55 PDF


À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 55.pdf

Ce fichier au format PDF 1.5 a été généré par Microsoft® Office Word 2007, et a été envoyé sur Fichier-PDF le 17/03/2013 à 02:01, depuis l'adresse IP 197.0.x.x. La présente page de téléchargement du fichier a été vue 1620 fois.
Taille du document: 826 Ko (9 pages).
Confidentialité: fichier public





Aperçu du document


‫االفتتاحية ‪:‬‬
‫في ذكرى المولد النبوي الشريف ‪..‬‬
‫الحمد هلل الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهـره‬
‫بوصلة ال تشير الى القدس ‪ ..‬مشبوهة‪.‬‬
‫على الدين كله ‪ ،‬و الصالة و السالم على سيدنا محمد و على‬
‫آله و اصحابه اجمعـين ‪..‬‬
‫االثنان ‪ 12‬جانفي‪ /‬كانون الثاني ‪1122‬‬
‫العدد‬
‫قال تعالى ‪ ( :‬النَبِيُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ‪ .‬و قال‬
‫الموافق لـ ‪ 9‬ربيع االول ‪. 2121‬‬
‫‪55‬‬
‫صلى اهلل عليه و سلم عن انس بن مالك ‪ ( :‬انك مع من‬
‫أحببت ) ‪ .‬قال أنس فما فـرحنا بعد اإلسالم فرحا أشد من قول‬
‫النبي صلى اهلل عـليه وسلم ‪ :‬فإنك مع من أحببت ‪...‬‬
‫في مثل هذه المناسبات ‪ ،‬ترتفع اصوات النهي عـن كثير من‬
‫االعمال بغـير حق ‪ .‬مدعـية ان ما لم يفعله الرسول صلى اهلل‬
‫عليه و سلم او اصحابه من بعده هو من البدع ‪ .‬و هم‬
‫دولة الخالفة‪ .‬ص‪.5‬‬
‫⊲‬
‫يتناسون القاعدة الشرعـية التي يعتمدها و يقرّها كل العلماء‬
‫وهي ان " األصل في األشياء اإلباحة لذلك ال حرام إال ما‬
‫ورد فيه نص صحيح صريح ‪ " .‬كما يتناسون ما يتـّـبعونه‬
‫د‪.‬عصمت سيف الدولة ‪.‬‬
‫من مظاهرالسلوك التي لم تكـن حتى لتخطر على بال الرسول‬
‫الكريم صلى اهلل عليه و سلم زمن الوحي ‪ ..‬اذ هي كلها من‬
‫‪ :‬البردة ‪.‬ص‪ .3‬امور الغـيب الذي لم يكن يعلمه اال اهلل ‪ ..‬و لذلك فان كل‬
‫⊲‬
‫الذين يعتقدون في مقولة البدع عليهم ان يتخلوا مثال عـن‬
‫ركوب السيارة و القطار و الطائرة ‪ ..‬و ان ال يستعملوا‬
‫للشاعر تميم البرغوثي في مدح‬
‫الهاتف الجوال ‪ ،‬والتلفاز الكهرباء والمكيفات وكل الوسائل‬
‫المنزلية و الشخصية الحديثة التي لم يستعملها الرسول صلى‬
‫الرسول صلى هللا عليه و سلم‬
‫اهلل عليه و سلم او الصحابة ‪ ...‬ثم عليهم ان ال يقيموا في‬
‫النزل عندما يسافـرون ‪ ،‬و ان ال يفتـرشوا ما لم يستعمله‬
‫الرسول فراشا له ‪ ،‬و ان ينزعوا تلك االحذية الثمينة التي‬
‫يشترونها ‪ ،‬فيلبسون نعاال من جلود الحيوانات ‪ ،‬و عليهم ان‬
‫ال يستعملوا االسلحة المتطوّرة ‪ ،‬و المتفجرات التي يقومون‬
‫بتهريبها و يتاجرون بها ‪ ..‬فاما ان يعيشوا حياة الرسول‬
‫كاملة فيقلدونه في كل شيئ او ان يكـفوا عـن مغالطة الناس‬
‫‪ ..‬و الواقع ان كل ما يروّجونه هو البدعة ذاتها ‪ .‬النه ال‬
‫يستند الى نص صريح من كتاب اهلل او من سنة رسوله ‪.‬‬
‫كما ان الثابت عـن رسول اهلل و صحابته انهم لم يغـيـروا من‬
‫مأكلهم او ملبسهم او من نمط حياتهم شيئا اثناء البعـثة ‪ .‬بل‬
‫ان الرسول صلى اهلل عليه و سلم قد واصل حياته كما كان‬
‫قبل الرسالة ‪ ..‬فهو يلبس ما يلبسه اهله و عشيرته من‬
‫المسلمين و من غير المسلمين ‪ ،‬و يجلس كما يجلسون و‬
‫ياكل ما ياكلون ‪ ،‬و يشاركهم افراحهم و اتراحهم دون ان‬
‫⊲الدين و الحياة ‪ .‬ص‪. 7‬‬
‫يطلب منهم تعقيدا لحياتهم ‪ ..‬و هو ما يؤكد ان كل هذه‬
‫المسائل متروكة للتطور و هي مسائل متغـيـرة و متب ّدلة من‬
‫زمان الى زمان و من مكان الى مكان حسب ظـروف الناس ‪،‬‬
‫⊲ صورة و تعليق ‪:‬منطق انتهازي‪!!..‬ص‪ 9‬و ان من يفعل عكس ذلك فهو يعارض الفترة السليمة التي‬
‫تجعل الناس يغـيّـرون عاداتهم و تقاليدهم عندما تصبح قيدا‬
‫على حريتهم و تطوّرهم‬

‫ك ل م ا ت ** م ت ق ا ط ع ة‬
‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫افقي ‪:‬‬

‫‪ ) 2‬حرف – الزاوية ( معرّفة ) ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬اصبح مائال – قام بالعفو ( مقلوبة ) ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬نبتة ذات ازهار جميلة ( معـرّفة ) – حرف ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬حرف شرط – جمع كاهن ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬بلد عربي ‪.‬‬
‫‪ )6‬اسم شاعر عربي فلسطيني (مقلوب) – بيت الدجاج ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬مكان لتجميع المياه – مكان الستخراج الثروة ‪.‬‬

‫عمودي ‪:‬‬

‫‪ )2‬عكس يمين – لمس ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬لقب احد القادة المسلمين ( معرّف ) ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ما نقوله في الهاتف – ثلثي برم ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬حرف – اسم الفاعل من تنكر ( مقلوبة ) ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬تبديد الثروة ( مقلوبة ) – حرف ‪.‬‬
‫‪ ) 6‬سطح اليد – ‪ 1‬حروف متشابهة ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬ما انعم به اهلل – االمر من قام ‪.‬‬

‫اقوال مأثورة و ابيات مشهورة‬
‫* العبيد فقط يطلبون الحرية ‪ ،‬و االحرار يصنعونها ‪ ( .‬نيلسون منديال ) ‪.‬‬
‫* ال خاب من استشار ‪.‬‬
‫* عامل الناس كما تحب ان يعاملوك ‪.‬‬
‫طـشٍ وجُـوعٍ ‪ ...‬وخـذالن األقاصـي واألدانـي‬
‫* نقاتلهم على عَـ َ‬
‫نقاتـلهم وَظُـلْمُ بـني أبـينا ‪ ...‬نُعـانِـيه كَـأَنَا ال نُعـانـي ( تميم البرغوثي )‬

‫سيرة العظماء‬
‫مرّ عـمـر بن الخطاب رضي اهلل عـنه على الناس متستـرا ليـتعـرّف أخـبار رعـيـته ‪ ،‬فرأى عـجـ وزا فسلم عـليها وقال‬
‫لها ‪ :‬ما فعل عـمر؟ قالت ‪ :‬ال جـزاه اهلل عـني خيـرا ‪ .‬قال ‪ :‬ولم ؟ ‪ ،‬قالت ‪ :‬ألنه ‪ -‬واهلل ‪ -‬ما نالـني من عـطائه منذ ولي‬
‫أمر المؤمنين دينارا وال درهم ‪ .‬فقال لها ‪ :‬وما يدري عـمـر بحالك وأنت في هذا الموضع ؟ قالت ‪ :‬سبحان اهلل ! واهلل ما‬
‫ظـنـنت أن أحدا يلي عـمل الناس وال يدري ما بـيـن مشـرقها ومغـربها ‪.‬‬
‫فتأثـر عـمر كثيـرا و أطـرق برهة ثم قال لها ‪ :‬يا أمة اهلل ‪ ،‬بكم تـبيـعـيـني ظـالمتـك مـن عـمر؟ فإنـي أرحمه من الـنار ‪.‬‬
‫قالت ‪ :‬ال تهـزأ بنا يرحمك اهلل ‪.‬‬
‫فقال لها ‪ :‬لست بهـزاء …‪ .‬ولم يـزل بها حـتى اشتـرى ظـالمتها بخمسة وعـشـرين دينارا ‪.‬‬

‫قصيدة العدد‬

‫البردة ‪.‬‬
‫قصيدة من مائتي بيت في مدح الرسول صلى اهلل عليه و سلم للشاعـر تميم البرغـوثي ‪.‬‬
‫َلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ *** رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِـيسُوا بِهِ بَدَدَا‬
‫وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَـ ٍد *** مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ ال يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا‬
‫وَال الخَوَارِقُ عِـنْدِي مَا يُمَيِـّزُهُ *** فَاهلل أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى‬
‫لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَـيْنَيْهِ مِنْ تَعَـبٍ *** أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَـبَدَا‬
‫وَمَا بِكَفِّـيْهِ يَوْمَ الحَـرِّ مِنْ عَـرَقٍ *** وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَـنَدَا‬
‫بِمَا تَحَيَّـرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّـتُـهُ *** وَقْـفٌ عَـلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْـتَـمَدَا‬
‫بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ *** وَجُهْدِ كَـفِّـيْهِ فَـلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا‬
‫ظـيمِ الخَطْبِ مُرْتَـ ِعـدا‬
‫بَمَا أَتَى بَي ْـتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِـدَاً *** وَلَمْ يَكُـنْ مِنْ عَـ ِ‬
‫وَقَدْ تَدَثَّـرَ ال يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً *** مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا‬
‫لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَال جَلَدَاً *** َتـلْقِـينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا‬
‫بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَـيْهِ مِنْ قَـلَقٍ *** عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا‬
‫هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اهللُ دعهُ وَقَدْ *** بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا‬
‫بِمَا اْنْتَحَى ألبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ *** وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى‬
‫يَقُولُ يَا صَاحِبي ال تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا *** عَال ألَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى‬
‫بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ *** بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العـُلَى صَعَدَا‬
‫لَوْ كَانَ يَكْـذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْـبَرَهُمْ *** أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَـ دْهُ مَنْ جَحَدَا‬
‫حـقَدَا ‪.‬‬
‫عـ شْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا َ‬
‫ظُـلْمُ العَشِيـرَةِ أَضْنَاهُ وَغَـرَّبَهُ *** ِ‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬

‫( ولو كنت فظا غليظ القلب النفضّوا من حولك )‬
‫صدق اهلل العظيم ‪.‬‬

‫كاريكاتور‬

‫طرفة‬
‫* االم ‪ :‬لقد اوصيتك قبل سفري بان تضيفي ماء جديدا لحوض االسماك ‪ ،‬فهل فعلت ذلك ؟‬
‫* البنت ‪ :‬كالّ‪ ،‬لم أفعل ‪ ،‬الن االسماك لم تستهلك الماء الموجود في الحوض ‪!!..‬‬

‫لغــز‬
‫‪ - 2‬اطلب من صديقك ان يختار عددا‪ - 1/ .‬اطلب منه ان يزيده العدد الذي ياتي بعده ‪ – 2 / .‬اطلب منه ان‬
‫يزيدهما ‪ – 1 / . 9‬اطلب منه بعد ذلك ان يقسم الحاصل على ‪ - 5 / . 1‬اطلب منه اخيرا ان يطرح العدد الذي اختاره في‬
‫البداية ‪ – 6 / .‬كرر نفس المـراحل ثم اكتشف النتيجة في كل مرة ‪.‬‬

‫الصّ ّور المتشابهة‬

‫مقال العدد‬
‫دولـة الخـالفـة ‪ /‬د‪.‬عصمت سيف الدولة ‪.‬‬
‫إن كان المقصود دولة واحدة تضمَ أغلب المسلمين وترعى المسلمين وغـ ير المسلمين فيها رعاية االسالم لهم كما كان‬
‫األمر في دولة الخالفة منذ الخليف ة األول أبي بكر حتى الخليفة األخير عبد المجيد الثاني ‪ ،‬فإنَا نقول إن دولة الخالفة تلك‬
‫التي ماتزال ذكراها تعـشعـش في رؤوس بعض المسلمين ‪ ،‬لم تكن إسالمية في عصرها ‪ ،‬والهي ممكنة في هذا العصر‪.‬‬
‫كيف لم تكن دولة الخالفة حتى في أيام الخلفاء الراشدين دولة إسالمية ؟‬
‫هذا السؤال االستنكاري الذي نتوقعه ذو أسباب مشروعة ‪ ،‬فال أحد يستطيع أن ينكر أن تاريخ االسالم بدأ دعوة ثم لم‬
‫يلبث أن أقام المسلمون لهم دولة في المدينة ينتمون إليها وينتمي إليها غيرهم ‪ .‬وأن قد كان لتلك الدولة دستور عرفناه‬
‫باسم الصحيفة ‪ ،‬وكان لهم حاكم هو الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وانه كان يمارس في المدينة سلطات القادة في الدول‬
‫‪ :‬فيجنَد الجيش ويعـ ين األمراء ويبرم المعاهدات ويجبي الضرائب من زكاة وجزية ‪ ،‬ويوزع الفيء ‪..‬وكان – كما عـرفنا‬
‫– يحكم بإجالء من يخونون الدولة خارج حدودها ويقود المدافعين عن تلك الحدود ضد الغزو الخارجي ‪ .‬كل هذا واضح‬
‫الداللة على أن قد كانت المدينة " دولة " وكان الرسول حاكماً‪.‬‬
‫ثم إن أحداً اليستطيع أن يجهل أو يتجاهل إجماع المذاهـب االسالمية من أول أهل السنة إلى الخوارج ومابينهما من‬
‫معتزلة وشيعة ومرجئة على وجوب قيام " إمام " على رعاية شؤون المسلمين ‪ .‬ثم إن كل مجادلة تنكر عالقة االسالم‬
‫ديناً بالدولة حكما ليست إال سفسطة تسقط إلى مستوى الجهالة إذا ماذكرت آيات القرآن التي تنظم الزواج والطالق‬
‫والبنوة والميراث وحقوق القرابة وتحدد الجرائم ‪ ،‬وتعين لبعضها نماذج من العـقوبة ‪ ،‬وتبيح المعامالت إال في بعض‬
‫األموال كالخمر ‪ ،‬وت أمر باحترام العقود إال إذا كانت وليدة إكراه ‪ ،‬وتحمي أموال القصَر حتى يبلغوا سنَ الرشد ‪ .‬ثم تأمر‬
‫بجمع الزكاة من أصحاب األموال لتعيد توزيعه على من هم في حاجة إليه …‪ .‬الخ ‪ .‬إن االسالم يلزم المسلمين بنظام عام‬
‫من العالقات فيما بينهم والعالقات مع غـيرهم ‪ .‬وهو نظام اجتماعي ليس متروكاً الختيار األفراد ألنه ليس متعلقاً بأيَ‬
‫فرد فيلتزمه أو يتركه على مسؤوليته في الدنيا واآلخـ رة ‪ ،‬بل متعلق بالحياة في مجتمع أفراد عليهم جميعاً أن يلتزموه‬
‫راغبين أو كارهين ‪ .‬وأينما قام نظام ملزم للعالقات بين األفراد في المجتمع قامت الضرورة االجتماعية لمن يقوم على‬
‫حفظ هذا النظام وإلزام األفراد به وما يقتضيه االلزام من تشريع وإدارة وقضاء وتنفيذ وردع ‪ .‬أي – باختصار – تقوم‬
‫الضرورة االجتماعية للدولة ‪ .‬تلك هي مجمل الحجج التي ساندت وتساند الرأي الحق في عالقة االسالم بالدولة وتحيل‬
‫المجادلة فيه إلى مجرد سفسطة ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن دولة الخالفة لم تكن إسالمية في عصرها ‪ .‬لماذا ؟‬
‫إن األسباب بسيطة وبدهية ‪ .‬وماعقَد بساطتها وأفسد بداهتها إال الذين راحوا يفتشون في كتاب اهلل عن آية تلزم‬
‫المسلمين بدولة الخالفة ‪ ،‬والذين أنكروا دولة الخالفة ألنهم لم يجدوا في كتاب اهلل آية تلزم المسلمين بها ‪.‬‬
‫والحق أن دولة الخ الفة لم تكن دولة إسالمية كما أنها لم تكن دولة غير إسالمية ‪ .‬ألن ماهو إسالمي اليكون كذلك إال إذا‬
‫كان فرضاً أو واجباً وماهو غير إسالمي اليكون كذلك إال إذا كان محرَماً أو مكروهاً ‪ .‬أي أن يكون في االسالم أمر به أو‬
‫منع له ‪ .‬أما إذا كان مباحاً الختيار المسلمين ‪ :‬إن شاءوا أخذوا به وإن شاءوا تركوه فمسؤولية اختياره أو تركه عليهم‬
‫وحدهم وال ينسب اختياره أو تركه إلى االسالم ‪ .‬وقد كان هذا شأن دولة الخالفة منذ أبي بكر ‪ .‬ختم القرآن ولم يأمر بها‬
‫ولم ينه عنها ‪ .‬وتوفي الرسول عليه الصالة والسالم وما أوصى باختيار ‪ ،‬أو عدم اختيار خليفة من بعده ‪ .‬وعندما قال‬
‫إن األنبياء ال يورثون قطع كل شك في أن أحداً من بعده لن يخلفه في شيء ‪ .‬ال الرسالة وال الحكم وال المال ‪ .‬ولكنه ترك‬
‫في المسلمين كتاب اهلل ‪ ،‬وفي كتاب اهلل احكام عدة لنظام عام لعالقات األفراد في المجتمع كما ترك فيهم تجربة حية من‬
‫” دولة ” المدينة التي كان هو حاكمها فكانوا من بعده يواجهون ضرورة بقاء الدولة ‪ .‬وهي ضرورة اجتماعية ‪ .‬كانت‬
‫كذلك قبل االسالم وستبقى كذلك في كل مجتمع ولو لم يكن فيه مسلمون ‪ .‬ولقد كان االسالم ومايزال فذَاً من بين االديان‬
‫والنظم في إقرار الضرورات وتغليب أحكامها حتى على أحكام المحظورات ‪ .‬وهكذا لم يكن قيام ” دولة ” في المدينة أو‬
‫مابعد هذا فـرضاً من فـروض االسالم خاصاً بمجتمع من المسلمين دون باقي المجتمعات حتى يقال ” للدولة ” أية دولة‬
‫‪ ،‬انها فرض أو واجب أو ضرورة إسالمية ‪ .‬بل جرى المسلمون على ماجرت عليه ‪ ،‬وماتزال تجـري عليه ‪ ،‬كل‬
‫المجتمعات لمواجهة ضرورة قيام من يلي ” األمر ” المشترك بين أفراد الجماعة ويرعى الحدود بينهم ‪ .‬أما ماجاء في‬
‫سورة النساء ‪ ( :‬إن اهلل يأمركم إن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ‪ ،‬إن اهلل نعَما‬
‫يعظكم به ‪ ،‬إن اهلل كان سميعاً بصيراً ‪ .‬ياأيها الذين آمنوا أطيعوا اهلل وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم في‬
‫شيء فردَوه إلى اهلل والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ‪ ،‬ذلك خير وأحسن تأويال ) { اآلية ‪ ، } 59 ، 55‬فإن‬
‫قصارى مايمكن أن يتصل منه بموضوع ” الدولة ” أنه ينظم العالقة بين الحاكمين والمحكومين فيها ‪ ،‬فيأمر األخيرين‬
‫بطاعة األولين ( أولي األمر ) مادام األولون على طاعة اهلل والرسول ‪ ،‬فإن تنازعوا احتكموا جميعاً إلى القرآن والرسول‬

‫‪ .‬ولكن ليس في القرآن ما يأمر بإقامة ” دولة ” معـينة ‪ " .‬الدولة " أية دولة ‪ ،‬إذن ‪ ،‬ضرورة‬
‫اجتماعية وليست ضرورة إسالمية ‪ .‬وصدق علي بن أبي طالب حين قال " البد للناس من إمارة برَة أو فاجرة " ‪.‬‬
‫في مواجهة الضرورة االجتماعية لبقاء ” الدولة ” التي فقدت حاكمها بوفاة الرسول تشاور قادة المسلمين واختلفوا ‪.‬‬
‫ونعلم من أمر ذاك الخالف وما انتهى اليه انه كان مظهراً للصراع بين عالقة االنتماء إلى" الشعـب " حديث التكوين‬
‫وبقايا عالقات االنتماء القبلي التي كانت ماتزال كامنة لم تستأصل بعد ‪ .‬صراع جيل على االنتماءين ‪ .‬االنتماء القبلي منذ‬
‫مولده واالنتماء القبلي منذ الهجرة ‪ .‬وسيعود ذاك الصراع إلى الظهور من مكمنه مرات أخرى بعد ذلك كلما عرض أمر‬
‫اختيار أمير للمؤمنين ‪.‬‬
‫هكذا بادر سعد بن عبادة زعيم الخزرج وا لمتحدث باسم األنصار إلى االجتماع بهم في سقيفة بني ساعدة ‪ ،‬قبل أن يدفن‬
‫النبي ‪ ،‬فاختاره األنصار لالمارة ‪ .‬فجاء إليهم قادة المهاجرين وهناك تناظروا فتفاضلوا في أمرين يشير كل منهما إلى‬
‫إحدى عالقتي انتماء المتصارعـين ‪ :‬القبلية والوطنية ‪ .‬فالمهاجرون – عند أبي بكر – هم ” أول الناس إسالماً ” و ”‬
‫عشيرة رسول اهلل ‪ ” .‬أما األنصار – عند سعد بن عبادة – فلهم ” سابقة في الدين وفضيلة في االسالم ليست لقبيلة في‬
‫العرب ” ‪ .‬أما االمارة – عند علي بن أبي طالب – فألهل البيت ‪ ” :‬التخرجوا سلطان محمد في العرب من داره وقعـر‬
‫بيته إلى دو ركم وقعور بيوتكم ‪ ،‬وتدفعون أهله عن مقامه في الناس وحقه ‪ ،‬فواهلل ‪ ،‬يامعشر المهاجرين ‪ ،‬لنحن أحق‬
‫الناس به ” ‪ .‬وانتهى التناقض بين طرفي الصراع بحل “جدلي”‪ ،‬فقد بويع بالخالفة أفضل واحد من عشرة كانوا بمثابة‬
‫الحكومة في دولة المدينة ‪ ” .‬كانوا أمام الرسول في القتال و وراءه في الصالة ” ‪ .‬وقد كان أولئك العشرة معـروفين‬
‫باسم ” المهاجرين األولين ” وإن لم يكونوا أوائل المهاجرين ‪ .‬انهم أبو بكر الصديق ‪ ،‬وعمر بن الخطاب ‪ ،‬وعثمان بن‬
‫عفان ‪ ،‬وعليَ بن أبي طالب ‪ ،‬وطلحة بن عبد اهلل ‪ ،‬والزبير بن العوام ‪ ،‬وعبد الرحمن بن عوف ‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص ‪،‬‬
‫وسعيد بن زيد ‪ ،‬وأبو عبيدة بن الجراح ‪ ،‬وكلهم من قريش ‪ .‬اختير من بينهم أبو بكر فكان أول خليفة ‪ .‬وهو خليفة‬
‫بمعنى أنه تولى الحكم بعد وفاة الرسول ولكن – وهذا على أكبر قدر من األهمية – ليس بمعـنى انه تلقى الحكم منه نصاً‬
‫أو وصية أو ميراثاً ‪ .‬وعندما يلي ع مر بن الخطاب األمر من بعده لن يقبل أن يلقب بالخليفة ألن ذاك أبو بكر ‪ ،‬وال بخليفة‬
‫الخليفة ألن ذاك يطول – كما قال – ويختار لقب أمير المؤمنين ” ويكون أول من لقب به‪.‬‬
‫على هذا الوجه نشأت ” دولة ” الخالفة ‪ ،‬بعد انقطاع الوحي وبعد انقضاء السَنَة كليهما ‪ .‬وكان مصدرها الوحيد هو‬
‫اختيار قادة المسلمين بعد وفاة الرسول ‪ .‬وهو اختيار جاء بعد خالف وصراع وتفاضل على أسس خالطتها العصبية‬
‫القبلية ‪ .‬وما كان لصحابة رسول اهلل أن يتفاضلوا على تلك األسس أو أن يختلفوا في الخالفة لو كان في اال سالم حكم بها‬
‫‪ .‬ولن يلبث كثير من أولئك الصحابة أنفسهم أن يختلفوا فيها ويقتتلوا عليها بعد وفاة الخليفة الرابع عثمان بن عفان‬
‫وتكون فتنة ‪ .‬ويتأكد بذلك أن ” دولة الخالفة ” لم تكن إسالمية وإال لما اختلف فيها حتى القتال ‪ ،‬أصحاب رسول اهلل‬
‫وأعلم الناس بالقرآن والسنَة‪.‬‬
‫هذا عن نشأة دولة الخالفة ‪ .‬فماذا عن تكوينها ؟‬
‫إن عناصر تكوين " الدولة " ثالثة ‪ :‬األرض والشعب والسيادة ‪ .‬نعـني سيادة الشعب على األرض ‪ ،‬التي تمارسها‬
‫الحكومة ‪ ،‬فـتسمى حينئذ سلطة‪.‬‬
‫أما عن األرض ‪ ،‬فقد كانت " دولة " الخالفة على مدى سيادتها الطويلة غير ثابتة الحدود ‪ .‬كانت حدودها تتبع أقدام‬
‫جيوشها فتقف حيث تقف ‪ ،‬وتمتد حيث تتقدم ‪ ،‬وتنحسر حيث تتقهقر ‪ .‬ولقد بدأت من المدينة ثم الجزيرة العربية ‪،‬‬
‫ومازالت تتسع حتى وصلت يوماً إلى حدود فرنسا في غرب أوروبا ‪ ،‬وحدود النمسا في شرقها ‪ ،‬وحدود الصين والهند‬
‫وروسيا في آسيا ‪ ،‬باالضافة إلى كل مانعرفه اآلن باسم الوطن العربي الذي لم ينتقص منه شيء منذ الفتح العربي‬
‫االسالمي حتى بداية القرن التاسع عشر ؛ وبالتالي كان األكثر استقراراً على مدى قرون طويلة ‪ .‬أما مايليه في جميع‬
‫االتجاهات فقد خرجت منه أقطار وأضيفت إليه أقطار ‪ .‬وكان ” السيف ” هو الفيصل فيما خرج وما أضيف ‪ ،‬ألنه هو‬
‫الذي كان يخط الحدود الفاصلة ‪ .‬ومن هنا كانت دولة الخالفة منذ بدايتها حتى نهايتها دولة ” مقاتلة ” والنقول ”‬
‫عسكرية ” حتى اليختلط مانريد من بيان عالقاتها الخارجية بما النريد من بيان عالقاتها الداخلية ‪ .‬نريد أن نقول إنها‬
‫كانت دولة “مقاتلة” بمعنى محاربة ‪ ،‬غزواً كلما استطاعت‬
‫ودفاعات بقدر ماتستطيع ‪ .‬وكان القتال أو ” الجهاد ” نشاطاً مست مراً يشترك فيه كل الرعايا متطوعين أو مجنَدين ‪،‬‬
‫وتشترك في التعبئة له كل الواليات ‪ ،‬ولو كان عليها والة " متمردون " ‪.‬‬
‫ولقد اتخذ بعض المنافقين األوربيين من ذاك التاريخ حجة يزعمون بها أن االسالم قد فرض بالسيف البالدعوة‪.‬‬
‫وأجهد بعض المسلمين أنفسهم في محاولة تبرئة االسالم من تلك التهمة الظالمة ‪ .‬وكان الطرفان فيما ذهبا إليه مخطئين‬
‫‪ .‬ألن ارتباط الحدود بالغزو أو الدفاع ‪ ،‬وبالتالي كون الدولة ” مقاتلة ” لم يكن اختياراً اسالمياً بل كان إحدى خصائص‬
‫الدولة في عصر الخالفة ‪ .‬أية دولة ‪ .‬فكان محتوماً على دولة الخالفة أن تكون دولة مقاتلة لتبقى ‪.‬‬
‫أما عن الشعب فلم يثبت عدداً ولو عند أرقام الشعوب ‪ ،‬بل كان يتبع امتداد الحدود وانحسارها ‪ .‬وقد ضمت دولة الخالفة‬
‫مئات التجمعات والج ماعات البشرية من قبائل وشعوب وأمم مختلفة في الجنس واللون والعادات والتقاليد واألديان أيضًا‬
‫‪ .‬وخرج منها عشرات من تلك التجمعات والجماعات ‪ .‬ولم يستقر فيها بدون خروج أو دخول إال تلك الشعوب التي‬

‫أصبحت تعرف فيما بعد باسم األمة العربية ‪ .‬ولم يكن تعدد الشعوب اختياراً إسالمياً بل كان إحدى‬
‫خصائص الدولة ‪ ،‬أية دولة ‪ ،‬في عصر الخالفة ‪ ،‬فكان محتوماً على دولة الخالفة أن تضم شعوباً وأمماً شتَى ‪.‬‬
‫أما عن السيادة ‪ ،‬ونعني بها سيادة الشعب على األرض ‪ ،‬فقد كان تمثلها وتجسدها قيادة مركزية واحدة هي شخص ”‬
‫الخليفة ” ‪ .‬وكان يحدث كثيراً أن يتمرد على الخليفة من يطمعون في توليها دونه ويدَعون – بحجج شتَى – انهم أولى‬
‫بها منه ‪ ،‬وينشئون من تلك الحجج مذاهب وأفكاراً ‪ .‬كما تمرد معاوية بن أبي سفيان في عهد الخليفة عليَ بن أبي طالب‬
‫( ‪ 657‬م ) وانتصر ‪ ،‬فبدأت به والية أسرة األمويين ‪ .‬وكما تمرد أبو العباس السفاح في عهد مروان الثاني ‪ ( 749‬م )‬
‫وانتصر ‪ ،‬فبدأت به والية أسرة العباسيين ‪ .‬وكما تمرد عبيد اهلل بن محمد المهدي في المغرب في عهد الخليفة العباسي‬
‫المقتدر باهلل ( ‪ 919‬م ) وانتصر ‪ ،‬فبدأت به والية الفاطميين التي شملت كل المغرب العربي ومصر والشام ‪ ،‬وكانت‬
‫القاهرة عاصمتها ‪ ..‬الخ ‪ ،‬ولكن بالرغم من كل هذا ‪ ،‬وحتى حينما كان ثمة ” خليفتان ” في أيام الفاطميين ‪ ،‬كانت دولة‬
‫الخالفة واحدة والسيادة فيها واحدة يمثَلها خليفة واحد ‪ .‬ذلك ألن ” شرعية ” الوالية كانت لخليفة واحد ‪ ،‬وكان كل من‬
‫يصل ‪ ،‬بطريقة أو بأخرى ‪ ،‬إلى مركز الخالفة ينكرها على غيره ولو كان غيره متوليها فمنكرها على اآلخر ‪ .‬كان البدَ‬
‫ألي خليفة أن يدعيها لنفسه وينكرها على غيره ‪ .‬ولم يكن ذلك اختياراً إسالمياً ‪ ،‬بل كان إحدى خصائص ال دولة ‪ ،‬أية‬
‫دولة ‪ ،‬في عصر الخالفة ‪ ،‬فكان محتوماً على دولة الخالفة أن تكون ذات قيادة مركزية واحدة ولو كانت قيادة اسمية‪.‬‬
‫أما عن نظام الحكم فقد كان يتولى الخالفة من يختاره القادة مبايعة في عهد الخلفاء الراشدين ‪ ،‬ثم استقرت الخالفة‬
‫ميراثاً فيما تال ذلك من عهود التقطعها إال ثورة تتولى بها أسرة جديدة فيكون األمر فيها وراثة ‪ .‬ولكن حتى وهي وراثة‬
‫‪ ،‬كان البد من أن تم لها طقوس البيعة من مجموعة محدودة من البارزين في الدولة ‪ .‬وكانت الدولة مقسمة إلى إمارات‬
‫أو واليات أو اياالت في عهد العثمانيين ‪ .‬يعين الخليفة والتها وأمراءها ويعين بجوار كل وال وأمير ” قاضياً ” ليحكم‬
‫بين الناس بما أنزل اهلل ‪ .‬وكانت واردات الدولة من الزكاة والخراج ( ضريبة األرض ) والجزية ‪ .‬أما فيما عدا ذلك فقد‬
‫كان الوالة أو األمراء على أكبر قدر من االستقالل الذاتي عن الخليفة بإدارة والياتهم أو إماراتهم ‪ .‬وقد حدث كثيراً أن‬
‫أغرى هذا االستقالل الذاتي بمحاولة االستقالل الكامل مثل مافعل الحمدانيون في شمال الجزيرة والشام ‪ ( 929‬م )‬
‫والطولونيون في مصر ( ‪ 569‬م) واالدارسة في المغرب ( ‪971‬م ) وبني األغلب في تونس ( ‪ 511‬م ) ‪ .‬كما حدث أن‬
‫أصبح الوزراء من حول الخليفة هم الحاكم ين باسم الخليفة يأمرونه فيأتمر كما كان األمر بين سالطين السالجقة من بني‬
‫بويه وخلفاء من العباسيين على مدى قرن كامل ‪ ،‬حمل خالله أحدهم ‪ ،‬بأمر الخليفة عضد الدولة ‪ ،‬لقب ” ملك الشرق‬
‫والغرب ” ‪ .‬ولم يكن كل هذا اختياراً إسالمياً ‪ .‬بل هكذا كان نظام الحكم في الدولة ‪ ،‬أية دولة ‪ ،‬في عصر الخالفة ‪ .‬فكان‬
‫محتوماً على دولة الخالفة أن يكون نظام الحكم فيها على ما قدَمنا ‪.‬‬
‫لماذا ؟‬
‫لقد أجهد كثير من الكتَاب أنفسهم وهم يحاولون أن يردَوا خصائص دولة الخالفة إلى االسالم لتصبح "النموذج "‬
‫االسالمي للدولة ‪ .‬ومايزال بعض دعاة الوحدة االسالمية يجترون ذكراها ويحلمون بعودتها ألنهم يرونها الدولة‬
‫االسالمية النموذجية ‪ .‬وليس في كل هذا شيء من الحقيقة ‪ .‬إنما أخطأ الذين قالوا إن دولة الخالفة دولة إسالمية أو إنها‬
‫النموذج االسالمي للدولة ألنهم عـزلوها عن تاريخها ونموذج " الدولة " في عصرها – وما سبق عصرها أيضًا –‬
‫لتكون " خاصة " باالسالم فتستحق أن يقال لها دولة إسالمية ‪ .‬وهي لم تكن كذلك على أي وجه ‪ ،‬بل كانت واحدة من‬
‫دول عديدة متعاصرة وسابقة تحمل جميعاً الخصائص ذاتها ‪ :‬األرض غير ثابتة الحدود ؛ الخليط من الشعوب ؛ القتال‬
‫المستمر ؛ القيادة المركزية الواحدة ؛ الصراع على القيادة المركزية ؛ الواليات المستقلة ذاتياً ؛ تمرد أمراء الواليات‬
‫على القيادة المركزية ؛ وحتى نظام جباية األموال ‪ .‬يكفي أن نضرب مثالً واحداً من تلك الجباية ‪ .‬لقد كانت الزكاة ( او‬
‫االعشار ) التي تجبى من األغنياء وتخصص لالنفاق في حماية الدولة وأجور المدافعـين عنها ومساعدة المحتاجين‬
‫معروفة في االمبراطورية الرومانية ‪ .‬وكانت ضريبة األرض ( الخراج ) معروفة فيها كذلك ‪ .‬أما الجزية ( ضريبة‬
‫االعناق ) فقد كانت معـروفة في االمبراطورية الفارسية ‪ .‬ذلك ألن دولة الخالفة لم تكن إال واحدة من نموذج " الدولة "‬
‫السائد في عصرها – وما قبله – وهو ما يعرف باسم " االمبراطورية " ‪ .‬كل ما يميّـزها هو المضمون الحضاري لنشاط‬
‫الدولة ‪ ،‬وهو مضمون إسالمي الشك فيه ‪..‬‬

‫‪/‬‬

‫يتبع ‪...‬‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬
‫س فَيَ مْكُثُ فِي الْأَرْضِ ‪.‬‬
‫فَ َأمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وََأمَّا مَا يَنْفَعُ النَّا َ‬
‫صدق اهلل العظيم ‪.‬‬

‫الدين و الحياة‬
‫بين الدين و المجتمع ‪.‬‬
‫قبل االسالم كانت البشرية تمرّ بالمراحل االولى البدائية التي ميزت المجتمعات العشائرية و القبلية و الشعوبية ‪ ،‬فكانت‬
‫تلك الحقبة الطويلة تتميز بنوع من العالقات القائمة أساسا على الروابط الدموية ‪ ،‬التي جعلت تلك الجماعات تنزع‬
‫نحوالعـزلة و االنغالق و الصراع في عالقاتها الخارجية‪ ..‬بينما كانت تشوب عالقاتها الداخلية نزعة نحوالسيطـرة ‪،‬‬
‫وانتشار العالقات الظالمة واالنحـرافات ‪ ،‬الخ ‪ ..‬و لعل رواج الكثير من مظاهر الفساد التي حاربها الدين منذ البداية ‪،‬‬
‫دليل واضح على ما افرزته تلك النشاة االولى ‪ ..‬وهو ما استوجـب فعال بعث الرسل في المجتمعات التي شهدت اكثر‬
‫مظاهـر الفساد ‪ ..‬و لما كانت البشرية في طفولتها االولى ‪ ،‬فان الديـن كثيرا ما كان مسايرا للوعي االنساني حين اعتمد‬
‫في تلك المراحل على الحجج الملموسة المتمثلة في المعجزات بدل الحجج العقلية المجرّدة التي جاءت متأخـرة في عصر‬
‫القرآن ‪ ..‬فبعـث اهلل النبيين داعين ال ى التوحيد والهداية وترك المعاصي ‪ ،‬وكان لكل قوم نبي أو رسول من انفسهم ‪،‬‬
‫فـتـعددت الرساالت بتعـدد االقوام رغم بقاء مضامينها ‪ ..‬ولعل من يتامّل نظـرة االسالم للرساالت السابقة كما وردت في‬
‫القرآن الكريم ‪ ،‬يدرك كيف كان الدين يتطور في عالقاته بتطور المجتمعات حيث كان يغـيـر اساليبه مع المحافظة على‬
‫جوهـره ‪ ،‬حتى ان اهلل سبحانه قد وصف الرسل و اتباعهم بالمسلمين ‪ ..‬قال تعالى ‪ ( :‬وإذ يرفع إبراهيم القواعد من‬
‫البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم ربنا وإجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) البقرة ‪217‬‬
‫‪ .215 ،‬وقال ايضا ‪( :‬أم كنتم شهداء إذ حضر يعـقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعـبدون من بعدي قالوا نعـبد إلهك وإله‬
‫أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ) البقرة ‪ .. 133.‬كما قال على لسان نوح عليه السالم و‬
‫هو يخاطب قومه ‪ ( :‬إن توليتم فما سألتكم من أجـر أن أجري إال على اهلل وأمرت أن أكون من المسلمين ) يونس ‪.. 71-‬‬
‫و قال تعالى على لسان موسى عليه السالم ‪ ( :‬ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) األعراف ‪ . 216‬كما أخبرنا‬
‫سبحانه عن قوم عيسى عليه السالم فقال ‪ ( :‬وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا أمنا وأشهد بأننا‬
‫مسلمون ) المائدة ‪ .. 222‬بل ان اهلل يقطع الشك في الداللة على هذا المعـنى االجمالي لجوهـر الرساالت السماوية حين‬
‫يردّ على من يجادل في انتساب ابراهيم عليه السالم الى الديانات السابقة و هو السابق عليها جميعا فيذكرها مرة واحدة‬
‫ثم يقول ‪ ( :‬مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًا وَال نَصْرَانِيًا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ( آل عمران‪. ) 67:‬‬
‫ال يتعارض اذن جوهـر الرساالت مع جوهر االسالم ‪ ..‬غير ان الدين االسالمي الذي مهّدت له جميع اال ديان السابقة قد‬
‫جعله اهلل خاتما لها و موحدا لجميع الناس باختالف الوانهم و السنتهم لذلك اخرجه للناس كافة ‪ ،‬و ميّزه اوال بحججه‬
‫العقلية ايذانا ب دخول البشرية في مرحلة النضج العقلي واالدراك التي تمكـن البشر من االختيار الحرّ القائم على التمييز‬
‫بين الخير و الشر ‪ ،‬و الكفر و االيمان ‪ ..‬فكان االسالم دين العقل و المنطق حيث كان دائما يحيل الحجة على العقل ( افال‬
‫تنظـرون ‪ ،‬افال تعقلون ‪ ،‬افال تبصرون ‪ ،‬افال يتدبرون ‪ ،‬افال يتفكرون ‪ .. .) ..‬كما ميزه اهلل ثانيا بالمسايرة للتطور فكانت‬
‫احكامه عامة تقبل االستنباط و االجتهاد في كل زمان و مكان ‪ ..‬الى جانب كونه غير خاص بنمط من انماط المجتمعات‬
‫في أي عصر ‪ ،‬اقرارا بانتقال البشرية ال دائم و المستمر من االطر االجتماعية الضيقة الى االطر االوسع و االشمل على‬
‫المستوى االنساني ‪ .‬أي ان جميع المراحل التي تمر بها البشرية في كل عصر ليست خالدة في الزمان ‪ ،‬و هي متغيرة‬
‫حتما و متطوّرة من طور الى طور عندما تستنفذ تلك المكونات طاقاتها فتصبح تلك العالقات المقتصرة عليها عائقا امام‬
‫تطورها و تقدمها ‪ ،‬وعندها يحدث تجاوز عن طريق الخروج من تعدد الكيانات الى الوحدة واالنصهار طويل المدى الذي‬
‫يؤدّي الى ظهور كيانات جديدة اكثـر مقدرة على التطور ‪ ..‬فيتمّ احتواء جميع المكوّنات السابقة لتصبح مجـتمعة‬
‫عـناصر اثراء وتـنوّع ال تقوم الوحدة اال عليها ‪ ..‬بل يظلّ يغـني بعضها بعضا بتـنوّعه و اختالفه ليكون ذلك كله نموذجا‬
‫لتنوّع الخاص في نطاق العام ‪ ،‬و تـنوّع الجزء في نطاق الكل حتى يصير الخاص الذي يخص الجزء ملكا للجميع ‪..‬‬
‫فتصبح مثال جميع االسر و العشائر و القبائل في عصر االمم ‪ ،‬جزءا ال يتجزأ من االمة ‪ ..‬التي يتميّزون داخلها‬
‫بانتماءهم القومي عن غـيرهم دون امتياز ‪ .‬فيكوّنون معا شعبا واحدا ‪ ،‬استقر على ارض واحدة ‪ ،‬فانتج خالل تفاعله‬
‫الحر ‪ ،‬التلقائي ‪ ،‬الطويل ‪ ،‬ثقافته الخاصة و تاريخه الخاص و حضارته الخاصة و لغته التي يتواصل بها مع شركائه الخ‬
‫‪ ..‬كل هذا ال يسير في الكون دون ضوابط بل هو بتدبير و احكام من اهلل الذي جعله سنة االهية ال يجدي احدا انكارها و ال‬
‫يقدر بشرا على تغييرها ‪ ..‬قال تعالى ‪ :‬يَا أَيُهَا النَاسُ إِنَا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَ‬
‫أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَهِ أَتْقَاكُمْ إِنَ اللَهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ‪ ( .‬الحجرات‪. )22:‬‬
‫ان هذه اآلية ال تدع مجاال للشك في سنة التطور التي يجب ان نتامّلها و نكتشف اسرارها بدل انكارها ‪ .‬كما انها تبين اهم‬
‫مقصد من مقاصد الدين ‪ :‬حيث االصل هو االختالف و التنوع و التعدد الذي ال يسمح بالتطور اال عندما يتحقق التعايش‬

‫و التعاون بين جميع البشر في اطار التقوى دون بغي من احد على احد ‪ ..‬لذلك كان للدين مضمونا واحدا‬
‫و جوهرا واحدا هو التوحيد و الرجوع الى اهلل لتحقيق كل القيم االنسانية النبيلة التي اشتركت فيها جميع الرساالت ‪..‬‬
‫ان هذه الصورة االجمالية مهمّة لمعـ رفة ما حصل من مسايرة و تناسق بين تطور البشر و تطور الدين ‪.‬‬
‫فعندما انتقلت البشرية من اطوار بدائية الى اطوار اكثر شموال و اكثر ارتقاء الى الوحدة االنسانية المنشودة ‪ ،‬كان الدين‬
‫ينتقل كذلك و يتبدّل في اساليبه حتى وصل في النهاية الى التبشيركما بشر المسيح برسالة محمد ثم الى التحريض على‬
‫تجاوز تلك المراحل عندما سعى الى توحيد القبائل ال عربية و جعل رسالة االسالم موجهة لكل الناس بال قيود ‪ ،‬و ال‬
‫حدود ‪ ..‬ثم قطع مع الرجوع الى الوراء عندما اكد بان الوحي قد انتهى ‪ ،‬و ان الدين قد اكتمل ‪ .‬قال تعالى ‪ ﴿ :‬الْيَ ْومَ‬
‫أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْالمَ دِينًا ﴾ المائدة‪ . 2 :‬و عندما اجزم في قوله ( ان الدين عند اهلل‬
‫االسالم ) ( آل عمران ‪ ) 22‬و ان من يبتغي غير ذلك ال يقبل منه ‪ ..‬حيث قال ‪ ( :‬ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل‬
‫و اهلل أعلم ‪..‬‬
‫منه ) ‪ ( .‬آل عمران ‪. ) 55‬‬

‫صورة و تعليق ‪...‬‬
‫منطق غريب في العالم وانتهازية‬
‫و نفاق حيث يُ سمح لفرنسا بان‬
‫تتدخل في ليبيا كما يُسمح لها‬
‫اليوم ان تتدخل في مالي على بعد‬
‫آالف االميال ‪...‬‬
‫في حين يُعـتبـر دفاع سوريا عـن‬
‫امنها ووحدتها ‪ ،‬ارهابا ‪...‬‬
‫وليس اغرب من هذا المنطق غـير‬
‫منطق تجار الدين الذين يقـبلون‬

‫هل هي صدفة ان تكون القوى التي‬
‫تـنخـرط في مخطـط تفـتـيـت سوريا‬
‫هي االنظمة الرّجعـية بقيادة قطـر‬
‫والسعـودية ‪ ،‬والقوى التي تدّعي‬
‫الدين من اخوان وسلفـيـيـن ‪ ..‬الى‬
‫جانب االستـعـمار و الصهـيونـية ‪ ..‬؟‬

‫ذلك في ليبيا و سوريا و يضعـون‬
‫اليد في اليد معهم هناك ‪ ،‬ثم‬
‫يرفضون تدخـّـلهم في مالي !!!‬

‫حل الكلمات المتقاطعة‬
‫حل اللــّـغــــز‬
‫* النتيجة دائما ‪. 5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫‪1‬‬

‫ش‬
‫م ا‬
‫ل‬
‫ا‬
‫ل و‬
‫ل‬
‫م ي‬
‫س د‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫ا‬
‫ل‬
‫و‬

‫ل ر‬
‫ا‬
‫ر د‬
‫ك هـ‬
‫ن ا‬
‫ت‬
‫م ج‬

‫ب‬
‫م‬

‫‪5‬‬

‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫ك ن‬
‫ف ع‬
‫م‬
‫ن ة‬
‫ن‬
‫ن ق‬
‫ن م‬


Aperçu du document 55.pdf - page 1/9

 
55.pdf - page 2/9
55.pdf - page 3/9
55.pdf - page 4/9
55.pdf - page 5/9
55.pdf - page 6/9
 







Télécharger le fichier (PDF)


55.pdf (PDF, 826 Ko)




Documents récents du même auteur


الوضع في بلدية ملولش   29 octobre 2020
رحلة عقيمة الى الارض الطهور   22 juin 2020
اسس الوحدة العربية   20 juin 2020
رسالة الدكتور عصمت سيف الدولة   9 février 2019
حقيقة التنظيم الطليعي   6 janvier 2019
القدس العدد151   26 novembre 2014
القدس العدد 118   7 avril 2014
80   17 juillet 2013
79   17 juillet 2013
13   16 mars 2013
62   16 mars 2013
59   16 mars 2013
58   16 mars 2013
57   16 mars 2013
56   16 mars 2013
55   16 mars 2013
54   16 mars 2013
53   16 mars 2013
52   16 mars 2013
51   16 mars 2013



Ce fichier a été mis en ligne par un utilisateur du site Fichier PDF. Identifiant unique du document: 00162202.
⚠️  Signaler un contenu illicite
Pour plus d'informations sur notre politique de lutte contre la diffusion illicite de contenus protégés par droit d'auteur, consultez notre page dédiée.