ ﺑﻜﻞّ ﺑﻠﺪٍ ﻋﺮﺑﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﮭﻀﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻛﻤﺎ ھﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ أﯾﻀﺎً ﻟﺒﻨﺎء
ﺧﻄﺎب وﻃﻨﻲ ﺗﻮﺣﯿﺪي داﺧﻞ اﻷوﻃﺎن ﻧﻔﺴﮭﺎ .
ﻟﻜﻦ " اﻟﺮؤﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ " ﻷزﻣﺎت اﻷﻣّﺔ ﺗﺘﻄﻠّﺐ أوﻻً اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑﻮﺟﻮد " ھُﻮﯾّﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ " ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﺑﺤﺴﻢ
اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ وﺑﻌﻼﻗﺘﮭﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ " اﻟﮭُﻮﯾﺘﯿﻦ " اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ واﻟﻮﻃﻨﯿﺔ .
ﻋﻦ اﻟﮭُﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :
إنّ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺮﺑﻲ ھﻮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أو ﻷﺻﻮل ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ .ﻓﺎﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻻ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﺮق أو
دﯾﻦ ،وﻻ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﺳﯿﺎﺳﻲ أو ﻣﻨﻈﻮر أﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﻲ ،وﻻ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻤﺘﻐﯿّﺮات اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ .
إنّ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﯾﻌﻨﻲ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ أﻣّﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﻣﱠﺔ ﻓﯿﮭﺎ :ﻟﻐﺔ وﺛﻘﺎﻓﺔ واﺣﺪة ﻟﺸﻌﻮب
ذات ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺸﺘﺮك ﻋﻠﻰ أرض ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﻟﮭﺎ ﻣﺼﺎﺋﺮ وﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺒّﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل
اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ أو اﻻﺗّﺤﺎد ﺑﯿﻦ ﺑﻠﺪاﻧﮭﺎ.
إنّ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ داﺋﺮة ﺗﺘّﺴﻊ ،ﻓﻲ ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ﻟـ" اﻟﻌﺮﺑﻲ" ،ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻐﺾّ اﻟﻨﻈﺮ
ﻋﻦ أﺻﻮﻟﮫ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ أو اﻹﺛﻨﯿﺔ .إنّ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ھﻲ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ أﻣّﺔ ﻟﮭﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻘﻮﻣﯿﺎت واﻷﻣﻢ
اﻷﺧﺮى ﺣﺘّﻰ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ .
إنّ "اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ" ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮدةً ﻛﻠﻐﺔ وﺛﻘﺎﻓﺔ ﻗﺒﻞ وﺟﻮد اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﻟﻜﻨّﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺼﻮرةً ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﺑﻤﻮاﻗﻊ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺔ ﻣﺤﺪّدة ..ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ـ ﻛﮭﻮﯾّﺔ اﻧﺘﻤﺎء ﺣﻀﺎري ﺛﻘﺎﻓﻲ -ﺑﺪأت ﻣﻊ ﻇﮭﻮر اﻹﺳﻼم وﻣﻊ
ارﺗﺒﺎط اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ وﺑﻨﺸﺮ اﻟﺪﻋﻮة ﺑﻮاﺳﻄﺔ روّاد ﻋﺮب ..ھﻜﺬا أﺻﺒﺤﺖ "اﻟﻌﺮوﺑﺔ اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ" ھﻲ
اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ذات اﻟﻤﻀﻤﻮن اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺬي أﺧﺮج اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺋﺮﺗﯿﻦ :اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ واﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ إﻟﻰ اﻷﻓﻖ
اﻟﺤﻀﺎري اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﺬي اﺷﺘﺮك ﻓﻲ ﺻﯿﺎﻧﺘﮫ وﻧﺸﺮه ﻣﺴﯿﺤﯿﻮن ﻋﺮب وﻣﺴﻠﻤﻮن ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺮب ،وﺑﺎﻟﺘّﺎﻟﻲ ﺧﺮﺟﺖ
اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻘﺒﻠﻲ أو اﻹﺛﻨﻲ ،وﻣﻦ ﻣﺤﺪودﯾّﺔ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ) ﺷﺒﮫ اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ (
إﻟﻰ داﺋﺮة ﺗﺘّﺴﻊ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﯾﻔﮭﺎ ﻟـ" اﻟﻌﺮﺑﻲ " ،ﻟﺘﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﻨﺪﻣﺞ ﻓﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻐﺾّ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أﺻﻮﻟﮫ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ .
ودﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺘﻌﺮﯾﻒ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻦ ھﻢ ﻋﺮبٌ اﻵن وﻟﻢ ﯾﺄﺗﻮا ﻣﻦ أﺻﻮل ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺪم أو اﻟﻌﺮق أو اﻟﻨﺴﺐ .
إنّ " اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ " ھﻲ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﮭﻮﯾّﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت وأوﻃﺎن وأﻣﻢ ،وھﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺳﻤﺎت وﻣﻀﺎﻣﯿﻦ ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﺗﻤﯿّﺰ
ﺟﻤﺎﻋﺔ أو أﻣّﺔ ﻋﻦ أﺧﺮى ،ﻟﻜﻨّﮭﺎ ) أي اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ( ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﮭﺠﺎً ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً أو ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻟﻠﺤﻜﻢ أو ﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻋَﻘَﺪ ّﯾﺎً /أﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺎً
.ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻣﺜﻼً اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ " ﻓﻜﺮ ﻗﻮﻣﻲ" ﻣﻘﺎﺑﻞ " ﻓﻜﺮ دﯾﻨﻲ" ،ﺑﻞ ﯾﺘﻮﺟﺐ اﻟﻘﻮل " ﻓﻜﺮ ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ" ﻣﻘﺎﺑﻞ "
ﻓﻜﺮ دﯾﻨﻲ" ،ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻛﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﯿﻦ " ﻓﻜﺮ ﻣﺤﺎﻓﻆ " و" ﻓﻜﺮ ﻟﯿﺒﺮاﻟﻲ" ،و" ﻓﻜﺮ اﺷﺘﺮاﻛﻲ" ﻣﻘﺎﺑﻞ " ﻓﻜﺮ رأﺳﻤﺎﻟﻲ" ..
وﻛﻠّﮭﺎ ﻋﻨﺎوﯾﻦ ﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻨﻤﻂ ﻓﻜﺮي وﺳﯿﺎﺳﻲ ﺗﺼﻠﺢ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﯿﮫ ﻓﻲ أيﱢ ﺑﻠﺪٍ أو أﻣّﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺨﺘﺺّ
ﺗﻌﺒﯿﺮ " اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ" ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﮭﻮﯾّﺔ ﻛﺈﻃﺎر أو ﻛﻮﻋﺎء ﺛﻘﺎﻓﻲ .وﻟﺬﻟﻚ أﯾﻀﺎً ،ﯾﻜﻮن ﺗﻌﺒﯿﺮ " اﻟﻌﺮوﺑﺔ " ھﻮ اﻷدقّ
واﻷﺷﻤﻞ ﺣﺘّﻰ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ اﻟﻌﺮب ) ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﺻﻮﻟﮭﻢ ( ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﻔﺎھﯿﻢ
اﻟﺘﻌﺼّﺐ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ وﺟﻮد ﻋﺮب ﻣﻦ اﺻﻮل ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ إﺛﻨﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻋﺮﺑﯿﺔ .
إنّ اﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ھﻲ دﻋﻮة ﻓﻜﺮﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ،واﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ أﻣﱠﺔ واﺣﺪة ﯾﻤﻜﻦ
أن ﺗُﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻻﺗﺤﺎد ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎﺋﮭﺎ ..وھﻲ رﻏﻢ ﺗﻮﻓّﺮ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻷﻣﱠﺔ ﻓﯿﮭﺎ ،ﻓﺈﻧّﮭﺎ
ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ ﻛﯿﺎن ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻣﻮﺣّﺪ ،وﻟﻢ ﯾﺤﺼﻞ ذﻟﻚ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮوﺑﺔ
ﻓﻘﻂ .وذﻟﻚ ﯾﻌﻨﻲ أنّ " اﻟﻌﺮوﺑﺔ " ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ " ﻣﺸﺮوﻋﺎً ﻗ ْﯿﺪَ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ " ،وإن ﻛﺎﻧﺖ " اﻟﻌﺮوﺑﺔ "
ﻗﺎﺋﻤﺔً وﻣﺤﻘﻘّﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮّ ﻗﺮونٍ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ .وھﺬا اﻷﻣﺮ ھﻮ اﻟﺬي ﺳﺒّﺐ اﻟﺨﻠﻂ اﻟﺨﺎﻃﺊ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮوﺑﺔ
ﻛﮭﻮﯾّﺔ ﺛﻘﺎﻓﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﯿﻦ ﻛﻞّ اﻟﻌﺮب ،وﺑﯿﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﺎﺳﻢ " اﻟﻌﺮوﺑﺔ " أو " اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ " ،واﻟﺘﻲ ﻛﺎن
ﺑﻌﻀﮭﺎ ﺳﻠﺒﯿﺎً ،ﻓﺠﺮى رﻓﺾ ﻣﺎ ھﻮ " ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺸﺘﺮك " ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ أو ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﯿّﺌﺔ ﺑﺎﺳﻢ
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺸﺮوع اﻟﻜﯿﺎن اﻟﻮاﺣﺪ أو اﻻﺗﺤﺎدي ﺗﺘﻮﺟّﺐ ﺣﺘﻤﺎً اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻤﺮﺣﻠﯿﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪّدة ،ﺷﺮط
ﻗﯿﺎﻣﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ وﺳﻠﻤﻲ ﺣﻮاري ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﺮف اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻵﺧﺮ .
ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﮭُﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻹﺳﻼم :
إنﱠ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة وﺳﻂ ﻛﻞﱢ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺼﺢّ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﯿﻦ اﻹﺳﻼم وﺑﯿﻦ اﻻﻧﺘﻤﺎء
ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ .ﻓﺎﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺞ ﺧﯿﻮﻃﮭﺎ اﻹﺳﻼم وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﻗﺒﻠﮫ ،وھﻲ ﺗﺘﻤﯿّﺰ ﺑﮭﺬا ﻋﻦ
ﺑﻘﯿﺔ اﻷﻣﻢ اﻷﺧﺮى وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻤﺎً ﻣﺴﻠﻤﺔ .وﺑﯿﻨﻤﺎ اﻹﺳﻼم ھﻮ دﯾﻦ وﺣﻀﺎرة ﻟﻠﻌﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻓﺈﻧّﮫ ﺣﻀﺎرة وﺗﺎرﯾﺦ
وﺗﺮاث ﻟﻠﻌﺮب اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ .ﻓﻠﻮ أﻣﻜﻦ ﻟﻠﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻋﺎم أن ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم ﻓﻲ أﯾﱠﺔ أﻣﱠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﮭﺬا
ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﻮا ھﻢ ﺣﻤﻠﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ،واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ ﻟﻐﺔ ﻗﺮآﻧﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ
وﺣﺎوﯾﺔ ﻣﻌﻈﻢ ﺗﺮاﺛﮫ اﻟﻔﻜﺮي ،ﺑﻞ إنّ ﻓﻲ ﺗﻮﺣّﺪ اﻟﻌﺮب ﻗﻮّة ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠّﮫ .
وھﺬه ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻّﺔ ﺟﺪاً ﺑﯿﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﺗﺘﻤﯿﺰ ﺑﮭﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻦ ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت
اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﻤﻨﻀﻮﯾﺔ ﺗﺤﺖ اﻹﺳﻼم وﺣﻀﺎرﺗﮫ .وھﻮ ﺣﺎل ﻣﻤﯿﱢﺰ أﯾﻀﺎً ﻟﻸرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﮭﺎ
ﺧﺮﺟﺖ اﻟﺮﺳﺎﻻت اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ ﻛﻠّﮭﺎ واﻟﺮﺳﻞ ﺟﻤﯿﻌﮭﻢ ،وﻋﻠﯿﮭﺎ ﻛﻞّ اﻟﻤﻘﺪّﺳﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ،وﻟﻐﺔ أﺑﻨﺎﺋﮭﺎ ھﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،
ﻟﻐﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ،واﻟﻮﻋﺎء اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ .
ﻋﻦ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ :
وﻟﻌﻞّ أﺑﺮز اﻟﻤﺮاﺟﻌﺎت اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻋﺮﺑﯿﺎً ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ ﺿﻌﻒ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﻏﻠﺒﺔ
اﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻟﻔﺌﻮﯾﺔ اﻷﺧﺮى .ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺣﺎﻟﯿﺎً ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﻟﻤﺎ ھﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﻣﺰﯾﺞ
ﺳﻠﺒﯿﺎت أﺧﺮى ﻋﺪﯾﺪة .
إنﱠ ﺿﻌﻒ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ھﯿﻤﻨﺔ اﻧﺘﻤﺎءات ﺿﯿّﻘﺔ ﯾﻌﻨﻲ ﺿﻌﻔﺎً ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪﺳﺘﻮري واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ .وﯾﻌﻨﻲ
ﺗﺴﻠﯿﻤﺎً ﻣﻦ " اﻟﻤﻮاﻃﻦ " ﺑﺄنﱠ " اﻟﻮﻃﻦ " ﻟﯿﺲ ﻟﻜﻞﱢ اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ ،وﺑﺄنّ " اﻟﻮﻃﻦ " ھﻮ ﺳﺎﺣﺔ ﺻﺮاع ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻧﻢ ﻓﯿﮫ ،
ﻟﺬﻟﻚ ﯾﺄﺧﺬ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ أو ﻣﺬھﺐ أو ﻗﺒﯿﻠﺔ ﺑُﻌﺪاً أﻛﺜﺮ ﺣﺼﺎﻧﺔ وﻗﻮّة ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻛﻤﺎ ﯾﺼﺒﺢ
اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻔﺌﻮي وﺳﯿﻠﺔ ﯾﺘﻢّ اﺳﺘﺨﺪاﻣﮭﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ أو ﺷﺨﺼﯿﺔ أو ﻻﻧﺘﺰاﻋﮭﺎ ﻣﻦ أﯾﺪي آﺧﺮﯾﻦ .
ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﺈنّ ﺿﻌﻒ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ھﻮ اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻟﻠﺘﺪﺧّﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ،ﺑﻞ وﻟﻼﺣﺘﻼل أﺣﯿﺎﻧﺎً ،ﺣﯿﺚ ﺗﺘﺤﻮّل أوﻟﻮﯾﺔ
اﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻟﻀﯿّﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﺒﺮّرات ﺗﻘﺘﻀﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أي ﺟﮭﺔ ﺧﺎرﺟﯿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ
اﻟﻮاﺣﺪ !.
إنّ ﺿﻌﻒ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ھﻮ ﺗﻌﺒﯿﺮٌ أﯾﻀﺎً ﻋﻦ ﻓﮭﻢٍ ﺧﺎﻃﺊ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎءات اﻷﺧﺮى .ﻓﺎﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﻤﺬاھﺐ دﯾﻨﯿﺔ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ،أو اﻻﻋﺘﺰاز ﺑﺄﺻﻮل إﺛﻨﯿﺔ أو ﻗﺒﻠﯿﺔ ،ھﻮ ﻇﺎھﺮة ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ وﺻﺤّﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺪّدﯾﺔ وﻋﻠﻰ
اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺸﺮ واﻟﻄﺒﯿﻌﺔ .ﻟﻜﻦ ﺗﺤﻮّل ھﺬا اﻻﺧﺘﻼف إﻟﻰ ﺧﻼف ﻋﻨﻔﻲ وﺻﺮاﻋﺎت ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ دﻣﻮﯾﺔ ﯾﻌﻨﻲ
ﺗﻨﺎﻗﻀﺎً وﺗﺼﺎدﻣﺎً ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺘﻌﺪّد ،ﻓﯿﻜﻮن اﻟﻤﻌﯿﺎر ھﻮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ اﻵﺧﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ وُﻟﺪوا ﺑﮫ وﻋﻠﯿﮫ ،
وﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻟﮭﻢ وأﻓﻜﺎرھﻢ .وھﺬا ﺑﺤﺪﱢ ذاﺗﮫ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺸﺮاﺋﻊ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ واﻟﺪﻧﯿﻮﯾﺔ ﻛﻠّﮭﺎ .
إنّ ﺗﺮاﺟﻊ " اﻟﮭُﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ " ﯾﺆدّي إﻟﻰ ﺗﻔﻜّﻚ ﻣﻔﮭﻮم " اﻟﮭُﻮﯾّﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ " وإﻟﻰ ﻃﻐﯿﺎن اﻟﺘﺴﻤﯿﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ
واﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ واﻹﺛﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وﻓﻲ ھﺬا اﻷﻣﺮ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺑﻠﺪٍ ﻋﺮﺑﻲ ،وﺑﺬا
ﺗﺼﺒﺢ " اﻟﻌﺮوﺑﺔ " ﻻ ﻣﺠﺮّد أﺳﺎس ﻟﺒﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﺮﺑﻲ أﻓﻀﻞ ،ﺑﻞ أﯾﻀﺎً ﺳﯿﺎﺟﺎً ﺛﻘﺎﻓﯿﺎً واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎً ﺿﺪّ اﻟﺘﺪﺧّﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ
،وﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ .وﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻀﻌﻒ اﻟﮭُﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﻓﺈنّ ﺑﺪاﺋﻠﮭﺎ ﻟﯿﺴﺖ ھُﻮﯾّﺎت وﻃﻨﯿﺔ
ﻣﻮﺣّﺪة ﻟﻠﺸﻌﻮب ،ﺑﻞ اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﺣﺎدّة ﺗﻮﻟﱢﺪ ﺣﺮوﺑﺎً أھﻠﯿﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﺄﻛﻞ اﻷﺧﻀﺮ واﻟﯿﺎﺑﺲ ﻣﻌﺎً .
دم اﻟﻤﺤﻤﻮدي
ﻓﻲ رﻗﺒﺘﻚ !! ..
آﻧﺎ راﻧﻲ ﺳﻠﻤﺘﻮ ﺣﻲ
ﻣﻮش ﻣﯿﺖ !! ..
أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺮوب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ..
ﻣﻦ أﺷﮭﺮ اﻟﺤﺮوب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وأﻃﻮﻟﮭﺎ ،ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑـ " ﺣﺮب اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻋﺎم " .وھﻲ اﻟﺘﻲ داﻣﺖ ﺣﻮاﻟﻲ 116ﻋﺎﻣﺎ ﺑﯿﻦ
ﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ..ﺣﯿﺚ اﻧﻈﻠﻘﺖ ﺷﺮارة ھﺬه اﻟﺤﺮب ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ، 1337ﻟﺘﺘﻮﻗﻒ ﺳﻨﺔ ، 1453ﺑﻌﺪ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﺔ
ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل واﻟﮭﺪﻧﺔ ..
ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺤﻄﺎت ھﺬه اﻟﺤﺮب اﻧﺘﺼﺎر ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﺖ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ھﺰﯾﻤﺔ ﻗﺎﺳﯿﺔ اﻧﺘﮭﺖ ﺑﻜﺎرﺛﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﺎرﺛﺔ
اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﺳﺮ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ "ﺟﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ " ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ " ﺑﻮاﺗﯿــﯿﮫ " ﺳﻨﺔ .. 1352ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ اﻟﻤﻠﻚ
ﻣﻦ اﻻﺳﺮ اﻻ ﺑﺘﻮﻗﯿﻊ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﻣﺬﻟﺔ ﺳﻨﺔ 1360ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒﮭﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑـ :
ـ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ھﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﻐﺮﺑﻲ وﻣﻦ اﻟﺸﺮﯾﻂ اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ
ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ ..
ـ دﻓﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟـ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﯾﯿﻦ ﺟﻨﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺬھﺐ ﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ .
ـ ﺗﺴﻠﯿﻤﮭﺎ ﻻﺛﻨﯿﻦ ﻣﻦ اﺑﻨﺎء اﻟﻤﻠﻚ ،وﺷﻘﯿﻘﮫ وﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻣﺮاء ﻛﺮھﺎﺋﻦ ..
وﻟﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎرﻗﺎت اﻟﻌﺠﯿﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ،أن ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻒ ﺑﮭﺬا اﻻﺣﺘﻼل واﻻذﻻل ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ،ﺑﻞ ﺗﻮاﺻﻠﺖ اﻃﻤﺎﻋﮭﺎ
وﺣﺼﺎرھﺎ ﻟﻌﺮش ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻓﻘﺎم ﻣﻠﻚ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ " ھﻨﺮي اﻟﺨﺎﻣﺲ " ﺑﻐـﺰو ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﺳﻨﺔ ، 1413ﻟﯿﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﻇﻤﮭﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ اﻟﻰ ﻋﺮش ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﻌﺎھﺪة " ﺗﺮاوا " ﺳﻨﺔ 1420اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺘﮭﺎ ﺣﻖ اﻟﻮﺻﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ
وﻋﻠﻰ أﻃﻔﺎل اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺎﻟﻜﺔ !! ..
وﻗﺪ ﺧﺎض اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ رﻏﻢ ،ﺗﻠﻚ اﻟﮭﺰاﺋﻢ واﻻھﺎﻧﺎت ،ﻧﻀﺎﻻت ﻋﺪﯾﺪة وﺣﺮوب ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﺧﺮوج آﺧﺮ ﺟﻨﺪي
ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺳﻨﺔ .. 1453
ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرك اﻟﺪاﻣﯿﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ .
أراﺿﻲ ﻓﺮﻧﺴﯿﺔ ﺗﺤﺖ اﻻﺣﺘﻼل اﻻﻧﻘﻠﯿﺰي ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺎھﺪة .1420
. (11
ﺻﯿﺤﺎت اﻟﺘﺠﺪﯾﺪ اﻟﺪﯾﻨﻲ ) 1
د.رﻓﻌﺖ اﻟﺴﻌﯿﺪ .
وﻧﺄﺗﻲ إﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﺗﻠﻤﯿﺬ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ اﻟﻤﺨﻠﺺ ﻟﻨﺠﺪ ﺛﻤﺔ ﻓﺎرﻗﯿﻦ .أوﻟﮭﻤﺎ أن ﻋﺒﺪه ﻛﺎن أﻛﺜﺮ وﺿﻮﺣًﺎ ﻓﻲ ﺗﺠﺪﯾﺪه ﻟﻜﻨﮫ
ﻛﺎن أﻗﻞ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺤﻜﺎم .وإذ ﯾﺴﺘﺸﻌﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه وﻃﺄة اﻟﻄﻐﯿﺎن ﻛﺎن ﯾﺮاﺳﻞ أﺳﺘﺎذه ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻷﻟﻐﺎز
ودون أن ﯾﻮﻗﻌﮭﺎ ﻓﯿﺮد اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ "ﺗﻜﺘﺐ ﻟﻲ وﻻ ﺗﻮﻗﻊ وﺗُﻌﻘـﱠﺪ اﻷﻟﻐﺎز .وﻣﺎ اﻟﻜﻼب ﻗﻠﺖ أو ﻛﺜﺮت " ] ﻣﺤﻤﺪ رﺷﯿﺪ رﺿﺎ –
ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﺳﺘﺎذ اﻹﻣﺎم – اﻟﺠﺰء اﻷول – ﺻـ ، [ 142وﯾﻌﻮد ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻟﯿﻘﺘﺮح ﻋﻠﻰ أﺳﺘﺎذه "أرى أن ﻧﮭﺠﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
وﻧﺬھﺐ إﻟﻰ ﻣﺠﮭﻞ ﻣﻦ ﻣﺠﺎھﻞ اﻷرض ،ﻻ ﯾﻌﺮﻓﻨﺎ ﻓﯿﮫ أﺣﺪ ،ﺛﻢ ﻧﺨﺘﺎر ﻣﻦ أھﻠﮫ ﻋﺸﺮة ﻏﻠﻤﺎن ﻣﻦ اﻷذﻛﯿﺎء ﻧﺮﺑﯿﮭﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﻨﮭﺠﻨﺎ ﻓﺈذا أﺗﯿﺢ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﮭﻢ ﺗﺮﺑﯿﺔ ﻋﺸﺮة آﺧﺮﯾﻦ ﻻ ﺗﻤﻀﻰ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﯿﻦ إﻻ وﻟﺪﯾﻨﺎ ﻣﺌﺔ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﻗﻮاد اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ
اﻹﺻﻼح " ،وﯾﺮد اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮًا " إﻧﻤﺎ أﻧﺖ ﻣﺜﺒﻂ ،ﻧﺤﻦ ﻗﺪ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻀﻲ ﻓﯿﮫ ﻣﺎ دﻣﻨﺎ ﻧﺮى
ﻣﻨﻔﺬًا " ]ﻋﺒﺎس اﻟﻌﻘﺎد – اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ – ﺻـ... [106
ورﻏﻢ ھﺬا اﻟﻔﺎرق اﻟﻮاﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﻓﺈن اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﯾﺠﺪ أﻓﻀﻞ وﻻ أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻤًﺎ وﻻ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه وﻃﻮال ﺳﯿﺮه ﺑﺨﻄﻮات واھﻨﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﺔ إﻟﻰ اﻹﺑﻌﺎد ﻛﺎن ﯾﺤﯿﻂ ﺑﮫ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ اﻷﺗﺒﺎع ،وﻛﺎن
ﯾﻮﺻﯿﮭﻢ ﺑﺼﻮت ﻣﺮﺗﻔﻊ " ﺣﺴﺒﻜﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ،ﺣﺴﺒﻜﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻣﻦ وﻟﻲ أﻣﯿﻦ" .ﻟﻜﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻛﺎن ﯾﺘﻄﻠﻊ ﻣﺜﻞ
أﺳﺘﺎذه إﻟﻰ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ وﻋﺒﺮ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺨﺒﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ راھﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﯿﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن وﻟﯿﺎ ﻟﻠﻌﮭﺪ ،
وﻟﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺗﻮﻓﯿﻖ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺨﺪﯾﻮ ﻗﺎل ﻟﻸﻓﻐﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻤﻠﻖ " أﻧﺖ أﻣﻠﻲ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ ..ﯾﺎ ﺳﯿﺪ " .وﻟﻜﻦ اﻟﺨﺪﯾﻮ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن
اﻧﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ وﻃﺮده ﻣﻦ ﻣﺼﺮ .ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه آﻣﺎﻟﮫ ﻋﻠﻰ رﯾﺎض ﺑﺎﺷﺎ اﻟﺬي ﺗﻮﺳﻢ ﻓﯿﮫ ﺑﻌﻀًﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﮭﻢ
.ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺠﻤﻮع اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ رأﯾﺎ آﺧﺮ ،ﻓﻤﺎ إن ﺗﺤﺮك اﻟﻌﺮاﺑﯿﻮن ﺑﻤﺴﺎﻧﺪة ﻋﺎرﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ أول
اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﺻﺎح ﺑﮭﺎ ﻋﺮاﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﯿﺪان ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ﻣﺤﺪدًا ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻗﻮاﺗﮫ " إﻗﺎﻟﺔ اﻟﻮزارة اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة " ،وأﻃﯿﺢ ﺑﺮﯾﺎض
وﯾﻜﺘﺐ ﻋﺒﺪه ﺷﻌﺮًا ﻷﺳﺘﺎذه ﻣﮭﺎﺟﻤًﺎ اﻟﻌﺮاﺑﯿﯿﻦ وداﻋﻤًﺎ ﻟﺮﯾﺎض .
ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺼﺎﺑﺎت ﺟﻨﺪ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺘﻨﺎ ..ﻟﻌﺰل ﺧﯿﺮ رﺋﯿﺲ ﻛﻨﺖ راﺟﯿﮫ
ﻗﺎﻣﻮا ﻋﻠﯿﮫ ﻷﻣﺮ ﻛﺎن ﺳﯿﺪھﻢ ..ﯾﺨﻔﯿﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﮫ واﷲ ﻣﺒﺪﯾﮫ
ﻛﺎن اﻟﺮﺋﯿﺲ ﺣﻠﯿﻒ اﻟﻌﺪل ﻣﻨﻘﺒﮫ ..وﺳﯿﺪ اﻟﻘﻮم ﯾﮭﻮى اﻟﺠﻮر ﯾﺄﺗﯿﮫ
ﺟﺮوا ﻣﺪاﻓﻌﮭﻢ ،ﺻﻔﻮا ﻋﺴﺎﻛﺮھﻢ ..ﻧﺎدوا ﺑﺄﺟﻤﻌﮭﻢ ﺳﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﯿﮫ
ﻓﻨﺎل ﻣﺎ ﻧﺎل واﻧﻔﻀﺖ ﺟﻤﻮﻋﮭﻢ ..أﻣﺎ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻘﺪ دﻛﺖ ﻣﺒﺎﻧﯿﮫ ]ﻣﺤﻤﺪ رﺷﯿﺪ رﺿﺎ – ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﺳﺘﺎذ اﻹﻣﺎم – اﻟﺠﺰء اﻷول–
ﺻـ. [125
وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻓﺈن ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻛﺎن ﯾﻌﺘﻘﺪ ﻣﻦ ﻓﺮط إﻋﺠﺎﺑﮫ ﺑﺮﯾﺎض ﺑﺎﺷﺎ أن اﻟﺨﺪﯾﻮ ھﻮ اﻟﺬي ﺣﺮّك اﻟﻌﺮاﺑﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﯿﺔ
ﺗﺴﺘﮭﺪف ﻋﺰل رﯾﺎض ﺑﺎﺷﺎ .وﯾﻜﺘﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻟﻸﻓﻐﺎﻧﻲ "إن أﻧﺼﺎر اﻟﺴﻮء وأﻋﻮان اﻟﺸﺮ ﻗﺪ ﺳﻌﻮا ﺑﺎﻟﻮﻗﯿﻌﺔ ،ﺣﺘﻰ
ﻏﯿﺮوا ﻗﻠﺐ دوﻟﺔ رﯾﺎض ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻠﯿﻚ وﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﯿﺬك اﻟﺼﺎدﻗﯿﻦ ،ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻧﻠﺒﺚ أن وﺻﻠﻨﺎ إﻟﯿﮫ ،وﻛﺸﻔﻨﺎ ﻟﮫ ﻣﺎ ﻏﻤﺾ ﻣﻦ
اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺣﺘﻰ زال ﻟﺒﺲ اﻟﻤﺒﻄﻠﯿﻦ" ]اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ – ﺻـ.. [142
واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻛﺎن ﺿﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﻌﺮاﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺘﮭﺎ ،وھﻜﺬا اﻋﺘﺮف ﻋﺒﺪه ﻷﻟﻔﺮﯾﺪ ﺑﻠﻨﺖ ﻗﺎﺋﻠًﺎ "ﻟﻘﺪ اﻧﺘﻘﺪت
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺸﺪة ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺿﺪ اﻟﺜﻮرة ،ﻛﻨﺖ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﮫ ﯾﻜﻔﻲ ﺟﺪا أن ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ دﺳﺘﻮر ﺧﻼل ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ،وﻛﻨﺖ
أﻋﺎرض أﺳﻠﻮب ﻃﺮد رﯾﺎض ﺑﺎﺷﺎ وﻣﻈﺎھﺮة ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ،وﻛﺎن ﺳﻠﯿﻤﺎن ﺑﺎﺷﺎ أﺑﺎﻇﺔ واﻟﺸﺮﯾﻌﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﯾﺆﯾﺪاﻧﻨﻲ ﺿﺪ اﻟﺜﻮرة
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌًﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮر .. " [Blunt – lbid-p.493].
وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﺷﺘﻌﺎل اﻟﺜﻮرة واﻧﻀﻤﺎم ﺟﻤﺎھﯿﺮ ﻏﻔﯿﺮة إﻟﯿﮭﺎ ،وﺗﺤﻮﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺮك ﻋﺴﻜﺮي إﻟﻰ ﺛﻮرة ﺷﻌﺒﯿﺔ ﺣﻘﺎ أﺑﺪى ﻣﺤﻤﺪ
ﻋﺒﺪه ﻣﺨﺎوﻓﮫ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺠﻤﻮع اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ وﺣﺮّض اﻷﻋﯿﺎن واﻟﻔﺌﺎت اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻦ اﻻﻧﺼﯿﺎع ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ ..ﺣﺮﺿﮭﻢ
ﻋﻠﻨًﺎ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى.
ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﻌﺎﺋﺪ … /ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﯿﻢ ﻗﻨﺪﯾﻞ .
ﺧﻤﺲ وأرﺑﻌﻮن ﺳﻨﺔ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻲ رﺣﯿﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وھﻲ ﻓﺘﺮة ﺗﺴﺎوي ﻣﺮﺗﯿﻦ وﻧﺼﻔﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺣﻜﻢ ﻓﯿﮭﺎ
اﻟﺮﺟﻞ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻜﺎد أﺣﺪ ﯾﺘﺬﻛﺮ أﺳﻤﺎء اﻟﺬﯾﻦ ﺣﻜﻤﻮا ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ..وإن ﺗﺬﻛﺮھﻢ ﻓﻼ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪھﻢ ﻛﺜﯿﺮا ،ﻓﮭﻢ
اﻟﻌﺎﺑﺮون ﻓﻲ اﻟﻜﻼم اﻟﻌﺎﺑﺮ ،وﺳﻨﻮات ﺣﻜﻤﮭﻢ أﻗﺮب إﻟﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻀﺎﺋﻊ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺳﻨﻮات ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻷﻗﻞ ﺟﺪا أﻗﺮب إﻟﻲ
ﻣﻌﻨﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻀﻮﺋﯿﺔ ،وﻛﻞ ﺳﻨﺔ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺄﻟﻒ ﻣﻤﺎ ﯾﻌﺪون ...وﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم ﯾﻤﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺮ اﻟﺤﺰﯾﻨﺔ ،وﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ وﺑﺪون
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ،ﺗﺸﺘﻌﻞ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎت ﻣﻦ ﺣﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﺬات ،وﯾﺜﻮر اﻟﺠﺪال ﺣﺎﻣﯿﺎ ﻓﻮارا ،وﺗﺘﺪاﻓﻊ أﻣﻮاج اﻟﺤﻨﯿﻦ ﻟﺼﻮت
وﺻﻮرة ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وﻛﺄﻧﮫ ﻣﺎت ﻟﺘﻮه ﺑﺎﻷﻣﺲ ،أو ﻛﺄﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻤﺖ ﺑﻌﺪ ،ﻓﺎﺳﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺤﻔﻮرﻋﻤﯿﻘﺎ ﻓﻲ وﺟﺪان اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ،
وﻗﺪ رﺣﻞ ﻋﻦ أﯾﺎﻣﮭﻢ ﻣﺒﻜﺮا ،رﺣﻞ ﻓﻲ أوان اﻟﻨﻀﺞ ،رﺣﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ واﻟﺨﻤﺴﯿﻦ ،وﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﻤﺼﺮﯾﻮن ﯾﺮﯾﺪوﻧﮫ أن
ﯾﺮﺣﻞ ،ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺮﯾﺪون اﺳﺘﺒﻘﺎءه ﺧﺎﻟﺪا ﻣﻌﮭﻢ ﻛﺎﻷھﺮاﻣﺎت ،ﻟﻜﻨﮭﺎ إرادة اﷲ اﻟﺬي اﺳﺘﺮد ودﯾﻌﺘﮫ ،وﺗﺮك اﺳﻢ ورﺳﻢ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﻮدﯾﻌﺔ ﻻ ﺗﻨﻔﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب وأﺣﻼم اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ،واﻟﺬﯾﻦ أﻗﺎﻣﻮا ﻟﮫ وداﻋﺎ ﺑﻼ ﻣﺜﯿﻞ ﺳﺒﻖ أو ﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ
اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ،ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﻤﺼﺮﯾﻮن وﻗﺘﮭﺎ ﯾﻮدﻋﻮن رﺟﻼ ﺣﻜﻤﮭﻢ ﻟﻤﺪة 18ﺳﻨﺔ ﻻ ﺗﺰﯾﺪ ،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻮدﻋﻮن أﺣﻼﻣﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪم
واﻟﻨﮭﻮض وﻟﻤﺲ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺸﻤﺲ ،وﻛﺎن ھﺘﺎﻓﮭﻢ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺸﺪ اﻟﻤﻠﯿﻮﻧﻲ اﻟﺮھﯿﺐ » ﯾﺎ ﻧﺎﺻﺮ ﯾﺎﻋﻮد اﻟﻔﻞ /ﻣﻦ ﺑﻌﺪك
ھﻨﺸﻮف اﻟﺬل « .
وﻗﺪ ﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﻨﺒﻮءة ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ اﺣﺘﺴﺐ اﻟﻤﺼﺮﯾﻮن ﻓﻲ ھﺘﺎﻓﮭﻢ اﻟﻮداﻋﻲ ،ﺗﺄﺧﺮت اﻟﻨﺒﻮءة ﻟﺜﻼث ﺳﻨﻮات ،ﻛﺎن ﻇﻞ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻤﺪودا ﻃﺎﻏﯿﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻘﺮار ،وﻛﺎن اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺴﺎدات ﯾﺮﻛﻊ ﻓﯿﮭﺎ ﻟﺘﻤﺜﺎل اﻟﺰﻋﯿﻢ اﻟﻨﺼﻔﻲ ،وﻟﻢ ﯾﺘﻐﯿﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺷﺊ
ﺟﻮھﺮي ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﮫ اﻟﻘﺎﺋﺪ ،وإﻟﻲ أن ﻋﺒﺮ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺬي أﻋﺎد ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﻨﺎءه ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ ،وﺣﻘﻖ ﻧﺼﺮه
اﻷﺳﻄﻮري ﻓﻲ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ ،1973ﺑﻌﺪھﺎ ﺑﺪأ اﻻﻧﻜﺴﺎر ﻓﺎﻻﻧﮭﯿﺎر ،وﺧﺎﻧﺖ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ﻧﺼﺮ اﻟﺴﻼح ،وﻛﺎن ﻣﺎ ﻛﺎن ،واﻧﺘﺼﺮ
اﻟﺬﯾﻦ »ھﺒﺮوا« ﻋﻠﻲ اﻟﺬﯾﻦ ﻋﺒﺮوا ،وﻓﺘﺤﺖ أﺑﻮاب ﻧﮭﺐ اﻟﺒﻠﺪ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺮاﻋﯿﮭﺎ ،وﺗﺠﺮﯾﻒ رﻛﺎﺋﺰھﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ اﻟﻜﺒﺮي ،ودﻓﻊ
أﻏﻠﺐ اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ إﻟﻲ ﻗﯿﻌﺎن اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻤﺴﻜﻨﺔ ،وإﻟﻲ اﻟﮭﺠﺮة اﻟﮭﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺎ ،وﺗﺤﻮﯾﻞ » اﻟﻘﻄﻂ
اﻟﺴﻤﺎن « ﻓﻲ اﻧﻔﺘﺎح اﻟﺴﺎدات إﻟﻲ أﻓﯿﺎل ﺗﺪھﺲ اﻷﺧﻀﺮ وﺗﻠﺘﮭﻢ اﻟﯿﺎﺑﺲ ﻓﻲ أﯾﺎم ﻣﺒﺎرك ،وﻣﻊ ﺷﻔﻂ ﺛﺮوة اﻟﺒﻠﺪ إﻟﻲ ﺟﯿﻮب
وﺣﻠﻮق اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺣﻮارﯾﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﯿﺎردﯾﺮات اﻟﻤﺎل اﻟﺤﺮام ،وإﻃﺎﺣﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮﻃﻨﻲ ،وﺟﻌﻞ % 99ﻣﻦ أوراق ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﯾﺪ
أﻣﺮﯾﻜﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﯿﺮ اﻟﺴﺎدات ،ﺛﻢ زادھﺎ ﻣﺒﺎرك إﻟﻲ ﻣﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ،وﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﮫ وﻋﺎﺋﻠﺘﮫ ﻣﺠﺮد ﻣﻔﻮض ﯾﺤﻜﻢ ﻣﺼﺮ
ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ ،و"أﻋﻈﻢ ﻛﻨﺰ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻋﻠﻲ ﺣﺪ وﺻﻒ اﻟﺠﻨﺮال ﺑﻨﯿﺎﻣﯿﻦ ﺑﻦ أﻟﯿﻌﺎزر ﻟﻠﻤﺨﻠﻮع ﻣﺒﺎرك .
وھﻜﺬا ﺿﺮب ﻃﻮق اﻟﻤﺬﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﻮل ﻋﻨﻖ اﻟﻤﺼﺮﯾﯿﻦ ،وﺑﺪت ﻧﺒﻮءﺗﮭﻢ ﻓﻲ وداع ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺄﻧﮭﺎ اﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﻻ ﯾﺮد وﻻ
ﯾﺮﺣﻢ ،وإﻟﻲ أن ﺻﺎﺣﺒﺘﮭﻢ ﺻﻮرة ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﺧﻼص ﺑﺜﻮرة 25ﯾﻨﺎﯾﺮ 2011وﻣﻮﺟﺘﮭﺎ اﻷﻋﻈﻢ ﻓﻲ 30ﯾﻮﻧﯿﻮ
،2013وﺗﺤﻮﻟﺖ اﻵﻻف ﻣﻦ ﺻﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻣﯿﺎدﯾﻦ 25ﯾﻨﺎﯾﺮ إﻟﻲ ﻣﻼﯾﯿﻦ اﻟﺼﻮر ﻓﻲ 30ﯾﻮﻧﯿﻮ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻮرة
اﺧﺘﺼﺎرا ﺑﻠﯿﻐﺎ ﻣﻜﺜﻔﺎ ﻟﻤﻐﺰي اﻟﺜﻮرة اﻟﺠﺪﯾﺪة ،ﻗﻄﻌﺖ ﻗﻮل ﻛﻞ ﺧﻄﯿﺐ ،وﻛﻨﺴﺖ ﻧﻘﺎﺷﺎت وﺳﺨﺎﻓﺎت رذﯾﻠﺔ ،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺜﻮرة
اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺿﺪ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ 23ﯾﻮﻟﯿﻮ ﻛﻤﺎ ﺗﻨﻌﻖ أﺻﻮات اﻟﺒﻮم ،وﻟﺴﺒﺐ ﻇﺎھﺮ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ،ھﻮ أن ﺛﻮرة 23ﯾﻮﻟﯿﻮ اﻧﺘﮭﺖ
ﺑﻌﺪ ﺣﺮب أﻛﺘﻮﺑﺮ ،1973وﺟﺮي اﻻﻧﻘﻼب ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﺒﺎدﺋﮭﺎ وﻣﻨﺠﺰاﺗﮭﺎ ،وﻇﻞ اﻻﻧﻘﻼب ﯾﺤﻜﻢ إﻟﻲ أن ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮرة 25
ﯾﻨﺎﯾﺮ و 30ﯾﻮﻧﯿﻮ ،أي أن ﺛﻮرة ﯾﻨﺎﯾﺮ ﻗﺎﻣﺖ ﺿﺪ اﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻲ ﺛﻮرة ﯾﻮﻟﯿﻮ ،وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻔﺴﺮ ﺳﻠﻮك اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻲ ﺑﺮﻓﻊ ﺻﻮر
ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﺬات ،ﻟﯿﺲ ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺎدة زﻣﻦ ﻣﻀﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﻌﻮد ،ﻟﻜﻦ ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ وﺻﻞ ﻣﺎ اﻧﻘﻄﻊ ﻣﻊ
ﺣﻠﻢ اﻟﻨﮭﻮض واﻟﺘﻘﺪم ذاﺗﮫ ،واﻷﺣﻼم ﻻ ﺗﻤﻮت وﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ أﻋﻤﺎرھﺎ ،وإن ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﺰﻣﻦ وﺗﺼﺎرﯾﻒ
اﻟﻈﺮوف ،وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻔﺴﺮ اﻟﻮھﺞ اﻟﺨﺎص ﻻﺳﻢ وﺻﻮرة ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻟﺼﻮرة إﻟﻲ رﻣﺰ ،وﺗﺤﻮل اﻻﺳﻢ إﻟﻲ
ﺣﻠﻢ ،اﻧﺘﮭﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﺮﺟﻞ ،ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﺣﻠﻤﮫ وﻣﺸﺮوﻋﮫ ،وھﻮ ذاﺗﮫ ﺣﻠﻢ وﻣﺸﺮوع اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﻓﺼﻮﻟﮭﺎ
إﻟﻲ اﻵن ،اﻟﺜﻮرة اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﻦ ﻋﻨﻮان ،واﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ »اﻟﻀﺒﺎط اﻷﺣﺮار« إﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ »اﻟﻨﺎس اﻷﺣﺮار« ،وﺗﺪﻓﻘﺖ
ﺷﻌﺎراﺗﮭﺎ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﯿﺶ واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻻﺳﺘﻘﻼل واﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،وھﻲ ذاﺗﮭﺎ ﻋﻨﺎوﯾﻦ ﻣﺸﺮوع ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ
اﻟﺴﺒﻌﺔ ) اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮﻃﻨﻲ ـ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ـ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ ـ اﻟﻜﻔﺎﯾﺔ واﻟﻌﺪل ـ أوﻟﻮﯾﺔ اﻟﺘﺼﻨﯿﻊ واﻟﻌﻠﻢ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ـ
اﻟﺘﺠﺪﯾﺪ اﻟﺤﻀﺎري ـ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺒﺪﯾﻠﺔ أو ﺑﺎﻧﺪوﻧﺞ اﻟﺠﺪﯾﺪة ( ،وﻗﺪ ﻻ ﯾﺘﺴﻊ اﻟﻤﻘﺎل ھﻨﺎ ﻟﺸﺮوح وﻻ ﻟﺘﻔﺎﺻﯿﻞ ،ﻟﻜﻦ اﻹﻟﮭﺎم ﯾﻈﻞ
ھﻮ ذاﺗﮫ ،وﯾﻈﻞ اﺳﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ھﻮ اﻟﻌﻨﻮان اﻷﻛﻤﻞ واﻷوﻓﻲ واﻷدق ﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ وﺛﻮراﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ .
وھﺬه ھﻲ » اﻟﻌﺮوة اﻟﻮﺛﻘﻲ « اﻟﺘﻲ رﺑﻄﺖ اﺳﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﺜﻮرة اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،وھﻲ ﺗﻔﺴﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻔﺴﺮ
اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻓﺄﻋﺪاء اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ اﻟﺮاھﻨﺔ ھﻢ ﺑﺎﻷﺳﺎس أﻋﺪاء ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺛﺮواﺗﮭﻢ وﺗﺮاﻛﻢ ﻧﻔﻮذھﻢ ﻓﻲ زﻣﻦ
اﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻲ ﺛﻮرة ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﺬات ،وﯾﻜﻔﻲ أن ﺗﻨﻈﺮ ﺣﻮﻟﻚ ،ﻓﺎﻹﺧﻮان اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻨﺘﺤﻠﻮن ﺻﻔﺔ 25ﯾﻨﺎﯾﺮ ھﻢ اﻟﻌﺪو اﻷول
ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،واﻟﻔﻠﻮل اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻨﺘﺤﻠﻮن ﺻﻔﺔ 30ﯾﻮﻧﯿﻮ ھﻢ اﻟﻤﻨﻘﻠﺐ اﻷول ﻋﻠﻲ ﺛﻮرة ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ،وﻻ أﺣﺪ ﯾﻨﺨﺪع ﺑﺎﻧﺘﺤﺎل
اﻟﺼﻔﺎت ،ﻓﺎﻹﺧﻮان واﻟﻔﻠﻮل ھﻤﺎ ﻗﻄﺒﺎ اﻟﺜﻮرة اﻟﻤﻀﺎدة ﻣﻦ زﻣﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ إﻟﻲ اﻵن ،واﻹﺧﻮان أﻣﺮھﻢ ﻣﻔﮭﻮم ،أﻣﺎ ﻃﺒﻘﺔ
ﻣﻠﯿﺎردﯾﺮات اﻟﻨﮭﺐ ﻓﮭﻲ » ﻗﺮﯾﻦ « اﻹﺧﻮان واﻷﻣﺮﯾﻜﺎن ،وھﻲ ﺻﻠﺐ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﯿﮫ ﻓﻠﻮﻻ وھﻲ أﺻﻮل ،ﺗﺤﻜﻢ ﻃﻮق اﻟﻤﺬﻟﺔ ﺣﻮل
ﻋﻨﻖ اﻟﺒﻠﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﺒﯿﺮوﻗﺮاﻃﯿﺔ اﻟﻔﺎﺳﺪة ،وﺗﺮﯾﺪ ﺧﻨﻖ ﺛﻮرﺗﮭﺎ وﻟﻮ ﺑﺎﻧﺘﺤﺎل ﺻﻔﺎﺗﮭﺎ ،واﻟﺘﻜﻔﯿﺮ ﺑﺤﻠﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﻌﺎﺋﺪ
ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ...
" ﺗﻮﻧﺲ اﻟﻤﺤﺮوﺳﺔ " ..
ﻟﺰھﺮ اﻟﻀﺎوي .
ﻓﻲ " اﻟﺴّﺎﺣﻞ " ﻧﺤﺮث " زﯾﺘﻮﻧﻲ "
ﻓﻲ " ﺻﻔﺎﻗﺲ " ﻧﺴﻘﻲ " َزﻟّﻮزي " ..
وﻋﻞ " ﺷﻄّﻚ " ﻧﻨﺼﺐ " ﻗﯿﻄﻮﻧﻲ "
وﻓﻲ " اﻟﻘﮭﻮة " ﻧﺸﺮب " ﻗﺎزوزي " ..
ﻣَﺤﻤﯿّﺔ ﺗﻮﻧﺲ "....ﻣﺤﺮوﺳﺔ "
ﯾﺤﻤﯿﮭﺎ اﻟﺴﯿّﺪ " ﺳﺎرﻛﻮزي " !!..
ﯾﺤﻤﯿﮭﺎ ..وﯾﺤﻤﻲ " اﻟﺠﺰاﯾﺮ " ..؟!
ﻓﻲ اﻟﻌﮭﺪ " اﻟﺠﻤﮭﻮري اﻟﻤُﻮزي "
واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣَﺎو ﻗﺎﻟﻮا " ..ﻗﺮﯾﺔ " ..
ﻓﻲ ﺣﻜﻢ " اﻟﻄّﻐﻤﺔ " اﻟﻤﺎﻓﯿﻮزي ..
" ﻣَﺸﻜﻲ " واﻟﻌﺐ ..ﻛﻤّﻞ " ﺟَﺮﯾﺔ "
ﯾﺎ ﻣُﻮﻟﻰ " اﻟﻘﮭﻮة " اﻷرَاﺟﻮزي ..
..وﯾﺎ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﺎ ﺗﻨﺎدي رﺟﺎﻟﻚ
ﯾﺤﻤﯿﻜﻲ " اﻟﺮّوﻣﻲ" اﻟﺒﺎرﺑﻮزي ..
..ﯾﺤﻤﯿﻜﻲ " ﺣﺎﻣﻲ ﺑﻨﻐﺎزي "
ﯾﺤﻤﯿﻜﻲ اﻟﺴﯿّﺪ " ﺳﺎرﻛﻮزي " !! ..
ﻗﺘﻠﻮك ﺣﺮﻗﺎ ..وﻗﺘﻠﻨﺎك ﺻﻤﺘﺎ ..
ﺣﻮار ﻣﻊ ﺻﺪﯾﻖ ..
اﻧﺖ ﺗﺮﻣﻲ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﺸﻮﻓﯿﻨﯿﺔ ،ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﺗﺒﯿﻦ ﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن اﻧﺘﻤﺎء اﻻﻧﺴﺎن اﻟﻰ اﺳﺮة او اﻟﻰ ﻗﺮﯾﺔ
او اﻟﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ او اﻟﻰ ﻗﻄﺮ أﻣﺮا ﻋﺎدﯾﺎ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﮫ ﺷﺎﺋﺒﺔ ،وﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﻘﻮل اﻧﮫ ﯾﻨﺘﻤﻲ اﻟﻰ اﻣﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ وﺗﻤﯿﺰت ﺣﻀﺎرﯾﺎ
ﻋﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﻻﻣﻢ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻤﺘﺎزة ﻋﻨﮭﺎ ،واﻧﮫ ﻣﻦ ﺣﻘﮭﺎ ان ﺗﻌﯿﺶ ﺣﺮة ،ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺪاﻓﻊ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ اﻻﻣﻢ ﻋﻦ ﻛﯿﺎﻧﮭﺎ وﺛﺮواﺗﮭﺎ ،
وﺗﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺸﻌﻮب ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺤﺮﯾﺔ و ﺑﻨﺎء اﻟﻌﻼﻗﺖ اﻻﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻟﺮاﻗﯿﺔ ..ﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﺷﻮﻓﯿﻨﯿﺎ ..
وھﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﻮﻣﻲ ھﻮ اﻟﺬي اﻓﺮز اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ام ھﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﻓﺼﻠﻮا ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ..؟؟
وﻛﯿﻒ ﻧﻘﺒﻞ ان ﯾﻜﻮن اﻟﺨﻤﯿﻨﻲ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻼﻣﯿﺔ اﻻﯾﺮاﻧﯿﺔ ،زﻋﯿﻤﺎ ﻗﻮﻣﯿﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﻲ اﯾﺮان ،ورﺟﺐ ﻃﯿﺐ اردﺟﺎن رﺋﯿﺲ
ﺣﺰب " اﺳﻼﻣﻲ ـ ﻻﯾﺖ " ،زﻋﯿﻤﺎ ﻗﻮﻣﯿﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ ،وﻻ ﻧﻘﺒﻞ ﺑﺠﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ زﻋﯿﻤﺎ ﻗﻮﻣﯿﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ
اﻟﻌﺮﺑﻲ ..؟؟
ھﻞ ھﺆﻻء اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻓﻀﻞ ﻣﻨﮫ ﻓﻲ ﺷﺊ ،واﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﺛﻮرﯾﺔ وﻧﻀﺎﻻ ودﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ وﺻﺪﻗﺎ وﻧﺰاھﺔ وأﻣﺎﻧﺔ وﻧﻈﺎﻓﺔ ﯾﺪ ،
وﻣﺒﺎدئ واﺧﻼﻗﺎ ،وﺗﻀﺤﯿﺎت ،واﻧﺠﺎزات ..؟؟
ﻗﺲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﻗﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺤﺠﺔ واﻟﺪﻟﯿﻞ واﻟﻤﻨﻄﻖ ..
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﯿﺎق ،ﯾﻤﻜﻦ ان أﻗﻮل ﻋﻦ اﻻﺧﻮان اﻧﮭﻢ ﻗﻮة اﺻﻼﺣﯿﺔ ،أو رﺟﻌﯿﺔ ،وھﺬا ﺑﺤﻜﻢ ﻣﺎ ﯾﺠﺮي ﻋﻠﯿﮫ ﺳﻠﻮﻛﮭﻢ
واﺳﻠﻮﺑﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ،وﺳﺄﻋﻄﯿﻚ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻤﺎ اﻧﻚ ﻃﻠﺒﺖ ﺑﻨﻔﺴﻚ ..
ﻃﺒﻌﺎ اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻊ اﻻﺧﻮان ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﺗﻮﻧﺲ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﯿﮭﻢ اﻟﺤﻜﻢ ،ﺣﯿﺚ رﻛﺒﮭﻢ اﻟﻐﺮور ﺑﻌﺪ ﻓﻮزھﻢ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﻲ
ﻛﻼ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ ..وﻣﻊ ﺗﻌﺎﻇﻢ اﻻﺣﺪاث ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ وﺳﻮرﯾﺎ واﻟﯿﻤﻦ أﺻﺒﺤﻮا ﯾﺤﻠﻤﻮن ﺑﺎﻣﺒﺮاﻃﻮرﯾﺔ اﺧﻮاﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﯿﺎ ﺷﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ
ﺗﻮﻧﺲ ﻏﺮﺑﺎ اﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺴﻮدان وﻏﺰة ..
ھﺬه اﻟﻘﺮاءة اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻟﻼﺣﺪاث ﺟﻌﻠﺘﮭﻢ ﯾﺘﺤﻮﻟﻮن اﻟﻰ آﻟﺔ ﺑﯿﺪ ﻗﻄﺮ واﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ وﺗﺮﻛﯿﺎ واﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻓﺮﻧﺴﺎ ،وﻏﯿﺮھﺎ
ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﺪﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺘﺤﺮك ،اﻟﺬي ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺑﮫ ﻛﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ..وﻟﻜﻦ اﻣﺎم ﺗﻌﻄﺸﮭﻢ ﻟﻠﺤﻜﻢ ،
داﺳﻮا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﻘﯿﻢ واﻟﻤﺜﻞ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﮭﺎ وﻧﺰﻋﻮا ﺟﺒﺔ اﻟﺪﯾﻦ واﺻﺒﺤﻮا ﻻﺋﻜﯿﯿﻦ وﻋﻠﻤﺎﻧﯿﯿﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﻦ ﯾﺮﻣﻮﻧﮭﻢ ﺑﮭﺬه
اﻟﺘﮭﻢ ..
وﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺧﺪﻋﻮ ﻧﺎﺧﺒﯿﮭﻢ وﻗﻮاﻋﺪھﻢ اﻟﺬﯾﻦ اﺻﺒﺤﻮا ﻣﺸﺮّدﯾﻦ ﻣﺘﺮدّدﯾﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺣﺰب اﻧﺘﮭﺎزي ،وﺑﯿﻦ
ﺣﺮاك اﻟﻤﺮزوﻗﻲ اﻟﺸﻌﺒﻮي اﻟﺬي ﯾﺘﺨﺒﻂ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ وھﻮ ﻏﺎرق " ﻓﻲ رﻛﺒﺔ ﻣﺎء " ..
وھﻨﺎ ﯾﻤﻜﻦ ان ﻧﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺰﯾﺎرات اﻟﻤﻜﻮﻛﯿﺔ ﻟﻘﯿﺎدات اﻟﻨﮭﻀﺔ ﺳﻨﺔ 2011وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ اﻟﻰ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ،وﻣﻨﮭﺎ زﯾﺎرة
اﻟﻐـﻨﻮﺷﻲ اﻟﻰ وﻛﺮ اﻟﻤﻮﺳﺎد اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﻤﻌﮭﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ 30ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ، 2011وھﻮ " ﻣﻌﮭﺪ ﺑﺤـﺚ أﻣﺮﯾﻜﻲ ﺗﺄﺳﺲ ﺳﻨﺔ
1985ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ اﻟﻤﻌـﺮوﻓﺔ اﺧﺘﺼﺎرا ﺑﺄﯾﺒﺎك ،وﻧﺬﻛﺮ ﺗﺼﺮﯾﺤﮫ اﻟﺸﮭﯿﺮ ھﻨﺎك ﻋﻦ
اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻋﻨﮭﺎ ﻓﻲ رده ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ اﻟﯿﮫ " ﻧﺤﻦ ﻻ ﯾﻌﻨﯿﻨﺎ اﻻ ﺷﺄن ﺗﻮﻧﺲ " ..
ﻛﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺬﻛﺮ زﯾﺎرﺗﮫ ﻓﻲ 30 .ﻣﺎي 2013اﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟـﯿﺔ ﺑﻮاﺷﻨﻄﻦ اﻟﻤﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻌﻼﻗﺎت
واﻟﺴﯿﺎﺳﺎت اﻟﺪوﻟﯿﺔ ،واﻟﺬي ﯾﺸﺒﮫ ﻓﻲ اھﺪاﻓﮫ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﻲ او اﻟﻤﻌﮭﺪ اﻟﻤﻠﻜﻲ ﻟﻠﺸﺆون اﻟﺪوﻟﯿﺔ
اﻟﻤﺴﻤﻰ اﯾﻀﺎ ﻣﺮﻛﺰ " ﺗﺸﺎﺗﺎم ھﺎوس " ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺬي زاره ﻛﺬﻟﻚ راﺷﺪ اﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻓﻲ 26ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2012ﻟﺘﺴﻠﻢ ﺟﺎﺋﺰ
اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺴﻨﻮﯾﺔ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﮫ ﺻﺤﺒﺔ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﻨﺼﻒ اﻟﻤﺮزوﻗﻲ .وزﯾﺎرﺗﮫ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﺣﺪ اﺑﺮز اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻻﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ
31ﻣﺎي 2013اﻟﻤﺴﻤّﻰ ﺑـ " ﻣﺮﻛﺰ ﺳﺎﺑﺎن ﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ) ، (Sabanوھﻮ ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻔﻜﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت
اﻟﻤﺘﺤﺪة ،ﯾﺪﯾﺮه ﻣﺎرﺗﻦ إﻧﺪﯾﻚ " .اﻟﺬي اﻧﺘﻘﻞ اﻟﯿﮫ ﺑﻌﺪ أن اﺷﺘﻐﻞ ﺳﻔﯿﺮا ﻟﻠﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﺗﻞ أﺑﯿﺐ "..وﯾﺄﺗﻲ ﻣﺮﻛـﺰ
ﺳﺎﺑﺎن ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ أﻗﺴﺎم اﻷﺑﺤﺎث ﺑﻤﻌﮭﺪ ﺑـﺮوﻛﯿﻨﻐـﺰ ..ﺗﺄﺳﺲ اﻟﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ 13ﻣﺎي 2002وﺳُﻤّﻲ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﺘﺒـﺮّع
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻹﻧﺸﺎﺋﮫ ،رﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﯿﮭﻮدي اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ ﺣﺎﯾﯿﻢ ﺳﺎﺑﺎن وﻗﺪ دﻓﻊ 13ﻣﻠﯿﻮن دوﻻر أﻣﯿﺮﻛﻲ ﻻﻧﺸﺎء اﻟﻤﺮﻛـﺰ" ...
) وﯾﻜﯿﺒﯿﺪﯾﺎ ( ...
اﻻ ﯾﺴﺘﺪﻋﻲ اﻻﻣﺮ ﻃﺮح ﺳﺆال ﺟﻮھﺮي :ﻣﺎذا ﯾﺮﯾﺪ اﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻣﻦ زﯾﺎرة ﻣﺮاﻛﺰ اﻻﺑﺤﺎث اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﺑﻜﻞ ﻓﺮوﻋﮭﺎ واﻧﻮاﻋﮭﺎ
؟ ان ﻛﺎن رﺟﻞ ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻟﻤﺎذا ﻻ ﯾﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺖ اﻻﺑﯿﺾ ؟؟
و ﻓﻮق ھﺬا ،زﯾﺎرة ﻣﺎﻛﺎﯾﻦ اﻟﺸﮭﯿﺮة واﻟﺘﻌﻨﯿﻖ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﻣﺴﻠـّﻢ اﻟﺒﻐﺪادي ،ﺣﻤﺎدي اﻟﺠﺒﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ
رﺧﯿﺼﺔ اﻋﺘﺮف ﺑﮭﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺎدة اﻟﺘﺮوﯾﻜﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ..وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﺰﯾﺪ اﻟﺸﺒﮭﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎﻛﺎﯾﻦ ﺑﺎﻻﺧﻮان ،ھﻮ زﯾﺎرﺗﮫ
ﻟﺜﻮار اﻟﻨﯿﺘﻮ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻘﺼﯿﺮ ﻟﺮﻓﻊ ﻣﻌﻨﻮﯾﺎﺗﮭﻢ ..
واﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ھﺬا ﻧﺠﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺘﻤﯿﺰة ﻟﺜﻮار اﻟﻨﯿﺘﻮ ﻣﻊ ﻣﮭﻨﺪس " اﻟﺜﻮرة اﻟﻠﯿﺒﯿﺔ " ھﻨﺮي ﻟﯿﻔﻲ " اﻟﺬي ﯾﻘﯿﻢ ﻣﻌﮭﻢ ﻓﻲ
ﻣﻌﺴﻜﺮاﺗﮭﻢ وﯾﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﯿﺒﺔ اﻟﻰ ﻛﺘﯿﺒﺔ وﯾﻘﻮد آﻟﯿﺎﺗﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﯿﺪان ..ودون ان ﻧﺴﻰ اﻟﺪور اﻟﺮﯾﺎدي " ﻓﻲ اﻟﺜﻮرة اﻟﻠﯿﺒﯿﺔ
" ﻟﻨﯿﻜﻮﻻي ﺳﺮﻛﻮزي اﻟﺬي ﻗﺎﺗﻞ ﺑﺒﺴﺎﻟﺔ ﻻﻓﺘﻜﺎك اﻟﻨﺼﯿﺐ اﻻوﻓﺮ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﻃﻮﻃﺎل ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ..
ﻃﺒﻌﺎ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻻﺧﻮان ﺗﻮﻧﺲ دورا ﻣﺘﻤﯿﺰا ﻓﻲ ﻟﻌﺐ دور اﻟﻮﺳﯿﻂ ﺑﯿﻦ ﻛﻞ اﻻﻃﺮاف ﻣﺴﺘﻐﻠﯿﻦ ﻣﻮﻗﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ
ﺗﻮﻧﺲ ،ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﮭﻢ ﯾﻘﻮﻣﻮن ﺑﺪور اﻟﻜﻮﻣﺒﺎرس ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻻﺧﺮى وأوﻟﮭﺎ ﺳﻮرﯾﺎ ﺣﯿﻨﻤﺎ اﺣﺘﻀﻨﻮا ﺻﺤﺒﺔ اﺣﺰاب
اﻟﺘﺮوﯾﻜﺎ ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑـ " ﻣﺆﺗﻤﺮ أﺻﺪﻗﺎء ﺳﻮرﯾﺎ " اﻟﺬي ااﻧﺘﮭﻰ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻌﮭﺎ ،وﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻷﻧﻈﻤﺔ
اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ وﻗﻄﺮ وﺗﺮﻛﯿﺎ ...ﺛﻢ ﺑﺪأ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻼﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﻀﺦ اﻻﻣﻮال وﯾﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺠﺒﮭﺎت ،ﺑﺘﻜﺘﯿﻜﺎت وأﺳﺎﻟﯿﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﮭﺪف " ﺻﻨﺎﻋﺔ
اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﯾﺔ اﻻﺧﻮاﻧﯿﺔ " ،ﺗﻜﯿﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﻤﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ،وﺗﻜﺘﯿﻚ ﻣﻊ اﻟﻨﯿﺘﻮ واﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ
اﻟﻰ ﻟﯿﺒﯿﺎ وﺳﻮرﯾﺎ ،وﺗﻜﺘﯿﻚ ﻣﻊ اﻹﻋﻼم اﻟﻘﻄﺮي اﻟﺴﻌﻮدي اﻟﻤﺘﺼﮭﯿﻦ ،وﺗﻜﯿﺘﯿﻚ ﻣﻊ اﻷﺣﺰاب ،وﺗﻜﺘﯿﻚ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس اﻟﻐﻼﺑﺔ
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺴﺘﻐﻠﻮن ﻋﻮزھﻢ وﺣﺎﺟﺘﮭﻢ ﺑﺎﻟـ " اﻟﺴﺎﺷﯿﺎت " ..وھﻠﻢ ﺟﺮ ..ﻃﺒﻌﺎ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﻣﺎﻋﻨﺪھﻤﺶ ھﺬه اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ ،
وﻣﺎﻋﻨﺪھﻤﺶ ازدواﺟﯿﺔ اﻟﺨﻄﺎب ..ﻻزم ﯾﻜﻮﻧﻮا ﺻﻔﺮ ﻓﺎﺻﻞ ..
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﻤﺸﻜﻞ ..؟؟ ھﻮ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﻣﺎذا ﺗﺠﺪ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﻜﻮن اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺘﻌﻔﻦ ..؟؟ ﺳﺘﺠﺪ اﻟﻄﻔﯿﻠﯿﺎت ،واﻟﺤﺸﺮات
واﻟﺠﺮاﺛﯿﻢ ..
ﻟﻜﻦ اﻧﺖ ﺳﺎﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ اﻻﺧﻮان ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ..ﻛﯿﻒ اﻧﻘﻠﺒﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة ؟؟
ﺳﺄﻋﻄﯿﻚ ھﺬه اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ اﻻﺧﻮان ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة ﺑﺎﺳﺒﻮع ﺗﺆﻛﺪ ان اﻻﺧﻮان ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﺜﻮرة ،وھﺬا
ﺑﺎﻋﺘﺮاﻓﮭﻢ ..ووﺛﯿﻘﺔ اﺧﺮى ﺗﺒﯿﻦ أھﻢ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻧﻘﻼﺑﮭﻢ وﺳﯿﺎﺳﺎﺗﮭﻢ اﻟﺘﻲ ادت اﻟﻰ ﺛﻮرة 30ﯾﻮﻧﯿﻮ ﻗﺒﻞ ان ﯾﻨﻘﻠﺐ
ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺴﯿﺴﻲ ،ﺣﯿﺚ ﺑﺪأ ﻣﺮﺳﻲ ﺑﺎﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻘﻀﺎء ،ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﺘﻌﺪﯾﻼت ،أو ﺑﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم ﺑﻨﺎﺋﺐ ﻣﻦ اﻻﺧﻮان ،
وإﻟﻐﺎء ﻗﺮارات اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺴﻜﺮي ،وﺣﺘﻰ اﻟﺴﯿﺴﻲ ﻓﻘﺪ ﻋﯿﻨﮫ ﻣﺮﺳﻲ ﺑﻨﻔﺴﮫ ﺑﻌﺪ ان ﻋﺰل اﻟﻤﺸﯿﺮ ﻃﻨﻄﺎوي ..وﻟﻌﻞ اﻛﺒﺮ
ﺗﻼﻋﺐ ﻛﺎن ﻋﻨﺪ إﺻﺪاره " ﻟﻼﻋﻼن اﻟﺪﺳﺘﻮري " اﻟﺸﮭﯿﺮ ﻓﻲ ﺷﮭﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،اﻟﺬي اﺻﺒﺢ ﺑﻤﻮﺟﺒﮫ " ﻓﺮﻋﻮﻧﺎ " وﻟﯿﺲ
رﺋﯿﺴﺎ ،ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻗﺮارات اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﻄﻠﻘﺔ ،و ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻄﻌﻦ ﻣﻦ اي ﺟﮭﺔ ﻗﻀﺎﺋﯿﺔ او دﺳﺘﻮرﯾﺔ !! ..وھﻮ ﻣﺎ ﻓﺠﺮ
ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ أﺣﺪاث اﻻﺗﺤﺎدﯾﺔ اﻟﺘﻲ راح ﺿﺤﯿﺘﮭﺎ اﻟﻌﺸﺮات ..
وﻃﺒﻌﺎ ﻋﻮض ان ﯾﺘﺮاﺟﻊ اﻻﺧﻮان ﻋﻦ ھﺬا اﻟﻨﮭﺞ زادوا ﻓﻲ رﻛﻮب اﻟﻤﻮﺟﺔ وﺗﻨﻜﺮوا ﻟﻠﻮﻋﻮد اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻮھﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﮭﻢ
ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﻣﻊ اﻻﺧﻮان ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ،ﺛﻢ ﺑﺪأوا ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ أﺧﻮﻧﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ..وﻣﺎرﺳﻮا اﻟﺘﮭﯿﯿﺞ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ،واﻹﻋﻼم ،وأﻗﺼﻮا
ﻛﻞ ﺧﺼﻮﻣﮭﻢ اﻟﺬﯾﻦ ﺳﺒﻘﻮھﻢ اﻟﻰ اﻟﺜﻮرة ..ﺛﻢ ﺧﺘﻤﻮھﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﺘﻄﺮف واﻟﻤﺜﯿﺮ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﺿﺪ اﻟﺸﯿﻌﺔ ، ،ﻣﺜﻞ ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت
ﺧﯿﺮة اﻟﺸﺎﻃﺮ ،وﺗﺼﺮﯾﺤﺎت اﻟﻘﺮﺿﺎوي وﻓﺘﺎوى ﻓﻲ ﺗﻜﻔﯿﺮھﻢ اﻟﺼﺮﯾﺢ ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﮭﺠﻤﺔ اﻟﺮھﯿﺒﺔ ﻟﺸﯿﻮخ اﻟﻮھﺎﺑﯿﺔ
ﻣﺜﻞ ﺣﺴﺎن واﻟﻌﺮﯾﻔﻲ وﻏﯿﺮھﻢ اﻟﺘﻲ ادت اﻟﻰ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺤﺎد داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻛﺎد ان ﯾﻔﺠﺮ ﻓﺘﻨﺔ ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ ،ﺑﻌﺪ وﻗﻮع أﺣﺪاث
اﻟﺴﺤﻞ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ..
وﺑﻌﺪ ھﺬا ﻛﻠﮫ ﻟﻢ ﯾﺘﻮﻗﻒ اﻻﻣﺮ ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﺗﻌﺪاه اﻟﻰ اﺣﺘﻀﺎن ﻣﺼﺮ ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ " ﻋﻠﻤﺎء اﻻﻣﺔ " اﻟﺬي ﺣﻀﺮه ﻛﻞ ﺷﯿﻮخ
اﻟﺘﻄﺮف ﻣﻦ ﻛﻞ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ،واﻟﺬي أﻓﺘﻮا ﻓﯿﮫ ﺑﺎﻟﺠﮭﺎد ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﻞ ﺿﺪ " اﻟﻨﻮاﺻﺐ " و " اﻟﺮاﻓﻀﺔ " ﻛﻤﺎ
ﺳﻤﺎھﻢ اﻟﺒﯿﺎن اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ،ﻛﻤﺎ أﻓﺘﻮا ﺑﻮﺟﻮب ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺎل واﻟﺴﻼح واﻟﻨﻔﺲ ،وھﻢ ﯾﺮدّدون آﯾﺎت اﷲ ﻓﻲ ﻏﯿﺮ ﻣﻮاﺿﻌﮭﺎ ،
وﯾﻠﺒّﺴﻮن آﯾﺎت اﻟﻜﻔﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ..
ﺛﻢ ﺟﺎء اﯾﻀﺎ ﻣﺆﺗﻤﺮ " اﻻﻣﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﺬي ﺣﻀﺮه ﻣﺮﺳﻲ أﺳﺒﻮﻋﯿﻦ ﻗﺒﻞ ﺛﻮرة ﯾﻮﻧﯿﻮ ، 2013
واﻟﺬي اﻋﻠﻦ ﻓﯿﮫ ﻋﻦ ﻗﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﺳﻮرﯾﺎ ،وﻋﻦ اﻋﻼن اﻟﺠﮭﺎد وﻣﺪ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﯿﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼح ..
ﻃﯿﺐ ﻟﻨﺴﻠﻢ ﺑﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري دﯾﻜﺘﺎﺗﻮرا ،ھﻞ ﻧﺸﻦ ﺣﺮﺑﺎ ﺷﻌﻮاء ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ﻧﺠﻠﺐ ﻟﮭﺎ اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﯿﻦ ﻣﻦ ﺷﺘﻰ اﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻟﺘﺨﺮﯾﺒﮭﺎ ؟؟
ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻓﻌﺎن ،واﻻﻟﺒﺎن ،واﻟﺼﺮب ،ودول اﻟﺒﻠﻘﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻞ ﻣﻘﺎﺗﻠﯿﻦ ﻟﺴﻮرﯾﺎ ﺑﺎﻟﺜﻮرة ؟؟ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺴﺎن
واﻟﻘﺮﺿﺎوي واﻟﻌﺮﯾﻔﻲ اﻟﺬﯾﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻲ اﺣﻀﺎن اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ ،ﯾﻔﺘﻮن ﺣﺘﻰ ﺑﻤﻨﻊ اﻟﻤﺴﯿﺮات ،ﺑﺎﻟﺜﻮرة ؟؟ وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ
دوﻟﺔ ﻗﻄﺮ واﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺜﻮرة واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،وھﻤﺎ اﻟﺪوﻟﺘﺎن اﻟﻠﺘﺎن ﻻﺗﺮى ﻓﯿﮭﻤﺎ ﺷﻌﻮﺑﮭﻤﺎ ﺻﻨﺎدﯾﻖ اﻻﻗﺘﺮاع اﻻ ﻓﻲ
ﻧﺸﺮات اﻻﺧﺒﺎر ...؟؟
وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﺑﺮﻧﺎرد ھﻨﺮي ﻟﯿﻔﻲ ،وﺳﺎرﻛﻮزي وﺟﻮن ﻣﺎﻛﺎﯾﻦ ﺑﺎﻟﺜﻮرﺗﯿﻦ ﻓﻲ ﺳﻮرﺳﺎ وﻟﯿﺒﯿﺎ ؟؟ ھﻞ ﺳﻮرﯾﺎ ﯾﻨﻘﺼﮭﺎ
اﻟﺮﺟﺎل ،او ﻟﯿﺒﯿﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﺎﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺗﺰﻗﺔ وﺑﺤﻠﻒ اﻟﻨﯿﺘﻮ ؟؟
ﻃﯿﺐ وﻟﻨﺴﻠﻢ ﺟﺪﻻ ان اﻟﻨﻈﺎﻣﯿﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﯿﺒﯿﺎ وﺳﻮرﯾﺎ واﺟﮭﺎ اﻟﺜﻮرﺗﯿﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮة ،ﻟﻤﺎذ دﻓﻊ اﻻﺧﻮان ﺣﻠﻔﺎﺋﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم
اﻟﻘﻄﺮي واﻟﺴﻌﻮدي اﻟﻰ ﻋﺴﻜﺮة اﻟﺜﻮرة ؟؟
ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻛﯿﻒ ﯾﻘﺪر اﻟﻨﺎس اﻟﻌﺰل ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻘﻤﻊ ؟؟
اﻟﯿﺲ ھﺬا ﺣﺎل اﻟﺜﻮرات ..؟؟ أﻻ ﯾﻜﻮن ﻟﻠﺜﻮرات ﺿﺤﺎﯾﺎ ﺷﮭﺪاء ؟؟ اﻻ ﯾﻜﻮن ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺜﻮرات اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ اﻗﻞ
آﻻف اﻟﻤﺮات ﻣﻦ اﻟﻌﺪد ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮة ..؟؟
ﺛﻢ ﻣﺎذ ﯾﻔﻌﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮري ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﮭﺎﺟﻤﮫ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﺘﻜﻔﯿﺮﯾﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮب وﺣﺪب ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﻌﺸﺮات اﻟﺪول اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ
اﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة اﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ؟؟ ھﻞ ﯾﺒﻘﻰ ﻣﻜﺘﻮف اﻻﯾﺪي ؟؟ اﻻ ﯾﻌﻄﻮﻧﮫ اﻟﻤﺒﺮر ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ ..وھﻞ ھﺆﻻء ﯾﺤﻤﻠﻮﻟﻦ
ﻣﺸﺮوﻋﺎ ﺛﻮرﯾﺎ ،ﺗﻘﺪﻣﯿﺎ اﻓﻀﻞ ﻣﻨﮫ ﺣﺘﻰ ﻧﺪﻋﻤﮭﻢ ؟؟ ﯾﻌﻨﻲ ﻣﺜﻼ ﻣﺎذا ﺳﯿﻐﯿﺮوا ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﺮﯾﺎت ،وﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺣﻘﻮق
اﻻﻧﺴﺎن ،وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ؟؟ ھﻞ ﯾﻌﺘﺮﻓﻮن ﺑﺎﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﺻﻼ ..وھﻞ ﺳﯿﻘﯿﻤﻮن دوﻟﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت ،ودﺳﺎﺗﯿﺮ ؟؟
ﻟﻤﺎذا ﯾﻘﻮم اﻻﺧﻮان وﺣﻠﻔﺎﺋﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﻤﯿﻠﺔ ﺻﺪﯾﻘﺔ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﺑﺪﻋﻢ اﻟﺜﻮرة ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻮﺟﮫ ..
اﻧﮫ اﻟﺴﻌﻲ اﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ دون اﻻﻟﺘﻔﺎت اﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻜﺎرﺛﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺘﻤﻊ ..
وﻋﻠﻰ ذﻛﺮ دوﻟﺔ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ :ﻟﻤﺎذ ﻻ ﻧﺮى وﻟﻮ رﺻﺎﺻﺔ واﺣﺪة ﻣﻮﺟﮭﺔ اﻟﻰ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ..؟؟
ﻃﺒﻌﺎ ﻛﻞ واﺣﺪ ﺷﯿﻄﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺟﯿﺒﺔ ،اﻟﻨﺎس اﻟﻜﻞ راﻛﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ واﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ..
ﻟﻜﻦ ھﺎ ﻗﺪ ﺟﺎءﺗﮭﻢ اﻟﺜﻮرة ﻻﯾﺪﯾﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ و ﻣﺼﺮ ..ﻋﻼش ﻣﺎ ﻃﻤﻨﻮش ؟؟ وﻟﻤﺎذا ﺳﻠﻤﻮھﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ذھﺐ ﻟﻠﻘﻮى
اﻟﺮﺣﻌﯿﺔ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ؟؟
اذا ﻛﺎن اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻤﺘﻨﻮر ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺤﺴﻦ ﺻﻨﻌﺎ ﻓﻲ ﻇﺮف اﻟﺴﻠﻢ ،واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ،واﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ
واﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ھﺬﯾﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ ،ﻓﮭﻞ ﺳﯿﻜﻮن اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻈﻼﻣﻲ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮي اﻓﻀﻞ ﻣﻨﮫ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ أو ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﺪﺧﻞ
اﻟﺨﺎرﺟﻲ واﻟﮭﯿﻤﻨﺔ واﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ..؟؟
ﻃﯿﺐ ﻣﺎﻻ ﻋﻼش ﯾﺴﺒﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ؟؟
اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ﻛﺎﻧﻮا وﻗﻮد اﻟﺜﻮرات ﺳﻮاء ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ او ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ،و ﻛﺎﻧﻮا ﺿﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ..
وﯾﺸﺮﻓﮭﻢ اﻧﮭﻢ ﺿﺪ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺗﺤﺖ اي ﻋﻨﻮان ،وﺿﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺸﺒﻮھﺔ ،وﺿﺪ ﻣﮭﺎدﻧﺔ اﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﻋﺖ اﻻﻣﺔ
وﻗﺪﻣﺖ ﻣﻘﺪراﺗﮭﺎ وأراﺿﯿﮭﺎ ﻗﻮاﻋﺪ ﻋﺴﻜﺮﯾﺔ ،وﺿﺪ اﺳﺘﺒﺪاد اﻻﻧﻈﻤﺔ ،ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻣﯿﺔ او اﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ،وﺿﺪ اﻟﻔﺘﻦ ﻓﻲ
اﻻﻣﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻌﺮق او اﻟﺪﯾﻦ او اﻟﻤﺬھﺐ ..واﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ﻣﻊ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﻌﯿﺪا ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺸﻌﺒﻮي ،
ﻓﺎن ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﺻﺮا ﻟﺤﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن وﺻﺪﯾﻖ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﻘﻄﺮي ھﺬا ﻻ ﯾﺴﺘﻘﯿﻢ ،وان ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﺻﺮا ﻟﻼﺳﻼم وﺿﺪ اﻟﺸﯿﻌﺔ ﻓﮭﺬا
ﻻ ﯾﺴﺘﻘﯿﻢ ،وان ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺎﺻﺮا ﻟﻠﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻣﮭﺎدﻧﺎ ﻟﻠﻠﺼﻮص وﻋﺼﺎﺑﺎت اﻟﻨﮭﺐ ﻓﮭﺬا ﻻ ﯾﺴﺘﻘﯿﻢ ..وان ﺗﻜﻮن ﻣﻊ
اﻟﺜﻮرة ﺗﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﻚ اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ھﺬا ﻻ ﯾﺴﺘﻘﯿﻢ ،وان ﺗﻜﻮن ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﺻﺪﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎدﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺎ
ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻻﻣﺔ ﻓﮭﺬا ﻻ ﯾﺴﺘﻘﯿﻢ ،ھﻞ ﯾﻌﻘﻞ ﻟﺤﺰب اﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﺴﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة ان ﯾﻜﻮن ﺻﺪﯾﻘﺎ ﻟﻠﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ..؟؟ او
ﻻﺣﺪ رﻣﻮزھﺎ ﻣﮭﻤﺎ ﻋﻼ ﺷﺎﻧﮫ ..؟؟ وھﻞ ﯾﻌﻘﻞ ﻟﺸﺨﺺ ﺣﻘﻮﻗﻲ ،ﻣﻨﺎﺻﺮ ﻟﻠﺤﺮﯾﺎت ،وﻣﻌﺎدي ﻟﻠﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺔ واﻻﺳﺘﺒﺪاد أن
ﯾﻜﻮن ﻛﻞ أﺻﺪﻗﺎﺋﮫ ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة أو اﻟﻌﺪوة ﻟﺸﻌﻮﺑﮭﺎ واﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻌﺪوھﺎ ..؟؟ وھﻞ ﯾﻌﻘﻞ ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻧﺲ اﻟﺘﻲ
....
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﮭﺪ اﻟﺜﻮرات ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ،ان ﯾﺴﻠﻢ رﺋﯿﺴﮭﺎ وﺳﺎم اﻟﺜﻮرة ﻟﺨﺎدم اﻻﻣﺮﯾﻜﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ واﻟﺴﯿﻠﯿﺔ ..؟؟
وﯾﺴﻠﻢ رﺋﯿﺲ ﺣﻜﻮﻣﺘﮭﺎ رﺟﻼ اﻋﺰﻻ اﺳﺘﺠﺎر ﺑﮭﺎ ..؟؟
ھﻞ ﻗﯿﻢ اﻟﺜﻮرة واﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت ﺗﺘﺠﺰأ ..؟؟
أﺑﺪا ..ﻗﯿﻢ اﻟﺜﻮرة واﺣﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ وﻻ ﺗﺘﺠﺰأ ..ﻟﮭﺬا ﻓﺎن اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺸﻌﺒﻮي ،اﻟﺘﮭﺮﯾﺠﻲ ،واﻟﺘﮭﯿﯿﺠﻲ ﺑﺪون ﻣﻀﺎﻣﯿﻦ
ﺻﺤﯿﺤﺔ ،ﻣﺎ ﯾﺎﻛﻠﺶ ﻣﻌﺎھﻢ ..
اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ﯾﺸﺮﻓﮭﻢ أن ﯾﻜﻮﻧﻮا دﻋﺎة وﺣﺪة ،وﯾﻌﺘﺒﺮون ان اﻛﺒﺮ ﻋﺎﺋﻖ واﻛﺒﺮ ﻋﺪو ﻟﻠﻮﺣﺪة ھﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻻن ﻟﮭﺎ
ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻟﮭﺪف اﻟﺴﺎﻣﻲ ﻟﻠﻮﺣﺪة ،ﻻ ﺑﺪ ان ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻨﮭﺎ وﺗﺴﺘﻤﯿﺖ ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ ..وﺳﯿﺒﻘﻰ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻌﮭﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ
ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﯿﺎﺗﮭﺎ وأﻓﻜﺎرھﺎ ﺣﺘﻰ وان ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻣﯿﺔ ..ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻇﺮوف اﻟﺼﺮاع ﻣﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﯾﺪ ان
ﺗﺤﺘﻞ او ﺗﻨﮭﺐ ،وﺗﻐﯿﺮ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﯿﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺑﮭﺎ ﻓﮭﺬا ﻻ ﯾﻘﺒﻠﮫ اﻟﻘﻮﻣﯿﻮن ،ﻣﮭﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺗﺤﺖ
ﺣﻜﻢ اﻹﺧﻮان ،أو ﺗﺤﺖ اي ﻧﻈﺎم آﺧﺮ ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻄﺮي ﻧﻔﺴﮫ ،ﻻﻧﮭﻢ ﯾﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ اﻷوﻃﺎن ووﺣﺪﺗﮭﺎ
وﺣﺮﯾﺘﮭﺎ ..واﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﻲ ﯾﺤﺐ ﯾﻌﻤﻞ ﺛﻮرة ﯾﺼﻨﻌﮭﺎ ﺑﻨﻔﺴﮫ ،إﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻓﻠﯿﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﯾﻘﺪر ﻋﻠﯿﮫ دون اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻟﺨﺎرج ،وﻟﻌﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﺜﺎل ﯾﺒﯿﻦ ﻣﺼﺪاﻗﯿﺔ ھﺬا اﻟﻘﻮل ھﻮ ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ودﻋﻤﮭﻢ اﻟﻼﻣﺤﺪود ﻟﻠﺜﻮرﺗﯿﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺮ
،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﻤﺠﮭﻮد اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻟﻠﺜﻮرة ..
ﺗﻠﻚ ﺛﻮاﺑﺖ ﻻ ﺗﻨﺎزل ﻋﻨﮭﺎ ،وﻗﺪ ﺗﺠﺪ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ وﻣﺴﺎﺋﻞ ﻓﺮﻋﯿﺔ وﻟﻜﻨﮭﻢ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻔﻮن ﻓﻲ اﻟﺠﻮھﺮ ..
ھﺬا ھﻮ اﻟﻮاﻗﻊ ..واﻟﻠﻲ ﯾﺤﺐ ﯾﺤﺎﺳﺐ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﯾﺤﺎﺳﺒﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﺧﻠﻔﯿﺘﮭﻢ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ، ،وﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺮﺟﻌﯿﺎﺗﮭﻢ ،اﻣﺎ
اﻟﺘﻠﺒﯿﺲ ﻓﻼ ﯾﺠﺪي ﻧﻔﻌﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻇﯿﻒ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،ﻻن اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ ﻣﺘﺄﻛﺪﯾﻦ ان ﻛﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻌﮭﺎ اﻷﺑﻮاق اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ
و اﻟﺪﻋﺎﺋﯿﺔ ﺑﻘﺪرة اﻟﻤﺎل اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ،ﺳﺘﺨﺴﻒ ﺑﮭﺎ اﻻرض ﯾﻮﻣﺎ ﻣﺎ وﺗﻨﻜﺸﻒ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ..
ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘﻮل ،ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺛﻮرﺗﯿﻦ ﺣﻘﯿﻘﯿﺘﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺿﯿﻌﮭﻤﺎ اﻹﺧﻮان وﺷﺮﻛﺎﺋﮭﻢ ﺑﻐﺒﺎﺋﮭﻢ وﻃﻤﻌﮭﻢ ،وﺿﯿﻌﻮا
اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل
اﻧﻔﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻌﺎﻣﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﺜﻮرة ﻛﻐﻨﯿﻤﺔ وﺗﺠﺎھﻠﻮا اﻟﻤﻨﺎخ اﻟﺰﻋﯿﻢ
اﻟﻨﺎﺻﺮ .اﻟﺨﻔﯿﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ
ﻋﺒﺪ اﻻﯾﺎدي
ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﯿﮫ
اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺬي
اﻟﻌﻤﯿﻘﺔ ـ ﻓﺘﺴﺒﺒﻮا ﻓﻲ ﺧﺮوج اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ اﯾﺪي اﻟﺜﻮار واﻧﺘﻘﺎﻟﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﻌﺼﺎﺑﺖ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ..
اﻛﺘﻔﻲ ﺑﮭﺬا ،ﻣﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ :
1ـ وﺛﯿﻘﺔ 19ﯾﻨﺎﯾﺮ 2011ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ اﻻﺧﻮان ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة :
/http://www.fichier-pdf.fr/2014/01/25/25-1/preview/page/1
2ـ اﻻﻋﻼن اﻟﺪﺳﺘﻮري اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﺮﺳﻲ ﻓﻮق اﻟﺠﻤﯿﻊ :ﻣﻘﺎل ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان " :ﻟﻤﺎذا ﺗﺴﺒﺐ اﻹﻋﻼن اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻟﻠﺮﺋﯿﺲ
ﻣﺮﺳﻲ ﻓﻲ اﻧﻔﺠﺎر اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻣﺼﺮ "
3ـ اھﻢ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﻲ ادت اﻟﻰ ﻗﯿﺎم ﺛﻮرة 30ﯾﻮﻧﯿﻮ :
http://www.elwatannews.com/news/details/761050
4ـ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺘﺤﺮﯾﻀﻲ واﻟﺘﮭﯿﯿﺞ :
http://islammemo.cc/akhbar/arab/2013/06/13/174087.html
5ـ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻻﻣﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﯾﺔ :ھﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﺘﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ھﺬا ﺣﺘﻰ ﯾﻘﯿﻤﻮا ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات
ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ وﻇﺮوف اﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﺳﯿﺎﯾﺔ ﺣﺴﺴﺎﺳﺔ ؟؟
وﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﻊ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ..ﻋﻠﻰ اﻟﺬﯾﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻟﻢ ﯾﻌﺮﻓﻮا ﻛﯿﻒ ﯾﻘﻮدوا اﻟﺴﻔﯿﻨﺔ ﻟﻠﺨﺮوج ﺑﺴﻼم ،ام ﻧﻠﻘﻲ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺴﯿﺴﻲ ..وﻧﺒﺪو داﺧﻠﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ ..؟؟
ھﺆﻻء أﻋﻄﺎھﻢ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺠﯿﺶ وﻛﻞ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ،وﻋﻨﺪھﻢ ﻗﺎﻋﺪة ﺷﻌﺒﯿﺔ ﻋﺮﯾﻀﺔ ،وﻋﻨﺪھﻢ اﻟﻤﺎل واﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺠﯿﺪة اﻟﻤﻤﺘﺎزة ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﻨﻔﻄﯿﺔ ،وﻋﻨﺪھﻢ ﻛﻞ اﻻﻣﻜﺎﻧﯿﺎت ﻋﻼش ﻣﺎ ﻃﻤﻨﻮش ..؟؟ ﯾﻌﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﮭﻞ أن ﻧﻠﻐﻲ ﻛﻞ ھﺬا
وﻧﻠﻘﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯿﺮ ..؟؟
ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎل اﻟﺘﺎﻟﻲ ) ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺼﺔ اﻻﺳﻼم ( " :اﻟﻘﻮى اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﻣﺆﺗﻤﺮا ﻟﻨﺼﺮة ﺳﻮرﯾﺎ ﺑﺤﻀﻮر
اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺮﺳﻲ " ..
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017