القدس عدد 205 PDF
À propos / Télécharger Lire le document
Nom original: القدس عدد 205.pdf
Ce fichier au format PDF 1.5 a été envoyé sur Fichier-PDF le 15/12/2015 à 21:27, depuis l'adresse IP 197.2.x.x.
La présente page de téléchargement du fichier a été vue 456 fois.
Taille du document: 1.1 Mo (12 pages).
Confidentialité: fichier public
Aperçu du document
ھل ﯾﻣﻛن اﻟﮭروب ﻣن اﻟﺣل اﻟﻘوﻣﻲ ...؟
ﻧﺣن اﻵن ﻓﻲ وﺿﻊ ﻻ ﻧﺣﺳد ﻋﻠﯾﮫ :ﺗﻧﺗﺻب ھﻧﺎ وھﻧﺎك دول ﻛرﺗوﻧﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﯾﺗﺿﺎﻋف ﻋدد ﻣﺗﺳﺎﻛﻧﯾﮭﺎ ﻣن ﺳﻧﺔ
اﻟﻰ اﺧرى ..وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﺗﻘل اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻣوارد داﺧﻠﮭﺎ ﻛل ﯾوم ..ﻓﺎذا ﻛﺎن وﺿﻌﮭﺎ اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ ﻋﺎﺟزا ﺗﻣﺎﻣﺎ
ﻋن ﺗﻘدﯾم أي ﺣﻠول ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻓﮭل ﺳﺗﻛون ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻔﺗﯾت ﺣﻠوﻻ ﺑدﯾﻠﺔ ..؟؟
ﻻ ﯾﻘﺑل أﺣد ـ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ـ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﺑﻧﻌم ..ﻟذﻟك ،ﻟن ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻣﻧظور اﻻ اﻟﻣﺷروع
اﻟﻘوﻣﻲ ،ﻷن ﻛل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻣطروﺣﺔ اﻷﺧرى أﻓﺿﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن ھو اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣوﺟودة ،أﻣﺎ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻔوﺿوﯾﺔ ،واﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻘﺑﻠﯾﺔ واﻟﺷﻌوﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻰ ﺗﻔﺗﯾت اﻟﻣﻔﺗت ﻓﮭﻲ
ﻟن ﺗﻧﺟﺢ اﺑدا ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد ..ﻷن اي ﺗﺟزﺋﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻛﯾﺎﻧت اﻟﻘطرﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ،ﺗﻌﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺿرورة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺟزﺋﺔ وﺗﻔﺗﯾت ﺟدﯾدة ﻟﻼﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وھﻲ اﻟﻌﺎﺟزة اﺻﻼ ﻓﻲ ظل اﻟوﺿﻊ
اﻻﻗﻠﯾﻣﻲ اﻟراھن ﻋن ﺻﻧﻊ اﻟﺗﻘدم ،واﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﺷﮭده أﻏﻠب اﻻﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻧﺣﺳﺎر ﺗﺎم
ﻟﻠﺛروة ،واﺳﺗﻧزاف ﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﮭﺎ ،اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌد ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﯾﻔﺎء ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ظل اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﮭوﻟﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ،واﻧﺗﺷﺎر
اﻟﻌﻣران ..وھو ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻓﻲ ﺧﻧق ﺗﻠك اﻟﻛﯾﺎﻧﺎت ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ أﺧرى ﺑﺳﺑب ﻣﺷﺎﻛﻠﮭﺎ اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ،وﻣواردھﺎ اﻟﻣﺗراﺟﻌﺔ
..وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻓﻲ ازﻣﺗﮭﺎ ،ھو ان ﻧﺧﺑﮭﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟم ﺗدرك ﺑﻌد اﻟﺑﻌد اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل اﻟﻘطرﯾﺔ ،ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻸﻣن أو ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ..أﻣﺎ اﻟﻘوى اﻟرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺻﺎﻋدة اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻗطﺎر ﻣﺛل ﺗوﻧس او ﻣﺻر ،ﻓﮭﻲ
ﻻ ﺗﻘل ﻋﺟزا ﻋن ﺳﺎﺑﻘﺎﺗﮭﺎ ،ﺑﺳﺑب رھﺎﻧﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطرﯾﺔ اﻟﻣﻔﻠﺳﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌوﻧﺎت
واﻟﮭﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﮭﺎ ﻛﯾﺎﻧﺎت ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﺗﺗﻧﻔس اﺻطﻧﺎﻋﯾﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺑﻘﺎء ..وﺑﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎدھﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﺎﺳدة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﻋﺟزھﺎ ﻋن ﺗطﮭﯾرھﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ اﻟرﺟﻌﯾﺔ ﺗﻠك ..ﻟذﻟك
ﯾﺳﺗﺣﯾل اﻟﺧروج ﻣن اﻻزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟرّ اھن ﺑﺄﯾﺎدي ﻣرﺗﻌﺷﺔ ،وﺳﺧﺔ ،وﺑﻌﻘﻠﯾﺔ اﻧﺗﮭﺎزﯾﺔ ،ﻧﻔﻌﯾﺔ ،ھدﻓﮭﺎ اﻟوﺣﯾد
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،واﻟرﺑﺢ اﻟﺳرﯾﻊ ..
وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ دﻋوات أﻣﻣﯾﺔ ) ﻣﺎ ﻓوق ﻗوﻣﯾﺔ ( ﺳواء ﻛﺎﻧت اﺳﻼﻣﯾﺔ او ﺷﯾوﻋﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ
ﻟن ﺗﻛون ﻣﻣﻛﻧﺔ اﻻ ﺑﯾن ﻛﯾﺎﻧﺎت ﻗوﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘرة ،ودﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﺣر اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻼﻧﺻﮭﺎر ﻓﻲ ﻛﯾﺎﻧﺎت
ﺟدﯾدة ﺗﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﻘرﯾب واﻟﺑﻌﯾد ،ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻻﺗﺣﺎد اﻻوروﺑﻲ ﺣﺎﻟﯾﺎ ..وھو
ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ﻓﻲ واﻗﻌﻧﺎ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟرّ اھن ﻟﻐﯾﺎب ﺗﻠك اﻟﺷروط اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ..
* اذا ﻓﺎﺗك اﻟﺑدري ﺷﻣر واﺟري .
* اﻟﻲ ﯾﺘﻮه ﻓﻲ اﻷﻓﻜﺎر ﯾﺒﺎت ﻣﺤﺘﺎر .
اﻟﻠﻲ ﺧﺎﻧوا اﻟﻌﮭد ﺑﯾﻧﺎ
واﺳﺗﺑﺎﺣوا ﻛل ﺣﺎﺟﺔ
واﺳﺗﮭﺎﻧوا ﺑﺎﻟﻌروﺑﺔ
واﺳﺗﻛﺎﻧوا ﻟﻠﺧواﺟﺔ
ﻣﺳﺗﺣﯾل ﺣﯾﻛوﻧوا ﻣﻧﺎ
اﺣﻧﺎ ﺣﺎﺟﺔ وھﻣﺎ ﺣﺎﺟﺔ
) أﺣﻣد ﻓؤاد ﻧﺟم ( .
ﻣﺛل ﻣﺻري ﻗدﯾم ،ﯾﻌود اﺻﻠﮫ اﻟﻰ رﺟل ﺑﻘﺎل أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺑﯾﻊ
اﻟﺑﻘول ﻣن ﻋدس وﺣﻣص وﻓول ..ﻓﮭﺟم ﻋﻠﯾﮫ ﻟص وﺳرق
ﻧﻘوده وﻛﯾس ﺻﻐﯾر ﻣن اﻟﻌدس وﺟرى ..ﻓﺧرج اﻟﺗﺎﺟر
ﯾﺟري ﺧﻠﻔﮫ ﻻﺳﺗرﺟﺎع ﻧﻘوده ..وﻓﻲ اﻻﺛﻧﺎء ﻋﺛر اﻟﺳﺎرق ،
ﻓوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻻرض وﺗﺑﻌﺛر اﻟﻌدس أﻣﺎﻣﮫ وﺑدأ ﯾﺋن
وﯾﺳﺗﻌطف اﻟﻧﺎس ..وﻟﻣﺎ رآه اﻟﺣﺎﺿرون ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺣﺎل
ظﻧوا أن اﻟﺗﺎﺟر ﯾﻼﺣﻘﮫ ﻣن أﺟل ﺣﻔﻧﺔ ﻣن اﻟﻌدس ..
ﻓﺗوﺟﮭوا اﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟﻠوم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌل ﺑﺳﺑب أﻣر ﺗﺎﻓﮫ !! ..ﻣﻣﺎ
ﺟﻌﻠﮫ ﯾﻌود اﻟﻰ دﻛﺎﻧﮫ ﻣرددا " :اﻟﻲ ﻣﺎ ﯾﻌرﻓش ﯾﻘول ﻋدس
" ،وھﻛذا ﺻﺎر ﻣﺛﻼ ﻋﻧدھم ﺑﻌدﻣﺎ ﻋرﻓوا ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ..
اﻟﻧﻔط ﻣﻣزوﺟﺎ ﺑﺎﻟدم اﻟﺳوري واﻟﻌراﻗﻲ ﯾﺻل ﻋﺑر ﺗرﻛﯾﺎ إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل ..
ﻛﺎن ﻟﻠﻐﺎرات اﻟﺟوﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ "داﻋش" اﻟﺗﺄﺛﯾر
اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﺿرب اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ،وﺑرز إﻟﻰ
اﻟواﺟﮭﺔ ﻣؤﺧرا ﺗﻛﺛﯾف اﻟطﺎﺋرات اﻟروﺳﯾﺔ ﻏﺎراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻗواﻓل اﻟﻧﻔط اﻟﺗﻲ ﯾﺳﯾرھﺎ "داﻋش" ﻣن ﺳورﯾﺎ ..
وﻛﺎن وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺳوري وﻟﯾد اﻟﻣﻌﻠم اﺗﮭم ﺗرﻛﯾﺎ
ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗزود ﺗﻧظﯾم" داﻋش" اﻹرھﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺳﻼح ﻣﻘﺎﺑل
ﺗورﯾدات اﻟﻧﻔط ،وﻗﺎل " أﻧﻘرة ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣرور اﻟﻧﻔط
اﻟﺳوري واﻟﻌراﻗﻲ اﻟﻣﻧﮭوب ﻋﺑر اﻷراﺿﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺔ " .
ﻛﻣﺎ اﺗﮭم وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟروﺳﻲ ﺳﯾرﻏﻲ ﻻﻓروف
أﻧﻘرة ﺑﺎﻟﺗورط ﻓﻲ ﺗﺟﺎرة اﻟﻧﻔط ﻣﻊ " داﻋش" ،ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻌﺗرف ﻓﯾﮫ ﻛﺛﯾرون ﺑﻧﺟﺎح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟوﯾﺔ
اﻟروﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻹرھﺎب ،أو ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ
أﻗل ﺗﻘدﯾر ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﺷﻠت اﻟﻐﺎرات اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔذھﺎ
اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻟدوﻟﻲ ﺑﻘﯾﺎدة أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺿد اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻧذ أﻛﺛر
ﻣن ﺳﻧﺔ ،وﻟم ﺗوﻗف ھذه اﻟﻐﺎرات إﻧﺗﺎج وﺗﺳوﯾق اﻟﻧﻔط
اﻟذي ﯾﻣول اﻷﻧﺷطﺔ اﻹرھﺎﺑﯾﺔ ﻟـ" داﻋش " .
وﻛﺎﻧت ﻗﺿﯾﺔ اﺗﺟﺎر " داﻋش" ﺑﺎﻟﻧﻔط اﻟﺳوري ،أﺛﯾرت
ﻣن ﻗﺑل اﻟرﺋﯾس اﻟروﺳﻲ ﻓﻼدﯾﻣﯾر ﺑوﺗﯾن ﻓﻲ ﻗﻣﺔ
اﻟﻌﺷرﯾن اﻟﺗﻲ ﻋﻘدت ﻣؤﺧرا ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ ،ﻣﻠﻣﺣﺎ إﻟﻰ
وﺟود دول ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ اﻟﻘﻣﺔ ،ﺗﺗﻌﺎون ﻣﻊ "داﻋش"
ﻓﻲ ﺗﮭرﯾب اﻟﻧﻔط ،وﻛﺎن ﯾﻘﺻد ﺗرﻛﯾﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ
اﻟﺧﺻوص .
ﺣﺳب ﺗﻘرﯾر ﻟﺻﺣﯾﻔﺔ " ﻟوﻓﯾﻐﺎرو" اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻟﯾس
اﻟﺗدﻣﯾر اﻟﻛﻠﻲ واﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﺣﻘول اﻟﻧﻔط اﻟﺗﻲ ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﯾﮭﺎ
"داﻋش" ﻣن أھداف اﻟﺗﺣﺎﻟف اﻟدوﻟﻲ ،ﻷن ھذا ﻣن
وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻟﻐرب " اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ" ﯾﺿﯾق اﻟﺧﻧﺎق ﻋﻠﻰ
ﺳﻛﺎن ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطق اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﻣدون ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾﻧﺗﺟﮫ اﻟﺗﻧظﯾم ،رﻏم أن ﺗﺟﻔﯾف ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻟﻧﻔط ﻟﮫ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺟﮭود اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
.
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
وﺣﺳب " ﺑﯾروت ﺑرس" ﺳﯾطرة " داﻋش" ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻘول اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻋﺷواﺋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﻘول اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﺷرﻛﺎت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ وأﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻘﯾت ﺑﻌﯾدة ﻋن ﺳﯾطرة
اﻟﺗﻧظﯾم ،وﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق ،أﺷﺎر ﻣدﯾر اﻟﺑﺣوث ﻓﻲ ﻣﻌﮭد
اﻟﺷرق اﻷدﻧﻰ " ﺛﯾودور ﻛﺎراﺳﯾك " إﻟﻰ أن " ﻗوات
اﻟﺗﻧظﯾم ﻻ ﺗزال ﺗﮭدد ﺣﻘوق اﻟﻧﻔط اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ
ﺷﻣﺎل اﻟﻌراق ،ﻟﻛن ﺷرﻛﺎت اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ
واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌﻣل ﺑﻛﺎﻣل طﺎﻗﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﻘول
اﻟﺷﻣﺎل ،ﻟﯾﺳت ﻗﻠﻘﺔ ﺣﯾﺎل ﺗوﺳﻊ اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻷﻧﮫ ﻟم ﺗﺷن
ﺣﺗﻰ اﻟﯾوم أي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺿد ﺣﻘول اﻟﻧﻔط اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻷھم
ﺟﻧوب اﻟﻌراق " ،ﺣﯾث ﯾﻧﺷط ﻋﻣل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ
واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳوري ﺣﯾث ﻻ ﺣﻘوق
ﻧﻔطﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻓﯾﺷﻌر اﻟﺗﻧظﯾم
ﺑﺄرﯾﺣﯾﺔ أﻛﺑر .
وﻗد ﺳﯾطر " داﻋش" ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺣﻘول اﻟﻧﻔط
اﻟﺳورﯾﺔ واﻟﻌراﻗﯾﺔ ،وﯾﻧﺗﺞ ﯾوﻣﯾﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن 20و 40
أﻟف ﺑرﻣﯾل ﻧﻔط ﻣﺣﻘﻘﺎ دﺧﻼ ﯾﺗراوح ﺑﯾن 1و 1.5
ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻲ اﻟﯾوم .
وﻛﺛر ﺗﺑﺎدل اﻻﺗﮭﺎﻣﺎت ﺑﺎﻟﺗورط ﻓﻲ ﻧﻔط "داﻋش"،
ورﻏم أن ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﯾدور ﺣول ﺗرﻛﯾﺎ إﻻ أن اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﻓرﺿت ﻋﻘوﺑﺎت ﺑﺣﺟﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳورﯾﯾن
ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ اﻟروس .
ﻓﻣن ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺗﻧظﯾم اﻹرھﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻧﻔط اﻟﻣﺳروق
ﻣن ﺳورﯾﺎ واﻟﻌراق ﻣﻣزوﺟﺎ ﺑدم أﺑﻧﺎء اﻟﺑﻠدﯾن؟
اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷوﺳﻊ اﻟذي ﯾﺟﯾب ﻋن ھذا اﻟﺳؤال ﻧﺷرﺗﮫ
ﺻﺣﯾﻔﺔ " اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد" ﺑﺗﺎرﯾﺦ 21ﻧوﻓﻣﺑر ،وھو
ﯾﻣﯾط اﻟﻠﺛﺎم ﻋن أھم اﻟﻣﺗورطﯾن وﯾﺳﺗﻌرض دور
ﻣﺎﻓﯾﺎت اﻟﺗﮭرﯾب اﻟﻛردﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾﺔ ،ﻗﺑل أن ﯾﺻل اﻟﻧﻔط
ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل .
ﯾﺳﺗﺧرج "داﻋش" اﻟﻧﻔط ﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻠﻲ
ﻛوﻧﯾﻛو واﻟﺗﯾم اﻟﺳورﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ دﯾر اﻟزور،
وﺣﻘﻠﻲ اﻟﻧﺟﻣﺔ واﻟﻘﯾﺎرة ﺑﺎﻟﻌراق ،وﯾﺧزﻧﮫ ﻓﻲ أﺣواض
أرﺿﯾﺔ ھﻲ ﺣﻔر ﻛﺑﯾرة ﻣرﺑﻌﺔ ،ﻟﯾﺿﺦ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻧﻔط اﻟﺧﺎم
ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ اﻟﺻﮭﺎرﯾﺞ ﻣﺑﺎﺷرة وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ھذا اﻟﻧﻔط
ﻣﻠﯾﺋﺎ ﺑﺎﻟﺷواﺋب .
وﺣﺳب ﻣﺻدر ﻓﻲ وزارة اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﺗﺗﺟﮫ
ﺷﺎﺣﻧﺎت اﻟﺗﮭرﯾب داﺧل اﻻراﺿﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺔ
اﻟﺻﮭﺎرﯾﺞ اﻟﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔط إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ زاﺧو اﻟﻛردﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺷرﻧﺎخ اﻟﺗرﻛﯾﺔ ،وﺗﺗﺄﻟف اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ
ﻣن 70إﻟﻰ 100ﺻﮭرﯾﺞ ،ﺗﻛون ﻣﺎﻓﯾﺎت ﺗﮭرﯾب اﻟﻧﻔط
ﺑﺎﻧﺗظﺎرھﺎ ،وھﻲ ﺗﺟﺎر أﻛراد ﺳورﯾون وﻋراﻗﯾون ﻓﺿﻼ
ﻋن أﺗراك وإﯾراﻧﯾﯾن ،وﯾﻣﻧﺢ اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺷﺣﻧﺔ اﻟﻧﻔط
اﻟﺣﻣوﻟﺔ ﻟﻠﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم أﻋﻠﻰ ﺳﻌـر ..
ﯾﺳﺗﻠم اﻟﻣﺳؤول ﺟزءا ﻣن اﻟﺳﻌر ﺑﺎﻟدوﻻر ،وﯾﺳﻠم
اﻟﺳﺎﺋﻘون ﺻﮭﺎرﯾﺞ أﺧرى ﻓﺎرﻏﺔ ﯾﻌودون ﺑﮭﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﯾﺄﺧذ ﺳﺎﺋﻘون ﺟدد ﯾﻣﻠﻛون ﺗراﺧﯾص وأوراﻗﺎ رﺳﻣﯾﺔ ﺗﻠك
اﻟﺻﮭﺎرﯾﺞ ،وﺑﻌد إﺧﺿﺎع اﻟﻧﻔط ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛرﯾر أوﻟﻲ
ﯾدﺧل إﻟﻰ ﺗرﻛﯾﺎ ﻋﺑر ﻣﻧﻔذ إﺑراھﯾم اﻟﺧﻠﯾل ﻣن ﺑواﺑﺔ
ﻣﻧﻔردة ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺧﻠﻔﺎت ﺗﻛرﯾر ،رﻏم أن اﻟﺣدود اﻟﺗرﻛﯾﺔ
اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺑﻘﺑﺿﺔ ﺣدﯾدﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﯾش اﻟﺗرﻛﻲ
وھﻧﺎك طﺎﺋرات ﻣﺳﯾرة ودورﯾﺎت ﻣراﻗﺑﺔ .
ﯾﺻل اﻟﻧﻔط إﻟﻰ ﺑﻠدة ﺳﻠوﺑﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺔ وﺗﻘﺑض ﺷﺑﻛﺎت
///...
اﻟﺗﮭرﯾب اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق أﺗﻌﺎﺑﮭﺎ ،ﻣن ﺧﻼل إﺳراﺋﯾﻠﻲ
ﯾﺣﻣل اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﯾدﻋﻰ اﻟدﻛﺗور ﻓرﯾد أو ﺣﺎﺟﻲ
ﻓرﯾد أو اﻟﻌم ﻓرﯾد .وھﻧﺎ ﯾﺧﺗﻠط اﻟﻧﻔط اﻟﻛردي ﻣﻊ ﻧﻔط "
داﻋش" ،وﺑﻌد ﺑﯾﻌﮫ ﺑـ 18-15دوﻻرا ﺗدﻓﻊ أﺟور
اﻟﺳﺎﺋﻘﯾن ،وﯾﺑدأ دور اﻟﺳﻣﺳﺎر اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓرﯾد ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻓﯾﺎت ﻣﺎﻟﻛﺔ اﻟﻧﻔط وﺑﯾن ﺛﻼث ﺷرﻛﺎت
رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗﻘﺑل ﻧﻔط " داﻋش " ﺗﺷﺗري اﻟﻧﻔط وﺗﻧﻘﻠﮫ
ﻋﺑر ﺛﻼﺛﺔ ﻣواﻧﺊ ﺗرﻛﯾﺔ ھﻲ ﻣرﺳﯾن ودورت ﺑول
وﺟﯾﮭﺎن ،ﺑﻧﺎﻗﻼت اﻟﻧﻔط إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟرﺋﯾس
ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻟﻛل اﻟﻧﻔط اﻟﻣﮭرب .
ﯾرﺳو ﻧﻔط " داﻋش" ﻓﻲ ﻣﯾﻧﺎء أﺳدود ،وﺑﻌد ﺗﻛرﯾره
ﻓﻲ ﻣﺻﺎف إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﯾﺳﺗﺧدم ﺟزء ﻣﻧﮫ ﻟﻼﺳﺗﮭﻼك
اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﺑﺎﻗﻲ ﯾﺻدّ ر إﻟﻰ دول اﻟﻣﺗوﺳط ﺑﺳﻌـر 35-30
) ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻻﺧﺑﺎر اﻟﻌـراﻗﯾﺔ ( .
دوﻻرا ﻟﻠﺑرﻣﯾل .
اﻻﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟطﺎﺋرات اﻻﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻻ ﺗرى ﻣﺎ ﯾﺟري ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻧﻔط اﻟﺗرﻛﯾﺔ
ﻣﻧذ ﺳﻧوات !!..
ﻓﻲ ﻣﻔﮭوم وآﻟﯾﺎت اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ) . ( 1
ﻣﻧذ أن أﻗرّ اﻟدﺳﺗور اﻟﺗوﻧﺳﻲ اﻟﺟدﯾد ﻧﻣوذج اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻛﺄﺣد أھم ﺳﻣﺎت ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ،
ﺑﺗﺻور اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
ّ
ﺗﻌدّ دت اﻟﻧدوات واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗُﻌﻧﻰ
اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﺗطﺑﯾق ﻣﺑﺎدئ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أرض
اﻟواﻗﻊ ،ﺧﺎﺻّ ﺔ وأنّ اﻟﻔﺻل 131ﻣن اﻟدﺳﺗور رﺳم
اﻟﺧطوط اﻟﻌرﯾﺿﺔ دون اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل وآﻟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذ
.ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﺎل اﻟﻣوﺟز ،ﻧﺣﺎول ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻗﺗﺿﺎب
ﺑﻣﻔﮭوم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ وأھ ّﻣﯾّﺗﮭﺎ ،ﺛمّ ﻧﺗﻌرّ ض إﻟﻰ
ﺑﻌض آﻟﯾﺎﺗﮭﺎ اﻷوﺳﻊ اﻧﺗﺷﺎرا ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﻘﯾﯾم
ﻓرص اﻋﺗﻣﺎدھﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق اﻟﺗوﻧﺳﻲ .
ﻣﻔﮭوم وﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ :
ﺗﻣﺛل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻵﻟﯾﺎت واﻹﺟراءات
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛّن ﻣن إﺷراك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﻣواطﻧﯾن ﻋﻣوﻣﺎ
ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻣﺗﯾن اﻟدور اﻟذي ﯾﻠﻌﺑوﻧﮫ ﻓﻲ
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗدﺑﯾر اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم ﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ،ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد
اﻟوطﻧﻲ أو – وﺧﺎﺻّ ﺔ -ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﺣﻠ ّﻲ .وﻻ ﺗﻠﻐﻲ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ﻛﻠﯾﺎ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ
ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺗﺟﺎوز أوﺟﮫ اﻟﻘﺻور واﻟﻌﺟز ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣل
اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻋن ﻗرب ،وﺿﻣﺎن اﻧﺧراط اﻟﺟﻣﯾﻊ ،وﺗطوﯾر
اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟوطﻧﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺗﯾن ،ﻻﺳﯾﻣﺎ وأن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺣرﻛﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) ﻧﺳﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﯾﺋﯾﺔ ،ﺗﻧﻣوﯾﺔ ( ﻟم ﺗﻌد ﺗﺟد ﻓﻲ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ﺳﺑﻼ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﮭﺎ وﻣطﺎﻟﺑﮭﺎ
و إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻟﮭﺎ .
ورﻏم أن ﺟذور اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻣق
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﺈﻧّﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻟم ﺗظﮭر إﻻ ﻓﻲ
ﺳﺗﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﺣﯾث ﻛﺎﻧت أھم ﻣﺎ ﯾدﻋو إﻟﯾﮫ اﻟﯾﺳﺎر اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻣواﺟﮭﺔ
اﻟﻔﻘر واﻟﺗﮭﻣﯾش .و ﻓﻲ أورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﺗﻧﺎﻣت اﻟدﻋوات
ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إﻟﻰ أھﻣﯾﺔ اﻋﺗﻣﺎد اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ وﺻوﻻ
إﻟﻰ ﻣؤﺗﻣر اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ ﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ
اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻣﺔ اﻟﺑﻠﺟﯾﻛﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 8و 9ﻣﺎرس ،2004
ﺣﯾت ﺗم اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ”أن اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ھﻲ اﻟﺣل
] ﻷزﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻷورﺑﯾﺔ [ وﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟدول
اﻻﺗﺣﺎد اﻷورﺑﻲ “ و ” ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ
ان ﺗﺿﺦ دﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻟﺗﻛﻣل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺷرﻛﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ".
)ﺣﺎﺗم دﻣق ـ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن ( ...ﯾﺗﺑﻊ
ﯾﺎ ﻧﮭﺎر أﺳود !! ...
اﻧﺎ اﻣﺎ أﺣﻣق ..أو ﻏﺑﻲ ..أو
ﻟﺛﻧﯾن ﻣﻊ ﺑﻌض !! ..
و( ﺗﻛﻔﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟف :
اﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ ﺑدﻋﺔ ﺗﻛﻔﯾر اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻓﻰ اﻟﻣذھب اﻟﺗﻰ ﻗﺎل
ﺑﮭﺎ اﻟﺧوارج ـ وﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻧﮭﻰ اﻟﻧﺻوص ﻋن ﺗﻛﻔﯾر
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﺗﺣذﯾر ﻋﻠﻣﺎء أھل اﻟﺳﻧﺔ ﻣﻧﮫ ـ وﯾﺗﻣﺛل
اﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ ھذه اﻟﺑدﻋﮫ ﻓﻰ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﺟرﺑﮫ اﻟﻧﺎﺻرﯾﮫ ﻓﻰ
اﻟﺗﻛﻔﯾر اﻟﻣﺿﻣر او اﻟﻣﻌﻠن ﻟﻌﺑد اﻟﻧﺎﺻر -اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
ﺑﻌض اﻟﺣﺟﺞ ﻏﯾر اﻟﺻﺣﯾﺣﮫ وﻣﻧﮭﺎ :
اﻟﺣﺟﺔ اﻻوﻟﻰ :
ان ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻗﺎم ﺑﺎﻋدام وﺳﺟن وﺗﻌذﯾب اﻋﺿﺎء
ﺟﻣﺎﻋﮫ اﻻﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑدون اى ذﻧب اﻗﺗرﻓوه .وھذا
اﻟﻘول ﯾﺗﺿﻣن ﻋدة اﺧطﺎء ھﻲ :
اوﻻ :ﺑداھﺔ ان ﻣن ﻗﺎم ﺑذﻟك ﻟﯾس ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﺑﺷﺧﺻﮫ
،ﺑل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻰ ﻋﮭده ،ﺑﻌض ذﻟك ﺑﻌﻠﻣﮫ وﺑﻌﺿﮫ ﺑﻐﯾر
ﻋﻠﻣﮫ ،ﻛﺎﻟﺗﻌذﯾب اﻟذى ﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﯾﺳت ﺳﻣﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﮭد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﺑل ﺳﻣﺔ ﻣرﺗﺑطﮫ ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ﻗﺑل
وﺧﻼل وﺑﻌد ﻋﮭد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،ﻟذا ﻗﺎم ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﺟراءات
ﻋﻘﺎﺑﯾﺔ ﺿد ﻣن ﻗﺎﻣوا ﺑﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻠم ﺑذﻟك .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ان ھذه اﻻﺟراءات ﻟم ﺗﺗم ﺿد ﻛل اﻋﺿﺎء ﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻻﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑل ﺑﻌض اﻋﺿﺎﺋﮭﺎ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ان ھﺬه اﻻﺟﺮاءات ﻟﻢ ﺗﺘﺨﺬ ﺿﺪ ھﺆﻻء اﻻﻋﻀﺎء ـ
وﻟﯿﺲ ﻛﻞ اﻋﻀﺎء اﻟﺠﻤﺎﻋﮫ ـ ﺑﺪون اى ذﻧﺐ اﻗﺘﺮﻓﻮه ﺑﻞ
ﻻﻧﮭﻢ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا اﻟﻘﻮة اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺿﺪ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ
ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠﻮم ﻣﻦ اﺟﻤﺎع ﻋﻠﻤﺎء اھﻞ اﻟﺴﻨﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﯾﻢ
اﻟﺨﺮوج ﺑﺎﻟﺴﯿﻒ ﻋﻠﻰ اوﻟﻰ اﻻﻣﺮ .ان ھﺆﻻء اﻻﻋﻀﺎء
ﺗﺒﻨﻮا ﺑﺪﻋﺔ ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ،اﻟﺘﻰ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺬھﺐ اھﻞ
اﻟﺴﻨﮫ ،وﺗﺮﺟﻊ ﺟﺬورھﺎ اﻟﻰ ﻓﺮﻗﮫ اﻟﺨﻮارج ،ﺗﺤﺖ ﺗﺎﺛﯿﺮ
ﻛﺘﺎﺑﺎت ﺳﯿﺪ ﻗﻄﺐ ﻓﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﮫ اﻟﻤﺘﺎﺧﺮة " اﻟﺘﻜﻔﯿﺮﯾﮫ "،
وان ھﺬا اﻟﺘﺒﻨﻰ ﻟﮭﺬه اﻟﺒﺪﻋﺔ ﯾﺨﺎﻟﻒ ﻧﮭﻰ اﻻﻣﺎم اﻟﻤﺆﺳﺲ
ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﺗﻜﻔﯿﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ .
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﮫ اﻟﻰ ﻣﺎﺳﺒﻖ ﻓﺎن اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﯾﻢ ﻟﻢ ﯾﻨﻔﻰ ﺻﻔﺔ
اﻷﯾﻤﺎن ﻋﻦ اﻟﻄﻮاﺋﻒ اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ اﻟﻤﺘﺼﺎرﻋﺔ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ
)وان طﺎﺋﻔﺘﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻗﺘﺘﻠﻮا ﻓﺄﺻﻠﺤﻮا ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻓﺎن
ﺑﻐﺖ أﺣﺪاھﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮى ﻓﻘﺎﺗﻠﻮا اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻐﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻲء
إﻟﻲ أﻣﺮ ﷲ( ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ان اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ) رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮭﻢ(
اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻟﺔ اﻻﻣﺎﻣﺔ دون أن ﯾﻜﻔﺮ اﺣﺪھﻢ اﻷﺧﺮ .
اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ :
ﺗﻔﺳﯾر اﻻﯾﺔ َ :و)ﻣَن ﻟ ﱠمْ ﯾَﺣْ ﻛُم ﺑ ِ ﻣَﺎ أ َﻧزَ ل َ ّﷲ ُ ﻓَﺄ ُْوﻟ َـﺋِ َك ھُمُ
اﻟْﻛَﺎﻓِرُونَ ()اﻟﻣﺎﺋدة ( 44 :ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻔﯿﺮ ﺣﻜﺎم
اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﻻ ﯾﺤﻜﻤﻮن ﺑﻤﺎ اﻧﺰل ﷲ وﺗﻮﺟﺐ اﻟﺨﺮوج
ﻋﻠﯿﮭﻢ ،وھﻮ ذات ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﺨﻮارج ﻟﮭﺬه اﻵﯾﺔ ،وھﻮ
ﺗﻔﺴﯿﺮ ﯾﺨﺎﻟﻒ ﺗﻔﺴﯿﺮ أھﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻟﻸﯾﮫ ،واﻟﻘﺎﺋﻢ وﺟﻮب
اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﻋﺪم اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ اﻧﺰل ﷲ ﻣﻊ اﻹﻗﺮار ﺑﮫ ﻓﮭﻮ
ظﻠﻢ او ﻓﺴﻖ ،وﻋﺪم اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ اﻧﺰل ﷲ ﻣﻊ إﻧﻜﺎره ﻓﮭﻮ
ﻛﻔﺮ ﺑﺪﻟﯿﻞ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ أﻧﺰل ﷲ
ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻈﺎﻟﻤﻮن ()اﻟﻤﺎﺋﺪة . (45/وﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :
وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ أﻧﺰل ﷲ ﻓﺄوﻟﺌﻚ ھﻢ اﻟﻔﺎﺳﻘﻮن ( )اﻟﻤﺎﺋﺪة
. (47/روى ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﻠﺤﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﻲ
ﷲ ُ ﻓ َﺄ ُوْ ﻟ َـﺌ ِﻚَ ھُﻢُ
ﺗﻌﺎﻟﻰ:ﻣَﻦ ﻟ ﱠﻢْ ﯾ َﺤْ ﻜُﻢ ﺑ ِﻤَ ﺎ أ َﻧﺰَ لَ ّ
وَ
ﺗﻔﺴﯿﺮ ﻗﻮﻟﮫ
اﻟْ ﻜَﺎﻓ ِﺮُونَ ﻗﺎل :ﻣﻦ ﺟﺤﺪ ﻣﺎ أﻧﺰل ﷲ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ،وﻣﻦ أﻗﺮّ
ﺑﮫ ،وﻟﻢ ﯾﺤﻜﻢ ﺑﮫ ﻓﮭﻮ ظﺎﻟﻢ ﻓﺎﺳﻖ ) .أﺧﺮﺟﮫ اﻟﻄﺒﺮي ﻓﻲ
ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺒﯿﺎن ﺑﺈﺳﻨﺎد ﺣﺴﻦ .ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾﺚ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ
ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ ذﻛﺮه أﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺑﻄﺔ ﻓﻲ اﻹﺑﺎﻧﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻐﯿﺮ
ﻣﺎ أﻧﺰل ﷲ ( .ﻟﺬا ﯾﻨﺴﺐ ﻻﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻓﻲ رده ﻋﻠﻰ
اﻟﺨﻮارج “ إﻧﮫ ﻟﯿﺲ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﺬي ﺗﺬھﺒﻮن إﻟﯿﮫ ،إﻧﮫ ﻟﯿﺲ
ﻛﻔﺮا ً ﯾﻨﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻤﻠﺔ :ﻛﻔﺮ دون ﻛﻔﺮ ” ﯾﻘﻮل اﻟﺸﯿﺦ
اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ رﺣﻤﮫ ﷲ ) وﻗﺪ ﺟﺎء ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻣﺎ ﯾﺪﻋﻤﮭﺎ ،
وھﻮ ﻗﻮﻟﮭﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻵﯾﺔ » :ﻛﻔﺮ دون ﻛﻔﺮ“ ﺻﺢّ ذﻟﻚ
ﻋﻦ ﺗﺮﺟﻤﺎن اﻟﻘﺮآن ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎس رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﮫ ،ﺛﻢ
ﺗﻠﻘﺎه ﻋﻨﮫ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ وﻏﯿﺮھﻢ ( ،وﻣﺎ ھﻮ ﺛﺎﺑﺖ ان
اﻟﺰﻋﯿﻢ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻢ ﯾﻨﻜﺮ ﻣﺎ اﻧﺰل ﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اى ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﺎﺗﮫ اﻟﺸﻔﮭﯿﺔ أو وﺛﺎﺋﻘﮫ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ .
ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ اﻟﺨﻼف ﺑﯿﻨﮫ وﺑﯿﻦ ﺟﻤﺎﻋﮫ اﻷﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ،
ﺣﻮل إﻧﻜﺎر أو ﻋﺪم إﻧﻜﺎر ﻣﺎ اﻧﺰل ﷲ ،وﻟﻜﻨﮫ ﻛﺎن ـ ﻓﻲ
اﻷﺳﺎس -ﺧﻼف ﺣﻮل ﻗﻀﺎﯾﺎ ﺳﯿﺎﺳﯿﮫ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻨﮭﺎ رﻓﺾ
اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ـ أو ﺑﺎﻻﺣﺮى اﻏﻠﺐ ﻗﯿﺎداﺗﮭﺎ ـ ﻻﺗﻔﺎﻗﯿﮫ اﻟﺠﻼء
رﻏﻢ اﻧﮫ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺧﺮوج اﻻﻧﺠﻠﯿﺰ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ ،ﺑﺤﺠﮫ أن
ﺑﮭﺎ ﺑﻨﺪا ﯾﺒﯿﺢ ﻟﻼﻧﺠﻠﯿﺰ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت
ﻣﻌﯿﻨﮫ ،أﻣﺎ ﻗﻀﯿﮫ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻻﺳﻼﻣﻰ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﺨﻼﻓﯿﺔ اﻻﺳﺎﺳﯿﮫ ـ أو اﻟﻮﺣﯿﺪة ـ ﻛﻤﺎ ﺣﺎول
ان ﯾﺼﻮر اﻟﺒﻌﺾ ﻻﺣﻘﺎ ـ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺨﻼف ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ﻓﻰ
ھﺬه اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﺬي اﻧﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻛﯿﻔﯿﮫ ﺗﻄﺒﯿﻖ اﻟﻨﻈﺎم
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻻﺳﻼﻣﻰ ـ وﻟﯿﺲ إﻗﺮار أو إﻧﻜﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
اﻻﺳﻼﻣﻰ ـ ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﯾﺮى أن اﻟﺘﺤﺮﯾﺮ ﻣﻦ
اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر ،ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ ” اﻟﺸﺎﻣﻞ “ ﻟﻠﻨﻈﺎم
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻻﺳﻼﻣﻰ . ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺟﻣﺎﻋﮫ اﻷﺧوان
....
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ـ أو ﺑﺎﻻﺣرى ﺳﯾد ﻗطب واﻟﻘطﺎع اﻟﻣؤﯾد ﻟﮫ
ﻣن ﺟﻣﺎﻋﮫ اﻹﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن -ﯾﻘوﻟون ﺑوﺟوب
اﻟﺗطﺑﯾق ” اﻟﻔوري“ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﺳﻼﻣﻰ ،
ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻻﻗﺻﺎدﯾﮫ .ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﮫ أن ﻗطﺎع ﻣن اﻟﺣرﻛﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧت ﻣذھب اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠدﯾن ،
واﻟﺗﻲ وﺻﻠت ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان ،ﺗﺑﻧت ﻻﺣﻘﺎ
ﻣوﻗف ﯾﻘﺎرب ﻣوﻗف ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،واﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ وﺟوب
ﺗوﻓﯾر اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻻﺳﻼﻣﻰ ،وأھﻣﮭﺎ
ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻗﺎﻋدة اﻟﻧﮭﻰ ﻋن اﻗﺎﻣﺔ
اﻟﺣد وﻗت اﻟﻐزو ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧﺑط ﻣن أن اﻟرﺳول “
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم “ ﻟم ﯾﻘم ﺣدا ﻗط ﻓﻲ ﻏزو،
ﺑدﻟﯾل ﻣﺎ رواه ﺑﺳر ﺑن ارطﺎه ﻣن اﻧﮫ وﺟد رﺟﻼ
ﯾﺳرق ﻓﺟﻠده وﻟم ﯾﻘطﻊ ﯾده وﻗﺎل :ﻧﮭﺎﻧﺎ اﻟرﺳول ﻋن
اﻟﻘطﻊ ﻓﻲ اﻟﻐزو ،و روى ﻋن ﻋﻣر اﻟﻧﮭﻰ ﻋن اﻗﺎﻣﮫ
اﻟﺣد وﻗت اﻟﻐزو ،و ﻗرر اﻷﻛﺛرون اﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﺎم اﻟﺣد
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎرب أﺛﻧﺎء اﻟﺣرب ﺧﺷﯾﮫ ان ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻷﻋداء
) ﻣﺣﻣد أﺑو زھره ،اﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟﻌﻘوﺑﺔ ،ص ( 324
.ھذا ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﮭد ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻗد
أﻗرّ ت ﺑﺎﻹﺳﻼم ﻛدﯾن ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﺳﺗوري
،ﻛﻣﺎ أﺻدرت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ..
) ﯾﺗﺑﻊ ( .
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و ﺗﻣﺗد ﺣﺗﻰ ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ :
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﺣرب 1973أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﻗدﻣﮫ اﻟﺗﺿﺎﻣن ﺑﯾن
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ .وﻣﻧذ ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ و
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ اﺗﺟﺎه اﻻﻧﮭﯾﺎر و ﻻ ﻧرﯾد ھﻧﺎ ﺳرد ﻣﺎ وﻗﻊ
وﻟﻛن اﻟذي ﯾﮭﻣﻧﺎ ھو أﻧﮫ ﻣﻧذ 1974واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﺟﺳدة ﻓﻲ دول أو ﻣﻧظﻣﺎت ﺗﻣﺎرس ﺷﺗﻰ أﺻﻧﺎف اﻟﻘﻣﻊ و
اﻹرھﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻘوى اﻟوﺣدوﯾﺔ .وﻓﻲ ھذه اﻟﻣﺳﯾرة اﻟﺗﺂﻣرﯾﺔ
ﺗم ﺿرب ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وأوﺻﻠﺗﻧﺎ اﻟﺧﯾﺎرات
اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺷل اﻟذرﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ .و أﺻﺑﺢ اﻟﻔﺷل ﻣﻘﺗرﻧﺎ ﺑﮭذا
اﻟﺟﮭﺎز اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘطرﯾﺔ..و ﺗﻣﻛﻧت اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣن
ﻓرض واﻗﻊ ﺟدﯾد ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﮭرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔطرﯾﺔ.
اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ :ﻋزل ﻣﺻر ﻋن دورھﺎ اﻟﻘوﻣﻲ :
إن اﻟﻘوى اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻓﺗﻛت ﺟﮭﺎز اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر
ﻣﻛﻧت اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أﺣد أھم أھداﻓﮭﺎ أﻻ وھو
إﻋﺎﻗﺔ ﻣﺻر ﻓﻲ أداء دورھﺎ اﻟﻘوﻣﻲ .و أوﻗﻔت اﻟﻘوى
اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﺑﻘﯾﺎدة اﻟﺳﺎدات اﻻﺷﺗﺑﺎك ﻣﻊ اﻟﻛﯾﺎن
اﻟﺻﮭﯾوﻧﻲ .و أﺑرﻣت ﻣﻊ اﻟﻌدو ﻣﻌﺎھدة وﺑذﻟك ﺣﻘﻘت ﺣﻠﻣﺎ
طﺎﻟﻣﺎ راود اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ و ﻗوى اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻓﻘد ﻏﻧم
اﻟﻌدو ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣرور ﺳﻔﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﻧﺎة
اﻟﺳوﯾس وﻣداﺧﻠﮭﺎ و اﻋﺗﺑرت أن ﻣﺿﯾق ﺗﯾران و ﺧﻠﯾﺞ
اﻟﻌﻘﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﻣرات اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟدول و
ﺑذﻟك ﺗﺳﻘط اﻟﻣﻌﺎھدة اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌروﺑﺔ
ﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌﻘﺑﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺑﺣرا داﺧﻠﯾﺎ ﻋرﺑﯾﺎ .و أﺻﺑﺣت ﻣﺻر
ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ھذه اﻟﻣﻌﺎھدة ﺧﺎرج أي اﻟﺗزام ﻋرﺑﻲ رﺳﻣﻲ ﻓﻣﻣﺎ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎھدة أن ﻣﺻر و“
إﺳراﺋﯾل“ ﺗﻧﻔذان اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮭﻣﺎ ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ھذه
اﻟﻣﻌﺎھدة ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن أي ﻓﻌل أو اﻣﺗﻧﺎع ﻋن أي ﻓﻌل
ﻣن ﺟﺎﻧب طرف آﺧر و ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل ﻋن أي وﺛﯾﻘﺔ ﺧﺎرج
ھذه اﻟﻣﻌﺎھدة و ﯾﺗﻌﮭد اﻟطرﻓﺎن ﺑﻌدم اﻟدﺧول ﻓﻲ أي اﻟﺗزام
ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ھذه اﻟﻣﻌﺎھدة ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ وﺿﻊ ﻗﯾود ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام ﻣﺻر ﺑﻣﻌﺎھدة اﻟدﻓﺎع اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرك ..
اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻋزل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﺑﻔﻠﺳطﻧﺗﮭﺎ :
ﺑﻌد ﻧﺟﺎح اﻟﻘوى اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻣن اﻧﺗزاع ﻣﺻر ﻣن ﻗﻠب اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﺑدأت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋزل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و إﯾﻘﺎف ﻧﻣو ھده اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن إﻟﻰ ﺣرﻛﺔ ﻗوﻣﯾﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻛﺎﻣل اﻟوطن
اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﻌﻣل ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣرﯾر و اﻟوﺣدة.
اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻋزل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﺑﻔﻠﺳطﻧﺗﮭﺎ :
ﺑﻌد ﻧﺟﺎح اﻟﻘوى اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
ﻣن اﻧﺗزاع ﻣﺻر ﻣن ﻗﻠب اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﺑدأت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋزل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و إﯾﻘﺎف ﻧﻣو ھده اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن إﻟﻰ ﺣرﻛﺔ ﻗوﻣﯾﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻛﺎﻣل اﻟوطن
اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﻌﻣل ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣرﯾر و اﻟوﺣدة .و اﺷﺗرت ﻓﻲ ذﻟك
ذﻣم ﻗﯾﺎدات اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﯾﺻﺑﺢ اﻟﮭدف ھو ﺑﻧﺎء ﻛﯾﺎن ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ
ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻘوﻣﯾﺔ :ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟوﺣدة و
ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺣرﯾﺔ و اﻟﺑﻧﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ .
و ﺗﻣﻛﻧت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن وﺿﻊ ﺣﺎﺟز ﺑﯾن اﻟﻔداﺋﯾﯾن و
اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﺣوﻟﺗﮭﺎ ﻣن ﺣرﻛﺔ ﺗﺣرﯾر ﻓﻠﺳطﯾن إﻟﻰ
ﺣرﻛﺔ ﺗﺣرﯾر ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ .و ﺣﺗﻰ ﺗﺗﮭرب اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن
ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ رﻓﻌت ﻋدة ﺷﻌﺎرات ﻛﻠﮭﺎ ﺗﺻب
ﻓﻲ اﺗﺟﺎه اﻟﺗﻧﺻل ﻣن اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ و
ﺗﺑرﯾر اﻟﺗﻘﺎﻋس و ﻛﺎن أول اﻟﺷﻌﺎرات ھو ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺷﻌب
ﻓﻠﺳطﯾن ﻋن ﺗﺣرﯾر ﻓﻠﺳطﯾن ﻛﺄن اﻟﮭدف ﻣن ھذا اﻟﺷﻌﺎر ھو
إﻋﻔﺎء اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواﺟﮭﺔ .و ھو ﺣدﯾث ﯾﺧﺎﻟف
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ وھﻲ أن ﻓﻠﺳطﯾن ﺟزء ﻣن اﻷﻣﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وھﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻛل اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﺎن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﺗﺣرﯾرھﺎ ھﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛل اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن اﻟﻣﺣﯾط إﻟﻰ
اﻟﺧﻠﯾﺞ .ﻛﻣﺎ أن ﻋرب ﻓﻠﺳطﯾن ﻣﺳؤوﻟون ﻋن ﺗﺣرﯾر
اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﻛل ﻣظﺎھر اﻟظﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻟﮫ اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ .اﻟﺷﻌﺎر اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي
روﺟت ﻟﮫ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ھو اﺳﺗﻘﻼل اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻋن اﻟﺛورة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ و اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺛورة اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻋن
اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﻗد ﺗم ھذا ﻣﻧد ﺳﻧﺔ 1974ﺑﺗوﻗﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﮭذا اﻟﺷﻌﺎر ﺗﻣﻛﻧت اﻟد ول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣن ﻋزل ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر
اﻟﻣﻔﻛر اﻟﻘوﻣﻲ ﻋﺑد ﷲ اﻟرﯾﻣﺎوي ،ﻓﺻﻠوھﺎ ﻋن اﻟﺟﻣﺎھﯾر
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺳﻧدھﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺗﺣرﯾر و ﺧﯾرت اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻊ أﺟﮭزة اﻟﻘﻣﻊ وﻣﻊ دول ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ .ﻓﻌوض أن
ﺗﻧﻣو اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﺗﺟﺎه
ﺗﺣرﯾر اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ ﻗﺑﻠت طﻌم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻋزﻟت
ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﺎﻧﻌزﻟت ،ﻓﻼ ﻟوم ﻋﻠﻰ ﺟﻣﺎھﯾر اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ .
إن ﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗد ﻗدﻣت اﻟﻛﺛﯾر وﻟﻛن اﻟﻘﯾﺎدات
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﺣﺎﻟﻔت ﻣﻊ أﻋداء
اﻟﺟﻣﺎھﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ .أﻣﺎ ﻋن ﻋدم
ﺗدﺧل اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﮭو ﻗول اﻗل
ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻋﻧﮫ ﻣﻧﺎﻓق ﻓﻣﺎ اﻧﻔﻛت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ
ﺷؤون اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ و ﺗﻣﻠﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺷروطﮭﺎ وﻗد اﺳﺗﻌﻣﻠوا ﻛل
أﺳﺎﻟﯾب اﻻﺑﺗزاز ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ و اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﺗﺣوﻟﮭﺎ
إﻟﻰ ﺣرﻛﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻗوﻣﯾﺔ.
اﻟﺧطوة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﺗدﻣﯾر أﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻘدم ﻋﻠﻣﻲ أو ﺗﻘﻧﻲ
ﺗظﮭر ﻓﻲ أي إﻗﻠﯾم :
وﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﺗﻲ ﺳﺑﻘﮭﺎ ھﺟوم ﻋﺳﻛري ﺳﻧﺔ 1982
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﺎﻋﻼت اﻟﻧووﯾﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،ﻛﺎن ھدﻓﮭﺎ ھو ﺗدﻣﯾر
اﻟﻘدرات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق .
وﻓﻲ ھذه اﻟﺣرب أﺛﺑت اﻟﻧظﺎم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ھﺷﺎﺷﺔ ﺑﻧﯾﺎﻧﮫ و
ﺑﯾن ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾدع ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك أن أﺳﺳﮫ اﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ و أن
أﻋﻣدﺗﮫ ھو اﻟﺗواﺟد اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻘوات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻓﺑﮭذه
اﻟﺣرب ﺗم ﻓﯾﮭﺎ وأد ﻣﺎ ﻋرف ﺑﺎﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﻌرﺑﻲ إذ ﺧرﻗت
اﻟﻌراق ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺣت ﺿﻐط اﻷزﻣﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑت ﻓﯾﮭﺎ دول اﻟﺧﻠﯾﺞ و ﺧﺎﺻﺔ
اﻟﻛوﯾت .و ﺑدون أي ﺿﺎﺑط ﯾﺿم ﺻدام ﺣﺳﯾن اﻟﻛوﯾت و
ﺗرﺗﻛز اﻟﻘوات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﺞ و ﯾﺗﻌرض اﻟﻌراق
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗدﻣﯾر ﻻ ﻣﺛﯾل ﻟﮭﺎ ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺟﯾوش ﻋرﺑﯾﺔ ﺗﺣت
ﻗﯾﺎدة أﻣرﯾﻛﯾﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﮭدف اﻟظﺎھري ھو اﻟﻛوﯾت ﻓﺎن
اﻟﻣﺑﯾت ھو ﺗدﻣﯾر اﻟﻘدرة اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت
ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻌراق ﺑﻌد ﺣرﺑﮭﺎ ﺿد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔﺎرﺳﻲ و أﺻﺑﺢ
اﻟﺧﻠﯾﺞ ﺗﺣت ھﯾﻣﻧﺔ ﻣﺑﺎﺷرة و اﻟﻌراق ﻣﻔﺗت و ﻣﺣﺎﺻر.
اﻟوﺣدة أو اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺗت:
ﻟﻘد ﺗﻣﻛﻧت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﺣﺎﺻرة اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
ودﻓﻌت ﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺟﻠوس ﻣﻊ اﻟﻌدو واﻧﺗﮭت إﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ ﻣﺎ
ﻋرف ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺎت أوﺳﻠو وﻣدرﯾد و ﻣﺧﯾم داود و ﻏﯾرھﺎ .و
ﻣﻛﻧت اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌدو ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻛﺎﺳب ﻻ ﯾﻣﻛن
ﺣﺻرھﺎ ﺑﺗوﻗﯾﻊ ھذه اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ] . [10ﻓﻘد اﻋﺗرﻓت أﻏﻠب
دول اﻟﻌﺎم ﺑدوﻟﺔ ”إﺳراﺋﯾل ”و أﻗﺎﻣت ﻣﻌﮭﺎ ﻋﻼﻗﺎت
دﯾﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ و ﺗﺿﺎﻋﻔت ﺻﺎدرات ”إﺳراﺋﯾل“ ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة ﻣن 92ـ 95ﺑﺳﺑب اﻷﺳواق اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ اﻓﺗﺗﺣﺗﮭﺎ
.أن 36دوﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻗد أﻧﮭت ﻣﻘﺎطﻌﺗﮭﺎ ﻟـ“إﺳراﺋﯾل“ و
أﻗﺎﻣت ﻣﻌﮭﺎ ﻋﻼﻗﺎت دﯾﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺎﻣﯾن
اﻟﻣﺎﺿﯾﯾن ﻓﻘط و ھﺎھﻲ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﮭرول ﻓﻲ
اﺗﺟﺎه اﻟﻌدو ﻣﺗﻧﺎﺳﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻣواﺛﯾق اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و
ﺗدﻓﻘت رؤو س اﻷﻣوال ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻌد
ﺗﺧﺷﻰ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ
ﻛﺑرى “ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﻧﺣن اﻻﺳراﺋﻠﯾن ﻣﺗﺧوﻓون ﻣن اﻟﻌرب
ﻓوﺟﺋﻧﺎ ﺑﮭم ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﯾﮭروﻟون إﻟﯾﮭﺎ
ﻟﯾس ﻓﻘط ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻓﺣﺔ و اﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺎت و إﻧﻣﺎ أﯾﺿﺎ
ﺑﺎﻟزﯾﺎرات و اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت و ﻓﺗﺢ ﻣﻛﺎﺗب ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و
ﻏﯾر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ..ﺑل و ﺑﺎﻹﻧﮭﺎء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎطﻌﺔ ,ﺣﺗﻰ ﻗﺑل
أن ﯾﺻدر ﻗرار رﺳﻣﻲ ﺑوﻓﺎﺗﮭﺎ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
و ﺑﻠم ﯾﻌد ھﻧﺎك ﺳوى أن ﯾﻛﻣل أﺻدﻗﺎءﻧﺎ ﻓﻲ واﺷﻧطن و
ﻓﻲ اﻟﻌواﺻم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺎ ﺑدأوه ﺑﻧﺟﺎح و ﯾﺳﺗﺧرﺟوا
ﻟﻠﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺷﮭﺎدة وﻓﺎة رﺳﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ
ﺧﺻوﺻﺎ و إن اﻟﻌرب ھم اﻟدﯾن ﯾﻘوﻟون داﺋﻣﺎ إﻛرام
اﻟﻣﯾت دﻓﻧﮫ “] . [11
ﻟﻘد اﺳﺗدرﺟت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن إﻟﻰ اﻟﻔﺦ ﻹﻧﮭﺎء
وﺟودھﺎ اﻟﻣﺎدي و اﻟﻣﻌﻧوي ﺣﺻرت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن اﻟداﺧل
...
وﻓﻲ اﻟﻘوﻗﻌﺔ ﻓﺎﻧﺣﺳرت وﻓﻘدت ﺣﺎﺿﻧﺗﮭﺎ اﻟﻘوﻣﯾﺔ .ﺗﺣوﻟت
إﻟﻰ ﻧظﺎم ﻋرﺑﻲ إﻗﻠﯾﻣﻲ آﺧر .و ﺣﺗﻰ ﺗﺑرأ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺧﯾﺎﻧﺗﮭﺎ ﺗرﻓﻊ اﻵن ﺷﻌﺎرا اﻛﺛر ﺧطورة و ﻛﺄﻧﮭﺎ ﻏﯾر
ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋﻣﺎ أدى إﻟﻰ ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ .
“ إن اﻟﻘول ” ﻧﻘﺑل ﻣﺎ ﺗﻘﺑﻠﮫ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ
ﻟﯾس إﻻ ﻗوﻻ ﺑﺎطﻼ ﺑل ھو ﻋدوان ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﯾﺟب
رده.
و ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺗﻣل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺧدﯾﻌﺔ ﺧدﯾﻌﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻌرﺑﻲ ﺗﺣدﺛﻧﺎ
اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﮭزوﻣﺔ ﻋن اﻟد وﻟﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣوﻋودة.
وﯾﻐرق ﺑﻌض اﻟﻣﺗداﻋﯾن ﻟﻠﺳﻘوط ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن ھذه
اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣوﻋودة و ﯾﻘوﻟون إن اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻔﺔ و اﻟﻘطﺎع ﻟﯾﺳت إﻻ ﺟوﻟﺔ أوﻟﻰ أﻣﺎ
اﻟﺟوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌدھﺎ .إن ھذه اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣرر
ﺑﺎﻗﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ،اﻟواﻗﻊ إﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﺣرر اﻟﺿﻔﺔ و ﻻ اﻟﻘطﺎع أو
ﺣﺗﻰ ﺟزء ﻣﻧﮭﺎ ﻟو ﺗم ﺷﻲء ﻣن ھذا و ﻟو ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع وﺣده
وﻟو ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ واﺣدة ﻣن ﻣدن اﻟﺿﻔﺔ ﻟﻛﺎن ﻧﺻرا ﻋظﯾﻣﺎ
وﻟﻛﺎن اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﺻر ﻋظﯾم “ .ﻟﻛن اﻟﻣﻌروض ﺣﻛم ﻣدﻧﻲ
ﻟﯾس ﻟﮫ أﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣﻔﮭوم اﻟدوﻟﺔ و ﻻ ﺣﺗﻰ اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ
ﻓﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺗﺑﯾن أ ن اﻟﻣﻌروض ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ھو اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﻠﻌدو و
اﻻﻋﺗراف ﻟﮫ ﺑﺷرﻋﯾﺔ اﻻﻏﺗﺻﺎب ،اﻟذي ﯾﮭم اﻟﺻﮭﺎﯾﻧﺔ ھو
اﻷرض و ﻗﺑول اﻟﻌرب ﺑﺗﺳﻠﯾم أرﺿﮭم“. [12] .
وﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻌﻣل اﻟوﺣدوي ﻛﺎﻧت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗطرح
ﺷﻌﺎر اﻟﺗﺿﺎﻣن اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟوﺣدة
اﻟﻣدروﺳﺔ و اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أوﻻ و ﺑﻌد ﺛﻼﺛﯾن ﺳﻧﺔ ﻧرى
أن اﻟواﻗﻊ ﯾزداد ﺗﺧﻠﻔﺎ و أن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺎﺟزة ﺣﺗﻰ ﻋن
ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻌﺎون اﻗﺗﺻﺎدي أو ﺗﺟﺎري ﻓﻣﺎ زال ﺣﺟم اﻟﺗﺑﺎدل
اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن ﻛل دوﻟﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة و ﺑﯾن اﻟدول ﻏﯾر
اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﺣﺟﻣﮫ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﺑل ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗرﻓض ﺣﺗﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻌﺎون
اﻟﻌرﺑﻲ و ﻧراھﺎ ﺗﺷﺗﻛﻲ ﻣن ﻣﺗﺎﻋب اﻟﻌرب و اﻟﻌروﺑﺔ و
اﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﻌرﺑﻲ و أﻧﮭﺎ ﺗﺣﺑذ أن ﺗﻛون ﻣﻘﺎطﻌﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ
ﻓﻧﺟدھﺎ ﺗﺟﻧد ﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت ﻓﻛرﯾﺎ و ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ و
دﻋﺎﺋﯾﺎ.
ان اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ اﻟﯾوم ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻗرار دوﻟﻲ ﯾطﻠب
اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺑرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﻗول ﻣﻌن ﺑﺷور و ﻻ
ﻣﺟرد ﺻك ﻣﺗﺑﺎدل ﯾﺟري اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﯾﮫ ،اﻟﺗﺳوﯾﺔ ھﻲ اﻛﺛر
ﻣن ھذا ھﻲ ﺣرﻛﺔ ﻓﻲ أرض اﻟواﻗﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺎﺗﺟﺎه ﺗﺷﻛﯾل
أوﺿﺎع ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺿﻣن
ﻟـ“إﺳراﺋﯾل“ ﺑﻘﺎءھﺎ و ﺗوﺳﻌﮭﺎ و ﻟﻺﻣﺑرﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ
واﺣﺗﻛﺎراﺗﮭﺎ و ﻟﻘوى اﻟﺗﺧﻠف اﻟﻌرﺑﻲ دﯾﻣوﻣﺗﮭﺎ و
اﺳﺗﻣرارھﺎ .
) اﻧﺗﮭﻰ ( .
ﺧطﻲ ..و اﻟﻛﻠﻣﺔ دي ﻟ ﱠﯾﺎ
ا ﻟﺧط ده ّ
ﻏطﻲ ..ﺑﺎﻟدﻣﻊ ﯾﺎ ﻋﯾﻧﻲّ
ﻏطﻲ اﻟورق ّ
ّ
ﺷطﻲ ..و اﻷرض ﻋرﺑﯾﺔ
ﺷط اﻟزﺗون ّ
ﻧﺳﺎﯾﻣﮭﺎ أﻧﻔﺎﺳﻲ ..و ﺗراﺑﮭﺎ ﻣن ﻧﺎﺳﻲ
و إن ﻛﻧت أﻧﺎ ﻧﺎﺳﻲ ..ﻣﺎ ﺣﺗﻧﺳﺎﻧﯾش ھﻲّ
ﺧطﻲ ..و اﻟﻛﻠﻣﺔ دي ﻟﻲﱠ
اﻟﺧط ده ّ
ﻻﻛﺗب ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﻲ ..ﯾﺣرم ﻋﻠﯾﻛﻲ اﻟﻧوم
و اﺣﺑس ﺿﯾﺎ ﻋﯾﻧﻲ ..ﺑدﻣوﻋﻲ طول اﻟﯾوم
ﻗﺑل اﻟوﻓﺎ ﺑدﯾﻧﻲ ..زَ ي اﻟﺻﻼ و اﻟﺻوم
ده اﻟدﯾن ﻓﻲ ﻋُرف اﻟﺣر ..ھم و ﻣذﻟﺔ و ﻣر
و ھﻣوم ﺗﺟﯾب و ﺗﺟُر ..أﺣزان ﻣﺧﺑ ِ ﯾﱠﺔ
***
ﻻﻛﺗب ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻲ ..و اﻟﺣﺑر ﻣن دﻣﻲ
ﯾﺎ ﻋِ زوﺗﻲ ﻛﻔﻲ ..ﯾﺎ ھﻣﺗﻲ ﺿﻣﻲ
ﺣﻧوﻓﻲ ..ﺑﺎﻟوﻋد ﺣﻧﺳﻣّﻲ
أول ﻣﺎ َ
ﺑﺎﺳم اﻟﻠﻲ ﻣﺎﺗوا ﺻﻐﺎر ..ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ و اﻟدار
و اﻟﻣﺻﻧﻊ اﻟﻠﻲ اﻧﮭﺎر ..ﻓوق اﻟﺻﻧﺎﯾﻌﯾﺔ
اﻟﺧط ده ﺧطﻲ ..و اﻟﻛﻠﻣﺔ دي ﻟﻲﱠ
***
دورٌ ﻣﺻريﱞ ﻣﻧﺷود ..
د .ﺻﺑﺣﻲ ﻏﻧدور
ب أھﻠﯾﺔ وﻣن ﺗﻧﺎﻓس اﻟﻘوى اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑرى وﻣن وﺟود ﻣﺷﺎرﯾﻊ " إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ " ھﺎﻣّﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻣّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻵن ﻣن ﺣرو ٍ
ﺟوارھﺎ ،وﻓﻲ ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣﺣﺗل ّ إﺳراﺋﯾﻠﯾﺎ ً .ﻟﻛن اﻷزﻣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗﻌﻠﺔ اﻵن ﺳﺑﺑﮭﺎ أﺻﻼ ً وأﺳﺎﺳﺎ ً ﺣﺎل اﻟﺿﯾﺎع واﻟﻔراغ ﻓﻲ
اﻷﻣّﺔ ،واﻻﻧﺷداد واﻻﺳﺗﻘطﺎب اﻟﻘوي اﻟﺣﺎﺻل ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،دون وﺟود ﺣدﱟ أدﻧﻰ ﻣن رؤﯾﺔ ﻋرﺑﯾﺔ
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،أو " ﻣﺷروع ﻋرﺑﻲ" ﯾﻣﻸ ھذا اﻟﻔراغ اﻟﺣﺎﺻل ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف ﺳﺑﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻏﺎدرت
ﻣﺻر دورھﺎ اﻟطﻠﯾﻌﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،وﻟم ﺗﻌد ﺑﻌ ُد إﻟﯾﮫ ﻣﻧذ ﻣﻌﺎھدات "ﻛﺎﻣب دﯾﻔﯾد " .
اﻷﻣّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘود ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺟوارھﺎ اﻟﻌرﺑﻲ
واﻹﻓرﯾﻘﻲ واﻵﺳﯾوي ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك اﻟﺗﺣرّ ر اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﻗوى اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
اﻷﻣّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﻛﺎن أزھرھﺎ اﻟﺷرﯾف ﯾﻧﺷر ﺗﻌﺎﻟﯾم وﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾف ﻓﻲ ﻛل ّ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم
،ﺑﻌﯾدا ً ﻋن اﻟﺗطرّ ف واﻟﺗﻌﺻّ ب وﺟﮭل اﻟﻔﺗﺎوى .
اﻷﻣّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻘدّ ﻣﺔ دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ واﻟراﺋدة ﻟﻘﺿﺎﯾﺎھﺎ اﻟﻘوﻣﯾﺔ واﻟوطﻧﯾﺔ ،واﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻟﺻﯾﻎ
وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺷﺗرك ،واﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷزﻣﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ .
اﻷﻣّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺻر ﻛل ﱢ اﻟﻌرب .
ﻟﻛن ﻣﺻر ﻣﺷﻐوﻟﺔ ﻛﺛﯾرا ً ﺧﻼل ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺄﻣورھﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻣﻧطﻘ ٍﺔ ﻻ ﺗﻧﺗظر اﻷﺣداث ﻓﯾﮭﺎ "ﻋودة ﻣﺻر" ﺑل ﯾُﺣﺎول
اﻟﺑﻌض اﺳﺗﺑﺎق ﻋودﺗﮭﺎ ﺑﺗرﺗﯾب أوﺿﺎع ﻛﯾﺎﻧﺎت وأوطﺎن وأﻧظﻣﺔ ﺗُﺣﯾط ﺑﻣﺻر ﺟﻧوﺑﺎ ً وﻏرﺑﺎ ً وﺷرﻗﺎ ً .
ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻠوم ﺑﻌد ﻛﯾف ﺳﺗﻛون اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻣﺣﯾط ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﻲ ﺧﻼل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ،وﻛﯾف ﺳﺗﺗﻐﯾّر اﻷوطﺎن
وﻣوازﯾن اﻟﻘوى ﻋﻠﻰ اﻷرض ،وﻣن اﻟذي ﺳﺗدﻋم اﻟﻘوى اﻟﺧﺎر ﺟﯾﺔ اﺳﺗﻣراره وﻣن ﺳﺗﺣﺎرﺑﮫ ،ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺗُراھن إﺳراﺋﯾل
ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣﺗﺻﺎرﻋﺔ ﻣﻊ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﻣﺷﻠول ٌ ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣﺻري وﻋﺎﺟزٌ ﻋن اﻟﺣرﻛﺔ ﺧﺎرج ﺣدوده!.
ً
ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺋﮭﺎ
ﺣرﯾﺻﺔ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ وﺣﻘوق ﺷﻌوب اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،ﺑﻌد أن اﺳﺗﻌﻣر ھذه
ٌ
وﻛم ھو ﺳﺎذ ٌج ﻣن ﯾﻌﺗﻘد أنّ اﻟﻘوى اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑرى
اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻋد ٌد ﻣن ھذه اﻟﻘوى اﻟﻛﺑرى وﻟﻌﻘو ٍد طوﯾﻠﺔ ،واﺳﺗﻌﻣﺎرھﺎ ھذا ﻛﺎن ھو اﻟﻣﺳؤول اﻷول ﻋن ﺗﺧﻠ ّﻔﮭﺎ وﻋن أﻧظﻣﺗﮭﺎ
وﻋن ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ ،ﺛمّ ﻋن زرع إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮭﺎ ،وﻋن اﺣﺗﻼل ﻓﻠﺳطﯾن وﺗﺷرﯾد ﺷﻌﺑﮭﺎ ،وﻋن اﺳﺗﻧزاف اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة ﻟﮭﺎ
ب ﻣﺗواﺻﻠﺔ .وﻗد ﻛﺎن ﺑﻌض ھذه اﻟدول اﻟﻛﺑرى ﻣﺳﺎھﻣﺎ ً ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس اﻟﻧواة اﻷوﻟﻰ ﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗطرّ ف واﻹرھﺎب
ﻓﻲ ﺣرو ٍ
ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺛمّ ﻓﻲ ﺗﺳﮭﯾل وﺟود ھذ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻧﺗﺷﺎرھﺎ ﺑدول اﻟﻣﺷرق اﻟﻌرﺑﻲ .وھﺎھﻲ اﻵن ،ھذه اﻟدول اﻟﻛﺑرى،
ﺗﺗﺣدّ ث ﻋن أﻣن وﺣرّ ﯾﺔ وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﻌوب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﺎ ﯾزال ﻣرﻓوﺿﺎ ً ﻟدﯾﮭﺎ ﺣدوث أي اﻧﺗﻔﺎﺿﺔ ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺿدّ اﻻﺣﺗﻼل
اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ،ﻓﻛﯾف ﺑﻣﻘﺎوﻣﺗﮫ ﻋﺳﻛرﯾﺎ ً ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺷﺟّ ﻌت ھذه اﻟدول ﺑﻌض ﺷﻌوب اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻧف اﻟﻣﺳﻠ ّﺢ ﻣن
أﺟل ﺗﻐﯾﯾر ﺣﻛوﻣﺎﺗﮭﺎ !!.
ﻗد ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺑﻌض أنّ اﻹﺷﺎرة اﻵن إﻟﻰ ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺧﻣﺳﯾﻧﺎت واﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ھﻲ ﻣﺟرّ د ﺣﻧﯾن ﻋﺎطﻔﻲ ﻟﻣرﺣﻠ ٍﺔ وﻟ ّت
ت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻣذھﺑﯾﺔ ﻋﻣرھﺎ أﻛﺛر ﻣن 14ﻗرﻧﺎ ً ،وﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻠك
ت وﺧﻼﻓﺎ ٍ
وﻟن ﺗﻌود ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾُﻐرق ھذا اﻟﺑﻌض اﻷﻣﱠﺔ ﻓﻲ ﺻراﻋﺎ ٍ
اﻟﺻراﻋﺎت ﻟن ﺗﻛون إﻋﺎدة ﻧﮭﺿﺔ اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑل ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ دوﯾﻼت طﺎﺋﻔﯾﺔ وﻣذھﺑﯾﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻹﺻرار اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ
ت دﯾﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻋﺗراف ﻓﻠﺳطﯾﻧﻲ وﻋرﺑﻲ ﺑﺎﻟﮭُوﯾّﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ ﻟدوﻟﺔ إﺳراﺋﯾل ،ﻓﺗﻛون "اﻟدوﻟﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ" ﻧﻣوذﺟﺎ ً ﻟدوﯾﻼ ٍ
وﻣذھﺑﯾﺔ ﻣﻧﺷودة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛﻠ ّﮭﺎ ! .ﻓﺎﻟﯾوم ﺗﺷﮭد ﻛل ﺑﻼد اﻟﻌرب "ﺣوادث" و"أﺣﺎدﯾث" طﺎﺋﻔﯾﺔ وﻣذھﺑﯾﺔ وإﺛﻧﯾﺔ ﻟﺗﻔﺗﯾت
اﻷوطﺎن ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻻ اﻟﮭوﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺣدھﺎ.
ﻟﻣﺎض ﯾﻔﺗﻘده
ٍ
إنّ اﺳﺗذﻛﺎر ﺣﻘﺑﺔ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر ﻟﯾﺳت اﺑﺗﻌﺎدا ً ﻋن اﻟﺣﺎﺿر أو ﺗﺟﺎھﻼ ً ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل أو ﺣﻧﯾﻧﺎ ً
ﻧﮭﺞ ﺳﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﻣﻘﺎﺑل ﻧﮭﺞ " ﻧﺎﺻري"
ﻋﺷرات اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻌرب ،ﺑل ھو دﻋوة ٌ ﻟﻠﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ٍ
ت ﻟم ﺗزل ﻣﺳﺗﻣرّ ة ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻟﻛن ﻟم ﺗﺷﮭد اﻷﻣّﺔ
ت أﻛﺑر ،داﺧﻠﯾﺎ ً وﺧﺎرﺟﯾﺎ ً ،وواﺟﮫ ﺻراﻋﺎ ٍ
واﺟﮫ أزﻣﺎ ٍ
ت وذل ﱟ وھوان.
ت وﺗﻔ ّﺗ ٍ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺻر ﺗﻘودھﺎ ﻣﺎ ﺗﺷﮭده اﻵن ﻣن اﻧﻘﺳﺎﻣﺎ ٍ
ﻟﻘد اﺳﺗطﺎع ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ﻣن ﺧﻼل ﻣوﻗﻊ ﻣﺻر وﺛﻘﻠﮭﺎ اﻟﻘﯾﺎدي أن ﯾﺣﻘّق ،ﻟﻠﻣرّ ة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرب اﻟﺣدﯾث ،
ﺻﺣوةً ﻋرﺑﯾﺔ ﺗؤﻛّد ﺿرورة اﻟﺗﺣرّ ر اﻟوطﻧﻲ واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻘوﻣﻲ واﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ أ ﱠﻣ ٍﺔ ﻋرﺑﯾ ٍﺔ واﺣدة ،وﺗدﻋو إﻟﻰ وﺣد ٍة وطﻧﯾﺔ
ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ّ ﺑﻠ ٍد ﻋرﺑﻲ ،وإﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر وﻓﻲ اﻟدﻋوة ﻟﻠوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وإﻟﻰ ﻧﮭﺿ ٍﺔ ﻋرﺑﯾ ٍﺔ
ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻷطر ﻛﻠ ّﮭﺎ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﺻﺣﯾ ٌﺢ أنّ "ﻣرﺣﻠﺔ ﻧﺎﺻر" اﻧﺗﮭت ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن أرﺑﻌﺔ ﻋﻘود ،ﻟﻛن دروﺳﮭﺎ ﻟﻠﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺎ زاﻟت ﻗﺎﺋﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﮭُوﯾّﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ھﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺗﻣﺎء ﻟﻛل اﻟﻌرب وﻟم ﯾﺧﺗرﻋﮭﺎ ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر ،وھﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﺿﻣوﻧﺎ ً ﻓﻛرﯾﺎ ً وﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ً ﻗﺎﺋﻣﺎ ً ﺑذاﺗﮫ
ﻟﯾﺧﺗﻠف ﺑﺷﺄﻧﮫ اﻟﻌرب ،ﺑل ھﻲ ھُوﯾّﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻟﻛل ّ ﺳﻛّﺎن اﻷﻣّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻐضّ اﻟﻧظر ﻋن طواﺋﻔﮭم وﻣذاھﺑﮭم وأﺻوﻟﮭم
ور ﻣﺻريﱟ ﻓﺎﻋل ،وإﻟﻰ ﺗﻛﺎﻣلٍ ﺑﯾن وﺿوح اﻟﮭوﯾّﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺣﻠم ﺑﻧﮭﺿﺔ ﻋرﺑﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﯾﺣﺗﺎج ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ إﻟﻰ د ٍ
اﻹﺛﻧﯾﺔ .ﺛمّ أنّ أيﱠ ٍ
وﺑﯾن اﻟﺑﻧﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﺳﻠﯾم وﺑﯾن اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ أوﻟوﯾﺔ اﻟﺗﺣرّ ر اﻟوطﻧﻲ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻋن ﺿﻐوطﺎت
"اﻟﺧﺎرج" أو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ!.
ﺗداﻋﯾﺎتٌ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺟوارھﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،ﻣﻧذ ﺧروج ﻣﺻر ﻣن
وﻋدوان ﺧﺎرﺟﻲ ،أو
ٍ
ت وظروفٍ ﻣﺣﻠﯾﺔ ،أو ﺑﺳﺑب ﺗﺧطﯾطٍ
اﻟﺻراع اﻟﻌرﺑﻲ /اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ،ﻛﺎن ﻣﻧﮭﺎ إﻣّﺎ ﻣﺎ ھو ﺑﻔﻌل إرادا ٍ
ﻣزﯾ ٌﺞ ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻣﻌﺎ ً .
واﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺣﺻد اﻵن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾّﺎت اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ،وأﺧطر ھذه اﻟﺳﻠﺑﯾّﺎت ھو ﺗﺻﺎﻋد دور اﻟطﺎﺋﻔﯾﯾن واﻟﻣذھﺑﯾﯾن
واﻟﻣﺗطرّ ﻓﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻘطﯾﻊ أوﺻﺎل ﻛل ّ ﺑﻠ ٍد ﻋرﺑﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﺎرﯾﻊ أﺟﻧﺑﯾﺔ وﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ .ﻓﻠﯾﺳت اﻟظروف اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻘط
ھﻲ وراء ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺻراﻋﺎت ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﻠد وذاك ،ﺑل ﯾﻠﻌب أﯾﺿﺎ ً اﻟﺗدﺧّ ل اﻟدوﻟﻲ واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ دورا ً ھﺎﻣﺎ ً ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻣﺻﯾر
ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
إنّ اﻟﺻراﻋﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟدﻣوﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻵن ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﺑﻠ ٍد ﻋرﺑﻲ ،وﺑروز ظﺎھرة "داﻋش" وأﻋﻣﺎﻟﮭﺎ اﻹﺟراﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﯾﺔ ﻟﻸوطﺎن وﻟﻠﺷﻌوب ،ﻟم ﺗﺻل ﺑﻌ ُد ﻛﻠ ّﮭﺎ ﺑﺎﻟﻌرب إﻟﻰ ﻗﺎع اﻟﻣﻧﺣدر ،ﻓﻣﺎ زال أﻣﺎﻣﮭم ﻣﺧﺎطر ﻛﺛﯾرة ﻗﺑل أن ﺗﺗّﺿﺢ
ﺻورة ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭم .ﻟﻛن وﺟود ھذه اﻟﻣﺧﺎطر ﻓﻌﻼ ً ،وﻣﺎ ﺗﺷﮭده اﻵن ﺑﻼد اﻟﻌرب ﻣن أﻓﻛﺎر وﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ﺑﺎﺳم
اﻟدﯾن واﻟطﺎﺋﻔﺔ أو " اﻟﮭُوﯾّﺎت اﻹﺛﻧﯾﺔ" ﯾﺟب أن ﯾﻛون ،ھو ذاﺗﮫ ،اﻟداﻓﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹﺻﻼح اﻟﺟذري اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﻔﻛر
واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺣﻛم وﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.
إنّ اﻟﻌرب ﻛﻠ ّﮭم ﻓﻲ ﺳﻔﯾﻧﺔ واﺣدة ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت درﺟﺎﺗﮭم وﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﮭم ووظﺎﺋﻔﮭم ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ،وﻣﺻر ھﻲ اﻟرﺑّﺎن ﻓﻲ
ھذه اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ،وﺑﺗﻌطﯾل دورھﺎ ﺣﺻل اﻟﺗﯾﮫ وﺳط اﻟرﯾﺎح واﻷﻣواج اﻟﻌﺎﺗﯾﺔ ودار اﻟﺻراع ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﻘود اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ،وﻏﺎﺑت
أﯾﺿﺎ ً اﻟﺑوﺻﻠﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗوﻓّر إﻻ ّ ﺑوﺟود ﻗﯾﺎدة ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻣﺻر ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وھذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻔﻘودا ً ﻣﻧذ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎھدات ﻣﻊ
إﺳراﺋﯾل.
أﯾّﮭﺎ اﻟﻣﺻرﯾون ..أﻋﯾدوا ﻟﻣﺻر وﻟﻛل ّ اﻟﻌرب ،ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ﻧﻔﺗﻘدھﺎ ﻣﻧذ أرﺑﻌﺔ ﻋﻘود.
ﻗوﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋروﺑﺗﮭﺎ ،واﻟﺗﻲ أﻣﻧﮭﺎ ﻻ ﯾﻧﻔﺻل ﻋن أﻣن ﻣﺷرق اﻷﻣﱠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﻐرﺑﮭﺎ وﻋن وادي ﻧﯾﻠﮭﺎ اﻟﻣﻣﺗد
ﻣﺻر اﻟﺗﻲ ّ
ﻓﻲ اﻟﻌﻣق اﻹﻓرﯾﻘﻲ .ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓض اﻹﻧﻌزال واﻟﻔﺋوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل أن ﺗﺳﺗﻧزﻓﮭﺎ ﺻراﻋﺎتٌ ﻋُﻧﻔﯾﺔ أو
أﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻠﮭﯾﮭﺎ أوﺿﺎع إﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﻣﻌﺎرك ھﺎﻣﺷﯾﺔ ﻋن اﺳﺗﻌﺎدة دورھﺎ اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻣﻧﺷود .
وﺗﻣﺗد ﺟﮭود اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﺻرى إﻟﻰ ﻣﺎ وراء ﺣدود ﻣﺻر؛
ﻓﻠﻘد أﻧﺷﺊ ﻓرع ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة ﻓﻰ اﻟﺧرطوم ﯾﺿم اﻵن
1600طﺎﻟب ،ﻛذﻟك اﺷﺗرﻛت اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة
ﻓﻰ إﻧﺷﺎء ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﯾروت اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺗﺿم اﻵن 2000طﺎﻟب
،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﺳﺎﺗذة ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻧﺎ ﯾﺧدﻣون ﺑﺷرف وﺗﺟرد
ﻓﻰ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻣﻐرب ،واﻟﺟزاﺋر ،وﻟﯾﺑﯾﺎ ،واﻟﺳودان ،
وﻟﺑﻧﺎن ،واﻟﻌراق ،واﻟﺳﻌودﯾﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب 4500
ﻣدرس ،واﻟﻰ ﺟﺎﻧب 16ﻣَدرﺳﺔ وﻣﻌﮭد أﻧﺷﺄﺗﮭﺎ
اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻰ ﻋدد ﻣن ﺑﻼد إﻓرﯾﻘﯾﺎ
اﻟﻣﺗﻌطﺷﺔ ﻟﻠﻌﻠم .
وﻣن ﺷﺑﺎﺑﻧﺎ اﻵن 6100ﻣﺑﻌوث ﯾدرﺳون ﻓﻰ اﻟﺧﺎرج ،
وﯾﺣﺻﻠون آﺧر ﻣﺎ ﯾﺗوﺻل إﻟﯾﮫ اﻟﻌﻠم واﻟﻔﻛر وﯾﻌودون ﺑﮫ
؛ ﻟﯾﺿﻌوه ﻓﻰ ﺧدﻣﺔ اﻟﺗطور ..
اﻟرﺋﯾس اﻟراﺣل ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻧﺎﺻر .
Documents récents du même auteur
خيول الظلام 21 novembre 2018
الخطاب العربي المعاصر 1er avril 2018
الفتنة ـ هشام جعيط 1er avril 2018
جمال عبد الناصر دراسة في اقواله 31 juillet 2017
الاسلام بين العروبة والقومية 31 juillet 2017
مشروع دراسة عن دولة العرب 26 juillet 2017
الاصل في حرية التعبير 9 juillet 2017
من أجل النصر .. دروس من الهزيمة 3 juin 2017
الصهيونية في العقل العربي 3 juin 2017
المحدّدات الموضوعية لدور مصر 2 juin 2017
المحددات الموضوعية لدور مصر 1er juin 2017
يتساءلون ماذا بقي من ثورة 23 يوليو 21 avril 2017
الحياد المستحيل 1er avril 2017
الحقيقة الوحيدة في حرب الخليج 31 mars 2017
اعلان الحرب العالمية الثالثة 22 mars 2017
مقياس الخطر من الوجود الاجنبي 22 mars 2017
الديمقراطية والوحدة العربية 19 mars 2017
الارادة الوطنية 12 mars 2017
الصعـــــود الــــــى القمة 12 mars 2017
أرض الوطن بين الحرب والسلام 15 février 2017