الارادة الوطنية PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: الارادة الوطنية.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 12/03/2017 à 20:52, depuis l'adresse IP 197.1.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 363 fois.
Taille du document: 81 Ko (8 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻹرادة اﻟوطﻧﯾﺔ واﻹرادة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ..
د.ﻋﺻﻣت ﺳﯾف اﻟدوﻟﺔ .
ﻣن ﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت ﻣن ھذا اﻟﻘرن ،
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣدى ﺗﺣﻘﯾق ﺣرﯾﺔ اﻹرادة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ
اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ..
ﻓﻣن ﻗﺑل ،وﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﺧﺎص ،ﻗﺑل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﺧﯾرة ،ﻟم ﯾﻛن
إﺳﻧﺎد اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ أي دوﻟﺔ اﻟﻰ اﻹرادة اﻟوطﻧﯾﺔ ،
أو ﻋدم إﺳﻧﺎدھﺎ ،ﯾﺛﯾر أي ﻟﺑس .ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧﻘﺳﻣﺎ اﻟﻰ دول ﻣﺳﺗﻌﻣرة
ودول ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎر .وﻛﺎﻧت اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرة ﺗﻣﺎرس ﺳﯾطرﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ظﺎھرة ،وﺗﻧﻔذ إرادﺗﮭﺎ ﺗﺣت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘوات
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻣراﺑطﺔ ﻓﻲ ارض اﻟدول اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ .ﻛﺎن ذﻟك ﻋﺻر
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻘدﯾم وأﺳﻠوﺑﮫ اﻟﻣﻛﺷوف ،وﻟم ﯾﻛن اﺣد ﯾﺧطﺊ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ
ﺻﺎﺣب اﻹرادة ﻓﻲ ﺻدور أو ﻧﻔﺎذ أي ﻗرار .ﻓﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل ﻛﺎن
ﺻدور اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﺑدأ ﺑزﯾﺎرة ﻣن ﻣﻣﺛل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرة اﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻟﺗﺑﻠﯾﻐﮫ ﻣﺿﻣون اﻟﻘرار اﻟذي ﯾرﯾد أن ﯾﺻدر .وﻗد ﯾطﻠﺑﮫ ﻛﺗﺎﺑﺔ ،
وﻗد ﯾﺄﺧذ ﺷﻛل اﻟﺑﻼغ اﻟﻌﻠﻧﻲ أو ﺣﺗﻰ اﻹﻧذار اﻟﻣﺻﺣوب ﺑﺗﮭدﯾد ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻘوة ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻣﺻر ﻓﻲ ﻓﺑراﯾر .. 1942أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون
ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻘرارات ﻛﻠﮭﺎ ذات ﻣﺿﺎﻣﯾن ﺗﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن
ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ..
ﺛم ﺟﺎءت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻧﺗﮭت ﺗﺎرﻛﺔ أﺛرﯾن ﺧطﯾرﯾن :
ـ أوﻟﮭﻣﺎ أن اﻟدول اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻗد أﻧﮭﻛﺗﮭﺎ اﻟﺣرب ﻣﺎﻟﯾﺎ
واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ وﺑﺷرﯾﺎ ،وأﺻﺑﺣت ﻓﻲ أﺷد اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﻧﻔﻘﺎت اﻻﺣﺗﻼل
اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻣﺻروﻓﺎت إﻧﺷﺎء اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻓﻛﺎن
ﻻ ﺑد ﻣن أن ﺗﻧﮭﻲ اﻟوﺟود اﻟﻣﺎدي اﻟظﺎھر ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎر ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﮫ ..
ـ ﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﺧروج اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن اﻟﺣرب اﻗوى ﻋﺳﻛرﯾﺎ
وﻣﺎﻟﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣن وﻗت دﺧوﻟﮭﺎ ،وﺗوﻟﯾﮭﺎ ﻗﯾﺎدة اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري
ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻘوى اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻣﻧﮭﻛﺔ ..
وأ ّدى ھذان اﻷﺛران اﻟﻰ ﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺷﻛل اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ..ﻓﮭو
ﻣوﺟود ﻟﻛﻧﮫ ﻓﻲ أﺷﻛﺎل ﺧﻔﯾﺔ ،وﺗﺗوﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﮫ ،
وﻟﻛن ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة .ھذا اﻟﺗﻐﯾﯾر أدى ﺑدوره اﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ
اﻟﺷﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﻌﯾش ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات ،ﻓﻘد ﻛﺳﺑت ﺗﻠك
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات ـ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﮭﺎ أو اﻏﻠﺑﮭﺎ ـ اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟظﺎھرة ،
ﻓﻛﺳﺑت اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟظﺎھر ..أﻋﻧﻲ ﺟﻠت ﻋن أرﺿﮭﺎ اﻟﺟﯾوش اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ،
وﺗﺷﻛﻠت ﻓﯾﮭﺎ ﺣﻛوﻣﺎت " وطﻧﯾﺔ " ،واﺧﺗﺎرت أﻋﻼﻣﮭﺎ ،وأﻧﺷﺄت
ﻋﻼﻗﺎت دﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدول اﻷﺧرى ،وﺗﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻋﺗراف اﻟدول
اﻷﺧرى ﺑذﻟك اﻻﺳﺗﻘﻼل ،وﺣظﯾت ﺑﻣﻘﺎﻋدھﺎ ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ..
وأﺻﺑﺢ اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻛﻠﯾﺎﺗﮫ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ
ﻣﻌﺗرﻓﺎ ﺑﮭﺎ ..وﺑﮫ اﻧﺗﮭﻰ أﯾﺿﺎ ﻋﮭد إﻣﻼء اﻹرادة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ
،وأﺻﺑﺣت ﻛل اﻟﻘرارات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ " ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ "
ﺗﺳﺗﻧد ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل اﻟﻰ اﻹرادة اﻟوطﻧﯾﺔ ..
ﺑﻘﯾت ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺿﻣون ..
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ " اﺳﺗﻘﻠت " ﺷﻛﻼ ﺑﻘﯾت ﺧﺎﺿﻌﺔ "
ﻣوﺿوﻋﺎ " ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎر ﻓﻲ ﺷﻛﻠﮫ اﻟﺟدﯾد .واﻟﺷﻛل اﻟﺟدﯾد ھو اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ .ﻓﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺷﻛﻠﻲ ،أﺻﺑﺣت اﻹرادة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ﻣﺣﻛوﻣﺔ
ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺣﻔﺎظ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ،واﻧﻘﻠﺑت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻰ ﺣﺎرس وطﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎر ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺟﯾوش اﻟﺗﻲ ﺟﻠت ﻋن ارض
اﻟوطن ..وﻛﺎن ھذا أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ إرادة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن ..ﺣﯾث ﺗﺗﺣﻣل
اﻟدول اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف وأﻋﺑﺎء اﻟﺣﻔﺎظ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم ،ﻓﺗﺣﻣل
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗزﯾد ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟرﺑﺢ ..
ﻛﯾف ؟
ﺑـ " اﻟﺳوﺑرﻧطﯾﻘﺎ " .ﻋﻠم اﻟﺗﺣﻛم ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر .وھو ﻋﻠم ﻧﻣﺎ وﻧﺿﺞ
ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺛم اﻣﺗد ﺑﻌدھﺎ ﻟﯾطﺑق ﺑﻧﺟﺎح ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗطﺑﻘﮫ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
ﺑﻣﮭﺎرة ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ .
ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط ﺑﻌﯾد اﻟﻣدى واﺻطﻧﺎع وﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ داﺧل اﻟدول اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ أو
ﺧﺎرﺟﮭﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻓردﯾﺔ وﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋﺎﻣﺔ ..ﻟﯾﺻﻠوا ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﻰ أن " ﺗرﯾد " اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ـ ﺑﻛﺎﻣل اﺳﺗﻘﻼﻟﮭﺎ وﺣرﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻻﺧﺗﯾﺎر ـ ذاك اﻟذي ﯾرﯾده اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرون ..وﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﻋﺟﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ
ﺗﺣت ﻗﯾﺎدﺗﮭﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻧطﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق اﻟذي اﺧﺗﺎرﺗﮫ ،ﺗﺗﻔﺎدى
ﻣﺧﺎطره ،وﺗﻠف ﻣﻊ ﻣﻧﺣﻧﯾﺎﺗﮫ وھﻲ ﺣرﯾﺻﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻘﯾﺎدة ،
ﻣﻔﺗﺣﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾن ﺣﺗﻰ آﺧرھﻣﺎ ،ﻓﺧورة ﺑﺈرادﺗﮭﺎ اﻟﺣرة ،ﺗﺟد ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﯾراد ﻟﮭﺎ أن ﺗﺻل اﻟﯾﮫ ﻣن ﻗﺑل ..ﻓﻣن ﺑﯾن
ﻛل اﻟطرق ﻋﺑد ﻟﮭﺎ طرﯾق ﺑﻌﯾﻧﮫ ..وﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق وﺿﻌت ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻣﺎت :
" ﻣن أﺟل ﺳﻼﻣﺗك ،ھدئ اﻟﺳرﻋﺔ " " ..أﻣﺎﻣك ﻣﻧﺣﻧﻲ ﺧطﯾر "" ..
اﻻﺗﺟﺎه اﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن " " ..اﻟطرﯾق اﻟﺟﺎﻧﺑﻲ ﻣﻐﻠق " ..اﻟﺦ ..وھﻲ اﻟﺗﻲ
اﺧﺗﺎرت ...وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺎرت ...وھﻲ اﻟﺗﻲ اﺣﺗﺎطت ...وھﻲ اﻟﺗﻲ
وﺻﻠت ...وﻟﻛن اﻟﻰ ﺣﯾث ﯾراد ﻟﮭﺎ ..
ﻧﺳﺗطﯾﻊ ان ﻧﺿرب ﻣﻣﺎ ﯾدور ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻋﺷرات اﻷﻣﺛﻠﺔ
ﻣن دول وﻗﺎدة وﺳﺎﺳﺔ وأﺣزاب وأﻓراد وﺻﺣف ..ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺗﺣرك وھﻲ ﻓﻲ
ﻛﺎﻣل وﻋﯾﮭﺎ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻧﻔذ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﻻ ﻣﺎ ﯾراد ﻟﮭﺎ ،وﻻ ﺗﻘف إﻻ
اﻟﻣوﻗف اﻟذي أوﺻﻠﺗﮭﺎ إﻟﯾﮫ ﻗوى ﻋﺎﺗﯾﺔ ﺣرﯾﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﻣس ﻣن ﻗرﯾب
أو ﻣن ﺑﻌﯾد ﺷﻌور اﻻﻋﺗزاز ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل اﻹرادة اﻟوطﻧﯾﺔ ،اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺷﻛﻠﻲ
،ﻣﺎ داﻣت ﺗﻠك اﻹرادة ﺗﺣﻘق ﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﺗرﯾد ..
ھل ھﻲ ﻋﻣﺎﻟﺔ ؟
ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺿرورة .ان اﻟﻌﻣﻼء اﻟذﯾن ﯾﻧﺷطون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﺻﺎدرة
إﻟﯾﮭم ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل أﺟور ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻛﺛﯾرون
ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻟﻛن ﻟﯾس ﻛل ﻣن ﯾﻧﺷط ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﺗرﯾده اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻣﯾﻼ ﻟﮭﺎ .اﻧﮫ ﻓﻘط ﺿﺣﯾﺔ ﻋﺟز ﻛﻔﺎءﺗﮫ ﻋن أدراك أﺻول
وﻣﺧﺎطر ﻟﻌﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻر " اﻟﺳوﺑرﻧطﯾﻘﺎ " ..وﺣﺗﻰ
اﻟﻌﻣﻼء اﻟﺻرﯾﺣون ﻟم ﯾﻌودوا ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘود ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻷطراف
ﻣﻌﻘودة ﻣﻊ ﻣﺧﺎﺑرات اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ .ﯾﻛﻔﻲ ﺑﺄﻟف طرﯾق
وطرق ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،أن ﯾﺳﺗدرج اﻟﻰ ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي أو ﻣﺎﻟﻲ ﻛﺷرﯾك
أو ﺳﻣﺳﺎر أو وﻛﯾل ﻷﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ أو أﻣرﯾﻛﺎ
وأن ﯾﻧﺟﺢ ..أي أن ﯾﻣﻛﻧوه ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﻣزﯾد ﻣن اﻷرﺑﺎح ،ﻟﯾﺟد ﻧﻔﺳﮫ
وﻗد " اﻗﺗﻧﻊ " ﺑﺄن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﺣﻘق اﻻ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر ،ﺛم
ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺑﻲ ،ﺛم ﻣﻊ أﻗوى دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺑﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ،ﺛم ـ
ﻣن أﺟل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ـ ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ أﻣرﯾﻛﺎ ..
ﻓﯾﺻﺑﺢ " ﻋﻣﯾﻼ " ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺑض أﺟر ﻋﻣﺎﻟﺔ ،وﻟم
ﯾﻣل ﻋﻠﯾﮫ أﺣد آراء ،وﻟم ﯾﺣدد ﻟﮫ أﺣد ﻣوﻗﻔﮫ ﺗﺣدﯾدا ﻣﺑﺎﺷرا ..
ﻛﯾف ﯾﻣﻛن اﻻﻓﻼت ..؟
ﺑﻔﮭم اﻷﺻول ﺛم رد اﻟﻔروع اﻟﻰ أﺻوﻟﮭﺎ ..
ﻣن أﺟل ھذا ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺟﺎوز ﻋﻣﺎ ﺗﻌﻠﻧﮫ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻛل اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،ﻋن ﺑواﻋث ﻣواﻗﻔﮭﺎ ﻣن ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ ..ﻧﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎوز ﻋدم اﻟﺗوﻗف
ﻋﻧدھﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ ..ﻣﺎ ﺟدوى اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد ﻣﺎ أﻋﻠﻧﮫ اﻟﻌراق ﻣن
أﻧﮫ ﻗد اﺟﺗﺎح اﻟﻛوﯾت ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻟﻧداء ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻛوﯾت اﻟﺣرة ..أو ﻣﺎ ﯾﻌود
اﻟﯾﮫ ﻣن أن اﻟﻛوﯾت ﺟزء ﻣن اﻟﻌراق ﺑﻌد أن أﺑرم ﺣزب اﻟﺑﻌث اﻟﺣﺎﻛم
ﻧﻔﺳﮫ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺣدود ﻣﻊ اﻟﻛوﯾت ﻋﺎم . 1963وﻣﺎ ﺟدوى اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد
ﻣﺎ أﻋﻠﻧﺗﮫ دول ﻋرﺑﯾﺔ ﻣن أﻧﮭﺎ ﺗداﻓﻊ ﻋن اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻟم ﺗﺳﺣب
ﻗواﺗﮭﺎ ﺑﻌد ان ﺣﺷدت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن اﻟﻘوات ﻣﺎ ﯾﻐﻧﻲ
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻋن أي دﻓﺎع ﻋرﺑﻲ ..أو ﻣﺎ أﻋﻠﻧﺗﮫ دول ﻋرﺑﯾﺔ أﺧرى ﻣن أﻧﮭﺎ
ﺗﺳﺗﮭدف ﺗﺣرﯾر اﻟﻛوﯾت وھﻲ ﻟم ﺗرﻓﻊ إﺻﺑﻌﺎ دﻓﺎﻋﺎ ﻋن ﻓﻠﺳطﯾن أو
ﻟﺑﻧﺎن أو اﻟﺟوﻻن او اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ أو ﻏزة ..
اﻟﺗوﻗف ھﻧﺎ وھﻧﺎك ﻣﺿﯾﻌﺔ ﻟﻠوﻗت ..
أﺟدى ﻣن ھذا وذاك اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ھذه
اﻟﺣرب .ﺛم ﻣﻧذ ﻣﺗﻰ وھو ﯾﺣﺿر ﻟﮭﺎ اﻟﻣﺳرح اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺄن ﯾﺧﻠق ﺑﮭدوء
وﺧﻔﯾﺔ وﺑﺄﺳﻠوب ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر " ﺳوﺑرﻧطﯾﻘﺎ " اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾطﮫ ﻓﻲ
ﺣرﺑﮫ ،ﺑﺷرﻛﺎء ،وﺣﻠﻔﺎء ،اﺧﺗﺎر ﻛل ﻣﻧﮭم ﻣوﻗﻔﮫ ﺑﻣلء إرادﺗﮫ اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﺣرة ..
ﻛﺎﻧت ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﻠﺣرب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻵن أﺛﻧﺎء ﺣرب . 1973ﻓﻘد اﺗﺧذت
اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻠﻧﻔط ﻗرارا ـ ﯾﺗﻧﺎﺳﺎه ﻛﺛﯾر ﻣن ﻛﺗﺎب اﻟﺻﺣف اﻵن
ـ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻻﻧﺗﺎج ﺑﻧﺳﺑﺔ % 5وﺣﺿر ﺑﯾﻊ اﻟﺑﺗرول اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وھوﻟﻧدا اﻟﻰ ﺣﯾن ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻠﺳطﯾن ،ﻓﺗواﻟت دﻻﻻت
اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟﻠﺣرب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻵن وأدﻟﺗﮭﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر :
7 (1أﻛﺗوﺑر 1974ﻧﺷرت ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﯾوزوﯾك اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻘﺎﻻ ﺑﻌﻧوان "
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﮫ " ﺗﻧﺎول ﻓﻛرة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻘوة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ ..
7 (2ﻧوﻓﻣﺑر 1974ﻧﺷرت ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟواﺷﻧطن ﺑوﺳت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻘﺎﻻ
ﻋن اﺳﺗﯾﻼء اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻋﻠﻰ آﺑﺎر اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ واﺳﺗﯾﻼء اﺳراﺋﯾل ﻋﻠﻰ
آﺑﺎر اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﻛوﯾت ..
11 (3ﻧوﻓﻣﺑر 1974ﻧﺷرت ﺟرﯾدة ﻧﯾوﻻدر ﻣﻘﺎﻻ ﺑﻌﻧوان " اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ
ﺣرب ﻧﻔطﯾﺔ " ﻗﺎﻟت ﻓﯾﮫ اﻋﺗﺑﺎر اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ واﺟﺑﺎ وطﻧﯾﺎ
ﺿرورﯾﺎ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﻐرب ..
7 (4ﯾﻧﺎﯾر 1975ﻧﺷرت ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﻲ ھﻧري ﻛﯾﺳﻧﺟر ﻗﺎل
ﻓﯾﮭﺎ إن اﻟﻌﻣل اﻟﻌﺳﻛري ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧﻔط اﻟذي ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺣدﯾث
ﺻﺎﻟوﻧﺎت ﻗد أﺻﺑﺢ اﻵن ﻣوﺿﻊ دراﺳﺔ ﺟﺎدة ..
21 (5ﯾﻧﺎﯾر 1975أﻋﻠن ﺷﯾﻠزﻧﺟر وزﯾر اﻟدﻓﺎع اﻷﻣرﯾﻛﻲ أن ﻋﻠﻰ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أن ﺗﻠﺟﺄ اﻟﻰ اﻟﻘوة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺗﻣﺎل اﺧﺗﻧﺎق اﻗﺗﺻﺎدي
ﻟﻼﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ ..وﺳﺋل اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺟﯾراﻟد ﻓورد
ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎن ھذا اﻻﺳﺗﯾﻼء ﯾﻌﺗﺑر أﻣرا أﺧﻼﻗﯾﺎ ،ﻓﻘﺎل ان اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷري
ﻣﻠﺊ ﺑﺎﻟﺣروب ﻣن أﺟل اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ .
(6ﻓﻲ ﻋدد ﯾﻧﺎﯾر 1975ﻣن ﻣﺟﻠﺔ ﻛوﻣﻧﺗري اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻛﺗب روﺑرت ﺗﺎﻛر
ﻣﺳﺗﺷﺎر روﻧﺎﻟد رﯾﺟﺎن أن ﻋدم اﻟﺗدﺧل ﻟﻼﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﺣﻘول اﻟﺑﺗرول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺳﯾؤدي اﻟﻰ ﻛﺎرﺛﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺷﺑﯾﮭﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
ﻧواﺣﯾﮭﺎ ﺑﻛﺎرﺛﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﺎت ..
) ﻣﻠﺣوظﺔ :ﺗﻣر اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﻧذ ﺑﺿﻊ ﺳﻧوات ﺑﻣﻘدﻣﺎت
ﻛﺎرﺛﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ( .
وﯾﺷرح ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ أﺳﻠوب وﻧطﺎق اﻟﺗدﺧل ﻓﻘﺎل ﺑﻣﺎ ان
اﻟﺗدﺧل ﻣﺳﺗﺣﯾل ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻓﺎن إﻣﻛﺎن اﻟﺗدﺧل ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ وﺟود رﻗﻌﺔ
ﻣﺣدودة ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار ﻛﺎف ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﻧﻔط اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﻣن
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻣﻌروف ،وذﻟك ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟرﻗﻌﺔ
ﻓﻲ ﻛﺳر طوق اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ وﺗﺣطﯾم ﻗﻠب اﻻﺣﺗﻛﺎر ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ
،وأن ھذه اﻟﺷروط ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ اﻟﻛوﯾت .
(7ﻓﻲ ﻓﺑراﯾر 1975ﻧﺷرت اﻟﺳﻧداي ﺗﺎﯾﻣز ﺗﻘرﯾرا ﻗﺎﻟت ﻓﯾﮫ إن ﻣﺟﻠس
اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﻋد دراﺳﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻟﺧطﺔ
ﺳرﯾﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ وﺿﻌﺗﮭﺎ وزارة اﻟدﻓﺎع أطﻠﻘت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﺳم اﻟﺷﻔري "
اﻟﺧﯾﺎر اﻟراﺑﻊ " ﻟﻐزو ﺣﻘول اﻟﻧﻔط اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوب ﺣرب أﺧرى
ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط .
(8أول ﺳﺑﺗﻣﺑر 1975اﻧﺗﮭت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺈﺑﻌﺎد ﻣﺻر ﻋن اﻟدول
اﻟﻌرﺑﯾﺔ " ﺧطوة ﺧطوة " ﻗﺑل ﻣوﻋد اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺣدد ﻟﮫ
دﯾﺳﻣﺑر 1975ﻟﺣل ﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻧزاع ،وذﻟك ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺻر
ﻣﻧﻔردة وﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﺗﺿﻣﻧت إﻧﮭﺎء اﻟﺣرب واﻻﻋﺗراف ..
وﻛﺎن ﺧروج ﻣﺻر ﻣن اﻟﺣﻠف اﻟﻌرﺑﻲ أول ﺗﻣﮭﯾد ﻓﻌﻠﻲ ﻟﺗﮭﯾﺋﺔ اﻷرض
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻐزو اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻣﻧطﻘﺔ آﺑﺎر اﻟﺑﺗرول اﻟﻘﺎﺋم ﺣﺎﻟﯾﺎ ..
26 (9ﻣﺎرس 1979اﺗﻔﺎق ﻛﺎﻣب دﯾﻔد ﺑﯾن ﻣﺻر واﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ
وإﻏراء ﻣﺻر ﺑﺈﻏراﻗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺷل ﻣﻘدرﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ أي ﻣوﻗف ﻣﻌﺎد ﻷھداف اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ..
1980 (10ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻌراق وإﯾران ﻋﻠﻰ أن ﯾدﺧﻼ ﻓﻲ ﺣرب ﺗﻧﮭك
وﺗﺳﺗﮭﻠك ﻗوﺗﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻹﺧراﺟﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ ـ وھﻣﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎن رﺋﯾﺳﯾﺎن ﻟﻠﺑﺗرول ـ
ﻣن اﻟﺗدﺧل ﻟﻌرﻗﻠﺔ أو إﺣﺑﺎط اﺳﺗﯾﻼء اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﻠﻰ آﺑﺎر اﻟﻧﻔط
ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺞ ..
23 (11ﯾﻧﺎﯾر 1980إﻋﻼن اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻛﺎرﺗر ﺑﺄن اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ
ﯾﻣﺛل ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺣﯾوﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﻗوة
ﻟﻠﺗدﺧل اﻟﺳرﯾﻊ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳﮭﯾﻼت ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ
وإﻋﻼن واﯾﻧﺑرﻏر وزﯾر اﻟدﻓﺎع ﺗﺷﻛﯾﻠﮭﺎ وﺗﺷﻛﯾل ﻗﯾﺎداﺗﮭﺎ ﻓﻲ أول ﯾﻧﺎﯾر
1983وﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ..
(12ﺗﻘوم اﻟﻛوﯾت ﻣﻧﻔردة ﺑﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻗواﻋد اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﯾن
أﻋﺿﺎء اﻷوﺑﯾك ،ﻓﺗﺿرر اﻟﻌراق ..ﻻ ﺗﺟدي ﻣﺣﺎوﻻت اﻻﺗﻔﺎق ...ﺗﮭﺎﺟم
اﻟﻌراق اﻟﻛوﯾت ..ﻓﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ﻗوات اﻟﺗدﺧل اﻟﺳرﯾﻊ ...اﻟﺦ ..
ﻓﺗﺄﺗﻲ اﻟﻘوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ..
ﻧﺳﺄل اﻵن :ﻟﻣﺎذا ..؟
اﻟﺟواب واﺿﺢ ..ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﮭدف اﻟذي ﺗﺣدد ﺧﻼل ﺣرب . 1973
اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ آﺑﺎر اﻟﻧﻔط اﻟﻌرﺑﻲ .ھذا ھو ﺟذر اﻟﻣوﻗف .ﻛل اﻟﺑﺎﻗﻲ
ﻓروع ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﮫ وﺗﺗﻐذى ﻣﻧﮫ ..وﻛﻣﺎ ھﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟذور ﺗﺑﻘﻰ ﻣطﻣورة
ﺳﺎﻛﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﺗﻛف اﻟﻔروع ﻋن اﻟﺗراﻗص ﻓﻲ اﻟﮭواء ﻓﺧورة ﺑﺄوراﻗﮭﺎ
اﻟﺧﺿراء وﺑﺄزھﺎرھﺎ اﻟﻣﻠوﻧﺔ ﺗظن أﻧﮭﺎ ذوات اﺳﺗﻘﻼل ،وﻻ ﺗﻛف ﻋن
اﻟﺣﻔﯾف وﺟذب اﻧﺗﺑﺎه اﻟﻣﺎرة ..ﻻ ﺑﺄس .اﻟﻣﮭم أﻻ ﺗﻠﮭﯾﻧﺎ ﻋن اﻟﺟذور .
إن أردﻧﺎ أن ﻧطﮭر أرﺿﻧﺎ ،ﻓﻠﻧﻔﻠت ﻣن إﻏراء ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻔروع واﻟﺗوﻗف
ﻋﻧدھﺎ ،وﻟﻧﺟﺗث اﻟﺟذور اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ دﻓﺎﻋﺎ ﻋن اﻟﺛروة
اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺣﻔﺎظﺎ ﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ وﺳﻼﻣﺗﮫ وﺳﻼﻣﮫ ،وﻟن
ﺗﻘوى ﻋﻠﻰ اﺟﺗﺛﺎﺛﮭﺎ إﻻ اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺗداد اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ
ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻧﺎﺳب ..أي أﺳﻠوب ﻣﻧﺎﺳب ..
ھذا ھو اﻟﺣل .
اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌدد 584ﺑﺗﺎرﯾﺦ 5ﻓﺑراﯾر . 1991
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017
اعتاقة من أجل الوحدة 13 février 2017