203 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 203.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 25/11/2015 à 20:27, depuis l'adresse IP 41.226.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 615 fois.
Taille du document: 1.5 Mo (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﺗﺣدي واﻻرادة ..أﯾن اﻟﻌرب ﻣن ھذا ..
ﯾﺷﮭد ﺷﮭر ﻧوﻓﻣﺑر ﻣن ﻛل ﻋﺎم ﻣرور اﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﺳﻘوط ﺟدار ﺑرﻟﯾن اﻟﺷﮭﯾر ،اﻟذي ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ
ﺷﺎھدا ﺣﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﮭزﯾﻣﺔ واﻻذﻻل اﻟذي ﻋﺎﺷﺗﮫ اﻻﻣﺔ اﻻﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد دﺧول اﻟﺣﻠﻔﺎء واﺣﺗﻼﻟﮭم اراﺿﯾﮭﺎ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺛم ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل اﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣﻧﺎطق ﻧﻔوذ ﺗﻘﺎﺳﻣﮭﺎ اﻟﺣﻠﻔﺎء اﻷرﺑﻌﺔ ﻣطﺎﻟﺑﯾن ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺧﺿوع ودﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ..
ﻓﯾﻣﺎ ﺗم ﺗﻘﺳﯾم ﻋﺎﺻﻣﺗﮭﺎ ﻣطﻠﻊ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت اﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﻗﺳم ﺷرﻗﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻼﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ،وﻗﺳم ﻏرﺑﻲ ﺗﺣت ھﯾﻣﻧﺔ
اﻟﻐرب ..
وﻗد ﻋﺎش اﻟﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﮭﯾﺎر واﻟﺗﻔﻛك واﻟﺿﯾﺎع ﺑﻌد اﻟﮭزﯾﻣﺔ واﻟﺗﺟزﺋﺔ وھو ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺣﺻﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ
اﻟﻣﻔروض ،واﻟﺣﺻﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻌﺳﻛري ﺑﯾن ﻣﻌﺳﻛرﯾن ﻣﺗﺻﺎرﻋﯾن ،ﺟﻌﻠوا ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ ﺑرﻟﯾن اﻟﻣﻘﺳﻣﺔ
ﻣﺳرﺣﺎ ﻟﻛل اﻟﺻراﻋﺎت واﻟﻣﻌﺎرك اﻻﺳﺗﺧﺑﺎراﺗﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ..
وﻟﻌل ﻣن أﻏرب ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎه اﻟﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ ﺑﻌد اﻟﺣرب ،ھو ذﻟك اﻟﻔﺻل اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺳﺎﻛﻧﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺑرﻟﯾن اﻟﺗﻲ ﻗﺎم
ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺟدار ﺑﻌزل اﻟﻧﺎس ﺑﻌﺿﮭم ﻋن ﺑﻌض ،ﻓﺣرﻣوا ﻣن اﻗﺎرﺑﮭم وذوﯾﮭم وأﻓراد ﻋﺎﺋﻼﺗﮭم ،وﺟﯾراﻧﮭم واﺻدﻗﺎﺋﮭم اﻟذﯾن
ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﯾﺷون ﻣﻌﮭم ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ واﺣدة ﻗﺑل اﻟﺣرب ..وﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون ﺑﻘﺳوة اﻟﺣرب وﻣﺂﺳﯾﮭﺎ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻛﺎرﺛﯾﺔ واﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻣﮭزوﻣﺔ ،ﺑل زادوھﺎ ﻗﺳوة اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﺗﺑﺎﻋﺎ ﻣﻧذ ﻣؤﺗﻣر ﯾﺎﻟطﺔ ،
ﻋدوﺗﯾن ،ﺑل ﺗﻌدّ اه ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺗوﻗف اﻷﻣر ـ ﻋﻣﻠﯾﺎ ـ ﻋﻧد ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ اﻟﻰ ﺷطرﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﯾن ودوﻟﺗﯾن ّ
اﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻻﺳرة اﻟواﺣدة أﺣﯾﺎﻧﺎ ،واﻻﻗﺎرب ،واﻻﺣﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺷﻘﮭﺎ اﻟﺟدار اﻟﻌﺎزل ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ اﻓرزﺗﮫ ﻣن ﺻراﻋﺎت وﻋداء ﻟم ﺗﻛن ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ
اﻟﺿﺣﯾﺔ ..
وﺑﻘطﻊ اﻟﻧظر ﻋن درﺟﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠ ّ ﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون اﻟﻧﺎزﯾون وﺣﻠﻔﺎﺋﮭم ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،ﻓﺎن اﻟﻌﺑرة ﻣﻣﺎ ﺣﺻل
ﻟﻠﺷﻌب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻗد ﻻ ﯾﻔﮭﻣﮫ ﻓﮭﻣﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ اﻻ ﻣن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﺛﻠﮭم ﻣن اﻟﻣﺂﺳﻲ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷوھﺎ ،وﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻣﺎﺿﯾﮭم ﻣﮭﻣﺎ
اﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻻ ﻟﻠﻌرب اﻟذﯾن ﯾﻌﯾﺷون ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﺗﮭﺎ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﺳواء ﻗﺑل اﻟوﺣدة ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت
ﻣﺟزأة ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﺳﺎطﻊ اﻟﺣﺻري اﻟﻰ " 360وﺣدة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ..ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﮭﺎ اﺳﺗﻘﻼﻻ ﻣطﻠﻘﺎ " ..ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن
اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،أو ﺣﯾﻧﻣﺎ اﺑﺗﻠﯾت ﺑﺎﻻﺣﺗﻼل و اﻟﺗﺟزﺋﺔ واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ واﻟﺿﻌف ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ..وﻟﮭذا ﻓﺎن ﺳﻘوط
ﺟدار ﺑرﻟﯾن ﻓﻲ ﺷﮭر ﻧوﻓﻣﺑر ، 1989وﺗوﺣﯾد أﻻﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻣﺟزأة ﻟﺗﻌود اﻟﻰ ﺻف اﻟرﯾﺎدة واﻟﻘﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،اﻧﻣﺎ ھو ﺣدث
ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻓﻌﻼ ،ﯾﻌﺑر ﺑﻛل وﺿوح ﻋن ﺣﺟم اﻻرادة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺣﺟم اﻟوﻋﻲ واﻟﺗﺣدي اﻟذي ﯾﻣﺗﻠﻛﮫ أﺑﻧﺎء اﻻﻣﺔ
اﻻﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺳﯾﺎﺳﯾﯾن وﺣﻛﺎم وﻣواطﻧﯾن ﻋﻧدﻣﺎ اﻟﺗﻘت ارادﺗﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ اﻧﺟﺎز ﻣﺎ ﯾﺟب اﻧﺟﺎزه ﻻﻋﺎدة اﻻﻣر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻷﻣﺔ
ﺟزأھﺎ أﻋداؤھﺎ ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﻟزﻋﯾم اﻟراﺣل ﺟﻣﺎل ﻋﺑداﻟﻧﺎﺻر ،ﻣﺗﺣدﺛﺎ ﻋن اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ..ﻓﺎﯾن اﻟﻌرب ﻣن ھذا وھم أﺣوج
اﻟﯾﮫ ..؟؟
ﻗﻠﺔ أدب ...
* ﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﺳﺮه ﻛﺎن اﻟﺨﯿﺎر ﺑﯿﺪه .
* ﻛﻠﻧﺎ ﻛﺎﻟﻘﻣر ﻟﮫ ﺟﺎﻧب ﻣظﻠم .
ﻗرأت ﻓﻲ اﻟﻘرآن " :ﺗﺑت ﯾدا أﺑﻲ ﻟﮭب " ،
ﻓﺄﻋﻠﻧت وﺳﺎﺋل اﻹذﻋﺎن
" إن اﻟﺳﻛوت ﻣن ذھب " ..
أﺣﺑﺑت ﻓﻘري ،ﻟم أزل أﺗﻠو " :وﺗب " ،
" ﻣﺎ أﻏﻧﻰ ﻋﻧﮫ ﻣﺎﻟﮫ وﻣﺎ ﻛﺳب "
ﻓﺻودرت ﺣﻧﺟرﺗﻲ ﺑﺟرم ﻗﻠﺔ اﻷدب ،
وﺻودر اﻟﻘرآن ،
ـ ﻣﺎ اﻷﻣر ،ﻟﻣﺎذا ﺗوﻗﺿﻧﻲ ﻣن ﻧوﻣﻲ ھﻛذا ..؟؟
ﻻ ﺗﺧف ،ﻟﻘد أردت أن أﺧﺑرك ﺑﺄن اﻟﯾوم ﻋطﻠﺔ ،
وﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻧﺎم ﻛﻣﺎ ﺗﺷﺎء !! ..
ﻷﻧﮫ ﺣرّ ﺿﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻐب ..
) أﺣﻣد ﻣطر ( .
ﺧطرُ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗطرّ ف اﻟﻌﻧﻔﻲ ﺑﺄﺳﻣﺎء » إﺳﻼﻣﯾﺔ « ،
ﻣوﺟو ٌد ﻓﻌﻼ ً ،وﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻧﻛراﻧﮫ ،وﻻ ﯾﺻﺢّ اﻟﻘول ﻓﻘط إنّ
ھذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ھﻲ » ﺻﻧﺎﻋﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ« ،ﯾﺗمّ اﻵن
ﺗوظﯾﻔﮭﺎ .ﻓﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻷﺳﺎس ،ھﻲ ﺑوﺟود ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻟﻧﻣو ﻣﺛل ھذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ،
ّ
ﺑﻐضّ اﻟﻧّظر ﻋﻣّن ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟزرع ..
وﻋﻣّن ﯾﺣﺻد » اﻟﺛﻣرات « ﻻﺣﻘﺎ ً .ﻓﻠو ﻛﺎﻧت » اﻷرض
اﻟﻔﻛرﯾﺔ« ﻟﮭذه اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻗﺎﺣﻠﺔ وﯾﺎﺑﺳﺔ وﻏﯾر ﻣروﯾّﺔ
ﻣﺣﻠ ّﯾﺎ ً ،ﻟﻣﺎ أﻣﻛن ﻷيّ زرع ﺧﺎرﺟﻲ أن ﯾﻧﺟﺢ أو أن ﯾﺣﺻد
ﺛﻣﺎر ﺷرّ ﻣﺎ ﯾزرع .
إنّ ﺗﻧظﯾم » داﻋش « ﯾﺳﺗﻔﯾد وﯾﻘوى اﻵن ،ﻟﯾس ﻓﻘط ﻣن
دﻋم أرﺑﻌﯾن دوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﻟرﺋﯾس ﺑوﺗﯾن ﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻗﻣّﺔ
اﻟﻌﺷرﯾن ،ﺑل أﯾﺿﺎ ً ﻣن ﻗِﺑَل ﺑﻌض اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،
اﻟذﯾن ﯾﺗﺣدّ ﺛون ﺿدّ ه ﺷﻛﻼ ً وﯾدﻋﻣون ﺿﻣﻧﺎ ً ،وﻟو ﻋن
ﻏﯾر ﻗﺻد ،ﻣﺑرّ رات وﺟوده ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗّﺟﮭون ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﮭم
ﻋدوھم « اﻵﺧر ..
وأﻗواﻟﮭم إﻟﻰ » ّ
وھو ھﻧﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻣن طﺎﺋﻔﺔ أﺧرى أو ﻣذھب آﺧر أو ﻣن
دوﻟﺔ أﺧرى .وطﺑﻌﺎ ً ،ﻓﺈنّ ھذا اﻟﻧوع ﻣن » اﻟدﻋم «
ﻣدان وﯾزﯾد اﻵن اﻟﺷروخ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺑﻧﻲ
ﺳدودا ً ﻣﻧﯾﻌﺔ أﻣﺎم ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗطرّ ف ،ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ،
ﯾرﻓدھﺎ ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣؤﯾّدﯾن .
ظﺎھرة » داﻋش « ،ﺧرﺟت ﻣن وﺣل ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹرھﺎب
ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ،ﻟﺗﻣﺗدّ إﻟﻰ اﻟﻌراق ،وﺗﮭدّ د ﻣﺻﯾر ﻣﻌظم دول
اﻟﻣﻧطﻘﺔ .ﻓﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻵن ،ھﻲ ﻟدى ﻣن ﯾواﺟﮫ ظﺎھرة
»داﻋش« ﻛﺟﻣﺎﻋﺔ إرھﺎﺑﯾﺔ ،وﯾرﻓض ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أﺳﺑﺎب
اﻧﺗﺷﺎرھﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق ،وھﻲ أﯾﺿﺎ ً ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟدى ﻣن
ﯾراھﻧون ﻋﻠﻰ » داﻋش« ﻟﺗوظﯾف أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ
أﺟﻧدات ﻣﺣﻠﯾﺔ أو إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ھم ﻻﺣﻘﺎ ً ﺿﺣﺎﯾﺎ
ﻟﮭذه اﻷﻋﻣﺎل ،وﺳﯾﺣﺗرﻗون أﯾﺿﺎ ً ﺑﻧﯾراﻧﮭﺎ.
وإﺛﻧﻲ أﻛﺛر ﻣن أيﱢ ﺑﻘﻌﺔ ﻋرﺑﯾﺔ أو إﺳﻼﻣﯾﺔ أﺧرى ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم ؟! ..
ﺛمّ أﻟﯾﺳت ھذه اﻟدول ھﻲ اﻟﻣﺟﺎورة ﻟـ »دوﻟﺔ إﺳراﺋﯾل«،
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﺣﻛوﻣﺗﮭﺎ اﻟراھﻧﺔ ﺟﺎھدة ﻻﻋﺗراف ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ
وﻋرﺑﻲ ودوﻟﻲ ﺑﮭﺎ ﻛـ » دوﻟﺔ ﯾﮭودﯾﺔ « ؟! ،ﺛمّ أﯾﺿﺎ ً ،
أﻟﯾﺳت ھﻧﺎك ﻣﺻﻠﺣﺔ إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﺗﻔﺗﯾت ﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﻣﺷرق اﻟﻌرﺑﻲ أوﻻً إﻟﻰ دوﯾﻼت طﺎﺋﻔﯾﺔ وإﺛﻧﯾﺔ ،ﻓﺗﻛون
إﺳراﺋﯾل » اﻟدوﻟﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ « ،ھﻲ اﻷﻗوى
واﻟﺳﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎﻋداھﺎ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ؟!
أﻟﯾس ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ﻟﻣن ﯾﺗﺷﻛّﻛون ﺑﺎﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻟﮭذه
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹرھﺎﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط ﺑﺄﺳﻣﺎء ﻋرﺑﯾﺔ
وإﺳﻼﻣﯾﺔ ،أن ﯾراﺟﻌوا ﻣﺎ ﻧُﺷر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻋن
ﺣﺟم ﻋﻣﻼء إﺳراﺋﯾل ﻣن اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،اﻟذﯾن ﺗمّ
ﻛﺷﻔﮭم ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﻣﻛﺎن ؟! ،أﻟﯾس ﻛﺎﻓﯾﺎ ً أﯾﺿﺎ ً ﻣراﺟﻌﺔ
دور إﺳراﺋﯾل ﺧﻼل اﻟﺣرب اﻷھﻠﯾﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ ،وﻛذﻟك
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺟﺗﮭﺎ ﻣﻧذ ﻋﻘود ﻣﻊ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻌراق
،وھﻲ ﺗﻔﻌل ذﻟك اﻵن ﻣﻊ ﻗوى ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ؟!
ﻓﻣن اﻟﻣﮭمّ اﻟﺗوﻗّف ﻋﻧد ﻣﺎ ﺣدث وﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺧﺎرﺟﮭﺎ ﻣن أﻋﻣﺎل ﻋﻧف ﻣﺳﻠّﺢ ،ﺗﺣت ﻣظﻠّﺔ
دﯾﻧﯾﺔ وﺷﻌﺎرات إﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻣﺎ ھو ﯾﺗﺣﻘّق ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺔ
إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻛﺎﻧت أوﻻ ً ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌـﯾﻧﯾﺎت ،ﺑﺈﺛﺎرة
ﻛﻌدو
ﱟ
ﻣوﺿوع » اﻟﺧطراﻹﺳﻼﻣﻲ « اﻟﻘﺎدم ﻣن اﻟﺷرق ،
ﺟدﯾد ﻟﻠﻐرب ،ﺑﻌد اﻧدﺛﺎر اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ،وﻓﻲ
إﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ اﻹرھﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﺛمّ ﻓﻲ
ﻣﺎ ﻧﺟده اﻵن ﻣن اﻧﻘﺳﺎم ﺣﺎدﱟ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،
ت أھﻠﯾﺔ ذات ﻟون طﺎﺋﻔﻲ وﻣذھﺑﻲ وإﺛﻧﻲ .ﻓﻠم
وﺻراﻋﺎ ٍ
ﺗﻛن ﺻدﻓﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،أن ﯾﺗزاﻣن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻌرب
واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠ ّﮫ ،وﻟﯾس ﺑﺎﻟﻐرب وﺣده ،
ﺑﺎﻹرھﺎﺑﯾﯾن ،طﺑﻘﺎ ً ﻟﻠﺗﻌﺑﺋﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟرت ﻓﻲ
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت .
ﺗﺳﺎؤﻻت ﻋدﯾدة ﻣﺎ زاﻟت ﺑﻼ إﺟﺎﺑﺎت واﺿﺣﺔ ،ﺗﺗﻌﻠ ّق
ﺑﻧﺷﺄة ﺟﻣﺎﻋﺔ » داﻋش« ،وﺑﻣَن أوﺟدھﺎ ودﻋﻣﮭﺎ ﻓﻌﻼً،
وﻟﺻﺎﻟﺢ أي ﺟﮭﺔ أو ﻟﺧدﻣﺔ أي ھدف ! وﻣن ھذه
اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﻣﺛﻼ ً :ﻟِمَ ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ » داﻋش« ،
ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﮫ ذﻟك ﻣن اﻣﺗداد ﻟدول ﺳورﯾﺎ وﻟﺑﻧﺎن واﻷردن
وﻓﻠﺳطﯾن ،وھﻲ اﻟدول اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ً ﺑﺎﺳم »ﺑﻼد
اﻟﺷﺎم ..
ﺣﺑّذا ﻟو ﺗﻛون ھﻧﺎك ﻣراﺟﻌﺎت ﻋرﺑﯾﺔ ودوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺟﺎرب
ﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﻛﺎن اﻟﺑﻌض ﻓﯾﮭﺎ
ﯾراھن ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام أطراف ﺿدّ أطراف أﺧرى ،ﻓﺈذا
ﻋدو ﻟدود .أﻟم ﺗﻛن ﺗﻠك
ﱟ
ﯾﺗﺣول إﻟﻰ
ّ
ﺑﻣن ﺟرى دﻋﻣﮫ
ﻣﺣﺻّ ﻠﺔ ﺗﺟرﺑﺔ »اﻟﻌرب اﻷﻓﻐﺎن« ،ﺧﻼل اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻧواة » اﻟﻘﺎﻋدة «
ﺗوﻟ َد ھﻧﺎك ؟!
وﻣﺎذا ﻛﺎن ﺳﺑب ﻋدم ذﻛر ﺗرﻛﯾﺎ أو اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ أو
دول أﺧرى ،طﺎﻟﻣﺎ أنّ اﻟﮭدف ھو إﻗﺎﻣﺔ » ﺧﻼﻓﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ
« ؟! ،أﻟﯾس ﻻﻓﺗﺎ ً ﻟﻼﻧﺗﺑﺎه ،أنّ اﻟﻌراق ودول » ﺑﻼد
ﺗﻧوع طﺎﺋﻔﻲ وﻣذھﺑﻲ
اﻟﺷﺎم « ،ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ّ
أﻟﯾس ﺳؤاﻻ ً ھﺎ ّﻣﺎ ً اﻵن :ﻟﻣﺎذا ﺗﺷﮭد ﺳورﯾﺎ ھذا اﻟﺣﺎل
اﻟﺳﯾﺊ ﺟدا ً ،وﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﻣﺧﺎطر ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﺷﻌب
واﻟوطن واﻷرض ؟ ﺛمّ أﻟم ﯾﻛن ﻛﺎﻓﯾﺎ ً ﻣﺎ ﺣدث وﯾﺣدث ﻓﻲ
ﻟﯾﺑﯾﺎ ،ﻟﯾﻛون درﺳﺎ ً ﻟﻣن ﻣﺎ زاﻟوا ﻣن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳورﯾﺔ
ﯾطﺎﻟﺑون ﺑﺎﻟﺗدﺧّ ل اﻟﻌﺳﻛري اﻟﻐرﺑﻲ ،وﯾﺻرّ ون ﻋﻠﻰ
إﺳﻘﺎط اﻟﻧظﺎم ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ؟! ،ﻟﻘد ﺳﻘط اﻟﻧظﺎم
اﻟﻠﯾﺑﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺑﻔﻌل ﺗدﺧّ ل » اﻟﻧﺎﺗو « ،وﻗ ُﺗل اﻟﻘذاﻓﻲ
واﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ وأﻋواﻧﮫ ..
ﻓﮭل اﻧﺗﻘﻠت ﻟﯾﺑﯾﺎ إﻟﻰ وﺿﻊ أﻓﺿل ؟ .وﻗد ﻛﺎﻧت ھذه ھﻲ
ﻣﺣﺻّ ﻠﺔ اﻟﺗدﺧل اﻟﻌﺳﻛري اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،
ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ ھذا اﻟﻘرن ) ﺑﻌد اﻟﻌراق ( ،ﻣن أﺟل »ﺗﻐﯾﯾر
ﻧظﺎم « ،وﺗﺣﻘﯾق » اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ « .وﻛﺎﻧت ھذه ھﻲ
ﻧﺗﯾﺟﺔ » ﻋﺳﻛرة « اﻟﺣراك اﻟﺷﻌﺑﻲ ،وﺛﻣن اﻻرﺗﺑﺎط
ﺑﺟﮭﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ .ﻓﺈﻟﻰ أﯾن ﯾرﯾدون دﻓﻊ اﻷﻣور ﻓﻲ
ﺳورﯾﺎ ،ﺑﻌدﻣﺎ ظﮭر ﻓﯾﮭﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻣن
ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺻﻧّﻔﺗﮭﺎ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﻌﺎﻟم ﺑﺄﺳره ﺑﺄﻧّﮭﺎ
»ﺟﻣﺎﻋﺎت إرھﺎﺑﯾﺔ « ،وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺗل ﻋﻣﻠﯾﺎ ً اﻵن ﻓﻲ
ﻣﻌظم اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻣﺎ ﯾُﺳﻣّﻰ ﺑـ » ﻗوى
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳورﯾﺔ «؟!
إنّ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﮭدّ دة اﻵن ﺑﻣﺷروﻋﯾن ﯾﺧدﻣﺎن
اﺳﻣﻌﻲ ﺷوﻓﯾﻠﻧﺎ ﺣل ﻣﻊ
اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ ﺧﻠﻲ اﻟﺟو ﯾرﻛﺢ ..
ﻣزال اﻟﻣﺷوار طوﯾل !! ..
ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ اﻟﺑﻌض :ﻣﺷروع اﻟﺗدوﯾل اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻷزﻣﺎت
ﻋرﺑﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ،ﺛمّ ﻣﺷروع اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ ﻷوطﺎن
وﺷﻌوب اﻟﻣﻧطﻘﺔ .وﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﮫ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗطرّ ف اﻟدﯾﻧﻲ
اﻟﻌﻧﻔﻲ ،ﯾﺳﮭم ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺷروﻋﯾن ﻣﻌﺎ ً ،ﻓﻲ ظل ّ ﻏﯾﺎب
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗوﺣﯾدﯾﺔ .
إنّ ﺗﻧظﯾم »داﻋش« ،ﻣﺻﯾره اﻻﻧﺣﺳﺎر واﻟﺿﻣور ،ﻣﮭﻣﺎ
ﻗوة ﻓﻲ اﻟﻌدد واﻟﻣﺎل واﻟﻌﺗﺎد ،ﻓﮭو ﻛﻣﺛل أﺳﺎﻟﯾﺑﮫ
ازداد ّ
اﻻﻧﺗﺣﺎرﯾﺔ ،ﯾﺣﻣل ﻣﺗﻔﺟّ رات ﺗطﯾﺢ ﺑﮫ وﺑﻣن ﺣوﻟﮫ .ﻟﻛن
ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺳؤال ،ﻣن ھم اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻣﺣﺗﻣل ﺣدوﺛﮭم ﻟﺣظﺔ
وﻗوع اﻟﺗﻔﺟﯾر ! ھل ھﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺑﺷرﯾﺔ ﻣﺣدودة ﻓﻘط ،
أم أوطﺎن وﺷﻌوب ؟!
اﻹﺟﺎﺑﺔ ھﻲ ﻋﻧد ﺷﻌوب اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﺄن ﺗرﻓض ھذه
اﻟﺷﻌوب ﻧﺣـر أوطﺎﻧﮭﺎ وأﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣﻌﺎ ً ،ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻏﺎﯾﺎت ﻻ
ﺗﻣتّ ﺑﺻﻠﺔ إﻟﻰ ﺣﻘوق طواﺋف أو ﻣذاھب أو إﺛﻧﯾﺎت ..أو
ﺣﺗّﻰ ﺣﻛوﻣﺎت وﻣﻌﺎرﺿﺎت !..
ﻻ ،اﻟﺟو ﺑﺎش ﯾرﻛﺢ ،ﻟﻛن
ﻻزم ﻧطﯾﺣوﻟﮭم ﺷوﯾﺔ اﻟﻣورال
ﺑﺎش ﯾﺳﻛﺗو !! ..
ﻋروﺑﺔ ﻓﻠﺳطﯾن . (3) ..
ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻧﺳﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ،ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﻘدس ﻣن طرف ااﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ،داﺧل اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻷﺣزاب
وﻧﺷطﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﯾﺗﻌرض ﻟﮫ ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ ،
ﻣن ﺣﺻﺎر وﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻋﻧﺻرﯾﺔ واﻋﺗداءات ﺳواء ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺻﻠﯾن أوﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻧﯾﯾن ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﺗﺗﻌرض ﻟﮫ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
ﻣن ﻣﺣﺎوﻻت ﺗﮭدّ د ﻓﻌﻼ ﺑﮭدم ﻣﻘدﺳﺎﺗﮭﺎ وﺗﻐﯾﯾر ﻣﻌﺎﻟﻣﮭﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟﺣﻔرﯾﺎت ..وھو ﻋﻣل ﻻزم وﻣطﻠوب ﻓﻲ ﻛل ﺣﯾن
ﻟرﻓﻊ اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ،وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺎت ﺑﻛل اﻧواع اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﺷرﯾﻔﺔ ..ﻏﯾر ان ﻣﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻔطن اﻟﯾﮫ ھو اﻟطرح
اﻻﺟﻣﺎﻟﻲ واﻻطﺎر اﻟذي ﯾﺟب ان ﺗﺗﻧزل ﻓﯾﮫ ﻣﺛل ھذه
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،ﻻن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻘدس ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻗﺿﯾﺔ ﺗﮭوﯾد
ﻟﻠﻣﻘدﺳﺎت ،او ﻣﻧﻊ ﻟﻠﻣﺻﻠﯾن ﻣن آداء ﺷﻌﺎﺋرھم ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﺣل اﻟﻣطﻠوب ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻘدس ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
ﻗﺑﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻣﺳرى ﻟﻠرﺳول اﻟﻛرﯾم ﺻﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻷﻧﮭﺎ ﻓوق ھذا ،ﺟزء ﻣن ﻗﺿﯾﺔ
ﻣرﻛزﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻘدس وﻏزة واﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟﺟﻠﯾل
اﻻﻋﻠﻰ وﻛل اراﺿﻲ ﻓﻠﺳطﯾن اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﯾوم ﺗﺣت اﻟﺳﯾطرة
اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳواﺣل اﻟﺑﺣر اﻻﺑﯾض اﻟﻣﺗوﺳط وﻓﻲ
ﺻﺣراء اﻟﻧﻘب ،وﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﺑر ﻣن ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻗﺑل
اﻻﻧﺗداب اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ،وﻗﺑل اﻟﻐزو اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ اﻟذي اﻧﺗﮭﻰ
ﺑﺎﻗﺎﻣﺔ ھذا اﻟﻛﯾﺎن اﻟﻌﻧﺻري ﺳﻧﺔ .. 1948
ان ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ واﻗﻌﻧﺎ اﻟﯾوم ھو ﺗﻧزﯾل ﻣﺛل ھذه اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﺟوھرﯾﺔ ﻓﻲ اطﺎرھﺎ اﻟﺻﺣﯾﺢ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﺗﻘﺎطﻊ ـ أوﻻ ـ ﻣﻊ
اﻻطﺎر اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟذي ﺻﻧﻊ ھذه اﻷﺣداث ،وﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻠﺗﻘﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻟﻌﺎﻟم ﯾﺗﺟﮫ ﻓﯾﮫ
ـ اﻟﻛل ـ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟﺗﻲ ﻻ ﻣﻛﺎن ﻓﯾﮭﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت
اﻟﻘـزﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ اﻗطﺎرا ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻻ
ﻣﺣﺗﻣﯾﺔ ،ﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﺧﺎﺿﻌﺔ ،ﻣﺳﺗﺳﻠﻣﺔ ،ﻣﺳﺗﻛﯾﻧﺔ ،
ﻣﻘﮭورة ،ﻻ ﺣول ﻟﮭﺎ وﻻ ﻗوة أﻣﺎم ﻣن ﯾﻘﺑل ﺑﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ
ﻣﻘﺎﺑل أن ﯾراھﺎ داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺻورة اﻟﻣذﻟﺔ ،وھو
ﯾوﺟﮭﮭﺎ اﻟوﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ،وﯾﻧﮭب ﻣﻧﮭﺎ ﻛل ﻣﺎ ﯾرﯾد ..
ﻗد ﺗﻛون اﻟﻘدس ﻣﺣطﺔ ﻣن اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدور ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻣﻌﺎرك ﻣﻌزوﻟﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ،وھو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل
ﻣﺄﺳﺎﺗﮭﺎ ﺗﺗواﺻل ﻓﻲ ظل اﻟﻌﺟز اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن واﻗﻊ
اﻟﻌرب اﻟﯾوم ،وھم أﻣﺔ ﻣﺟزأة ،ﺗﻘﻊ ﻟﻘﻣﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻟﻛل
اﻟطﺎﻣﻌﯾن ﻓﻲ اراﺿﯾﮭﺎ وﺛرواﺗﮭﺎ ،وﻓﻲ ظل اﻟﺗﺧﻠف اﻟذي
ﯾﻌﯾﺷﮫ اﺑﻧﺎؤھﺎ ﻓﻼ ﯾﮭﺗدون اﻟﻰ اﻟﺣل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻘﺎدر وﺣده
ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻠﯾﺻﮭم ﻣن ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﮭم ،واﺧراﺟﮭم ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻣن ھذا
اﻟﻣﺄزق اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟذي وﻗﻌوا ﻓﯾﮫ ..
ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ﺟﺎﻧﺑﯾن ﻣﮭﻣﯾن ﻻ ﺑد ﻣن اﻟوﻗوف أﻣﺎﻣﮭﻣﺎ
ﺑﮭﺎ
ﻋﻧد ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻻزﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣرّ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻋﻣوﻣﺎ وھﻣﺎ :
ـ اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﻼم اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻗﯾود
اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ﻟﺗﻛون ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣﮭﻣﺎ
ﻛﺎﻧت اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﺑﯾﻧﮭﺎ وﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣراﺣل اﻟﺗطور اﻟﺗﻲ
ﺗﻣرّ ﺑﮭﺎ ،وھو ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗطﻠب اﺟﺗﮭﺎدا ﻛﺑﯾرا ﺑﺣﻛم ﺟﺎھزﯾﺗﮫ
ووﺿوح ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﮫ ،وھو اﻟﻣﻌروف ﺑـ" اﻟﻣﺣﻛم " ..
ـ اﻟﺟواﻧب اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن وھﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗرﻛﮭﺎ اﻟﺷرع ﻣﺑﮭﻣﺔ ﻟﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ
ﺣﺎﺿرا وﻓق ﻣﺎ ﯾﺗطﻠﺑﮫ اﻟواﻗﻊ اﻟﺧﺎص ﺑﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ
ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑـ " اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﮫ "..
ﻣﻊ اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻛﻼ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟﻧﺎس وﻟﻛن
ﺑﺻورﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن :
ﻗﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻول اﻟذي ﻧﺳﻣﯾﮫ اﻟﻣﺣﻛم ھو ﻣﺷﺗرك ﺑﺣﻛم اﻧﻧﺎ
ﻧﺟﺗﮭد ﻓﻲ ﺗﺑﯾن ﻣﻌﺎﻧﻲ وﻣﺿﺎﻣﯾن اﺣﻛﺎﻣﮫ ﻟﺗﻛون راﺑطﺎ
ﺑﯾﻧﻧﺎ وﻣﻣﯾزا ﻻﻧﺗﻣﺎﺋﻧﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻼﺳﻼم ..ﻓﻧﻛون ﺟﻣﯾﻌﺎ
اﻓرادا ﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼم اﻟﺗﻲ ارادھﺎ ﷲ اﻣﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺟﻣﻊ
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ أي ﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻻرض ..
أﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﯾﺗطﻠب اﻟﺗﻣﻌن واﻟﻧظر واﻻﺟﺗﮭﺎد
ﻓﻲ أﻣور اﻟﺣﯾﺎة ﻓﮭو ﻣﺗروك ﻟﻠﻧﺎس ﻓﻲ زﻣﺎﻧﮭم وﻣﻛﺎﻧﮭم
ﻟﺗﺑﯾن اﻓﺿل ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﺷر أن ﯾﺻﻠوا اﻟﯾﮫ ﺑﻌﻘوﻟﮭم
ﻟﻠﻌﯾش اﻟﻣﺷﺗرك ﻓﻲ ﻛﻧف اﻟﻘﯾم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﻣﻧﺣﮭﺎ ﻟﮭم دﯾﻧﮭم ،وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ان ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣﻘﯾد
ﺑﻘﯾود اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻊ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﮭم ﻛﻣﺎ ھﻲ ،ﻟﯾﻛون ﻧﺟﺎح أول ﺧطوة ﻣن
ﺧطوات اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻼزم ﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
ادراك ﺧﺻوﺻﯾﺎت .اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺳﯾﻣﺎرﺳون ﻓﯾﮫ
.....
اﺟﺗﮭﺎدھم ،ادراﻛﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ..وھﻛذا ﻧواﺟﮫ أﻛﺛر اﻻﺳﺋﻠﺔ
ﺣﺳﻣﺎ ﻣن ھذه اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ :ﻣن ﻧﺣن وﻣﺎ ھو ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ؟؟
اذ ﻻ وﺟود ﻟﻣﺷﻛﻼت ﻣﺟردة ﺧﺎرج اطﺎر اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺣﺗﻰ
وان ﻛﺎﻧت ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﺳﻠﻣﺔ ..
وﺑﮭذا ﻧﻛﺗﺷف ﺑﺳﮭوﻟﺔ ان ﻟﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﮫ وھﻲ
ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻗوﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻧﺎس
ﺗطوﯾر ﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺗﮭم ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻻﻓﺿل ،اﻻ ﺑﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﺗﻠك ،ﻟﺗﻛون راﺑطﺎ وﻣﻣﯾزا ﻟﻼﻧﺗﻣﺎء
اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ اﻟذي أراده ﷲ ﻣﻣﯾزا ﻟﻛل أﻣﺔ ﻣن اﻻﻣم ﻓﻲ أي
ﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض ..
أن ﺗﺣدﯾد اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻗدر
ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷھﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﻲ اﻟﻧﺎس ﻟﺗطوﯾره ﺑﺎﺳﻠوب
ﺻﺣﯾﺢ ،ﻻن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺷرط اوﻟﻲ ﻟﻔﮭم ﻣﺷﻛﻼﺗﮫ ،
وﻓﮭم ﻣﺷﻛﻼﺗﮫ ﺷرط ﻣﺳﺑق ﻻﯾﺟﺎد ﺣﻠوﻟﮭﺎ ،واﯾﺟﺎد
اﻟﺣﻠول ﺛم ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺷرط ﻻزم ﻟﻧﮭوض اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻓﻲ اي ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل ﺗطوره ..
وھﻛذا ﻧﻛﺗﺷف ﺑﺳﮭوﻟﺔ أﯾﺿﺎ اﻻﺳﻠوب اﻻﻣﺛل اﻟذي ﯾﺗوﻗف
ﻋﻠﯾﮫ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻧطﻠق ﻣن وﺿﻌﮫ ﻛﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻣن اﻟﻧﺎس ﻟﮭم اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑواﻗﻌﮭم ،
وﺗﺟﻣﻌﮭم رواﺑط اﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ودﯾﻧﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ،
وﺗﺣرﻛﮭم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻧزﻋﺎت وﺑواﻋث ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺣﺗم
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻻﻟﺗزام ﺑﺂﻟﯾﺎت ﻣﺣددة ﺗﻧظم ﻣﺷﺎرﻛﺗﮭم ﻋﻠﻰ
أوﺳﻊ ﻧطﺎق ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺻﯾره وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻠك اﻟﺷروط اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﺗطوره ،وھو ﻣﺎ ﻧﺳﻣﯾﮫ اﺧﺗﺻﺎرا :ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ..
وﻧﻌﻧﻲ ﺑﮭﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﺑﻌﺎدھﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،
اﻟﻣﺷوھﺔ ..
ّ
وﻟﯾس اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ
ھذا ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﻟﯾﺗطور ..اي اﻧﮫ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج
ﻟﻌﺑﺎﻗرة وﻣﻧظرﯾن ،ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ وﻋﻲ ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء
ووﺿﻊ آﻟﯾﺎت ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ..
ﺻدق ﷲ اﻟﻌظﯾم .
ﺑﺎﺳﻘﺎط ﺟدار ﺑرﻟﯾن ،اﻟﺷﻌب اﻻﻟﻣﺎﻧﻲ ﯾﺻﻧﻊ اﻟﻣﻌﺟزة وﯾﺳﺗﻌﯾد وﺣدة اﻷﻣﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ..
ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ :
ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣراﺣل ﻛﺑرى
و ھدا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻣﻧﮭﺟﻲ ھدﻓﮫ اﻟﻣﺳك ﺑﻧﻘطﺔ اﻟﺑداﯾﺔ واﻟﻧﮭﺎﯾﺔ.
اﻟوﻻدة واﻟوﻓﺎة .ﻓﺎﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗﺎدﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺔ أﺷد
ﺧطورة .و ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻔﺗت ﻗد ﺷﻣﻠت ﻛل ﺷﺊ .وھذا ﯾﻌﻧﻲ أن
اﻟظروف اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣﮭﯾﺄة ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺧﻼق .ﻓﺎﻟﻣطﻠوب
ﺟﮭدا ﻣﺿﺎﻋﻔﺎ ،وﻋﻣﻼ دؤوﺑﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻟﻘوى اﻟوﺣدوﯾﺔ
ﻣن ﺗوظﯾف ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﮭﯾﺎر اﻟذي ﯾﻌﯾﺷﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌرﺑﻲ
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻔرض اﻟﺧﯾﺎر اﻟوﺣدوي ﺑﺄﻗل اﻵﻻم و اﻟﺧﺳﺎﺋر.
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ و ﺗﻣﺗد ﻣن ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻷوروﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ
إﻟﻰ ﺣرب اﻟﺳوﯾس :
ﺗﺑدأ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺛورة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ 1918
و ﺑداﯾﺔ اﻹﻋﻼن ﻋن اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺎ
ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻣن ﺷﺑﮭﺎت ﺳواء ﺑﻧﺎء ﻣﻣﻠﻛﺔ آل ﺳﻌود أو إﻋﻼن
اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻌض اﻟدول ﻣﺻر ﺳورﯾﺎ ﻟﺑﻧﺎن وﻟﻘد ظﮭرت ﻓﻲ
ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺣرﻛﺎت ﺗﺣرر ﻋرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل إﻗﻠﯾم وﺑدت
ﺷﻌﺎرات اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣﺗﻧﺎﻓرة أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﻠﺗﻘﯾﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ
أﺧرى ﻟﻛن أﻏﻠﺑﮭﺎ ﺗدﻋو ﻟﻠﻌروﺑﺔ ،واﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻟم
ﯾﻛن دﻓﺎع ھذه اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣﯾت ﺿد اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ﯾﻧظر إﻟﯾﮫ
ﻣن ﻣﻧظور ﻗطري أو إﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻠﻘد ﻛﺎﻧت ﻛﻠﮭﺎ ﻋروﺑﯾﺔ
اﻟﺗوﺟﮫ إﻻ اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﺳواء ﻛﺎن ﺗﺣت اﻟﺗﺄﺛﯾر
اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ أو ﺗﺣت اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﺎﻧﮫ ﻛﺎن ﻓﻲ أﻏﻠب
اﻷﺣﯾﺎن ﻣن دﻋﺎة اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر .أﻣﺎ ﻗﺎدة اﻟﺗﺣرر
ﻓﻛﺎﻧوا ﯾداﻓﻌون ﻋﻠﻰ ھوﯾﺔ اﻷﻣﺔ و ﻋﻠﻰ ﻋروﺑﺔ اﻹﻗﻠﯾم ﻓﻲ
وﺟﮫ دﻋوات اﻟﺗﻧﺻﯾر واﻟﺗﻐرﯾب .ﻓﻔﻛرة اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
و ﻓﻛرة اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻠﺗﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺑﻧﺎء دوﻟﺔ
ﻋرﺑﯾﺔ .ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻧﮭﺿﺔ ﻏﯾر ﻣﻌزوﻟﺔ ﻋن اﻟوﺣدة ﻛﮭدف
ﻣرﻛزي ﻓﻲ ﻧﺿﺎﻻت ذﻟك اﻟﺟﯾل و إن اﺧﺗﻠﻔت اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت
اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ .ﻓﺎﻟﮭدف واﺣد ھو اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺟﮭﺎز
ﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن و ﯾداﻓﻊ ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم .
ﻓﻔﻲ ﺧﺿم اﻟﻣﻌﺎرك اﻟﻣﺷﺗﻌﻠﺔ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ﺗم إﻋﻼن
اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،و ﻟﻛﻧﮫ اﺳﺗﻘﻼل ﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣل
.ﻓﺗﺣت أﻋﻼم اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻘﯾت
ﻛل ﻣﺻﺎدر اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات واﻟﺑﻧوك وﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن
،وﻛل أدوات اﻹﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ واﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،وﻛل وﺳﺎﺋل
اﻟﺧدﻣﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻼﺣﺗﻛﺎرات
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ .وﻟم ﺗﻛن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺻﺎﺣﺑت ھذا اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟوھﻣﻲ إﻻ ﻧﺳﺧﺔ ﻣﺷوھﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻐرب ،وﺗﻘدم ﻟﻧﺎ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ
أﺣﺳن ﻣﺛﺎل ﻟﮭذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ .
وﻗد ﻛﺎن اﻟﻔﻛر اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ و ﻣﺑﺗﻛراﺗﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣن أول
....
اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ إﻟﻰ آﺧر اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ
ﯾﻌرﺑد ﺑدون ﺷرﯾك ﻓﻲ اﻟرؤوس اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺎرﻏﺔ وﯾﺑﯾﻊ
اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾون أﺻوات اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ وﯾﺷﺗروﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺳوق
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺣرة ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻘﯾت ﻣﻌﺎرك اﻟﺗﺣرر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ
ﺿد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟظﺎھر ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺑﻘﯾت ﻓﯾﮭﺎ ﺟﯾوﺷﮫ
ﻛﺎد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر أن ﯾﺻﻔﻲ ﺣرﻛﺎت اﻟﺗﺣرر ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﯾم
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺣت ﺳﺗﺎر اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ .ﻓﻔﻲ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟزاﺋﻔﺔ اﻟﺗﻲ اﻣﺗدت ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ 1952ﻛﺎﻧت أﻗدام
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أﻛﺛر ﺛﺑﺎﺗﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﻗطﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟﺟﯾوش
ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻼﻣﺎت ظﺎھرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ..
ان اﻟﺳﻔﯾر اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﺛﻠث اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺑﺷرا وﺗﻣﺛل ﻗﻣﺔ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺣﺿﺎري ﻛﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﻛﻠﻣﺔ
اﻷوﻟﻰ واﻷﺧﯾرة ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺻر رﺋﯾﺳﺎ ووزراء
وﻟم ﯾﻛن ﻛل ﺟﮭﺎز اﻟدوﻟﺔ ﻣن أول اﻟﻣﻠك ﻓﻲ ﻗﺻر ﺣﺗﻰ
ﺧﻔراء اﻷﻣن ﻓﻲ اﻟﻘرى إﻻ ﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﮫ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة [8] .
ﻓﺎﻋﻼن اﺳﺗﻘﻼل ﺑﻌض اﻟد ول وإﻋطﺎءھﺎ ﻛرﺳﻲ ﻓﻲ اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ﻻ ﯾﻐﯾر ﺷﯾﺋﺎ ﻣن أن ھذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻧﺎﺷﺊ ھو اﻟﻣوﻟود
اﻟﺷرﻋﻲ ﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﺳﺎﯾﻛس -ﺑﯾﻛو اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟزﺋﺔ
واﻟﺗﻔﺗﯾت .
اﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻛﺑرى أن ھذه اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻣﻔﺎھﯾم اﻟﺣداﺛﺔ
واﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب ،أﺻﺑﺣت ﻓﻲ ﻗطﯾﻌﺔ ﻣﻊ
اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ھﻧﺎك ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
أﺳﺎس ﺗطوره و ﺗﻘدﻣﮫ اﻟﻣﺎدي واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ .ھذا اﻷﺳﺎس ھو
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،وھﻧﺎ ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻟﻧﺎ ﺑوﺿوح اﻟوﺟﮫ اﻵﺧر
ﻟﻠﻐرب ،اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد ھﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺿرب اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﯾﺳﻌﻰ ﻓﻲ ﺗﺣﺎﻟف ﻏرﯾب ﻣﻊ ﻗوى ﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻰ
اﻟﻧﺑش ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻹﻋطﺎﺋﮫ ” ﻣﺿﺎﻣﯾن ﻗوﻣﯾﺔ “
ﺟدﯾدة .و ﻗد اﻧﺗﮭت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﮭزﯾﻣﺔ 1948و إﻋﻼن
ﻗﯾﺎم دوﻟﺔ اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ .و ﻗد أﺛﺑﺗت ھذه اﻟدول ﻋﺟزھﺎ
ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ .
وھﻛذا ﻛﺎﻧت ﺛورة 1952ﺛورة ﺿد اﻟﺣﺿور اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري
اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ،اﻟﺣﺿور اﻟﻌﺳﻛري واﻟﺣﺿور
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ .ﺛورة ﺿد ھزﯾﻣﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ زرع
“ إﺳراﺋﯾل“ ﻓﻲ ﻗﻠب اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،واﻧﻛﺷﺎف ارﺗﺑﺎط ﻋدد
ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘوى اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ .و ﻟﺋن ﺑدأ
اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺛوري ﻣن ﻣﺻر ﻓذﻟك ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟدور اﻷﺳﺎﺳﻲ
واﻟﻣرﻛزي ﻟﻣﺻر داﺧل اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ .ﻓﺑداﯾﺎت اﻟﻧﮭﺿﺔ
اﻧطﻠﻘت أﯾﺿﺎ ﻣن ﻣﺻر ﻟﺗﺷﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ أرﺟﺎء اﻟوطن .
) ﯾﺗﺑﻊ (
اﻟﺧﻔﺎﻓﯾش ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓذﺗﻲ،
ﺗﻣﺗصّ ﺻوﺗﻲ
اﻟﺧﻔﺎﻓﯾش ﻋﻠﻰ ﻣدﺧل ﺑﯾﺗﻲ
واﻟﺧﻔﺎﻓﯾش وراء اﻟﺻّ ﺣف
ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟزواﯾﺎ
ﺗﺗﻘﺻّ ﻰ ﺧطواﺗﻲ
واﻟﺗﻔﺎﺗﻲ
واﻟﺧﻔﺎﻓﯾشُ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد،
ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع ﺧﻠﻔﻲ..
وﻋﻠﻰ واﺟﮭﺔ اﻟﻛُﺗب وﺳﯾﻘﺎن اﻟﺻّ ﺑﺎﯾﺎ،
ﻛﯾف دارت ﻧظراﺗﻲ!
اﻟﺧﻔﺎﻓﯾشُ ﻋﻠﻰ ﺷرﻓﺔ ﺟﺎري
واﻟﺧﻔﺎﻓﯾش ﺟﮭﺎزٌ ﻣﺎ ،ﺧﺑّﻲ ٌء ﻓﻲ ﺟدار.
واﻟﺧﻔﺎﻓﯾشُ ﻋﻠﻰ وﺷك اﻧﺗﺣﺎر.
إﻧّﻧﻲ أﺣﻔرُ درﺑﺎ ً ﻟﻠﻧﮭﺎر !
ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1945ﻗﺳمّ
اﻟﺣﻠﻔﺎء أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ إﻟﻰ 4ﻣﻧﺎطق ﻣﺣﺗﻠ ّﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﻛﯾﺔ ،اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ،ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،وﻓرﻧﺳﺎ
..ﺛم ﺟﺎء ﺟدار ﺑرﻟﯾن ﻟﯾﻛون ﻓﺎﺻﻼ ﺑﯾن ﺷطري ﺑرﻟﯾن
اﻟﺷرﻗﻲ واﻟﻐرﺑﻲ واﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑطول 131.2
ﻛﯾﻠوﻣﺗرا ً ،وﻛﺎنَ اﻟﻐرض ﻣﻧﮫ ﺗﺣﺟﯾم اﻟﻣرور ﺑﯾن ﺑرﻟﯾن
اﻟﻐرﺑﯾﺔ وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ ،وﺑدأ ﺑﻧﺎؤه ﻓﻲ 13آب .1961
أﻣﺎ ﻓﻲ 26ﺣزﯾران ، 1963وﺑﻌدَ ﻋﺎﻣﯾن ﻣن ﺑﻧﺎء ﺣﺎﺋط
ﺑرﻟﯾن ،ﻓﻘد وﻗفَ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﺟون ﻛﯾﻧﯾدي ﻋﻠﻰ ﺑﻌد
ﺧطوات ﻣن ﺑﻠدﯾﺔ " ﺷوﻧﺑﯾرغ " ،ﻣﻌﻠﻧﺎ ً دﻋم ﺣﻛوﻣﺗﮫ ﻟﺑﻧﺎء
اﻟﺣﺎﺋط اﻟذي ﯾﺣﻣﻲ ﻣواطﻧﻲ ﺑرﻟﯾن اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟذﯾن ﻋﺎﻧوا
اﻟﺟوع ﻗﺑل ﺳﻧوات ﻣن ﺣﺻﺎر اﻟﺳوﻓﯾﯾت ،وھﻲ إﺣدى
أوﻟﻰ اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ أﺷﻌﻠ َت اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة واﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ .
وﻋﻠﻰ ﻣدار 25ﻋﺎﻣﺎ ً ﻣن ھذا اﻟﺧطﺎب ،ﺟرى ﺗﺣﺻﯾن
ﺣﺎﺋط ﺑرﻟﯾن ﺑﺎﻷﺳﻼك اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ واﻟﺧرﺳﺎﻧﺔ واﻷﻟﻐﺎم ،
وﻛﻼب اﻟﺣراﺳﺔ وأﺑراج اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺣﺻون ،ﻟﻣﻧﻊ دﺧول
ﻣواطﻧﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﺷرﻗﯾﺔ " اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ " إﻟﻰ اﻟﺷطر
اﻟﻐرﺑﻲ ،وﺑدا ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻟﻣﺎن أﻧﱠﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل اﺧﺗراﻗﮫ
وﺑﻌد ﻋﻘدﯾن وﻧﺻف اﻟﻌﻘد ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﻣن ﺧطﺎب ﺟون ﻛﯾﻧﯾدي
،وﻗفَ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣﯾرﻛﻲ روﻧﺎﻟد رﯾﻐﺎن ﻋﺎم 1987أﻣﺎم
"ﺑراﻧدﻧﺑﯾرغ ﻏﯾت " ﻓﻲ ﺷطر ﺑرﻟﯾن اﻟﻐرﺑﻲ ﺧﻼل اﻻﺣﺗﻔﺎل
ﺑـ 750ﻋﺎﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻣﺗﺣدّ ﯾﺎ ً اﻟزﻋﯾم
اﻟﺳوﻓﯾﯾﺗﻲ ﻣﯾﺧﺎﺋﯾل ﻏورﺑﺎﺗﺷوف ﺑﺄرﺑﻊ ﻛﻠﻣﺎت " :ھﯾﺎ ﻟﻧﮭدم
ھذا اﻟﺣﺎﺋط "..
ﺧﻼل اﻟﻌﺎم 1989اﻧدﻟ َﻌت اﻟﺗظﺎھرات ﻓﻲ ﺷﮭر أﯾﻠول
،ﻓﺎﺳﺗﻘﺎل َ ﻋﻠﻰ إﺛرھﺎ رﺋﯾس اﻟﺷطر اﻟﺷرﻗﻲ إرﯾك ھوﻧﻛر ﻓﻲ
اﻷول ﻣن ﻧﻔس اﻟﻌﺎم ..
ﺗﺷرﯾن ّ
ﻓﻲ 4ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺗظﺎھرَ ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ﻧﺻف ﻣﻠﯾون
ﺷﺧص ﻓﻲ ﺑرﻟﯾن اﻟﺷرﻗﯾﺔ اﺣﺗﺟﺎﺟﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة
ﺑزﻋﺎﻣﺔ إﯾﻐون ﻛرﯾﻧز .
أﻣﺎ ﻓﻲ 9ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻓﺄﻋﻠنَ اﻟﻧﺎطق اﻟرسﻣﻲ وﺳﻛرﺗﯾر
اﻟﻠ ّﺟﻧﺔ اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ﻟﺨﻠﯿﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﻋﺿو اﻟﻣﻛﺗب
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﺣزب اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﺟوﻧﺗر ﺷﺎﺑوﻓﯾﺳﻛﻲ
أﺛﻧﺎء ﺣوار إﻋﻼﻣﻲ ،أنﱠ ﻗﯾود اﻟﺗﻧﻘل ﺑﯾن ﺷطري أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻗد
رُﻓﻌت ﻓﺘﺤﻮل ذﻟﻚ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﻰ ﻓوﺿﻰ ﻋﺎرﻣﺔ أﻣﺎم ﻧﻘﺎط اﻟﻌﺑور
..وﺑدأ ﻣواطﻧون ﻣن اﻟﺷطر اﻟﺷرﻗﻲ واﻟﻐرﺑﻲ ھدم أﺟزاء
ﻣن اﻟﺣﺎﺋط وأﻗﺎﻣوا ﻋددا ً ﻣن ﻧﻘﺎط اﻟﻌﺑور ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ..
ﻓﺳﻘط ﺣﺎﺋط ﺑرﻟﯾن رﻣز ّﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻷﻗل وﻋﻣّت اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت ..
اﻷول ،أﻗﯾم ﺣﻔل ﻓﻲ " ﺑراﻧدﯾﻧﺑرغ ﻏﯾت " أﺣﯾﺎه
وﻓﻲ ﻛﺎﻧون ّ
ﻣطرﺑون ﻣن اﻟﺷطرﯾن ،ﺛﻢ ھُﺪم اﻟﺤﺎﺋﻂ رﺳﻤﯿﺎ ً ﺳﻨﺔ 1991
ﺑﻌد إﻋﺎدة ﺗوﺣﯾد أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ...
طرﯾﻘﺔ اﺣﺗﻔﺎل
اﻟﺷﻌب اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ
ﺑﻣرور رﺑﻊ ﻗرن
ﻋﻠﻰ ھدم ﺟدار
ﺑرﻟﯾن ﺑﺎﺳﺗﺧدام
8000ﺑﺎﻟون
ﻣﺿﯾﺊ ﻋﻠﻰ طول
15ﻛﯾﻠوﻣﺗرا ً
ﻣﻛﺎن اﻟﺟدار
اﻟﺳﺎﺑق ..
إن ﺷﻌﺑﻧﺎ ﯾﻌﺗﻘد ﻓﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﻷدﯾﺎن وھو ﯾﻌﯾش ﻓﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻰ ھﺑطت ﻋﻠﯾﮭﺎ رﺳﺎﻻت اﻟﺳﻣﺎء .إن
ﺷﻌﺑﻧﺎ ﯾﻌﯾش وﯾﻧﺎﺿل ﻣن أﺟل اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﻛﺗﺑﺗﮭﺎ اﻟﺷﻌوب ﺑدﻣﺎﺋﮭﺎ ﻓﻰ ﻣﯾﺛﺎق اﻷﻣم
اﻟﻣﺗﺣدة ،إن ﻓﻘرات ﻛﺛﯾرة ﻓﻰ ھذا اﻟﻣﯾﺛﺎق ﻗد ﻛﺗﺑت ﺑدﻣﺎء ﺷﻌﺑﻧﺎ ،ودﻣﺎء ﻏﯾره ﻣن اﻟﺷﻌوب .
اﻟزﻋﯾم اﻟراﺣل ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر .
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017