القدس 132 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس 132.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 23/07/2014 à 19:06, depuis l'adresse IP 197.0.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 679 fois.
Taille du document: 2.8 Mo (10 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ وﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ ).. (4
أن اﻟﺤﺪﯾﺚ اﻟﻨﻈﺮي ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﺳﮭﻞ وﻣﺘﺎح
ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ ..وﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أي اﻧﺴﺎن ﻣﻦ أي ﺧﻠﻔﯿﺔ ﻓﻜﺮﯾﺔ ان
ﯾﻄﻠﻖ اﻟﻌـﻨﺎن ﻟﺘﺼﻮّراﺗﮫ ﻟﯿﻘﻮل أو ﻟﯿﺮدّد ﻣﺎ ﻗﯿﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻋﻦ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ،وھﻮ اﻟﺴﺒﯿﻞ اﻟﺬي اﺗﺒﻌﺘﮫ ﻛﻞ اﻷﻧﻈﻤﺔ
ﺑﺎﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﮭﺎ )اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ واﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ و اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ( ...
ﻓﻲ ﺣﺸﻮ دﺳﺎﺗﯿﺮھﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﺘﺪاول ﺣﻮل اﻟﺤﺮﯾﺎت
وﺣﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن واﻟﻌﺪل واﻟﻤﺴﺎواة ،ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﻟﻢ ﯾﺮ
ﻣﻨﮭﺎ اﻟﻨﺎس ﺷﯿﺌﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ..
وﻟﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﯿﻮم -ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن آﺧﺮ
ﻣﺘﺨﻠﻒ دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺎ -ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﻔﻌﻞ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ أﻛﺜﺮ
ﻣﻦ اﻟﻘﻮل وﻧﺤﻦ ﻧﻌـﺮف أن أﻋﺘﻰ اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮرﯾﺎت ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ أرﻗﻰ اﻟﺪﺳﺎﺗﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮھﺎ ،
وﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺑﺎﻟﺬات اﻟﺘﻲ اﻧﺤﺮﻓﺖ ﻋﻦ
ﻣﺴﺎرھﺎ اﻟﺜﻮري ﺑﻌﺪ أن ﻏﯿﺮت اﻟﺪﺳﺎﺗﯿﺮ اﻟﻤﺴﺘﻠﮭﻤﺔ ﻣﻦ
ﻛﺒﺎر ﻓﻼﺳﻔﺔ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ ..وﺑﻌﺪ ان
اﺻﺪرت اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻻﻧﺴﺎن ..ﺣﺘﻰ ﺻﺎر
ھﺬا اﻻﻣﺮ ﻣﺎﻟﻮﻓﺎ وﻣﺘﻮﻗﻌﺎ ﻟﻤﺼﯿﺮ اﻟﺜﻮرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ
ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻄﺮﯾﻖ ..ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ و ﻣﺼﺮ ..اذ
ﻓـﯿﮭﻤﺎ ﺗﻢ ﺻﻨﻊ اﻟﺤﺪث ،واﻟﯿﮭﻤﺎ اﺗﺠﮭﺖ اﻷﻧﻈﺎر
ﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ ﺗﻄﻮّر اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺼﻨﻊ رﺑﯿﻊ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺼﻮر اﻟﻈﻼم اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ !! ..
ﻓﻔﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ دﯾﺴﻤﺒﺮ 2010اﻓﺎق اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ
ﺧﺒﺮ أﺣﺮاق اﻟﺸﺎب اﻟﺒﻮﻋﺰﯾﺰي ﻧﻔﺴﮫ ) رﺣﻤﮫ اﷲ ( أﻣﺎم
ﻣﻘﺮ اﻟﻮﻻﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯿﺪي ﺑﻮزﯾﺪ ..واﻧﻄﻼق اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺘﻲ
ﻟﻢ ﺗﮭﺪأ وﻟﻢ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮر ﻓﻲ
ﺗﻮﻧﺲ ..
وھﻜﺬا ﻛﺎن أﺣﺪ أھﻢ أھﺪاف اﻟﺜﻮرة ھﻮ ﻗﯿﺎم اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ
..وﻗﺪ ﺗﺠﺴﺪ ذﻟﻚ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺘﻲ
رﻓﻌﺖ ﺧﻼل اﻟﻤﻮاﺟﮭﺎت واﻟﻤﺴﯿﺮات اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻗﺒﻞ 14
ﺟﺎﻧﻔﻲ وﻣﻨﮭﺎ " :ﯾﺴﻘﻂ ﺣﺰب اﻟﺪﺳﺘﻮر ،ﯾﺴﻘﻂ ﺟﻼد
اﻟﺸﻌﺐ " و ﻗﺪ اﺳﺘﻤﺮت ھﺬه اﻟﺸﻌﺎرات ﺗﺘﮭﺎﻃﻞ و ﺗﺘﻜﯿﻒ
ﻣﻊ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺜﻮري ،ﻓﺘﻈﮭﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة اﻟﻰ اﺧﺮى
ﺷﻌﺎرات ﺟﺪﯾﺪة ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻤﻈﺎﻣﯿﻦ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ وﻣﻨﮭﺎ ذﻟﻚ
اﻟﺸﻌﺎر اﻟﻤﻮﺟﮫ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻐﻨﻮﺷﻲ اﻟﻮزﯾﺮ اﻻول
ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﺬي ﺗﻮﻟّﻰ ﻣﮭﺎم رﺋﺎﺳﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺜﻮرة
" :ﯾﺎ ﺷﻌﺐ ﺛﻮر ﺛﻮر ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﺪﯾﻜﺘﺎﺗﻮر " اﻟﺦ ..
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﺗﮭﺪأ ﺛﻮرة اﻟﺸﻌﺐ ﺣﯿﻦ ذاك ﺑﻞ زادت
اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺟﻤﺎھﯿﺮﯾﺔ وﺗﻨﻈﯿﻤﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﻋﺮف ﺑﺎﻋﺘﺼﺎﻣﺎت
اﻟﻘﺼﺒﺔ 1واﻟﻘﺼﺒﺔ 2ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ،
ﯾﺘﺒﻊ ص2
ﺗﺴﺎﻧﺪھﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻞ اﻟﺠﮭﺎت ﺑﺎﻟﻤﺴﯿﺮات
واﻻﻋﺘﺼﺎﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻋﺘﺼﺎم ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺻﻔﺎﻗﺲ
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻔﺘﺮة ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻮط ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻐﻨـﻮﺷﻲ ﻓﻲ
27ﻓﯿﻔﺮي .. 2011
وھﻜﺬا ﺗﺘﺎﻟﺖ اﻻﺣﺪاث ﺣﺘﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 23أﻛﺘﻮﺑﺮ
وﺻﻌﻮد ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮوﯾﻜﺎ ..ﺑﻜﻞ ﻣﺎ راﻓﻘﮭﺎ ﻣﻦ
ھﺰات واﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺣﺘﻰ اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺳﺘﻮر
ﻓﻲ 26ﺟﺎﻧﻔﻲ .. 2014
ﻓﻤﺎذا اﺿﺎف دﺳﺘﻮر اﻟﺜﻮرة ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر اﻟﻘﺪﯾﻢ ؟ وھﻞ
ھﻨﺎك أي اﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﻠﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ
وﻗﻌﺖ ﻓﻲ 23أﻛﺘﻮﺑﺮ ،واﻟﺘﻲ ﺷﺎرك ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻨﺎھﺰ
اﻟﻤﺎﺋﺔ وﻋﺸﺮون ﺣﺰﯾﺎ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻛﺄﺑﺮ ﺷﻜﻞ دﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ
ﺷﮭﺪﺗﮫ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺎة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻰ اﻵن ..؟
ان ھﺬا اﻟﺴﺆال ﺳﻤﻌﻨﺎ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﮫ ﺣﯿﻨﻤﺎ ذھﺐ
ﻣﻤﺜﻠﻮا اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﯿﺴﻲ إﻟﻰ وﻻﯾﺔ ﺳﯿﺪي ﺑﻮزﯾﺪ
ﻣﮭﺪ اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﺸﺮح اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺣﯿﻨﻤﺎ ﺗﺼﺪّى
ﻟﮭﻢ ﺷﺒﺎﺑﮭﺎ اﻟﻐﺎﺿﺐ وﻃـﺮدوھﻢ ﺧﺎﺋﺒﯿﻦ ..وﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺳﺌﻞ أﺣﺪ ﻗﺎدة اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﻌـﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﮭﺔ ) اﻟﺒﺎﺣﺚ
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻻﻣﯿﻦ اﻟﺒﻮﻋﺰﯾﺰي ( ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ ،أﺟﺎب
ﺑﺄن ھﺬا اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻻ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌـﺐ وﻻ ﯾﻌـﺒـﺮ ﻋﻦ
ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﮫ وھﻤﻮﻣﮫ وﻣﺸﺎﻛﻠﮫ ..ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﯾﮭﻤّﮫ أن
ﯾﻌـﺮف ﻣﺎﻓـﯿﮫ ..
* ﻣﺎﺟﺎع ﻓـﻘـﯿـﺮ اﻻ ﺑﻤﺎ ﻣﻨﻊ ﺑﮫ ﻏـﻨﻲ ) .اﻻﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ( .
* اﻟﺤﯿﺎة ﺗﻌـﻠـّـﻤﻚ اﻟﺤﺐ ،و اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﻌـﻠـّـﻤﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺐ ،واﻟﻤﻮاﻗﻒ ﺗﻌـﻠـّـﻤﻚ ﻣﻦ ﯾﺤـﺒّـﻚ .
ﺗﻠﻤﯿﺬ ﯾﺮاﺟﻊ دروﺳﮫ داﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻟﻤﻨﺰل ..ﻓﺴﺄﻟﮫ أﺑﻮه :
* اﻟﻨﻮر ﻛـﯿـﻒ ﻇﮭـﻮره ؟
ﻟﻤﺎذا أراك داﺋﻤﺎ ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ؟
أﺟﺎﺑﮫ :اﻧﻨﻲ أﻛﻤﻞ دراﺳﺎت ﻋﻠﯿﺎ ..
ان ﻟﻢ ﯾﻜـﻦ دﻣـﻨﺎ اﻟﻮﻗـﻮد ؟
واﻟﻘﺪس ﻛﯿﻒ ﻧﻌـﯿﺪھﺎ ؟
ان ﻟﻢ ﻧﻜـﻦ ﻧﺤـﻦ اﻟﺠـﻨﻮد ؟
اذا أردت أن ﺗﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوﻟﺔ ﺛﺒﺎﺗﺎ ﻗﺮّب ﺑﯿﻦ اﻟﺤﺪود اﻟﻘﺼﻮى ﺑﻘﺪر اﻻﻣﻜﺎن ،ﻓﻼ ﯾﺒﻘﻰ ﻓﯿﮭﺎ ﻏﻨﻰ ﻓﺎﺣﺶ وﻻ ﻓﻘﺮ
ﻣﺪﻗﻊ .ﻓﮭﺬان اﻟﻮﺿﻌﺎن اﻟﻠﺬان ﻻ ﯾﻨﻔﺼﻼن ﻋﻦ ﺑﻌﻀﮭﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻀﺮّان ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ان أﺣﺪھﻤﺎ ﯾﺆدّي اﻟﻰ
وﺟﻮد أﻋﻮان اﻟﻄﻐﺎة ،واﻵﺧﺮ اﻟﻰ اﻟﻄﻐـﺎة ،وﻓـﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﺗﺸﺘـﺮى اﻟﺤﺮﯾﺔ وﺗﺒﺎع .أﺣﺪھﻤﺎ ﯾﺸﺘـﺮﯾﮭﺎ و اﻵﺧﺮ ﯾﺒـﯿﻌﮭﺎ .
ﺟﺎن ﺟﺎك روﺳﻮ .
ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق – ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ،وﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن
ﺧﻼل ﺣﻘﺒﺔ اﻟﺤﺮب اﻷھﻠﯿﺔ -ﺻﺮاعٌ ﻣﺴﻠّﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ .
وھﻮ ﺻﺮاع ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻣﺤﻠّﻲ /إﻗﻠﯿﻤﻲ /دوﻟﻲ ﺣﺘﻤﺎً ،ﻣﮭﻤﺎ
ﺣﺎول اﻟﺒﻌﺾ ﺗﻐﻠﯿﻔﮫ ﺑﺒﺮاﻗﻊ ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ وﻣﺬھﺒﯿﺔ أو ﺻﺒﻐﮫ
ﺑﺄﻟﻮان أﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ دﯾﻨﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ھﻮ ﺻﺮاعٌ ﻣﺤﻠّﻲ ﺗﺪﻋﻤﮫ وﺗﻮﻇّﻔﮫ ﻗﻮًى ﺧﺎرﺟﯿﺔ .وھﻮ
ﺻﺮاع ﻣﻤﺰوج ﻣﻊ ﺧﻄﺎﯾﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎت وﻣﻌﺎرﺿﺎت ،وﻣﻊ
ﺗﺮاث ﺗﺎرﯾﺨﻲ ﻣﻦ ﻣﻔﺎھﯿﻢ وﻣﻤﺎرﺳﺎت إﻧﻘﺴﺎﻣﯿﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ
ﺗﻮﻇّﻔﮭﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﻤﺤﻠّﯿﺔ واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻤﺘﺼﺎرﻋﺔ ،وھﻮ
أﯾﻀﺎً ﺻﺮاع اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻄﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟﻮﺻﺎﯾﺔ
واﻟﮭﯿﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ وﺛﺮوات اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .
ﻃﺒﻌﺎً ،ﻓﺈنﱠ ﺗﺪھﻮر اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻷﻣﻨﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق
وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ھﻮ ﻣﺤﺼّﻠﺔ ﻟﺴﯿﺎﺳﺔ أﻣﯿﺮﻛﯿﺔ
ﻣﺎرﺳﺖ اﻟﻌﺪوان واﻻﺣﺘﻼل ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وھﺪّﻣﺖ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮫ
اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ ،وﺗﺠﺎھﻠﺖ أو دﻋﻤﺖ اﻻﺣﺘﻼل واﻟﻌﺪوان
اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ،ﻓﻜﺎن ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﯿﺎت ھﺬه اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ
واﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻣﺎ ﻧﺮاه اﻟﯿﻮم ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ أﻣﻨﯿﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ
ﻋﻤﻮم اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ .
ﻟﻜﻦ ﻟﯿﺲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ اﻟﺴﻠﺒﻲ ھﻮ اﻟﻮﺣﯿﺪ اﻟﻤﺸﺘﺮك
ﺑﯿﻦ أزﻣﺎت اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .ﻓﻔﻲ ھﺬه اﻷزﻣﺎت ﺟﺬور ﻋﻤﯿﻘﺔ
ﻟﺴﻠﺒﯿﺎت داﺧﻠﯿﺔ ﺗﺘﺤﻤّﻞ ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮭﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﻣﺤﻠﯿﺔ
وأﻃﺮاف ﻋﺮﺑﯿﺔ وإﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻋﺪﯾﺪة ،ﺑﻞ إنّ ھﺬه اﻟﺠﺬور
اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻛﺎﻧﺖ ھﻲ ،أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮّة ،اﻟﺤﺎﻓﺰ
ﻟﻠﺘﺪﺧّﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ .
اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﯾﻀﺎً ،ھﻲ ﻓﻲ ﺣﻤﻞ راﯾﺎت ﻓﻜﺮﯾﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﮭﺎ
ﺳﻤﺎت ﻃﺎﺋﻔﯿﺔ وﻣﺬھﺒﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺟﮭﺔ ﻣﻊ
اﻟﻤﺤﺘﻞ واﻷﺟﻨﺒﻲ ﯾﺮاﻓﻘﮫ ﺗﻌﺜّﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻷھﺪاف
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ وﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺗﻤﺰﯾﻖ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻮاﺣﺪ وﺗﻔﺮﯾﻘﮫ ﻟﺘﺴﮭّﻞ اﻟﺴﯿﺎدة ﻋﻠﯿﮫ ،
ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻄﻠّﺐ اﻷﻣﺮ إﺷﻌﺎﻻً ﻟﺤﺮوبٍ ..إنّ أﺳﺎس اﻟﺨﻠﻞ
اﻟﺮاھﻦ ﻓﻲ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻛﻠّﮭﺎ ھﻮ ﻓﻲ ﻓﺸﻞ اﻟﻤﻔﻜّﺮﯾﻦ
واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ وﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﯾﻦ ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎھﺮة
اﻟﺼﺤﯿﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪّد اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻟﻤﺬھﺒﻲ واﻹﺛﻨﻲ ﻓﻲ
ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﮭﻢ ،ﺣﯿﺚ أﺻﺒﺤﺖ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت ﺗﺼﺐّ
ﺑﻤﻌﻈﻤﮭﺎ ﻓﻲ أﻃﺮ ﻓﺌﻮﯾﺔ ﻣﻮﺟّﮭﺔ ﻛﺎﻟﺴﮭﺎم ﺿﺪّ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ
رﺑﻮع اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻮاﺣﺪ .
إنّ اﻟﺘﻌﺪّدﯾﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن
اﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻟﻜﻨّﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﺟﺰاً ﺑﯿﻦ اﻟﺸﻌﻮب وﻻ ﻣﺎﻧﻌﺎً
دون ﺧﻮضٍ ﻣﺸﺘﺮَك ﻟﻤﻌﺎرك اﻟﺘﺤﺮّر واﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮﻃﻨﻲ
،ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺨﺮةَ ﻣﻌﺎرك اﻟﺘﺤﺮّر آﻧﺬاك أﻧّﮭﺎ ﺗﻤﯿّﺰت ﺑﻄﺎﺑﻊ
وﻃﻨﻲ ﻋﺎم ﺻﺒﻎ اﻟﻘﺎﺋﻤﯿﻦ ﺑﮭﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼً ﻣﺠﺴّﺪة
ﻟﺘﺴﻤﯿﺔ "ﺣﺮﻛﺎت ﺗﺤﺮّر وﻃﻨﻲ " .
اﻟﯿﻮم ،ﻧﺘﻌﺎﯾﺶ ﻣﻊ إﻋﻼم ﻋﺮﺑﻲ وﻣﻊ ﻃﺮوﺣﺎت
ﻓﻜﺮﯾﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻻ ﺗﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﺗﻮزﯾﻊ اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ
ﻃﻮاﺋﻒ وﻣﺬاھﺐ وأﻗﻠﯿﺎت ،ﺑﺤﯿﺚ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﮭﻮﯾّﺔ
اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻏﺎﯾﺔً ﻣﻨﺸﻮدة ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺟﺮى اﻟﺘﺨﻠّﻲ
اﻟﻤﺨﺰي ﻋﻦ اﻟﮭﻮﯾّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ .
ھﻮ اﻧﺤﻄﺎط واﻧﻘﺴﺎم ﺣﺎﺻﻞ اﻵن ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺳﺘﺒﺎﺣﺖ
اﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ )اﻟﺪوﻟﯿﺔ واﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ( ،وﺑﻌﺾ
اﻷﻃﺮاف اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻼح اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ
واﻟﻤﺬھﺒﻲ واﻹﺛﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺮوﺑﮭﺎ وﺻﺮاﻋﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﻌﺪّدة
اﻷﻣﻜﻨﺔ واﻷزﻣﻨﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ .وﻗﺪ
ﺳﺎھﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﺳﯿﺦ ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﻹﻧﻘﺴﺎﻣﻲ اﻷھﻠﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ھﯿﻤﻨﺔ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
ذات اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ،وﺿﻌﻒ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ أو اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪي .
إنّ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﺘﺂﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﺑﯿﻨﻤﺎ ھﻲ ﺗﺆﻛﻞ
ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج .واﻟﻌﺮب اﻵن ﺑﻼ ﻗﻀﯿﺔ واﺣﺪة ،وﺑﻼ
ﻗﯿﺎدة ﺟﺎﻣﻌﺔ .ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ اﻟﺬي ﻻ ﺗﺠﻤﻌﮫ ﻗﻀﯿﺔ وﻃﻨﯿﺔ
واﺣﺪة أو رؤﯾﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﯿﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻸﻣّﺔ ،ﯾﻌﯿﺶ
أﺳﯿﺮ ﺻﺮاﻋﺎت اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰّز ﺗﺪﺧّﻞ اﻟﺨﺎرج .وﻓﻲ
ﻇﻞّ ھﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺘﺨﺒّﻂ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﺘﺠﺎرب واﻷوﻃﺎن.
ﻗﺪ ﯾﺴﯿﺮ ﺑﻌﺾ ﺑﻠﺪان ھﺬه اﻷﻣﱠﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻮأ واﻷﻋﻈﻢ
ﻣﻦ اﻟﺼﺮاﻋﺎت واﻹﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ،وﻗﺪ ﺗﺘﮭﺪّد وﺣﺪة
أوﻃﺎن وﻛﯿﺎﻧﺎت ،وﻗﺪ ﺗﺴﺘﻔﯿﺪ اﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ
واﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺪّع اﻟﻌﺮب ﺷﻌﺒﯿﺎً ،وﺗﺪاﻋﯿﺎت
أوﺿﺎﻋﮭﻢ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً وأﻣﻨﯿﺎً ،واﻧﻌﺪام ﺗﻀﺎﻣﻦ
ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﮭﻢ ،ﻟﻜﻦﱠ ذﻟﻚ ﺳﯿﺆﻛّﺪ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻨﮭﺞ
اﻟﺬي ﺗﺴﯿﺮ ﻋﻠﯿﮫ ﺑﻠﺪان ھﺬه اﻷﻣﱠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻈﻢ
ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﮭﺎ وﺷﻌﻮﺑﮭﺎ و" ﺣﻜﻤﺎﺋﮭﺎ " وﺣﺮﻛﺎﺗﮭﺎ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ..إنﱠ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻌﻄﻲ
اﻷوﻟﻮﯾﺔ اﻵن ﻻﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ،ﻻ
ﻻﺳﺘﻤﺮارﯾﺔ اﻟﻮﻃﻦ ﻧﻔﺴﮫ .واﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺎت
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﻌﻄﻲ اﻷوﻟﻮﯾﺔ اﻵن ﻟﻠﺘﻐﯿﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺄي
ﺛﻤﻦٍ ،ﻻ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮارث
ﻓﯿﮭﺎ اﻷﺟﯿﺎل ﻣﻔﺎھﯿﻢ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻋﻦ اﻟﻨّﻔﺲ وﻋﻦ اﻵﺧﺮ،
وﻓﻲ ﻇﻞﱢ ﻏﯿﺎبٍ واﺿﺢ ﻟﻄﺮوﺣﺎت وﻃﻨﯿﺔ ﻋﺮوﺑﯿﺔ
دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ ﺗﺠﺬب اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺗﺤﻮّل ﻃﺎﻗﺎﺗﮭﻢ إﻟﻰ
ﻗﻮّةٍ ﺗﺠﻤﻊ وﻻ ﺗﻔﺮّق ،ﺗﺼﻮن وﺣﺪة اﻷوﻃﺎن وﻻ
.
ﺗﻤﺰّﻗﮭﺎ
إنّ ﻃﻠﺐ اﻟﺘﺪﺧّﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ أﺻﺒﺢ ﺣﻼﻻً وﻣﺸﺮوﻋﺎً ﻓﻲ
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻠ ٍﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻟﺤﻞّ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻋﺮﺑﯿﺔ داﺧﻠﯿﺔ .واﻟﺘﻨﺒﯿﮫ
إﻟﻰ ﻣﺎ ھﻮ ﺣﺎﺻﻞٌ ﻣﻦ ﺗﺂﻣﺮٍ أﺟﻨﺒﻲ وإﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻋﻠﻰ
أوﻃﺎن اﻟﻌﺮب وﺛﺮواﺗﮭﻢ ووﺣﺪة ﺑﻠﺪاﻧﮭﻢ وﺷﻌﻮﺑﮭﻢ
أﺻﺒﺢ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ " اﻟﺜﻮار اﻟﻌﺮب " ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺮّﻣﺎت
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ! وﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﺴﺄل وﯾﺴﺄل ﻏﯿﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﯾﻘﻮد ھﺬا
اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﻌﺒﻲ أو ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة ؟ ﺗﻜﻮن اﻹﺟﺎﺑﺔ ھﻮ
"اﻟﺸﺎرع " و" اﻟﺸﻌﺐ " دون اﺳﻢٍ أو ﻋﻨﻮانٍ أو
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞٍ ﻓﻜﺮيﱟ أو ﺳﯿﺎﺳﻲ! .إذن ،إﻟﻰ أيﱢ ﻣﻨﻘﻠَﺐٍ ﻧﺤﻦ
ﻣﻨﻘﻠﺒﻮن وﻛﯿﻒ ﯾﺘﻢّ أﺧﺬ ھﺬه اﻷوﻃﺎن إﻟﻰ ﻣﺼﯿﺮٍ ﻣﺠﮭﻮل
،ﻣﻨﻄﻠﻘﮫ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮوف ،وأرﺿﮫ ﻣﻠﯿﺌﺔٌ ﺑﺄﻟﻐﺎم
اﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ واﻹﺛﻨﯿﺔ ؟
أﻟﯿﺲ ﻣﺆﺳﻔﺎً اﺳﺘﺒﺪال اﻟﺤﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺬي راود ﻣﻨﺬ
ﻋﻘﻮد ﺷﻌﻮب اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺗﻜﺎﻣﻞٍ ﺑﯿﻦ أوﻃﺎن
اﻟﻌﺮب ﺑﺎﻟﺨﻮف اﻵن ﻣﻦ ﻛﺎﺑﻮس اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﺠﺎﺛﻢ ﻋﻠﻰ
اﻟﺼﺪور اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺣﺎﻟﯿﺎً ؟!
أﻟﯿﺲ ﻣﺆﺳﻔﺎً أﯾﻀﺎً ،أن ﯾﻜﺮّر اﻟﻌﺮب ﺧﻄﯿﺌﺔ اﻻﻋﺘﻤﺎد
ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻨﺒﻲ ﻟﺤﻞّ ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﻢ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ وأن ﺗﺴﻮد اﻵن
ﻣﻨﻄﻘﺘﮭﻢ أﻓﻀﻞ اﻟﻔﺮص ﻟﺘﻜﺮﯾﺲ اﻟﮭﯿﻤﻨﺔ اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ
واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﯾُﺘﻮﻗﱠﻊ أﻻ ﯾﻜﻮن ﺑﻤﻘﺪور أﺣﺪٍ أن
ﯾُﻌﺎرض دﻋﻮة إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻟﻼﻋﺘﺮاف ﺑﮭﺎ ﻛﺪوﻟﺔٍ ﯾﮭﻮدﯾﺔ،
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔٍ ﺗﺸﮭﺪ وﻻدة دوﯾﻼتٍ ﻋﻠﻰ أﺳﺎسٍ دﯾﻨﻲ
وإﺛﻨﻲ ؟! وﺣﯿﺚ ﺗﮭﺪف إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻷن ﺗﻜﻮن ھﻲ اﻟﺪوﻟﺔ
اﻷﻗﻮى ﺑﻞ اﻟﻤﮭﯿﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺪوﯾﻼت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ
اﻟﻤﻨﺘﻈﺮَة !.
ﺻﺤﯿﺢٌ أنّ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ھﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﺔ أوﻻً
وأﺧﯿﺮاً ﻋﻤّﺎ وﺻﻠﻨﺎ إﻟﯿﮫ اﻵن ﻣﻦ ﺣﺎل ،ﻟﻜﻦﱠ ذﻟﻚ ﻻ
ﯾﺸﻔﻊ ﻟﻘﻮى اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أن ﻻ ﺗﻘﻮم ھﻲ أﯾﻀﺎً
ﺑﻤﺴﺆوﻟﯿﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣﺪة اﻷوﻃﺎن واﻟﺸﻌﻮب
،ﺑﻞ إنّ ھﺬه اﻟﻘﻮى ھﻲ اﻟﻄﺮف اﻷﺳﺎس اﻟﻤﻌﻨﻲﱡ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻓﺎﻷوﻟﻮﯾّﺔ اﻵن ھﻲ ﻟﺒﻘﺎء وﺣﺪة اﻷوﻃﺎن ،وﻟﻌﺪم اﻟﺠﻤﻊ
اﻧﮭﯿﺎر ﺳﯿﺎﺳﺔ ﺗﺮﻛﯿﺎ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،وﻓﺸﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ
وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻟﻌﺮاق وﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ،ﺟﻌﻠﮭﺎ
ﺗﻠﺠﺄ اﻟﻰ ﺷﻌﺎر ﻣﻜﯿﺎﻓﯿﻠﻲ اﻟﺸﮭﯿﺮ ”اﻟﻐﺎﯾﺔ ﺗﺒﺮر
اﻟﻮﺳﯿﻠﺔ“ ،وأن ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻠﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺸﯿﻄﺎن
ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻋﻦ اﻟﻔﺸﻞ ،ﺑﺪﻻً ﻣﻦ أن ﺗﻌﺘﺮف
ﺑﺎﻟﮭﺰﯾﻤﺔ وﺗﻌﯿﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﯿﺎﺳﺎﺗﮭﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﺤﻔﻆ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ
ﻣﻦ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﮫ .ﻓﺒﺪت ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺣﻄﺐ اﻟﺤـﺮﯾﻖ
ﺑﯿﻦ ﺷﻌﺎر ) إﻣّﺎ اﻟﺤﺎﻛﻢ أو اﻟﻔﻮﺿﻰ ( ﻣﻊ ﻣﻤﺎرﺳﺎت
ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ ) إﻣّﺎ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ أو اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ( .ﻓﺄﯾﻦ
" أمّ اﻟﺼﺒﻲ " ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ،وﻟِﻢَ ﻻ ﯾﻜﻮن اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ
اﻵن ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ إﺻﻼﺣﺎتٍ ﺟﺪّﯾﺔ دﺳﺘﻮرﯾﺔ وﺳﯿﺎﺳﯿﺔ
واﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﺗُﻤﮭّﺪ ﻟﺘﻐـﯿﯿـﺮٍ ﺷﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻻ ﻓﻲ
اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻓﺤﺴﺐ ؟ ﻓﺒﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت
اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ أﺳﺎﺳﮫ ﺑﻨﺎء ﻣﻔﮭﻮم " اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ "
واﻟﺘﻌﺎﯾﺶ ﻣﻊ " اﻵﺧﺮ" ﻻ اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻤﱠﻦ ھﻢ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ
ﻧﻔﺴﮫ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻃﻮاﺋﻒ أو ﻣﺬاھﺐ أو إﺛﻨﯿﺎت أﺧﺮى .وھﺬا
اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺴﻠﯿﻢ ﯾﺘﻄﻠّﺐ أﯾﻀﺎً ﺑﻨﺎء ﺣﺮﻛﺎت ﺗﻐـﯿﯿ ٍﺮ
ﺷﻌـﺒﯿﺔ ،واﺿﺤﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ واﻟـﺒـﺮاﻣﺞ واﻟﻘﯿﺎدات ،ﺣﺘّﻰ ﻻ
ﺗﺘﻮه اﻷﻣﱠﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ وﺣﺘّﻰ ﻻ ﺗﺘﻜﺮّر ﻓﯿﮭﺎ ﻣﺄﺳﺎة ﺑﻌﺾ
ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﻐـﯿﯿﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﮭﺪھﺎ اﻟﻌﺮب
ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ .
ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮّﺿﺖ أﻣﻢٌ ﻛﺜﯿﺮة ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ
اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﮫ اﻵن اﻟﻌﺮب ،ﻛﻘﻀﺎﯾﺎ ﺳﻮء اﻟﺤﻜﻢ
وﻣﺎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﺪاد وﻓﺴﺎد ،وﻣﺎ ﯾﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ
ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺘﺨﻠّﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻏﯿﺎب ﻟﻠﺤﺮّﯾﺎت
اﻟﻌﺎﻣّﺔ ،أو أﯾﻀﺎً ﻣﺎ واﺟﮭﺘﮫ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ
اﻻﺣﺘﻼل اﻷﺟﻨﺒﻲ واﻟﺘﺪﺧّﻞ اﻷﺟﻨﺒﻲ ،أو ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﯿﻦ أوﻃﺎن اﻷﻣّﺔ أو اﻟﺤﺮوب اﻷھﻠﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
أرﺟﺎﺋﮭﺎ ..ﻟﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻧﺠﺪ أﻣّﺔً ﻣﻌﺎﺻﺮة اﻣﺘﺰﺟﺖ
ﻓﯿﮭﺎ ﺑﺂنٍ واﺣﺪ ﻛﻞّ ھﺬه اﻟﺘﺤﺪّﯾﺎت ،ﻛﻤﺎ ھﻮ ﺣﺎﺻﻞٌ اﻵن
ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻷرض اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ .
ﻓﺨﻠﯿﻂ اﻷزﻣﺎت ﯾﺆدّي إﻟﻰ ﺗﯿﮫٍ ﻓﻲ اﻷوﻟﻮﯾﺎت ،وإﻟﻰ ﺗﺸﺘّﺖ
اﻟﻘﻮى واﻟﺠﮭﻮد ،وإﻟﻰ ﺻﺮاع اﻹرادات اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﺗﺒﻌًﺎ
ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ ،أو ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺒﯿﻌﺔ اﻟﺨﻄﺮ
اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ،اﻟﺬي ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﺛﺎﻧﻮﯾﺎً ﻟﻄﺮفٍ ﻣﻦ أرﺟﺎء اﻷﻣّﺔ
ﺑﯿﻨﻤﺎ ھﻮ اﻟﮭﻢّ اﻟﺸﺎﻏﻞ ﻟﻠﻄﺮف اﻵﺧﺮ .ﻟﻜﻦ ،أھﻲ ﺻﺪﻓﺔٌ
ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ أن ﺗﺘﺰاﻣﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺪّﯾﺎت ﻋﻠﻰ اﻷﻣّﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ واﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ واﻹﺛﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ
اﻟﺒﻼد اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ !! ﻓﻔﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﻮﻃﻨﯿﺔ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪﯾﺔ
اﻟﺠﺎدّة ،وﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻟﻤﺮﺟﻌـﯿﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ،ﺗﻨﺰﻟﻖ
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﻛﻠّﮭﺎ اﻵن إﻟﻰ ﻣﻨﺤﺪر اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ واﻟﺤﺮوب
اﻷھﻠﯿﺔ واﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﻚ اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ .
اﻟﻤﺸﺘﻌﻞ ﻓﻲ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ واﻟﻌﺮاق .
ﻓﺪاوود أوﻏﻠﻮ ) ﻛﯿﺴﻨﺠـﺮ ﺗﺮﻛﯿﺎ ( اﻟﺬي ورّط اﻟﺸﻌـﺐ
اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﻨﻈـﺮﯾﺎﺗﮫ ﻋﻦ ” اﻟﻌﻤﻖ اﻻﺳﺘـﺮاﺗـﯿﺠﻲ “
و“اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة “ و“ اﻟﺼﻔـﺮ ﻣﺸﺎﻛﻞ “ ،ﻟﻢ ﯾﻠﻔﻆ
ﻗﻂ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﮫ وﺗﺼﺮﯾﺤﺎﺗﮫ أن ﺗﻨﻈﯿﻢ داﻋﺶ ﻗﺎﻃﻌﻲ
اﻟﺮؤوس وآﻛﻠﻲ اﻷﻛﺒﺎد ھﻮ ﺗﻨﻈﯿﻢ إرھﺎﺑﻲ .
وﻣﻨﺬ اﻧﻄﻼق اﻟﻌـﺪوان ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ﺗﺪﯾـﺮ اﻟﺴﻠﻄﺎت
اﻟـﺘـﺮﻛـﯿﺔ ﺣﻤﻠﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﻨﮭـﺐ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺴﻮري ﺑﻌﺪ
ﺳﺮﻗﺔ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺣﻠﺐ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﺼﺎﺑﺎت اﻹرھﺎب ﻓﻲ
ﺳﻮرﯾﺎ ،وﺗﺤﺪﺛﺖ أﻏﻠﺐ اﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ ﻋﻦ ﻣﺎ
ﺗﺠـﻨـﯿﮫ ” داﻋﺶ “ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻋﻤﻠﯿﺎت
اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﯾﺮھﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻗﺔ ودﯾﺮ
اﻟﺰور ،ﺣﯿﺚ ﺗﻨﻘﻞ ﻛﻤﯿﺎت ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎم اﻟﺴﻮري
اﻟﻤﺴـﺮوق ﻋـﺒـﺮ ﻗﻮاﻓـﻞ اﻟﺸﺎﺣـﻨـﺎت إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ
اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻓﺈن اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻤﺴﺘﺨﺮج ﻣﻦ
ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﯾﻨﻘﻞ ﺑﺮاً ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات إﻟﻰ ﺗﺮﻛﯿﺎ ،وﻗﺪ ﺗﺒﺪل
ھﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﺟﺬرﯾﺎ ﺑﻌﺪ اﻓﺘﺘﺎح اﻷﻧﺒﻮب اﻟﻨﻔﻄﻲ
اﻟﻤﺘﺼﻞ ﺑﻤﯿﻨﺎء ﺟﯿﮭﺎن اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ .
وﺗﺸﯿﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ اﻹﺧﺒﺎرﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻨﻔﻂ
اﻟﺴﻮري واﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺬي ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮫ ﺷﺮﻛﺔ ﺗﺮﻛﯿﺔ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻻﻋﺘﺪاءات اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮى و اﻟﻤﺪن
واﻟﺒﻠﺪات واﻟﻤﺨﯿﻤﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد
ﻃﻮﯾﻠﺔ اﻻ ﺗﻨﻔﯿﺬا ﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ﻣﻤﻨﮭﺠﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ أھﺪاف
ﻗﺮﯾﺒﺔ و أﺧﺮى اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻃﻮﯾﻠﺔ اﻟﻤﺪى ﺗـﺘﻌﻠﻘـﻖ
ﺑﻮﺟﻮد اﻟﻜﯿﺎن اﻟﻐﺎﺻﺐ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮫ ..وﺑﺘﻮاﺟﺪ
اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺑﻘﺎﺋﮭﺎ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﮭﺎ اﯾﻀﺎ ..وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق
ﻓﺎن رﺻﺪ اﻟﺘﻄﻮرات ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﺪرة اﻟﺬاﺗﯿﺔ
ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺗﻘﺪﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻣﺘﻼﻛﮭﺎ ﻟﻠﻘﺪرات اﻟﺪﻓﺎﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﻤﻜﻨﮭﺎ ﻣﻦ رد اﻟﻌﺪوان ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻄﻮﯾﺮھﺎ ﻟﻘﺪراﺗﮭﺎ
اﻟﮭﺠﻮﻣﯿﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ آداة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﯿﺲ ﻟﻠﺮد ﻓﺤﺴﺐ
،ﺑﻞ ﻟﻠﺮدع وﻓﺮض أھﺪاف أﻛﺜﺮ اھﻤﯿﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮازن
اﻟﺮﻋﺐ ﻣﻊ اﻟﻌﺪو ﺣﯿﻦ ﯾﺼﺒﺢ ﻣﺜﻞ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ
ﯾﺘﻠﻘﻰ اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﻤﻮﺟﻌﺔ وﯾﺘﻜﺒﺪ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ
ﯾﻄﯿﻘﮭﺎ وھﻮ اﻟﺬي ﻣﺎ ﻓﺘﺊ ﯾﻌﺪ ﻣﺴﺘﻮﻃﻨﯿﮫ ﺑﺎﻷﻣﻦ
واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻋﻠﻰ ارض ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ..وھﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ
ﻓﻌﻼ ﺧﻼل اﻟﻌﺪوان اﻷﺧﯿﺮ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﯿﻦ اﻛﺘﺸﻔﺖ
اﺳﺮاﺋﯿﻞ أن أھﺪاﻓﮭﺎ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻓﻲ اي ﻣﻜﺎن ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ
ﻣﺄﻣﻦ وھﻮ ﻣﺎ ﻋﺠّﻞ ﺑﺎﻧﺘﮭﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب ..
وﻟﻌﻞ اﻟﻤﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﺣﺮب 2012ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺪو
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ھﻮ اﻛﺘﺸﺎﻓﮫ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻘﺪرات اﻟﻘﺘﺎﻟﯿﺔ
ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﺠﻤﯿﻊ ﻓﺼﺎﺋﻠﮭﺎ ،اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ اﻻھﺪاف
ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻖ اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﻣﻰ ﺻﻮارﯾﺨﮭﺎ وﺗﺤﺖ
ﺿﺮﺑﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺆﻟﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﮭـﺪد اﻟﻤﺪﻧﯿﯿﻦ ﻓﺤـﺴﺐ ،ﺑﻞ
وﺗﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﯿﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺴﯿﺎﺣﺔ واﻟﮭﺠـﺮة اﻟﻰ
اﻟﺨﺎرج ﺑﺪل اﻟﮭﺠﺮة اﻟﻰ اﻟﺪاﺧﻞ وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺆﺛـﺮ ﺗﺄﺛـﯿـﺮا
ﺗﺨﺺ أردوﻏﺎن واﻟﻤﺤﺴﻮﺑﯿﻦ ﻋﻠﯿﮫ ،وﯾﺒﺎع ﺑﺄﺳﻌـﺎر
أﻗﻞ ﺑﻜـﺜـﯿـﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻌـﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﻤﺘﺪاول وھﻮ ﯾﻮﻓـﺮ
أرﺑﺎﺣﺎً ﻓﺎﺣﺸﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘـﺮﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺸﻌـﺒـﯿـﻦ
اﻟﺴﻮري واﻟﻌـﺮاﻗﻲ .
اﻷدھﻰ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪم ھﻮ أن ﺗﺮﻛـﯿﺎ ﺗﻘـﯿﻢ ﺷﺮاﻛﺔ ﻧﻔﻄـﯿﺔ ﻣﻊ
” إﺳﺮاﺋﯿﻞ “ وﺗﺸﺤﻦ ﻣﺎ ﯾﺼﻠﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺎم اﻟﻤﮭـﺮّب
واﻟﻤﻨﮭﻮب ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺒﻮاﺧـﺮ
وﺑﻔﻮارق أﻛـﯿـﺪة وﻛـﺒـﯿـﺮة ﻋﻦ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﺮاﺋﺠﺔ
أﯾﻀﺎً ،وھﺬا ﻣﺎ ﻓﻀﺤﺘﮫ ﺷﺤﻨﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻷﺧﯿﺮة اﻟﺘﻲ
ﺿﺨﺖ ﻣﻦ ﻛﺮﻛﻮك إﻟﻰ ﻣﯿﻨﺎء ﺟـﯿﮭﺎن وﺻﺪرت ﺑﺤﺮا
إﻟﻰ ”إﺳﺮاﺋﯿﻞ“ وأﺛﺎرت ردود ﻓﻌـﻞ ﻣﺘـﻔـﺎوﺗﺔ وﺳﻂ
ﺻﻤﺖ ﻋـﺮﺑﻲ ﻣﻄـﺒـﻖ ...
ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺪﯾﻤﻐـﺮاﻓﻲ اﻟﺬي ﯾﺨﺸﺎه اﻟﻌﺪو أﻣﺎم
اﻟﺘﺰاﯾﺪ اﻟﮭﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ
أو ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎت ...
ان ﻗﻠﻖ اﻟﻌﺪو اﻟﻤﺘﺰاﯾﺪ ﺗﺠﺎه اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ واﺑﺘﻜﺎرھﺎ
اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺟﺪﯾﺪة ﻣﺘﻨﺎﻣﯿﺔ ﻓﻲ ﻃﺮق ﺗﮭﺮﯾﺐ
اﻟﺴﻼح و ﺗﻄﻮﯾـﺮه ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﺧﺒﺮاﺋﮭﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﯿﻦ ھﻮ ﻣﺎ
ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻌﺪو ﯾﺨﻄﻂ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻟﻠﻌﺪوان ..وﻟﻌﻠﮫ ﻟﯿﺲ
ﺻﺪﻓﺔ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﺎﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﻂ ﻓﯿﮭﻤﺎ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ
ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن أو ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌـﺮض
ﻟﻠﻌﺪوان ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1982ﻛﻞ ﺛﻼث أو أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﺑﻤﺎ
ﻓﯿﮭﺎ ﻓﺘﺮﺗﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎﺿﺔ اﻻوﻟﻰ و اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ..
وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺴﯿﺎق ﻓﺎن اﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﻨﮭﺞ اﻟﻌﺪوان ﻋﻠﻰ ﻏﺰة
ﻣﻨﺬ 2008اﻟﻰ اﻵن وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻤﺎ ﯾﺤﺪﺛﮫ ﻣﻦ ﻣﺠﺎزر ﻓﻲ
ﺻﻔﻮف اﻟﻤﺪﻧﯿﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺒﻠﻎ ﻋﺪدھﻢ ﺧﻼل ﻛﻞ ﻋﺪوان
اﻟﻰ آﻻف اﻟﻀﺤﺎﯾﺎ ﺑﯿﻦ ﺷﮭـﺪاء وﺟـﺮﺣﻰ وﻣﻌﺎﻗﯿﻦ
وﻣﺸﺮدﯾﻦ ،اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻣﻦ دﻣﺎر وﺧﺮاب ﻓﻲ
اﻟﻤﻨﺎزل واﻟﻤﻨﺸﺂت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺷﺒﻜﺎت اﻟﻤﯿﺎه واﻟﻜﮭﺮﺑﺎء ..
ﺳﻮف ﯾﺠﺪ ان اﻟﻌﺪو ﯾﺘﺤﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺿﺮﺑﺎت ﻣﻮﺟﻌﺔ
ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘـﯿﻖ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻻھﺪاف اﻟﮭﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
رأﺳﮭﺎ :ﺿﺮب اﻟﻘﺪرات اﻟﻘﺘﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ واﺿﻌﺎﻓﮭﺎ ،
ھﺪم اﻷﻧﻔﺎق وﻣﮭﺎﺟﻤﺔ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺰن ﻓﯿﮭﺎ اﻷﺳﻠﺤﺔ
،ﺗﺤﻄﯿﻢ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺤﺘﯿﺔ ﻻﺳﺘﻨﺰاف اﻟﻤﺠﮭﻮد اﻟﺒﺸﺮي ﻓﻲ
اﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺤﺎق اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌـﻨﻮي اﻟﺬي
ﯾﻌـﺘﻘـﺪ اﻟﻌﺪو أﻧﮫ ﺳﯿﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺎر اﻟﺬي اﺧﺘﺎره اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﻲ وﺑﻘﻲ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﻰ اﻵن :وھﻮ ﺧﯿﺎر اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ..
ﺷﻰ ﷲ ﯾﺎ اﻟﻐـﺰاوﯾﺔ
ﯾﺎ وﺟﻊ اﻷﻣﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ
ﻻ اﻧﺘﻮ ﺣﻤﺎس
و ﻻ ﻋﺒﺎس
ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ..ھﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ
ﺷﻰ ﷲ ﯾﺎ اﻟﻐـﺰاوﯾﺔ ..
ﺷﻰ ﷲ و ﻋﻠﻰ دﻟﻌﻮﻧﺎ
ﺣﻜﻤﻮﻧﺎ وﻻد اﻟﻤﻠﻌﻮﻧﺔ
واﻵﺧﺮ ﺧﺎﻧﻢ و ﺑﺎﻋﻮﻧﺎ
ﻟﻠﻨﺨﺎس واﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ
ﺷﻰ ﷲ ﯾﺎ اﻟﻐـﺰاوﯾﺔ ..
ﺷﻰ ﷲ واﻧﺘﻮا ﻟﻮﺣﺪﯾﻜﻮ
اﷲ ﯾﻨﺼﺮﻛﻮ وﯾﮭﺪﯾﻜﻮ
وﯾﺪﻣﺮ دوﻟﺔ أﻋﺎدﯾﻜﻮ
واﻷﯾﺎم أھﻲ راﯾﺤﺔ وﺟﺎﯾﺔ
ﺷﻰ ﷲ ﯾﺎ اﻟﻐـﺰاوﯾﺔ ..
ﺷﻰ ﷲ وﻻ ﻋﺎدش رﺟﻮع
وﯾﺎﻟﺨﺎﯾﻦ واﻟﺠﺮﺑﻮع
اﻷﻃﻔﺎل ﻣﺎﺗﺖ م اﻟﺠﻮع
واﻟﻌﻄﺸﺎن ﻣﺶ ﻻﻗﻰ اﻟﻤﯿﮫ
ﺷﻰ ﷲ ﯾﺎ اﻟﻐﺰاوﯾﺔ ..
ﺷﻰ ﷲ ﻋﻠﻰ أﺣﻠﻰ ﻛﻼم
ﻧﺎس ﺗﺼﺤﻰ
واﻷﻣﺔ ﺗﻨﺎم
ﯾﻌﻨﻰ ﻗﻔﺎك ﯾﺼﺒﺢ ﻗﺪام
ﯾﺎ اﻟﻌـﺮﺑﻰ
وﺗﺮﻛﺐ ﻋـﺮﺑﯿﺔ
ﺷﻰ ﷲ ﯾﺎ اﻟﻐـﺰاوﯾﺔ ..
واﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ ﻛﻨﻈﺮﯾﺔ ﺛﻮرﯾﺔ ﻃﺮﺣﺖ ﻓﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌـﺮﺑﻰ
ﻛﺸﺮﯾﻌﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺳﻤﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ وﺗﻤﺜﻞ ﺧﻼﺻﺎ
ﺛﻮرﯾﺎ ﻟﺸﻌﻮﺑﮫ ودﻟﯿﻼ ﻓﻜﺮﯾﺎ ﻟﻤﻨﺎﺿﻠﯿﮫ ﯾﻘﻮد ﺧﻄﺎه ﻋﻠﻰ
ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺜﻮرة اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ .
أﺑﻌﺎد اﻟﻤﺸﻜﻞ اﻟﻌـﺮﺑﻰ ﻓﻰ رؤﯾﺘﮭﺎ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﻰ ﺗﺮى
اﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺟﻮھﺮﯾﺔ واﺣﺪة ذات أﺑﻌﺎد وﻣﻈﺎھﺮ
ﻣﺘﻌﺪدة ﺗﻤﻠﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﯿﻨﮭﺎ وﺣﺪة ﻋﻀﻮﯾﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﮭﺎ
ﻣﻼﻣﺢ ذات اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻰ وﺗﻤﻠﻚ وﺣﺪة ﺟﺪﻟﯿﺔ
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﺄﺛﯿﺮ واﻟﺘﺄﺛـﺮ ﺑﯿﻦ ھﺬه اﻷﺑﻌﺎد
واﻟﻤﻈﺎھﺮ ،واﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﻀﻮﯾﺔ ﻷﺑﻌﺎد اﻟﻤﺸﻜﻞ اﻟﻌﺮﺑﻰ
ﺗﺼﻨﻊ ﺛﺒﺎﺗﮫ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻄﺮح وﺣﺪﺗﮭﺎ اﻟﺠﺪﻟﯿﺔ اﻹﻣﻜﺎﻧﯿﺔ
اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة ﻟﻠﺘﺠﺪد واﻟﺘﻨﺎﻣﻰ وإﺿﺎﻓﺔ أﺑﻌﺎد ﺟﺪﯾﺪة .وﻓﻰ
اﻟﺤﺎل اﻟﺮاھﻦ ﻓﺎن اﻷﺑﻌﺎد اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻞ اﻟﻌـﺮﺑﻰ
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻟﺘﺴﻠﻂ واﻟﺘﺨﻠﻒ واﻻﺳﺘﻐﻼل
اﻟﻄﺒﻘﻰ واﻟﺘﺠـﺰﺋﺔ اﻹﻗـﻠﯿﻤﯿﺔ .
واﻻﺳﺘﻌﻤﺎر :ﻓﻰ ﺟﻮھﺮه ھﻮ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﯿﻄﺮة اﻟﺘﻰ
ﺗﺘﻌﺮض ﻟﮭﺎ اﻟﺸﻌﻮب ﻣﻦ اﻷﺟﻨﺒﻰ ﺑﮭﺪف اﺳﺘﻨﺰاف
ﺛﺮواﺗﮭﺎ وﺿﺮب وﺗﺸﻮﯾﮫ وﺟﻮدھﺎ اﻟﺤﻀﺎرى ،وھﺬا
اﻟﺠﻮھﺮ ﺛﺎﺑﺖ ﻻ ﯾﺘﻐﯿﺮ رﻏﻢ ﺗﻌﺪد ﺻﻮر اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر )
ﺗﻘﻠﯿﺪى -اﺳﺘﯿﻄﺎﻧﻰ -ﺟﺪﯾﺪ( وﺗﻨﻮع وﺳﺎﺋﻠﮫ )اﻟﺴﯿﻄﺮة
اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ -اﻟﮭﯿﺌﺔ اﻟﺘﺴﻠﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدى -اﻟﻐﺰو اﻟﺜﻘﺎﻓﻰ
واﻟﻔﻜﺮى -اﻟﺤﺮوب اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ -اﻟﺤﺮوب اﻟﺼﻐﯿﺮة -
اﻧﻘﻼﺑﺎت اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺘﻰ ﺗﺪﯾﺮھﺎ اﻷﺟﮭﺰة اﻟﺨﻔﯿﺔ ﻟﻠﻘﻮى
اﻟﻜﺒﺮى -اﻟﻤﻌﺎھﺪات واﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﺘﺴﮭﯿﻼت( واﺧﺘﻼف
أدواﺗﮫ )أدوات اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر -اﻷدوات اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻰ
ﻗﻮى اﻟﺮﺟﻌﯿﺔ( .وﺗﻮﻟﻰ اﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ اھﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻰ
إﻃﺎر ﻓﮭﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﻓﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌﺮﺑﻰ
ﻟﻠﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﺑﺤﻜﻢ ان اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻰ )إﺳﺮاﺋﯿﻞ( اﻛﺜﺮ
ﺻﻮر اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺧﻄﻮرة ﻓﻰ ﻗﻠﺐ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،
واﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ ﺗﺮى ﻓﻰ إﺳﺮاﺋﯿﻞ )ﻛﯿﺎن اﺳﺘﯿﻄﺎﻧﻰ
اﺳﺘﻌﻤﺎرى ﻋﻨﺼﺮى -ﻋﺪواﻧﻰ ﺗﻮﺳﻌﻰ( ﻓﻰ ذات اﻟﻮﻗﺖ
ﻣﻤﺎ ﯾﺠﻌﻞ ﺑﻘﺎﺋﮭﺎ ﻣﺼﺪر ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ ،وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺎن
ﺻﺮاع اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻰ ھﻮ ﺻﺮاع
وﺟﻮد ﻻ ﺻﺮاع ﺣﺪود ،ﺻﺮاع ﺗﺤﺮرى ﻓﻰ ﺟﻮھـﺮه ذو
أﺑﻌﺎد ﻣﺘﻌﺪدة ﻃﺒﻘﯿﺔ وﺣﻀﺎرﯾﺔ .وﻓﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌـﺮﺑﻰ
ﻓﺈن اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺑﺼﻮره اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻗﺎﺋﻢ ﻓﺎﻻﺳﺘﻌﻤﺎر
اﻟﺘﻘﻠﯿﺪى ﺗﺘﻮزع ﻧﻤﺎذﺟﮫ ﺑﯿﻦ ﺷﻤﺎل اﻟﻮﻃﻦ وﺷﺮﻗﮫ
وﻏﺮﺑﮫ وﺟﻨﻮﺑﮫ ،واﻟﺼﻮر اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر
اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﻘﻮاﻋﺪ واﻟﺘﺴﮭﯿﻼت ﻧﺮاھﺎ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻰ ﻛﻞ أﻗﻄﺎر اﻟﻮﻃﻦ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف اﻟﺮواﯾﺎت
واﻟﺪﻋﺎوى .
واﻻﺳﺘﻌﻤﺎر واﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ ﯾﺴﻌـﯿﺎن ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﺎﻟﻔﮭﻤﺎ
اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻣﻊ اﻟﺮﺟﻌـﯿﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﻟﻔﺮض وﺗﻜﺮﯾﺲ واﻗﻊ
اﻟﺘﺴﻠﻂ اﻟﺬى ﯾﺴﻠﺐ ﺣﺮﯾﺔ اﻟﺠﻤﺎھﯿﺮ اﻟﺸﻌـﺒﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
ﻟﺼﺎﻟﺢ اﺳﺘﺌﺜﺎر اﻟﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﺣﺘﻜﺎرھﻢ
ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﻓﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻣﺼﺎﻟﺢ
اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ ﺑﺄﺑﻌﺎدھﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ وﻏﯿﺎب اﻟﺠﻤﺎھـﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛـﯿـﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺻﻨﻊ
اﻟﻘﺮار ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺘﺴﻠﻂ ﯾﺤﺮم اﻷﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻮﺣﯿﺪة اﻟﻜﻔـﯿﻠﺔ
ﺑﺘﺠﺎوز ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻮاﻗﻊ وھﻰ ﻗﻮة اﻟﺠﻤﺎھـﯿﺮ ،ﻓﺎﻟﺠﻤﺎھـﯿﺮ
ھﻰ اﻟﻘﻮة اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ واﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻐـﯿﺮ اﻟﺠﻤﺎھـﯿﺮ ھﻰ ﻣﺠـﺮد
ﺗﺴﻠﻂ ﻣﻌﺎد ﻟﺠﻮھـﺮ اﻟﺤﻘـﯿﻘﺔ ،واﻟﺘﺴﻠﻂ ھﻮ ﻃﺎﺑﻊ ﯾﺪﻣﻎ
اﻟﺮﺟﻌـﯿﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﯾﺪﻣﻎ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪﯾﻦ اﻟﺠﺪد ﻣﻦ
اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻓﻌﻮن ﺷﻌﺎرات ﻣﺰﯾﻔﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﺸﻌﺐ
واﻟﺠﻤﺎھـﯿﺮ ﺑﯿﻨﻤﺎ ھﻢ ﻓﻰ ﺣﻘﯿﻘـﺘﮭﻢ -وﻣﻦ واﻗﻊ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ
ﯾﺸﻜﻠﻮن اﻻﺣﺘﯿـﺎﻃﻰ اﻻﺳﺘﺮاﺗـﯿﺠﻰ ﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺮﺟﻌـﯿﺔاﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ ﻓﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺰﺣﻒ اﻟﺜﻮرى ..
واﻟﺘﺨﻠﻒ ﻓﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻌـﺮﺑﻰ ھﻮ ﻧﺘﺎج اﻟﻨﮭﺐ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرى
ﻃﻮﯾﻞ اﻟﻤﺪى اﻟﺬى ﺗﻌـﺮﺿﺖ ﻟﮫ اﻣﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ ﻏﺎﺻﺒﯿﻦ
ﺗﻌﺪدت أﻟﻮان أﻋﻼﻣﮭﻢ ،واﻟﺘﺨﻠﻒ ﻇﺎھﺮة ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﺘﻌﺪدة
اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻰ وﻟﻺﻧﺴﺎن اﻟﻔﺮد ﻛﻮﺣﺪة داﺧﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،
وﯾﻄﺮح اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻻﻗﺘﺼﺎدى -اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻰ واﻗﻊ
اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻟﻄﺒﻘﻰ اﻟﺬى ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻰ اﺳﺘﺌﺜﺎر ﻗﻮى اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ
رﺟﻌـﯿﺔ ھﻰ اﻟﻘﻠﺔ اﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﯿﺐ اﻷوﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة
اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ اﻟﻄﺒﯿﻌـﯿﺔ واﻟﻤﻨﺘﺠﺔ واﺳﺘﺌﺜﺎرھﺎ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻟﺘﺸﺮع ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻰ ﺗﺤﻤﯿﮭﺎ وﺗﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﯿﺖ اﺳﺘﻐﻼﻟﮭﺎ وﻓﺮض ﻗﯿﻤﮭﺎ وأﻓﻜﺎرھﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب
ﻋﺮق اﻟﻘﻮى اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻗﯿﻤﮭﺎ وﺗﻘﺎﻟﯿﺪھﺎ ...
وﺗﺠﺊ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﻃﻮق اﻟﻤﺸﻜﻞ اﻟﻌﺮﺑﻰ ..اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ
اﻟﺘﻰ ﺻﻨﻌﮭﺎ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ﺗﻜﺮﯾﺴﺎ ﻟﮭﯿﻤﻨﺘﮫ وﺗﺴﮭـﯿﻼ ﻟﻨﮭﺐ
ﻣﻮارد اﻷﻣﺔ ..
اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ اﻟﺘﻰ ھﻰ واﻗﻊ اﻟﺤﺪود واﻟﻜﯿﺎﻧﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ
اﻟﻤﺼﻄـﻨﻌﺔ واﻟﺘﻰ ﺗﺘﺼﺎدم ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺦ واﻟﺠﻐـﺮاﻓﯿﺎ
ﻓﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..
واﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ھﻰ اﻟﻮﻻء اﻟﻨﻔﺴﻰ واﻟﻔﻜﺮى واﻟﺤﺮﻛﻰ ﻟﻮاﻗﻊ
اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ وھﻰ اﻟﻀﻤﺎن ﻻﺳﺘﻤﺮار اﺳﺘـﺌﺜﺎر اﻟﻔـﺌﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﺜﺮوة اﻟﺘﻰ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﻣﻦ وراء -
اﻟﺤﺪود اﻟﻤﺼﻄـﻨﻌﺔ ...
ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ أﺷﮭﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺎم اﻟﺜﻮرة ،وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻓﻲ
ﺻﺒﯿﺤﺔ ﯾﻮم ﺻﺪور ﻗﺎﻧﻮن ﺣﻞ اﻷﺣﺰاب ﻓﻲ ﯾﻨﺎﯾﺮ ﺳﻨﺔ
1953م ﺣﻀﺮ إﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ وﻓﺪ ﻣﻦ
اﻻﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﺎغ اﻹﺧﻮاﻧﻲ ﺻﻼح
ﺷﺎدي واﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻣﻨﯿﺮ اﻟﺪوﻟﺔ وﻗﺎﻻ ﻟﮫ " :اﻵن وﺑﻌﺪ
ﺣﻞ اﻷﺣﺰاب ﻟﻢ ﯾﺒﻖ ﻣﻦ ﻣﺆﯾﺪ ﻟﻠﺜﻮرة إﻻ ﺟﻤﺎﻋﺔ
اﻹﺧﻮان وﻟﮭﺬا ﻓﺎﻧﮭﻢ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮﻧﻮا ﻓﻲ وﺿﻊ ﯾﻠﯿﻖ
ﺑﺪورھﻢ وﺑﺤﺎﺟﺔ اﻟﺜﻮرة ﻟﮭﻢ " ،ﻓﻘﺎل ﻟﮭﻤﺎ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ
اﻟﻨﺎﺻﺮ " :إن اﻟﺜﻮرة ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ أزﻣﺔ أو ﻣﺤـﻨﺔ ،وإذا
ﻛﺎن اﻹﺧﻮان ﯾﻌـﺘـﻘﺪون أن ھﺬا اﻟﻈﺮف ھﻮ ﻇﺮف
اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ وﻓﺮض اﻟﺸﺮوط ﻓﺄﻧﮭﻢ ﻣﺨﻄﺌﻮن" ..ﻟﻜﻨﮫ
ﺳﺄﻟﮭﻤﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ " :ﺣﺴﻨﺎً ﻣﺎ ھﻮ اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻻﺳﺘﻤﺮار
ﺗﺄﯾـﯿـﺪﻛﻢ ﻟﻠﺜﻮرة " .
ﻓﻘﺎﻻ ﻟﮫ " :اﻧﻨﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺑﻌﺮض ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ
واﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ ﺳﯿﺘﺨﺬھﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﯿﺎدة اﻟﺜﻮرة ﻗﺒﻞ
ﺻﺪورھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺐ اﻹرﺷﺎد ﻟﻤﺮاﺟﻌـﺘﮭﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ
ﻣﺪى ﺗﻄﺎﺑﻘﮭﺎ ﻣﻊ ﺷﺮع اﷲ واﻟﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﯿﮭﺎ ..وھﺬا ھﻮ
ﺳﺒﯿﻠﻨﺎ ﻟﺘﺄﯾﯿﺪﻛﻢ إذا أردﺗﻢ اﻟﺘﺄﯾﯿﺪ " .وﻛﺎن رد ﺟﻤﺎل
ﺣﺎزﻣﺎ ً " :ﻟﻘﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﺮﺷﺪ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ إن اﻟﺜﻮرة
ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أي وﺻﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻨـﯿﺴﺔ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﮭﮭﺎ ..واﻧﻨﻲ
أﻛﺮرھﺎ اﻟﯿﻮم ﻣﺮة أﺧﺮى ..وﺑﻜﻞ ﻋـﺰم وﺣـﺰم ..
ﻟﻜـﻨﮭﻤﺎ أﺻﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗـﻔﮭﻤﺎ وأﺑﻠﻐﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ان
ﻣﮭﻤﺘﮭﻤﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻟﯿﺴﺖ اﻟﻨﻘﺎش ﺑﻞ اﺑﻼغ ﻣﻄﺎﻟﺐ
اﻻﺧﻮان ﻓﻘﻂ وﻧﻘﻞ رد ﻣﺠﻠﺲ ﻗﯿﺎدة اﻟﺜﻮرة اﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ
اﻻرﺷﺎد ،ﺛﻢ ﺟﺪدا اﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻻﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وھﻲ :
أوﻻً :أﻻ ّ ﯾﺼﺪر أي ﻗﺎﻧﻮن إﻻ ّ ﺑﻌﺪ أن ﯾﺘﻢ ﻋﺮﺿﮫ ﻋﻠﻰ
ﻣﻜﺘﺐ اﻹرﺷﺎد ﻟﻺﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﯾﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻓﻘﺘﮫ
ﺛﺎﻧﯿﺎً :أﻻ ّ ﯾﺼﺪر أي ﻗﺮار إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﯾﻘﺮه ﻣﻜﺘﺐ اﻹرﺷﺎد
وﻗﺪ رﻓﺾ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﻜﻞ ﺣﺰم ھﺬﯾﻦ اﻟﺸﺮﻃﯿﻦ
ﻷن اﻹﺧﻮان أرادوا ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﻤﺎ وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮوط
اﻷﺧﺮى اﻟﺤﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﺴﺘﺎر وﻋﺪم ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺒﻌﺎت
اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ .
ﻛﺎن ھﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺤﺎزم ﻟﺠﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺐ
اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﺤﻮل ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻔﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺜﻮرة
وﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺜﻮرة ،إذ دأب اﻟﻤﺮﺷﺪ ﺑﻌﺪ ھﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻋﻠﻰ
إﻋﻄﺎء ﺗﺼﺮﯾﺤﺎت ﺻﺤﻔﯿﺔ ﻣﮭﺎﺟﻤﺎً ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺜﻮرة وﺣﻜﻮﻣﺘﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ واﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺻﺪرت اﻷواﻣﺮ
واﻟﺘﻌﻠﯿﻤﺎت إﻟﻰ ھﯿﺌﺎت اﻹﺧﻮان ﺑﺄن ﯾﻈﮭﺮوا داﺋﻤ ًﺎ ﻓﻲ
اﻟﻤﮭﺮﺟﺎﻧﺎت واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﺤﻀﺮھﺎ وﯾﻨﻈﻤﮭﺎ رﺟﺎل
اﻟﺜﻮرة ﺑﻤﻈﮭﺮ اﻟﺨﺼﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪي !!
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻗﺎﺑﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﻟﻺﺧﻮان
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﮫ ﺑﻤﻨﺸﯿﺔ اﻟﺒﻜﺮي ﻓﻲ
ﺣﻲ ﻣﺼﺮ اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺷﻤﺎل ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻟﻘﺎھﺮة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن
ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﺗﻌﺎون وﺗﻨﺴﯿﻖ ﺑﯿﻦ " اﻟﺜﻮرة " و" اﻹﺧﻮان"
ﺑﻌﯿﺪاً ﻋﻦ اﻟﻮﺻﺎﯾﺔ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ او اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﻟﻜﻨﮫ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺄن
اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ ﺗﺮاﺟﻊ ﻋﻦ اﻟﺸﺮوط اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﻗﺪم ﺑﺪ ًﻻ ﻋﻨﮭﺎ
ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺟﺪﯾﺪة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻣﺠﻠﺲ ﻗﯿﺎدة اﻟﺜﻮرة
ﺑﺈﺻﺪار ﻣﺮاﺳﯿﻢ ﺑﻔﺮض اﻟﺤﺠﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء وإﻗﻔﺎل دور
اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ واﻟﻤﺴﺎرح وﻣﻨﻊ وﺗﺤﺮﯾﻢ اﻷﻏﺎﻧﻲ واﻟﻤﻮﺳﯿﻘﻰ
وﺗﻌﻤﯿﻢ اﻷﻧﺎﺷﯿﺪ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ واﺻﺪار ﻣﺮﺳﻮم ﯾﻠﺰم اﻟﻘﺎﺋﻤﯿﻦ
ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻼت وﻗﺎﻋﺎت اﻻﻓﺮاح ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻧﺎﺷﯿﺪ ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ
ﺑﺎﯾﻘﺎﻋﺎت اﻟﺼﺎﺟﺎت )اﻟﺪﻓﻮف( ﻓﻘﻂ ،وﻣﻨﻊ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ
اﻟﻌﻤﻞ وإزاﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﻤﺎﺛﯿﻞ اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ واﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎھﺮة
وﻛﻞ أﻧﺤﺎء ﻣﺼﺮ ..ﻛﺎن رد ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ھﺬه
اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ " :ﻟﻦ اﺳﻤﺢ ﻟﮭﻢ ﺑﺘﺤﻮﯾﻠﻨﺎ إﻟﻰ ﺷﻌﺐ ﺑﺪاﺋﻲ
ﯾﻌﯿﺶ ﻓﻲ أدﻏﺎل أﻓـﺮﯾﻘﯿﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى" ،ورﻓﺾ ﺟﻤﯿﻊ
ھﺬه اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﺑﮭﺎ " اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن
" وﺗﺴﺎءل أﻣﺎم ﻣﺮﺷﺪھﻢ اﻹﻣﺎم ﺣﺴﻦ اﻟﮭﻀﯿﺒﻲ ﺑﺼﺮاﺣﺔ
ووﺿﻮح " :ﻟﻤﺎذا ﺑﺎﯾﻌـﺘﻢ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎروق ﺧﻠﯿﻔﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ؟ وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻄﺎﻟﺒﻮه ﺑﮭﺬه اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء ﻣﺒﺎﺣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ ؟ وﻟﻤﺎذا ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮن
ﻗﺒﻞ ﻗﯿﺎم اﻟﺜﻮرة " :إن اﻷﻣﺮ ﻟﻮﻟﻲ اﻷﻣﺮ " ؟!!
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯿﺪ آﺧﺮ ،ﻓﺈن ﻋﺪاﻟﺔ ﻗﻀﺎﯾﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻻ ﺗﻜﻔﻲ
وﺣﺪھﺎ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻐﺮﺑﻲ )ﺑﻞ ﺣﺘﻰ اﻟﺮأي
اﻟﻌﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ ( ،ﻓﻼ ﻓﺼﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺪﻋﻮة وﺑﯿﻦ اﻟﺪﻋﺎة،
.
ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ واﻟﺮﺳﻮل
إن اﻟﺨﻠﻂ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﺑﯿﻦ اﻹﺳﻼم -ﻛﺪﯾﻦ وﺣﻀﺎرة -وﺑﯿﻦ
ﻣﻤﺎرﺳﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ،ﯾﻘﺎﺑﻠﮫ أﯾﻀﺎً ،ﻋﻨﺪ
اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،ﻋﺪم ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﺪول
اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ وﺑﯿﻦ ﺷﻌﻮﺑﮭﺎ .ﻧﻌﻢ ،إن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺎن
ﺿﺤﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﺎت وﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻣﻊ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ
اﻟﺜﺎﻟﺚ ،وﻣﻨﮭﺎ اﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﺣﻔﻞ
وﯾﺤﻔﻞ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻐﺮب ﻣﻊ ھﺬه اﻟﺪول ،ﺑﺎﻟﺴﯿﻄﺮة
واﻻﺳﺘﻐﻼل واﻟﮭﯿﻤﻨﺔ …
ﻧﻌﻢ إن اﻹرھﺎب ﻣﺎرﺳﺘﮫ إﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻟﻌﺮب ) اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ واﻟﻤﺴﯿﺤﯿﯿﻦ ( ﻓﻲ
اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ،ﺑﯿﻨﻤﺎ -ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟﻐﺮﺑﻲ -
ﯾﺮﺗﺒﻂ اﻹرھﺎب ﺑﺎﻹﺳﻼم واﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ...ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪﯾﻦ
اﻟﻤﺎﺿﯿﯿﻦ ،ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ھﺬه ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺳﻮء ﻧﯿﺔ اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ
اﻟﻐﺮب ،ﺑﻞ أﯾﻀﺎً ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺳﻮء ﻓﻜﺮ وﻋﻤﻞ ﺑﻌﺾ
اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺤﺎﻣﻠﺔ ﻟﺸﻌﺎرات إﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﺘﻲ اﺳﺘﺒﺎﺣﺖ
أﺳﻠﻮب اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻹرھﺎﺑﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﻤﺪﻧﯿﯿﻦ اﻷﺑﺮﯾﺎء ،وﺗﻘﻮم
أﯾﻀﺎً اﻵن ﺑﺘﺤﺮﯾﺾ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ
وﺑﻤﻤﺎرﺳﺔ ﺟﺮاﺋﻢ ﻗﺘﻞ ﻟﻤﻦ ھﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ دﯾﻨﻲ أو ﻣﺬھﺒﻲ
آﺧﺮ ،وﺗﻄﺮح ﻣﻔﺎھﯿﻢ ﻓﻜﺮﯾﺔ ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﻨﺼﻮص
اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ اﻟﻜﺮﯾﻤﺔ أو اﻟﺴﯿﺮة اﻟﻨﺒﻮﯾﺔ اﻟﺸﺮﯾﻔﺔ .
ﻓﮭﻞ ﯾﺘﻨﺒّﮫ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن إﻟﻰ أن ﻟﯿﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ رﻓﻊ
ﺷﻌﺎر اﻹﺳﻼم ،ﯾﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﻟﺘﺰاﻣﮫ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ
اﻟﻘﺮآﻧﯿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ؟!
وھﻞ ﯾﺘﺬّﻛﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن واﻟﻌـﺮب ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﮫ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ودول
ﻏﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﺮاﻗﺎت ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت وﻣﻨﻈﻤﺎت ﻋﺮﺑﯿﺔ
وإﺳﻼﻣﯿﺔ ؟
وھﻞ ﯾﺘّﻌﻆ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ رﺳﻮل اﷲ -ﺻﻠّﻰ اﷲ
ﻋﻠﯿﮫ وﺳﻠّﻢ -اﻟﺬي أﻣﺮ ﺑﮭﺪم ﺟﺎﻣﻊ ﺿﺮار اﻟﺬي ﺑﻨﺎه
اﻟﯿﮭﻮد ﻓﻲ اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ ؟
وھﻞ ﯾﺮﺑﻂ اﻟﻌﺮب واﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ
ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻋﻦ اﻹﺳﻼم واﻹرھﺎب وﺑﯿﻦ ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻣﻦ
أﻋﻤﺎل إرھﺎب ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻤﺎﻋﺎت إﺳﻼﻣﯿﺔ ﺣﺘﻰ داﺧﻞ اﻟﺪول
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ؟
ﻓﺄﯾﻦ ھﺬه اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻣﻦ ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﻜﺮﯾﻢ :
" ﻣﻦ ﻗـﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎً ﺑﻐـﯿـﺮ ﻧﻔﺲٍ أو ﻓﺴﺎدٍ ﻓﻲ اﻷرض ﻓﻜﺄﻧﻤﺎﻗـﺘـﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﯿﻌﺎً وﻣﻦ أﺣﯿﺎھﺎ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ أﺣﯿﺎ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﯿﻌ ًﺎ
" )ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة /اﻵﯾﺔ . ( 32
" وﻻ ﺗﺰر وازرة وزر أﺧﺮى" )ﺳﻮرة ﻓﺎﻃﺮ /آ . ( 18 " وﻛﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ أﻣﺔ وﺳﻄﺎ ﻟﺘﻜﻮﻧﻮا ﺷﮭﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس" )ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة /اﻵﯾﺔ . ( 143
ھﺬه ﻧﻤﺎذج ﻗﻠﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﯿﺮٍ ورد ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ اﻟﺬي
ﯾﻜﺮّر اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻗﺮاءﺗﮫ ) ﺑﻞ ﺣﻔﻈﮫ أﺣﯿﺎﻧﺎً ( ﻓﻲ ﺷﮭﺮ
رﻣﻀﺎن اﻟﻤﺒﺎرك ﻣﻦ ﻛﻞّ ﻋﺎم .ﻟﻜﻦ اﻟﮭﻮّة ﺳﺤﯿﻘﺔ أﯾﻀﺎً ﺑﯿﻦ
ﻣﻦ ﯾﻘﺮأون ،وﺑﯿﻦ ﻣﻦ ﯾﻔﻘﮭﻮن ﻣﺎ ﯾﻘﺮأون ...ﺛﻢ ﺑﯿﻦ ﻣﻦ
ﯾﺴﻠﻜﻮن ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﮭﻢ ،ﻣﺎ ﯾﻔﻘﮭﻮﻧﮫ ﻓﻲ ﻓﻜﺮھﻢ ! .رﺑﻤﺎ
ﺗﺤـﺘﺎج اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌـﺮﺑﯿﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﺪﯾﺪة ھﻲ » ﻓـﻜـﻠﻮب «
ﻟﺘﺠﻤﻊ داﺋﻤﺎً ﺑﯿﻦ » اﻟﻔﻜﺮ « و » اﻷﺳﻠﻮب « ﻓﻲ ﻛﻞ أﻣﻮر
اﻟﺪﯾﻦ واﻟﺪﻧﯿﺎ .وﻛﻞُّ ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن وأﻧـﺘـﻢ ﺑﺨـﯿـﺮ !.
ﺑﻌﺪ ھﺰﯾﻤﺔ 1967ﺗﻢ ﺗﺪﻣﯿﺮ % 80ﻣﻦ ﻗـﻮّة اﻟﺠـﯿﺶ اﻟﻤﺼﺮي ،ﺗﻢ إﻏﻼق ﻗـﻨﺎة اﻟﺴﻮﯾﺲ ،إﺳﺮاﺋﯿﻞ إﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﺎر
اﻟﺒﺘﺮول ﻓﻰ ﺳﯿﻨﺎء وﺧﻠﯿﺞ اﻟﺴﻮﯾﺲ ،اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ اﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻼ ﻧﺴﺒﺔ إﺳﮭﺎﻣﮭﺎ ﻓﻰ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻘﻮﻣﻰ ﺻﻐـﯿـﺮة ﻗـﺒﻞ اﻟﮭﺰﯾﻤﺔ
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪ اﻟﮭـﺰﯾﻤﺔ ،ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻗﺪ إﻛﺘﺸﻔـﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺣﻘﻮل اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﯿﻌﻰ ،ورﻏﻢ ﻛﻞ ذﻟﻚ وﻓﻰ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ 1970- 1967ﺗﻢ
اﺳﺘﻜﻤﺎل ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻰ ،ﺗﻢ إﻧﺸﺎء ﻣﺠﻤﻊ اﻷﻟﻮﻣﻨﯿﻮم ،ﺗﻢ ﺑﻨﺎء أﻋﻈﻢ ﺣﺎﺋﻂ ﺻﻮارﯾﺦ ﻓﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻗﺘﮭﺎ ،ﺗﻢ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء
اﻟﺠﯿﺶ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ ،ﺗﻢ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻗﺒﻞ اﻟﮭﺰﯾﻤﺔ ،ﺣﻘﻘﺖ اﻟﻤﯿﺰاﻧﯿﺔ ﻓﺎﺋﻀﺎ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ واﻷﺧﯿﺮة ﻓﻰ ﺗﺎرﯾﺦ
ﻣﺼﺮ ﻋﺎم ، 1969ﺧﺎﺿﺖ ﻣﺼﺮ ﺣﺮب اﻻﺳﺘﻨﺰاف ﺿﺪ اﻟﻌﺪو اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻰ ،أﺻﺪر " ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ" ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺻﻼح
اﻟﺰراﻋﻰ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻠﻰ ﺣﺪد اﻟﻤﻠﻜﯿﺔ ب 50ﻓﺪان ،رﻓﺾ " ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ" ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻹﻗـﺘـﺮاض ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج .
ﻛﻞ ده ﺗﻢ ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﻣﺎ "ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ" ﯾﻠﻐﻰ اﻟﺪﻋﻢ أو ﺣﺘﻰ ﯾﻘﻠﻠﮫ أو ﯾﺴﺘﻐﻞ اﻟﮭﺰﯾﻤﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺸﻌـﺒﯿﺔ ،
.
ﻛﻞ ده ﺗﻢ ﺑﻔﻀﻞ اﺳﺘﻘﻼل اﻹرادة ،ﺑﻔﻀﻞ اﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﻸﻏﻠﺒﯿﺔ ﻣﺶ ﻟﻸﻏﻨﯿﺎء واﻟﻤﺴﺘﻐـﻠﯿﻦ
ﻣﻔﯿﺶ ﺗﺒﺮﯾﺮ ﻹﺳﺘﻤﺮار ﺳﯿﺎﺳﺎت "ﺟﻤﺎل ﻣﺒﺎرك " وﻋﺼﺎﺑﺘﮫ ،ﻟﻮ اﻟﺪﻧﯿﺎ ھـﺘـﻤﺸﻲ ﻛﺪه ﻛﺎن ﺟﻤﺎل ﻣﺴﻚ ﺑﻌﺪ أﺑﻮه ﺑﺪون
ﻋﻤﺮو ﺻﺎﺑﺢ .
اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ واﻟﺒﺸﺮﯾﺔ اﻟﺘﻰ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ 25ﯾﻨﺎﯾﺮ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ .
.
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017