56 PDF


À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: 56.pdf

Ce fichier au format PDF 1.5 a été généré par Microsoft® Office Word 2007, et a été envoyé sur Fichier-PDF le 16/03/2013 à 01:33, depuis l'adresse IP 197.1.x.x. La présente page de téléchargement du fichier a été vue 1030 fois.
Taille du document: 723 Ko (9 pages).
Confidentialité: fichier public





Aperçu du document


‫االفتتاحية ‪:‬‬
‫صراع مع الذاكرة ‪! ..‬‬
‫بوصلة ال تـشير الى القـدس ‪ ..‬مشبوهة ‪.‬‬
‫العدد‬
‫‪56‬‬

‫االثنان ‪ 82‬جانفي‪ /‬كانون الثاني ‪8102‬‬
‫الموافق لـ ‪ 01‬ربيع االول ‪. 0121‬‬

‫محتويات العدد‬
‫⊲ مقال العدد ‪ :‬االمبراطورية ‪.‬ص‪.5‬‬
‫د ‪.‬عصمت سيف الدولة ‪.‬‬

‫⊲ قصيدة العدد ‪ :‬عنترة ‪.‬ص‪. 3‬‬
‫⊲ الدين و الحياة ‪ .‬ص‪. 9‬‬

‫⊲‬

‫بعد الهجمات المنظمة على االضرحة ‪:‬‬

‫لماذا لم يهدم المسلمون االهرامات ؟‬

‫و ماذا لو وقع هدم المساجد في اسبانيا ؟‬

‫قصر الحمراء في اسبانيا ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪ " :‬ادْعُ إِلَى سَبِـيـ لِ رَبِكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَوْعِـظَ ِة‬
‫الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَـتِي هِيَ أَحْسَـنُ إِنَ رَبَكَ هُـوَ أَعْـلَمُ ِبمَنْ‬
‫ضـلَ عَـنْ سَبِـيـلِهِ وَهُـوَ أَعْـلَمُ بِالْمُهْـ َتـدِيـنَ‪ ،‬وَإِنْ عَـاقَـ ْبـتُـمْ‬
‫َ‬
‫فَعَاقِـبُوا بِمِثْـلِ مَا عُـوقِـ ْبـتُـمْ بِهِ وَلَـئِنْ صَبَـرْتُـمْ لَهُـوَ خَـ ْيـرٌ‬
‫لِلّصَابِرِينَ "‪ .‬هكذا يأمرنا ديننا بما أمر به رسولنا‪ ،‬أن تكون‬
‫الدعوة الى اهلل بالحكمة و الموعـظة الحسنة ‪ ،‬و ان يكون‬
‫منهج التغـيير هو اتباع اسلوب الجدل و ليس العـنف او‬
‫الحرق‪ ،‬و ان يكون ذلك على المأل وليس بالتسلل ليال و‬
‫التخفـّـي عـن انظار الناس ‪ ،‬حيث يفاجئ المجتمع من حين‬
‫الى آخـر بأعمال تطال االضرحة و مقامات االولياء‬
‫الّصالحين في كثير من االماكن من طرف اشباح ال يتركون‬
‫اثرا غـير المشاهد المرعـبة من حـفـر للقبور و مّصاحف‬
‫محروقة كتعبير عن الهمجـية و الجهل ‪ ،‬وهي هجمة منظمة‬
‫اقل ما يقال فـيها انها جبانة الن الذين يفعـلون ذلك ال‬
‫يتحـرّكون اال ملـثــّـمـيـن ‪ ،‬على عجل من امرهم و تحت‬
‫جنح الظالم مثل الخفافـيش ‪ ..‬وهذا يعـني انهم يدركون منذ‬
‫البداية ان عـملهم غـير مقبول ‪ ،‬لذلك ال يستطـيعـون الجهـر‬
‫به ‪ ،‬وال يقدر احد منهم ان يـُـنسبه لنفسه فيكذبون عندما‬
‫يتكلمون ‪ ..‬و لعـل االمر قد يتعـ دى الكذب الى النفاق ‪ ،‬عندما‬
‫نراهم يخـفون اعـماال هي من صميم معـتقداهم ‪ ،‬مما يجعل‬
‫كل ما يّصرّحون به للناس محل شك و ريـبة ‪ ..‬و الواقع ان‬
‫الهجوم على االضرحة هو عمل منظم تقوم به جهات‬
‫معـروفة بانتمائها الى التيار السلفي لم يقع في تونس فحسب‬
‫‪ ،‬بل انه وقع في العديد من البلدان من افغانستان الى مّصر‬
‫والمغـرب و الجزائر و مالي ‪ ..‬و بنفس االسلوب ‪،‬‬
‫مستهدفين بالدرجة االولى وحدة المجتمع من خالل‬
‫استهداف تيار الّصوفية الذي يرابط في تلك المواقع و ينشط‬
‫داخلها في اطار رؤية خاصة تربط االف المواطنين بطـقوس‬
‫ورثوها منذ قـرون طويلة و ال يمكن باي حال من االحوال ان‬
‫نحاربها بالعـنف او ان نسيئ لشريحة كبيرة من المواطنين ‪،‬‬
‫بل عـلينا ان كنا نفهم ديننا حقا ان نعـمل على تغـيير قـناعات‬
‫الناس بالعلم و التربية و تغيير المناهج و الّصبر ‪ ،‬خاصة و‬
‫ان اسالفنا الذين فـتحوا بلدانا تمتـدّ مـن مشرق االرض الى‬
‫مغـربها ‪ ،‬لم يتعاملوا مع ما وجدوه من ارث حضاري بالهدم‬
‫و الحـرق ‪ ،‬و حفـر القـبور ‪ ..‬و لعل بقاء اهـرامات مّصـر‬
‫أكبر دليل على عظمة الّصحابة الذين لم يتوجـّـهوا الى ما‬
‫تركه الفـراعـنة بالهدم او بالمحو من الذاكـرة ‪ ،‬ولم يفتعـلوا‬
‫صراعات وهمية مع الماضي ‪ ،‬بل ترك وا ذلك التراث‬
‫الحضاري شاهدا على تاريخ من شيتّـدوه و تاريخ االديان‬
‫التي عاصرتهم ‪...‬‬

‫ك ل م ا ت ** م ت ق ا ط ع ة‬
‫‪0‬‬

‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪7‬‬

‫‪0‬‬
‫‪8‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪7‬‬

‫افقي ‪:‬‬

‫‪ ) 0‬آصابه الملل – الرسول صلى اهلل عليه و سلم ‪.‬‬
‫‪ ) 8‬عش الطائر – عكس ايمان ( معكوسة ‪ /‬نكرة ) ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬حرف – عكس حرب – حرف ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬ما يتناوله المريض ( نكرة ) – حرف عطف ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬تخثر أكثر من غيره ( معـرّفة ) ‪.‬‬
‫‪ )1‬حرف – دون علم اآلخرين ( مقلوبة ) ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬جعله لفيفة – بلد الثورة ‪.‬‬

‫عمودي ‪:‬‬

‫‪ 08 )0‬ربيع االوّل ‪ -‬نبات له ازهار فواحة ‪.‬‬
‫‪ ) 8‬ملكك – حرف عطف ( مقلوب ) – حرف ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬جواب ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬حرف ‪ -‬طرح سؤاال ( مقلوبة ) ‪.‬‬
‫‪ ) 5‬صفة لمكة – المكان الذي يدخله الناخب (بدون‬
‫آخر ) ‪.‬‬
‫‪ ) 1‬جزء من الوجه ( مقلوبة ) – اكثر من جراحه ‪.‬‬
‫‪ ) 7‬طبيب – حرف ‪.‬‬

‫اقوال مأثورة و ابيات مشهورة‬
‫* الغاية ال تبرر الوسيلة ‪.‬‬
‫* االقربون اولى بالمعـروف ‪.‬‬
‫* ما يأتي بسهولة ‪ ،‬يذهـب بسهولة ‪.‬‬
‫* وعندما يسألنا أوالدنا من أنتم ؟‬
‫في أي عّصر عشتم ؟ في عّصر أي ملهم "؟‬
‫نجيبهم ‪ :‬في عّصر عبد الناصر‬
‫اهلل‪….‬ما أروعها شهادة ‪،‬‬
‫أن يوجد اإلنسان في زمان عبد الناصر( نزار قباني ) ‪.‬‬

‫حديث شريف‬
‫عن سلمان قال قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ :‬يا سلمان ال تبغضني فتفارق دينك ‪ .‬قلت يا رسول اهلل وكيف‬
‫أبغضك وبك هداني اهلل ؟ قال تبغض العرب فـتـبغـضني‬

‫‪ ( .‬رواه الترمذي )‬

‫قّصيدة العدد‬
‫عنترة‬

‫‪ /‬نزار قباني ‪.‬‬

‫هـذي البـالد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ‪ ،‬يملكها شخصٌ يسمى‬
‫عنتره …‬
‫يسـكر طوال الليل عنـد بابهـا ‪ ،‬و يجمع اإليجـار من‬
‫سكـانهـا ‪..‬‬
‫هـذي البـالد كلهـا مزرعـةٌ شخّصيـةٌ لعنـتره …‬
‫سـماؤهـا ‪ ..‬هواؤهـا … حقولهـا المخضوضره …‬
‫كل البنايـات – هنـا – يسـكن فيها عـنتره …‬
‫كل الشـبابيك عليـها صـورةٌ لعـنتره …‬
‫كل الميـادين هنـا ‪ ،‬تحمـل اسـم عــنتره …‬
‫عــنترةٌ يقـيم فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …‬
‫و فـي زجـاجـة الكوال ‪ ،‬و فـي أحـالمنـا المحتضـره ‪...‬‬
‫مـدينـةٌ مهـجورةٌ مهجـّره …‬
‫لم يبق – فيها – فأرةٌ ‪ ،‬أو نملـةٌ ‪ ،‬أو جدولٌ ‪ ،‬أو شـجره‬
‫…‬
‫الشـيء – فيها – يدهش السـياح إال الّصـورة الرسميـة‬
‫المقرّره ‪..‬‬
‫للجـنرال عــنتره …‬
‫فـي عربـات الخـس ‪ ،‬و البـطيخ …‬
‫فــي البـاصـات ‪ ،‬فـي محطـة القطـار ‪ ،‬فـي جمارك‬
‫المطـار ‪..‬‬
‫فـي طوابـع البريـد ‪ ،‬في مالعب الفوتبول ‪ ،‬فـي مطاعم‬
‫البيتزا …‬
‫و فـي كل فئـات العمـلة المزوره …‬
‫فـي غرفـة الجلوس … فـي الحمـام ‪ ..‬فـي المرحاض ‪..‬‬
‫فـي ميـالده السـعيد ‪..‬‬
‫فـي قّصـوره الشـامخـة ‪ ،‬البـاذخـة ‪ ،‬المسـوّره …‬
‫مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينـة المسـتعمره …‬
‫فحزننـا مكررٌ ‪ ،‬وموتنـا مكررٌ ‪،‬ونكهة القهوة في شفاهنـا‬
‫مكرره …‬
‫فمنذ أن ولدنـا ‪،‬و نحن محبوسون فـي زجـاجة الثقافة‬
‫المـدوره …‬
‫ومـذ دخلـنا المدرسـه ‪،‬و نحن الندرس إال سيرةً ذاتيـةً‬
‫واحـدهً …‬
‫تـخبرنـا عـن عضـالت عـنتره …‬
‫و مكـرمات عــنتره … و معجزات عــنتره …‬

‫وال نرى في كل دور السينما إال شريطاً عربياً مضجراً يلعب‬
‫فيه عنتره…‬
‫ال شـيء – في إذاعـة الّصـباح – نهتـم به …‬
‫فـالخـبر األولــ – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره …‬
‫و الخـبر األخـير – فيهـا – خبرٌ عن عــنتره…‬
‫ال شـيء – في البرنامج الثـاني – سـوى ‪:‬‬
‫عـزفٌ – عـلى القـانون – من مؤلفـات عــنتره …‬
‫و لـوحـةٌ زيتيـةٌ من خـربشــات عــنتره ‪...‬‬
‫و بـاقـةٌ من أردئ الشـعر بّصـوت عـنتره …‬
‫هذي بالدٌ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ‪،‬لسـيد المثقفين‬
‫عنتره …‬
‫يجملون قـبحه ‪ ،‬يؤرخون عّصره ‪ ،‬و ينشرون فكره …‬
‫و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره …‬
‫ال نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إال عــنتره …‬
‫بقـده الميـاس ‪ ،‬أو ضحكـته المعبـره …‬
‫يـوماً بزي الدوق و األمير … يـوماً بزي الكادحٍ الفـقير …‬
‫يـوماً عـلى طـائرةٍ سـمتيـةٍ ‪ ..‬يوماً على دبابة روسيـةٍ …‬
‫يـوماً عـلى مجـنزره …‬
‫يـوماً عـلى أضـالعنـا المكسـره …‬
‫ال أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول ‪ " :‬ال " ‪ ،‬للجـنرال عــنتره …‬
‫ال أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم – في المدينة – عن حكم‬
‫عنتره …‬
‫إن الخيارات هنا ‪ ،‬محدودةٌ ‪،‬بين دخول السجن ‪،‬أو دخول‬
‫المقبره ‪..‬‬
‫ال شـيء فـي مدينة المائة و خمسين مليون تابوت سوى‬
‫…‬
‫تالوة القرآن ‪ ،‬و السرادق الكبير ‪ ،‬و الجنائز المنتظره …‬
‫ال شيء ‪،‬إال رجلٌ يبيع ‪ -‬في حقيبةٍ ‪ -‬تذاكر الدخول للقبر ‪،‬‬
‫يدعى عنتره …‬
‫عــنترة العبسـي … ال يتركنـا دقيقةً واحدةً …‬
‫فـ مرة ‪ ،‬يـأكل من طعامنـا … و مـرةً يشرب من شـرابنـا‬
‫و مرةً يندس فـي فراشـنا … و مـرةً يزورنـا مسـلحاً …‬
‫ليقبض اإليجـار عن بالدنـا المسـتأجره‬

‫طرفة‬
‫* االب ‪ :‬ماذ تقولين لمن يهديك برتقالة ؟‬
‫* البنت ‪ :‬أقول له قشرها لي من فضلك ‪..‬‬

‫كاريكاتور‬

‫لعبة‬
‫* ابحث عن طريقة حسابية يكون بواسطتها عدد أصابع اليد اليمنى ‪ +‬عدد اصابع اليد اليسرى يساوي ‪ 00‬؟‬

‫سيرة العظماء‬
‫تلقى عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه خطاباً من قائده بأن أهل بيت المقدس قد طلبوا الّصلح مشترطين أن يتواله الخليفة‬
‫بنفسه ‪ ...‬فخرج عـمـر قاصداً بيت المقدس ومعه راحلة واحدة وغالم ‪ ،‬فلما صار في ظاهـر المدينة قال لغالمه ‪ " :‬نحن‬
‫اثنان والراحلة واحدة ‪ ،‬فإن ركبت أنا ومشيت أنت ظـلمتـك ‪ ،‬وإن ركبت أنت ومشيت أنا ظـلمتـني ‪ ،‬وإن ركبنا االثنين‬
‫قّصمنا ظهـر البعـيـر ‪ .‬فـلـنـقـتسم الطريق مثالثة " ‪ .‬وأخذ عـمـر يركب مرحلة ويقود الراحلة مرحلة ‪ ،‬والغـالم يركـب‬
‫مرحلة ويقود مرحلة ‪ ،‬وتمشي الراحلة وهي ال تحمل أحداً مرحلة ‪ ،‬وهكذا استمر يقـتسم الطريق مثالثة بين نفسه وبين‬
‫غالمه وبين راحلته ‪ ،‬حتى اقـتربا من المدينة و هو راكبا ‪ ،‬فـنزل عـمر و قال لغالمه ‪ :‬جاء دورك فاركب”‪ .‬قال الغالم ‪:‬‬
‫" يا أمير المؤمنين ال تنزلن وال أركبن ‪ ..‬فإن دخلنا على هذه الّصورة أنا راكب وأمير المؤمنين آخذ بمقود الراحلة‬
‫هزأوا وسخـروا من أمرنا وقد يؤثـر ذلك في نّصرنا " ‪.‬‬
‫قال عمر‪ " :‬دورك ‪ ..‬لو كان الدور دوري ما نزلت ‪ ،‬أما والدور دورك فواهلل ألنـزلن ولـتـركب " ‪.‬‬

‫مقال العدد‬
‫االمـبراطـوريـة ‪ -‬د‪.‬عّصمت سيف الدولة ‪.‬‬
‫نحتاج إلى أكبر قدر من بساطة التعبير عن موضوع معقد لنعرف كيف أن دولة الخالفة كانت امبراطورية فـنعـرف أنها‬
‫لم تكن إسالمية ثم نعـرف ونتأكد من أنها غـير ممكنة القيام في هذا العّصر ‪ .‬حينئذ نكون قد طهَرنا عـقول بعضنا من‬
‫فكـرة ماتزال تعـيش فيه ‪ ،‬تعـبر عـن وجودها من حين إلى حين ‪ ،‬تحت شعار الوحدة االسالمية مما يسهل عـلينا المتابعة‬
‫أن نتابع تطور ” الدولة ” في عالقتها بتطور المجتمعات ‪ .‬وأن نركز انتباهنا على عـنّصر " األرض " بالذات وتطور‬
‫عالقة الدولة به ‪ .‬ثم أن نتذكر أن كل ذلك التاريخ الذي أمتد مئات القرون كان يجري في ظل قاعدة شرعـية مستقرة ‪.‬‬
‫شرعية لدى كل المجتمعات ‪ ،‬مستقـرة فيما بينها جميعاً كقاعدة لعالقة الدولة باألرض ‪ .‬تلك القاعدة هي ما يُعـرف باسم‬
‫" حق الفتح " ‪ .‬وهو حق لم يتـفـق المجتمع البشري على إنهاء شرعـيته إال عام ‪ 0101‬حين وضع عهد عّصبة األمم‬
‫على أثر الحرب األوروبية األولى ‪ .‬أما قبل ذلك ‪ ،‬وعلى مدى التاريخ فـقد كان االستيالء بالقوة على أية أرض يكسب‬
‫الفاتحين حق ملكيتها وضمها إلى ممتلكاتهم ‪.‬‬
‫وهو حق يعرفه الغالب ‪ ،‬ويعـترف به المغـلوب ‪ ،‬ويقـرّ ه الذين لم يكونوا طرفاً غالباً أو مغـلوباً ‪..‬‬
‫في ظل هذا الحق بدأ تاريخ المجتمعات أسراً وعشائر وقبائل متقاتلة على االستيالء على مواقع المراعي والّصيد‬
‫ومواطن األرض الخّصبة في أودية األنهار ‪ ،‬حيث موارد المياه دائمة التنضب ‪ ،‬وحيث ثمار األرض موثوقة النمو‬
‫التغـيب ‪ ،‬بدأ استقرار الجماعات القبلية التي أدركتها أوالً ‪ .‬استقرت شعوباً ‪ ،‬وبدأت في تكوين حضارتها فتكونت‬
‫مجموعات متناثرة من ” الممالك ” في كل مكان صلح للزراعة بفعل ماء نهر أو ماء مطـر‪.‬‬
‫نموذجها مّصر ومابين النهرين ‪ .‬في األولى قامت الحضارة الفرعونية وفي الثانية قامت الحضارة البابلية ‪ .‬غير أن‬
‫استقرار بعض الشعوب على األرض الخّصبة لم يكن يعني – عند المجتمعات القبلية التي لم تستقر بعد ‪ -‬أنها قد تحّصنت‬
‫دون ” الفتح ” بمن استقر عليها ‪ .‬بالعكس ‪ .‬كانت تلك بداية حروب أوسع نطاقاً وأكثر شراسة من الحروب القبلية ‪ .‬كان‬
‫عّصر غـزو القبائل للممالك وعّصر مطاردتها أيضاً ‪ .‬حتى انك لترى اينما وجهت البّصر قبيلة مقاتلة تعتدي على حدود‬
‫قبيلة أخرى اقل منها استعداداً للقتال ثم تستقر في أرضها مؤسسة ” دولة ”الى أن تزيحها قبيلة أخرى كما قال أحد‬
‫المؤرخين ‪ .‬هكذا يحدثنا التاريخ عن تعرض مّصر ومابين النهرين لغـزوات القبائل األكادية ( ‪ 8111‬ق‪.‬م ) والهكسوس‬
‫( ‪ 1750‬ق‪.‬م ) والحامورية ( ‪ 0811‬ق‪.‬م ) واآلشورية ( ‪ 211‬ق‪.‬م ) و( الميدية ‪ 700‬ق‪.‬م ) ‪ ..‬الخ ‪ .‬كما يحدثنا عن‬
‫قبائل الهون التي اجتاحت ” العالم ” تقريباً ( ‪ 255‬م ) ودفعـت أمامها مجموعة من القبائل التي كانت تتجول في أوروبا‬
‫‪ :‬التورنجية ‪ ،‬والبرغـندية ‪ ،‬واالنكليزية ‪ ،‬والسكسونية ‪ ،‬والقوط ‪ ،‬والوندال ‪ ،‬واأللمان ‪ ..‬الخ ‪ .‬فتقع تلك القبائل على‬
‫جسم االمبراطورية الرومانية وتمزقها تمزيقاً … بينما يكون فرع آخـر من قبائل الهون قد مـزَق جسد الّصين وفارس ‪.‬‬
‫في المقابل يحدثنا التاريخ عن القادة ” العظام ” من مّصر وما بين النهرين والّصين والهند وروما ووادي الدانوب ‪،‬‬
‫فنالحظ أن ” عظمتهم ” قد قامت على أساس واحد هو انتّصاراتهم الساحقة ” خارج حدودهم ” ‪ ،‬أي وهم يطاردون‬
‫القبائل المغـيرة الى مراكز تجمعاتها ‪ ،‬ويضمون تلك المراكز الى األرض التي انطلقوا منها ‪.‬‬
‫لم تكن األرض ‪ ،‬أية أرض ‪ ،‬تخص إال من استولى عليها ‪ .‬وهي التخّصه إال إلى المدى الذي يستطيع أن يدافع عـنها ‪.‬‬
‫فاندثر من الممالك وتكونت ” دول ” بالغة االتساع هي ” االمبراطوريات ” ‪ .‬منها االمبراطورية الهيلينية التي بدأت‬
‫بغزو االسكندر األكبر آسيا الّصغرى ( ‪ 221‬ق‪.‬م ) ثم غـرب آسيا وفارس والهند ومّصر ‪ .‬وحين مات عام ‪ 282‬ق‪ .‬م ‪.‬‬
‫سئل لمن يترك ملكه فردد شعار العّصر كله ‪ ” :‬لمن هو أعظمكم قوة ” ‪.‬ومنها االمبراطورية الرومانية التي كانت مؤلفة‬
‫من نحو مائة شعـب م نذ أن تحولت من مملكة الى امبراطورية على يد أغسطس ( ‪ 01 – 87‬ق ‪.‬م ) وشملت كل أوروبا‬
‫تقريباً وغرب آسيا وشمال أفريقيا‪ ،‬واستمرت ‪ 511‬سنة ‪ .‬ثم مزقتها القبائل لتعود تحت حكم البابوات فعلياً واألباطـرة‬
‫اسمياً منذ شارلمان ( ‪ 215‬م ) حتى قضى عليها نابليون عام ‪1806‬ليكون قائداً المبراطورية جديدة ‪ .‬ومنها‬
‫االمبراطورية الفارسية التي شملت كل األرض من أول اليونان حتى الهند وبقيت إلى أن ظهر االسالم ‪ .‬ومنها‬
‫امبراطورية الّصين تحت حكم أسرة الهان التي استمرت ‪ 111‬سنة ( ‪ 818‬ق‪.‬م – ‪ 880‬م ) ثم مزقتها القبائل الغازية‬
‫لتعود امبراطورية مرة أخرى تحت حكم اسرة التانج وتبقى ‪ 211‬سنة ( ‪ . ) 111 – 102‬ثم مزقـتها جحافل المغـول‬
‫ليقيم فيها أحد قادتهم ‪ ،‬قوبالي خان ‪ ،‬امبراطورية جديدة ‪ .‬ولقد بقيت االمبراطورية الّصينية تحت أسـرة مانشو تأخذ‬
‫الجزية من منغوليا ومنشوريا وتركستان وبورما ونيبال وكوريا حتى أواخـر القرن الثامن عشر ‪ .‬وآخرها االمبراطورية‬
‫العثمانية ‪ .‬بدأت عام ‪ 0281‬وأنـتهت عام ‪.0101‬‬
‫باختّصار ‪ ،‬عندما تكون األرض متاحة لمن يستطيع أن يستولي عليها يترتب على ذلك عدة نتائج محتومة هي ذاتها‬
‫الخّصائص المحتومة للدولة المسماة ” االمبراطورية ” ‪ .‬فأوالً التكون لها حدود ثابتة بل تـتبع حدودها أقدام جيـوشها‬
‫فتقـف حيث تقف ‪ ،‬وتمتدّ حيث تتقدم ‪ ،‬وتـنحسر حيث تتقهقـر ‪ ،‬إذ هي دولة ” مكرهة ” على القتال ضد ماتتعـرض له‬

‫الحدود من هجمات وغـزوات غير منقطعة ‪ .‬وفي كل مرة توقفت فيه امبراطورية عن القتال أو‬
‫استرخت وضعفت ‪ ،‬فـتك بها وتمزقـت أو فـقدت بعض أرضها وانكمشت ‪ .‬فكان محتوماً على الدولة ” االمبراطورية ”‬
‫أن تكون مقاتلة غزواً أو دفاعاً ‪ .‬وثانياً ‪ ،‬إن هذا الغـزو والدفاع لم يكن يسمح لدولة االمبراطورية أن تختار شعـبها بل‬
‫كان عـليها ‪ ،‬إن غزت ‪ ،‬إما أن تبيد الشعوب أو تضمها ‪ ،‬وإن انهـزمت أن تفقد شعوباً ضمتها من قبل ‪ .‬وثالثاً ‪ ،‬كان‬
‫محتوماً عليها بفعل أنها مقاتلة دائماً على حدود متسعة وأعداء مختلفين أن تكون تحت قيادة مركزية واحدة تعـبَيء‬
‫الجيوش وتس يَرها الى حيث المخاطر التي تهدد الحدود ‪ ،‬أو إلى حيث الحدود المفتوحة لغـزو جديد ‪ .‬وكان اختيار القيادة‬
‫يتم على أساس الكفاءة الشخّصية أو يفوض ميراثاً ‪ ،‬ولكن البد من استشارة القادة فيه ‪ .‬ورابعاً ‪ ،‬كانت مهمة القيادة‬
‫المركزية ( االمبراطور ) اساساً هي إدارة اعباء النشاط القتالي على الحدود غـزواً أو دفاعاً ‪ ،‬أو قيادته بالفعل ‪ ،‬فأوكلت‬
‫إلى ممثلين لها أمر إدارة األقاليم أو الواليات أو االمارات مكتفـية بإلزامهم بأن يجمعوا األموال الالزمة لالدارة المركزية‬
‫وتعبئة الجيوش للقتال ‪ .‬فكانت كل إمارة أو والية أو إقليم مستقالً استقالالً ذاتياً ‪ ،‬مما أدى في كثير من الحاالت ‪ ،‬إلى‬
‫تمرد الحكام االقليميين على القيادة المركزية فأضاف إلى أعباء الحروب الخارجية أعباء الحروب الداخلية‪.‬‬
‫هكذا كانت االمبراطوريات نموذج ” الدولة ” في العّصر الذي سبق دولة الخالفة وعاصرها ‪ .‬ولم يكن في استطاعة‬
‫المسلمين أن يقيموا في الجزيرة العربية ” مملكة ” بل كان البد لهم من أن يقاتلوا عـند الحدود الشمالية للجزيرة حتى‬
‫التذهب الجزيرة ضحية االمبراطورية الفارسية أو االمبراطورية الرومانية كما ذهـبت ممالك جنوب الجزيرة العربية ‪.‬‬
‫ولم يكن في استطاعة دولة الخالفة أن تـتوقف عن الفتح عند حدود الجزيرة العربية ‪ ،‬ولقد حاول عمر أن يحول دون‬
‫فتح مايلي العراق شرقاً بعد فتح المدائن ‪ ،‬ولكن هذا لم يكن متوقفاً على الطرف العربي االسالمي وحده‪.‬‬
‫ولم يكن من " قوانين " وجود االمبراطوريات ومنها الفارسية والرومانية ‪ ،‬الكف عن القتال قبل أن تّصفَى " القوة‬
‫الجديدة النامية "‪ ،‬فلم يكـف العـرب المسلمون عن الفتح طالما كانوا قادرين ‪ .‬وحين عجزت االمبراطورية العثمانية‬
‫توقفت ثم بدأ الدفاع ثم االقتطاع ‪ ،‬إلى أن قسم مابقي فيها من شرائح شرائح على مائدة المنتّصرين في الحرب االوروبية‬
‫األولى عام ‪ . 0101‬اقتسموه ثم اتفقوا في عهد عّصبة األمم على إنهاء مشروعية " الفتح " ‪.‬‬
‫لم تكن دولة الخالفة بكل خّصائّصها ‪ ،‬إذن ‪ ،‬اختياراً اسالمياً ‪ .‬نريد أن نقول إنها ليست نظاماً للدولة مقّصوراً على‬
‫المسلمين ‪ ،‬وليس االسالم مّصدر نظامها ‪ .‬ولكنها نموذج " دولة " ساد األرض جميعاً عشرات القرون قبل ظهور‬
‫االسالم ومئات السنين بعد ظهوره فكان محتوماً على دولة الخالفة أن تكون على نموذج الدولة في عّصرها أو أالَ تكون‬
‫‪ .‬وقد كانت ‪.‬‬
‫هذا النموذج انقضى عّصره ولم يعد قابالً للتكرار ‪ .‬ذلك ألن الحروب القبلية ‪ ،‬والقبلية الشعوبية ‪ ،‬التي اسفرت عن "‬
‫االمبراطوريات " استمرت في شكل حروب " امبراطورية " قروناً طويلة ‪ .‬وفي قلب كل امبراطورية تجاوز عمرها‬
‫تلك الحروب فلم تتمزق ‪ ،‬بقيت مساحة كبيرة أو صغـيرة من األرض بعـيدة عن تخريب الحـروب التي كانت تدور على‬
‫الحدود ‪ ،‬فتوفـرت للشعـب أو الشعوب التي تقيم فـ يها مرحلة تاريخية طويلة نسبياً من االستقرار دخلت به ‪ ،‬وفي حماية‬
‫الدولة االمبراطورية ‪ ،‬مرحلة تكوينها القومي ‪ ،‬أو أتمته ‪ ،‬فأصبحت أمة بما تعـنيه األمة من اختّصاص شعـب معـين‬
‫بأرض معـينة ‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن المطاردة القـبلية واالمبراطورية دفعـت مجموعات من القبائل الى حيث قاتلوا عن‬
‫مواقعهم وظهورهم إلى البحر ‪ ،‬فكان البد لهم من االنتّصار ‪ ،‬فاالستقرار ‪ ،‬فـبدأوا في تكوينهم القومي واصبحوا فيما بعد‬
‫أمماً ‪ .‬هكذا تكونت األمة العربية واألمة التركية في قلب دولة الخالفة ‪ .‬وتكونت األمة االيرانية في قلب االمبراطورية‬
‫الفارسية ‪ ،‬وتكونت األمة االيطالية في قلب االمبراطورية الرومانية ‪ .‬وتكونت أمم أوروبا جميعاً من تجمعات قبلية‬
‫استقرت على األرض بعد غـزوها‪.‬‬
‫بدأت األمة االنكليزية في التكوين بعد أن غزتها قبائل السكسون القادمون من اقليم نهر االلب ‪ ،‬وقبائل االنكليز القادمون‬
‫من سلزوج ‪ ،‬وقبائل القوط القادمون من جتـلنده ‪ ،‬وهناك استمرت الحروب القـبلية أكثـر من قرن إلى أن انتّصر الغزاة‬
‫على البريطانيين ( السكان األصليين ) عام ‪ ، 577‬واسموا األرض " انجـلند "‪.‬‬
‫وبدأت األمة الفرنسية في التكوين بعد أن غـزاها " الفرنجة " أو الفرانك بقيادة كـلوفيس عام ‪ 121‬م فهـزم القوط‬
‫الغربيين والبرغـندين ووحدهما في مملكة واحدة استقـرت وأخذت اسمها من ” الفرنك ” فكانت فرنسا ‪ .‬وكان اولئك‬
‫القوط الغـربيون قد فتحوا اسبانيا بقيادة ثيودريك الثاني فاستقر األمر فـيها وبدأ الشعـب االسباني مرحلة تكوينه القومي‬
‫‪ ..‬وهكذا مازالت القبائل تستقر لتّصبح شعوباً مستقرة أو أمما متكونة قادرة على أن تدفع عنها غارات ما تبقى من قبائل‬
‫هزيلة جائلة ‪ .‬فلما أصبح لكل شعـب أو أمة أرض ‪ ،‬كان البد لحق " الفتح " أن يخلي مكانه لحق " تقرير المّصير " ‪.‬‬
‫ومؤداه أن من حق كل شعب أو أمة أن يستقل عن غـيره من الشعوب واألمم األخرى " باالرض " التي يقيم عليها ‪..‬‬
‫فـنكون قد وصلنا الى القـرن العشرين‪.‬‬
‫ونعجب أنه مايزال في القرن العشرين من يجدون فراغاً من الهموم ليحلموا بعودة دولة الخالفة ‪ ،‬ويزعـمون أنها‬
‫نموذج الدولة االسالمية ‪ .‬وهو حلم غـير قابل للتحقق في هذا العّصر ألنه ليس عّصر االمبراطوريات وحق الفتح بل‬
‫عّصر " الدول " ثابتة الحدود ‪ ،‬وحق تقرير المّصيـر ‪ .‬فال يكون على من يريد أن يعيد دولة الخالفة أن يفعـل اقل من‬
‫غـ زو الكرة األرضية كلها ‪ ،‬وتلك عودة إلى نموذج الدولة الموهومة التي تكلمنا عـنها من قبل ‪ .‬من يريد فـليحاول ‪ ،‬فهذا‬

‫شأنه ‪ .‬ولكن لما كان االسالم من شأننا جميعاً فنرجو أن يعـفي ” مشروعه االمبراطوري ” من نسبته‬
‫إلى االسالم حتى الينسب فشله إلى االسالم على األقل ‪.‬‬
‫ولقد فشلت من قبل دولة الخالفة فانقضت ‪ ،‬أفال يعقلون ؟ لم تفشل ألن الخلفاء من بني عـثمان كانوا أقل معرفة بالدين‬
‫االسالمي كما يزعم البعض ‪ ،‬فإن أحداً منهم لم يكن "مفـتياً " تفسد أحوال الرعـية إن أخطأ في االجتهاد وفسدت فتواه‬
‫‪ .‬ومن قبلهم تولَى الخالفة من جهروا بالمنكر من الكفر مثل األموي وليد الثاني ( ‪ 711 – 712‬م ) ‪ ،‬ولم تسقط دولة‬
‫الخالفة أو تـنقض ‪ .‬وما نحسبهم أقل معرفة بالدين من البرامكة أو السالجقة أو المماليك الذين ازدهرت في أيام توليهم‬
‫السلطة الفعلية دولة الخالفة وأينعـت ‪ .‬والنحسبهم أقل حرصاً على الدين وأحكامه من الفاطميين الذين شوهوا مناسكه‬
‫بكل البدع المزوَقة التي نعـرفها ‪ .‬على أي حال لم تـنجـب أسرة العـثمانيين مثل الحاكم بأمر اهلل الفاطمي بل إن‬
‫العـثمانيين هم الذين اخترعوا منّصب ” المفتي ” ليحّصنوا احكام الدين ضد مخاطر االجتهاد في شعـب اليعـرف لغة‬
‫القرآن ‪ .‬وأول من صاغ احكام الشريعة ( المذهب الحنفي ) في مواد مرقمة كما يفعـلون في التشريع الحديث واصدروه‬
‫فـيما يعـرف ” بالمجلة ” حتى اليترك األمر لمطلق اجتهاد القضاة والمفتين ‪ .‬وفي عهدهم وليس في عهد غيرهم ‪ ،‬عـزل‬
‫خلفاء ‪ ،‬من بينهم عبد الحميد الثاني استناداً – ولو شكلياً – إلى فـتوى بعدم صالحيتهم لتولي األمر ‪ .‬وأبطل العلماء‬
‫قرارين باضطهاد المسيحيين لمخالفتهما ألحكام الدين االسالمي ‪ ،‬فلم ينفذا ‪ .‬القرار األول أصدره السلطان سليم األول‬
‫عام ‪ 0507‬والقرار الثاني أصدره ابراهيم األول عام ‪ . 0115‬ولم تفشل دولة الخالفة ألن الخلفاء من بني عثمان كانوا‬
‫فاسقين ‪ ،‬فإن قائمة أسماء الفاسقين ممن تولوا الخالفة أطول بكثير من قائمة أسماء كل الخلفاء العثمانيين ‪ .‬ليس هذا‬
‫دفاعاً عن الخلفاء من بني عثمان ‪ ،‬فإنَا نعرف من أمرهم مايعرفون ‪ ،‬وإنما هو رفع لخطأ شائع يردَ انهيار الدولة الى‬
‫سبب وحيد يتعلق بأشخاص حكامها ‪ .‬والحق أنه طالما كانت دولة الخالفة في عـنفوان شبابها كانت قادرة على الحياة‬
‫بالرغم ممن تولى الخالفة فيها من الجهلة والفاسقين واألطفال أو الشيوخ العاجزين ‪ .‬فلما هـزمت ووهنت قوَتها ‪ ،‬آن‬
‫لها أن تموت بالرغم من كل تمنيات المسلمين‪.‬‬
‫كذلك لم تفشل دولة الخالفة العثمانية ألن دعاة القومية العربية ‪ ،‬أو العرب عامة ‪ ،‬قد تآمروا ضّدها وخربوها كيداً‬
‫للوحدة االسالمية واستكماالً لدور الّصليبيين ‪ .‬ذلك ألن دولة الخالفة قد دبت على طريق نهايتها وأوغلت فيه قبل أن‬
‫يعرف عـربي واحد كلمة القومية ‪ ،‬وقـبل أن يحلم عربي واحد بالوحدة العربية ؛ قـبل هذا بعشرات السنين ‪ .‬لقد بدأت‬
‫أسباب انفراطها منذ أن بدأت تفرط في واليتها على رعاياها وأرضها ‪ .‬كان ذلك يوم أخذت تبيع ” االمتيازات ” للدول‬
‫األخرى ‪ ،‬ثم تكره على بيعها ‪ ،‬ثم تغتّصب منها اغتّصاباً ‪ .‬لم يكن أحد قد عرف كلمة القومية أو حلم بالوحدة العربية‬
‫حين باعـت دولة الخالفة االمتيازات لفرنسا ( ‪ ) 0525‬ثم النكلترا ( ‪ ) 0571‬ثم لهولندا ( ‪ ) 0512‬ثم لروسيا ( ‪) 0711‬‬
‫ثم للسويد ( ‪ ) 0727‬ثم لنابولي )‪(1740‬ثم للدانمرك ( ‪ ) 0751‬ثم لبروسيا ( ‪ ) 0717‬ثم السبانيا ( ‪ )0728‬ثم للواليات‬
‫المتحدة ( ‪ ) 0221‬ثم لبلجيكا (‪ ) 0222‬ثم للبرتغال ( ‪ ) 0212‬ثم لليونان ( ‪ . ) 0251‬واالمتيازات تعني أن كالً من تلك‬
‫ال دول كانت ذات سلطات مباشرة على رعاياها ‪ ،‬مستقلة عن سلطة دولة الخالفة في قلب دولة الخالفة وعلى أرضها ‪.‬‬
‫إنها تلك االمتيازات التي بدأت بذوراً ‪ ،‬ثم نبتت نفوذاً ثم أثمرت استعماراً ‪ .‬فقد كانت الجيوش الروسية تكتسح جند‬
‫الخالفة متجهة إلى العاصمة اآلستانة ( القسطنطينية ) عام ‪ 0712‬فتخلت دولة الخالفة عن قـبرص ورودس وكريت‬
‫لتعزز قواتها على الحدود الشمالية ‪ .‬وقي عام ‪ 0281‬هزمت جيوش دولة الخالفة في أدرنة ففقدت اليونان وأجزاء من‬
‫القوقاز ‪ ،‬وسلطتها على بالد البلقان ‪.‬‬
‫لم تستطع دولة الخالفة أن تّصنع شيئاً وهي ترى االقطار العربية تسلب واحداً بعد اآلخـر ‪.‬احتلت فرنسا الجزائر (‪0221‬‬
‫) وتونس ( ‪ ، ) 0220‬واحتلت انكلترا جنوب الجزيرة العربية ( ‪ ، ) 0222‬واالحساء (‪ ، ) 0270‬ومّصر ) ‪، ( 1882‬‬
‫ومسقط ( ‪ ) 0218‬والكويت ( ‪ ، ) 0211‬واحتلت ايطاليا ليبيا ( ‪ ) 0108‬أما ماتبقى من األقطار العربية واليات من دولة‬
‫الخالفة ‪ ،‬فقد اقتسمه المستعمرون بعد انتّصارهم على دولة الخالفة وحلفائها عام ‪ . 0102‬القطر العربي الوحيد الذي‬
‫استطاع أن يقاوم االستعمار االوروبي على مدى القرن التاسع عشر كله وحتى عام ‪ 0112‬هو مراكش ‪ ،‬وذلك ألن‬
‫مراكش هي القطر العربي الوحيد الذي لم يكن جزءاً من الدولة العثمانية ‪ .‬فأية وحدة اسالمية تلك التي يحلمون بالعودة‬
‫إليها ؟‬
‫أما متى تحررت تلك األقطار العربية ؟ فلنتذكر ‪ ( ،‬إنَ الذكرى تنفع المؤمنين ) ‪ .‬تحررت بعد أن اندثرت دولة الخالفة‬
‫وبدون دولة خالفة أو دولة وحدة إسالمية من أي نوع كانت ‪ .‬ولكنها ماتحررت إذ تحررت إال في نطاق حركة التحرر‬
‫العربي التي بدأت في النّصف الثاني من القرن العشرين ‪ .‬وما تحرر قطر منها إال بمساندة ومساهمة القوى القومية‬
‫العربية وجماهير األمة العربية من الخليج إلى المحيط ‪ .‬فأية قومية تلك التي يناهضونها باسم الوحدة االسالمية ؟‬
‫أما لماذا بدأت الحركة القومية العربية في المشرق أوالً فألنها لم تّصطنع اصطناعاً ‪ .‬بدأت حيث توفر مبررها التاريخي ‪،‬‬
‫فكان محتوماً أن تبدأ حيث توفر ‪ .‬ولو أنها بدأت في غير المشرق العربي لكانت جديرة بأن تتهم باالصطناع الذي يعـني‬
‫انعدام المبرر ‪ .‬ذلك ألنه في مطلع القرن العشرين كانت كل أقطار الوطن العربي تحت سيطـرة االحتالل األوروبي ماعدا‬
‫أقطار المشرق فقد كانت ماتزال اجزاء من دولة الخالفة ‪ .‬ولم تلبث الحركة القومية التركية ( الطورانية ) ممثلة في‬
‫قيادتها جمعـية ” االتحاد والترقي ” أن ألغت ( فعلياً ) دولة الخالفة من حيث هي دولة مشتركة بين أمتين ‪ ،‬العربية‬

‫والتركية ‪ .‬وحوَلوها إلى دولة تركية تحكم العرب وتحاول سلبهم خّصائص القومية ”بتتريكهم ” ‪.‬‬
‫ولقد كان الشوفينيون االتراك مسلمين ‪ ،‬ولم تكن غايتهم من قهر العرب إعادتهم إلى االسالم بعد أن ارتدَوا ‪ .‬بل كانت‬
‫غايتهم السيطرة على ” أمة االسالم ” التي علمتهم كيف يكونون أمة ‪ ،‬وكيف يكونون مسلمين ‪ .‬وحيث بدأ الهجوم بدأت‬
‫المقاومة ‪ .‬وبدأ الدفاع عن القومية العربية حيث بدأ الهجوم على القومية العربية ‪ .‬كان المهاجمون تركاً فكان‬
‫المقاومون عرباً ‪ .‬أما في المغرب العربي ومّصر وحيث السيطرة األوروبية فلم يحتج العرب إلى أن يميزوا أنفسهم عن‬
‫أعدائهم بالعروبة أو باالنتماء القومي إلى األمة العربية ‪ .‬ولو أنهم فعـلوا لكان ذاك اصطناعاً حقاً ‪ .‬فقيل أنهم عرب ‪،‬‬
‫وقيل أنهم مسلمون ‪ ،‬بدون تفرقة ‪ ،‬جرياً على ماكان يطلقه عـليهم المستعمرون بدون تفريق ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن الحركة العربية القومية التي بدأت في المشرق لم تلبث أن امتدت إلى كل مكان متاح ‪ .‬فـنرى من فّصائلها‬
‫المنظمة " المنتدى العربي " ( ‪ ، ) 0111‬و " الجمعـية القحطانية " ( ‪ ) 0112‬و " جمعـية العهد " )‪، (1914‬‬
‫تنشأ في قلب العاصمة اآلستانة ‪ .‬ونرى " رابطة الوطن العربي " ) ‪ ، ( 1904‬و " العـربية الفتاة " (‪ ) 0108‬تنشآن‬
‫في باريس وتـنشطان في كل مكان ‪ .‬ونرى في العراق " الجمعـية االصالحية " ( ‪ ، ) 0102‬وفي القاهرة " حزب‬
‫الالمركزية " ( ‪ … ، ) 0108‬الخ ‪.‬‬
‫هل كان القادة مسلمين أو غير مسلمين ؟ هذا سؤال الننزلق إلى وحل االجابة عليه ‪ .‬نحن نعـرفهم جميعاً عرباً دافعوا‬
‫عن أمتهم واستشهد كثير منهم في سبيل الدفاع عنها ‪ .‬ونعرف منهم دفعة واحدة من الذين استشهدوا على أعواد‬
‫المشانق السفاح التركي أحمد جمال " باشا " ‪ :‬عبد الحميد الزهراوي ‪ ،‬وعبد الكريم خليل ‪ ،‬ومحمد المحمّصاني ‪،‬‬
‫وسالم الجزائري ‪ ،‬وعبد القادر خرسا ‪ ،‬ونور الدين القاضي ‪ ،‬وسعيد عـقل ‪ ،‬وجورجي حداد ‪ ،‬وعمر حمد ‪ ،‬وعبد الغـني‬
‫العريس ‪ ،‬وعارف الشهابي ‪ ،‬وأحمد طبارة ‪ ،‬ومحمد الشنطي ‪ ،‬وتوفيق البساط ‪ ،‬وأمين لطفي ‪ ،‬وشفيق المؤيد ‪ ،‬وعبد‬
‫الوهاب االنكليزي ‪ ،‬ورفيق رزق سلوم ‪.‬‬
‫فمن ذا الذي يجـ رؤ على أن يخوض في دماء شهداء األمة العربية ليبحث عن الدين الذي كانوا اليه ينتمون ؟‪.‬‬
‫ثم ان كل فّصائل الحركة العربية قد اجتمعوا في باريس ( ‪ ) 0102‬يحاولون الدفاع عن الدولة المشتركة ‪ ،‬دولة الخالفة ‪،‬‬
‫أو دولة الوحدة االسالمية التي يحملون القومية العربية مسؤولية وفاتها ‪ ،‬كان الشوفينيون األتراك قد أنهوها فعالً ‪،‬‬
‫متحالفين في ذلك مع سادتهم من المستعمرين فاجتمعت فّصائل الحركة العربية في مؤتمر باريس تحاول االبقاء عليها ‪.‬‬
‫فـ نرى المؤتمر ينتهي إلى المطالبة بإصالح الدولة وتحرير إدارتها من التسلط التركي والمساواة بين رعاياها من العـرب‬
‫واالتراك ولم يطالبوا باستقالل العرب عن الدولة المشتركة أو التي كانوا يريدون لها أن تبقى مشتركة لتكون أكثر مقدرة‬
‫على مقاومة المد االستعماري كما كانوا يعـتقدون ‪ .‬فلما أن قامر االتراك بمّصير االقطار العربية في رهان الحرب‬
‫األوروبية األولى واختاروا جانب المهزومين راهن العرب على ثقـتهم بالمنتّصرين ‪ .‬ومع ذلك فقد بقـيت تركيا مستقـلة‬
‫وسقطت بقية األقطار العربية في قبضة المستعمرين ‪ .‬حينئذ بدأت حركة التحرر العربي تعـبيء قواها القومية في سبيل‬
‫التحرر والوحدة ‪ .‬فما الذي جنته األفكار القومية والدعوة إلى الوحدة العربية على تلك الدولة التي كانت قد أنقضت قبل‬
‫أن تبدأ الحركة القومية العربية بسنين ؟‬
‫ال ‪ ،‬لم تفشل دولة الخالفة ألي سبب من تلك " األعراض " التي كانت تـنبيء بأن في دولة الخالفة ذاتها داءها الدفين ‪:‬‬
‫الشيخوخة ‪ .‬ولقد طالت فترة شيخوختها حتى تجاوزت عّصرها ‪ .‬عّصر الدولة " االمبراطورية " طالت أكثر من أية‬
‫امبراطورية عرفها التاريخ ‪ ،‬فما بين تولي أبي بكر ( عام ‪ ) 128‬وسقوط عبد المجيد الثاني ( عام ‪ ) 0181‬انقضت‬
‫‪ 0818‬سنة ‪ .‬كانت خّصائص الدولة " االمبراطورية " التي عرفناها قد أصبحت غير صالحة للحياة في عّصر الدول‬
‫القومية الناشئة ‪ .‬والقوى الرأسمالية النامية ‪ .‬والقوى االستعمارية الضارية ‪ .‬ولقد حاول نابليون أن ينشيء دولة "‬
‫امبراطورية " طبقاً لذلك النموذج الموشك على االنقراض فلم تكد تعيش امبراطوريته ربع قرن ‪ .‬هزمتها القوى القومية‬
‫الناشئة في اسبانيا وألمانيا وروسيا ‪ ،‬وخذلتها القوى اللرأسمالية النامية في فرنسا ذاتها ‪ ،‬وسحقتها القوى االستعمارية‬
‫الضارية بقيادة بريطانيا ‪ .‬ولقد كانت دولة الخالفة هي آخر نموذج للدولة االمبراطورية ‪ .‬كانت قد نشأت حولها دول‬
‫قومية ذات نظام رأسمالي سيطرت على أركان األرض جميعاً ‪ .‬اسبانيا ‪ .‬والبرتغال ‪ .‬وهولندا ‪ .‬وانكلترا ‪ .‬وفرنسا ‪.‬‬
‫وألمانيا ‪ .‬وروسيا ‪ .‬وايطاليا فأغـ راها اتساع المستعمرات بأن تستعير اسم الدولة المنقرضة فأسمت نفسها امبراطوريات‬
‫‪ .‬ولكن وحدة االسم التخفي اختالف المسميات ‪ .‬كانت الدولة االمبراطورية المنقرضة دولة مشتركة بين كل الشعوب فيها‬
‫‪ .‬أما االمبراطورية الحديثة فدولة مستغلة لكل من تسيطر عليه من شعوب‪.‬‬
‫على أي حال انقرضت دولة الخالفة ألنها فشلت في أن تعـيش في غـير عّصرها ‪ ،‬فهل ثمة من يحلم بالعـودة إلى دولة‬
‫فاشلة ؟‬

‫بسم اهلل الرحمان الرحيم ‪ :‬إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ َأوْ أَلْقَى‬
‫السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ‪ ( .‬صدق اهلل العظيم )‬

‫الدين و الحياة‬
‫ثنائية العـقل و الحرية في االسالم ‪ ..‬ان عظمة الدين االسالمي تكمن في اعـتماده على العـقـل تجسيدا‬
‫لحرية االنسان ‪ .‬لذلك لم يكلـّـف اال العاقل البالغ ‪ ،‬فجعل شرط التكليف اكتمال العـقل ‪ ..‬ثم اعـتمد في ما أمر به من تكليف‬
‫على الحجج العـقلية و االقناع ‪ ..‬و قد ورد هذا المعـنى في العديد من آيات القرآن ‪ .‬قال تعالى ‪ " :‬قـل سيـروا في األرض‬
‫فانظـروا كيف بدأ الخلق ( العـنكبوت ‪ .. ) 81 .‬و حتى الترهيب و الترغيب من خالل وصف النعيم في الجنة أو وصف‬
‫العذاب في النار‪ ،‬ذكـره سبحانه ليكون ذلك جزءا من اختيار االنسان ‪ ..‬فـتـكون وقـتها مسألة الكفـر و االيمان ‪ ،‬او‬
‫مسألة الطاعة و المعّصية ‪ ،‬هي مسألة تقـرير مّصير يقـرّره االنسان بنـفسه وهو يعـلم كل كـبيـرة و صغـيرة لما سيترتب‬
‫عن اختياره ‪ ..‬ولو لم يكن ذلك كذلك لما صحّ اصال مبدأ العـقـاب و الثواب ‪ .‬قال تعالى ‪ ":‬وَمَا كُـنَا مُعَذِبِيـنَ حَـتَى نَبْعَـثَ‬
‫رَسُولًا " ( االسراء ‪ . ) 05‬قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه اآلية ‪ :‬إخبار عن عدله تعالى‪ ،‬وأنه ال يعذب أحدًا إال‬
‫بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه ( انتهى ) ‪ .‬لذلك فان التشدّ د المفرط في وصف الناس بالكفـر و الدعاء عليهم‬
‫و قـ ذفهم و تعـنيفهم ‪ ،‬هو من اكثر االساليب تعارضا مع الدين النه يمثل مّصادرة بالغـيب لما منحه اهلل لعـباده رأفة بهم ‪،‬‬
‫واغالق دون مبرر لباب تركه اهلل مفـتوحا مدى الحياة و هو باب التوبة ‪ ...‬فمن ادرانا بأن من نسمّيه كافرا سيموت‬
‫كافرا ؟ و ان آيات القرآن الكريم لتغـني عن الكالم ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬وَالَ تَـقُـولُوا لِمَنْ أَلْـقَى إِلَيْكُمْ السَالَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ‪( .‬‬
‫ن ‪ ،‬إِنْ نَـشَأْ نـُنَـزِلْ عَـلَيْهِـمْ مِنَ السَمَاءِ آ َيةً‬
‫النساء ‪ ) ٤٩ :‬و قال سبحانه ‪ :‬لَعَـلـَّــكَ بَاخِعٌ نَـفْسَكَ أَال يَكُونُوا مُؤْمِـ ِنـيـ َ‬
‫ن ‪ ( .‬الشعراء ‪ 2‬و ‪ . ) 1‬قال بن كثير مفسّرا ‪ " :‬وقوله ‪ ( :‬لعلك باخع ) أي ‪:‬‬
‫َفـظَـلـَـتْ أَع ْـ َنـاقُـ هُمْ لَهَا خَاضِعِـيـ َ‬
‫مهلك نفسك ‪ .‬أي ‪ :‬مما تحرص [ عليهم ] وتحزن عليهم ( أال يكونوا مؤمنين ) ‪ ،‬وهذه تسلية من اهلل لرسوله ‪،‬‬
‫صلوات اهلل وسالمه عليه ‪ ،‬في عـ دم إيمان من لم يؤمن به من الكفار ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ ( :‬فال تذهب نفسك عليهم‬
‫حسرات ) ) فاطر ‪ ، ) 2 :‬وقال ‪ :‬فلعـلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا )الكهف ‪ " .) 1 :‬ثم‬
‫قال تعالى ‪ ( :‬إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فـظـلـّـت أعناقهم لها خاضعـين ) أي ‪ ( :‬لو شئنا ألنزلنا آية‬
‫تضطـرّ هم إلى اإليمان قهرا ‪ ،‬ولكنا ال نفعل ذلك ‪ ،‬ألنا ال نريد من أحد إال اإليمان االخـتـياري ‪ ،‬وقال تعالى ‪ ( :‬ولو شاء‬
‫ربك آلمن من في األرض كلهم جميعا أفأنت تــُـكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ) يونس ‪ ، ) 11 :‬وقال ‪ ( :‬ولو شاء‬
‫ربــّـك لجعل الناس أمة واحدة وال يزالون مختلفين ‪ .‬إال من رحم ربك ولذلك خلقهم ) ) هود ‪ ، ) 001 ، 002 :‬فـنفـذ‬
‫قدره ‪ ،‬ومضت حكمته ‪ ،‬وقامت حجــّـ ته البالغة على خلقه بإرسال الرسل إليهم ‪ ،‬وإنزال الكتب عليهم " ( انتهى ) ‪/ ..‬‬
‫و اهلل أعلم ‪ / .‬و اهلل أعلم ‪..‬‬

‫حل الكلمات المتقاطعة‬
‫حل اللــّــغـز‪:‬‬
‫أوال نحسب عدد اصابع اليد اليسرى بداية من ‪ 01‬حتى نقف عند ‪ 1‬كما‬
‫يلي‪ . 1 ، 7 ، 2 ، 1 ، 01 :‬ثانيا نحسب عدد اصابع اليد اليمنى بداية‬
‫من ‪ 0‬حتى ‪ . 5 ، 1 ، 2 ، 8 ، 0 : 5‬ثالثا النتيحة اذن ‪.. 00 = 5 + 1 :‬‬
‫!!‬

‫الّصّ ّور المتشابهة‬

‫‪7‬‬
‫د‬
‫ك‬
‫ت‬
‫و‬
‫ر‬

‫‪1 5 1 2 8 0‬‬
‫م ح م‬
‫‪ 0‬م ل‬
‫ر ف‬
‫‪ 8‬و ك ر‬
‫س ل م‬
‫‪ 2‬ل‬
‫أ‬
‫‪ 1‬د و ا ء‬
‫ا ل ا خ ث‬
‫‪5‬‬
‫ة س ل خ‬
‫‪ 1‬ف‬
‫ت و ن س‬
‫‪ 7‬ل ف‬


Aperçu du document 56.pdf - page 1/9

 
56.pdf - page 2/9
56.pdf - page 3/9
56.pdf - page 4/9
56.pdf - page 5/9
56.pdf - page 6/9
 







Télécharger le fichier (PDF)


56.pdf (PDF, 723 Ko)




Documents récents du même auteur


الوضع في بلدية ملولش   29 octobre 2020
رحلة عقيمة الى الارض الطهور   22 juin 2020
اسس الوحدة العربية   20 juin 2020
رسالة الدكتور عصمت سيف الدولة   9 février 2019
حقيقة التنظيم الطليعي   6 janvier 2019
القدس العدد151   26 novembre 2014
القدس العدد 118   7 avril 2014
80   17 juillet 2013
79   17 juillet 2013
55   17 mars 2013
13   16 mars 2013
62   16 mars 2013
59   16 mars 2013
58   16 mars 2013
57   16 mars 2013
55   16 mars 2013
54   16 mars 2013
53   16 mars 2013
52   16 mars 2013
51   16 mars 2013



Ce fichier a été mis en ligne par un utilisateur du site Fichier PDF. Identifiant unique du document: 00162024.
⚠️  Signaler un contenu illicite
Pour plus d'informations sur notre politique de lutte contre la diffusion illicite de contenus protégés par droit d'auteur, consultez notre page dédiée.