93 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 93.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 16/10/2013 à 15:35, depuis l'adresse IP 41.226.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 695 fois.
Taille du document: 2.5 Mo (7 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
اﻟﻌـﺪد
93
اﻻﺛﻨﺎن 14أﻛﺘﻮﺑﺮ 2013
اﻟﻤﻮاﻓﻖ ﻟـ 9ذي اﻟﺤﺠﺔ 1434
اﻟﺸﮭﯿﺪ اﻟﺒﻄﻞ ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ :
وﻗﻔﺔ ﻓﻲ ذﻛﺮى اﺳﺘﺸﮭﺎده ..
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ :
اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ..
اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺿﺮورة اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻨﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..ﻟﺬﻟﻚ
ﻗﺎل اﻟﺨﻠﯿﻔﺔ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﮫ " :ﻻ ﺑﺪ
ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ اﻣﺎرة ﺑﺎرّة أو ﻓﺎﺟﺮة ّ " ..واﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ
اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،وﻓﻲ ﻏﯿﺎب اﻻﺟﻤﺎع ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮق
اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ واﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻻﺧﺘﯿﺎر اﻟﺸﻌﺒﻲ ،ﻓﺎﻧﮭﺎ
ﻗﻠﯿﻼ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﺎدﻟﺔ ..اي اﻧﮭﺎ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺴﺘﺒﺪة ،
ﺑﯿﺪ ﻓﺮد ،أو ﺣﺰب ،وﻟﺬﻟﻚ ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ان ﺗﺴﺘﻤﺮ دون
ﺣﻤﺎﯾﺔ ..ﻓﻼ ﺑﺪ اذن ﻟﻜﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺴﺘﺒﺪة ﻣﻦ ﻗﻮة ﺗﺤﻤﯿﮭﺎ ..
ذﻟﻚ ﻻن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة ﯾﻜﻮن اﻟﻤﻨﺘﻔﻌﻮن ﻣﻨﮭﺎ أﻗﻠﯿﺔ ﻓﻲ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،وھﻮ ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻠﮭﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻻﻏﻠﺒﯿﺔ
اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﻗﺎﻋﺪﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻻﺗﺴﺎع ﺗﺪرﯾﺠﯿﺎ ﻟﻠﺘﻀﯿﯿﻖ ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ،ﻣﻤﺎ ﯾﺪﻓﻌﮭﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻃﺮف ﯾﺤﻤﯿﮭﺎ ..وﻗﺪ
ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﻄﺮف داﺧﻠﯿﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ أو اﻟﻌﺸﯿﺮة ،أو اﻟﺤﺰب ،
ﺣﯿﺚ ﯾﻔﻘﺪ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ ،ﻓﻼ ﯾﺠﺪ اﻻ
اﻻﻗﺎرب واﻟﻤﻮاﻟﯿﻦ ،اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺼﺒﺤﻮن ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺣﺮﺻﮭﻢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﻢ ،ﻻ ﯾﺜﻘﻮن ﻓﻲ ﺑﻌﻀﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ ،وﻻ ﯾﺠﺪون ﺑﺪورھﻢ
اﻻ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮاء اﻟﺬﻣﻢ ،ﺣﺘﻰ ﯾﺸﯿﻌﻮا اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﻜﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ..وﺗﺘﺤﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﺸﺎﺋﺮﯾﺔ واﻟﻘﺒﻠﯿﺔ
أو اﻟﺤﺰﺑﯿﺔ اﻟﻰ ﺳﻠﻄﺔ ﻓﺎﺳﺪة ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺸﺄن ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻻﻧﻈﻤﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ..
ووﻗﺘﮭﺎ ﻗﺪ ﯾﺰداد اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺧﻮﻓﺎ و ﺗﺤﺴّﺒﺎ ،ﻓﯿﺘﺠﮫ ﻟﻼﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ
اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ اﺣﺪى اﻟﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﻣﺜﻠﻤﺎ
ﻧﺮى ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﯿﺚ ﺗﻤﻨﺢ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ دوﻟﮫ اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة
ﺟﺰءا ھﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﯿﺎدﺗﮭﺎ ﻟﻠﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮي ﻣﻨﮭﺎ اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ
ﺑﺤﺮﯾﺔ اﻟﻘﺮار ،واﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺛﺮواﺗﮭﺎ ،و ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﮭﺎ ..اي
اﻧﮭﺎ ﺗﻔﻘﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ اﺳﺘﻘﻼﻟﮭﺎ اﻟﻮﻃﻨﻲ وﺳﯿﺎدﺗﮭﺎ ..ﻓﯿﻀﺎف وﻗﺘﮭﺎ
اﻟﻰ اﻻﺳﺘﺒﺪاد ،اﻟﺘﺒﻌـﯿﺔ و اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ..
ﻻ ﺷﻚ أن ھﺬه اﻟﺤﺼﯿﻠﺔ اﻟﺴﯿﺌﺔ ﻟﻼﺳﺘﺒﺪاد ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻓﻌﻼ ،ﻏﯿﺮ
أن اﻻﺳﻮء ﻣﻦ ذﻟﻚ ھﻮ" اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ " اﻟﺬي ﯾﺒﺪأ
ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ،ﺛﻢ ﯾﻨﺘﻘﻞ ﺗﺪرﯾﺠﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ اﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﮭﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ اﻟﻰ اﻻﺳﺘﺒﺪاد ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻌﻲ
اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻠﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻮﻻء
اﻟﺤﺰﺑﻲ واﻟﺠﮭﻮي ..ﻓﯿﻜﻮن ذﻟﻚ اﻻﺳﻠﻮب اﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ھﺪﻣﺎ
ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ ﻟﻼﺳﻠﻮب اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاﻃﻲ ،وﺗﺎﺳﯿﺴﺎ ﻟﻼﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺬي ﯾﺄﺗﻲ
ھﺬه اﻟﻤﺮة ﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺨﯿﺎﻧﺔ واﻟﺨﺬﻻن ﻟﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟﻨﺎﺧﺒﯿﻦ ..
واذا ﺑﺎﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﺗﺘﺤﻮل اﻟﻰ ﻧﻘﻤﺔ ﺷﻌﺒﯿﺔ ،ﻓﺘﻠﻮذ اﻟﺴﻠﻄﺔ
اﻟﻤﺴﺘﺒﺪة دﯾﻤﻘﺮاﻃﯿﺎ ﻛﻐﯿﺮھﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﺸﻌﺐ ..
* ﺧﺎﺋﻦ اﻟﻮﻃﻦ ﻣﻦ ﯾﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﯾﺨﻄﻮھﺎ اﻟﻌﺪو ﻓﻲ أرض اﻟﻮﻃﻦ ) ﺟﻤﺎل اﻟﺪﯾﻦ اﻻﻓﻐﺎﻧﻲ ( .
* اﻟﻐﺒﺎء ھﻮ ﻓﻌﻞ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﯿﺊ ﻣﺮﺗﯿﻦ ﺑﻨﻔﺲ اﻻﺳﻠﻮب واﻧﺘﻈﺎر ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ) .اﯾﻨﺸﺘﺎﯾﻦ ( .
* اﻟﻤﺒﺪع ﻛﺎﻟﻨﮭﺮ اﻟﺠﺎري ،ﻣﺘﻰ اﺳﺘﻘﺮّ ﺗﻌﻔـّﻦ ) .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻤﺎﻏﻮط ( .
* ﺧﻄﺎب ﺗﺎرﯾﺨﻲ ..
رأﯾﺖ ﺟﺮذا ..
ﯾﺨﻄﺐ اﻟﯿﻮم ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ..
وﯾُﻨﺬر اﻻوﺳﺎخ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎب .
وﺣﻮﻟﮫ ..
ﯾﺼﻔﻖ اﻟﺬﺑﺎب !! ..
) أﺣﻤﺪ ﻣﻄﺮ ( .
رﺛﺎء اﻟﺸﮭﯿﺪ ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ .
ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﯿﺪ اﻟﺪﻏﯿﻢ .
ﺣﺰن اﻟﻌﺮاق وﻧﻜﺴﺖ أﻋﻼم
وﺗﺠﺎﺳﺮ اﻟﻌﻤﻼء ﯾﺎﺻﺪامُ
ﯾﺎﻓﺎرس اﻟﻤﯿﺪان ﻓﻲ ﯾﻮم اﻟﻮﻏﻰ
ﻣﻨﻲ ﻋﻠﯿﻚ ﺗﺤﯿﺔ وﺳﻼمُ
ﺻﻠﻰ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻌﺮب ﯾﺎ أﺳﺪ اﻟﺸﺮى
واﻟﻤﺨﻠﺼﻮن وﺻﻠﺖ اﻻﻗﻮامُ
ﯾﺎ أﺑﻦ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻃﺮﯾﻖ ﺟﺪك واﺿﺢ
وﻋﻠﯿﮫ ﺳﺎر إﻟﻰ اﻷﻣﺎم إﻣﺎم
درب اﻟﺸﮭﺎدة درﺑﻜﻢ ﯾﺎﺳﺎدﺗﻲ
ﯾﺤﻠﻮ ﺑﮭﺎ ﯾﺎ أﺧﻮﺗﻲ اﻻﻋﺪامُ
ﯾﺎ واﻟﺪ اﻟﺴﺒﻄﯿﻦ ﯾﺎﺟﺪ اﻟﻔـﺘﻰ
ﻋﻠﻤﺘﮭﻢ أن اﻟﻜﺮام ﻛﺮامُ
وھﺘﻔﺖ ﯾﻮم رﺣﯿﻠﮭﻢ وﻧﻌْـﯿﮭﻢ
أن اﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺸﮭﯿﺪ ﺣﺮامُ
ﯾﻮم اﻟﺸﮭﺎدة ﯾﻮم ﻋﺮس ﻋﺮاﻗﻨﺎ
ﺷﮭﺪت ﺑﺬاك اﻟﺼﺤﻒ واﻻﻗﻼمُ
ﻋﻤّﺪت درﺑﻚ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎء ﻷﻣﺔ
ﻋﺮﺑﯿﺔ ﺧﺎﻧﺖ ﺑﮭﺎ اﻷﻋﺠﺎم
وﺳﻠﻠﺖ ﺳﯿﻔﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺮوب ﻓﺰﻣﺰﻣﺖ
ﻋﺼﺐ اﻟﻤﺠﻮس وﻃﺄﻃﺄ اﻻﻗﺰامُ
ﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻌﺮوﺑﺔ ﺻﺤﺒﺔ وﺻﺤﺎﺑﺔ
وﻣﻌﺎرك وﻣﻨﺎزل وﺧﯿﺎمُ
ﺷﻨﻘﻮك ﯾﻮم اﻟﻌﯿﺪ ﻓﻲ اﺣﺮاﻣﻨﺎ
ﻓﺘﻌﻜﺮ اﻟﺘﮭﻠﯿﻞ واﻻﺣﺮامُ
وﺑﻜﻰ اﻟﺤﺠﯿﺞ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻲ ﻋﺮﻓﺎﺗﻨﺎ
ﻓﺪﻣﻮﻋﮭﻢ ﻓﻮق اﻟﺨﺪود ﺳﺠﺎمُ
وﺑﻜﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﺪاد ﻣﺼﺮ وﻣﻜﺔ
واﻟﻘﺪس ﯾﺎﻣﺤﺒﻮﺑﮭﺎ واﻟﺸﺎمُ
واﻟﻨﺨﻞ ﻟﻮّح ﺑﺎﻟﺴﯿﻮف وھﺰھﺎ
ﻓﺘﺠﻤﻊ اﻻﺧﻮال واﻻﻋﻤﺎمُ
ﻓﻲ ﻋﻮﺟﺔ اﻻﺣﺮار ﻣﺜﻮى ﻗﺎدة
ﻟﻤّﺎ اﺗﯿﺢ ﺑﺪﻓﻨﻚ اﻻﻛﺮامُ
ﻛﺮّﻣﺖ ارﺿﻚ ﻣﯿﺘﺎ وﻣﺠﺎھﺪا
ﻓﺒﻜﺖ ﻋﻠﯿﻚ اﻟﻌﺮب ﯾﺎﺿﺮﻏﺎمُ
***
وﻗﻔﺔ ﻓﻲ ذﻛﺮى اﺳﺘﺸﮭﺎده :ﻟﻤﺎذا اﻏﺘـﯿﻞ اﻟﺸﮭﯿﺪ ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ ..؟
ﺣﯿﻨﻤﺎ وﻗﻊ اﻟﺸﮭﯿﺪ ﻓﻲ اﻷﺳﺮ ﻛﺎن واﺿﺤﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ أن اﻹدارة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺳﺘﻘﻮم ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻧﺘﻘﺎم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺸﮭﯿﺪ
ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ ﻟﻌﺪة أﺳﺒﺎب ﻣﻨﮭﺎ :
– 1ﺗﻤﻜﻦ ﺻﺪام ﻣﻦ ﺗﻌﻄﯿﻞ اﺣﺒﺎط اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻣﻨﺬ ﺗﺄﻣﯿﻢ اﻟﻨﻔﻂ ،وﻃﺮد اﻟﺸﺮﻛﺎت
اﻷﺟﻨﺒﯿﺔ وأﻋﺎدة أﻣﻮال اﻟﻨﻔﻂ ﻟﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ واﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ..
– 2ﻗﺼﻒ اﻟﻌﻤﻖ "اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ﺑﺼﻮارﯾﺦ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ – اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ،ﻓﺄﺳﻘﻂ
ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ ﻧﻈﺮﯾﺔ "اﻷﻣﻦ اﻻﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ " ..
– 3ﺗﻤﺴﻜﮫ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ وﻧﻀﺎﻟﮫ ﻣﻦ أﺟﻠﮭﺎ ،ودﻓﺎﻋﮫ ﻋﻦ ﺣﻖ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ،ورﻓﻀﮫ ﻛﻞ اﻟﻌﺮوض اﻟﺘﻲ
ﻗﺪﻣﺖ ﻟﮫ ﻟﻠﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﮫ اﻟﻘﻮﻣﻲ ..ﺛﻢ ﻧﻘﻞ اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ ﻗﻄﺮ ﻣﺘﺨﻠﻒ ،وﺿﻌﯿﻒ اﻟﺪور إﻗﻠﯿﻤﯿﺎ ﯾﺸﻜﻞ اﻟﻔﻘﺮ واﻷﻣﯿﺔ
ﻓﯿﮫ ﻧﺴﺒﺔ ﺣﻮاﻟﻲ ،% 80ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﮫ إﻟﻰ ﻗﻄﺮ ﻣﺮﻓﮫ ﻻ ﻓﻘﺮ ﻓﯿﮫ وﻻ أﻣﯿﺔ ،وﻟﺪﯾﮫ ﺟﯿﺶ ﻋﻈﯿﻢ ﻛﺎن أﺣﺪ أﻋﻈﻢ ﺟﯿﻮش
اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻧﮭﻀﺔ ﻋﻠﻤﯿﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﺎﻧﺸﺄ ﺟﯿﺸﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻤﮭﻨﺪﺳﯿﻦ ﻣﻜﻨﻮا اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد اﻟﻨﺴﺒﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ وﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ..
– 4ﺗﻄﻮر اﻟﻘﺪرات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﻟﻠﻌﺮاق إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﮫ اﺧﺘﺮع ﻃﺮﯾﻘﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﯿﺐ اﻟﯿﻮراﻧﯿﻮم ﻟﺘﻀﺎف إﻟﻰ ﻃﺮﯾﻘﺘﯿﻦ
ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺷﻚ إﻃﻼق ﻗﻤﺮ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﻋﺮاﻗﻲ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺼﻨﯿﻊ ﺻﻮارﯾﺦ ﻋﺮاﻗﯿﺔ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ،
وﺻﻨﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﺑﯿﺪ اﻟﻌﺮاﻗﯿﯿﻦ ..
رﺣﻢ اﷲ اﻟﺸﮭﯿﺪ اﻟﺒﻄﻞ ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻵﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮫ وﻓﯿﺎ ﻻﻣﺘﮫ و ﻣﺒﺎدﺋﮫ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ،ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﯿﻦ
آﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﮫ ﻗﺒﻞ ﺗﺮدﯾﺪ اﻟﺸﮭﺎدﺗﯿﻦ ھﻮﻋﺎﺷﺖ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ ﺣﺮة ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺮ / ...
* اﻛﺘﺐ اﻟﻌﺪد 100ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل رﻗﻢ 9ﻓﻘﻂ !! ..
ﺻﻼح اﻟﻤﺨﺘﺎر .
ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ اﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻜﻮن ..
ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻧﺮى اﻻﺷﯿﺎء ﺗﺤﺪث أﻣﺎم أﻋﯿﻨﻨﺎ وﻧﺤـﻦ ﻧﺠﮭﻞ اﺳﺒﺎﺑﮭﺎ ،وﻛﯿﻔﯿﺔ وﻗﻮﻋﮭﺎ ،وﻧﻌﺠـﺰ ﻋـﻦ ﺗﻔﺴﯿﺮھﺎ ،ﻓـﻨـﻨﺴﺒﮭﺎ
ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ ..ﻏﯿﺮ ان اﻟﺼﺪﻓﺔ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻏﯿﺮ واﻗﻌﻲ ،وﻏﯿﺮ ﻋﻠﻤﻲ اﯾﻀﺎ ﻻﻧﮫ ﻻﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﺻﺪﻓﺔ ،ﺑﺪاﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﻤﺎدﯾﺔ اﻟﻰ اﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﺤﯿﻮاﻧﯿﺔ واﻟﻨﺒﺎﺗﯿﺔ وﺻﻮﻻ اﻟﻰ اﻟﻈﻮاھﺮاﻻﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ..ﻛﻞ ﺷﯿﺊ ﻣﻨﻀﺒﻂ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﮫ ﻣﻦ
اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ..وھﻮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﺤﻜﻢ اﻟﺬي ﯾﺠﻌﻠﻨﺎ -اذا ﻋﺮﻓﻨﺎ اﺳﺮاره ﻣﺴﺒﻘﺎ -ﻧﺜﻖ ﺑﺎﻧﻔﺴﻨﺎ وﺑﺎﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻓﻨﻌﻤﻞ ﻣﺎ
ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺣﺘﻤﯿﺔ ھﺬه اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ و ﻧﺘﺮك ﻣﺎ ﻻ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻌﮭﺎ ،ﻟﻨﻐـﯿﺮ واﻗﻌﻨﺎ ﻣﻤﺎ ھﻮ ﻛﺎﺋﻦ اﻟﻰ ﻣﺎ ﻧﺮﯾﺪ ..ﻏﯿﺮ أن اﺧﺘﯿﺎر
اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﺬي ﯾﺎﺧﺬ ﺑﺎﻻﺳﺒﺎب واﻟﻤﺴﺒﺒﺎت ھﻮ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﻤﻜﻦ داﺋﻤﺎ واﻟﻨﺎﺟﺢ ،اﻣﺎ اذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﻨﺎ اﻟﺘﻐـﯿﯿﺮﻋﻦ ﻃﺮﯾﻖ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
واﻟﺨﻄﺎ ،ﻏﯿﺮ ﻋﺎرﻓﯿﻦ ﺑﺎﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻨﻮﻋﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻻﺷﯿﺎء واﻟﻈﻮاھﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺎﺛﺮ ﺑﺪورھﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺠﺎه اﻟﺘﻄﻮر
اﻻﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،و ﻣﺪاه ،ﻓﺎن ﻣﺎ ﯾﺼﺎدﻓﻨﺎ – وﻗﺘﮭﺎ -ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺆوﻟﯿﺘﮫ ﻋﻠﯿﻨﺎ وﺣﺪﻧﺎ ،ﻻﻧﻨﺎ أﺧﻄﺄﻧﺎ ﻓﻲ
ﺗﻘﺪﯾﺮ اﻻﺷﯿﺎء ،و ﻟﻢ ﻧﻔﮭﻢ واﻗﻌﻨﺎ ﻓﮭﻤﺎ ﺻﺤﯿﺤﺎ ،أو ﻻﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﮭﯿﺊ اﻟﻈﺮوف اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻼزم ،ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ
اﻟﻼزﻣﺔ ..وﺻﺪق ﺳﺒﺤﺎﻧﮫ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻵﯾﺎت ان اﻟﻜﻮن ﺗﺤﻜﻤﮫ ﺳﻨﻦ ﻻ ﺗﺘﺒﺪل ﻟﯿﻤﻨﺤﻨﺎ اﻟﺜﻘﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ
اﺧﺘﯿﺎر ﻣﺎ ﻧﺮﯾﺪ ﻓﻲ اﻃﺎر ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻜﮫ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻻﺳﺮار اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺛﻢ ﻗﻄﻊ اﻟﺸﻚ ﻓﻲ اﻣﻜﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻐـﯿـﺮ ﺣﯿﻦ ﻗﺎل " :
ان اﷲ ﻻ ﯾﻐـﯿـﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﻮم ﺣﺘﻰ ﯾﻐـﯿـﺮوا ﻣﺎ ﺑﺎﻧﻔﺴﮭﻢ " ) اﻟﺮﻋﺪ .. ( 11
ﻣﻌﺎﻧﺎة وﺣﺮﻣﺎن ﯾﻌﯿﺸﮭﺎ أﺑﻨﺎؤﻧﺎ
اﻻﺑﺮﯾﺎء ،وﻟﮭﺬه اﻻﺳﺒﺎب ﻇﮭﺮت ﺑﯿﻨﮭﻢ
اﻣﺮاض وأوﺑﺌﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻜﻮﻟﯿﺮا وﺑﻮﺻﻔﯿﺮ
واﻟﺪودة اﻟﺸﺮﯾﻄﯿﺔ واﻟﺠﺮب ..
اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻨﮭﻀﻮي اﻟﻌﺮﺑﻲ :
اﻟﻮﺣﺪة .
ﻟﻜﻞﱢ أﻣﱠﺔ ،ﻓﻲ أيّ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ ،ﻗﻀﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻓﻲ اﻷھﻤﯿﺔ ﯾﺘﺠﮫ اھﺘﻤﺎﻣﮭﺎ إﻟﯿﮭﺎ وﺗﺘﻄﻠﻊ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﮭﺪف اﻟﻤﺘﱠﺼﻞ
ﺑﮭﺎ .وﺗﻜﻮن أھﻤﯿﺘُﮭﺎ ﻋﺎدةً ﺣﺼﯿﻠﺔَ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺎس وﺗﻔﻜﯿﺮ اﻟﻨﺨﺐ وإﯾﺤﺎء اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﯿﻄﺔ .وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﯿﺔ اﻷﻣﺔ
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﻣﻨﺬ ﻣﯿﻼد اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻤﺸﺘﺒﻚ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘـﺘـﺮﯾﻚ وإﻟﻰ ﺣﺪّ اﻵن ،ھﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺪف اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﻘﻮﻣﻲ .
وﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﻘﻮد ﻋﻠﻰ ﻇﮭﻮر اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻃﺮأت ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺤﻮﱡﻻتٍ ﻛﺒﯿﺮةً
ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﺗُﻠْﻘِﻲَ ﺑﺘﺄﺛﯿﺮاﺗﮭﺎ اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﯿﺔ ...
ﻓﻠﻘﺪ ﻧﺠﺤﺖ اﻟﻘﻮى اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﯾﺲ اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ،وﻧﺠﺤﺖ ﻣﻌﮭﺎ اﻟﻘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ – اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ
اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻄﺮﯾﺔ – ﻓﻲ ﺗﻨﻤﯿﺔ ھﺬه اﻟﺪوﻟﺔ وﺗﻘﻮﯾﺘﮭﺎ وﺗﺮﺳﯿﺨﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ أوﻟﻰ ،ﺛﻢ أدى أداؤھﺎ وﺗﺒﻌﯿﺘﮭﺎ وﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ إﻟﻰ
إﺿﻌﺎﻓﮭﺎ وﺗﻌﺮﯾﻀﮭﺎ ﻟﻠﺘﻔـﺘﯿﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔٍ ﺛﺎﻧﯿﺔ .وأﺗﻰ ذﻟﻚ ﻛﻠﱡﮫ ﻣﺘﺮاﻓﻘﺎً ﻣﻊ ﺗﺪﺧﱡﻞٍ ﺧﺎرﺟﻲّ ﻣﻌﺎدٍ ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،
وﻣﻊ ﺗﻜﺮﯾﺲٍ ﻟﻠﻤﺸﺮوع اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ أن ﺗﺨﺘﺮق اﻟﺴﻘﻒَ
اﻟﺴﯿﺎﺳﻲﱠ اﻟﺬي رﺳﻤﺘْﮫُ ﻟﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﺎتُ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺨﻠﻔﯿﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ،وﻻ أن ﺗُﻄْﻠﻖ آﻟﯿﺎتٍ ﺗﻮﺣﯿﺪﯾﺔً ﺗﺘﺨﻄﻰ ﻋﻘﺒﺔ
اﻟﺴﯿﺎدة واﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﺪودھﻤﺎ اﻟﻘﻄﺮﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﻟﯿﺪ ﻓﻀﺎءٍ ﻗﻮﻣﻲﱟ أرﺣﺐ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻷﻣﻨﯿﺔ .ﻛﻤﺎ ﻟﻢ
ﺗﻨﺠﺢ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ – اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻃﻮﯾﻼً إﻟﻰ اﻟﺤﺪّ اﻟﺬي ﺗﻄﻠﻖ ﻓﯿﮫ آﻟﯿﺎت ﻟﻠﺘﻮﺣﯿﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ أﻗﺎﻟﯿﻢ
اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ .وأﻋﻘﺒﺘﮭﺎ ﻣﺤﺎوﻻت أﺧﺮى ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪة ﺑﯿﻦ ﺑﻠﺪﯾْﻦ أو أﻛﺜﺮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺰوﱠدة ﺑﺮؤﯾﺔ ﻗﻮﻣﯿﺔ أو إرادة
ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ .ﺛﻢ ﺑَﺪَا ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن اﻟﻤﯿْﻞ اﻟﻮﺣﺪوي ﺑﺪأ ﯾﺘﺠﮫ ﻧﺤﻮ ﺻﯿﻐﺔ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻔﺮﻋﯿﺔ ،ﺑﺪل اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﺮﺑﻲ
اﻟﺠﺎﻣﻊ ) ﻣﺠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺨﻠﯿﺠﻲ ،اﺗﺤﺎد اﻟﻤﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ( ،ﻗﺒﻞ أن ﯾﻌﻠﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﯿْﻞ ﻋﻦ اﻓﻼﺳﮫ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب أزﻣﺔ
اﻟﺨﻠﯿﺞ ) .. ( 1991 – 1990
ﻓﻲ ﺿﺮورة اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :
إن اﻟﻮﺣﺪة ﺿﺮورة ﺣﯿﻮﯾﺔ ووﺟﻮدﯾﺔ ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .وﻟﯿﺲ ﻣﺼﺪر ھﺬه اﻟﻀﺮورة ﻣﺎ ﯾﻘﻮم ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮب – ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف
أﻗﻄﺎرھﻢ وﻃﺒﻘﺎﺗﮭﻢ – ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻻﺷﺘﺮاك ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻘﯿﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﻤﻮروث اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ واﻟﺤﻀﺎري ﻓﺤﺴﺐ ،
ﺑﻞ ﺗﻔﺮﺿﮭﺎ ﻋﻠﯿﮭﻢ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ :ﺗﺤﺪﯾﺎت اﻟﺤﺎﺿﺮ واﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﯿﺎدﯾﻦ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻠﻤﯿﺔ واﻟﺘﻘـﻨﯿﺔ
واﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ وﺿﺮورات اﻟﺒﻘﺎء ؛ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﮫ اﻟﻘﻮلُ إن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ ﺣﻖﱞ ﺷﺮﻋﻲﱞ وﻣﺸﺮوع ﻟﻸﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻷﻧﮭﺎ
ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﺠﺰﺋﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﯾﺔ ،وﺟﺮى ﺗﻘﺴﯿﻢ وﺣﺪﺗﮭﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﯿﺔ واﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ .وھﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻘﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ اﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻓﮭﻲ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ أُﺳْﻮَةً ﺑﻐـﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ أﻧﺠﺰت وﺣﺪﺗﮭﺎ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ .
إن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﺿﺮورﯾﺔ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻨﺎ أﻣﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﻮﺣﯿﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﻣﻮارﯾﺚ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ ،ﺑﻞ أﯾﻀﺎً ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎج
إﻟﯿﮭﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ورﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﯿﺸﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ ،وﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻮﻃﻦ واﻟﺸﻌﺐ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻘﻮﻣﻲ
واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ.
وﻛﻤﺎ أن اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺿﺮورﯾﺔ ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺒﺪﯾﮭﯿﺔ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻧﺎ ،ﻓﮭﻲ ﺿﺮورﯾﺔ ﻟﺴﺒﺒﯿﻦ ھﺎﻣﯿﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ
اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻣﺼﯿﺮ اﻷﻣﺔ :
أوّﻟﮭﻤﺎ اﻟﻔﺸﻞ اﻟﺬرﯾﻊ اﻟﺬي ﻣﻨﯿﺖ ﺑﮫ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻄﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاب ﻋﻦ ﻣﻌﻀﻼت اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ واﻷﻣﻦ واﻟﺘﻘﺪم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ .وھﻮ
ﻓﺸﻞٌ ﻧﺎﺟ ٌﻢ ﻋﻦ ھﺸﺎﺷﺔ ﺗﻜﻮﯾﻨﮭﺎ ،وﻋﻦ ﻣﺤﺪودﯾﺔ ﻣﻮاردھﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻗﻮاھﺎ اﻟﺒﺸﺮﯾﺔ ،وﻋﻦ اﻧﻐﻼﻗﮭﺎ اﻟﻜﯿﺎﻧﻲّ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺗﺄﺛﯿﺮات ﻋﻼﻗﺎﺗﮭﺎ ﺑﻤﺤﯿﻄﮭﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻄﺮﯾﺔ ﻋَﺎﻟَﺔً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮭﺎ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻣﺎ ﺣﺼﱠﻠﺘﮫ ﻣﻦ
ﻧﺘﺎﺋﺞ ،وﺑﺎت ﺧﺮوﺟُﮭﺎ ﻣﻦ ﻣَﺤْﺒِﺴِﮭﺎ اﻟﺬاﺗﻲّ اﻟﺨﺎﻧﻖ ﻧﺤﻮ ﻋﻼﻗﺔٍ أﻓﻘﯿﺔ ﻋﻤﯿﻘﺔ ﺑﻨﻈﯿﺮاﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺷﺮﻃﺎً ﻟﺨﺮوﺟﮭﺎ
ﻣﻦ ﺣﺎل اﻻﻧﺪﺣﺎر.
وﺛﺎﻧﯿﮭﻤﺎ اﻟﻮﻃﺄة اﻟﺸﺪﯾﺪة ﻟﻠﺘﺤﺪﯾﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﮭﺎ زﺣﻒ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ،وﻓﻲ ﻗﻠﺒﮭﺎ ﺗﺤﺪّي اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪود
واﻷوﻃﺎن وإﻟﺤﺎق اﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ ،وﺗﻔﻘﺪ ﻗﺪرﺗﮭﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ واﻟﺪﻓﺎع
اﻟﺬاﺗﻲ ﺿﺪ اﻻﺳﺘﺒﺎﺣﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ .وﻟﯿﺲ أﻣﺎم اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻜﻒّ آﺛﺎر ذﻟﻚ اﻟﺰﺣﻒ اﻟﺠﺎرف ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﺳﻮى اﻟﻮﺣﺪة أﻓﻘﺎً
وﺣﯿﺪاً وآﻟﯿﺔً دﻓﺎﻋﯿﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء .
) اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ /ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة ( .
ﻣﺆﺗﻤﺮﺷﯿﻮخ اﻟﻔﺘﻨﺔ ..
ﻟﻘﺪ ﺗﻮاﻓﺪ ﺷﯿﻮخ اﻟﻔﺘﻨﺔ -وﻣﻨﮭﻢ اﻟﻘﺮﺿﺎوي واﻟﻌﺮﯾﻔﻲ وﺣﺴﺎن -ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺷﮭﺮ ﺟﻮان 2013ﻟﻠﺘﺂﻣﺮ ﻋﻠﻰ
ﺳﻮرﯾﺎ وﺷﻌﺒﮭﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﯾﻦ ،واﻟﺪﯾﻦ ﻣﻨﮭﻢ ﺑﺮاء ..ﺑﺘﺮﺗﯿﺒﺎت ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻦ أﻣﺮﯾﻜﺎ وﻗﻄﺮ وﺣﻜﺎم آل ﺳﻌﻮد ،
وﺑﻄﻮاﻃﺊ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﺖ " ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻻﻣﺔ " ﺑﺤﻀﻮر اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺮﺳﻲ ،ﺛﻢ ﻧﻈﻤﺖ ﻣﺆﺗﻤﺮا ﺛﺎﻧﯿﺎ ﺑﻌﺪ
ﯾﻮﻣﯿﻦ ﻓﻘﻂ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان " ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻻﻣﺔ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ ﻟﻨﺼﺮة ﺳﻮرﯾﺎ " واﻟﺬي اﻓﺘﺘﺤﮫ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺮﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻤﻐﻄﺎة
ﺑﺎﻟﻘﺎھﺮة ..و ﻗﺪ وﻗﻊ ھﺬﯾﻦ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮﯾﻦ ﻓﻲ اﻃﺎر ردة اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺠﻨﻮﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻟﻘﺼﯿﺮ وھﻮ اﻟﺤﺪث اﻟﺬي اھﺘﺰ ﻟﮫ ﻛﻞ
أﻋﺪاء ﺳﻮرﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﮭﻢ اوﻻﺋﻚ اﻟﻤﻨﻈﻤﻮن ﻟﮭﺬه اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات اﻟﻤﺸﺒﻮھﺔ ..اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ أﯾﻀﺎ ﺑﺘﺮﺗﯿﺐ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﻟﻼﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ و " اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺘﻨﺴﯿﻘﻲ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﻌﺎم " اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﺴﻠﻔﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ..وﻏﯿﺮھﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت اﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺟﺎھﺪا ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻻﺧﻮان وﺑﻘﯿﺔ اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ،وﻗﺪ اﻋﺘﺮف
رﺋﯿﺲ " راﺑﻄﺔ ﻋﻠﻤﺎء أھﻞ اﻟﺴﻨﺔ " ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺻﻔﻮت ﺣﺠﺎزي وأﻋﻠﻦ أﻣﺎم اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻻول أن " اﻟﺮاﺑﻄﺔ ﺗﺮﺳﻞ اﻟﺴﻼح
إﻟﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﻋﺎم " ،ﻣﻀﯿﻔﺎ ان " راﺑﻄﺔ ﻋﻠﻤﺎء أھﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺳﺘﻜﻮن أول رواﺑﻂ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺘﻲ
ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻠﻮاء اﻟﺠﮭﺎد ﻓﻲ أرض اﻟﺸﺎم " ..
وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن ﻛﻞ ھﺬه اﻟﺠﮭﺎت اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ أرادت ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ان ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺷﯿﻮخ اﻟﻔﺘﻨﺔ آداة ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ أﻏﺮاﺿﮭﺎ ،وﺗﺘﺨﺬ
ﻣﻨﮭﻢ ﻏﻄﺎء ﻟﻠﻌﺪوان ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻓﺘﺎوي دﯾﻨﯿﺔ ..وھﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻻﻋﻼن ﻟﻠﺤﺮب ﻋﻦ اﻟﻌـﺮوﺑﺔ
واﻻﺳﻼم ،وﻧﺼﺮة ﻻﻣﺮﯾﻜﺎ واﺳﺮاﺋﯿﻞ اﻟﺘﻲ ﺑﺎت أھﻠﮭﺎ ﯾﻨﺎﻣﻮن آﻣﻨﯿﻦ ﻣﻄﻤﺌﻨﻨﯿﻦ ..وﻋﻮض ان ﯾﺘﺨﺬ ﻋﻠﻤﺎء اﻻﻣﺔ ﻛﻤﺎ
ﯾﺴﻤﻮن اﻧﻔﺴﮭﻢ ﻣﻮاﻗﻔﺎ ﺿﺪ اﺳﺮاﺋﯿﻞ واﻣﺮﯾﻜﺎ وﻟﻮ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻜﻼم ،ﻧﺠﺪھﻢ ﯾﻨﺎدون ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وﯾﻌﻠﻨﻮن
اﻟﻨﻔﯿﺮ واﻟﺠﮭﺎد ﺿﺪھﺎ وھﻮ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻟﺬي اﺣﺘﻀﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺸﺮﯾﺪھﺎ ﻋﻠﻰ ﯾﺪ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﺣﯿﻦ ﻟﻢ
ﺗﺤﺘﻀﻨﮭﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻨﻔﻄﯿﺔ ،واﺣﺘﻀﻨﺖ ھﺆﻻء اﻟﺸﯿﻮخ ،ورﻋﺘﮭﻢ ،وأﻏﺪﻗﺖ ﻋﻠﯿﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺎل اﻟﺤﺮام ﺣﺘﻰ ﺻﺎروا
ادوات ﻃﯿﻌﺔ ﻓﻲ أﯾﺪﯾﮭﺎ ..وھﻢ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺑﻌﻠﻤﺎء ،ﺑﻞ ﻋﻤﻼء اﻻﻣﺔ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺨﺪﻣﻮن اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﻲ اﻟﺴﺎﻋﻲ
ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺎة ﻛﯿﺎﻧﮫ اﻟﻌﻨﺼﺮي اﻟﻰ ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻤﻘﺴﻢ و ﺗﻔﺘﯿﺖ اﻟﻤﻔﺘﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﺰداد اﻻﻣﺔ ﺿﻌﻔﺎ وﺗﻤﺰﻗﺎ وﻋﺠﺰا وﺗﺨﻠﻔﺎ ،ﻓﺘﺒﻘﻰ
اﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻓﻲ ﺳﻼم ..أﻣّﺎ ﺗﺒﺎﻛﯿﮭﻢ اﻟﻜﺎذب ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻓﮭﻮ اﻟﻨﻔﺎق ﺑﻌﯿﻨﮫ ..ﻻن ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ اﻟﻤﺸﺮد اﻟﺬي ﯾﻘﺘﻞ
و ﯾﺬﺑﺢ ﻋﻠﻰ اﯾﺪ اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻛﻞ ﻋﺎم ،و ﺗﻨﺘﮭﻚ ﻣﻘﺪﺳﺎﺗﮫ وأﻋﺮاﺿﮫ ،ھﻮ أوﻟﻰ ﺑﺎﻋﻼن اﻟﺠﮭﺎد ﻟﻨﺼﺮﺗﮫ ..
ﺛﻢ ان اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﯾﻘﺪر ﻛﻐـﯿـﺮه ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴﮫ واﻟﺼﻤﻮد ﻓﻲ وﺟﮫ اﻻﺳﺘﺒﺪاد اذا ﺳُﻠﻂ ﻋﻠﯿﮫ ..
ﻓﻠﻤﺎذا ﺑﻌﺜﻮا ﻟﮫ ﺑﺎﻻرھﺎﺑﯿﯿﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺞ ﻋﻤﯿﻖ ؟ أﻻ ﯾﻌﻤﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺑﺚ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻟﻠﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﺴﯿﻄـﺮة ﻋﻠﻰ
اﻟﺤﻜﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ ؟
وﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮك ﺿﻤﺎﺋﺮھﻢ ،وﻧﺨﻮﺗﮭﻢ ﺗﺠﺎه اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻛﮫ أﻣﺮﯾﻜﺎ ﺑﺎﻻﺳﻠﺤﺔ اﻟﻤﺤﺮﻣﺔ ؟ و ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ
ﯾﻌﻠﻨﻮا اﻟﺠﮭﺎد ﻋﻠﻰ اﺳﺮاﺋﯿﻞ أو ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺼﻤﺘﻮن و ﻻ ﯾﻔﺘﺤﻮن اﻟﺤﺪود ؟ ھﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﺎﺋﺮھﻢ ﻣﯿﺘﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ارﺗﻜﺐ
اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺠﺎزر ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄﯿﻦ وﺿﺮﺑﻮھﺎ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ اﻟﻔﺴﻔﻮرﯾﺔ اﻟﻤﺤﺮﻗﺔ و ﻗﺼﻔﻮا اﻟﺒﯿﻮت ﻋﻠﻰ اھﻠﮭﺎ
وھﻢ ﻧﯿﺎم ؟
ﺛﻢ اﯾﻦ ھﻮ اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ اﻵن ؟ اﻟﻢ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ اﺳﺮاﺋﯿﻞ ،ﺑﻌﺪ أن اﺻﺒﺢ اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﺴﻮري ﯾﻘﻒ اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮات اﻟﺠﯿﺶ ﻣﺪاﻓﻌﺎ ﻋﻦ وﻃﻨﮫ ،ﺣﯿﻦ ادرك ﺧﯿﻮط اﻟﻤﺂﻣﺮة وأﺑﻌﺎدھﺎ ؟ وﻣﺎذا ﯾﻌﻨﻲ اﻟﺘﺤﺮﯾﺾ
ﻋﻠﻰ اﻟﺸﯿﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وھﻢ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻧﺴﯿﺞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺬي اﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺪد واﻟﺘﻨﻮع ﻣﻨﺬ ﻗـﺮون ؟
ان ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻋﻮات ھﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻋﺎﺑﺜﺔ ﻟﺠﺮ اﻟﺒﻼد اﻟﻰ ﻣﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻨﺔ واﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺬي ﯾﻤﻜﻦ ان ﯾﻨﺴﺐ اﻟﻰ اوﻻﺋﻚ
اﻟﺸﯿﻮخ اﻟﻤﺄﺟﻮرﯾﻦ ،ﻟﻜﻨﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺑﺎي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻻﺣﻮال ان ﯾﻨﺴﺐ اﻟﻰ اﻻﺳﻼم دﯾﻦ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﻤﺤﺒﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ،اﻟﺬي
ﯾﺤﺮّم اراﻗﺔ اﻟﺪﻣﺎء ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻻ ﯾﺪﻋﻮ اﻟﻰ اﻟﺠﮭﺎد اﻻ ﺿﺪ اﻟﻤﻌﺘﺪﯾﻦ ،وھﻢ ﻓﻲ وﻃﻨﻨﺎ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﯿﻮم ﯾﺘﻤﺜﻠﻮن ﻓﻲ
اﻟﺼﮭﺎﯾﻨﺔ واﻻﻣﺮﯾﻜﺎن اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﮭﻢ دﻋﺎة اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻟﻠﻌﺪوان ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ ..
* . ( 9 : 9 + 99 ) = 100
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017