القدس العدد 142 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس العدد 142.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 04/10/2014 à 22:52, depuis l'adresse IP 197.1.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 495 fois.
Taille du document: 3.1 Mo (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ﻻ ﺷﻚ أن اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻌﺮﻗﻲ واﻟﻤﺬھﺒﻲ واﻟﺪﯾﻨﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ واﻗﻌﺔ
وﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻷروﺑﯿﺔ واﻵﺳﻮﯾﺔ ،وﻓﻲ
ﻣﺸﺎرق اﻷرض وﻣﻐﺎرﺑﮭﺎ ..ﻓﮭﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻇﺎھـﺮة ﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ
اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺮن ﻓﯿﮭﺎ وﺟﻮده ﺑﺎﻻﺳﺘﻐﻼل واﻟﺘﺠﺰﺋﺔ واﻷﻧﻈﻤﺔ
اﻻﻗﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪّة ..ﺑﻞ ان ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺻﺮاﻋﺎت
داﻣﯿﺔ ﯾﻘﻊ أﻏﻠﺒﮫ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﯾﻌﯿﺸﮫ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﯿﻒ
اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻇﻠﻢ ودﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺔ وﺗﺪﺧﻞ ﺧﺎرﺟﻲ وﺟﮭﻞ ..وﻻ
ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻻﺻﻞ ﺑﻤﻈﺎھﺮ اﻟﺘﻨﻮّع واﻻﺧﺘﻼف اﻟﺘﻲ
اﺳﺘﻘﺮﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ اﻟﺘﻌﺎﯾﺶ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ
ﺑﯿﻦ ﻣﻜﻮّﻧﺎﺗﮫ اﻟﻌﺮﻗﯿﺔ واﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ
ﺗﺮﺑﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ أﺟﯿﺎل ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻗﺮون ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻟﻢ
ﺗﻌـﺮف ﻓﯿﮭﺎ اﻻﻗﺘـﺘﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻀﺎﻣﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﻧﺮاھﺎ
اﻟﯿﻮم ،واﻟﺘﻲ اﺻﺒﺤﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻻﻃﺮاف اﻟﻰ
اﻟﺮﺟﻮع ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻻﺳﻼم ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
اﺳﺘﻨﺴﺎخ ﺗﺠﺎرب ھﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻣﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻘﺎد ﺧﺎﻃﺊ
وﻏﯿﺮ ﻣﺆﻛﺪة ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﯾﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﻮﺣﻲ
ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ..أو ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻔﺮض أﻧﻤﺎط ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
واﻟﺴﻠﻮك واﻟﻠﺒﺎس ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻛﻠﮭﺎ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺒﯿﺌﺔ واﻟﺰﻣﺎن
واﻟﺤﺮﯾﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ..
أﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻼﺣﻢ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻟﻠﺤﻤﻼت اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ واﻟﻐـﺰو
اﻟﻤﻐﻮﻟﻲ ﻛﺎﻓﯿﺔ ﻟﺤﺴﻢ ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻟﮭﻮﯾﺔ ﻣﻨﺬ ﻗﺮون ﻣﻌـﺒّـﺮة ﻋﻦ
اﻛﺘﻤﺎل اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ..؟؟ أﻟﻢ ﺗﺘﺠﻠﻰ
اﻟﻮﺣﺪة ﻓﻲ اﺗﺤﺎد ﻛﻞ ﻣﻜﻮّﻧﺎﺗﮭﺎ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ واﻟﻌـﺮﻗﯿﺔ ﺻﻔﺎ واﺣﺪا
ﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﺪوان اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻣﺤﻘﻘﺔ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﺘﺼﺎرات اﻟﺘﻲ
ﺗﻌـﺰز ﺑﮭﺎ ﺷﺄن اﻟﻌـﺮوﺑﺔ واﻷﺳﻼم ﻣﻌﺎ ..؟
ﺑﻼ ..
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن ھﺬه اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺸﮭﺎ أﻣﺘﻨﺎ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﯿﺮا ﻋﻦ
اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﮭﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت أﺧﺮى ﻓﻲ ﻋﺼﻮر ﺳﺎﺑﻘﺔ
ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺣﺎوﻟﺖ أﻃﺮاف دﯾﻨﯿﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ أن ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ ﻟﺘﺠﻌﻞ ﻣﻨﮫ آداة ﻃﯿﻌﺔ ﻓﻲ ﯾﺪھﺎ
ﺗﻤﻜـﻨﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ اﻟﺒﻌﯿﺪة ﻛﻞ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ
اﻟﺪﯾﺎﻧﺔ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ارﺑﺎع اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ
اﻟﻮﻗﺖ ..ورﻏﻢ ان اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻻ ﯾﻌـﯿﺪ ﻧﻔﺴﮫ ،ورﻏﻢ اﻻﺧﺘﻼف
ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﯾﺒﺪو ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﯿﻦ ﺑﺎﺳﻢ
اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻘﺒﺔ ،وﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻜﻠﻤﯿﻦ ﺑﺎﺳﻢ اﻻﺳﻼم
اﻟﯿﻮم ،اﻻ أن اﻟﻤﻀﺎﻣﯿﻦ اﻟﻔﻜﺮﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺮة
اﻷﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺪﻏﻤﺎﺋﯿﺔ واﻟﻌﺪﻣﯿﺔ ھﻲ ﻧﻔﺴﮭﺎ ،ﻗﺪ ﯾﻀﺎف اﻟﯿﮭﺎ
ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺗﻼﻋﺐ اﻷﻃﺮاف اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﺑﺄﺻﺤﺎب ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر
اﻟﻤﺴﺘـﻨﺴﺨﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺤﺎﻟﻔﮭﻢ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻌـﯿﺔ
اﻟﺘﻲ وﺟﺪت ﻓﯿﮭﻢ آداة ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﻤﺼﯿﺮ اﻷﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺸﺎء ..
دﻣﺸـﻖ ،ﯾﺎ ﻛﻨﺰ أﺣﻼﻣﻲ وﻣﺮوﺣـﺘﻲ
أﺷﻜﻮ اﻟﻌـﺮوﺑﺔ أم أﺷﻜﻮ ﻟﻚ اﻟﻌـﺮﺑﺎ ؟
* ﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻨﻔﻌـﻚ ﺣﻀﻮره ﻟﻢ ﯾﺴﺌـﻚ ﻏﯿـﺎﺑﮫ ..
ﺳﻘـﻮا ﻓﻠﺴﻄـﯿﻦ أﺣﻼﻣﺎً ﻣﻠﻮﻧﺔً
وأﻃﻌﻤﻮھﺎ ﺳﺨﯿﻒ اﻟﻘﻮل واﻟﺨﻄﺒﺎ ..
* إذا ﺣﻠﺖ اﻟﻤﻘﺎدﯾـﺮ ﺑﻄﻠـﺖ اﻟﺘـﺪاﺑـﯿـﺮ ..
أﯾﺎ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ..ﻣﻦ ﯾﮭﺪﯾﻚ زﻧﺒﻘﺔً ؟
وﻣﻦ ﯾﻌﯿﺪ ﻟﻚ اﻟﺒﯿﺖ اﻟﺬي ﺧﺮﺑﺎ ؟
) ﻧﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ (
اﻟﻤﺮﯾﺾ ﻓﻲ اﻟﮭﺎﺗﻒ :
ﯾﺎدﻛﺘﻮر ﻟﻘﺪ أﻣﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﻲ ﻛﻞ ﯾﻮم ﺧﻤﺲ ﻛﯿﻠﻮﻣﺘﺮات ،وھﺎ أﻧﺎ أﺗـﻨـﻘـﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻟﻰ ﻣﺪﯾﻨﺔ ،ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻌـﺒﺖ
اﻵن !! ..
ﻣﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﯿﮫ أن ﻣﺎ ﯾﺤﺪث اﻵن ھﻮ ﺗﺨﻄﯿﻂ ﻟﺘﻔﻜﯿﻚ
اﻟﻜﯿﺎن اﻟﻌﺮﺑﻰ واﻹﺳﻼﻣﻰ إﻟﻰ ﻃﻮاﺋﻒ ودوﯾﻼت ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ
اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ "أﻣﺮﯾﻜﺎ" ﻧﺮى ﻣﻦ ﺧﻼل ﺳﯿﺎﺳﺘﮭﺎ
اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ اﻧﺤﯿﺎزھﺎ إﻟﻰ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻷﺧﺮى
ﻟﺘﻜﻮﯾﻦ ﻧﺰاع داﺧﻠﻰ ﯾﺆدى ﻓﻰ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﻜﯿﻚ اﻟﻮﻃﻦ
ھﺬا ﻣﺎ ﺗﻨﺘﮭﺠﮫ أﻛﺒﺮ ﻗﻮى ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻊ دﻋﻢ اﻟﺠﺎﻧﺐ
اﻟﻤﻨﺤﺎز إﻟﯿﮫ ﺑﺄﻋﺘﻰ أﻧﻮاع اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻔﺘﺎﻛﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﻀﻤﻦ
اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻌﺴﻜﺮى ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﮭﺎ .ﻓﻤﺜﻼ ﻧﺠﺪ ﻓﻰ
اﻟﻌﺮاق أن اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺗﺮﻛﺖ
"ﺳﻜﺎﻛﯿﻦ" ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻨﻈﯿﻢ داﻋﺶ ﻓﻰ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﯾﺎ
وأﺧﯿﺮا ﻟﺒﻨﺎن ،وﻟﻦ ﻧﻐﻠﻖ اﻟﻘﻮس ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺒﻠﺪان،
ﺗﺬﺑﺢ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﻟﻤﺴﻠﻤﺎت وﻟﻢ ﺗﺘﻔﻮه
ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻣﺎ دام اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﺘﻠﻮن ھﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮن وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺪم
ﺗﻨﻈﯿﻢ "داﻋﺶ" ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻹﯾﺰﯾﺪﯾﯿﻦ واﻷﻛﺮاد اﻧﺘﻔﻀﺖ
واﻧﺘﻔﺾ اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﻣﺘﮭﻤﯿﻦ إﯾﺎھﺎ ﺑﺎﻹرھﺎب وﻟﻢ ﯾﻜﻦ
إرھﺎﺑﺎ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﮫ ﻓﻰ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؟!! واﺟﺘﻤﻊ
اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻹﻧﻘﺎذ اﻹﯾﺰﯾﺪﯾﯿﻦ
واﻷﻛﺮاد وﻣﺪھﻢ ﺑﺄﻋﺘﻰ أﻧﻮاع اﻷﺳﻠﺤﺔ ﻟﺘﻔﻜﯿﻚ اﻟﻜﯿﺎن
اﻟﻌﺮﺑﻰ إﻟﻰ دوﯾﻼت ﺻﻐﯿﺮة ﺑﺤﺠﻢ ﻗﻄﺮ .دﻋﻨﻰ أذﻛﺮﻛﻢ
ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ رﺋﯿﺲ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺑﻌﺪ ھﺠﻤﺎت 11
ﺳﺒﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺟﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﻰ ووزارة اﻟﺪﻓﺎع
اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ "اﻟﺒﻨﺘﺎﺟﻮن" ..ﻗﺎل رﺋﯿــﺲ وﻛﺎﻟــﺔ
اﻟﻤﺨﺎﺑــﺮات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿــﺔ CIAاﻟﺴﺎﺑــﻖ "ﺟﯿﻤــﺲ
ووﻟﺴــﻰ" ﻓــﻰ ﻋﺎم 2006ﻋﻦ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
وﺧﺼﻮﺻﺎً اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ " :ﺳﻨﺼﻨــﻊ ﻟﮭــﻢ إﺳﻼﻣــًﺎ
ﯾﻨﺎﺳﺒﻨــﺎ ،ﺛــﻢ ﻧﺠﻌﻠﮭﻢ ﯾﻘﻮﻣــﻮن ﺑﺎﻟﺜــﻮرات ،ﺛــﻢ ﯾﺘــﻢ
اﻧﻘﺴﺎﻣﮭــﻢ ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــﺾ ﻟﻨﻌــﺮات ﺗﻌﺼﺒﯿــﺔ .وﻣــﻦ
ﺑﻌﺪھــﺎ ﻗﺎدﻣــﻮن ﻟﻠﺰﺣــﻒ وﺳــﻮف ﻧﻨﺘﺼــﺮ !".وأﺿﺎف
" ووﻟﺴﻰ" " :إﻧﻨﺎ ﺳﻨﻨﺠﺢ ﻓﻰ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺠﺤﻨﺎ ﻓﻰ
اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺜﺎﻧﯿﺔ واﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة ﺿﺪ
اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﯿﺘﻰ وﺳﻮف أﺧﺘﻢ ﺑﮭﺬا )ﺳﻮف ﻧﺠﻌﻠﮭﻢ
ﻣﺘﻮﺗﺮﯾﻦ " ( .
ھﺬا ھﻮ ﺣﺎﻟﻨﺎ اﻵن ﺑﻌﺪ ﺛﻮرات اﻟﺮﺑﯿﻊ اﻟﻌﺮﺑﻰ وﻇﮭﻮر
ﺗﻨﻈﯿﻢ "داﻋﺶ" أو ﻣﺎ ﯾﻌﺮف ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻰ
اﻟﺸﺎم واﻟﻌﺮاق واﻟﻤﻜﻮن ﻣﻦ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﺗﻠﯿﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻮاﻓﺪون ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻼد اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ
ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ واﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻟﺘﺨﺮﯾﺐ اﻟﺒﻠﺪان
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺈﺳﻢ اﻹﺳﻼم وھﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ إﻟﻰ اﻻﻧﺴﯿﺎق
وراﺋﮭﻢ ﺑﺤﺠﺔ رﻓﻊ راﯾﺔ اﻻﺳﻼم ..
إن ھﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﻣﺎ ھﻲ إﻻ أداة ﻟﻨﺰع اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﻓﻨﺠﺪھﻢ ﻻ ﯾﺤﺎرﺑﻮن إﻻ اﻟﺠﯿﻮش اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻘﻮﯾﺔ اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ
ﺑﺈﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻟﺘﻰ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﮭﺪﯾﺪا ﺧﻄﯿﺮا ﻋﻠﻰ أﻣﻨﮭﺎ ...ﻓﮭﺬه
إﺳﺮاﺋﯿﻞ واﺣﺔ أﻣﻦ وأﻣﺎن ﻣﻊ أﻧﮭﺎ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻜﻞ اﻟﻜﯿﺎﻧﺎت
اﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺟﺒﮭﺔ اﻟﻨﺼﺮة وﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻰ
اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم وﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة وأﺟﻨﺎد ﻣﺼﺮ وأﻧﺼﺎر ﺑﯿﺖ
اﻟﻤﻘﺪس واﻹﺧﻮان دون أن ﯾﻤﺴﮭﺎ ﺿﺮ ﻣﻨﮭﻢ أو ﺳﻮء ،
ﺑﻞ ان ﻛﻞ ﻃﻠﻘﺎﺗﮭﻢ ﻓﻰ ﺻﺪور ورؤوس اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻛﻞ
ﺳﻜﺎﻛﯿﻨﮭﻢ ﻋﻠﻰ رﻗﺎب اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ..
ﻤﻨﺎﺩﻴلُ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻨﺎ
ﻋﺎﺸﻘﺎﺕﹸ ﺍﻟﺜﻭﺍﻨﻲ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ
ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻤﺤﻁﺔ
ﻭﺭﺩ ﻴﻀﻠﱢل ﻗﻠﺒﺎ ﻴﻔﹶﺘﱢﺵ ﻋﻥ ﻤﻌﻁﻑ ﻟﻠﺤﻨﺎﻥﹺ
ﺩﻤﻭﻉ ﺘﺨﻭﻥ ﺍﻟﺭﺼﻴﻑﹶ ..ﺃﺴﺎﻁﻴﺭ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻨﺎ
ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺴﺎﻓﺭﻭﺍ ،ﻫل ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻨﻔﺭﺡ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻭﺼﻭل ؟
ﺯﻨﺎﺒﻕﹸ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻨﺎ ﻜﻲ ﻨﹸﻘﹶﺒل ﺨﻁ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ
ﻨﺴﺎﻓﺭ ﺒﺤﺜﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺼّﻔﹾـﺭ ..
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﺤﺏ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﺍﺕ ﺤﻴﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﻤﻨﻔﻰ ﺠﺩﻴﺩﺍ
ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﻟﻴﺴﺕﹾ ﻟﻨﺎ ﻜﻲ ﻨﺭﻯ ﺤﺒﻨﺎ ﻭﺍﻗﻔﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻟﺩﺨﺎﻥﹺ
ﻗﻁﺎﺭ ﺴﺭﻴﻊ ﻴﻘﹸﺹ ﺍﻟﺒﺤﻴﺭﺍﺕ
ﻓﻲ ﻜﹸل ﺠﻴﺏﹴ ﻤﻔﺎﺘﻴﺢ ﺒﻴﺕ ﻭﺼﻭﺭﺓﹸ ﻋﺎﺌﻠﺔ
ﻜﹸلﱡ ﺃﻫلِ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﹺ ﻴﻌﻭﺩﻭﻥ ﻟﻸﻫلِ ،ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺒﻴﺕ
ﻨﺴﺎﻓﺭ ﺒﺤﺜﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻔﺭ ﻜﻲ ﻨﺴﺘﻌﻴﺩ ﺼﻭﺍﺏ ﺍﻟﻔﺭﺍﺵ
ﻨﻭﺍﻓﺫﹸ ﻟﻴﺴﺕﹾ ﻟﻨﺎ ،ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺒﻜﹸلﱢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ
ﺘﹸﺭﻯ ،ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭﻀﺢ ﺤﻴﻥ ﺭﻜﺒﻨﺎ ﺍﻟﺨﻴﻭلَ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔﹶ؟
ﺃﻴﻥ ﺍﻟﺨﻴﻭل ،ﻭﺃﻴﻥ ﻋﺫﺍﺭﻯ ﺍﻷﻏﺎﻨﻲ ،ﻭﺃﻴﻥ ﺃﻏﺎﻨﻲ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻓﻴﻨﺎ ؟
ﺒﻌﻴﺩ ﺃﻨﺎ ﻋﻥ ﺒﻌـﻴـﺩﻱ..
ﻤﺎ ﺃﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺏ !ﺘﺼﻁﺎﺩﻨﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕﹸ ﺍﻟﺴﺭﻴﻌﺎﺕﹸ ﻤﺜل ﻟﺼﻭﺹﹺ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊﹺ
ﻨﻨﺴﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻴﻥ ﻓﻭﻕﹶ ﺯﺠﺎﺝ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭﺍﺕ
ﻨﺤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﺤﺏ ﻟﻌﺸﺭ ﺩﻗﺎﺌﻕﹶ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺒﻴﺕ ﺩﺨﻠﻨﺎﻩ
ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﻋﺒﻭﺭ ﺍﻟﺼﺩﻯ ﻤﺭﺘﻴﻥ ..
وﯾﺬﻛﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ دورﺷﺒﺎب ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ
ﺧﻼل اﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻓﯿﻘﻮل :
" إن ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺿﺮب داﺋﻤﺎً أروع اﻷﻣﺜﻠﺔ وأروع
اﻟﺒﻄﻮﻻت ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ إﻋﻄﺎء اﻟﻤﺜﻞ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺘﻀﺤﯿﺔ
واﻟﻔﺪاء .وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺬا اﻟﺬى رأﯾﺘﮫ ﻓﻘﻂ ﻓﻰ ﻋﺎم ، 48
وﻟﻜﻨﻰ رأﯾﺖ ھﺬا أﯾﻀﺎً ﻓﻰ ﻋﺎم 56ﺣﯿﻨﻤﺎ اﺑﺘـﻠﯿﺘﻢ ﻣﺮة
أﺧﺮى ﺑﺎﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ،وﺣﯿﻨﻤﺎ ﺧﺮج ﺷﺒﺎﺑﻜﻢ ﻟﯿﻘﺎﺗﻞ
ﺑﺎﻟﺴﻼح اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺿﺪ اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت ،وﺣﯿﻨﻤﺎ رﻓﻀﺘﻢ أن
ﺗﻮﻗﻔﻮا اﻟﻘﺘﺎل ،وﺻﻤﻤﺘﻢ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺎﺗـﻠﻮا إﻟﻰ أﺧﺮ
ﻗﻄﺮة ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻜﻢ " ...
وﯾﻘﻮل ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﮫ أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﻘﻮﻣﻲ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ ﻓﻲ 19أﻛﺘﻮﺑﺮ 1960وھﻮ ﯾﺠﺘﮭﺪ ﻓﻲ
ﺗﺤﻮﯾﻞ ھﺰﯾﻤﺔ 48اﻟﻰ روح ﻣﻌﻨﻮﯾﺔ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻰ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ
واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻨﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻨﺼﺮ :
" ھﺪﻓﻨﺎ اﻷول ھﻮ إﺑﻘﺎء اﻟﻜﯿﺎن اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻰ ؛ ﻷن ﺧﻄﺔ
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ واﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻣﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻜﯿﺎن
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻰ ،أو إﺑﺎدة ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وإﻧﮭﺎء ﺣﺎﺟﺔ
اﺳﻤﮭﺎ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ أو ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .دا واﺿﺢ ﻣﺶ ﻣﻦ
ﺳﻨﺔ ، 48وﻟﻜﻦ واﺿﺢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ، 48ﻟﻢ ﻧﻮﻓﻖ
ﻓﻰ ﻋﺎم ، 48ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ھﺬه ﺣﻜﻤﺔ إﻟﮭﯿﺔ ،ﺷﺮّ وﻗﻊ ﺑﻨﺎ
وﻟﻜﻦ ﯾﺮاد ﺑﮫ اﻟﺨﯿﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﯿﻘﻆ ،وﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ أن
ﻧﺠﺎﺑﮫ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺸﺮور اﻷﺧﺮى اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﯿﺘﺔ ﻟﻨﺎ.
وﯾﻤﻜﻦ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ دﻓﻊ ﺛﻤﻦ ھﺬا اﻻﺳﺘﯿﻘﺎظ ،وﻟﻜﻦ
ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ان ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 48ﺣﺘﻰ اﻵن
ﻓﯿﮫ روح ﺟﺪﯾﺪة وﺛﻮرة ﻋﺎرﻣﺔ ﺗﺠﺘﺎح اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻰ ،
ﻓﺄﻧﺘﻢ دﻓﻌﺘﻢ ﺿﺮﯾﺒﺔ ،وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﻨﺠﺢ ﻓﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ
أھﺪاﻓﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻦ ﻻﺑﺪ
أن ﯾﺘﺤﺪ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،دا اﻷﺳﺎس اﻷول ،ودا
اﻷﺳﺎس اﻟﻠﻰ ﻛﺎن ﻻزم ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ 48؛ ﺣﺘﻰ ﯾﻤﻜﻦ أن
ﺗﺠﺎﺑﮭﻮا اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ اﻟﺘﻰ اﺗﺤﺪت ﻋﻠﻰ ھﺪف واﺣﺪ وھﻮ
إﺑﺎدة ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وإﻗﺎﻣﺔ ﻗﻮﻣﯿﺔ ﺻﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺑﺪل
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ " ...
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﯾﺴﺘﻄﺮد ﺑﻠﮭﺠﺔ واﺿﺤﺔ وﺑﺴﯿﻄﺔ ﻓﻲ
ﺷﺮح اﻟﺸﺮوط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﻨﺼﺮ وھﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ
اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎ وﺣﺪة اﻟﮭﺪف ﻓﯿﻘﻮل :
" واﺟﺒﻜﻢ أﻧﺘﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ أن ﺗﻨﻈﻤﻮا ھﺬا
اﻟﺸﻌﺐ ،وﺗﺴﺎﻋﺪوا ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ..
ﺑﺘﻨﻈﻤﻮه ﺑﺈﯾﮫ ؟ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎد ..ﻣﺎﻓﯿﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻨﺨﺘﻠﻒ
ﻋﻠﯿﮭﺎ ،اﺣﻨﺎ ﺑﻨﮭﺪف إﻟﻰ ﻋﻮدة ﺣﻘﻮق ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،
وﻋﻮدة اﻟﻮﻃﻦ اﻟﺬى اﻏﺘﺼﺒﺘﮫ اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ واﻻﺳﺘﻌﻤﺎر
...
إذن اﻟﺨﻼف ھﻨﺎ أو اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﯾﻜﻮن ﻓﻰ اﻟﺒﺬل ،ﻣﯿﻦ
ﺣﯿﺒﺬل أﻛﺜﺮ ﻓﻰ ﺳﺒﯿﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺬا اﻟﮭﺪف ،ﻣﺎﻓﯿﺶ
ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻓﺮدﯾﺔ أو ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻣﺎدﯾﺔ ،وﻛﻞ ﻓﻠﺴﻄـﯿﻨﻰ ﻻزم
ﯾﺸﻌـﺮ ﺑﮭﺬا ...اﻟﻤﻄﻠﻮب اﻟﺒﺬل ..اﻟﻤﻄﻠﻮب اﻟﺘـﻨﺎﻓﺲ ﻓﻰ
ﻓﻰ اﻟﺒﺬل ؛ إذن ﻻ ﺳﺒﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﺨﻼف ،ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺤﺎول أن
ﯾﺒﺬر اﻟﺨﻼف ﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﺑﯿﺒﻘﻰ ﻃﺒﻌﺎً ﺧﺎن ﻗﻀﯿﺔ
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،وﺷﻔﻨﺎ ﻓﻰ اﻟﻤﺎﺿﻰ ازاى اﻟﻤﻨﺎﻓﻊ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ
ﺿﯿﻌﺖ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ " ...
وﯾﻌﻮد رﺣﻤﮫ اﷲ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎع ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﻲ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ ﺑﻘﻄﺎع ﻏﺰة ﻓﻲ 26ﺟﻮان 1962اﻟﻰ
اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ أدت اﻟﻰ ﺿﯿﺎع ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻓﯿﻘﻮل
. " :ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 48ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﺤﺖ ﺳﯿﻄﺮة اﻹﻧﺠﻠﯿﺰ،
ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ ھﻨﺎ ﺟﯿﺶ اﺣﺘﻼل ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮاق أﯾﻀﺎً ﺗﺤﺖ
ﺳﯿﻄﺮة اﻹﻧﺠﻠﯿﺰ ..وﻛﺎن اﻷردن ﺗﺤﺖ ﺳﯿﻄﺮة اﻹﻧﺠﻠﯿﺰ ..
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﯿﻄﺮة اﻷﻣﺮﯾﻜﺎن ..ﻛﻠﻨﺎ ﺑﻨﻌـﺮف
ھﺬا ،ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ ﻓﯿﮫ ﺟﯿﺶ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ..اﺣﻨﺎ ﻛﺎن ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻰ
ﺳﻨﺔ 48ﺗﺴﻊ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﻛﺎن واﺣﺪة ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻰ اﻟﺴﻮدان ،
دﺧﻠﻨﺎ اﻟﺤﺮب ﺑـ 3ﻛﺘﺎﺋﺐ ،وﻛﻞ ﻛﺘﯿﺒﺔ ﻛﺎﻧﺖ 800
ﻋﺴﻜﺮى و 830ﻋﺴﻜﺮى اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮﺟﻮدﯾﻦ ﻓﻰ
اﻟﻮﻗﺖ دا ﻓﻰ رﻓﺢ وﻓﻰ ﻏﺰة ،ﺑﺘﻔـﺘﻜـﺮوا ان اﺣﻨﺎ ﻣﺎﻛﺎﻧﺶ
ﻓﯿﮫ 4000ﻋﺴﻜﺮى ﻓﻰ اﻟﺤﺮب ﻣﻦ أول ﯾﻮم ...
ﻟﻜﻨﮫ ﯾﺆﻛﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ
ﻣﻌﺘﺒﺮا أن ﻣﺎ ﺗﻌﺮّض ﻟﮫ ﻛﺎن ﺗﻀﺤﯿﺔ ،وأن ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ
ﻗﻀﯿﺔ اﻟﻌﺮب ﺟﻤﯿﻌﺎ ،و ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺗﺤﺮﯾﺮھﺎ ﺗﻌﻮد اﻟﯿﮭﻢ
ﻛﻠﮭﻢ :
" ﺧﺴﺮﻧﺎ ﻓﻌﻼً ﻓﻰ ﻋﺎم 48ﺧﺴﺎرة ،وﻟﻜﻦ اﻧﺘﻢ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻠﻰ
ﻗﺎﺳﯿﺘﻢ ﻣﻨﮭﺎ ،وﻟﻜﻦ ھﺬه اﻟﺨﺴﺎرة ﻧﺒﮭﺖ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮﺑﻰ
ﻓﻰ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻰ وإﻻ ﻛﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﺿﻌﻨﺎ ؛ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻛﻠﮭﺎ راﺣﺖ وﺟﺖ ﺑﺪﻟﮭﺎ ﻗﻮﻣﯿﺔ ﺻﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﯿﻞ
إﻟﻰ اﻟﻔﺮات واﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﻮا ﺗﻔﺘﺘﻮا .اﻧﺘﻢ دﻓﻌﺘﻢ اﻟﻀﺮﯾﺒﺔ ،
اﻧﺘﻢ دﻓﻌﺘﻢ ﺛﻤﻦ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻠﺸﺎن ﺗﺼﺤّـﻮﻧﺎ ..ﻋﻠﺸﺎن ﺗﺼﺤّـﻮا
اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،واﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ واﺟﺐ ﻛﺒﯿﺮ
ﻧﺤﻮﻛﻢ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أھﺪاﻓﻜﻢ ﻓﻰ اﺳﺘﻌﺎدة ﺣﻘﻮﻗﻜﻢ ﻓﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ
" ...
وﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ ذﻟﻚ اﻟﮭﺪف ﯾﻘﻮل ﺑﻜﻞ ﺣﺮص :
" إذن ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻨﺎ ،أن ﻧﻜﺸﻒ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﯾﻨﺤﺮف وﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺮﺗﺪ ،أن ﻧﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ان اﺣﻨﺎ ﻧﺒﻨﻰ
ﻧﻔﺴﻨﺎ ،وأن ﻧﻨﺘﻈﺮ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ وﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﮭﺬا اﻟﻮﻗﺖ
اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ،ﻻ ﺗﺄﺧﺬﻧﺎ اﻷﻣﺎﻧﻰ اﻟﻔﺎرﻏﺔ أو اﻵﻣﺎل اﻟﻜﺎذﺑﺔ ؛
ﻷن ﻗﻀﯿﺘﻨﺎ ﻗﻀﯿﺔ ﺻﻌـﺒﺔ ﻋﺎﯾﺰة ﺟﮭﺪ ﻛﺒﯿﺮ .اﻟﻨﮭﺎرده
اﺣﻨﺎ ﻣﯿﺰاﻧﯿﺘﻨﺎ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﯿﻮم 130
ﻣﻠﯿﻮن ﺟﻨﯿﮫ ،وﻛﻨﺎ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ 52ﺣﻮاﻟﻰ 50ﻣﻠﯿﻮن ﺟﻨﯿﮫ
،ﻟﯿﮫ ؟ ﻷن اﻟﻨﮭﺎرده ﻻزم ﻧﺴﺘﻌـﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار أوﻻً ﻟﻨﺤﻤﻰ
أﻧﻔﺴﻨﺎ وﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﺘﻜﺮر ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻰ ﺳﻨﺔ ، 48وﺛﺎﻧﯿ ًﺎ ﺣﺘﻰ
ﻧﻜﻮن ﻓﻰ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ؛ ﺣﻘﻮﻗـﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺘﻨﺎزل
ﻋﻨﮭﺎ ﺑﺄى ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال " ..
ھﻞ ھﻨﺎك ﺷﻚ ﻓﻲ ذﻟﻚ ؟
أﺑﺪا ﻷن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﺴﺘﻠﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺪروس ﻓﯿﻘﻮل
:
" وأﻧﺎ ﺑﺎذﻛﺮ ﻓﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﻰ ﻋﺸﺮ ﺣﯿﻨﻤﺎ ھﺎﺟﻢ
اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﺼﻠﯿﺒﻰ ھﺬه اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﺣﺘﻞ اﻟﻘﺪس ..اﻟﻌـﺮب
ﻣﺎ ﻧﺴﯿﻮش ،ﻗﻌـﺪوا ﺳﺒﻌـﯿﻦ ﺳﻨﺔ واﺳﺘﺮدّوا اﻟﻘﺪس ..
اﺳﺘﺮدّوا ﺑﻠﺪھﻢ ،وأﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ھﺬا ..ﺳﺒﯿﻠﻨﺎ إﻟﻰ ھﺬا
ان اﺣﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪ ﻣﺎ ﻧﺨﺘﻠﻔﺶ ،ﻛﻠﻜﻢ ﺑﺘﺒﻘﻮا ﯾﺪ واﺣﺪة ؛
اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﻰ ..اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬى ..اﻻﺗﺤﺎد
اﻟﻘﻮﻣﻰ ،أى ﺧﻼف ﻋﻠﻰ إﯾﮫ ؟ ﻟﻦ ﯾﺼﯿﺒﻨﺎ ﻣﻦ ھﺬا
اﻟﺨﻼف إﻻ اﻟﺒﻼء واﻟﻀﺮر ﻷوﻻدﻧﺎ " ...
ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ درﺟﺎت
اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ واﻟﻨﻘﺎء اﻟﺜﻮري و اﻟﺼﺪق ﻣﻊ اﻟﻨﻔﺲ وھﻮ
ﯾﺘﺤﺪث ﺑﻜﻞ ﻣﺎ اوﺗﻲ ﻣﻦ ﺟﮭﺪ ﻓﻜﺮي وﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﻻﻗﻨﺎع
اﻟﺤﺎﺿﺮﯾﻦ ﺑﻀﺮورة اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ واﻟﺼﺒﺮ وﺑﺬل
اﻟﺠﮭﺪ وﺗﮭﯿﺌﺔ اﻟﻈﺮوف ﻟﻠﻨﺼﺮ ،ﻓﯿﻘﻮل ﺑﻜﻞ ﺣﺮص ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﯾﺮاه وﯾﺘﻤﻨﺎه :
" ﺣﻘﻮق ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻋﺎﯾﺰة ﻣﻦ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ 24ﺳﺎﻋﺔ
ﺷﻐﻞ ،ﻋﺎﯾﺰة ﻛﻞ واﺣﺪ ﯾﺤﻂ إﯾﺪه ﻓﻰ إﯾﺪ اﻟﺘﺎﻧﻰ ،دا
اﻟﺴﺒﯿﻞ اﻟﻮﺣﯿﺪ ...ﻧﺎس ﻣﻨﻜﻢ ﺗﻄﻠﻊ ﺑﺘﺮوح ﻛﻞ ﺑﻠﺪ ﻓﯿﮭﺎ
ﻓﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ وﺑﯿﺘﺼﻠﻮا ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ،ﺑﺘﻌﻤﻠﻮا ﻣﻦ أﺟﻞ
ﻗﻀﯿﺘﻜﻢ وﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﻀﯿﺘﮭﻢ وﻣﻦ أﺟﻞ أوﻻدﻛﻢ وﻣﻦ أﺟﻞ
أوﻻدھﻢ ،ﺑﺘﺸﺮﻛﻮھﻢ ﻣﻌﺎﻛﻢ ..ﻓﯿﮫ ﺧﻼﻓﺎت ﺑﯿﻦ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ ،أﻧﺎ ﺑﺎﻋﺮف ﺑﺮه ..ﺑﺘﻘﻀﻮا ﻋﻠﻰ ھﺬه
اﻟﺨﻼﻓﺎت ،ﻻزم ﺗﻮﺣﺪوھﻢ ﻣﺶ ﻋﻠﺸﺎن ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ أﺑﺪاً ،ﻋﻠﺸﺎن ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﻋﻠﺸﺎن وﻻده وﻋﻠﺸﺎن
وﻻدك .اﻟﻠﻰ ﯾﺴﺘﺨﺪم ھﺬه اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻋﻠﺸﺎن ﻣﻮﺿﻮع
ﺷﺨﺼﻰ ﺑﯿﺒﻘﻰ ﻃﺒﻌﺎً ﺧﺮج ﻋﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ وﺧﺮج
ﻋﻦ اﻷھﺪاف ؛ ﻷن ﻗﻀﯿﺔ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﺨﺪم
ﻣﻦ أﺟﻞ أھﺪاف ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ وﻣﻦ أﺟﻞ أھﺪاف ﺷﺨﺼﯿﺔ .وأﻧﺎ
ﺑﺎﻗﻮل ﻟﻜﻢ أﺻﻌﺐ ﻗﻀﯿﺔ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﮭﺎرده ھﻰ ﻗﻀﯿﺘﻜﻢ
..اﻟﻠﻰ ﺑﯿﺠﻰ وﯾﻘﻮل ان أﻧﺎ وﺿﻌﺖ ﺧﻄﻂ ﻋﻠﺸﺎن أﺣﻠﮭﺎ
واﷲ ﺑﯿﻀﺤﻚ ﻋﻠﯿﻜﻢ ،ﻣﺎ ﺑﺎﻗﻮﻟﻜﻮش أﻧﺎ ﻋﻨﺪى ﺧﻄﻂ ..
ﻋﻨﺪى ﻗﻮة ﻣﻦ رﺑﻨﺎ وإﯾﻤﺎن ﺑﺤﻘﻨﺎ ،وأﻧﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺮ دا أﻛﺒﺮ
ﺷﻰء وأﻣﻞ ﻓﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وأﻣﻞ ﻓﯿﻜﻢ ،ﻣﺎ اﻗﺪرش أﻗﻮل
ﻻزم ﻧﺴﺘﻌﻤﻠﻮ
ﻗﺎﻋﺪة اﻧﺠـﺮﻟـﯿـﻚ ..
إن أﻧﺎ ﻋﻨﺪى ﺧﻄﺔ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،ﻟﻮ ﺑﺎﻗﻮل ﻟﻜﻢ دﻟﻮﻗﺖ
أﻧﺎ ﻋﻨﺪى ﺧﻄﺔ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ أﺑﻘﻰ ﺑﻀﺤﻚ ﻋﻠﯿﻜﻢ
وﺑﻘﯿﺖ ﺳﯿﺎﺳﻰ ﻣﺎ أﻧﺎش وﻃﻨﻰ ،ﺑﺘﺎﺟﺮ ﻓﻰ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ .أى
واﺣﺪ اﻟﻨﮭﺎرده ﺑﯿﻘﻮل ﻋﻨﺪه ﺧﻄﺔ ﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﯾﺒﻘﻰ
ﺑﯿﻀﺤﻚ ﻋﻠﯿﻜﻢ ،أﻧﺎ ﺑﺎﻗﻮل ﻟﻜﻢ ﻗﺪاﻣﻨﺎ ﻗﻀﯿﺔ ﺻﻌﺒﺔ ،ﻗﺪﻣﻨﺎ
ﻗﻀﯿﺔ ﻣﻌﻘﺪة ،ﻋﺎﯾﺰة ﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﮭﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻘﻮى اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ
واﻟﻤﺎدﯾﺔ ؛ اﻟﻘﻮى اﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ أﺳﺎﺳﮭﺎ اﻷﺧﻼق وأﺳﺎﺳﮭﺎ
اﻟﻮﺣﺪة ؛ وﺣﺪة اﻟﻜﻠﻤﺔ ووﺣﺪة اﻟﺼﻒ ،اﻟﻘﻮى اﻟﻤﺎدﯾﺔ
رﺑﻨﺎ ﺑﯿﻘﺪرﻧﺎ واﺣﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻋﻤﻠﮫ ﻓﻰ ھﺬا
اﻟﺴﺒﯿﻞ ﻋﻠﺸﺎن ﻻ ﻧﺼﺎب ﻛﻤﺎ أﺻﺒﻨﺎ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ " ... 48
" اﺣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﺬه اﻟﻘﻀﺎﯾﺎ ﯾﺠﺐ ان اﺣﻨﺎ ﻧﻌـﺮف اﻣﺘﻰ
ﺑﻨﻘﻒ واﻣﺘﻰ ﺑﻨﮭﺠﻢ اﻣﺘﻰ ﻧﻨﺴﺤﺐ وﻟﻜﻦ ﻓﻰ ﻛﻞ ھﺬه
اﻟﺤﺎﻻت ﻻزم ﻧﺴﺘﻌﺪ وﻧﺴﺘﻌﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ،وﻧﻘﻮى ﻧﻔﺴﻨﺎ
ﻣﺎدﯾﺎً وﻣﻌﻨﻮﯾﺎً ،إن ﺷﺎء رﺑﻨﺎ ﯾﻮﻓﻖ اﻟﻌﺮب " ..
وﻟﻜﻲ ﯾﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ودورھﺎ ﻓﻲ
اﻟﻨﺼﺮ ﯾﺴﺘﺸﮭﺪ ﺑﺎﻷﺟﻮاء اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎدت ﺳﻨﺔ 56
ﺗﺤﺖ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮي اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﺿﺪ
اﻟﻌﺪوان اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ :
" وﺣﺪة اﻟﻌـﺮب ھﻰ أﺳﺎس ﻛﺒﯿﺮ ،دا اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ
اﻟﻠﻰ اﺗﻌﻤﻠﺖ ﻓﻰ ﺳﻨﺔ ..56اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟﻠﻰ ﺑﯿﻦ
ﺳﻮرﯾﺎ واﻷردن وﻣﺼﺮ وﻗﻒ " ﺑﻦ ﺟﻮرون " وﻗﺎل ھﺬه
اﻟﻘﯿﺎدة ﺣﻄﺖ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻛﺎﻟﺒﻨﺪﻗﺔ ﻓﻰ داﺧﻞ ﻛﺴﺎرة اﻟﺒﻨﺪق ،
ﯾﻤﻜﻦ ﺳﻤﻌـﺘﻮا ھﺬا اﻟﻜﻼم وﻗﺎﻟﮫ ﻓﻰ اﻟﻜﻨﯿﺴﺖ .....اﻟﻮﺣﺪة
ھﻰ ﺳﺒـﯿﻠﻨﺎ اﻟﻮﺣﯿﺪ أو ﺳﺒـﯿﻠﻨﺎ اﻟﺮﺋﯿﺴﻰ ﻣﻦ أن ﻧﺤﻤﻰ
ﻗﻮﻣﯿﺘـﻨﺎ ﺛﻢ ﻧﺴﺘﻌـﯿﺪ أﯾﻀﺎً ﺣﻘﻮﻗـﻨﺎ ،ورﺑﻨﺎ ﯾﻮﻓﻘﻜﻢ ،
وﻧﺆﻣﻦ داﺋﻤﺎً إن ﻗﻀﯿﺘـﻨﺎ ھﻰ ﻗﻀﯿﺔ اﻟﺤﻖ ،ورﺑﻨﺎ ﺣﯿﺆﯾﺪﻧﺎ
،وﻟﻜﻦ رﺑﻨﺎ ﺑﯿـﺄﯾـﺪﻧﺎ إذا اﺳﺘﻌﺪﯾـﻨﺎ وإذا أﻋﺪدﻧﺎ ﻛﻞ ﻗﻮاﻧﺎ
اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻟﻤﻌـﻨﻮﯾﺔ ،وإذا اﺗﺤﺪﻧﺎ ،وإذا أﻧﻜﺮﻧﺎ ذواﺗـﻨﺎ
وأﻧﻜﺮﻧﺎ ﻧﻔﺴﻨﺎ ،وإذا ﺗﻔﺎﻧـﯿـﻨﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ أوﻻدﻧﺎ اﻟﻠﻰ
اﻟﻨﮭﺎرده ﯾﻤﻜﻦ ﻣﺴﺘﻘـﺒﻠﮭﻢ ﻣﺎھﻮاش واﺿﺢ وﻻ ﺑﺎﯾﻦ ...إذا
ﻋﻤﻠﻨﺎ دا ﻛﻠﮫ وﻓﮭﻤﻨﺎ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﯿﺔ اﻟﻠﻰ ﻋﻠﯿﻨﺎ ،ﺑﯿﺴﺎﻋﺪﻧﺎ
ﻋﻠﺸﺎن ﻧﺤﻘﻖ أﻣﻠﻨﺎ ﻓﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،واﺳﺘﻌﺎدة ﺣﻘﻮق
ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ .ورﺑﻨﺎ ﯾﻮﻓﻘــﻜﻢ " .
ﺧﻠﻲ ﻟﻤﺮ ﯾﺴﺘﺮاح ..
ﺗﻮ ﻛﻞ ﺷﺊ ﯾﺠﻲ
ﺑـﻄـﺒـﯿـﻌــﺘــﻮ ..
ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ھﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﺑﻘﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﻣﺎ أرﺳﻠﻨﺎك اﻻ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﯿﻦ " ؟ أو ﺑﻘﻮل رﺳﻮﻟﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ
وﺳﻠﻢ " :إﻧﻤﺎ ﺑﻌﺜﺖ ﻷﺗﻤﻢ ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق " ؟ !!!
ﺛﻢ ﺟﺎء ﺻﻔْﺢ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻮم
اﻟﻔﺘﺢ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎدات اﻟﻘﺮﺷﯿﺔ اﻟﺒﺎرزة ﺗﻄﺒﯿﻘﺎ ﻋﻤﻠﯿﺎ ﻟﮭﺬا
اﻟﺸﻌﺎر اﻟﺮاﺋﻊ ،ﻟﯿﻈﮭﺮ ﺣﺮﺻﮫ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
ﻋﻠﻰ اﺻﻄﻨﺎع اﻟﺮﺟﺎل واﻹﻓﺎدة ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﺣﯿﻦ ﺗﺪﺧﻞ اﻹﺳﻼم ،ﺑﻤﺎ ﺗﻤﺜﻠﮫ ﻣﻦ رﺻﯿﺪ ﺣﻀﺎري ﻟﺪى
اﻟﻌﺮب ﺟﻤﯿﻌًﺎ .
ﻗَﺎلَ اﺑْﻦُ إﺳْﺤَﺎقَ :ﻓَﺤَﺪّﺛَﻨِﻲ ﺑَﻌْﺾُ أَھْﻞِ اﻟْﻌِﻠْﻢِ أَنّ رَﺳُﻮ َل
اﻟﻠّﮫِ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻗَﺎمَ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﺎبِ اﻟْﻜَﻌْﺒَﺔِ ،ﻓَﻘَﺎلَ :
» ﻟَﺎ إﻟَﮫَ إﻟّﺎ اﻟﻠّﮫُ وَﺣْﺪَهُ ﻟَﺎ ﺷَﺮِﯾﻚَ ﻟَﮫُ ﺻَﺪَقَ وَﻋْﺪَهُ وَﻧَﺼَﺮَ
ﻋَﺒْﺪَهُ وَھَﺰَ َم اﻟْﺄَﺣْﺰَابَ وَﺣْﺪَهُ ...ﯾَﺎ ﻣَﻌْﺸَﺮَ ﻗُﺮَﯾْﺶٍ ،إنّ
اﻟﻠّﮫَ ﻗَﺪْ أَذْھَﺐَ ﻋَﻨْﻜُﻢْ ﻧَﺨْﻮَةَ اﻟْﺠَﺎھِﻠِﯿّﺔِ وَﺗَﻌَﻈّﻤَﮭَﺎ ﺑِﺎﻟْﺂﺑَﺎءِ
اﻟﻨّﺎسُ ﻣِﻦْ آدَمَ وَآدَمُ ﻣِﻦْ ﺗُﺮَابٍ ﺛُﻢّ ﺗَﻠَﺎ ھَﺬِهِ اﻟْﺂﯾَﺔَ ﴿ ﯾَﺎ أَﯾّﮭَﺎ
اﻟﻨّﺎسُ إِﻧّﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ذَﻛَﺮٍ وَأُﻧْﺜَﻰ وَﺟَﻌَﻠْﻨَﺎﻛُﻢْ ﺷُﻌُﻮﺑًﺎ
وَﻗَﺒَﺎﺋِﻞَ ﻟِﺘَﻌَﺎرَﻓُﻮا إِنّ أَﻛْﺮَﻣَﻜُﻢْ ﻋِﻨْﺪَ اﻟﻠّﮫِ أَﺗْﻘَﺎﻛُﻢْ ﴾ .
ﺛُﻢّ ﻗَﺎلَ » :ﯾَﺎ ﻣَﻌْﺸَﺮَ ﻗُﺮَﯾْﺶٍ ﻣَﺎ ﺗُﺮَوْنَ أَﻧّﻲ ﻓَﺎﻋِﻞٌ ﻓِﯿﻜُﻢْ ؟
« ﻗَﺎﻟُﻮا :ﺧَﯿْﺮًا ،أَخٌ ﻛَﺮِﯾﻢٌ وَاﺑْﻦُ أَخٍ ﻛَﺮِﯾﻢٍ .
ﻗَﺎلَ » :اذْھَﺒُﻮا ﻓَﺄَﻧْﺘُﻢْ اﻟﻄّﻠَﻘَﺎءُ « .
وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﺬا اﻟﺼﻔﺢ واﻟﻐﻔﺮان ﻋﻦ أھﻞ ﻣﻜﺔ ﻋﻤﻼ
ﯾﺴﯿﺮًا ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﯾﺴﺘﻠﺰم ﻗﻮة ﻧﻔﺴﯿﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ ،
وﻣﻘﺪرة روﺣﯿﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،واﺳﺘﻌﺪادًا ﻛﺒﯿﺮا ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﻲ
واﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺎص ﻣﻦ
ھﺆﻻء اﻟﺬﯾﻦ أﺟﺮﻣﻮا ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺪﻋﻮة وﺻﺎﺣﺒﮭﺎ
واﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﮭﺎ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ وأﻧﮫ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ
ﻟﻢ ﯾﺨﯿﺮھﻢ ﺑﯿﻦ اﻹﺳﻼم ﻣﻊ اﻟﻌﻔﻮ وﺑﯿﻦ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ھﻢ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﺮﻗﺎق واﻟﺬل ،ﺑﻞ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﮭﻢ ﺑﻼ ﻗﯿﺪ وﻻ
ﺷﺮط ،
وﻏﺪا ﻗﻮﻟﮫ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻷﻋﺪاء اﻷﻣﺲ وھﻢ
واﻗﻔﻮن أﻣﺎﻣﮫ ﻣﺴﺘﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﯿﺎرى » :اذْھَﺒُﻮا ﻓَﺄَﻧْﺘُﻢْ
اﻟﻄّﻠَﻘَﺎءُ « رﻣﺰًا ﻟﻠﺘﺴﺎﻣﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺻﻮرﺗﮫ اﻟﻌﻠﯿﺎ .
إن ھﺬه اﻟﻤﺮﺣﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﻗﻔًﺎ ﻃﺎرﺋًﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﯿﻌﺔ
اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ وﺣﻘﯿﻘﺔ رﺳﺎﻟﺘﮫ ،ﺑﻞ ھﻲ
ﻣﻮﻗﻒ أﺻﯿﻞ ﻣﻨﺬ ﻛﺎن ﺑﻤﻜﺔ ﯾﺤﺮص ﻋﻠﻰ دﻋﻮﺗﮭﻢ
وھﺪاھﻢ ،وﯾﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﯿﺪھﻢ وأذاھﻢ ،وﺣﯿﻦ أرﺳﻞ اﷲ
ﻟﮫ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻖ ﻋﻮدﺗﮫ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﻒ ﻣﻠﻚ اﻟﺠﺒﺎل ،ﻓَﻘَﺎلَ :
ذَﻟِﻚَ ﻓِﯿﻤَﺎ ﺷِﺌْـﺖَ ،إِنْ ﺷِﺌْـﺖَ أَنْ أُﻃْﺒِﻖَ ﻋَﻠَﯿْﮭِﻢِ اﻷَﺧْﺸَﺒَﯿْﻦِ .
ﻓَﻘَـﺎلَ اﻟﻨﱠﺒِﻲﱡ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ » :ﺑَﻞْ أَرْﺟُﻮ أَنْ
ﯾُﺨْﺮِجَ اﻟﻠﱠﮫُ ﻣِﻦْ أَﺻْﻼَﺑِﮭِﻢْ ﻣَﻦْ ﯾَﻌْﺒُﺪُ اﻟﻠﱠﮫَ وَﺣْﺪَهُ ﻻَ ﯾُﺸْﺮِكُ ﺑِ ِﮫ
ﺷَﯿْﺌًﺎ « .
وﻗﺪ أﺳﻔـﺮت ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﻤﺮﺣﻤﺔ اﻟﺤﻜﯿﻤﺔ ﻋﻦ ﺿﻢ أﻋﺎﻇــﻢ
اﻟـﺮﺟﺎل ودﺧﻮﻟﮭﻢ اﻟﻄﻮﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﺼﻒ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،
ﻛﺨـﺎﻟـﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟـﯿـﺪ وﻋﻤﺮو ﺑﻦ اﻟﻌﺎص اﻟﻠﺬﯾﻦ أﺳﻠﻤﺎ
ﻗـﺒـﯿـﻞ اﻟﻔـﺘـﺢ ،وﺟﮭﻞ وﺻﻔﻮان ﺑﻦ أﻣﯿﺔ وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻤﻦ
أﺳﻠﻢ ﯾﻮم اﻟﻔﺘﺢ .
ﻟﻘﺪ وﺻﻞ أﺻﺤﺎب اﻟﺜﺄر إﻟﻰ اﻟﺬﯾﻦ آذوھﻢ ،وﻗﺎﻟﻮا ھﺬه
اﻟﻜﻠﻤﺔ ،ﻓﻘﺎل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻛﻠﻤﺘﮫ اﻟﺘﻲ
أﻣﻦ ﺑﮭﺎ اﻟﺠﻤﯿﻊ ،ﻣﻊ أن ھﺆﻻء اﻟﺠﻤﯿﻊ أﯾﺪﯾﮭﻢ ﻛﻠﮭﺎ
ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎء ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﯾﻠﺠﺌﮭﻢ إﻟﻰ أن ﯾﺨﺘﻔﻮا ﻓﻲ
اﻟﺒﯿﻮت واﻟﻤﻐﺎرات ،وﻟﻢ ﯾﺒﻌﺚ ﻣﺨﺎﺑﺮات ﺗﺄﺗﻲ ﺑﮭﻢ ﻣﻦ
ھﻨﺎ وھﻨﺎك.
ﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﻟﯿﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن
ﻛﺮاﻣﺘﮫ ﺣﺘﻰ وھﻮ ﻣﮭﺰوم ،وﯾﺮى أن اﻟﻔﺘﺢ ﻟﯿﺲ ﻣﺠﺮد
ﻧﺼﺮ ،وﻟﻜﻨﮫ اﻣﺘﻼك ﻟﻠﻘﻠﻮب واﻷرواح ،وھﻮ ﺻﺎﺣﺐ
دﻋﻮة ﻻ ﯾﻌﺮف ﻣﻔﺮدات اﻟﺜﺄر واﻻﻧﺘﻘﺎم واﻟﺘﺸﻔﻲ
واﻹذﻻل ...إﻟﺦ ،إﻧﻤﺎ ﺗﻌﯿﺶ ﻣﻔﺮدات وﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻤﺮﺣﻤﺔ
واﻟﮭﺪاﯾﺔ واﻹﺣﺴﺎن ...إﻟﺦ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻊ اﻟﺬﯾﻦ ﻟﻢ ﯾﺰاﻟﻮا
ﻣﺸﺮﻛﯿﻦ وﻟﻢ ﯾﻌﻠﻨﻮا إﺳﻼﻣﮭﻢ ﺑﻌﺪ .
ھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﯾﺠﺐ أن ﺗﻌﺮﻓﮭﺎ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ،وأن ﺗﻘﻒ
ﻋﻨﺪھﺎ ﻟﯿﻮﻓﻮا ھﺬا اﻟﺮﺳﻮل ﺣﻘﮫ ،ﻓﻠﻢ ﯾﻜﻦ رﺣﻤﺔ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ رﺣﻤﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮﯾﺔ ﻛﻠﮭﺎ .
وﻟﯿﺲ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻊ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻲ اﷲ ﻋﻠﯿﮫ
وﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﮭﻢ ﻟﮭﺬا اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺑﺄﻗﻞ ﺟﻤﺎﻻ
وﻛﻤﺎﻻ ،ﻓﮭﻮ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﺻﺎدق ﺻﺮﯾﺢ ﻋﻤﺎ ﯾﻤﻸ ﻗﻠﻮب
أﺻﺤﺎب اﻟﺪﻋﻮات ،اﻟﺬﯾﻦ ﻟﻢ ﯾﻔﻜﺮ أﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ
اﻟﻐﺪر واﻟﺜﺄر ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻖ أن ﻗﺘﻞ أﺑﺎه أو أﺧﺎه أو ﻗﺮﯾﺒﮫ ،
أو ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻖ أن آذاه ،أو ﺣﺘﻰ أن ﯾﻘﻮم ﺑﺘﺄﻧﯿﺒﮫ وﻟﻮﻣﮫ،
ﻓﻘﺪ ﺳﻤﺎ اﻹﺳﻼم ﺑﺄرواﺣﮭﻢ ﻓﻮق ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻐﺮاﺋﺰ
اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ،وﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﮭﻢ إﻻ اﻟﻤﺮﺣﻤﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻮاﺻﻮا ﺑﮭﺎ ﻓﺼﺎروا ﺑﮭﺎ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﻤﯿﻤﻨﺔ ...
ﻛﺜﺮ ﻋﺪد اﻟﺠﻼدﯾﻦ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲﱢ اﻟﻌﺮﺑﻲّ ،وأﺻﺒﺤﺖ
اﻟﺴﮭﺎم اﻟﻤﻮﺟﱠﮭﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻔﻜﺮ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﻞّ اﺗّﺠﺎه ،وﻛﺄنﱠ
اﻟﻌﺮوﺑﺔ ھﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﻛﻞّ اﻟﺮذاﺋﻞ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ،ﻓﺤﻖﱠ
ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺮﱠﺟﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻤﻮت! اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﺑﻨﻈﺮ اﻟﺒﻌﺾ
،أﺷﺒﮫ ﺑﺜﻮبٍ ﯾُﻠﺒﺲ ﺣﺴﺐ اﻟﻤﻮاﺳﻢ ،واﻵن ﻣﻮﺳﻢ ﻛﻞﱢ
ﺷﻲء ـ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ـ إﻻ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻮﻣﯿﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ !
ﻓَﻠِﻢَ ﯾﻌﯿﺶ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲّ اﻟﻌﺮﺑﻲّ ھﺬه اﻟﻤﺤﻨﺔ ،ﺑﻞ اﻟﻨﻜﺴﺔ ،
ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض ﺣﺼﻮل اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻊ ﻣﻄﻠﻊ
اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ ..ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ اﻟﻔﻜﺮ اﻷﻣﻤﻲ
اﻟﻤﺎدي ﯾﺘﺮﻧﱠﺢ وﯾﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻟﺴﻮﻓﯿﯿﺘﻲ ﻟﺘﺨﺮج ﻣﻦ
ﺑﯿﻦ أﻧﻘﺎﺿﮫ ﻗﻮﻣﯿﺎت ﻋﺮﯾﻘﺔ ﻋﺠﺰ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ ﻋﻦ
ﻃﻤﺴﮭﺎ ،رﻏﻢ ﻣﺤﺎوﻻت وأدھﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﱠةٍ وﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻣﻜﺎن ؟!
أﯾﻀﺎً ،ﻛﺎن ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﺎت ﺗﺘﻮﯾﺠﺎً ﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻮﺣﺪة
اﻷوروﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻇﻼﻟﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﯿﺔٍ وﻟﻐﺔٍ
وﺗﺮاثٍ ودﯾﻦ ،ﺑﻞ ﺗﻮارﯾﺦ وذﻛﺮﯾﺎت ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﺼﱢﺮاﻋﺎت
واﻟﺪﱠم واﻟﺤﺮوب ،ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻷوروﺑﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﻮﺣﺪة ﺗﻐﻠﱠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞﱢ ھﺬه اﻟﺘﺒﺎﯾﻨﺎت واﻟﻔﺮوﻗﺎت ..ﻣﺎ
ﺗُﺮاھﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺮﯾﻤﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﯾﺴﺘﺤﻖﱠ
وﺣﺪه ،دون ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺘﯿﱠﺎرات اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،
ھﺬا اﻟﻌـﺰل وذاك اﻟﺮﱠﺟﻢ واﻟﻌﻘﺎب ؟
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺨﯿﺎر اﻟﻘﻮﻣﻲ ـ وﻻ ﯾﺰال ـ ﯾﻌﻨﻲ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄ ﱠ
ن
اﻟﻌﺮب أﻣﱠﺔ واﺣﺪة ﺗﺘﺄﻟﻒ اﻵن ﻣﻦ أﻗﻄﺎر ﻣﺘﻌﺪّدة ﻟﻜﻨﱠﮭﺎ
ﺗﺸﻜﱢﻞ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ اﻣﺘﺪاداً ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎً وﺣﻀﺎرﯾﺎً واﺣﺪاً وﺗﺘﻜﺎﻣﻞ
ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﻮارد واﻟﻄﺎﻗﺎت .إنﱠ اﻟﻤﺘﻀﺮّرﯾﻦ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺨﯿﺎر
ھﻢ ﺣﺘﻤﺎً ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺮب .وﻗﺪ ﺳﻌﻰ ھﺆﻻء ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ،
وﻣﺎ زال ﺳﻌﯿﮭﻢ وأﻣﺜﺎﻟﮭﻢ ﻗﺎﺋﻤﺎً وﻇﺎھﺮاً ﺑﺎﻟﺤﺎﺿﺮ،
ﻟﻤﻨﻊ إﺗﺤﺎد اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﻢ ﻓﻲ
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،وأﯾﻀﺎً ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﺳﺘﻨﺰاﻓﮭﻢ ﻟﺨﯿﺮاﺗﮭﺎ
وﻣﻮاردھﺎ وﻃﺎﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻟﺒﺸﺮﯾﺔ .ﻓﻤﻦ اﻟﻤﻔﮭﻮم أن
ﯾﺤﺎرب ﻏﯿﺮ اﻟﻌﺮب )ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮﯾﯿﻦ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ واﻟﺪوﻟﻲ
ﻓﻜﺮة اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻟِﻢَ ﻧﺸﮭﺪ إﻃﻼق اﻟﺴﱢﮭﺎم ﻋﻠﻰ
ھﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻣﻦ ﺑﻌﺾ أﺑﻨﺎء اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ ؟
ھﺬه ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ :
إنﱠ أزﻣﺔ اﻟﻔﻜـﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲﱢ اﻟﻌـﺮﺑﻲّ أﺳﺎﺳﮭﺎ ﻓﻲ أنﱠ ھﺬا اﻟﻔﻜـﺮ
ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻜﺮًا ﻗﻮﻣﯿّﺎً ﻋﺮﺑﯿّﺎً ﻓﻘﻂ ،وأﻧﱠﮫ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻤﻔﮭﻮمٍ واﺣﺪٍ
ﻟﮫ ..ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ ﻣﻔﮭﻮم واﺣﺪ ﻟﺪى ﻛﻞّ دﻋﺎﺗﮫ ،وﻣﺎ ﻛﺎن
واﺿﺤﺎً ﻟﺪى اﻟﻤﻌـﻨﯿّﯿﻦ ﺑﮫ )أي ﻋﻤﻮم اﻟﻌﺮب( اﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ
اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻘـﻮﻣﯿّـﺔ وﺑﯿـﻦ اﻟﺪّﻋﺎة ﻟﮭﺎ ..ﻓﺎﺧـﺘـﻠﻂ ﺳﻮء ﺑﻌـﺾ
اﻟﺪّﻋﺎة وﺿﺮرھﻢ ﻣﻊ ﺣﺴﻨﺎت ھﺬه اﻟﺪﱠﻋﻮة وﻓﻮاﺋﺪھﺎ.
ﺑﻌﺾ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻣﺘﺰج ﺑﺄﻓﻜﺎر ﻣﺎدﯾّﺔ ،ﻏﺮﺑﯿّﺔ
وﺷﺮﻗﯿّﺔ ،وﻛﺎن ذﻟﻚ وﺣﺪه ﻛﻔﯿﻼً ﺑﺘﺨﺮﯾﺐ ﻋﻘﻮل ھﺆﻻء
اﻟﺪﻋﺎة وﺑﺘﺮﺳﯿﺦ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺪﱠﻋﻮة ﻧﻔﺴﮭﺎ،
ﻓﺄﺻﺒﺢ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﯾﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة
اﻟﻤﺎرﻛﺴﯿّﺔ ـ اﻟﻠﯿﻨﯿﻨﯿّﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻣﺰج اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻜﺮ
اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﻔﺎﺷﯿﺔ واﻟﻌﻨﺼﺮﯾﱠﺔ ،ﻓﻨﺘﺞ ﻋﻦ
ذﻟﻚ ﻃﺮوﺣﺎت وﻣﻤﺎرﺳﺎت أﺳﺎءت ﻟﻸﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﻛﻠّﮭﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻻ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ﻣﺮﺟﻌﯿﺔٍ ﻋﺮﺑﯿﺔٍ
واﺣﺪة ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﺪﱠد اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ واﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎت واﻷﺳﺎﻟﯿﺐ
واﻟﻐﺎﯾﺎت ،ﺑﻞ ﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮى اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﯾﻄﺮح ﺷﻌﺎر
اﻟﻮﺣﺪة وھﻮ ﯾﺤﺎرب ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﮫ اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ
ﻟﮭﺬه اﻟﺪﻋﻮة ،وﯾﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ أول ﺗﺠﺮﺑﺔٍ
وﺣﺪوﯾّﺔٍ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ )وﺣﺪة ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﯾﺎ ﻋﺎم
،(1958ﺛﻢﱠ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻮﺣﺪة ،وﺑﺎﺳﻢ اﻷﺣﺰاب اﻟﻘﻮﻣﯿّﺔ،
ﺟﺮى اﻋﺘﻘﺎل وذﺑﺢ وﺗﺸﺮﯾﺪ اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﯿﯿﻦ اﻟﻌﺮب
ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪٍ ﻋﺮﺑﻲ ﺣﻜﻢ ﻓﯿﮫ أدﻋﯿﺎء ﻟﻠﻘﻮﻣﯿّﺔ ﻻ ﺻﻠﺔ
ﻟﮭﻢ ﺑﻮﺻﻒ اﻟﺪﱡﻋﺎة اﻟﺤﻘﯿﻘﯿّﯿﻦ ﻟﮭﺎ ،وﻛﻤﺎ ﺻﺢﱠ اﻟﻘﻮل
اﻟﻤﻌﺮوف » ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺑﺎﺳﻤﻚ أﯾﱠﺘﮭﺎ اﻟﺤﺮﱠﯾﺔ !
« ،ﻓﺈنﱠ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﺗﻢﱠ ارﺗﻜﺎﺑﮭﺎ ﺑﺎﺳﻢ
اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ .ﻟﻜﻦ ،ھﻞ أدﱠت اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻰ
اﻟﺘﺨﻠّﻲ ﻋﻦ ھﺬا اﻟﮭﺪف اﻟﻨﺒﯿﻞ واﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﻤﺸﺮوع ﻟﻜﻞّ ﻓﺮدٍ
وﻛﻞّ ﺟﻤﺎﻋﺔٍ وأﻣﱠﺔ ..؟ !
وﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺠﺮﱠد ﺗﺒﺮﯾﺮاتٍ ﻷزﻣﺔ اﻟﻔﻜﺮ
اﻟﻘﻮﻣﻲﱢ اﻟﻌﺮﺑﻲّ ،ﻓﺈﻧﱠﻨﺎ ﻧﻘﻮل :
إنﱠ اﻷﻃﺮوﺣﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻃﻐﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ ،ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﯿﻨﺎت وﻓﻲ
اﻟﺴﺘﯿﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ،اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺘﺤﺮّري اﻟﻌﺎم ﺿﺪﱠ
اﻟﻨﻔﻮذ اﻷﺟﻨﺒﻲ ،وﻛﺎﻧﺖ ھﺬه ﺳِﻤﺔ إﯾﺠﺎﺑﯿﺔ ﻃﺒﻌﺎً ﻋﺰﱠزت ﻣﻦ
ﺟﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ اﻟﻄﺮح اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺤﯿﻂ واﻟﺨﻠﯿﺞ .ﺛﻢ دﺧﻞ
اﻟﺒﻌﺪ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﺮوﺣﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻟﯿﺼﺒﺢ اﻟﺤﺪﯾﺚ
ﻋﻦ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﺮادﻓﺎً ﻟﻼﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ،ﻋﻠﻤﺎً أنّ اﻷول
ﺣﺎﻟﺔ ﻛﯿﺎﻧﯿﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﱠة ﺑﻐ ﺾﱢ اﻟﻨﱠﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ
واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻓﻲ أﯾﱢﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ أو أيّ ﻇﺮف .
وﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺘﯿﻦ ،اﻟﺘﺤﺮَرﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ،ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻃﺮوﺣﺔ
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﺿﻌﯿﻔﺔ اﻻﻗﺘﺮان أو اﻟﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ
ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺛﻼث :اﻹﺳﻼم ،اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،واﻟﻮﻃﻨﯿﺔ .ﻓﻘﺪ ﻏﺎﺑﺖ
ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻋﻦ اﻷﻃﺮوﺣﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،أو إﻧّﮭﺎ ﻋﻠﻰ
اﻷﻗﻞ ﻇﮭﺮت ﺑﺸﻜﻞٍ أﺿﻌﻒ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﯿﻦ اﻟﺘﺤﺮري
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﺎﻟﺘﯿﱠﺎر اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
ﻣﺜﻼ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﻟﻜﻨﱠﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻊ إﻟﺰام ﻗﺎدة
.
ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﺑﺎﻧﺘﮭﺎج اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ أو
ﺑﻮﺿﻮح اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم .
وﺳﺎھﻢ اﻟﺘﯿﱠﺎر اﻟﻘﻮﻣﻲ أﯾﻀﺎً ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻋﺮوﺑﺔ ﻟﺒﻨﺎن
ﻋﺎم ،1958ﻟﻜﻨﮫ ﻟﻢ ﯾﻌﻜﺲ ﻃﺮﺣﺎً ﻣﺘﻜﺎﻣﻼً ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮوﺑﺔ
واﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻛﺎن دﻋﺎة اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن
ﯾﺮﻓﻀﻮن ﻣﺠﺮﱠد اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وﯾﻨﻈﺮون
اﻟﻰ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻛﻨﻘﯿﺾٍ ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﺗﺸﻜﱢﻞ
ھﺎﺟﺴﺎً ﺧﻄﯿﺮاً ﻋﻨﺪ دﻋﺎة » اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﱠﺔ « .
وﻛﺎن اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ اﻟﺸﺪﯾﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ اﻟﻮﺣﺪة وﺑﯿﻦ
اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﻛﻔﯿﻼ ﺑﺠﻌﻞ ﻛﺎﻓﱠﺔ اﻟﻤﺘﻀﺮّرﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺮارات
اﻟﺘﺄﻣﯿﻢ واﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ) ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﺳﻮرﯾﺎ وﻏﯿﺮھﻤﺎ
( ﻣﻦ أﻋﺪاء اﻟﻮﺣﺪة ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻦ اﻟﻨﻈﱠﺮ إﻟﻰ أنﱠ ھﺬه اﻟﻮﺣﺪة
.
ﺳﺘﻔﺘﺢ أﺳﻮاﻗﺎً ﺟﺪﯾﺪة ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﮭﻢ وﺗﺠﺎرﺗﮭﻢ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔٍ ﺛﺎﻧﯿﺔ ،ﻓﺈنﱠ اﻻﺷﺘﺮﻛﯿﺔ ﻛﺎﻧﺖ دﻋﻮةً ﻓﻜﺮﯾﺔ ﻏﯿﺮ
ﻣﺘﱠﻔﻖٍ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻧﮭﺎ ﻋﺮﺑﯿﺎً ،ﺣﯿﺚ وﺿﻌﮭﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ
ﺧﺎﻧﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺎرﻛﺴﻲ وﺗﺠﺮﺑﺘﮫ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﻇﻞﱢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻌﺴﻜﺮ
اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ وﻗﺎدة اﻟﺘﯿﱠﺎر اﻟﻘﻮﻣﻲ .وﻗﺪ أدﱠى ھﺬا اﻷﻣﺮ اﻟﻰ
ردﱠة ﻓﻌﻞٍ ﻓﻜﺮﯾّﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿّﺔ ﺿﺪﱠ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻓﱠﺔ
اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻜﺮھﻢ أو ﺳﯿﺎﺳﺘﮭﻢ ﻣﻊ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻤﺎرﻛﺴﻲ،
وﻣِﻦ ﺿﻤﻨﮭﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ .
إنﱠ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ھﻲ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ،ﺑﯿﻦ ﺳﺎﺋﺮ أﻣﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،اﻟﺘﻲ ﻻ ﯾﺼﺢّ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ اﻹﺳﻼم
واﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ .ﻓﺎﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺑﺪء اﻟﺪﻋﻮة
اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﺠﺮد ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺤﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﺠﺰﯾﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ھﻲ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة اﻟﺘﻲ أوﺟﺪھﺎ اﻹﺳﻼم وﻣﺎ
ﻛﺎن ﻟﮭﺎ وﺟﻮدٌ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﮫ ،وھﻲ ﺑﮭﺬا ﺗﺘﻤﯿﺰ ﻋﻦ ﺑﻘﯿﱠﺔ اﻷﻣﻢ
اﻷﺧﺮى ،وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ أﻣﻤﺎً ﺗﺪﯾﻦ ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻣﺜﻠﮭﺎ .وﺑﯿﻨﻤﺎ
اﻹﺳﻼم ھﻮ دﯾﻦ وﺣﻀﺎرة ﻟﻠﻌﺮب اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻓﺈﻧﱠﮫ ﺣﻀﺎرة
وﺗﺎرﯾﺦ وﺗﺮاث ﻟﻠﻌﺮب ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ .
ﻟﻮ ﻛﺎن ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻋﺎم أن ﯾﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻹﺳﻼم
ﻓﻲ أﯾﱠﺔ أﻣﱠﺔٍ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻓﺈنﱠ ذﻟﻚ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻦٍ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻷﻣﱠﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ .ﻓﺎﻟﻌﺮب ﻛﺎﻧﻮا ھﻢ ﺣﻤﻠﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ،واﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ
ھﻲ ﻟﻐﺔ ﻗﺮآﻧﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ وﺣﺎوﯾﺔ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﺗﺮاﺛﮫ اﻟﻔﻜﺮي ،ﺑﻞ
إنﱠ ﻓﻲ ﺗﻮﺣّﺪ اﻟﻌﺮب ﻗﻮﱠةً ودﻋﻤﺎً ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻠﮫ،
ورﻏﻢ ذﻟﻚ ،ﺣﺪث وﯾﺤﺪث اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﯿﻦ دﻋﺎة اﻟﻌﺮوﺑﺔ
ودﻋﺎة اﻹﺳﻼم ،ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮَض أن ﯾﺸﺘﺮﻛﻮا ﺳﻮﯾﺎً
ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻌﺮوﺑﺔ اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ ﻣﻌﺎً.
وﻋﻠﻰ ﺻﻌﯿﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮوﺑﺔ واﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ،ﻓﺈنﱠ اﻟﮭﻮﯾﱠﺔ
اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ﻻ ﯾﺠﺐ أن ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻼﻧﺘﻤﺎء اﻟﻘﻮﻣﻲ،
ﺑﻞ إنﱠ ﺗﻌﺰﯾﺰھﺎ ) اي اﻟﮭﻮﯾﱠﺔ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ( ﯾﺴﺎھﻢ ﻓﻲ إذاﺑﺔ
اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ داﺧﻞ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻃﺎﺋﻔﻲﱟ
أو ﻗﺒﻠﻲﱟ أو ﻋﺮﻗﻲّ ،ﺣﯿﺚ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ داﺧﻞ ﻛﻞﱢ
وﻃﻦٍ ﻋﺮﺑﻲ ھﻲ أﺳﺎس اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ،وﺣﯿﺚ
ﯾﻜﻮن اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ أرﻓﻊ درﺟﺔً ﻣﻦ اﻟﻮﻻء ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﺔ
أو اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ أو اﻟﻌﺸﯿﺮة .
إنﱠ دوﻟﺔ » اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ « ﯾﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن
ﺣﺼﯿﻠﺔ ﺗﻜﺎﻣﻞ «اﻟﻮﻃﻨﯿﺎت« اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ وﻟﯿﺴﺖ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺳﯿﻄﺮة
إﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯿﻤﯿﺔٍ أﺧﺮى ..وﺑﺎﺳﻢ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ! إنﱠ
اﻹﺟﻤﺎع اﻟﺸﻌﺒﻲ داﺧﻞ ﻛﻞﱢ ﺑﻠﺪٍ ﻋﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ دﻋﻮة اﻟﻮﺣﺪة
ھﻮ اﻟﻄﺮﯾﻖ ﻟﺒﻨﺎء دوﻟﺔ اﻹﺗﺤﺎد اﻟﻌﺮﺑﻲ ،وأيّ أﺳﻠﻮبٍ آﺧﺮ
ھﻮ ھﺪمٌ ﻟﻔﻜﺮة اﻹﺗﺤﺎد وﺗﻌﻤﯿﻖٌ ﻟﺸﺮخ اﻻﻧﻘﺴﺎم ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮب.
إنﱠ ﻏﯿﺎب اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﯾﺠﻌﻞ اﺳﺘﺒﺎﺣﺔ
ﺣﻘﻮق اﻷﻓﺮاد واﻷوﻃﺎن ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻜﺮار ـ وﺗﺤﺖ
ﺷﻌﺎراتٍ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ـ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﺣﯿﻨﺎً وﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﯾﻦ أﺣﯿﺎﻧﺎً
أﺧﺮى ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻘﺮﯾﺐ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺘﺤﺮّر
أو اﻟﺘﻘﺪم !! إنﱠ اﻷﻃﺮوﺣﺔ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮭﺎ أن
ﺗﺴﺘﻤﺮﱠ ،وأن ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﮭﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ رﻛﺎﺋﺰ
أﺳﺎﺳﯿﺔٍ ﺛﻼث :اﻟﺒُﻌﺪ اﻟﺪﯾﻨﻲ اﻟﺤﻀﺎري ،واﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ،
واﻟﻮﻃﻨﯿﺔ .وﺑﻐﯿﺎب أيﱟ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺮﻛﺎﺋﺰ ،ﺳﺘﺒﻘﻰ اﻷﻃﺮوﺣﺔ
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﻋﺮﺟﺎء وﻋﺎﺟﺰةً ﻋﻦ اﻟﻨّﮭﻮض ﺑﺎﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﱠﺔ
واﻻرﺗﻔﺎع ﺑﮭﺎ ﻓﻮق ﻣﺎ ﻓﯿﮭﺎ ﻣﻦ اﺣﺘﻼل وﺗﺠﺰﺋﺔٍ وﺗﺨﻠّﻒٍ
واﺳﺘﺒﺪاد .
" ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻟﺪﯾﻨﺎ اﻵن ﻗﻄﺎع ﻋﺎم ﻓﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻗﻮى ،ﯾﻤﻠﻜﮫ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﮫ وھﻮ ﻓﻮق أﺛﺮه اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ،ﻃﻠﯿﻌﺔ ﻗﺎدرة
ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﯾﻖ أﻣﺎم اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻓﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﺠﺎﻻت وإﻧﻨﺎ ﻟﻨﻔﺨﺮ أن اﻟﻨﻮاة اﻷوﻟﻰ ﻟﮭﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﯿﻊ
اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻻﺣﺘﻜﺎرﯾﺔ اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ واﻟﺒﻠﺠﯿﻜﯿﺔ ،ﺛﻢ أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻰ ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم ﻣﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺑﺈﻧﺸﺎﺋﮫ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺒﺮاﻣﺞ
اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﯿﻦ اﻷﺧﯿﺮة ،ﺛﻢ اﺳﺘﻜﻤﻞ ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﻗﻮﺗﮫ ﺑﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺄﻣﯿﻤﮫ أﺧﯿﺮا ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻻﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ
اﻟﺘﻰ ﺻﺪرت ﻓﻰ ﺷﮭﺮ ﯾﻮﻟﯿﻮ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻌﺎم ،وﺑﮭﺬا أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﮭﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﺗﻤﺜﻞ رأﺳﻤﺎل ﻻ ﯾﻘﻞ ﻋﻦ أﻟﻒ ﻣﻠﯿﻮن
ﺟﻨﯿﮫ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻟﺮأﺳﻤﺎل ھﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﺗﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﺪة ﻣﺮات ﺑﻘﻮة اﻧﺪﻓﺎع ﻣﺘﺰاﯾﺪة ،ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﺗﺤﺮﯾﻚ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﻄﻮﯾﺮ ﻓﻰ اﻟﺰراﻋﺔ وﻓﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺑﻮﺟﮫ ﺧﺎص "
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017