القدس137 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس137.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 21/08/2014 à 16:44, depuis l'adresse IP 197.0.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 547 fois.
Taille du document: 3.1 Mo (11 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﺗﺄﺗﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﺗﻤﺮّ ..ﺛﻢ ﺗﻌﻮد ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ..واﻟﻨﺎس ھﻢ
اﻟﻨﺎس ..واﻷﺣﺰاب ھﻲ اﻷﺣﺰاب ..ﻧﻔﺲ اﻟﻜﻼم ،وﻧﻔﺲ
اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ وﻧﻔﺲ اﻟﻐﻤﻮض ﻓﻲ ﻋﯿﻮن اﻟﻨﺎﺧﺒﯿﻦ ..وﻟﻌﻞ أﻛﺒﺮ
دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ھﻮ ﻇﺎھﺮة اﻟﻌـﺰوف ﻋﻦ اﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
،رﻏﻢ اﻟﺘﻤﺪﯾﺪ ﻓﻲ اﻵﺟﺎل ،واﻟﺪﻋﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﻼم ،ورﻏﻢ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﺗﺒﺬﻟﮫ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴﺠﯿﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎس ﻓﻲ
ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ وﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻌﻤﻞ ،وﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﻟﻤﻘﺎھﻲ ،ﺳﻌﯿﺎ
ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺤﺘﺸﻤﺔ اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ اﻟﻰ ﺣﺪ اﻵن ..
ورﻏﻢ ھﺬه اﻟﻀﺒﺎﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﮭﺪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻓﺎن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻃﺮاﻓﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ وﺿﻮح اﻟﺼﻮرة ﻧﮭﺎﺋﯿﺎ
وﻗﺒﻞ اﻻﻋﻼن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ ﺳﻮاء اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ
أو اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ..وﻟﻌﻞ اﻟﻄﺮﯾﻒ ھﺬه اﻟﺴﻨﺔ ھﻮ ارﺗﻔﺎع ﻋﺪد
اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدھﻢ اﻟﻰ ﺣﺪ اﻵن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺛﻼﺛﯿﻦ ﻣﺘﺮﺷﺤﺎ ..وھﻮ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ ﻣﺎ ﯾﺸﺒﮫ ﻃﺮاﻓﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﺮة اﻻﺣﺰاب اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدھﺎ 111
ﺣﺰﺑﺎ ،وﻛﺜـﺮة اﻟﻘﺎﺋﻤﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻞ ﻋﺪدھﺎ اﻟﻰ
1600ﻗﺎﺋﻤﺔ ..
واﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن ھﺬا اﻟﻌﺪد اﻟﮭﺎﺋﻞ اﻟﻤﺴﺠﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرة ،ﺳﻮاء
ﻓﻲ ﻋﺪد اﻻﺣﺰاب ،أو ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﺔ ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﯿﺴﻲ ،ﻛﺎن ﻋﻼﻣﺔ ﺑﺎرزة ودﻟﯿﻼ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﺪة اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﺷﺪة اﻻﻧﻘﺴﺎم ﻓﻲ ﻓﮭﻢ اﻟﻮاﻗﻊ
ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﯿﻦ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻛﻞ ﺣﺰب ﯾﻤﺜﻞ رؤﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﺮؤى اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ رﻏﻢ ان اﻟﻮاﻗﻊ واﺣﺪ ..
وﻛﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ ﻟﮭﺎ ﺗﺼﻮّرات وﺣﻠﻮل ھﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس
ﻣﻮﺟﮭﺔ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﻌﻨﻲ أن اﻟﺤﻠﻮل
اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ واﺣﺪة ..
وﻗﺪ ﻻ ﯾﺨﺘﻠﻒ اﻷﻣﺮ ﻛﺜﯿﺮا ھﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻨﺎﺧﺒﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ وﺟﺪو أﻧﻔﺴﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﯿـﺮة أﻛﺒﺮ ،أﻣﺎم ﺗﻔﺎﻗﻢ
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻔﺸﻞ اﻟﺬرﯾﻊ اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗﮫ
أﺣﺰاب اﻟﺘﺮوﯾﻜﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ،وأﻣﺎم ھﯿﻤﻨﺔ
اﻷﺣﺰاب اﻟﺘﺠﻤﻌـﯿﺔ اﺛﺮ اﻟﺘﺴﻮﯾﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ
اﻣﺘﺪاد ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺤﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺑﻌﺪه ،ذھﺎﺑﺎ وإﯾﺎﺑﺎ إﻟﻰ
اﻟﺴﻔﺎرات اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻗﺒﻠﺔ وﻣﺰارا ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺜﻘﺔ
واﻟﺮﺿﺎ واﻟﺘﺰﻛـﯿﺔ ،ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ أھﺪاف اﻟﺜﻮرة ..
وﻗﺪ ﯾﻜﻮن ارﺗﻔﺎع ﻋﺪد اﻟﻤﺘﺮﺷﺤﯿﻦ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ
،ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻷﺣﺰاب واﻟﺸﺨﺼﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻤﺢ ﻟﻠﻮﺻﻮل
اﻟﻰ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﻏﺮاءات وﺣﻮاﻓـﺰ ..اﻻ
أن ارﺗﻔﺎع اﻟﻌﺪد ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﺳﺎﺋﺪ ﻓﻲ
اﻟﺪول اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،ﯾﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺆﺷﺮات
اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻒ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ أﺣﺰاب وﻧﺎﺧﺒﯿﻦ ..
وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺪﻋﻮ ﻓﻌﻼ اﻟﻰ اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ
ﺑﺪل اﻟﻌـﺰوف ﻋﻨﮭﺎ ..
* إن اﷲ ﯾﻨﺼﺮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓـﺮة وﻻ ﯾﻨﺼﺮ
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻈﺎﻟﻤﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻣﻨﺔ ) .اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﺔ ( .
* أﯾﻦ ﯾﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺤﺐ ﺗﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺤﯿﺎة ) .ﻏﺎﻧﺪي ( .
اﻟﺸﻌﺐ أﻧﺠﺰ ﺛﻮرة ..
ﺿﺤﻜﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻨﺨﺐ
اﺑﻠﯿﺲ ﯾﻌﺠﺰ أن ﯾﺴﺊ ﻟﺜﻮرة
ﻋﺒﺜﺖ ﺑﺜﻮرﺗﻨﺎ اﻟﻨﺨﺐ ..
ﺿﺎﻋﺖ ﺑﻼد اﻟﺸﻌﺐ ﺗﻠﻘﺎء اﻟﻜﺮاﺳﻲ
واﻟﺮﺗﺐ ..
ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻔﺮﻧﻚ واﻟﻤﺄﻣﺮك واﻟﻤﻄـﺒـّﻊ
واﻟﺪﻟﯿﻞ ﺑﻼ ﺳﺒﺐ
اﺑﻠﯿﺲ أدرك ﻋﺠﺰه
ﺟﻤﻊ ﺣﻘﺎﺋﺒﮫ واﻧﺴﺤﺐ ..
) ﺟﻤﺎل اﻟﺼﻠﯿﻌﻲ ( .
اﻟﻘﺎﺿﻲ :أﺧﺮج ﯾﺪك ﻣﻦ ﺟﯿﺒﻚ اﺣﺘﺮاﻣﺎ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ..
اﻟﻤﺘﮭﻢ :ﻋﻔﻮا ﺳﯿﺪي اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺣﯿﺮة ﻛﺒﯿـﺮة ..ﻓﺤﯿﻨﻤﺎ أﺿﻊ ﯾﺪي ﻓﻲ ﺟﯿﺒﻲ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ
ﺑﺎﺧﺮاﺟﮭﺎ ،وﺣﯿﻨﻤﺎ أﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﯿﺐ ﻏﯿﺮي ﺗﻀﻌـﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ !! ..
ﺗﻌﯿﺶ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺣﺎﻟﺔً ﺷﺒﯿﮭﺔ ﺑﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ
اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ إﻋﺎدة رﺳﻢ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
واﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ ﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﻓﻲ ﻇﻞّ اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ
ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪّراﺗﮭﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ
اﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،واﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻓﺎﻋﻼً ﻓﻲ
اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﺠﺮﯾﺎت اﻷﺣﺪاث اﻟﺮاھﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .وھﻨﺎك
اﻵن أﯾﻀﺎً ﺣﺎﻟﺔٌ ﻓﻜﺮﯾّﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﺤﺎل اﻟﻌﺮب
آﻧﺬاك ،ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﮭﻮم "اﻷﻣّﺔ"
واﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،وأﯾﻀﺎً ﺿﻌﻒ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻮﻃﻨﻲ
واﻧﻌﺪام ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﺤﻀﺮ ﺑﺸﺪّة اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت
اﻟﺪاﺧﻠﯿّﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻃﺎﺋﻔـﯿّﺔ وﻗـﺒﻠـﯿّﺔ وإﺛـﻨـﯿّﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون ﺑﺤﺮبٍ أﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﻋﻠﻰ
اﻹرھﺎب ﺑﺮّرﺗﮭﺎ أﻋﻤﺎل اﻹرھﺎب اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﯾﺎت
اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﺎم ، 2001ﻟﻜﻦ ﺳﺎﺣﺎت ھﺬه اﻟﺤﺮب اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،واﻟﻘﻮى اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﯿﮭﺎ
ﺷﻤﻠﺖ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ،ﻣﻤّﺎ أﻋﺎد ﻟﻠﺬاﻛﺮة
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎرٍ
واﺣﺘﻼلٍ وھﯿﻤﻨﺔ أوروﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻣﻦ
ﺗﻘﺴﯿﻢٍ ﻟﻸرض واﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﻛﯿﺎﻧﺎتٌ
ودولٌ ﻣﺘﺼﺎرﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ھﻲ أﺣﻖﱡ
ﺑﺄن ﺗﻜﻮن أﻣﱠﺔً واﺣﺪة ذات ﻛﯿﺎنٍ ﺳﯿﺎﺳﻲﱟ واﺣﺪ ،ﻛﻤﺎ ھﻲ
أﻣﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﺧﺮى .
أﯾﻀﺎً ،ھﻞ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث اﻵن ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﯾﺎ وﻟﺒﻨﺎن
وﻟﯿﺒﯿﺎ وﻏﺰّة ،ﯾﻨﻔﺼﻞ ﻋﻤّﺎ ﺣﺪث ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻋﺎم
2003ﻣﻦ اﺣﺘﻼلٍ وﺗﻔﻜﯿﻚ ﻟﻮﺣﺪة اﻟﺸﻌﺐ واﻟﻜﯿﺎن ،وﻣﺎ
ﺟﺮى ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان أﯾﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2011ﻣﻦ ﻓﺼﻞٍ
ﻟﺠﻨﻮﺑﮫ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﮫ ؟! وﻣﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن
وﻏﺰّة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ وﻃﺮد اﻻﺣﺘﻼل ؟ وھﻞ ﺗﻮرﯾﻂ اﻟﺠﯿﺶ
اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ ﺻﺮاﻋﺎت ﻋﻨﻔﯿﺔ داﺧﻠﯿﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻨﻌـﺰﻟﺔ ﻋﻤّﺎ
ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﺟﯿﺶ اﻟﻌﺮاق ،وﯾﺤﺼﻞ اﻵن ﻣﻊ ﺟﯿﺶ ﺳﻮرﯾﺎ
،وھﻲ اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﺪَﻓﺔ إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺎً ﻣﻨﺬ ﺣﺮب
ﻋﺎم 1973؟ !
ﻟﻸﺳﻒ ،ﺗﺘﺤﻘّﻖ اﻵن ﻣﺸﺎرﯾﻊ ﻏﺮﺑﯿﺔ ﻟﻌﺪدٍ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﺮﻛﯿﺒﮭﺎ ﺑﺄﻃﺮ ﺳﯿﺎﺳﯿّﺔ
ودﺳﺘﻮرﯾّﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺸﻜﻞ " اﻟﻔﯿﺪراﻟﻲ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ"،
ﻟﻜﻨّﮭﺎ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﺑﺬور اﻟﺘﻔﻜّـﻚ إﻟﻰ ﻛﺎﻧﺘﻮﻧﺎت ﻣﺘﺼﺎرﻋﺔ ﻓﻲ
ﻇﻞّ اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿّﺔ واﻟﺪور اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﺸﻐّﺎل ،ﻓﻲ
اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻷﺟﻨﺒﻲ واﻟﻤﺤﻠّﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻮاﻗﻊ
اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ﺑﺈﺷﻌﺎل ﺣﺮوبٍ
أھـﻠـﯿّـﺔ ﻋـﺮﺑـﯿّﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗـﺆدّي إﻟﻰ ﻇﮭـﻮر دوﯾـﻼت ﺗﺤـﻤـﻞ
أﺳﻤﺎءً دﯾﻨﯿﺔ وإﺛﻨﯿﺔ ،ﻛﺈﻋﻼن اﺳﻢ " اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ"
اﻵن ،وھﻮ ﻣﺎ ﺳﯿﺒﺮّر اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺈﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻛﺪوﻟ ٍﺔ دﯾﻨﯿﺔ
ﯾﮭﻮدﯾﺔ.
ﻓﺈﺳﺮاﺋﯿﻞ ھﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻟﮭﺎ ﻃﻤﻮﺣﺎت
إﻗﻠﯿﻤﯿّﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺘّﻰ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ واﻟﻐﺮﺑﯿﺔ
ﻋﻤﻮﻣﺎً ،رﻏﻢ ﺗﻮاﻓﻖ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻘﻮى .وﻻ
ﯾﻌﻘﻞ أن ﺗﻜﻮن إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﺎﻋﻠﺔً ﻓﻲ أﻣﯿﺮﻛﺎ وأوروﺑﺎ
وإﻓﺮﯾﻘﯿﺎ وﺷﺮق آﺳﯿﺎ ،وﻻ ﺗﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﯿﻄﮭﺎ
اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ اﻟﺬي ﻣﻨﮫ اﻧﺘﺰﻋﺖ اﻷرض ،وﻋﻠﯿﮫ ﺗﺮﯾﺪ ﺑﻨﺎء
إﻣﺒﺮاﻃﻮرﯾﺘﮭﺎ اﻟﺨﺎﺻّﺔ ! .
وﻛﻢ ھﻮ ﻣﺆﺳﻒٌ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺨﯿﺎرات اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ واﺣﺪٍ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﯿﻦ ﻓﻘﻂ :ﻣﺸﺮوع " ﻧﻈﺎم
ﺷﺮق أوﺳﻄﻲ ﺟﺪﯾﺪ " دﻋﻤﺘﮫ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻨﺬ ﺣﻘﺒﺔ
اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﺎت ،وﯾﺤﺎول ﺻﯿﺎﻏﺔ ﻛﯿﺎﻧﺎت ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﺗﻘﻮم
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﯿﺪراﻟﯿﺔ اﻟﻤﻘﺴّﻤﺔ ﻟﻠﺪاﺧﻞ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﺒﯿﻊ ﻣﻊ
إﺳﺮاﺋﯿﻞ وﻋﻠﻰ إﻧﮭﺎء ﺣﺎﻻت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ،أو اﻟﺨﯿﺎر اﻵﺧﺮ
وھﻮ اﻟﻤﺸﺮوع اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ اﻟﺪاﻋﻢ ﻟﺤﺮوب أھﻠﯿﺔ ﻋﺮﺑﯿّﺔ
ﺗُﮭﻤّﺶ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ وﺗﺒﻨﻲ اﻟﺪوﯾﻼت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ،
وﯾﺤﺼﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺰّرع اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﺪﯾﻦ
اﻟﻤﺎﺿﯿﯿﻦ ﺣﯿﺚ اﻣﺘﺰﺟﺖ ﻓﯿﮭﻤﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻨﺨﺮ اﻵن
ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وھﻲ :ﺿﻌﻒ وﺗﺮھّﻞ اﻷوﺿﺎع
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﻣﻊ ﺣﻀﻮر اﻟﺘﺪﺧّﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ،
وﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎر "اﻟﺴﺮﻃﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ" داﺧﻞ ھﺬا اﻟﺠﺴﻢ !.
ﻓﮭﺬه ھﻲ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺄﺳﺎة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺮاھﻨﺔ ،
وﺣﯿﺚ ﻛﻞّ ﻋﻨﺼﺮٍ ﻣﻨﮭﺎ ﯾﺨﺪم وﯾﻔﯿﺪ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻵﺧﺮ.
إنّ اﺣﺘﻼل أيّ ﺑﻠﺪٍ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﯾﻜﻮن ﻧﺎﺟﻤﺎً ﻋﻦ ﻗﻮّة
اﻟﻤﺤﺘﻞ وﺟﺒﺮوﺗﮫ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ أﯾﻀﺎً ﻋﻦ ﺿﻌﻒٍ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ
اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬي ﺧﻀﻊ ﻟﻼﺣﺘﻼل ،وھﻮ أﻣﺮٌ ﺑﺎت ﯾُﻌﺮف ﺑﻤﺼﻄﻠﺢ
ﻼ ﻣﻦ
" اﻟﻘﺎﺑﻠﯿّﺔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎر أو اﻻﺣﺘﻼل" .وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈنﱠ ﻛ ً
اﻟﻌﻨﺼﺮﯾْﻦ )ﻗﻮّة اﻟﻐﺎزي وﺿﻌﻒ اﻟﻤﻐـﺰوّ( ﯾﺆدّي إﻟﻰ
ﺗﻘﻮﯾﺔ اﻵﺧﺮ .ھﻜﺬا ﻛﺎن اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ -
اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ،وﻣﺎ ﺳﺒﻘﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ
ﺣﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻷوروﺑﻲ ﻋﻘﺐ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ .
وﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻻﺣﺘﻼل ﻻ ﺗﻜﻮن ﺑﺎﻟﻤﻮاﺟﮭﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ
وﻋﻤﻠﯿﺎت اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺿﺪّ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻤﺤﺘﻞ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ أﯾﻀ ًﺎ
)ورﺑّﻤﺎ ﺗﻜﻮن ھﺬه ھﻲ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ اﻷھﻢ ( ﻓﻲ إﺳﻘﺎط
اﻷھﺪاف اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻤﺤﺘﻞ ،وﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻗﻮّةٍ ذاﺗﯿّﺔ ﺗُﻨﮭﻲ
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب ﻟﻨﯿﺮ اﻻﺣﺘﻼل .
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﺳّﺨﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ ﺟﻤﻠﺔ ﺷﻌﺎرات
وﻣﻔﺎھﯿﻢ وﻣﻌﺘﻘﺪات ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت " اﻹﺳﻼم ھﻮ
اﻟﺤﻞ" و"ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ أو اﻟﻤﺬھﺐ" ،ﻟﺘﺸﻜّﻞ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ
ﺻﻮرة ﺣﺎل اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻌﺪ ﺿﻤﻮر " اﻟﮭﻮﯾّﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ " ،واﺳﺘﺒﺪاﻟﮭﺎ ﺑﻤﺼﻄﻠﺤﺎتٍ إﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ودﯾﻨﯿﺔ
وﻃﺎﺋﻔﯿﺔ.
وھﺎھﻲ ﺑﻠﺪانٌ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺗﺸﮭﺪ ﺻﺮاﻋﺎت ﻋُﻨﻔﯿﺔ داﺧﻠﯿﺔ ﺑﺪأت
ﻛﺤﺮاكٍ ﺷﻌﺒﻲ واﺳﻊ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،ﻟﻜﻦ
ﻣﺴﺎراﺗﮭﺎ ﺗﺤﻮّﻟﺖ إﻟﻰ اﺗﺠﺎھﺎتٍ أﺧﺮى ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺎﻣﻞ
اﻟﺘﺪﺧّﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ،واﻟﻤﺮض اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻲ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ وﺳﻄﮫ
وﻓﻲ أﺣﺸﺎء اﻷﻣّﺔ ،وأﯾﻀﺎً ،ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮﻓّﺮ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻨﺠﺎح أي ﺣﺮاك ﺷﻌﺒﻲ ،وھﻲ وﺿﻮح وﺳﻼﻣﺔ
اﻟﻘﯿﺎدة واﻟﻔﻜﺮ واﻷﺳﻠﻮب .
وھﻜﺬا ﺗﻤﺘـﺰج اﻵن ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺣﺎﻻت ﺗﺪوﯾﻞ ،
ﻷزﻣﺎتٍ داﺧﻠﯿﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﻊ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻷوﻃﺎن
واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﺳﻂ رﯾﺎحٍ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺗﮭﺐّ ﻣﻦ
اﻟﺸﺮق اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ وﻣﻦ اﻟﻐﺮب اﻟﺪوﻟﻲ ،وﻣﻦ ﻗﻠﺐ ھﺬه
اﻷﻣّﺔ ﺣﯿﺚ ﻣﻘﺮّ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ اﻟﺘﻘﺴﯿﻤﻲ .
وﻟﻸﺳﻒ ،ﯾﻌﯿﺶ اﻟﻌﺮب اﻟﯿﻮم ﻋﺼﺮاً أراد اﻟﻔﺎﻋﻠﻮن ﻓﯿﮫ
،ﻣﺤﻠﯿﺎً وﺧﺎرﺟﯿﺎً ،إﻗﻨﺎع أﺑﻨﺎء وﺑﻨﺎت اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أنّ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﻢ ھﻮ ﻓﻲ ﺿﻤﺎن "ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ" اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ واﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ
،وﻓﻲ اﻟﻮﻻء ﻟﮭﺬا اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺪﯾﻨﻲ أو ذاك ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺧﺎﺗﻤﺔ
ھﺬه اﻟﻤﺴﯿﺮة اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﯿﺔ ھﻲ ﺗﻔﺘﯿﺖ اﻷوﻃﺎن واﻟﺸﻌﻮب
وﺟﻌﻠﮭﺎ ﺳﺎﺣﺔ ﺣﺮوب ﻟﻘﻮًى دوﻟﯿﺔ وإﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ،ﺗﺘﺼﺎرع
اﻵن وﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﻛﯿﻔﯿّﺔ اﻟﺘﺤﻜّﻢ ﺑﮭﺬه اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
وﺑﺜﺮواﺗﮭﺎ.
ھﻨﺎك ﺣﺘﻤﺎً أﻛﺜﺮﯾّﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻻ ﺗﺆﯾّﺪ ھﺬا اﻟﻄﺮح " اﻟﺠﺎھﻠﻲ"
اﻟﺘﻔﺘﯿﺘﻲ وﻻ ﺗﺮﯾﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺠﮫ اﻟﻮﺧﯿﻤﺔ ،ﻟﻜﻨّﮭﺎ
أﻛﺜﺮﯾﺔ " ﺻﺎﻣﺘﺔ " إﻟﻰ ﺣﺪﱟ ﻣﺎ ،وﻣﻦ ﯾﺘﻜﻠّﻢ ﻣﻨﮭﺎ ﺑﺠﺮأة
ﯾﻔﺘﻘﺪ اﻟﻤﻨﺎﺑﺮ اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻤﺎدﯾﺔ ،ﻓﯿﺒﻘﻰ
ﺻﻮﺗﮫ ﺧﺎﻓﺘﺎً أو ﯾﺘﻮه ھﺬا اﻟﺼﻮت ﻓﻲ ﺿﺠﯿﺞ ﻣﻨﺎﺑﺮ
اﻟﻤﺘﻄﺮّﻓﯿﻦ واﻟﻄﺎﺋﻔﯿﯿﻦ واﻟﻤﺬھﺒﯿﯿﻦ ،اﻟﺬﯾﻦ ھﻢُ اﻵن أﻛﺜﺮ
"ﺣﻈّﺎً " ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﻨﺎس.
وﻋﻠﻰ ﺟﻮار ﺣﺪود اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺗﻨﻤﻮ ﻣﺸﺎرﯾﻊ
إﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﺗﺴﺘﻔﯿﺪ ﻣﻦ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﺮﺟﻌﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ذات
اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻀﺎﻣﻦ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ
ﺣﺎل اﻷﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﻣﻦ اﻟﻮھﻦ واﻻﻧﻘﺴﺎم،
ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻤﻜﻨﺎً أﺻﻼً اﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺑﻼد اﻟﻌﺮب ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺎت
اﻷرﺑﻊ ﻛﻠّﮭﺎ.
وﯾﺒﻘﻰ أنّ اﻷﻣﻞ اﻟﻜﺒﯿﺮ ھﻮ ﺑﻌﻮدة دور اﻟﻌﻘﻞ وﻣﺮﺟﻌﯿﺘﮫ
ﻓﻲ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﺪﯾﻦ وﻓﮭﻤﮫ وﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮫ ،وﻓﻲ دور اﻟﺸﻌﻮب
ﺑﻨﺒﺬ اﻟﺘﻄﺮّف واﻟﻤﺘﻄﺮّﻓﯿﻦ .ﻓﮭﻨﺎك اﻵن ﺣﺎﺟﺔٌ ﻗﺼﻮى
ﻟﻮﻗﻔﺔٍ ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﺮﺑﯿّﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﻮات اﻷوان ،وھﻨﺎك
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻓﻜﺮ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﯾﺘﺠﺎوز اﻹﻗﻠﯿﻤﯿّﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﯿّﺔ
واﻟﻤﺬھﺒﯿّﺔ ،وﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿّﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﺒﺬ اﻟﻌﻨﻒ
واﻷﺧﺬ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﺎس وﺗﻄﻠّﻌﺎﺗﮭﻢ ﻓﻲ إﻗﺮار
اﻟﻨﺼﻮص واﻟﺪﺳﺎﺗﯿﺮ واﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ …
ھﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔٌ ﻣﻠﺤّﺔ ﻟﻠﻔﺮز ﺑﯿﻦ " اﻟﺜﻮّار اﻟﻌﺮب " ،ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ
ﻣﻦ ﯾﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻨّﺴﯿﺞ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻮاﺣﺪ ،
وﻣﻦ ﯾﻌﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺸﺎرﯾﻊ أﺟﻨﺒﯿﺔ ﺗﺤﻘّﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ
ﻓﺌﻮﯾﺔ ﻣﺆﻗّﺘﺔ …
ھﻨﺎك ﺿﺮورةٌ ﻋﺮﺑﯿّﺔ وإﺳﻼﻣﯿّﺔ ﻟﻠﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﯾﻘﺎوم
ﻓﻌﻼً ﻓﻲ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺼﺤﯿﺤﺮ ،وﺑﺎﻷﺳﻠﻮب اﻟﺴﻠﯿﻢ ،
اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ وأھﺪاﻓﮫ ،وﻓﻲ دﻋﻢ ھﺆﻻء
اﻟﻤﻘﺎوﻣﯿﻦ ،وﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﯾُﻤﺎرس اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻤﺴﻠّﺢ داﺧﻠﯿ ًﺎ
وﯾﺨﺪم ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً إﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ وﻣﺸﺎرﯾﻊ
اﻟﺤﺮوب اﻷھﻠﯿّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿّﺔ ...
ھﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔٌ ﻟﺒﻨﺎءٍ ﺗﻀﺎﻣﻦ ﻋﺮﺑﻲ ﺟﺪﯾﺪ ﯾﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﮭﻢ
ت
اﻟﺴﻠﯿﻢ ﻟﻸﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻮاﺣﺪة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎ ٍ
ﺲ
ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ،وﺑﯿﻦ اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﺳ ٍ
ﺳﻠﯿﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ واﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ …
ھﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔٌ ﻟﻼﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ " اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ "،
ﻛﺄﺳﺎس ﻹﻧﻘﺎذ اﻷﻣّﺔ ﻣﻦ ﺣﺎل اﻟﻀﯿﺎع ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺰﻣﻦ
اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺮديء !.
ﺑﺎﷲ ﺧﻠﻮﻧﻲ ﻧﻄﻠﻊ ﺑﻤﻮّال ..
وﺗﻮ ﺑﻌﺪ ﻧﻘﻮﻟﻠﻜﻢ ﻋﻼش
ﻧﻀﺮب ﻓﻲ داﻋﺶ !! ..
وھﺎ أﻧﺎ وﺣﺪي
أﻧﺎ ﻟﺴﺖ أﻋﺮف ﻣَﻦْ ھﺆﻻء
ﻓﺼﯿﻞٌ ﻣِﻦَ اﻟﺨَﻠْﻖ أھْﺪى إﻟﻰ اﻟﻘَﮭْﻘَﺮَى ﻣﻦ ﻗﻄﺎةْ
وأَﻋْﻠَﻖُ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ اﻟﻤُﺮﱢ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐٍ ﻟﻠﻨّﺠﺎة
ﻓﻤَﻦْ ھﺆُﻻء ؟ وﻣِﻦْ أﯾﻦ ﺟﺎؤوا ؟
ﻓﻠﯿْﺴﻮا ﺑﻐـُﺮْبٍ
وﻟﯿﺴﻮا ﻣﻦ اﻟﺸّﻌﺐ ...ﯾﺒﺪو
ﻓﻤِﻦ أيﱢ أرض وأيﱢ ﺳﻤﺎءْ
ﺗﻐﯿّﺮتِ اﻟﺤﺎل ﻏﯿْﺮَ اﻟﺘﻲ ....
وزﻟﺰﻟﺖ اﻷرض زﻟﺰاﻟﮭﺎ ..ﻓﻜﺎﻧﺖ دﻣﺎء
دﻗﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺪ أﺑﻮاﺑﮫ ...
وﻗﻠﻨﺎ وداﻋﺎ ﻇﻼم اﻟﻐﺒﺎء
وداﻋﺎ ﻟﻤﯿﺮاث ﺗﻠﻚ اﻟﺴّﻨﯿﻦ ...
ﺑﺪأﻧﺎ ....
ﺑﻨﺎ ﻓﺮح ،ﻛﺎن ﻣﻞْء اﻟﻘﻠﻮب وﻣﻞء اﻟﻌﯿﻮن
وﻗﻠﻨﺎ ﻧﻜﻮن وﺷﺌﻨﺎ ﻧﻜﻮنْ
ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻟﻜﻢ .....ــ أﻣﻼ ــ أﻧّﻜﻢ ﻋﺎرﻓﻮن
وﻣﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺼّﺒﺮ ﻧﻘﺘﺎﺗﮫ ﻃﺎﺋﻌﯿﻦ
ﻧﻄﯿّﺮ أﺣﻼﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻤﺎء اﻟﯿﻘﯿﻦ
وﻛﻨّﺎ ﺑﻜﻢ واﺛﻘﯿﻦ
ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻨّﺎ ﻷﻣﺜﺎﻟﻜﻢ ﺻﺎﺑﺮﯾﻦ
وﻛﻨّﺎ ﻛﺂﺑﺎﺋﻨﺎ ﻃﯿّﺒﯿﻦ
وﻗﻠﻨﺎ ﻟﻘﺪ ﺻﺎرت اﻟﺤﺎل ﻏﯿﺮ اﻟﺘﻲ....
وﺳﺎﺳﺘﻨﺎ اﻟﯿﻮم أھﻞ اﻟﺼّﻮاب
ﻓﻜﻮﻧﻮا ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻏﺒﻮن
ﻛﻮﻧﻮا ﯾﺴﺎرا وﻛﻮﻧﻮا ﯾﻤﯿﻦ
وﻣﺎ ﻗﺪ ﯾﻜﻮن وﻣﺎ ﻻ ﯾﻜﻮن
ﻓﻘﻂ ،ﺑﯿﻨﻨﺎ وﻃﻦ ﻓﻲ أﻋﺎﻟﻲ اﻟﺠﺒﯿﻦ
ﺣﻤﻠﻨﺎه ﺳﺘّﯿﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﻊ ﺟﺮﺣﺎ دﻓﯿﻦ
وأﻧﺘﻢ وراء ﺷﺒﺎﺑﯿﻜﻜﻢ ﺗﺮﻗﺒﻮن
إذا اﻟﺮّﯾﺢ ﻣﺎﻟﺖ ھﻨﺎ أو ھﻨﺎ ﻣﺎﺋﻠﻮن
وﻛﻞﱠ اﻟﺨﻄﻰ ﺗﺘﺒﻌﻮن
وأيﱠ اﻟﺨﻮازﯾﻖ ﻣﺪھﻮﻧﺔً ﺗﺮﻛﺒﻮن
وﺣﯿﻦ اﻧﺘﮭﻰ ﺻﺒﺮﻧﺎ ،واﻧﺘﻔﻀﻨﺎ ...
ﻗﻔﺰﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺣُﻠﻤﻨﺎ ﻧﺎھﺒﯿﻦ
ﺗﺮﻛﻨﺎ ﻟﻜﻢ ...أﻣﻼ ،أﻧّﻜﻢ ﻣﺮّةً ﺻﺎدﻗﻮن
ﻓﻜـﻨﺘﻢ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ ﻛﻞّ اﻟﺨﺮاب
ذﺋﺎﺑﺎ ﻋﻠﯿﻨﺎ وﻓﯿﻜﻢ ذﺋﺎب
ﻏﺮاﺑﺎ ﯾﺼﻔّﻖ ﺧﻠﻒ ﻏﺮاب
ﻓﻀﺎﻋﺖ ﻋﺼﺎﻓﯿﺮ أﺣﻼﻣﻨﺎ وﺿﺎﻋﺖ ﺑﻼد
وﺿﺎﻋﺖ ﺣﻘﻮق اﻟﻌﺒﺎد
وﺿﺎﻋﺖ دﻣﺎء اﻟﺸﺒّﺎب
وﺻﺮﺗﻢ ﺳِﺒﺎﺑًﺎ ﯾﺠﺮّ ﺳِﺒﺎبْ
وﺣﺎﻻ ﻣﻦ اﻟﻤﺮض اﻟﻤﺴﺘﺮابْ
وﺻﻠﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﻲﱢ ...
ھﺎتِ اﻟﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤُﺬابْ
أﻧﺎ اﻟﺸّﻌﺐ
ﻟﺴﺖُ اﻟﯿﻤﯿﻦَ وﻟﺴﺖُ اﻟﯿﺴﺎر
وﻟﺴﺖ ﻣُﻜِﺒﺎ ﻋﻠﻰ أيﱢ ﺑﺎبْ
وأﺟﮭﻞُ ھﺬي اﻟﺨﯿﺎﻧﺎتِ ،
أﺟﮭﻞُ درب اﻟﺪﺳﺎﺋﺲْ
ﺑﺴﯿﻂ ﻟﺤﺪﱢ اﻟﺸّﻤﻮخ ...
وﻟﻲ ﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺴّﺤﺎبْ
ﺻﺒﻮر ،وﻟﻜﻦ ﺑﻀﺮس وﻧﺎبْ
أﻧﺎ اﻟﺸّﻌﺐ أﻋﻠﻦ
:إنّ اﻟﺬي ﺧﺎﻧﻨﺎ ﻟﯿﺲ ﻣﻨّﺎ
وأنْ ﻟﯿﺲ ﻣﻨّﺎ اﻟﺬي ﻣﻄّﻂ اﻟﻤﺮﺣﻠﮫ
وأنْ ﻟﯿﺲ ﻣﻨّﺎ اﻟﺬّي ﺧﺒّﺄَ اﻟﻘﺘـﻠﮫ
وﻣَﻦْ ﻟﻢ ﯾﺤﺎﺳِﺐْ ﻟﺮدﱢ اﻟﺤﻘﻮق ﻷﺻْﺤﺎﺑﮭﺎ ﻟﯿﺲ ﻣﻨّﺎ
وأُﻋﻠﻦ إنّ اﻟﺒﻼدَ ﺟﻤﯿﻊُ اﻟﺒﻼدْ
وإنّ اﻟﻘﺮى ﻛﺎﻟﻤﺪاﺋﻦ
وإنّ اﻟﺸﱠﻤﺎلَ اﻟﺠﻨﻮبُ
وإنّ اﻟﺠﻨﻮبَ اﻟﺸﱠﻤﺎلْ
وإنﱠ اﻟﺒﻼدَ اﻟﺴّﻮاﺣﻞُ واﻟﺒﯿﺪُ أﺧﺖُ اﻟﺴّﮭﻮل
وﺑﻨﺖُ اﻟﺠﺒﺎلْ
وﻧﺤﺘﺎج ﺣﺒّﺎ وﺻﺪﻗﺎ ﺑﻌﻤﻖ اﻟﺤﯿﺎة
وﻧﺤﺘﺎج ﺣﻘّﺎ ..
وﻧﺤﺘﺎج ﻋﺪﻻ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻔﺴﺎد
وﻧﺤﺘﺎج ﻋﻠﻤﺎ وﻋﻠﻤﺎ وﻋﻠﻤﺎ ﻟﺤﺪّ اﻟﺴّﺪادْ
وھﺎ أﻧﺎ وﺣﺪي ....أﻧﺎ اﻟﺸّﻌﺐَ
وﺟﮭﺎً ﻟﻮﺟﮫٍ أواﺟﮫ ﻣﻨﺘﺼِﺒًﺎ ﻛﻞﱠ ھﺬا اﻟﺨﺮابْ
..واذا ﻛﺎن ﻣﻄﻠﺐ اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ أن ﻻ ﺗﻠﺘﻔﺖ أي
دوﻟﺔ اﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﮭﺎ ﻓﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﻘﻒ داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺮﻓﺾ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎت ﻣﻌـﺘﺒـﺮا أن ذﻟﻚ اﻟﻤﻮﻗﻒ
اﻟﺮاﻓﺾ اﻧﻤﺎ ھﻮ ﻋﮭﺪ وﻣﯿﺜﺎق ﻗﻄﻌﺘﮫ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﮭﺎ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﻠﻔﮭﺎ
اﻷﻣﺮ ..وھﻮ ﻣﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﮫ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﺑﻤﺪﯾﻨﺔ ﺣﻠﺐ
ﺑﺘﺎرﯾﺦ 16آذار /ﻣﺎرس 1958ﺣﯿﻦ ﻗﺎل :
" إﻧﻨﺎ -أﯾﮭﺎ اﻹﺧﻮة -ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﺒﺎﺳﻠﺔ اﻟﺘﻰ
ﻛﺎﻓﺤﺖ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻌـﺮوﺑﺔ وﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ ﺑﻘﺎﺋﮭﺎ ،وﻓﻰ
ﺳﺒﯿﻞ ﺣﺮﯾﺘﮭﺎ ،ﻧﻌﺎھﺪ اﻟﻌﺮب ﻓﻰ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻰ ؛ أن
ﺳﺒﯿﻠﻨﺎ ھﻮ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وأن ﺳﺒﯿﻠﻨﺎ ھﻮ ﻣﺴﺎﻧﺪة
اﻟﻜﻔﺎح اﻟﻌﺮﺑﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻷﺟﻨﺒﻰ ،
وﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﺮﯾﺪ أن
ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻼدﻧﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﻔﻮذ " ..
ﻟﻜﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎن ﯾﺒﺤﺚ داﺋﻤﺎ
ﻋﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ أھﺪاﻓﮫ ﻓﯿﺬﻛﺮ
ﺑﻌﺾ أﺳﺎﻟﯿﺒﮫ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺴﺎﺑﻖ ﯾﻘﻮل :
" ﻛﺎن اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻓﻰ اﻟﻤﺎﺿﻰ ﯾﺤﺎول أن ﯾﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﯿﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ،وﺑﺚ اﻷﺣﻘﺎد واﻟﻀﻐﺎﺋﻦ ،وﻛﺎن اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر
ﻓﻰ اﻟﻤﺎﺿﻰ ﺑﯿﺤﺎول أن ﯾﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ أرﺿﻨﺎ وﯾﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ
ﺑﻼدﻧﺎ ﺑﺒﺚ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ ،ﻓﻰ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻠﻰ ﻛﺎن ﺑــﯿﺜـﯿـﺮ
ﻓـﯿﮫ اﻟﻜﺮاھـﯿﺔ ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ؛ ﻛﺎن ﯾﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ أن ﯾﺴﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺛـﺮوات اﻟﺒﻼد ..
ﻛﺎن ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎر ﺳﻼﺣﺎ أﺳﺎﺳﯿﺎ وﺳﻼﺣﺎ رﺋﯿﺴﯿﺎ ؛ وھﻮ
اﻟﺘﻔـﺮﻗﺔ واﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ ..وﺣﯿﻨﻤﺎ ﻗﺎم اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺑﺎﻟﺤﺮب
اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ ﺿﺪ ﺑﻼدﻛﻢ وﺑﻼد اﻟﻌﺮب ﺟﻤﯿﻌﺎً ؛ ﻗﺎم اﻟﻌﺮب
ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ وﻣﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ﻟﯿﺤﺎرﺑﻮا دﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ أرﺿﮭﻢ ،
ودﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﻋﺮوﺑﺘﮭﻢ ،ﻟﻢ ﺗﻐـﺮھﻢ اﻷﺳﻤﺎء اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ
،ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ إﻻ اﻻﺳﻢ اﻟﻤﻘـﻨﻊ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎر ..
ﺣﺎرب اﻟﻌﺮب ﺟﻤﯿﻌﺎً ،وﻓﻄﻨﻮا ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﯿﺔ ،وﻓﻄﻨﻮا
ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ،وﺣﯿﻨﻤﺎ ﻓﺸﻞ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ؛ أراد أن ﯾﺒﺚ اﻟﻔﺮﻗﺔ
ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ واﻻﻧﻘﺴﺎم ،وأراد ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﺪﺧﻞ
ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ،أن ﯾﺜﯿﺮ ﺑﯿﻨﮭﻢ اﻷﺣﻘﺎد
واﻟﻜﺮاھـﯿﺔ " ...
ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﯿﺎق ﻓﻲ ﺧﻄﺎب ﻟﮫ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 3
أﯾﻠﻮل ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1958ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ :
" ﺣﺎول اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺑﻜﻞ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ أن ﯾﻌﺘﻤﺪ
ﻋﻠﻰ أﻋﻮاﻧﮫ ﻓﻰ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ؛ ﻟﯿﺜﺒﺖ ﻧﻔﻮذه وﯾﻘﻀﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ؛ ﺣﺎول ﺑﺎﻟﺘﻔﺘﯿﺖ ،وﺣﺎول
ﺑﺎﻟﻮﻗﯿﻌﺔ ،وﺣﺎول ﺑﺎﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ..ﺗﻘﺴﯿﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ
اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻛﻞ ﯾﺘﺒﻊ آراء ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﯾﻨﻔﺬ
ﺑﯿﻨﮭﻢ وﯾﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﯿﮭﻢ ..وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر أن
ﯾﻨﺠﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ ،وﻟﻜﻦ اﻟﻮﻋﻰ اﻟﻌﺮﺑﻰ ﻛﺎن أﻗﻮى
ﻣﻦ ﻗـﻮة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ...ﻓﻔﻄـﻦ إﻟﻰ اﻟﻮﻗـﯿﻌﺔ وﻓﻄـﻦ إﻟﻰ
اﻟﺪس ...
ھﻨﺎ ﻧﻌﯿﺶ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﮭﻢ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﻣﻮاﻗﻔﮫ
اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮد ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﮫ ﺳﻮاء داﺧﻞ ﻣﺼﺮ أو ﺧﺎرﺟﮭﺎ :
اﻻ وھﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﻈﯿﻤﺔ ..ﻓﻨﺠﺪه ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
اﻟﺨﻄﺎب ﯾﺨﺘـﺰل ـ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺳﮭﻠﺔ وواﺿﺤﺔ ـ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ
اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺎت :اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿﺮ ،اﻵﻣﺎل واﻷﺧﻄﺎر ،
اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻻﺳﺘﺴﻼم ،وھﻮ ﯾﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻷھﺪاف اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ
ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻷﻃﻤﺎع اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ ﻓﯿﻘﻮل :
" إن اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻰ ﺷﻌﺎر ﻛﺒﯿﺮ وأﻣﻞ ﻋﻈﯿﻢ ﯾﻤﻸ
اﻟﻘﻠﻮب ﺑﯿﻦ أرﺟﺎء اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻗﺪ ﺣﺎول اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر
داﺋﻤﺎً ﺑﻜﻞ وﺳﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺷﻌـﺮ أن أﻃﻤﺎﻋﮫ
ﺗﻘﻒ دوﻧﮭﺎ ﻗﻮة اﻟﻌﺮب وﺗﻀﺎﻣﻨﮭﻢ ...وﺗﺼﻤﯿﻤﮫ ﻋﻠﻰ أن
ﯾﻔﺘﺖ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻋﻠﻰ أن ﯾﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺗﮭﺎ ...
واﺳﺘﻄﺎع اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ أن ﯾﺤﻘﻖ أھﺪاﻓﮫ
وﯾﺤﻘﻖ أﻏﺮاﺿﮫ ،وﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ أن ﯾﻘﻀﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة
اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻰ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻓﻰ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ ﻋﺮﺑﻰ ..واﻟﯿﻮم ﻧﺮى
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وھﻰ ﺗﺮﻓﻊ راﯾﺘﮭﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻰ وﻓﻰ
ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻋﺮﺑﻰ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﺰة اﻟﻌﺮب ،ﻧﺮى اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﻗﺪ ﺗﺴﻠﺤﺖ ﺑﺎﻟﻮﻋﻰ ﻟﺘﻜﺸﻒ أﻻﻋﯿﺐ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ
وأﻻﻋﯿﺐ اﻟﻄﺎﻣﻌﯿﻦ ؛ ﻷن اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺣﺎرﺑﺖ ﻃﻮﯾﻼً
وﻛﺎﻓﺤﺖ ﻃﻮﯾﻼً وﺻﻤﺪت ﻃﻮﯾﻼً ،وھﻰ ﺗﻌﺮف ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
اﻟﺘﻰ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺿﻌﺎﻓﮭﺎ ...
وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻒ ﯾﻈﮭﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وھﻮ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ
درﺟﺎت اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،وﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﻨﻘﺎء
اﻟﺜﻮري ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪه ﯾﺨﺼﺺ ﺣﺪﯾﺜﮫ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ
ﻣﻘـﺘﻀﺐ ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﺑﺪل ان ﯾﺨﺼﺼﮫ
ﻟﻠﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺼﺮ ..و ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ،ﯾﺼﻔﮭﻢ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﻌﺮب ..وھﺬا ﻟﯿﺲ
ﺻﺪﻓﺔ ﺑﻞ ﯾﺘﻜﺮر ﻣﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎءات اﻟﺼﺤﻔـﯿﺔ ..
ﻓﻔﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ ﻗﺼﯿﺮ ﯾﻮم 7ﻓﯿﻔﺮي /ﺷﺒﺎط 1956ﻟﻤﺠﻠﺔ
" ﻧﯿﻮزوﯾﻚ " اﻻﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﯾﺤﺼﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺗﺼﺮﯾﺤﮫ
ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﺬﻛﯿﺮ ﺑﺤﻘﻮق اﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﻌﺮب ﯾﻘﻮل :
" ان إﻗﺮار اﻟﺴﻼم ﻓﻰ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ رھﻦ ﺑﺎﺣﺘﺮام
اﺳﺘﻘﻼل اﻟﺒﻼد اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ،واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ
ﻟﻼﺟﺌﯿﻦ …
وﻋﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﺘﻰ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﮭﺎ ﻹﻗﺮار اﻟﺴﻼم ﻓﻰ اﻟﺸﺮق
اﻷوﺳﻂ ﻓﮭﻰ :
أوﻻً :أن ﺗﺤﺘﺮم اﻟﺪول اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ اﺳﺘﻘﻼل اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،
وأن ﺗﻤﺘـﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻰ ﺷﺌﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ
ﺗﻐـﯿـﺮ ﺳﯿﺎﺳﺘﮭﺎ اﻟﺒﺎﻟﯿﺔ ﺣﯿﺎل اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ .
ﺛﺎﻧﯿﺎً :اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻟﻼﺟﺌﯿﻦ اﻟﻌﺮب
اﻟﺬﯾﻦ أﺧﺮﺟﻮا ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻣﻦ دﯾﺎرھﻢ ،ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤﺎ ﯾﻘﻀﻰ ﺑﮫ
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻰ وﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ " .
ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ آﺧﺮ ﻷﺣﺪ اﻟﻮﻓﻮد اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ ﺣﺪﯾﺜﺎ
واﻓﯿﺎ ﯾﺪاﻓﻊ ﻓـﯿﮫ ﻋﻦ اﻟﻌـﺮب وﯾﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻔﯿﯿﻦ ﻧﻘﻞ
ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ إﻟﻰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ :
" إن ﻣﺼﺮ واﻟﻌﺮب ﻻ ﺗﺮﯾﺪ إﻻ أن ﺗﻌﯿﺶ ﺣﺮة ﺑﻌـﯿﺪة ﻋﻦ
أى ﻧﻔﻮذ أﺟﻨﺒﻰ .اﻧﻈﺮوا ﻛﯿﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻢ ﺣﺪود اﻟﺒﻼد
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮاﺋﻂ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻘﺎم
ھﺬه اﻟﺤﺪود ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮب !..
إن ﻣﺼﺮ دوﻟﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ذات ﺳﯿﺎدة ،وﻧﺤﻦ ﻧﺸﻌـﺮ ﺑﮭﺬا ،
ﻓﻠﯿﺲ ھﺬا ﻛﻼﻣﺎً ﯾﻘﺎل وﻟﻜﻨﮫ ﻓﻌﻞ وﻋﻤﻞ .إﻧﻨﻰ ﺳﺄﺣﺪﺛﻜﻢ
ﺣﺪﯾﺜﺎً ﺻﺮﯾﺤﺎً ﻋﻦ ھﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن دور أﻣﺮﯾﻜﺎ
ھﻮ ﻣﺆازرة إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﻠﺪﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ .ﻟﻘﺪ
رأﯾﻨﺎ ﻛﯿﻒ اﻏﺘﺼﺒﺖ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ وﺣﺸﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺤﺪث
ﻣﺜﻠﮭﺎ ﻓﻰ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ،ﻟﻘﺪ وﺟﺪﻧﺎ ﻋﺮب ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﯾﻄﺮدون
ﻣﻦ دﯾﺎرھﻢ ﻟﺘﺤﺘﻠﮭﺎ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ !..
وھﻜﺬا ،ﻷول ﻣﺮة ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﺸﺮ ﯾﺤﺮم ﺷﻌﺐ ﻣﻦ
ﺣﻘﻮﻗﮫ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺑﮭﺬه اﻟﻄﺮﯾﻘﺔ ،ﻓﻠﻢ ﯾﺤﺪث ﻓﻰ اﻟﻌﺼﻮر
اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ -ﺣﯿﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮوب اﻹﺑﺎدﯾﺔ -أن أھﺪرت
ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ أھﺪرت ﺑﮫ ﺣﻘﻮق ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ
.ﻟﻘﺪ أرادوا إﻟﻐﺎء أﻣﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻃﺮدوا ﺷﻌـﺒﺎً ﻣﻦ أرﺿﮫ ،
وﺗﺸﺮﯾﺪه ﻣﻦ دﯾﺎره وﺑﻼده ،واﻏﺘﺼﺎب ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﮫ !..
ھﻨﺎك ﻣﻠﯿﻮن ﻻﺟﺊ ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﻰ -أﯾﮭﺎ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﻮن -
ﯾﻌﯿﺸﻮن ﺑﺄﻣﻞ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺑﯿﻮﺗﮭﻢ اﻟﻤﻔﻘﻮدة وﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﮭﻢ
اﻟﻀﺎﺋﻌﺔ .ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﺣﻘﻮﻗﮭﻢ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻤﻊ
وﺑﺼﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ "...
وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أھﻢ ﺻﻔﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﯾﻈﮭﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﺻﺪﻗﮫ
واﺧﻼﺻﮫ ﻟﻘﻀﺎﯾﺎ أﻣﺘﮫ وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﻗﻀﯿﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ھﻮ
وﻻؤه اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻼﻣﺤﺪود ،اﻟﺬي ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺑﮫ أن ﯾﺘﺠﺎوز
ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ اﻧﺘﻤﺎءه اﻟﻀﯿﻖ ﻟﻤﺼﺮ اﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺨﺼﮭﺎ
وﻻ ﯾﻠﺘﻔﺖ اﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺪﯾﺜﮫ ،ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﺸﻜﻼت اﻷﻣﺔ ـ
ﺿﻤﻨﯿﺎ ـ ھﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺸﻜﻼﺗﮫ وﻣﺸﻜﻼت ﻣﺼﺮ ،
ﻛﻤﺎ وﺟﺪﻧﺎه ﯾﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﺼﺮﯾﺢ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﯿﯿﻦ
اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﯿﻦ :
" إﻧﻰ أذﻛّـﺮﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺤﺪث إﺑﺎن اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ
اﻷوﻟﻰ؛ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﻌﺮب وﻋﻮد ،وﻟﻠﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ
ﻧﻔﺲ ھﺬه اﻟﻮﻋﻮد ﺑﺨﺼﻮص أرض ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﻣﺎذا
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ؟! ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﺣﻘﻮق ﻋﺮب ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺑﯿﻦ
ھﺬه اﻟﻮﻋﻮد واﻟﻌﮭﻮد ،ﻟﻘﺪ ﺿﺎﻋﺖ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻋﺎم 1948
،وأﻋﻄﯿﺖ ﻟﻠﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺑﻤﺆازرة دوﻟﺘﻜﻢ أﻣﺮﯾﻜﺎ ؛ ﻧﺘﯿﺠﺔ
ﻟﻠﺪﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻰ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا
ﯾﻘﻮﻟﻮن ﻗﺒﻞ ﺻﻔﻘﺔ اﻷﺳﻠﺤﺔ :إن إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻤﺘﺪ
ﻣﻦ اﻟﻔﺮات إﻟﻰ اﻟﻨﯿﻞ .ھﺬه ھﻰ أﻃﻤﺎع اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻓﻰ
ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..
ﺑﺰﯾﺎرﺗﻜﻢ ھﺬه ﯾﻤﻜﻨﻜﻢ أن ﺗﻔﮭﻤﻮا اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘـﯿﻘـﺘﮭﺎ .وﯾﺠﺐ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠـﯿﮭﺎ وإﻧﻘـﺎذھﺎ ؛ ﺑﺄن ﯾﻔﮭـﻢ
اﻷﻣـﺮﯾﻜـﯿــﻮن اﻟﻘـﻀﺎﯾـﺎ اﻟﻌـﺮﺑـﯿﺔ ﻓﮭـﻤـﺎً ﺟـﯿـﺪاً .وواﺟــﺐ
اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ أن ﺗﻌﻄﻰ ﺻﻮرة ﺣﻘـﯿﻘـﯿﺔ ﻟﻤﻮاﻗـﻔـﻨﺎ ،
وﻟﻠﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻰ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻰ ھﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ؛ ﻓﮭﻨﺎك
ﻋﻮاﻣﻞ ﻛﺜﯿﺮة ﻧﺸﻌـﺮ ﻧﺤﻦ ﺑﺄﻧﮭﺎ ذات أھﻤﯿﺔ ﻗﺼﻮى ..
ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻒ ﺗﺸﻮه اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻋﻦ اﻟﻌـﺮب ،ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن
أﺟﺪادﻛﻢ إﺑﺎن ﺣﺮب اﻻﺳﺘﻘﻼل ﯾﻔﮭﻤﻮن -وھﻢ ﯾﺤﺮرون
ﺑﻼدھﻢ -اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻰ ﻧﻤﺮ ﺑﮭﺎ اﻵن ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺮﯾﺪون
اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻟﺴﯿﻄﺮة اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ ،وﻧﺤﻦ ﻧﺮﯾﺪ
أﯾﻀﺎً اﻟﯿﻮم اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ" ..
وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻨﺒﺮة وﻧﻔﺲ اﻟﺮوح وﻧﻔﺲ اﻷﺳﻠﻮب ﯾﺘﻮﺟﮫ اﯾﻀﺎ
ﻟﻠﺼﺤﻔﯿﯿﻦ اﻟﺒﺮاﻃﺎﻧﯿﯿﻦ ﻣﻦ ﺻﺤﯿﻔﺔ " اﻻﺑﺴﺮﻓـﺮ " ﯾﻮم
25ﻣﺎرس 1956ﻗﺎﺋﻼ :
" إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻠﮫ إﻧﻤﺎ ھﻮ رد ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ،ﻓﺈن
ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺠﺎل
ﻧﻔﻮذھﺎ ،وھﻰ إذ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻮﺣﻰ ھﺬه اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ
ﺗﺴﺎﯾﺮ اﻟﺰﻣﻦ ؛ ﺗﻔﻘﺪ ﻧﻔﻮذھﺎ ،وﺗﻔﻘﺪ ﻣﻊ ﻧﻔﻮذھﺎ ﺗﻠﻚ
اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻰ ﺗﺸﺎرك ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻌﺮب ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ،وھﺬا ھﻮ
اﻟﺴﺮ ﻓﻰ اﻟﻨﻜﺴﺎت اﻟﺘﻰ أﺻﺎﺑﺘﮭﺎ أﺧﯿﺮاً ﻓﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ" .
ﺛﻢ ﯾﻀﯿﻒ " :إن اﺟﺘﻨﺎب اﻟﺼﺮاع ﺑﯿﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﺘﯿﻦ
اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ واﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺘﻢ إﻻ إذا ﺗﺨﻠﺖ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ
ﻋﻦ دﻋﻮﺗﮭﺎ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻟﻠﻌﺮب أن ﯾﻨﻀﻤﻮا إﻟﻰ ﺣﻠﻒ ﺑﻐﺪاد ..
إﻧﻨﻰ ﻻ أﻗﺎوم اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ أو اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ ،وإﻧﻤﺎ
أﺣﺎرب اﻟﺴﯿﻄﺮة وﻣﺎ ﯾﺴﻤﻮﻧﮫ ﻓﻰ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ "ﻣﻨﻄﻘﺔ
اﻟﻨﻔﻮذ" ،ﻓﻠﻦ ﻧﻘﺒﻞ أن ﻧﻜﻮن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﻮذ ﻷﺣﺪ ..إﻧﻨﺎ
ﻧﻮﺟﮫ ﻛﻞ اھﺘﻤﺎﻣﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،وﻧﻌﺎرض اﻧﻀﻤﺎم
أى دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ إﻟﻰ أى ﻣﻨﻈﻤﺔ دﻓﺎﻋﯿﺔ ﻻ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ داﺧﻞ
اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ " ..
وﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎن ﯾﺪرك ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ أن أﻣﻦ ﻣﺼﺮ
واﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ ﻻ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪودھﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻻ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ
ﻗﺪراﺗﮭﺎ اﻟﺬاﺗﯿﺔ وﺣﺪھﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻮاﺟﮫ ﻋﺪوا واﺣﺪا
أو ﺟﮭﺔ واﺣﺪة ..ﻓﯿﻘﻮل ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ ﻟﺼﺤﯿﻔﺔ ﻧﯿﻮرك
ﺗﺎﯾﻤﺰ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 18أﻛﺘﻮﺑﺮ 1956 /ﻓﻲ اﻃﺎر اﻟﺮد ﻋﻠﻰ
اﻻﺗﮭﺎﻣﺎت ﺑﺎﻟﺴﯿﻄﺮة واﻟﺘﻮﺳﻊ :
" إن ﻣﺼﺮ ﯾﺠﺐ أﻻ ﺗﻌﯿﺶ ﻓﻰ ﻋﺰﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻌﺮب ؛ ﻷﻧﻨﺎ إذا
ﻋﺰﻟﻨﺎ ﻓﺴﻮف ﻧُﮭﺰم ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة " ..
ﻛﻤﺎ ﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﺗﺼﺮﯾﺢ ﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺪﯾﺎر اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ ﺑﺘﺎرﯾﺦ 20
ﯾﻮﻟﯿﻮ : 1956
" إن ﻛﻞ ﻣﺼﺮى ﯾﺤﺲ اﻵن أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ وﺣﺪه ،وأن ﻣﻌﮫ
دﻧﯿﺎ ﻣﻦ ﻣﻼﯾﯿﻦ ..دﻧﯿﺎ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﺠﺎھﺪة ،ﻗﻮﯾﺔ ،ﻣﻀﺤﯿﺔ ،
ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﻗﻮة أن ﺗﻨﺎل ﻣﻨﮭﺎ وﺗﻌﯿﺪھﺎ إﻟﻰ اﻟﻮراء " ..
) اﻟﻘﺪس (
ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﻠﻘﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﻣﯿﺪان اﻟﻤﻨﺸﯿﺔ
ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﯾﻮم 26أﻛﺘﻮﺑﺮ 1954م ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎل أﻗﯿﻢ
ﺗﻜﺮﯾﻤﺎً ﻟﮫ وﻟﺰﻣﻼﺋﮫ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ اﻟﺠﻼء ..وﻋﻠﻰ
ﺑﻌﺪ 15ﻣﺘﺮاً ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺔ اﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﺟﻠﺲ اﻟﺴﺒﺎك ﻣﺤﻤﻮد
ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ ﻋﻀﻮ اﻟﺠﮭﺎز اﻟﺴﺮي ﻟﻺﺧﻮان ،وﻣﺎ أن
ﺑﺪأ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﺣﺘﻰ اﻃﻠﻖ اﻟﺴﺒﺎك اﻻﺧﻮاﻧﻲ 8
رﺻﺎﺻﺎت ﻏﺎدرت ﻣﻦ ﻣﺴﺪﺳﮫ ﻟﻢ ﺗﺼﺐ ﻛﻠﮭﺎ ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ ،ﺑﻞ اﺻﺎب ﻣﻌﻈﻤﮭﺎ اﻟﻮزﯾﺮ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻣﯿﺮﻏﻨﻲ
ﺣﻤﺰة وﺳﻜﺮﺗﯿﺮ ھﯿﺌﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ اﺣﻤﺪ ﺑﺪر
اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﻘﻒ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ..وﻋﻠﻰ
اﻟﻔﻮر ھﺠﻢ ﺿﺎﺑﻂ ﯾﺮﺗﺪي زﯾﺎ ﻣﺪﻧﯿﺎً اﺳﻤﮫ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺣﺴﻦ
اﻟﺤﺎﻻﺗﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﯾﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻤﺘﮭﻢ ﺑﺤﻮاﻟﻲ أرﺑﻌﺔ أﻣﺘﺎر
واﻟﻘﻰ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺎك ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ وﻣﻌﮫ
ﻣﺴﺪﺳﮫ ..وﺑﺪأت ﺑﮭﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﯾﺪة وﺣﺎﺳﻤﺔ
ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﺑﯿﻦ ﺛﻮرة 23ﯾﻮﻟﯿﻮ وﺗﻨﻈﯿﻢ اﻻﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ !..وزاد ﻣﻦ ﺗﻌﻘﯿﺪ اﻟﻤﻮﻗﻒ ان اﻟﺘﺤﻘﯿﻘﺎت
ﻛﺸﻔﺖ ﺳﻔﺮ اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﺣﺴﻦ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ إﻟﻰ
اﻻﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ﻗﺒﻞ ﯾﻮم واﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻏﺘﯿﺎل ،ﺛﻢ ﻇﻞ
ﻣﺨﺘﻔﯿﺎً ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺎدث ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﯾﻠﺔ ..وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺪر اﻟﺤﻜﻢ
ﺿﺪه وﺿﺪ اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻹﻋﺪام ﻗﺎم ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ
ﺑﺘﻌﻤﯿﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﯿﻒ وﺗﺨﻔﯿﻔﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﺣﺴﻦ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﻊ وﻗﻒ
اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ..وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻇﮭﺮ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﻦ
ﺧﻼل رﺳﺎﻟﺔ ﺧﻄﯿﺔ ﺑﻌﺚ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺒﺌﮫ إﻟﻰ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺣﺎول ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺘﺒﺮؤ ﻣﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﺧﻄﻄﻮا وﻧﻔﺬوا ھﺬه
اﻟﺠﺮﯾﻤﺔ ..
ﺗﺎرﯾﺦ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎورات :ﻛﺎن ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﺤﺘﻔﻆ
ﺑﺎﻟﺼﺤﻒ واﻟﻤﺠﻼت واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺤﺼﺮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺼﺪر ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ ﻷﻧّﮭﺎ
ﻣﺮآة ﺣﯿﺔ ﻷي ﺑﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﺴﺎر اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ..
وﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﻌﻄﻲ اھﺘﻤﺎﻣﺎً ﺧﺎﺻﺎً ﻟﺘﻮﺛﯿﻖ اﻟﻤﺠﻼت
واﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،
وﺧﺼﻮﺻﺎً اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻓﯿﮭﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺴﻠﻂ
اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻋَﻼﻗﺔ اﻻﺧﻮان ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن
رﻣﺰاً ﻟﻠﻔﺴﺎد واﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﻤﯿﻞ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎر .ﺗﻘـﺘﺒﺲ ﻟﻨﺎ
اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ د .ﻛﺎرﯾﻤﺎن إﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮭﺎ
" اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ إﻟﻰ ﺳﯿﺪ ﻗﻄﺐ "
ﻣﺎ ﯾﺜﯿﺮ اﻟﺪھﺸﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻟﻠﺸﯿﺦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ اﻛﺘﺴﺖ
ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﻖ واﻟﺮﯾﺎء وﻣﺎ ھﻮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﻔﻲ ﺟﺮﯾﺪة
) اﻷﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ( ﻧﻘﺮأ " :ﯾﻘﻮﻟﻮن إنّ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ
دﯾﻦ ﻣﻠﻮﻛﮭﻢ ﻓﺈنّ اﻟﻮﻃﻦ ﯾﺮﺟﻮ أن ﯾﺘﻢ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ أﯾﺪي
اﻟﻮزراء واﻟﻌﻈﻤﺎء ﻛﻞ ﺧﯿﺮ" ) ص ... ( 28وﻓﻲ ذروة
اﻟﺼﺮاع ﺑﯿﻦ ﺣﺰب اﻟﻮﻓﺪ واﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ وﻣﻦ ﺧﻠﻔﮫ
اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ ھﺘﻒ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ ﻣﻈﺎھﺮة ﻣﻌﺎدﯾﺔ
ﻟﺤﺰب اﻟﻮﻓﺪ " :اﷲ ﻣﻊ اﻟﻤﻠﻚ " ﻓﺄﻃﻞ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ
ﺷﺮﻓﺔ اﻟﻘﺼﺮ ورد ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﺠﯿﺒﺎً " :ﻧﻌﻢ ..اﷲ ﻣﻌﻨﺎ
" !!!..وﺗﻌﻠﻖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻛﺎرﯾﻤﺎن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ" :ﻛﺎن ﺗﺄﯾﯿﺪ
اﻻﺧﻮان ﻟﻠﻘﺼﺮ ﻛﺴﺒﺎً ﻛﺒﯿﺮاً ﻟﮫ ،ﺣﯿﺚ أنّ اﻟﺒﻨﺎ ھﺎﺟﻢ
اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ ﻟﺤﺴﺎب اﻟﻘﺼﺮ واﻋﺘﺒﺮھﺎ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﯿﺔ
ﻟﻮﻻﯾﺔ وﻟﻲ اﻷﻣﺮ ،ودﻋﺎ إﻟﻰ اﻟﻐﺎء اﻷﺣﺰاب ﻷن اﻹﺳﻼم
ﻻ ﯾﻌﺮف ﻏﯿﺮ ﺣﺰﺑﯿﻦ اﺣﺪھﻤﺎ ﺣﺰب اﷲ ﻣﻤﺜﻼً ﺑﻮﻟﻲ
اﻷﻣﺮ وﻃﺎﻋﺘﮫ واﺟﺒﮫ ،واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﺰب اﻟﺸﯿﻄﺎن واﻟﺠﮭﺎد
ﺿﺪه وﺿﺪ ﻣﻦ واﻻه واﺟﺐ وأﺻﻞ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ أﺻﻮل
اﻟﺪﯾﻦ ،وأﺧﺬ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ﯾﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺗﻌـﺰﯾﺰ ﺳﻠﻄﺎن اﻟﻤﻠﻚ
،ﻣﺤﺎوﻻً أن ﯾﻤﻨﺤﮫ ﻣﺎ ﻇﻞ اﻟﻘﺼﺮ ﻣﻔﺘﻘﺪاً إﯾﺎه ﻃﻮال
ﺣﯿﺎﺗﮫ ﻣﻦ ﺗﺄﯾﯿﺪ ﺟﻤﺎھﯿﺮي" )ص . " ( 81وإذ اﺻﻄﺪم
اﻟﻮﻓﺪ ﻣﻊ اﻟﻤﻠﻚ ﺧﺮج اﻹﺧﻮان ﻓﻲ ﻣﻈﺎھﺮة ﺻﺎﺧﺒﺔ
أﺣﺎﻃﺖ ﺑﻘﺼﺮ ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ھﺎﺗﻔﺔ " اﷲ ﻣﻊ اﻟﻤﻠﻚ " وﺧﺮج
ﻼ
اﻟﻤﻠﻚ ﻟﺘﺤﯿﺔ اﻟﻤﻈﺎھﺮة ﺳﺖ ﻣﺮات ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺔ ﻗﺼﺮه ﻗﺎﺋ ً
" :ﻧﻌﻢ اﷲ ﻣﻌـﻨﺎ " )ﻧﻘﻼً ﻋﻦ اﻷھﺮام / 12/ 22
1937م( ،وﺗﻌـﺘﺒـﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎروق أﻧّﮫ " :
اﻷﺳﻮة اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻟﻤﺜﻞ اﻷﻋﻠﻰ ﻷﻣﺘﮫ " ) اﻻﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن 1936 / 6 / 16م ( .ﺛﻢ ﯾﻮﺟﮫ اﻟﺒﻨﺎ ﺣﺪﯾﺜﮫ
ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻗﺎﺋﻼً " :إنّ ﺷﻌﺒﻚ اﻟﺬي ﻋﺮﻓﻚ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺻﺎﻟﺤﺎً ﺗﻘﯿ ًﺎ
ووﺛﻖ ﺑﻚ ﻣﺠﺎھﺪاً ،وأنّ ھﺬا اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﻧﺎدﯾﺘﮫ ﻓﻠﺒﻰ ،
وھﺒﺖ ﺑﮫ ﻓﺄﺳﺘﻌﺪ ،ﻟﯿﻌﻠﻦ ﺑﮭﺬه اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺴﻌﯿﺪة ﻋﻈﯿﻢ
إﺧﻼﺻﮫ ووﻻﺋﮫ ﻟﻠﻌﺮش اﻟﻤﻔﺪى ،وﻗﺪ ﻋﺮف ﻓﯿﻚ ﺷﻌـﺒﻚ
اﻟﻤﻨﻘﺬ ﻟﮫ ،واﻟﺤﺎرس ﻟﺪﯾﻨﮫ ،واﻟﺴﺎھﺮ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺔ
ﻣﺼﺎﻟﺤﮫ واﻟﺪاﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﻔﻀﯿﻠﺔ ﻓﯿﮫ ﺑﺎﻟﻘﻮل
واﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﺄﺣﺒﻚ وأﺧﻠﺺ ﻟﻌﺮﺷﻚ ﻣﻦ ﻗﺮارة ﻧﻔﺴﮫ ،
وﻋﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﮭﺪك اﻟﺮﺟﺎء ،وﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪه رﻣﺰ اﻷﻣﻞ "
) اﻟﻨﺬﯾﺮ 8ﻣﺤﺮم 1358ھـ ﻣﻦ ﻣﻘﺎل ﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ
ﺑﻌﻨﻮان " :ﻣﻠﻚ ﯾﺪﻋﻮ ﺷﻌـﺒﺎً ﻓﯿﺠﯿﺐ " إﻟﻰ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ
اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﺎروق اﻷول ( .أﻣﺎ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھﺬا اﻟﺘﻤﻠﻖ ﻓﮭﻲ
ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻘﺪ دﻓﻊ اﻟﺒﻨﺎ ﺛﻤﻨﺎً ﺑﺎھﻈﺎً ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
وإﻧﮭﺎء ﺣﯿﺎﺗﮫ ھﻮ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻇﻞ اﻻﺧﻮان ﯾﺮاھﻨﻮن
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻠﻚ ..
وﺗﻜـﺜـﺮ اﻟـﺮواﯾﺎت ﻋﻦ ﺳﺮ اﺧـﺘـﯿﺎر اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﮭﻀﯿﺒـﻲ
ﺧﻠﻔﺎً ﻟﻠﺒﻨﺎ وﯾﺮدد ﻛﺜﯿﺮون ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻻﺧﻮان أﻧﻔﺴﮭﻢ أ ّ
ن
أﺻﺒﻊ اﻟﻘﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﺧﻠﻒ ھﺬا اﻻﺧﺘﯿﺎر .واﻟﺤﻘﯿﻘﺔ
أنّ اﻟﺸﯿﺦ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ اﺳﺘﻤﺪ ﻛﻞ ﻗﺪراﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎورة
ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻌَﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ ﯾﻮﻓﺮ ﻟﮫ
دﻋﻤﺎً ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﺤﺪود ،ﺛﻢ اﻧﺘﮭﺖ ھﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻛﻤﺎ
ھﻮ ﻣﻌﺮوف ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ إﻟﻰ ﻣﺤﻨﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻗﺎﺳﯿﺔ ﻋﺼﻔﺖ
ﺑﻜﯿﺎن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ،واﻧﺘﮭﺖ ﺑﻤﺆﺳﺴﮭﺎ وإﻣﺎﻣﮭﺎ وﻣﺮﺷﺪھﺎ
إﻟﻰ اﻻﻏﺘﯿﺎل ﺑﻌﺪ أن اﻛﺘﺸﻒ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ ان اﻻﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﺎوﻟﻮا اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﮫ ﻓﺘﻼﻋﺐ ﺑﮭﻢ .ﻋﻠﻰ أﺛﺮ
إﻏﺘﯿﺎل ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ،وﺑﻌﺪ أﯾﺎم ﻣﻦ اﺧﺘﯿﺎره ﻣﺮﺷﺪاً ﺗﻮﺟﮫ
اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ وﻣﻌﮫ رﺗﻞ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﻟﯿﺴﺠﻠﻮا ﻓﻲ ﺳﺠﻞ اﻟﺘﺸﺮﯾﻔﺎت وﻻءھﻢ ﻟﻘﺎﺗﻞ إﻣﺎﻣﮭﻢ
وﻣﺮﺷﺪھﻢ .وﺑﻌﺪھﺎ ﺑﺄﯾﺎم أﺧﺮى ،اﺳﺘﻘﻞ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ
واﺣﺪة ﻣﻦ ﻋﺮﺑﺎت اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻤﻠﻜﻲ ﻟﯿﻘﻮم ﺑﺰﯾﺎرة وﺻﻔﮭﺎ
ﺑﺄﻧّﮭﺎ " زﯾﺎرة ﻛﺮﯾﻤﺔ ﻟﻤﻠﻚ ﻛﺮﯾﻢ " ﺛﻢ ﻗﺎم اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ
ﺑﺰﯾﺎرة أﺧﺮى ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 1951م ،أي ﻓﻲ أوج اﻟﺘﮭﺎب
اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﺿﺪ اﻟﻤﻠﻚ وﻓﺴﺎده وﺿﺪ اﻻﺣﺘﻼل ،
وﻣﻊ ارﺗﻔﺎع ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻜﻔﺎح اﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل .ﻓﻲ
ﻋﺪدھﺎ اﻟﺼﺎدر ﯾﻮم 27اﻛﺘﻮﺑﺮ 1951ﻛﺘﺒﺖ ﻣﺠﻠﺔ
)اﻟﻨﺪاء ( اﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ان اﻟﻤﺮﺷﺪ
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺧﻮان دﻋﺎ ﺷﺒﺎب اﻻﺧﻮان ﻗﺎﺋﻼ ً " :اﻋﺘﻜﻔﻮا
ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن" ﻣﺆﻛﺎ ً أنّ اﻹﺧﻮان ﻻ ﯾﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ
ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻘﺘﺎل ،وأنّ ﻣﻦ ذھﺐ ﻣﻨﮭﻢ ﻓﻘﺪ ذھﺐ ﺑﺼﻔﺘﮫ
اﻟﺸﺨﺼـﯿﺔ .وﻓﻲ 16ﯾﻨﺎﯾـﺮ 1952م و ﺑـﺮﻏـﻢ ﺗﺼﺎﻋـﺪ
اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﺿﺪ اﻟﻤﻠﻚ وﺿﺪ اﻻﺣﺘﻼل ﺗﻮﺟﮫ
اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ﻣﮭﻨﺌًﺎ ﺑﻤﻮﻟﺪ وﻟﻲ
اﻟﻌﮭﺪ ،وﻓﻲ اﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ اﻟﻘﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻈﺎھﺮات
ﺻﺎﺧﺒﺔ ﺿﺪ ﺗﻌﯿﯿﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﺣﺎﻓﻆ ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻔﯿﻔﻲ رﺋﯿﺴﺎً
ﻟﻠﺪﯾﻮان .وﻗﺪ ھﻨﺄ اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ اﻟﻘﺼﺮ ﺑﺘﻌﯿﯿﻦ
ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻔﯿﻔﻲ وھﻨﺄ ﻋﻔﯿﻔﻲ ﺑﻤﻮﻗﻌﮫ اﻟﺴﺎﻣﻲ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻣﺠﻠﺔ "اﻟﺪﻋﻮة" اﻟﺘﻲ ﯾﺸﺮف ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺸﻤﺎوي
"اﻟﺬي ﻧﺎﻓﺲ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺿﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ
اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم" ﺗﮭﺎﺟﻢ ﺗﻌﯿﯿﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻔﯿﻔﻲ .ﻓﺄﺳﺮع
اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﯿﻮن اﻟﻘﺼﺮ إﻟﻰ إﺻﺪار ﺗﺼﺮﯾﺢ
رﺳﻤﻲ ﻧﺸﺮﺗﮫ ﻣﺠﻠﺔ ) اﻟﻨﺪاء ( اﻟﻤﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ 2ﻓﺒﺮاﯾﺮ 1952ﯾﻘﻮل " :إنّ
ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪﻋﻮة ﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ اﻻﺧﻮان اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ
" .وﻛﺎﻧﺖ ھﺬه ھﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﯾﻜﺸﻒ ﻓﯿﮭﺎ
اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺧﻼﻓﺎت داﺧﻞ
اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ .واﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻤﻨﺸﻮرة واﻟﻤﻮﺛﻘﺔ ﻓﻲ
أدﺑﯿﺎت اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ أن اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﺣﺴﻦ
اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ ﻛﺎن ﻣﺼﻤﻤﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﺘﻤﻠﻖ
ﻟﻠﻤﻠﻚ واﻟﺨﻀﻮع ﻟﮫ ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ اﺷﺘﻌﻠﺖ اﻟﻤﻈﺎھﺮات
اﻟﻄﻼﺑﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎروق وﻓﺴﺎد ﺣﻜﻤﮫ وﻓﺴﺎد أﺳﺮﺗﮫ
ﺗﻮﺟﮫ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ إﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻋﺎﺑﺪﯾﻦ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻓﻲ 25
ﻣﺎﯾﻮ 1952م ﻟﯿﺴﺠﻞ اﺳﻤﮫ ﻓﻲ دﻓﺘﺮ اﻟﺘﺸﺮﯾﻔﺎت ﻣﻌﺮﺑﺎً
ﻋﻦ وﻻﺋﮫ ﻟﻠﻤﻠﻚ وﻣﺴﺘﻨﻜﺮاً ھﺬه اﻟﻤﻈﺎھﺮات " ص
. " 132
ھﺪم اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ :اﻟﻮﺟﮫ اﻵﺧﺮ ﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻌﺪو ..
ﺗﻌﺮﯾﻒ :اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ ھﻰ ﻃﺎﺋﻔﮫ ﯾﺘﺠﺎوز ﻋﺪد اﺗﺒﺎﻋﮭﺎ اﻟﻤﻠﯿﻮن
،ﯾﻌـﯿﺶ أﻏﻠﺒﮭﻢ ﻗﺮب اﻟﻤﻮﺻﻞ وﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﺎل ﺳﻨﺠﺎر ﻓﻲ
اﻟﻌﺮاق ،وﺗﻌﯿﺶ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﺻﻐـﺮﻣﻨﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﯿﺎ
ﺳﻮرﯾﺎ ،إﯾﺮان ،ﺟﻮرﺟﯿﺎ وأرﻣﯿﻨﯿﺎ .وﯾﻨﺘﻤﻰ اﺗﺒﺎع ھﺬه
اﻟﻄﺎﺋﻔﮫ ﻋﺮﻗﯿﺎ إﻟﻰ اﺻﻞ ﻛﺮدى ،اﺧﺘﻠﻂ ﺑﺠﻤﺎﻋﺎت ﻋﺮﻗﯿﮫ
اﺧﺮى ﻛﺎﻟﻌﺮب وﻏﯿﺮھﻢ ..وﻟﻠﯿﺰﯾﺪﯾﯿﻦ ﻟﻐﮫ ـ ﻟﮭﺠﮫ -ﻛﺮدﯾﮫ
ﻗﺒﻠﯿﮫ ﺧﺎﺻﮫ ،ﻛﻤﺎ ان اﻟﻠﻐﮫ اﻟﻌﺮﺑﯿﮫ ھﻰ اﻟﻠﻐﮫ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﮫ
ﺑﯿﻨﮭﻢ وﺑﯿﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﮫ واﻟﻘﻮﻣﯿﮫ اﻻﺧﺮى .
اﺻﻞ اﻻﺳﻢ :ﺗﻌﺪدت اﻻراء ﺣﻮل اﺻﻞ اﺳﻢ اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ
وﺳﺒﺐ ﺗﺴﻤﯿﮫ ھﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﮫ ﺑﮫ ،واھﻢ ھﺬه اﻻراء :
اوﻻ :ﻧﺴﺒﺘﮫ اﻟﻰ ﻣﺪﯾﻨﮫ ﯾـﺰد ﻓﻰ اﯾﺮان ،اﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﯾﮫ
ﻇﮭﻮر ھﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﮫ ﻓﯿﮭﺎ ﺣﺴﺐ راى اﻟﺒﻌﺾ .
ﺛﺎﻧﯿﺎ :ﻧﺴﺒﺘﮫ اﻟﻰ ﻛﻠﻤﮫ " ﯾﺰدان" او " اﯾﺰدان" و اﻟﺘﻰ
ﺗﻌﻨﻰ " اﷲ" ﻓﻰ اﻟﻠﻐﮫ اﻟﻜﺮدﯾﮫ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻧﺴﺒﺘﮫ اﻟﻰ اﻟﺨﻠﯿﻔﮫ اﻻﻣﻮى" ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﯾﮫ "،
ﺣﯿﺚ ان ﻣﺒﺪاْ ھﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﮫ ﻣﺬھﺐ ﺳﯿﺎﺳﻰ ،ﻛﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ
ﻣﻦ ﻗﺎل ﺑﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺪي ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻓﺮ اﻻﻣﻮى ،وﻣﻀﻤﻮﻧﮫ
اﻟﻘﻮل ﺑﺒﺮاءه ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﯾﮫ ﻣﻦ دم اﻟﺤﺴﯿﻦ ،ﯾﻘﻮل
اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺪي " أن ﯾﺰﯾﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎوﯾﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ إﻣﺎم
واﺑﻦ إﻣﺎم ،وﻟﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ وﺟﺎھﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ اﷲ وﻧﻘﻞ ﻋﻨﮫ
اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﯾﻒ واﻟﺤﺪﯾﺚ وأﻧﮫ ﺑﺮيء ﻣﻤﺎ ﻃﻌﻦ ﻓﯿﮫ
اﻟﺮواﻓﺾ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﺘﻞ اﻟﺤﺴﯿﻦ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ ،"..وھﺬا
اﻟﺮاى ھﻮ اﻟﺮاى اﻟﺮاﺟﺢ ﻋﻨﺪ اﻏﻠﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ .
اﻟﻨﺸﺎْه اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﮫ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﮫ :وﺗﺮﺟﻊ ﺑﺪاﯾﮫ اﻟﻨﺸﺎْه اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﮫ
ﻟﮭﺬه اﻟﻄﺎﺋﻔﮫ اﻟﻰ ﻓﺘﺮه اﻧﮭﯿﺎر اﻟﺪوﻟﮫ اﻻﻣﻮﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ "
اﻟﺰاب" اﻟﻜﺒﺮى ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ﺳﻨﺔ 132ھـ ،وھﺮوب
اﻷﻣﯿﺮ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﻦ ﺣﺮب ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﯾﺰﯾﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﮫ
اﻟﻜﺮدﯾﮫ ﻓﻰ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ،ﻻن أم ﻣﺮوان اﻟﺜﺎﻧﻲ اﺧﺮ
اﻟﺨﻠﻔﺎء اﻻﻣﻮﯾﯿﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺮدﯾﮫ وﻗﺪ ﺟﻤﻊ اﻻﻣﯿﺮ اﺑﺮاھﯿﻢ
ﻓﻠﻮل اﻻﻣﻮﯾﯿﻦ ،ودﻋﻰ اﻟﻰ أﺣﻘـﯿﺔ ﯾﺰﯾﺪ ﻓﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ .
اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﮫ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﮫ اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ :وﻗﺪ ﻣﺮت اﻟﻄﺎﺋﻔﮫ
اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ ﺑﻌﺪة ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﮫ ،ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﺬھﺐ
ﺳﯿﺎﺳﻰ ودﯾﻨﻰ اﻟﻰ ﻃﺎﺋﻔﮫ ،وﻣﻦ ﻃﺮﯾﻘﮫ ﺻﻮﻓﯿﮫ اﺳﻼﻣﯿﮫ
اﻟﻰ ﻓﺮﻗﮫ ﻣﺘﺄﺛـﺮه ﺑﻌـﻘـﺎﺋﺪ اﺟﻨﺒﯿﮫ ،وﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺮاﺣﻞ :
ﻣﻦ ﻣﺬھﺐ ﺳﯿﺎﺳﻰ ودﯾﻨﻰ اﻟﻰ ﻃﺎﺋﻔﮫ :ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ
ﻓﻰ اﻟﺒﺪاﯾﮫ ﻣﺬھﺐ ﺳﯿﺎﺳﻰ " أﻣﻮى" ،ﯾﻘﻮل ﺑﺄﺣﻘﯿﮫ
اﻻﻣﻮﯾﯿﻦ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﮫ وﯾﺴﻌﻰ ﻻﻋﺎده ﺳﻠﻄﮫ اﻟﺪوﻟﮫ اﻻﻣﻮﯾﮫ .
وﻓﻰ ﻣﺮﺣﻠﮫ ﺗﺎﻟﯿﮫ ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻟﻰ ﻣﺬھﺐ دﯾﻨﻰ " ﺻﻮﻓﻰ"
ﻋﻠﻰ ﯾﺪ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺪي ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻓﺮ اﻷﻣﻮي )557- 467ھـ (
.ﻏﯿﺮ اﻧﮫ ﻓﻰ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﮫ ﻣﺘﺄﺧﺮه ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ اﻟﻰ
ﻃﺎﺋﻔﮫ اىﻤﺬھﺐ دﯾﻨﻰ ﻣﻘﺼﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ أو ﺟﻤﺎﻋﺎت
ﻣﻌﯿﻨﺔ )ﻋﺸﯿﺮة أو ﻗﺒﯿﻠﺔ أو ﺷﻌـﺐ ﻣﻌـﯿﻦ " .وھﺬا
اﻟﺘﺤﻮل ﻻ ﯾﺨﺮج ﻋﻦ آﻟﯿﮫ ﺗﻜﻮن اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻓﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت
اﻟﻤﺴﻠﻤﮫ ،واﻟﺘﻰ ﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ ان اﻹﺳﻼم ﻋﻨﺪ ﻇﮭـﻮره ﻛﺎﻧﺖ
ھﺬه اﻟﻤﻨﻄـﻘﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺷﻌﻮب وﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺘـﻔـﺮﻗﺔ
﴿وﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺷﻌﻮﺑﺎً وﻗﺒﺎﺋﻞ ﻟﺘﻌﺎرﻓﻮا ﴾ ﻓﺤﻮﱠﻟﮭﺎ إﻟﻰ أﻣﺔ ،
ﻏﯿﺮ أن اﻷﻣﺔ ﻻ ﺗﻠﻐﻲ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ واﻟﻘﺒﺎﺋﻞ واﻟﺸﻌﻮب ،ﺑﻞ
ﺗﺤﺪّھﺎ ﻛﻤﺎ ﯾﺤﺪّ اﻟﻜﻞ اﻟﺠﺰء ﻓـﺘﻀﯿﻒ إﻟﯿﮭﺎ وﺗﻜﻤّﻠﮭﺎ
وﺗﻐـﻨﯿﮭﺎ .ﻏﯿﺮ أن ﺗﺨﻠﻒ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻟﻼﻣﮫ ،ﻓﻰ
ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺎرﯾﺨﯿﮫ ﺗﺎﻟﯿﮫ ،وﻛﻤﺤﺼﻠﮫ ﻟﻌﻮاﻣﻞ داﺧﻠﯿﮫ
)ﻛﺎﻟﺠﻤﻮد ،وﻗـﻔـﻞ ﺑﺎب اﻻﺟﺘﮭﺎد وﻇﮭﻮر اﻟﺒﺪع واﻻﺳﺘﺒﺪاد
، (...وﺧﺎرﺟﯿﮫ ) ﻛﺎﻟﻐﺰو اﻟﺘﺘﺎرى واﻟﺼﻠﯿﺒﻰ واﻻﺳﺘﻌﻤﺎر
اﻟﻘﺪﯾﻢ واﻟﺠﺪﯾﺪ( ﻣﺘﻔﺎﻋﻠﮫ ،ﺣﺎل دون ان ﺗﺒﺮز اﻷﻣﺔ ﻛﻄﻮر
ارﺗﻘﺖ إﻟﯿﮫ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ واﻟﺸﻌﻮب ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ
اﻟﻨﺎس اﻟﻤﺘﺠﺪدة ،وھﻨﺎ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞ
ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺎت أﺧﺮى أﺿﯿﻖ )ﻛﺎﻟﻌﺸﺎﺋﺮﯾﺔ ،
واﻟﻘﺒﻠﯿﺔ ، (..وﻣﻦ أﺷﻜﺎل ھﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻤﺬاھﺐ
اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻣﺤﺎوﻟﯿﻦ اﺗﺨﺎذھﺎ راﺑﻄﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﺑﺪﯾﻠﺔ ﯾﺤﻠﻮن
ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﻢ ،ﻏﯿﺮ ان أھﻢ أﺳﺒﺎب ھﺬا اﻟﺘﺤﻮّل ﻋﻨﺪ
اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ ھﻮ اﻧﻐﻼﻗﮭﺎ اﻟﻘﺒﻠﻲ وﻋﺰﻟﺘﮭﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﯿﻄﮭﺎ اﻟﻌﺮﺑﻰ
– اﻻﺳﻼﻣﻰ ،ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻻﺳﺒﺎب ﺗﺎرﯾﺨﯿﮫ ﻣﺤﺪده ..
ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻘﮫ ﺻﻮﻓﯿﮫ اﺳﻼﻣﯿﮫ اﻟﻰ ﻓـﺮﻗﮫ ﻣﺘﺎﺛﺮه ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ
اﻻﺟﻨﺒﯿﮫ :ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ ﻃﺮﯾﻘﮫ ﺻﻮﻓﯿﮫ اﺳﻼﻣﯿﮫ ،
ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻤﻨﮭﺞ اھﻞ اﻟﺴﻨﮫ واﻟﺠﻤﺎﻋﮫ ،ﺧﻼل ﻓﺘﺮه ﺗﻮﻟﻰ
ﻣﺸﯿﺨـﺘﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ :ﻣﺆﺳﺴﮭﺎ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺪي ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻓﺮ
"ﻋﺪي اﻻول " ،وﺧﻠﯿﻔﺘﮫ واﺑﻦ اﺧﯿﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﺻﺨﺮ ﺑﻦ
ﺻﺨﺮ ﺑﻦ ﻣﺴﺎﻓﺮ اﻟﻤﻜـﻨّﻰ ﺑﺄﺑﻲ اﻟﺒﺮﻛﺎت ،وﺧﻠﯿﻔﺘﮫ و اﺑﻨﮫ
ﻋﺪي ) ﻋﺪي اﻟﺜﺎﻧﻲ ( ،ﻏﯿﺮ ان اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﮫ ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻟﻰ ﻓﺮﻗﮫ
ﻣﺘﺎﺛﺮه ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻻﺟﻨﺒﯿﮫ ﻓﻰ ﻣﺮاﺣﻞ ﻻﺣﻘﮫ ،ﺑﺪأت ﺑﻌﺪ
ﺗﻮﻟﻲ ﻣﺸﯿﺨﺘﮭﺎ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺪى اﻟﺜﺎﻧﻰ اﻟﺬى اﻟﻒ ﻛﺘﺐ "
اﻟﺠﻠﻮة ﻷھﻞ اﻟﺨﻠﻮة " ،و" ﻣﺤﻚ اﻹﯾﻤﺎن " و"ھﺪاﯾﺔ
اﻷﺻﺤﺎب" واﻟﺘﻰ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻋﻘﺎﺋﺪ ذات ﻣﺼﺎدر اﺟﻨﺒﯿﮫ ،
ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟﻌﻘـﯿﺪه اﻻﺳﻼﻣﯿﮫ وﻣﻨﮭﺞ اھﻞ اﻟﺴﻨﮫ واﻟﺠﻤﺎﻋﮫ ..
وﻗﺪ اﺷﺎر اﻻﻣﺎم اﺑﻦ ﺗﯿﻤﯿﮫ اﻟﻰ ھﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻘﺔ
ﺻﻮﻓﯿﮫ اﺳﻼﻣﯿﮫ ،اﻟﻰ ﻓﺮﻗﮫ ﻣﺘﺎﺛﺮه ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻻﺟﻨﺒﯿﮫ ﻓﻰ
اﻟﺮﺳﺎﻟﮫ اﻟﻌﺪوﯾﮫ اﻟﺘﻰ ﯾﻘﻮل ﻓﯿﮭﺎ » وﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺸﯿﺦ ﺣﺴﻦ
،زادوا أﺷﯿﺎء ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻧﻈﻤﺎ وﻧﺜﺮا وﻏﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺪي
وﻓﻲ ﯾﺰﯾﺪ ﺑﺄﺷﯿﺎء ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺸﯿﺦ ﻋﺪي اﻟﻜﺒﯿﺮ
ﻗﺪس اﷲ روﺣﮫ ،ﻓﺈن ﻃﺮﯾﻘﺘﮫ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﯿﻤﺔ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﯿﮭﺎ
ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺒﺪع ،واﺑﺘﻠﻮا ﺑﺮواﻓﺾ ﻋﺎدوھﻢ وﻗﺘﻠﻮا اﻟﺸﯿﺦ
ﺣﺴﻨﺎ وﺟﺮت ﻓﺘﻦ ﻻ ﯾﺤﺒﮭﺎ اﷲ وﻻ رﺳﻮﻟﮫ « ،ﯾﻘﻮل
اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺴﻮري ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺒﺶ أن " اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﯿﻦ ﻛﺎﻧﻮا
ﻣﺴﻠﻤﯿﻦ ﯾﺆدون اﻟﺸﻌﺎﺋﺮ وﯾﺬھﺒﻮن ﻟﻠﺤﺞ وﯾﻤﺮون ﺑﺒﻐﺪاد ،
وﻗﺪ ﺟﺮد اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﻤﻌﺘﺼﻢ ) 224ھﺠﺮﯾﺔ ( ﺣﻤﻠﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎء
ﻋﻠﯿﮭﻢ أﯾﺎم اﻷﻣﯿﺮ اﻟﯿﺰﯾﺪي ﻣﯿﺮ ﺟﻌﻔﺮ اﻟﺪاﺳﻨﻲ ،واﻧﺘﮭﺖ
ﺑﮭﺮوب اﻟﯿﺰﯾﺪﯾﯿﻦ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﺎل ،واﻧﻘﻄﺎﻋﮭﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﺴﻚ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ دﺧﻮل ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻛﺜﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
اﻟﺰرداﺷﺘﯿﺔ واﻟﻤﻮروث اﻵﺷﻮري واﻟﺴﺮﯾﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺛﻘﺎﻓـﺘﮭﻢ" ..
ﺑﺪأت اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺷﻦ ﻏﺎرات ﺟﻮﯾﺔ ﺿﺪ ﻗﻮات
)داﻋﺶ ( ﻓﻲ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﺑﻌﺪ اﻟﮭﺰاﺋﻢ اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﮭﺎ
اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮات اﻟﻜﺮدﯾﺔ ) اﻟﺒﯿﺸﻤﺮﻛﺔ ( ،وﻣﻜﻨﺘﮫ ﻣﻦ
اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪات واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذات اﻷھﻤﯿﺔ
اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ،وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﺳﺪ اﻟﻤﻮﺻﻞ ،وھﻮ
اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪد ﻣﻦ ﺣﻘﻮل اﻟﻨﻔﻂ ،ﻣﺎ
أدى اﻟﻰ ھﺮوب ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ
واﻻﯾﺰﯾﺪﯾﯿﻦ واﻟﺘﺮﻛﻤﺎن واﻟﺸﺒﻚ اﻟﻰ اﻟﺠﺒﺎل ﺣﯿﺚ ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻛﺜﯿﺮون ﻣﻨﮭﻢ اﻟﺠﻮع واﻟﻌﻄﺶ .
اﻻ ان اﻟﻤﺄﺳﺎة اﻻﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ﻟﯿﺴﺖ وﻟﯿﺪة
اﻻﻣﺲ ﺑﻞ ﺑﺪأت ﻣﻊ ﺳﻘﻮط اﻟﻤﻮﺻﻞ ﻓﻲ اﯾﺪي داﻋﺶ
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺣﺰﯾﺮان /ﯾﻮﻧﯿﻮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،وھﻮ ﻣﺎ أدى
اﻟﻰ اﺧﻼء ھﺬه اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻌﺮﯾﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ﻟﻠﻤﺮة
اﻻوﻟﻰ ﻣﻨﺬ اﻟﻒ وﺧﻤﺴﻤﺌﺔ ﻋﺎم .
وﺧﻼل اﻻﺳﺎﺑﯿﻊ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺪاءات اﻷب ﺳﺎﻛﻮ
ﺑﻄﺮﯾﺮك اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ اﻟﻜﻠﺪاﻧﯿﺔ ،وھﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ،
ﻟﻼﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﺑـ » ﺻﺎﺣﺐ ﻛﻞ ﺿﻤﯿﺮ ﺣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ «
ﺗﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ اذان ﺻﻤﺎء ،وﻣﻨﮭﺎ اذﻧﺎ ﺑﺎراك اوﺑﺎﻣﺎ .
ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻻﻣﺮﯾﻜﻲ ﯾﺘﺤﺮك اﺧﯿﺮا؟ ھﻞ ھﻲ
ﺣﻘﺎ » اﻟﻤﺨﺎوف ﻣﻦ ﺣﺼﻮل اﺑﺎدة ﺟﻤﺎﻋﯿﺔ « ﻛﻤﺎ ﻗﺎل
ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﻣﺴﺎء أﻣﺲ اﻷول اﻟﺨﻤﯿﺲ؟ اﻟﻢ ﯾﺴﻤﻊ ﻋﻤﺎ
ﻓﻌﻠﮫ داﻋﺶ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﻃﻮال ﻧﺤﻮ ﺷﮭﺮﯾﻦ ،وﻣﺎ
ﯾﻮاﺻﻞ ارﺗﻜﺎﺑﮫ ﻣﻦ ﻣﺠﺎزر وﺟﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻻﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ
ﺳﻮرﯾﺎ ﻃﻮال ﻧﺤﻮ ﻋﺎﻣﯿﻦ ؟ وھﻞ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻻﯾﺰﯾﺪﯾﺔ اﻟﺘﻲ
اﺷﺎر اﻟﯿﮭﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﮫ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ » ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
دﯾﻨﯿﺔ ﻗﺪﯾﻤﺔ ﻣﮭﺪدة « ،اﻗﺮب اﻟﻰ ﻗﻠﺒﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ او
ﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ اﻻﻗﻠﯿﺎت ؟
اﻟﻮاﻗﻊ ان اﻟﺘﺤﺮك اﻻﻣﺮﯾﻜﻲ اﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻻﻋﺘﺒﺎرات ﻻﻋﻼﻗﺔ
ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻧﻘﺎذ اﻻﻗﻠﯿﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ او اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ ،او ﺑﮭﺪف اﻟﻘﻀﺎء
ﻋﻠﻰ داﻋﺶ او ﺣﺘﻰ اﺿﻌﺎﻓﮭﺎ ،وﯾﻜﻔﻲ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻰ ﻣﻌﻄﯿﺎت
اﻟﻘﺼﻒ اﻻﻣﺮﯾﻜﻲ ﻻدراك ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ..واوﺑﺎﻣﺎ ﯾﺒﺪو أﻧﮫ
ﺗﺪﺧﻞ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﻜﺮدي ) ﺷﺒﮫ اﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ( ﻣﻦ
اﻟﺴﻘﻮط ،ﻟﻤﺎ ﯾﻤﺜﻠﮫ ﻣﻦ أھﻤﯿﺔ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ
اﻻﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ،وھﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﺒﻌﺾ ﯾﺸﺒﮭﮫ ﺑـ » اﺳﺮاﺋﯿﻞ
ﺟﺪﯾﺪة « .وﻣﻦ اﻟﻤﻔﯿﺪ ﺗﺬﻛﺮ اﻟﺤﻤﺎس اﻟﺬي ﻋﺒﺮت ﻋﻨﮫ
ﺗﻞ اﺑﯿﺐ ﻻﻋﻼن ﻣﺴﻌﻮد اﻟﺒﺎرزاﻧﻲ ﻋﺰﻣﮫ اﺟﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎء
ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻤﺼﯿﺮ ﻟﻼﻛﺮاد ،واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻘﻮﯾﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ ..وﯾﺒﺪو ان اﺳﺘﻐﺎﺛﺔ اﻟﺒﺎرزاﻧﻲ
ﺑﻮاﺷﻨﻄﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﺮار ﻗﻮاﺗﮫ أﻣﺎم داﻋﺶ ﻓﻲ ﺳﻨﺠﺎر وﻏﯿﺮھﺎ
،ﺗﺸﯿﺮ ﺑﻮﺿﻮح اﻟﻰ ﺗﺨﻠﯿﮫ ﻋﻦ ﻧﺒﺮﺗﮫ اﻻﺳﺘﻌﻼﺋﯿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
اﻣﺮ ﺑﺎﺣﺘﻼل ﻛﺮﻛﻮك ﻣﺴﺘﻐﻼ ھﺮوب اﻟﺠﯿﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ..
وﻗﺪ ﺟﺎء ﺗﺪﺧﻞ اوﺑﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻗﻠﯿﻠﺔ ﻣﻦ اﻋﻼن
ﺷﺮﻛﺎت ﻧﻔﻄﯿﺔ ﻏﺮﺑﯿﺔ ﻛﺒﺮى ) اﻛﺴﻮن ﻣﻮﺑﯿﻞ ،وﺷﯿﻔﺮون
ودي آن أو اﻟﻨﺮﯾﺠﯿﺔ ،وﺟﯿﻨﯿﻞ اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ ( ﺳﺤﺐ ﻣﻮﻇﻔﯿﮭﺎ
ﻣﻦ ﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﺪم داﻋﺶ ،ﻣﺎ ﯾﻌـﻨﻲ ﺗﺄﺛﯿﺮا
ﻣﺒﺎﺷﺮا ﻋﻠﻰ اﻣﺪادات اﻟﻨﻔﻂ وﺗﮭﺪﯾﺪ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ..
) اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ (
أﻗﻮال اﻟﻌﻈﻤﺎء :
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻜﻔﺎح ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺣﺪة ھﻮ ﺑﻨﻔﺴﮫ اﻟﻜﻔﺎح ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻮة ..ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﯿﺎة ،وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺘﻼزم ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮة
واﻟﻮﺣﺪة أﺑﺮز ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﺎرﯾﺦ أﻣﺘﻨﺎ؛ ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺗﺤﻘﻘﺖ اﻟﻮﺣﺪة إﻻ ﺗﺒﻌﺘﮭﺎ اﻟﻘﻮة ،وﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺮة ﺗﻮﻓﺮت اﻟﻘﻮة إﻻ وﻛﺎﻧﺖ
اﻟﻮﺣﺪة ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻃﺒﯿﻌﯿﺔ ﻟﮭﺎ ..وﻟﯿﺲ ﻣﺤﺾ ﺻﺪﻓﺔ أن إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔﺮﻗﺔ وإﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﺪود واﻟﺤﻮاﺟﺰ ﻛﺎن أول ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺘﻤﻜﻦ ﻓﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﯾﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﯿﮭﺎ ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﺤﺾ ﺻﺪﻓﺔ أن ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ
ﻣﻨﺬ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﺳﻨﺔ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﻘﻮة ﺑﻞ ﻃﻠﺒﺎً -ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ -ﻟﻠﺤﯿﺎة ..
ﻟﻤﺎذا ﺗﻜـﺮه أﻣﺮﯾﻜﺎ ﺗﻄـﺒـﯿﻖ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗـﺮاﻃـﯿﺔ ﻓﻲ ﻗﻄـﺮ واﻟﺴﻌـﻮدﯾﺔ وﺗﺤـﺒﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وﻟﯿـﺒـﯿﺎ واﻟﻌـﺮاق ..؟
رﯾﺎض اﻟﺼﯿﺪاوي
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017