القدس72 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس72.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 19/05/2013 à 20:59, depuis l'adresse IP 197.2.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 757 fois.
Taille du document: 2.2 Mo (9 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻌـــﺮوﺑﺔ ﺟﺴﺪ روﺣﮫ اﻻﺳﻼم
اﻟﻌـدد
72
ﺑـﻮﺻﻠﺔ ﻻ ﺗـﺸـﯿـﺮ اﻟﻰ اﻟﻘـﺪس ..ﻣﺸﺒـﻮھﺔ ..
اﻻﺛﻨﺎن * 20ﻣﺎي /أﯾﺎر * 2013اﻟﻤﻮاﻓـﻖ ﻟـ 10رﺟـﺐ * 1434
اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت
⊲ ﻗﺼﻴﺪة اﻟﻌﺪد :اﻃﻠﻖ ﻧﻴﺮاﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ .ص 4.
ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻘﺪس :
ﺑﻌﺾ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻌـﺮوﺑﺔ و اﻻﺳﻼم . ( 1 )..
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ":إن ھﺬه أﻣﺘﻜﻢ أﻣﺔ واﺣﺪة وأﻧﺎ رﺑﻜﻢ ﻓﺎﻋﺒﺪون
" ) ﺳﻮرة اﻻﻧﺒﯿﺎء . ( 90واﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ ھﺬا اﻟﻤﻌـﻨﻰ اﻟﻌﻤﯿﻖ
⊲ ﻣﻘﺎل اﻟﻌﺪد :ﻗﺼﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ .ص . 5 .
ﺟﺎء اﻻﺳﻼم ﻟﻠﻨﺎس ﻛﺎﻓﺔ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻣﺎ أرﺳﻠﻨﺎك إﻻ
ﻛﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺎس ﺑﺸﯿﺮا وﻧﺬﯾﺮا " ) ﺳﺒﺄ . ( 28ﻛﻞ ﻣﻦ ﯾﺪﺧﻞ
ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ﯾﺼﺒﺢ ﻓﺮدا ﻣﻦ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﺎرق
اﻻرض و ﻣﻐﺎرﺑﮭﺎ ..
ﺳﺒﺤﺎن ﷲ ﻓﮭﻞ ﻛﺎن اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻋـﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻮﺣﻲ ان ﯾﻜﻮن
اﻧﺘﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﻰ اﻻﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ ﻣﻘﺘﺮﻧﺎ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﮭﻢ اﻟﻰ
دوﻟﺔ واﺣﺪة ﻛﻤﺎ ﯾﺮوّ ﺟﻮن اﻟﯿﻮم ..؟
اﺑﺪا ﻓﻘﺪ ﺑﺎدر اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ ﺑﺎرﺳﺎل رﺳﻠﮫ
اﻟﻰ اﻟﻘﺎدة اﻟﻜﺒﺎر اﻟﻘﺮﯾﺒﯿﻦ ﻣﻨﮫ وﻋﻠﻰ راﺳﮭﻢ ھﺮﻗﻞ
اﻣﺒﺮاطﻮر اﻟﺮوم ،وﻛﺴﺮى اﻣﺒﺮاطﻮر اﻟﻔﺮس ﯾﻌﺮض
ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻻﺳﻼم ..ﻛﻤﺎ ﺑﻌﺚ اﻟﺒﻌﺜﺎت اﻟﻰ
اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺸﺔ و اﻟﻰ اﻟﻤﻘﻮﻗﺲ ﺣﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮ ..ﻓﮭﻞ
ﻛﺎن رﺳﻮل ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠﻢ ﯾﻘﺼﺪ ان ﺗﻠﺤﻖ ﺗﻠﻚ
اﻟﺪول اﻻرﺑﻌﺔ ﺑﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ؟ ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻢ ﯾﮭﯿﺊ
⊲ اﻋﺘﺪاءات ﻣﺘﻜﺮّرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻻﻗﺼﻰ :
ﻧﻔﺴﮫ و ﻗﻮﻣﮫ اﻟﻰ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻜﺒﺮى ؟
واﺿﺢ ان اﻻﺳﻼم ﻋﻼﻗﺔ اﻧﺘﻤﺎء اﻟﻰ دﯾﻦ ،و اﻻﻣﺔ ﺑﮭﺬا
ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ؟ ص .7اﻟﻤﻌـﻨﻰ ھﻲ ﺗﻤﯿﯿﺰ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﯿ ّﺰت ﺑﺎﻻﺳﻼم
،ﻣﺜﻠﻤﺎ وﻗﻊ ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﺧﺮى ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﮭﺎ اﻟﻰ رﺳﺎﻻت
ﺳﺎﺑﻘﺔ ..ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻟﻔﻆ اﻻﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﯾﺨﺺ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﻣﻦ اﻟﻄﯿﺮ و اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺲ و اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻦ اﻟﺦ
..ﻟﯿﺼﺒﺢ ﻣﻔﮭﻮم اﻻﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻘﺮآن ،ﻣﺠـﺮد ﺗﻤﯿﯿﺰ
ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻻ اﻣﺘﯿﺎزا ،ﻓﻼ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻨﻈﻢ و ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﺪول ..
و اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺎن اﻟﺮﺑﻂ ﺑﯿﻦ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﺪﯾﻨﻲ و اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ
ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ ان ط ُﺮح اﻻ ﻋـﻨﺪ اﻟﯿﮭﻮد ،اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺰاﻟﻮن
ﯾﻨﺎدون ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﺒﻦ ﻟﻜﺴﺐ ﺷﺮﻋـﯿﺔ
اﻻﺣﺘﻼل ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺴﻠﯿﻢ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻻرض و اﻟﺪﯾﺎﻧﺔ
اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ..ﻛﻤﺎ اﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﺴﺒﻖ طﺮح اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ
ﻋﮭﺪ رﺳﻮل ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ ،اﻟﺬي اﺳﺲ اول
دوﻟﺔ ﻣﺪﻧﯿﺔ ﺑﻤﻦ ﻓـﯿﮭﺎ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺼّ ﺖ ﻋﻠﻰ
ذﻟﻚ اﻟﺼﺤﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﮭﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻟﻢ ﯾﺆﺳﺲ دوﻟﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ..
ك ل م ا ت ** م ت ق ا ط ع ة
1
2
3
4
5
6
7
1
2
3
4
5
6
7
8
اﻓﻘﻲ :
ﻋﻤﻮدي :
( 1ﻟﻼﺳﺘﻔﮭﺎم – ﻣﻜﺎن ﺑﻌـﯿﺪ ﻋﻦ اﻟﻮطﻦ .
( 2ﺟﻤﻊ اﻣﯿﺮة .
( 3وﺳﯿﻠﺔ ﻟﻘﯿﺲ اﻟﺴﻌﺔ – ﺛﻠﺜﻲ ﻛﮭﻒ .
( 4ﺣﺮف – ﻣﺎدة ﻣﻦ ﻣﻮاد اﻟﺘﺪرﯾﺲ .
( 5ﺟﻤﻊ ﺧﺸﺐ – ﺣﺮف .
(6ﺑﮫ ﻟﻤﻌﺎن ) ﻣﻌﺘﺮّ ﻓﺔ /ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ (.
( 7ﺣﺮف – ﺣﺮف – زﻣﻦ ﻟﻠﻔﻌﻞ اﻟﻤﻀﺎرع .
(8ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ – ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺎن .
(1آﺧﺮ اﻻدﯾﺎن ) ﺗﻜﺘﺐ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( – ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺎن .
( 2ﺧﻠﺪت اﻟﻰ اﻟﻨﻮم – ﺛﻠﺜﻲ ﺧﺸﻊ – ﺣﺮف .
( 3أﺣﺪ اﻟﻜﻮاﻛﺐ ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( .
(4ﻋﻜﺲ ﺣﻠﻮ – ﺛﻼﺛﺔ ﺣﺮوف ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺔ – ﺣﺮف .
( 5ﯾﺮﺳﻞ ﺣﻤﻤﮫ ﻣﻦ ﺟﻮف اﻻرض ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ /ﻣﻌـﺮّ ﻓﺔ ( .
(6ﯾﺮدد أﺻﻮاﺗﺎ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( – ) ﺣﯿﻮان
ﺻﺒﻮر ) ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ( .
( 7ﺣﺮف – ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻓـﺮق اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ .
اﻗﻮال ﻣﺄﺛﻮرة و اﺑﯿﺎت ﻣﺸﮭﻮرة
* ﻣﻦ أطﺎع ھﻮاه ﺿﻞ ) .ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﺑﻲ طﺎﻟﺐ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ (
* اﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻧﺼﻒ اﻟﺼﺤﺔ .
* اﻟﻜﺬب ﻻ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺨﻔﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ،و اﻧﻤﺎ ﯾﺆﺟﻞ اﻧﻜﺸﺎﻓﮭﺎ .
* أﯾﺎ وطﻨﻲ ..ﺟﻌـﻠﻮك ﻣﺴﻠﺴﻞ رﻋـﺐ ..
ﻧﺘﺎﺑﻊ أﺣﺪاﺛﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎء ..
) ﻧﺰار ﻓﺒﺎﻧﻲ (
ﺳﯿﺮة اﻟﻌﻈﻤﺎء :ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﺑﻲ طﺎﻟﺐ .
ﻛﺎن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ رﺿﻲ ﷲ ﻋـﻨﮫ ﯾﻘﺎﺗﻞ ﻣﺸﺮﻛﺎ ً ﺷﺮﺳﺎ ً ﻓﻄﺎل ﺑﯿـﻨﮭﻤﺎ اﻟﻘﺘﺎل ،ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ اﻣﺎﻣﮫ ﺟﺮﯾﺤﺎ ً ،وﻟﻤﺎ َھـ ﻢﱠ
ﻖ اﻟﻤُ ـﺸـﺮك ﻓﻲ وﺟﮫ ﻋـﻠـﻲ ﻗـﺒﻞ ان ﯾﮭﻮي ﻋـﻠﯿﮫ ﺑﺴـﯿـﻔﮫ ..ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻋـﻠﻲ إﻻ أن ﺗـﺮﻛﮫ واﻧـﺼﺮف ﻋـﻨﮫ
ﺑﻘـﺘـﻠﮫ ﺑ َﺼَ َ
وﻟﻢ ﯾﻘـﺘـﻠﮫ .
ﻖ ﻓﻲ وﺟﮭﻲ أﺣﺴـﺴﺖ ﺑﺄﻧﻲ أرﯾﺪ اﻻﻧـﺘـﻘﺎم ﻟﻨـﻔﺴﻲ ﻓـﺘـﺮﻛـﺘـﮫ .
ﺳـﺌ ِ ـﻞ ﻗﺎل :ﻟﻘﺪ ﻛـﻨﺖ أﻗﺎﺗـﻠﮫ ﻓـﻠﻤﺎ ﺑ َﺼَ َ
وﻟﻤﺎ ُ
ﻛﺎرﯾﻜﺎﺗﻮر
اﻟﻌﺎب ﻓﻜﺮﯾﺔ
* ﻣرّ ر اﻟﻘﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺳﻌﺔ ﺑﺎرﺑﻌﺔ ﺧطوط ﻓﻘط
ودون رﻓﻊ اﻟﯾد .
رواﺋﻊ اﻟﺧط اﻟﻌرﺑﻲ :اﻟﺧط اﻟﻛوﻓﻲ اﻟﻣزھـر
ﻗﺼﯿﺪة اﻟﻌﺪد
اطﻠﻖ ﻧﯿﺮاﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ..
آداء ﺟﻮﻟﯿﺎ ﺑﻄﺮس
اطﻠﻖ ﻧﯿﺮاﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ
ﻓﺮﺻﺎﺻﻚ ﺑﺎﻟﺴﺎح ﺗﻜﻠﻢ
وﻋﺪوك ﺟﺎﺋﻨﺎ ﯾﺘﻮھﻢ
ﺳﯿﻤﻮت ﺑﺎرﺿﻨﺎ او ﯾﮭﺰم
اطﻠﻖ ﻧﯿﺮاﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ
ذﻛﺮ اﻋﺪاﺋﻚ ان ﻏﻔﻠﻮ
ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ اﺑﺪا ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮا
واﻟﻈﻠﻢ وﺷﯿﻜﺎ ﯾﺮﺗﺤﻞ
ﻣﻦ داس دﯾﺎرك ﻓﻠﯿﻨﺪم
اطﻠﻖ ﻧﯿﺮاﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ
اﻟﻌﺰ رﻓﯿﻘﻚ واﻻﻣﻞ
وﺑﻤﺜﻠﻚ ﯾﻔﺘﺨﺮ اﻟﻮطﻦ
ﻟﻦ ﻧﯿﺄس ﻟﻮ طﺎل اﻟﺰﻣﻦ
ﻓﺠﺪار اﻟﺨﻮف ﺑﻚ ﯾﮭﺪم
اطﻠﻖ ﻧﯿﺮاﻧﻚ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ
ﺑﺪون ﺗﻌﻠﯿﻖ
ﻣﻘﺎل اﻟﻌﺪد
ﻗـﺼﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿـﺔ ) . ( 1
د .ﻋﺼﻤﺖ ﺳﯿﻒ اﻟﺪوﻟﺔ .
"اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ " ﻧﺰﻋﺔ ﺗﺮى ،أو ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ،ﻣﺎﯾﻘﺎل ﻟﮫ " اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺪوﻟﺔ " .وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺪﯾﻦ ﻏﯿﺮذات
دﻻﻟﺔ ﻣﺤﺪدة ﻋﻠﻰ دﯾﻦ ﻣﻌﯿﻦ ،ﺑﻞ ﺗﻄﻠﻖ ﺗﺠﺮﯾﺪا ً ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎھﻮ دﯾﻦ ،أو ﻛﻞ ﻣﺎ أﺳﻤﺎه اﺻﺤﺎﺑﮫ أو ﻣﻨﻜﺮوه دﯾﻨﺎ ً ،ﺑﻼ ﺗﻔﺮﻗﺔ ،
وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺔ " اﻟﺪوﻟﺔ " ﻗﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ دﻻﻟﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﺼﻮر ﻓﺄطﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،وأطﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ذاﺗﮫ
،ﺛﻢ ھﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﯾﺔ واﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ،ﺗﺆﻟﻒ ﻣﻌﺎ ً واﻗﻌﺎ ً ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ً ﺑﮫ
) ﺳﻨﻌـﻨﻲ ﺑﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺤﺪﯾﺚ إﻟﻰ أن ﻧﻌﻮدإﻟﯿﮭﺎ ﺗﻔﺼﯿﻼ ً ( ،ﻓﻠﯿﺲ ﺛﻤﺔ ﻏﺮاﺑﺔ ﻓﻲ ان ﺗﻜﻮن ﻛﻠﻤﺔ "
اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ " ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻏﻤﻮﺿﺎ ً .وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﮭﻲ ﻛﻠﻤﺔ راﺋﺠﺔ رواﺟﺎ ً ﻛﺒﯿﺮا ً ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ .أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى
اﻟﻜﻼم اﻟﻤﺮﺳﻞ أو اﻟﺪﻋﺎﺋﻲ ﻓﻘﺪ ﯾﻜﻮن اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻟﻮازم اﻻﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺬي ﯾﺮﯾﺪ ﺑﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺜﻘﻔﯿﻦ اﻻﯾﺤﺎء ﺑﺄﻧﮭﻢ ﻋﺎﻟﻤﻮن
أو ﻋﻠﻤﺎء ،أو أﻧﮭﻢ ﯾﻨﺘﮭﺠﻮن اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ أو اﻟﺘﺪﺑﯿﺮ أو اﻟﺤﺮﻛﺔ ،أو ﻣﻦ ﻟﻮازم " اﻻﺳﺘﻌﺒﺎط " اﻟﺬي ﯾﺮﯾﺪ ﺑﮫ ﺑﻌﺾ
اﻟﮭﺎرﺑﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻻﯾﺤﺎء ﺑﺄن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﮭﺮب ﺗﻜﺘﯿﻚ ﻣﺤﺴﻮب ) اﻟﮭﺮوب ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻋﺮﺑﯿﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﻋﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ( .
وﻟﻌﻞ ﻣﺮﺟﻊ اﻟﻈﻦ ﺑﺄن ﻛﻠﻤﺔ " ﻋﻠﻤﺎﻧﯿﺔ " ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﯾﺤﺎء ﺑﻤﺎ ﯾﺮﺿﻲ ﻏﺮور ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﯿﮭﺎ أو اﺣﻼﻣﮭﻢ ﻣﺎ ﯾﺪﺧﻞ ﻓﻲ
ﺗﺮﻛﯿﺒﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﺮوف ﻛﻠﻤﺔ " اﻟﻌﻠﻢ " ﺣﺘﻰ ﻟﺘﻜﺎد ﺗﻨﺒﻲء ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻨﮭﺎ ،أو ذات ﺻﻠﺔ وﺛﯿﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ،وھﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ .
ﻻﻋﻼﻗﺔ اﻟﺒﺘًﺔ ﺑﯿﻦ " اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ " ﻧﺰﻋﺔ وﺑﯿﻦ " اﻟﻌﻠﻢ " ﻣﻨﮭﺎﺟﺎ ً .واﻷﺻﻞ اﻟﻼﺗﯿﻨﻲ ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﯾﻨﻔﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﺼﻠﺔ.
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ھﺬا ﻏﺮاﺑﺔ وﻣﺪﻋﺎة ﻟﻐﻤﻮض دﻻﻟﺔ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ﻣﺎ ﯾﻮﺣﻲ ﺑﮫ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ ﻧﺰﻋﺔ " اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺪﯾﻦ
واﻟﺪوﻟﺔ" ﻣﻦ أﻧﮭﺎ ﻣﻌﺎرﺿﺔ أو ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ .وﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﯿﻮع وھﻢ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ واﻟﺪﯾﻦ اﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺮة
اﻟﺘﯿﺎر اﻟﻔﻜﺮي اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي اﻟﺠﺎرف اﻟﺬي أﺧﺮج أوروﺑﺎ ﻣﻦ ظﻠﻤﺎت ﻗﺮوﻧﮭﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻋﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ .وﻗﺎدﺗﮫ
اﻟﻔﻜﺮﯾﯿﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻠﺤﺪﯾﻦ :ھﻮﺟﻮ ﺟﺮوﺗﯿﻮس ) ( 1645- 1583وﺗﻮﻣﺲ ھﻮﺑﺰ ) (1679- 1588وﺟﻮن ﻟﻮك ) - 1632
( 1704ودﯾﻔﯿﺪ ھﯿﻮم ) ( 1776 - 1711وﺟﺎن ﺟﺎك روﺳﻮ ) ( 1778 - 1712وﺟﯿﺮﻣﻲ ﺑﻨﺘﺎم ) ( 1832 - 1748
وﺳﺘﯿﻮارت ﻣﻞ ) ( 1873 - 1806وھﺮﺑﺮت ﺳﺒﻨﺴﺮ ) . . .( 1903 - 1820اﻟﺦ .
ھﺬا ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن ﺟﻮھﺮ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ اﻷوروﺑﻲ ھﻮ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪرة اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ادراك اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ .وھﻮ ﺟﻮھﺮ ﻧﺜﺮت ﺑﺬوره
ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪارﺳﯿﻦ ﯾﺴﻤﻮﻧﮭﻢ ﺟﻤﻠﺔ " اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺮﺷﯿﺪﯾﺔ " ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻰ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﺑﻦ رﺷﺪ
) ( 1198 - 1126اﻟﺬي ﻧﻘﻠﻮا ﻋﻨﮫ ﻓﻌﺮف اﻷوروﺑﯿﻮن ﻋﻦ طﺮﯾﻘﮫ اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف اﻻﻏﺮﯾﻘﻲ أرﺳﻄﻮ ،وﻓﻠﺴﻔﺘﮫ وﺷﺮﺣﮭﺎ .
) ﺗﺮﺟﻢ اﻻﺳﻜﺘﻠﻨﺪي ﻣﯿﺨﺎﺋﯿﻞ ﺳﻜﻮت ) ( 1234 - 1175اﻏﻠﺐ اﻋﻤﺎل اﺑﻦ رﺷﺪ إﻟﻰ اﻟﻼﺗﯿﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎﺑﯿﻦ ) 1217
و . ( 1230وإذا ﻛﺎن اﻷوروﺑﯿﻮن ﻗﺪ ﺷﺎءوا -ﻷﺳﺒﺎب ﻻﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﯾﻤﺎن أواﻟﻜﻔﺮ أو اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ -أن ﯾﻨﻜﺮوا اﺑﻦ رﺷﺪ
ﺣﺎﻣﻞ ﻣﺸﻜﺎة اﻟﻨﻮر إﻟﻰ اوروﺑﺎ اﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﻨﻜﻮر أن ﻣﻦ ﺑﯿﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ وﻗﺎدﺗﮫ اﻟﻔﻜﺮﯾﯿﻦ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﻋﺒﺎﻗﺮة
داﻓﻌﻮا ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺴﻼح اﻟﻌـﻘﻞ وآﻣﻨﻮا ،ﻟﯿﺴﺘﻄـﯿﻌﻮا أن ﯾﻔﮭﻤﻮا ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﺎن اﻧﺴﻠﻢ ) . ( 1109 - 1033ﻣﻨﮭﻢ
دﯾﻜﺎرت ) ( 1650 - 1596وﻟﯿﺒﻨﺰ ) (1716- 1646وﺟﻮرج ﺑﺎرﻛﻠﻲ ) ( 1753 - 1685وﺟﻮزﯾﻒ ﺑﺘﻠﺮ ) - 1692
( 1752وﻛﺎﻧﺖ ) (1804 - 1724وھـﯿﻐﻞ ) ( 1831 - 1770وھﯿﺮﻣﺎن ﻟﻮﺗﺰ ) . . . ( 1881 - 1817اﻟﺦ.
واﻟﻮاﻗﻊ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ ذاﺗﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ اﻣﺘﺪادا ً ﻟﻤﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ أوروﺑﺎ ﺛﻮرة اﻻﺻﻼح اﻟﺪﯾﻨﻲ اﻟﺘﻲ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻓﻲ أواﺋﻞ
اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ وﻗﺎدھﺎ ﻣﺎرﺗﻦ ﻟﻮﺛﺮ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﺑﺪأ دﻋﻮﺗﮫ ﻋﺎم ، 1520وﺟﺎن ﻛﺎﻟﻔﻦ اﻟﺴﻮﯾﺴﺮي اﻟﺬي ﺑﺪأ دﻋﻮﺗﮫ
ﻋﺎم . 1536وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﺻﻼح اﻟﺪﯾﻨﻲ ﺛﻮرة ﺿﺪ اﺣﺘﻜﺎر اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ ﻓﻲ روﻣﺎ ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻻﻧﺠﯿﻞ وﻣ ّﺪ ﻗﺪﺳﯿﺘﮫ إﻟﻰ اﻟﻤﺬھﺐ
اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﻲ ،ﻟﯿﺼﺒﺢ اﻟﻤﺬھﺐ ھﻮ اﻟﺪﯾﻦ .وﻟﻢ ﯾﻠﺒﺚ اﻻﺻﻼح اﻟﺪﯾﻨﻲ أن ﺗﻄﻮر ﻟﯿﺼﺒﺢ ﺛﻮرة ﺿﺪ ﺗﻜﺒﯿﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﺑﻘﯿﻮد اﻟﻮﺣﻲ
ﻛﻤﺎ ﯾﺼﻮﻏﮫ ﻣﺬھﺐ اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺳﻤّﻲ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ ،وﻟﻢ ﺗﻠﺒﺚ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ أن ﺗﻄﻮرت إﻟﻰ ﺛﻮرة ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺿﺪ
اﺳﺘﺒﺪاد اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠ ّﮭﺎ ﻣﺮاﺣﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﺛﻮرﯾﺔ واﺣﺪة اﺳﺘﻤﺮت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﯿﻦ ﺿﺪ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺤﺘﻜﺮ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻔﮭﻢ واﻟﺤﻜﻢ دون اﻟﻨﺎس
أﺟﻤﻌﯿﻦ ،وﺗﻔﺮض ﻋﻠﻤﮭﺎ وﻓﮭﻤﮭﺎ وﺣﻜﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﯾﻦ .ﻓﻜﺎﻧﺖ ھﻲ اﻟﺪﯾﻦ ﺣﯿﻦ ﯾﻜﻔﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺪﯾﻦ أو
ﯾﻌﺎرﺿﻮﻧﮫ أو ﯾﻨﺎﻗﻀﻮﻧﮫ ،وﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺪﯾﻦ ھﻮ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ .وﻗﺪ ﺗﺠﺴّﺪ ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺬھﺐ " اﻟﺮّ ﺑﺎﻧﻲ " اﻟﺬي روّ ج ﻟﮫ
ﻓﻮﻟﺘﯿﺮ ) ( 1778 - 1694ﻓﺮاج ﻓﻲ أوروﺑﺎ واﻧﺘﺸﺮ .واﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﯾﺆﻣﻦ ﺑﺎ وﯾﻨﻜﺮ اﻟﻮﺣﻲ وﯾﺜﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ .ﺑﻞ ان ﺗﻠﻚ
اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ً ﻓﻲ ﺷﯿﻮع اﻟﮭﺮطﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮون ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ .وإذا ﻛﺎن ﻛﺒﯿﺮ اﻟﻤﺎدﯾﯿﻦ
اﻟﻤﻠﺤﺪﯾﻦ اﻟﺒﺎرون دي ھﻠﺒﺎخ ) ( 1789 - 1723ﻗﺪ ﻗﺎل ان اﻟﺪﯾﻦ ھﻮ اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﺳﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺮدد ﻣﺎﻗﺎﻟﮫ ﻣﻦ
ﻗﺒﻠﮫ أﺣﺪ ﻛﺒﺎر ﻛﮭﻨﺔ اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ ذاﺗﮭﺎ .ﻗﺎل اﻟﻜﺮدﯾﻨﺎل رﯾﺠﯿﺘﺎ ﻟﺪﺑﻮل ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻜﺮادﻟﺔ اﻟﺬي اﻧﻌﻘﺪ ﻋﺎم ، 1546اﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﮭﺮطﻘﺔ واﻧﺤﺪار اﻷﺧﻼق اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ،ﻷﻧﻨﺎ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﻓﻲ أن ﻧﺰرع اﻟﺤﻘﻞ اﻟﺬي
ﺳﻠﻢ اﻟﯿﻨﺎ ،اﻧﻨﺎ ﻛﺎﻟﻤﻠﺢ اﻟﺬي ﻓﻘﺪ طﻌﻤﮫ.
ﯾﺨﻄﻲء اذن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻈﻨ ّﻮن أن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ﻣﺬھﺐ ﻓﻜﺮي ﻣﻀﺎد ﻟﻠﺪﯾﻦ ،وﯾﺨﻄﻲء اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻈﻨﻮن أن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ
ﻗﺪ وﻓﺪت إﻟﯿﻨﺎ دﻋﻮة إﻟﻰ اﻻﻟﺤﺎد ﻟﺘﻨﺘﺰع ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ اﻻﯾﻤﺎن .وﻟﻘﺪ أﺿﻞ ھﺬا اﻟﺨﻄﺄ ﻛﺜﯿﺮﯾﻦ ،ﻓﺮﻣﻮھﺎ ،إذ رﻣﻮھﺎ ،ﺣﯿﺚ
ظﻨ ّﻮا ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺨﻄﻮرة ﻓﯿﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﯾﻦ .ﻧﻘﻮل " ﺧﻄﺄ " وﻧﻘﻮل " ظﻨﺎ " ﻷﻧﻨﺎ ﻻﻧﺮﯾﺪ أن ﻧﺴﺒﻖ أﺳﺒﺎب اﻟﯿﻘﯿﻦ .وﻗﺪ ﻧﻌﻠﻢ
ﺣﯿﻨﺌﺬ أن ﺛﻤﺔ ﻋﺪواﻧﺎ ً ﻣﻨﻈﻤﺎ ً ﻗﺪ أراد أن ﯾﻠﮭﻲ ﺿﺤﺎﯾﺎه ﻋﻦ دﻓﻊ ﺧﻄﺮ واﻗﻌﻲّ ﯾﮭﺪد ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﻓﻠﻔﺘﮭﻢ إﻟﻰ ﺧﻄﺮ وھﻤﻲ ﯾﮭﺪد
اﯾﻤﺎﻧﮭﻢ ﻓﺄوﺣﻰ إﻟﯿﮭﻢ ﺑﺄن اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ﻧﺰﻋﺔ إﻟﺤﺎدﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ أو ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻐﺎب ﻋﻦ اﻻدراك اﻟﻌﺎم ﻣﺎﻓﻲ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ وﻣﻨﺎھﻀﺔ ﻟﻼﺳﻼم ﺧﺎﺻﺔ .وﻟﻦ ﻧﺪرك ﻣﺎﻏﺎب ﺑﺪون ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ .ﺳﻨﺠﺘﮭﺪ ﻣﺎاﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻓﻲ
ﻛﺸﻒ ﺣﻘﯿﻘﺘﮭﺎ ﻟﻤﻦ ﻻﯾﻌﺮﻓﻮن ،وﻧﺮﺟﻮ أﻻ ّ ﯾﻨﺪھﺶ أﺣﺪ ﻣﻨﮭﻢ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﯾﺪرك أن أﺻﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺪﯾﻦ
واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻮﺣﻰ إﻟﯿﻨﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﺪﯾﻦ ،ﻣﺬھﺐ دﯾﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ﻧﺸﺄ ﻣﻌﮭﺎ ،ﻓﺮﺿﺎ ً ﻣﻦ ﻓﺮوﺿﮭﺎ ،ﺛﻢ اﺳﺘﻤﺮ رﻛﻨﺎ ً
ﻣﻦ أرﻛﺎﻧﮭﺎ ،وﺟﺰءا ً ﻣﻦ ﺗﺮاﺛﮭﺎ اﻟﻼھﻮﺗﻲ .ﻟﻢ ﯾﺪﺧﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﺮي إﻻ ﺑﮭﺎ ،إذ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ً ﻓﻲ أي دﯾﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،وﻟﻢ
ﯾﻨﺘﻘﻞ ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ أيّ دﯾﻦ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ .
ﻓﻲ اﻟﯿﮭـﻮدﯾـﺔ
ﻓﻤﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﺎن اﻟﯿﮭﻮد ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ً ﻗﺒﻠﯿﺎ ً ﺟﺎﺋﻼ ً ﻓﻲ اﻷرض ،ﻻأرض ﻟﮫ ،إﻻ ﻣﺎﯾﻘﯿﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎﺣﺘﻰ ﯾﻨﺰع ﻋﻨﮭﺎ ،ﻣﺜﻠﮭﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻮب اﻷرض إﻟﻰ ﻣﺎﻗﺒﻞ ﻋﺼﺮ اﻟﺸﻌﻮب ﺛﻢ اﻟﻘﻮﻣﯿﺎت ،وﻣﺎ ﯾﺰال ﺑﻌﻀﮭﺎ ﺟﺎﺋﻼ ً ﻓﻲ اﻷرض
ﺣﺘﻰ اﻵن .ﻓﻨﺮى ﻓﯿﻤﺎ ﻛﺘﺒﮫ اﻟﯿﮭﻮد ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮭﻢ ﻓﻲ أﺳﻔﺎر اﻟﺘﻜﻮﯾﻦ واﻟﺨﺮوج واﻟﺘﺜﻨﯿﺔ واﻟﻤﻠﻮك ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﮭﻢ اﻟﻤﺴﻤﻰ "
ﺗﻮراة " أن ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺪاﯾﺘﮭﻢ ﻋﺸﯿﺮة إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ أور ﺟﻨﻮﺑﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺑﺎﺑﻞ ) اﻟﻌﺮاق ( .وﻣﻨﮭﺎ ﺑﺪأت
ﺟﻮﻟﺘﮭﻢ اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ ،إﻟﻰ ﺣﺎران ،ﺛﻢ ﻛﻨﻌﺎن ) ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ( ،ﺛﻢ ﻣﺼﺮ ،ﺛﻢ ﺣﺒﺮون ) ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ( ،ﺗﺤﺖ ﻗﯿﺎدة اﺑﺮاھﯿﻢ ،
ﺛﻢ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﺪﻋﻮة ﻣﻦ ﯾﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﯾﻌﻘﻮب ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ اﻟﺴﻼم ،ﺛﻢ إﻟﻰ ﺳﯿﻨﺎء ﺗﺤﺖ ﻗﯿﺎدة ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم ﻟﻤﺪة
ﺟﯿﻠﯿﻦ ،ﺛﻢ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺗﺤﺖ ﻗﯿﺎدة ﯾﻮﺷﻊ ﺑﻦ ﻧﻮن ،ﺛﻢ إﻟﻰ اﻟﻌﺮاق أﺳﺮى ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺘﯿﻦ :دﻓﻌﺔ ﺳﺎﻗﮭﺎ ﻣﻠﻚ اﺷﻮر ،ودﻓﻌﺔ
ﺳﺎﻗﮭﺎ ﻣﻠﻚ ﺑﺎﺑﻞ .واﺑﺘﺪاء ﻣﻦ 539ق.م .اﺳﺘﻮﻟﻰ دارا ،ﻣﻠﻚ ﻓﺎرس ،ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﯾﺠﻮﻟﻮن ﻓﯿﮭﺎ ،ﺛﻢ ﻣﻦ
ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮس اﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﻮن ﺑﻘﯿﺎدة اﻻﺳﻜﻨﺪر اﻻﻛﺒﺮ ﻋﺎم 332ق.م .ﺛﻢ اﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺮوﻣﺎن ﻋﺎم 58ق.م .
طﻮال ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﺎﻻﺳﺘﯿﻼء اﻟﻔﺎرﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻻﺳﺘﯿﻼء اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻟﻠﯿﮭﻮد ارض ﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﻢ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا
ﻣﻘﯿﻤﯿﻦ ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺎذن ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﮭﺎ اﻟﻐﺎﻟﺐ .ﺛﻢ اﻧﺘﮭﻰ ﺗﺎرﯾﺨﮭﻢ ﻋﺎم 70ﺑﻌﺪ اﻟﻤﯿﻼد ﺣﯿﻦ أﺑﺎدھﻢ اﻟﺮوﻣﺎن ﺟﻤﻠﺔ ،ودﻛّﻮا ﻣﻮاﻗﻊ
إﻗﺎﻣﺘﮭﻢ ،وأﺣﺎﻟﻮا ھﯿﻜﻠﮭﻢ اﻟﻤﻘﺪس رﻣﺎدا ً .
وﻟﯿﺴﺖ اﻟﮭﺠـﺮة ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺤﺜﺎ ً ﻋﻦ اﻟﺮزق أو اﻷﻣﻦ ھﻲ اﻟﻤﯿﯿﺰ اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻘﺒﻠﻲ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﻣﻤﯿﺰاﺗﮫ أﯾﻀﺎ ً وﺣﺪة
ﻣﺼﺪر اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ إدارة ﺷﺆون اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ .وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ذاك اﻟﻤﺼﺪر اﻟﻮﺣﯿﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠـﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ ھﻮ اﻟﺪﯾﻦ ﺳﻮاء ﻛﺎن
وﺛﻨﯿﺎ ً أم ﺳﻤﺎوﯾﺎ ً .وﺳﻮاء ﻛﺎن اﻻﻟﮫ اﻟﻮﺛﻨﻲ واﺣﺪا ً أم ﻣﺘﻌﺪدا ً .وﻣﻊ أن اﻟﻄﺮﯾﻖ إﻟﻰ ﻣﺮﻛـﺰ اﻟﻘﯿﺎدة ﻓﻲ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ ،أيّ ﻗﺒﯿﻠﺔ ،ﻟﻢ
ﯾﻜﻦ دﯾﻨﯿﺎ ً داﺋﻤﺎ ً ،وﻻ ﻛﺎنﺳﻠﻤﯿﺎ ً ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺤﺎﻻت ،إﻻ أن اﻟﻮﺻﻮل اﻟﯿﮫ ﻛﺎن داﺋﻤﺎ ً دﻟﯿﻼ ً ﻣﻘﺒﻮﻻ ً ﻋﻠﻰ اﺧﺘﯿﺎر اﻵﻟﮭﺔ ﻣﻦ
اﻧﺘﺼﺮ ﻓﻮﺻﻞ .وﻛﺜﯿﺮا ً ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻲ اﻟﻨﺼﺮ ﺷﮭﺎدة ﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﺑﺄﻧﮫ اﻻﻟﮫ أو ﻣﻤﺜﻞ اﻻﻟﮫ .
وﻛﺎن اﻟﻜﮭﻨﺔ أواﻟﺴﺤﺮة ھﻢ اﻟﺸﮭﻮد ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﻣﺼﺪرھﺎ اﻟﺪﯾﻨﻲ ،أي ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﯿﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ .وﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺒﯿﻠﺔ ﻣﻘﺼﻮرة ﻋﻠﻰ أﻓﺮادھﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻨﺘﺴﺒﻮن ﻋﺎدة إﻟﻰ ﺟ ّﺪ واﺣﺪ ،ﺣﻘﯿﻘﻲ أو ﻣﺰﻋﻮم ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﻜﻞ ﻗﺒﯿﻠﺔ
دﯾﻨﮭﺎ وإﻟﮭﮭﺎ أو آﻟﮭﺘﮭﺎ اﻟﻤﻘﺼﻮرون ﻋﻠﯿﮭﺎ .وﻛﺎن ﻛﻞ ذﻟﻚ "ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ً ﺑﮫ " ﻟﻜﻞ ﻗﺒﯿﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ ،ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ً ﺑﮫ
ﻣﻦ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ اﻟﻤﻌﻨﯿﺔ وﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﺧﺮى .
وﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﯿﮭﻮد إﻻ ﻗﺒﯿﻠﺔ ﻟﮭﺎ إﻟﮭﮭﺎ اﻟﺨﺎص " ﯾﮭﻮه " ﻓﺤﺮّ ﻣﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮراة أن ﯾﻌﻘﺪوا
أيّ ﺣﻠﻒ ﻣﻊ آﻟﮭﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﺧﺮى .ﻓﯿﻘﻮﻟﻮن ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن إﻟﮭﮭﻢ " ﯾﮭﻮه " " :إﻧ ّﻲ أدﻓﻊ إﻟﻰ أﯾﺪﯾﻜﻢ ﺳﻜﺎن اﻷرض ﻓﺘﻄﺮدھﻢ
ﻣﻦ أﻣﺎﻣﻚ .ﻻﺗﻘﻄﻊ ﻣﻌﮭﻢ وﻻﻣﻊ اﻟﮭﺘﮭﻢ ﻋﮭﺪا ً " ) ﺳﻔﺮ اﻟﺨﺮوج ،اﺻﺤﺎح 23آﯾﺔ ( 33، 32 :وھﻮ ﻣﺎﯾﻌﻨﻲ " اﻻﻋﺘﺮاف
" اﻟﻘﺒﻠﻲ ﺑﺂﻟﮭﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻷﺧﺮى .ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﻓﺈن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﯿﮭﻮد ﻧﻤﻮذج ﯾﻜﺎد أن ﯾﻜﻮن ﻛﺎﻣﻼ ً ﻟﻠﺪﯾﻦ ﻛﻤﺼﺪر وﺣﯿﺪ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ
ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ظﮭﻮر اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺎب ﻓﻜﺮة "اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ " ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ ﺗﻠﻚ
اﻟﻌﺼﻮر.
ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﻮارث ﻗﯿﺎدﺗﮭﻢ اﺑﺮاھﯿﻢ ﺛﻢ اﺳﺤﻖ ﺛﻢ ﯾﻌﻘﻮب ﺛﻢ ﯾﻮﺳﻒ ﺛﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺛﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
رﺟﺎل اﻟﺪﯾﻦ ﯾﺴﻤﻮن " اﻟﻘﻀﺎة " آﺧﺮھﻢ ﺻﻤﻮﺋﯿﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﻟﻤﺪة 450ﻋﺎﻣﺎ ً .ﺛﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪھﻢ داود ﺛﻢ ﺳﻠﯿﻤﺎن ﻧﺤﻮ ﻋﺎم 1000
ﻗﺒﻞ اﻟﻤﯿﻼد .وﻛﺎن ﻛﻞ اوﻟﺌﻚ اﻟﻘﺎدة اﻟﻘﺒﻠﯿﻮن " أﻧﺒﯿﺎء " ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﮫ .وﻛﺎن ﻗﺎدﺗﮭﻢ اﻟﻘﺒﻠﯿﻮن ﻓﻲ ظﻞ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻟﻔﺎرﺳﯿﺔ
واﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﺔ واﻟﺮوﻣﺎﻧﯿﺔ " ﻛﮭﻨﺔ " ﯾﺨﺘﺎرھﻢ اﻟﻔﺮس واﻟﯿﻮﻧﺎﻧﯿﻮن واﻟﺮوﻣﺎﻧﯿﻮن إﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﺪﯾﻦ
وﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﺼﺪرھﺎ اﻟﻮاﻗﻌﻲ ﻻﯾﮭﻮدﯾﺎ ً
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺒﻠﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺑﻜﻞ ﻋﻼﻗﺎﺗﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻓﻘﺪ ﻋﺎش اﻟﯿﮭﻮد طﻮال ﺗﺎرﯾﺨﮭﻢ
ﯾﺤﻜﻤﮭﻢ ﻧﻈﺎم " اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ " .واﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﻣﺪوﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﯿﻦ .اﻷول ،ﻛﺘﺎب ﯾﻘﺪﺳﻮﻧﮫ اﺳﻤﮫ اﻟﺘﻮراة ﯾﻨﻄﻮي ،ﺑﺠﻮار
اﻟﻮﺻﺎﯾﺎ اﻟﻌﺸﺮ اﻟﻤﻌﺘﺮف ﺑﮭﺎ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم إﻟﻰ ﻗﻮﻣﮫ ،ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺜﯿﻔﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﯿﺎت وﺗﻔﺎﺻﯿﻞ أﺣﻜﺎم
اﻟﻌﺒﺎدات ) اﻟﻄﻘﻮس ( ،واﻟﻤﻌﺎﻣﻼت اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ) اﻟﺠﺮاﺋﻢ وﻋﻘﻮﺑﺘﮭﺎ ( ،واﻟﻤﺎﻟﯿﺔ )اﻻﻣﻼك واﻟﻌﺸﻮر واﻟﻨﺬور ( ،
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ) إذا ﻣﺎت واﻟﺪ ﻋﻦ ﻏﯿﺮ وﻟﺪ ﻛﺎن ﻷﺧﯿﮫ أن ﯾﺘﺰوج أرﻣﻠﺘﮫ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻨﺴﺐ اﻻﺑﻦ اﻟﺒﻜﺮ اﻟﺬي
ﯾﻨﺠﺒﮫ ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ أﺧﯿﮫ اﻟﺬي ﻣﺎت ) اﻟﺘﺜﻨﯿﺔ :اﺻﺤﺎح 25آﯾﺔ . ( 7- 5 :
أﻣﺎ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﮭﻮ اﻟﺘﻠﻤﻮد وھﻮ ﻗﺴﻤﺎن " :اﻟﻤﺸﻨﺔ " أي ﺻﻮرة اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ " واﻟﺠﻤﺎرة " أي ﻣﻠﺤﻖ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ.
وﻛﻼھﻤﺎ ﺗﻔﺎﺳﯿﺮ وﺷﺮوح ﻟﻸﺣﻜﺎم دﯾﻨﯿﺔ اﻷﺻﻞ ،وإن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺗﻜﺎﺛﺮت وﺗﺸﻌﺒﺖ ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﯿﮭﻮد ھﻲ
اﻟﻤﺮﺟﻊ دون اﻟﺘﻮراة ) طﺎﺋﻔﺔ اﻟﺒﺮوﺷﯿﻢ ( ..
وھﻜﺬا ﻟﻢ ﯾﻌﺮف ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﯿﮭﻮد ﻣﺎﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻘﺎل ﻟﮫ " ﻗﺎﻧﻮن وﺿﻌﻲ " وﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻠﻮك اﻟﯿﻮﻣﻲ .وﻛﻞ ﻣﺎوﺿﻌﻮه
ﻓﻌﻼ ً وﺿﻌﮫ اﻟﻜﮭﻨﺔ وردّوه إﻟﻰ اﻟﺪﯾﻦ ﻟﯿﻜﺘﺴﺐ ﻗﻮة اﻻﻟﺰام ،وھﻲ ﻗﻮة ﻻﻣﺼﺪر ﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﺪﯾﻦ.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻧﺒﯿﺎء اﻟﻘﺎدة أو اﻷﻧﺒﯿﺎء اﻟﻤﻠﻮك ﻛﺎن ﯾﻮﺟﺪ "اﻟﺴﻨﮭﺪﯾﻢ " وھﻮ
ھﯿﺌﺔ ﻛﮭﻨﻮﺗﯿﺔ ذات ﺳﻠﻄﺔ ﻋﻠﯿﺎ .ﯾﺮأﺳﮫ رﺋﯿﺲ اﻟﻜﮭﻨﺔ وﯾﻨﺘﺨﺐ أﻋﻀﺎؤه ﻣﻦ اﻟﻜﮭﻨﺔ واﻟﻜﺘﺒﺔ )ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ( واﻟﻼوﯾﯿﻦ )
ﺳﺒﻂ ﻻوي ﺑﻦ ﯾﻌﻘﻮب ( ،اﻟﺬﯾﻦ اﺧﺘﺎرھﻢ " ﯾﮭﻮه " ﻟﺨﺪﻣﺘﮫ ،اﻟﻤﺨﺘﺼﻮن ﺑﺎﻟﻮظﺎﺋﻒ اﻟﻜﮭﻨﻮﺗﯿﺔ اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻠ ّﻘﻲ اﻟﻌﺸﻮر
واﻟﻨﺬور وأواﺋﻞ اﻟﻘﻄﺎف وﺑﺎﻛﻮرة اﻷﺛﻤﺎر وأﺑﻜﺎر اﻷﻧﻌﺎم وﻓﺪﯾﺔ اﻟﺒﻜﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﯿﻦ . .اﻟﺦ وﻛﺎن " اﻟﺴﻨﮭﺪﯾﻢ " ﯾﮭﯿﻤﻦ ﻋﻠﻰ
ﺣﯿﺎة اﻟﯿﮭﻮد ھﯿﻤﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ،وﯾﻘﻮم ﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻜﻞ ﻓﺮوﻋﮭﺎ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ اﻟﯿﻮم :اﻟﺘﺸﺮﯾﻌﯿﺔ واﻟﺘﻨﻔﯿﺬﯾﺔ
واﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ .ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻔﺘﺶ ﻓﻲ دﻓﺎﺗﺮ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﺼﻮص وﯾﻘﺮر أﻧﮭﺎ ﻣﻠﺰﻣﺔ ،وھﻮ اﻟﺬي ﯾﻀﺒﻂ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت
واﻟﺠﺮاﺋﻢ ،وھﻮ اﻟﺬي ﯾﺼﺪر اﻷﺣﻜﺎم وﯾﻨﻔﺬھﺎ ﺑ ﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﯿﻮﻣﻲ ﻟﻜﻞّ ﻓﺮد ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﮫ ﻣﻊ اﻟﻄﻘﻮس
اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﺑﺪءا ً ﻣﻦ طﻘﻮس ﻏﺴﻞ اﻷﯾﺪي ﺣﺘﻰ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﯾﻮم اﻟﺴﺒﺖ .وﻛﺎن ھﻮ اﻟﺬي ﯾﻌﯿﻦ ﻓﺮوﻋﮫ وﻣﻤﺜﻠﯿﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﻮﻗﻊ ﻟﯿﻤﺎرﺳﻮا اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻧﯿﺎﺑﺔ ﻋﻨﮫ .وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﻜﮭﻨﻮﺗﯿﺔ ﺗﻤﻠﻚ ﺗﻮﻗﯿﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ " اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ " :اﻟﻄﺮد ﻣﻦ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ
،اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ واﻟﺘﮭﺠﯿﺮ ﻣﻌﺎ ً أو ﻣﺎﯾﻘﺎﺑﻞ -ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺮوق -ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻟﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻜﻨﺴﻲ .وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ
اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ -ﻛﺸﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ -أداة ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻻﺧﻀﺎع ﻛﻞ ﯾﮭﻮدي ﻟﺴﯿﻄﺮة " اﻟﺴﻨﮭﺪﯾﻢ " .
ھﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ وﻛﺎن اﻟﯿﮭﻮد ﻗﺒﻞ ظﮭﻮر اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ .وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻘﺒﻠﯿﺔ .ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻜﺮة ) وﻻ ﻧﻘﻮل
ﻧﻈﺎﻣﺎ ً ( ازدواج اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﻗﺪ ﺧﻄﺮت ﻟﻠﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﺮي .ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ﻣﺎ
ﯾﺴﻤﺢ ﺑﻨﺸﻮء ﻟﻔﻆ ﯾﻌﺒ ّﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﻌﺒ ّﺮ ﻋﻨﮫ " اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ " اﻵن ﻣﻦ ﻓﺼﻞ اﻟﺪﯾﻦ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ .
طـــﺮاﺋﻒ
ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻐﻼف
⊲ اﻋﺘﺪاءات ﻣﺘﻜﺮّرة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻻﻗﺼﻰ :ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺠﻬﺎد ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ؟
ﺷﮭﺪ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻋﺘﺪاءات وﺣﺸﯿﺔ و ﻣﺪاھﻤﺎت ،و اﻗﺘﺤﺎم ھﻤﺠﻲ ﻟﺒﺎﺣﺔ اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻻﻗﺼﻰ ..ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮّض اﻟﻤﺤﺘﺠﻮن
اﻟﻰ ﺷﺘﻰ اﻧﻮاع اﻻﻋﺘﺪاء ﺑﺎﻟﻀﺮب ،و اﻟﺮش ﺑﺨﺮاطﯿﻢ اﻟﻤﯿﺎه اﻟﻤﺘﻌـﻔـﻨﺔ ،واﻟﻐﺎزات اﻟﺴﺎﻣﺔ ،و اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت ..ﻓﻀﻼ ﻋـﻦ
ﺗﺪﻧﯿﺲ اﻟﻤﻘﺪﺳﺎت ..و ﻗﺪ ﻛﻨﺖ اﺗﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﺑﺤﺴﺮة ،و اﺑﺤﺚ ﺑﯿﻦ ﺻﻔﻮف اﻟﻤﺤـﺘﺠﯿﻦ ﻋﻦ اﻻﻋﻼم اﻟﺴﻮداء و اﻟﺮاﯾﺎت ،
و ﺻﯿﺤﺎت اﻟﺘﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺴﻤﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻮارﻋـﻨﺎ و ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻼ ﺣﯿﺎة ﻟﻤﻦ ﺗﻨﺎدي ..و اﻟﻮاﻗﻊ
ﻓﺎن اﻟﻤﺘﺄﻣّ ﻞ ﻟﻤﻮاﻗﻊ ﺗﻮاﺟﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﻓﻲ اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ و اﻟﻌﺎﻟﻢ ﯾﻼﺣﻆ اﻣﺮﯾﻦ ھﺎﻣﯿﻦ :
* اﻣﺎ ان ﺗـﺘﻮاﺟﺪ أﻣﺮﯾﻜﺎ ﻓـﯿﻠـﺘﺤـﻘﻮن ﺑﮭﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﮭﺎد ،و اذا ﺑﺎﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺗﺘﺤﻮل اﻟﻰ ﻓﻮﺿﻰ ﻋﺎرﻣﺔ ﻻ ﯾﺴﺘـﻔـﯿﺪ ﻣﻨﮭﺎ اﻻ
اﻻﺣﺘﻼل ..ﻛﻤﺎ ﻓﻌـﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ..ﺣﯿﺚ ﯾﺪﻓﻌﮭﻢ ﺗﻌﻄﺸﮭﻢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ و ﻋﺪم اﻋـﺘﺮاﻓﮭﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮ اﻟﻰ ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺼﺮاع ﻣﻌﮫ ﻗـﺒﻞ
ﺗﺼﻔﯿﺔ اﻻﺣﺘﻼل ،ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﯿﻦ اﺳﺎﻟﯿﺒﮭﻢ اﻻرھﺎﺑﯿﺔ اﻟﻤﻌـﺮوﻓﺔ ﺿﺪ اﺑﻨﺎء ﺟﻠﺪﺗﮭﻢ ﻛﺎﻻﺧﺘـﻄﺎف و اﻟﺘﻔﺠﯿﺮ واﻻﻏـﺘﯿﺎل ،وﻋـﻨﺪﻣﺎ
ﺗﻔﺸﻞ اﺳﺎﻟﯿﺒﮭﻢ ﯾﻤﺮّ ون اﻟﻰ ﺗﻘـﺴﯿﻢ اﻻوطﺎن و ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺎت ﻣﻊ اﻻﻋﺪاء و اﻟﻌﻤﻼء ﻓﻼ اﺧﻼق ﻟﮭﻢ وﻻ ﻋﮭﺪ وﻻ ﻣﯿﺜﺎق ...
* و اﻣﺎ ان ﯾﺘﻮاﺟﺪوا أوﻻ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﮭﺎد ﻓـﺘـﺘﺒﻌﮭﻢ اﻣﺮﯾﻜﺎ واﻟﺪول اﻟﻐـﺮﺑﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ و ﯾﺤﺪث اﻵن ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ..
ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ :ﻓﻮﺿﻰ و ﻓـﺘﻦ واﻧﻘﺴﺎﻣﺎت و ﻧﮭﺐ و ﺳﯿﻄـﺮة اﺟـﻨـﺒـﯿﺔ ..واﻟﻤﺴﺘﻔـﯿﺪ ھﻮ اﺳﺮﺋﯿﻞ ،وﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﮫ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺪوان ﻣﺜﻞ ﺗﺮﻛﯿﺎ واﻣﺮﯾﻜﺎ واﻟﺪول اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدھﺎ ﻗﻄﺮ و اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ..و ھﻲ
ﺗﮭﺪف ﺟﻤﯿﻌﺎ ﻻﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﺘﮫ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ و ﻣﻮاﻗﻔﮫ اﻟﻤﺴﺎﻧﺪة ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ وﻋﺪم اﻻﻋـﺘﺮاف ﺑﺎﻟﻌﺪو ..و ﻟﯿﺲ
ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯿﺎت أﺧﺮى ﻛﻤﺎ ﯾﺮوّ ﺟﻮن ...
ﺣل اﻟﻠﻌـﺑﺔ
///
ﺣل اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎطﻌﺔ
7 6 5 4 3 2 1
م ن ف ى
ن
1م
م ي ر ا ت
2ا
ك ھـ
3ل ت ر
ت ا ر ي خ
4س
و
خ ش ا ب
5ا
ع م ا ل ل ا
6
ا م ر
ل
7ع
ج ج
ن
8ع م ا
اﻟﺼّ ﻮّ ر اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺔ
اﻟﺪﯾﻦ و اﻟﺤﯿﺎة
ﻗﯿﻤﺔ اﻟﺠﺪل و اﻟﺤﻮار ﻓﻲ اﻟﺴﻼم ..
ﯾ ُﻈﮭﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﻐﻠﻮ و اﻟﺘﺸﺪد ﺑﺴﺒﺐ ﻓﮭﻤﮭﻢ اﻟﻘﺎﺻﺮ ﻟﺠﻮھﺮ اﻟﺪﯾـﻦ اﻟﺬي ﻻ ﯾﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺣﺮﯾﺔ
اﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ،و اﻟﺘﻌﺎﯾﺶ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف ﻣﺸﺎرﺑﮭﻢ ..ﻓﺘﺮاھﻢ أﺣﯿﺎﻧﺎ ﯾﻤﯿﻠﻮن اﻟﻰ اﻻﻗﺼﺎء ،و ﯾﻨﺰﻋﻮن ﻧﺤﻮ ﻓﺮض
آراﺋﮭﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻌـﺘـﺒـﺮوﻧﮭﺎ ﺻﻮاب ﻛﻠﮭﺎ ﻻ ﯾﺮﻗﻰ اﻟﯿﮭﺎ اﻟﺸﻚ ..ﻣﺘـﻨﺎﺳﯿﻦ اوﻻ ان ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺗﻘﺘﻀﻲ
اﺣﺘﺮام اﻟﺮأي اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﺣﺘﻰ و ان ﻛﺎﻧﺖ آراؤﻧﺎ ﺻﺎﺋﺒﺔ .و ﻣﺘﻨﺎﺳﯿﻦ ﺛﺎﻧﯿﺎ ان اﻟﺪﯾﻦ ﺟﺎﻣﻊ أو ﻻ ﯾﻜﻮن ..ﯾﺆﻟﻒ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس و
ﯾﺠﻤﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺎواة و ﺣﺴﻦ ظﻦ ﺑﻌﻀﮭﻢ ﺑﺒﻌﺾ ..وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﺟﻤﯿﻊ أواﻣﺮه و ﻧﻮاھﯿﮫ و ﻗﻮاﻧﯿﻨﮫ و ﺣﺪوده ﺗﻘﻮم
ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘـﯿﻖ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ورﻓﻊ اﻟﻈـﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻈـﻠﻮﻣﯿﻦ و ﺗﺤﻘـﯿﻖ اﻟﻌﺪل ﺑﯿـﻦ اﻟﻨﺎس ..ﻓﻼ ﯾ ُﺄﺧﺬ أﺣﺪ ﺑﺠﺮﯾـﺮة ﻏﯿﺮه ..
و اﻟﻤﺘﮭﻢ ﺑﺮﯾﺊ ﺣـﺘﻰ ﺗﺜﺒﺖ اداﻧﺘﮫ ،و " اﻟﺒـﯿﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ادﻋﻰ و اﻟﯿﻤﯿـﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ أﻧﻜـﺮ" ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ .
و " ﺗﻠﻚ ﺣﺪود ﷲ ﻓﻼ ﺗﻘـﺮﺑﻮھﺎ " ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺟﻞ ﺟﻼﻟﮫ ﻓﻲ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ) اﻵﯾﺔ . (187و ھﻮ ﻣﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ ان اﻻﻣـﺮ ﻗﺎﺋﻢ
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ و اﻻﺟﺘﮭﺎد ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﺗﻘﻮم ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺸﺒﮭﺔ ﻓﻼ ﯾﺠـﺐ اﺗﺨﺎذ اﻻﺣﻜﺎم اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ و اﻟﺘﺴﺮع ﻓﯿﮭﺎ ،و ھﻮ ﻣﺠﺎل
اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺎت ،اﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻼ ﺧﻼف و ﻻ اﺧﺘﻼف و ﻻ ﺗﻘﺼﯿﺮ ..ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ھﻮ اﻟﺬي أﻧﺰل
ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻨﮫ آﯾﺎت ﻣﺤﻜﻤﺎت ھﻦ أم اﻟﻜﺘﺎب وأﺧـﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﮭﺎت ﻓﺄﻣﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ زﯾﻎ ﻓﯿﺘﺒﻌﻮن ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺑﮫ ﻣﻨﮫ اﺑﺘﻐﺎء
اﻟﻔـﺘﻨﺔ واﺑﺘﻐﺎء ﺗﺄوﯾﻠﮫ وﻣﺎ ﯾﻌﻠﻢ ﺗﺄوﯾﻠﮫ إﻻ ﷲ واﻟﺮاﺳﺨﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ " ) آل ﻋﻤﺮان . ( 7 /وﺗﻤﺎﺷﯿﺎ ﻣﻊ ھﺬه اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ
اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ،ﻗﺪ اﻣﺮ ﷲ رﺳﻮﻟﮫ ﺑﺤﺴﻦ اﻟﺠﺪل ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﺟﺎدﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ھﻲ اﺣﺴﻦ " و اﻟﺠﺪل ﻣﻌﻨﺎه أﺧﺬ و ﻋﻄﺎء أي
راي و رأي ﻣﺨﺎﻟﻒ .ﯾﻘﻮل ﺑﻦ ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮه ) :وﻗﻮﻟﮫ :وﺟﺎدﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﺘﻲ ھﻲ أﺣﺴﻦ ) أي :ﻣﻦ اﺣﺘﺎج ﻣﻨﮭﻢ إﻟﻰ
ﻣﻨﺎظـﺮة وﺟﺪال ،ﻓﻠﯿﻜﻦ ﺑﺎﻟﻮﺟﮫ اﻟﺤﺴﻦ ﺑﺮﻓﻖ وﻟﯿﻦ وﺣﺴﻦ ﺧﻄﺎب ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎل " :وﻻ ﺗﺠﺎدﻟﻮا أھﻞ اﻟﻜﺘﺎب إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻲ ھﻲ
أﺣﺴﻦ إﻻ اﻟﺬﯾﻦ ظﻠﻤﻮا ﻣﻨﮭﻢ " ) اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت . ( 46 :ﻓﺄﻣﺮه ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻠﯿﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ ،ﻛﻤﺎ أﻣـﺮ ﻣﻮﺳﻰ وھﺎرون -ﻋﻠﯿﮭﻤﺎ
اﻟﺴﻼم -ﺣﯿﻦ ﺑﻌﺜﮭﻤﺎ إﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮن ﻓﻘﺎل " :ﻓﻘﻮﻻ ﻟﮫ ﻗﻮﻻ ﻟﯿﻨﺎ ﻟﻌﻠﮫ ﯾﺘﺬﻛـﺮ أو ﯾﺨﺸﻰ " ) طﮫ ) ( .. ( 44 :اﻧﺘﮭﻰ ( .
ھﺬه اواﻣﺮ ﷲ و ﻧﻮاھﯿﮫ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﯿﮭﺎ ﯾﺎﻣﺮ ﻓﯿﮭﺎ ﻋﺒﺎده اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﺎﺗﺨﺎذ ﺣﺴﻦ اﻟﺠﺪل ﺳﺒﯿﻼ ﻟﻠﺘﻔﺎھﻢ و ﻣﺨﺎطﺒﺔ ﺑﻌﻀﮭﻢ
اﻟﺒﻌﺾ ﺣﺘﻰ ﯾﺠﺘﻨـﺒﻮا اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺬرھﻢ ﻣﻨﮭﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎ و ﻧﮭﺎھﻢ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﻓﯿﮭﺎ .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :و أطﯿﻌﻮا ﷲ و رﺳﻮﻟﮫ و
ﻻ ﺗﻨﺎزﻋﻮا ﻓـﺘـﻔﺸﻠﻮا و ﺗﺬھﺐ رﯾﺤﻜﻢ واﺻﺒـﺮوا ان ﷲ ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺑﺮﯾﻦ " ) اﻻﻧﻔﺎل . ( 46 /ﻓﺎﻟﺼﺒﺮ ﻋـﻨﺪ اﻻﺧﺘﻼف ﺿﺮوري
ﻟﻠﺤﻔﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺣﺪة و اﺟـﺘـﻨﺎب اﻟﻔﺘﻦ و ﻟﻌﻞ ﻣﻦ اول ﺷﺮوطﮭﺎ ﺣﺴﻦ اﻟﻈﻦ ﺑﺎﻵﺧﺮ ،و ﺗﺠﺎوز ھﻔﻮاﺗﮫ ،و ﺗﻮﺟﯿﮫ اﻟﻨﺼﺢ
ﻟﮫ ﺣـﺘﻰ ﯾﻌـﻮد اﻟﻰ اﻟﺼﻮاب ان اﺧﻄﺎ و ﺳﻤﺎع رأﯾﮫ ،ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﯾﺎ اﯾﮭﺎ اﻟﺬﯾﻦ آﻣﻨﻮا اﺟﺘـﻨﺒـﻮا ﻛـﺜﯿﺮا ﻣﻦ اﻟﻈـﻦ ان
ﺑﻌـﺾ اﻟﻈـﻦ اﺛـﻢ ) اﻟﺤﺠﺮات . ( 12 /وذﻛﺮ اﻟﻄﺒﺮي ﻓﻲ ﺗـﻔـﺴﯿـﺮه ﻟﮭﺬه اﻵﯾﺔ ﻣﺎ رواه ﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ
ﻋﻠﯿﮫ و ﺳﻠﻢ ﻗﺎل " :إن ظـﻦ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺸﺮ ﻻ اﻟﺨﯿﺮ إﺛﻢ " .وﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " :واﻋـﺘـﺼﻤﻮا ﺑﺤـﺒـﻞ ﷲ ﺟﻤﯿﻌﺎ وﻻ ﺗﻔـﺮّ ﻗﻮا
واذﻛـﺮوا ﻧﻌـﻤﺔ ﷲ ﻋﻠﯿﻜﻢ اذ ﻛـﻨﺘﻢ اﻋﺪاء ﻓﺄﻟﻒ ﺑﯿﻦ ﻗـﻠﻮﺑﻜﻢ ﻓﺎﺻﺒﺤـﺘﻢ ﺑﻨﻌـﻤﺘﮫ أﺧﻮاﻧﺎ و ﻛـﻨﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﻰ ﺣﻔـﺮة ﻣﻦ اﻟﻨﺎر
ﻓﺄﻧﻘﺬﻛﻢ ﻣﻨﮭﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﯾﺒﯿ ّﻦ ﷲ ﻟﻜﻢ آﯾﺎﺗﮫ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﮭﺘﺪون " ) آل ﻋﻤﺮان . ( 103 /
ﻓﺴﺒﺤﺎن ﷲ .ان اﻟﺠﺪل و اﻟﺤﻮار ﻓﻲ دﯾﻨﻨﺎ اﺳﻠﻮﺑﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪة و اﻟﺘﻄﻮر و اﻟﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .وﷲ اﻋﻠﻢ .
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017